ربع العادات
كتاب آداب المعيشة وأخلاق النبوة
পৃষ্ঠা - ৭১৭
فهذه كانت سيرة العلماء وعادتهم في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقلة مبالاتهم بسطوة السلاطين لكونهم اتكلوا على فضل الله تعالى أن يحرسهم ورضوا بحكم الله تعالى أن يرزقهم الشهادة فلما أخلصوا لله النية أثر كلامهم في القلوب القاسية فلينها وأزال قساوتها
وأما الآن فقد قيدت الأطماع ألسن العلماء فسكتوا وإن تكلموا لم تساعد أقوالهم أحوالهم فلم ينجحوا ولو صدقوا وقصدوا حق العلم لأفلحوا
ففساد الرعايا بفساد الملوك وفساد الملوك بفساد العلماء وفساد العلماء باستيلاء حب المال والجاه ومن استولى عليه حب الدنيا لم يقدر على الحسبة على الأراذل فكيف على الملوك والأكابر والله المستعان على كل حال
تم كتاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بحمد الله وعونه وحسن توفيقه
كتاب آداب المعيشة وأخلاق النبوة
وهو الكتاب العاشر من ربع العادات الثاني من كتب إحياء علوم الدين
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي خلق كل شيء فأحسن خلقه وترتيبه وأدب نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم فأحسن تأديبه وزكى أوصافه وأخلاقه ثم اتخذه صفيه وحبيبه ووفق للاقتداء به من أراد تهذيبه وحرم عن التخلق بأخلاقه من أراد تخييبه وصلى الله على سيدنا محمد سيد المرسلين وعلى آله الطيبين الطاهرين وسلم كثيراً
أما بعد فإن آداب الظواهر عنوان آداب البواطن وحركات الجوارح ثمرات الخواطر والأعمال نتيجة الأخلاق والآداب رشح المعارف وسرائر القلوب هي مغارس الأفعال ومنابعها وأنوار السرائر هي التي تشرق على الظواهر فتزينها وتجليها وتبدل بالمحاسن مكارهها ومساويها
ومن لم يخشع قلبه لم تخشع جوارحه
ومن لم يكن صدره مشكاة الأنوار الإلهية لم يفض على ظاهره جمال الآداب النبوية ولقد كنت عزمت على أن أختم ربع العادات من هذا الكتاب بكتاب جامع لآداب المعيشة لئلا يشق على طالبها استخراجها من جميع هذه الكتب ثم رأيت كل كتاب من ربع العادات قد أتى على جملة من الآداب فاستثقلت تكريرها وإعادتها فإن طلب الإعادة ثقيل والنفوس مجبولة على معاداة المعادات فرأيت أن أقتصر في هذا الكتاب على ذكر آداب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخلاقه المأثورة عنه بالإسناد فأسردها مجموعة فصلاً فصلاً محذوفة الأسانيد ليجتمع فيه مع جميع الآداب تجديد الإيمان وتأكيده بمشاهدة أخلاقه الكريمة التي شهد آحادها على القطع بأنه أكرم خلق الله تعالى وأعلاهم رتبة وأجلهم قدراً فكيف مجموعها ثم أضيف إلى ذكر أخلاقه ذكر خلقته ثم ذكر معجزاته التي صحت بها الأخبار ليكون ذلك معرباً عن مكارم الأخلاق والشيم ومنتزعاً عن آذان الجاحدين لنبوته صمام الصمم
والله تعالى ولي التوفيق للاقتداء بسيد المرسلين في الأخلاق والأحوال وسائر معالم الدين فإنه دليل المتحيرين ومجيب دعوة المضطرين
ولنذكر فيه أولاً بيان تأديب الله تعالى إياه بالقرآن ثم بيان جوامع من محاسن أخلاقه ثم بيان جملة من آدابه وأخلاقه ثم بيان كلامه وضحكه ثم بيان أخلاقه وآدابه في الطعام ثم بيان أخلاقه وآدابه في اللباس ثم بيان عفوه مع القدرة ثم بيان إغضائه عما كان يكره ثم بيان سخاوته وجوده ثم بيان شجاعته وبأسه ثم بيان تواضعه ثم بيان صورته وخلقته ثم بيان جوامع معجزاته وآياته صلى الله عليه وسلم
পৃষ্ঠা - ৭১৮
بيان تأديب الله تعالى حبيبه وصفيه محمداً صلى الله عليه وسلم بِالْقُرْآنِ
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَثِيرَ الضَّرَاعَةِ وَالِابْتِهَالِ دَائِمَ السُّؤَالِ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى أَنْ يُزَيِّنَهُ بِمَحَاسِنِ الْآدَابِ وَمَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ فَكَانَ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ اللَّهُمَّ حَسِّنْ خُلُقِي وَخَلْقِي (¬1) وَيَقُولُ اللَّهُمَّ جَنِّبْنِي مُنْكَرَاتِ الْأَخْلَاقِ (¬2) فَاسْتَجَابَ اللَّهُ تَعَالَى دُعَاءَهُ وَفَاءً بِقَوْلِهِ عَزَّ وجل {ادعوني أستجب لكم} فأنزل عليه القرآن وأدبه به فكان خلقه القرآن
قال سعد بن هشام دخلت على عائشة رضي الله عنها وعن أبيها فسألتها عن أخلاق رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ أما تقرأ القرآن قلت بلى قالت كان خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم الْقُرْآنَ (¬3)
وَإِنَّمَا أَدَّبَهُ الْقُرْآنُ بِمِثْلِ قَوْلِهِ تَعَالَى {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} وَقَوْلِهِ {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ} وَقَوْلِهِ {وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ من عزم الأمور} وقوله {ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور} وَقَوْلِهِ {فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المحسنين} وقوله {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لكم} وَقَوْلِهِ {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم} وقوله {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ المحسنين} وَقَوْلِهِ {اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بعضاً} ولما كسرت رباعيته وشج يوم أحد فجعل الدم يسيل على وجهه وهو يمسح الدم ويقول كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيهم بالدم وهو يدعوهم إلى ربهم (¬4) فأنزل الله تعالى {ليس لك من الأمر شيء} تأديباً له على ذلك
وَأَمْثَالُ هَذِهِ التَّأْدِيبَاتِ فِي الْقُرْآنِ لَا تُحْصَرُ وهو صلى الله عليه وسلم الْمَقْصُودُ الْأَوَّلُ بِالتَّأْدِيبِ وَالتَّهْذِيبِ ثُمَّ مِنْهُ يُشْرِقُ النُّورُ عَلَى كَافَّةِ الْخَلْقِ فَإِنَّهُ أُدِّبَ بِالْقُرْآنِ وَأَدَّبَ الْخَلْقَ بِهِ وَلِذَلِكَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الْأَخْلَاقِ (¬5) ثُمَّ رغب الخلق في محاسن الأخلاق بما أوردناه في كتاب رياضة النفس وتهذيب الأخلاق فلا نعيده ثُمَّ لَمَّا أَكْمَلَ اللَّهُ تَعَالَى خُلُقَهُ أَثْنَى عَلَيْهِ فَقَالَ تَعَالَى {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} فسبحانه ما أعظم شأنه وأتم امتنانه ثم انظر إلى عميم لطفه وعظيم فضله كيف أعطى ثم أثني فهو الذي زينه بالخلق الكريم ثم أضاف إليه ذلك فقال {وإنك لعلى خلق عظيم} ثم بين رسول الله صلى الله عليه وسلم لِلْخَلْقِ أَنَّ اللَّهَ يُحِبُّ مَكَارِمَ الْأَخْلَاقِ وَيَبْغَضُ سَفْسَافَهَا (¬6) قَالَ علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَا عَجَبًا لِرَجُلٍ مُسْلِمٍ يَجِيئُهُ أَخُوهُ الْمُسْلِمُ فِي حَاجَةٍ فَلَا يَرَى نَفْسَهُ لِلْخَيْرِ أَهْلًا فَلَوْ كَانَ لَا يَرْجُو ثَوَابًا وَلَا يَخْشَى عِقَابًا لَقَدْ كَانَ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يُسَارِعَ إِلَى مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ فَإِنَّهَا مِمَّا تَدُلُّ عَلَى سَبِيلِ النجاة
فقال له رجل أسمعته من رسول الله
¬_________
(¬1) حديث كان يَقُولُ فِي دُعَائِهِ اللَّهُمَّ حَسِّنْ خُلُقِي وَخَلْقِي أخرجه أحمد من حديث ابن مسعود ومن حديث عائشة ولفظهما اللهم أحسنت خلقي فأحسن خلقي وإسنادهما جيد وحديث ابن مسعود رواه ابن حبان
(¬2) حديث اللهم جنبني منكرات الأخلاق أخرجه الترمذي وحسنه والحاكم وصححه واللفظ له من حديث قطبة بن مالك وقال الترمذي اللهم إني أعوذ بك
(¬3) حديث سعد بن هشام دخلت على عائشة فسألتها عن أخلاق رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ كان خلقه القرآن رواه مسلم ووهم الحاكم في قوله إنهما لم يخرجاه
(¬4) حديث كسرت رباعيته صلى الله عليه وسلم يوم أحد الحديث في نزول {ليس لك من الأمر شيء} أخرجه مسلم من حديث أنس وذكره البخاري تعليقا
(¬5) حديث بعثت لأتمم مكارم الأخلاق أخرجه أحمد والحاكم والبيهقي من حديث أبي هريرة قال الحاكم صحيح على شرط مسلم وقد تقدم في آداب الصحبة
(¬6) حديث إن الله يحب معالي الأخلاق ويبغض سفسافها أخرجه البيهقي من حديث سهل بن سعد متصلا ومن رواية طلحة بن عبيد بن كريز مرسلا ورجالهما ثقات
পৃষ্ঠা - ৭১৯
صلى الله عليه وسلم فقال نعم وما هو خير منه لما أتى بسبايا طيء وقفت جارية في السبي فقالت يا محمد إن رأيت أن تخلي عني ولا تشمت بي أحياء العرب فإني بنت سيد قومي وإن أبي كان يحمي الذمار ويفك العاني ويشبع الجائع ويطعم الطعام ويفشي السلام ولم يرد طالب حاجة قط أنا ابنة حاتم الطائي
فقال صلى الله عليه وسلم يا جارية هذه صفة المؤمنين حقاً لو كان أبوك مسلماً لترحمنا عليه خلوا عنها فإن أباها كان يحب مكارم الأخلاق وإن الله يحب مكارم الأخلاق فقام أبو بردة بن نيار فقال يا رسول الله الله يحب مكارم الأخلاق فقال والذي نفسي بيده لا يدخل الجنة إلا حسن الأخلاق (¬1) وعن معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إِنَّ اللَّهَ حَفَّ الْإِسْلَامَ بِمَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ وَمَحَاسِنِ الْأَعْمَالِ (¬2) وَمِنْ ذَلِكَ حُسْنُ الْمُعَاشَرَةِ وَكَرَمُ الصَّنِيعَةِ وَلِينُ الْجَانِبِ وَبَذْلُ الْمَعْرُوفِ وَإِطْعَامُ الطَّعَامِ وَإِفْشَاءُ السلام وعيادة المريض المسلم براً كان أو فاجراً وتشييع جنازة المسلم وَحُسْنُ الْجِوَارِ لِمَنْ جَاوَرْتَ مُسْلِمًا كَانَ أَوْ كَافِرًا وَتَوْقِيرُ ذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ وَإِجَابَةُ الطَّعَامِ وَالدُّعَاءُ عَلَيْهِ وَالْعَفْوُ وَالْإِصْلَاحُ بَيْنَ النَّاسِ وَالْجُودُ والكرم والسماحة والابتداء بالسلام وكظم الغيظ والعفو عن الناس واجتناب ما حرمه الإسلام من اللهو والباطل والغناء والمعازف كلها وكل ذي وتر وكل ذي دخل والغلبة وَالْكَذِبِ وَالْبُخْلِ وَالشُّحِّ وَالْجَفَاءِ وَالْمَكْرِ وَالْخَدِيعَةِ وَالنَّمِيمَةِ وَسُوءِ ذَاتِ الْبَيْنِ وَقَطِيعَةِ الْأَرْحَامِ وَسُوءِ الْخُلُقِ وَالتَّكَبُّرِ وَالْفَخْرِ وَالِاخْتِيَالِ وَالِاسْتِطَالَةِ وَالْبَذَخِ وَالْفُحْشِ وَالتَّفَحُّشِ وَالْحِقْدِ وَالْحَسَدِ وَالطِّيَرَةِ وَالْبَغْيِ وَالْعُدْوَانِ وَالظُّلْمِ
قَالَ أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
فَلَمْ يَدَعْ نَصِيحَةً جَمِيلَةً إِلَّا وَقَدْ دَعَانَا إِلَيْهَا وَأَمَرَنَا بِهَا ولم يدع غشاً أو قال عيباً أو قال شيناً إِلَّا حَذَّرَنَاهُ وَنَهَانَا عَنْهُ (¬3) وَيَكْفِي مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ هَذِهِ الْآيَةُ {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ والإحسان} الآية وَقَالَ معاذ أَوْصَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم فقال يا معاذ أوصيك باتقاء اللَّهِ وَصِدْقِ الْحَدِيثِ وَالْوَفَاءِ بِالْعَهْدِ وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ وَتَرْكِ الْخِيَانَةِ وَحِفْظِ الْجَارِ وَرَحْمَةِ الْيَتِيمِ وَلِينِ الْكَلَامِ وَبَذْلِ السَّلَامِ وَحُسْنِ الْعَمَلِ وَقَصْرِ الْأَمَلِ وَلُزُومِ الْإِيمَانِ وَالتَّفَقُّهِ فِي الْقُرْآنِ وَحُبِّ الْآخِرَةِ وَالْجَزَعِ مِنَ الْحِسَابِ وَخَفْضِ الْجَنَاحِ وَأَنْهَاكَ أَنْ تَسُبَّ حَكِيمًا أَوْ تُكَذِّبَ صَادِقًا أَوْ تُطِيعَ آثِمًا أَوْ تَعْصِيَ إِمَامًا عَادِلًا أَوْ تُفْسِدَ أَرْضًا وَأُوصِيكَ بِاتِّقَاءِ اللَّهِ عِنْدَ كُلِّ حَجَرٍ وَشَجَرٍ وَمَدَرٍ وَأَنْ تُحْدِثَ لِكُلِّ ذَنْبٍ تَوْبَةً السِّرُّ بِالسِّرِّ وَالْعَلَانِيَةُ بِالْعَلَانِيَةِ (¬4) فَهَكَذَا أَدَّبَ عِبَادَ اللَّهِ وَدَعَاهُمْ إِلَى مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ وَمَحَاسِنِ الْآدَابِ
بيان جملة من محاسن أخلاقه التي جمعها بعض العلماء والتقطها من
الأخبار
فقال كَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْلَمَ النَّاسِ (¬5)
وأشجع الناس (¬6)
وأعدل الناس (¬7)
وأعف الناس لم تمس يده قط
¬_________
(¬1) حديث على قوله واعجبا لِرَجُلٍ مُسْلِمٍ يَجِيئُهُ أَخُوهُ الْمُسْلِمُ فِي حَاجَةٍ فلا يرى نفسه للخير أهلا الحديث وفيه مرفوعا لما أتي بسبايا طيء وقفت جارية في السبي فقالت يا محمد إن رأيت أن تخلي عني الحديث أخرجه الترمذي الحكيم في نوادر الأصول بإسناد فيه ضعف
(¬2) حديث معاذ حف الإسلام بمكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال الحديث بطوله لم أقف له على أصل ويغني عنه حديث معاذ الآتي بعده بحديث
(¬3) حديث أنس لم يدع صلى الله عليه وسلم نَصِيحَةً جَمِيلَةً إِلَّا وَقَدْ دَعَانَا إِلَيْهَا وَأَمَرَنَا بها له أقف له على إسناد وهو صحيح من حيث الواقع
(¬4) حديث يا معاذ أوصيك باتقاء الله وصدق الحديث الحديث أخرجه أبو نعيم في الحلية والبيهقي في الزهد وقد تقدم في آداب الصحبة
(¬5) حديث كَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْلَمَ النَّاسِ أخرجه أبو الشيخ في كتاب أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم من رواية عبد الرحمن بن أبزي كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أحلم الناس الحديث وهو مرسل وروى أبو حاتم بن حبان من حديث عبد الله بن سلام في قصة إسلام زيد بن شعثة من أحبار اليهود وقول زيد لعمر بن الخطاب يا عمر كل علامات النبوة قد عرفتها في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين نظرت إليه إلا اثنتين لم أخبرهما منه يسبق حلمه جهله ولا تزيده شدة الجهل عليه إلا حلما فقد اختبرتهما الحديث
(¬6) الحديث أنه كان أشجع الناس متفق عليه من حديث أنس
(¬7) حديث كان أعدل الناس أخرجه الترمذي في الشمائل من حديث علي بن أبي طالب في الحديث الطويل في صفته صلى الله عليه وسلم لايقصر عن الحق ولا يجاوزه وفيه قد وسع الناس بسطه وخلقه فصار لهم أبا وصاروا عنده في الحق سواء الحديث وفيه من لم يسم
পৃষ্ঠা - ৭২০
يَدَ امْرَأَةٍ لَا يَمْلِكُ رِقَّهَا أَوْ عِصْمَةَ نِكَاحِهَا أَوْ تَكُونُ ذَاتَ مَحْرَمٍ مِنْهُ (¬1)
وَكَانَ أَسْخَى النَّاسِ (¬2) لَا يَبِيتُ عِنْدَهُ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ وَإِنْ فَضَلَ شَيْءٌ وَلَمْ يَجِدْ مَنْ يُعْطِيهِ وَفَجَأَهُ اللَّيْلُ لَمْ يَأْوِ إِلَى مَنْزِلِهِ حَتَّى يَتَبَرَّأَ مِنْهُ إِلَى مَنْ يَحْتَاجُ إِلَيْهِ (¬3) لا يأخذ مما آتاه الله إلا قوت عامه فقط من أيسر ما يجد من التمر والشعير وَيَضَعُ سَائِرَ ذَلِكَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ (¬4) لَا يُسْأَلُ شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ (¬5) ثُمَّ يَعُودُ عَلَى قُوتِ عَامِهِ فَيُؤْثِرُ مِنْهُ حَتَّى أَنَّهُ رُبَّمَا احتاج قبل انقضاء العام إن لم يأته شيء (¬6) وَكَانَ يَخْصِفُ النَّعْلَ وَيُرَقِّعُ الثَّوْبَ وَيَخْدِمُ فِي مهنة أهله (¬7) ويقطع اللحم معهن (¬8) وَكَانَ أَشَدَّ النَّاسِ حَيَاءً لَا يَثْبُتُ بَصَرُهُ في وجه أحد (¬9) ويجيب دعوة العبد والحر (¬10) ويقبل الهدية ولو أنها جرعة لبن أو فخذ أرنب ويكافيء عليها (¬11)
¬_________
(¬1) حديث كان أعف الناس لم تَمَسَّ يَدُهُ قَطُّ يَدَ امْرَأَةٍ لَا يَمْلِكُ رِقَّهَا أَوْ عِصْمَةَ نِكَاحِهَا أَوْ تَكُونُ ذَاتَ محرم له أخرجه الشيخان من حديث عائشة ما مست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم يد امرأة إلا امرأة يملكها
(¬2) حديث كان صلى الله عليه وسلم أسخى الناس أخرجه الطبراني في الأوسط من حديث أنس فضلت على الناس بأربع بالسخاء والشجاعة الحديث ورجاله ثقات وقال صاحب الميزان إنه منكر وفي الصحيحين من حديثه كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أجود الناس واتفقا عليه من حديث ابن عباس وتقدم في الزكاة
(¬3) حديث كان لا يبيت عنده دينار ولا درهم قط وإن فضل وَلَمْ يَجِدْ مَنْ يُعْطِيهِ وَفَجَأَهُ اللَّيْلُ لَمْ يأو إلى منزله حتى يبرأ منه إلى من يحتاج إليه أخرجه أبو داود من حديث بلال في حديث طويل فيه أهدى صاحب فدك لرسول الله صلى الله عليه وسلم اربع ركائب عليهن كسوة وطعام وبيع بلال لذلك ووفا دينه ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد في المسجد وحده وفيه قال فضل شيء قلت نعم ديناران قال انظر أن تريحني منهما فلست بداخل على أحد من أهلي حتى تريحني منهما فلم يأتنا أحد فبات في المسجد حتى أصبح وظل في المسجد اليوم الثاني حتى إذا كان في آخر النهار جاء راكبان فانطلقت بهما فكسوتهما وأطعمتهما حتى إذا صلى العتمة دعاني فقال ما فعل الذي قبلك قلت قد أراحك الله منه فكبر وحمد الله شفقا من أن يدركه الموت وعنده ذلك ثم اتبعته حتى جاء أزواجه الحديث وللبخاري من حديث عقبة بن الحارث ذكرت وأنا في الصلاة فكرهت أن يمسى ويبيت عندنا فأمرت بقسمته ولأبي عبيد في غريبه من حديث الحسن بن محمد مرسلا كان لا يقبل مالا عنده ولا يبيته
(¬4) حديث كان لا يأخذ مما آتاه الله إلا قوت عامه فقط من أيسر ما يجد من التمر والشعير ويضع سائر ذلك في سبيل الله متفق عليه بنحوه من حديث عمر بن الخطاب وقد تقدم في الزكاة
(¬5) حديث كان لا يسئل شيئا إلا أعطاه أخرجه الطيالسي والدارمي من حديث سهل بن سعد وللبخاري من حديثه في الرجل الذي ساله الشملة فقيل له سالته إياها وقد علمت أنه لا يرد سائلا الحديث ولمسلم من حديث أنس ما سئل على الإسلام شيئا إلا أعطاه وفي الصحيحين من حديث جابر ما سئل شيئا قط فقال لا
(¬6) حديث أنه كان يؤثر مما ادخر لعياله حتى ربما احتاج قبل انقضاء العام هذا معلوم ويدل عليه ما رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه من حديث ابن عباس أنه صلى الله عليه وسلم توفى ودرعه مرهونة بعشرين صاعا من طعام أخذه لأهله وقال ابن ماجه بثلاثين صاعا من شعير وإسناده جيد والبخاري من حديث عائشة توفي ودرعه مرهونة عند يهودي بثلاثين وفي رواية البيهقي بثلاثين صاعا من شعير
(¬7) حديث وكان صلى الله عليه وسلم يخصف النعل ويرقع الثوب ويخدم في مهنة أهله أخرجه أحمد من حديث عائشة كان يخصف نعله ويخيط ثوبه ويعمل في بيته كما يعمل أحدكم في بيته ورجاله رجال الصحيح ورواه أبو الشيخ بلفظ ويرقع الثوب وللبخاري من حديث عائشة كان يكون في مهنة أهله
(¬8) حديث أنه كان يقطع اللحم أخرجه أحمد من حديث عائشة أرسل إلينا آل أبي بكر بقائمة شاة ليلا فأمسكت وقطع رسول الله صلى الله عليه وسلم أو قالت فأمسك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقطعت وفي الصحيحين من حديث عبد الرحمن بن أبي بكر في أثناء حديث وأيم الله ما من الثلاثين ومائة إلا حز له رسول الله صلى الله عليه وسلم من سواد بطنها
(¬9) حديث كان من أشد الناس حياء لا يثبت بصره في وجه أحد أخرجه الشيخان من حديث أبي سعيد الخدري قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها
(¬10) حديث كان يجيب دعوة العبد والحر أخرجه الترمذي وابن ماجه والحاكم من حديث أنس كان يجيب دعوة المملوك قال الحاكم صحيح الإسناد قلت بل ضعيف وللدارقطني في غرائب مالك وضعفه والخطيب في أسماء من روى عن مالك من حديث أبي هريرة كان يجيب دعوة العبد إلى أي طعام دعى ويقول لو دعيت إلى كراع لأجبت وهذا بعمومه دال على إجابة دعوة الحر وهذه القطعة الأخيرة عند البخاري من حديث أبي هريرة وقد تقدم وروى ابن سعد من رواية حمزة بن عبد الله بن عتبة كان لا يدعوه أحمر ولا أسود من الناس إلا أجابه الحديث وهو مرسل
(¬11) حديث كان يقبل الهدية ولو أنها جرعة لبن أو فخذ أرنب ويكافئ عليها أخرجه البخاري من حديث عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية ويثيب عليها وأما ذكر جرعة اللبن وفخذ الأرنب ففي الصحيحين من حديث أم الفضل أنها أرسلت بقدح لبن إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو واقف بعرفة فشربه ولأحمد من حديث عائشة أهدت أم سلمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم لبنا الحديث وفي الصحيحين من حديث أنس أن أبا طلحة بعث بورك أرنب أو فخذها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبله
পৃষ্ঠা - ৭২১
وَيَأْكُلُهَا وَلَا يَأْكُلُ الصَّدَقَةَ (¬1) وَلَا يَسْتَكْبِرُ عَنْ إِجَابَةِ الْأَمَةِ وَالْمِسْكِينِ (¬2) يَغْضَبُ لِرَبِّهِ وَلَا يَغْضَبُ لنفسه (¬3) وينفذ الحق وإن عاد ذلك عليه بالضرر أو على أصحابه
وعرض عليه الانتصار بالمشركين على المشركين وهو في قلة وحاجة إلى إنسان واحد يزيده في عدد من معه فأبى وقال أنا لا أنتصر بمشرك (¬4) وجد من فضلاء أصحابه وخيارهم قتيلاً بين اليهود فلم يحف عَلَيْهِمْ وَلَا زَادَ عَلَى مُرِّ الْحَقِّ بَلْ وَدَاهُ بِمِائَةِ نَاقَةٍ وَإِنَّ بِأَصْحَابِهِ لَحَاجَةً إِلَى بَعِيرٍ وَاحِدٍ يَتَقَوَّوْنَ بِهِ (¬5) وَكَانَ يَعْصِبُ الْحَجَرَ على بطنه مرة من الجوع (¬6) ومرة يَأْكُلُ مَا حَضَرَ وَلَا يَرُدُّ مَا وَجَدَ ولا يتورع عن مطعم حلال وإن وَجَدَ تَمْرًا دُونَ خُبْزٍ أَكَلَهُ (¬7) وَإِنْ وَجَدَ شِوَاءً أَكَلَهُ وَإِنْ وَجَدَ خُبْزَ بُرٍّ أَوْ شعير أكله وإن وجد حلواً أَوْ عَسَلًا أَكَلَهُ وَإِنْ وَجَدَ لَبَنًا دُونَ خبزاكتفى بِهِ وَإِنْ وَجَدَ بِطِّيخًا أَوْ رُطَبًا أَكَلَهُ لا يأكل متكئاً (¬8) ولا على خوان (¬9) منديله باطن قدميه (¬10) لَمْ يَشْبَعْ مِنْ خُبْزِ بُرٍّ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مُتَوَالِيَةٍ (¬11) حَتَّى لَقِيَ اللَّهَ تَعَالَى إِيثَارًا عَلَى نفسه لا فقراً ولا بخلاً يجيب الوليمة (¬12)
¬_________
(¬1) حديث كان يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة متفق عليه من حديث أبي هريرة وقد تقدم
(¬2) حديث كان لا يستكبر أن يمشي مع المسكين أخرجه النسائي والحاكم من حديث عبد الله بن أبي أوفى بسند صحيح وقد تقدم في الباب الثاني من آداب الصحبة ورواه الحاكم أيضا من حديث أبي سعيد الخدري وقال صحيح على شرط الشيخين
(¬3) حديث كان يغضب لربه ولا يغضب لنفسه أخرجه الترمذي في الشمائل من حديث هند ابن أبي هالة وفيه وكان لا تغضبه الدنيا وما كان منها فإذا تعدى الحق لم يقم لغضبه شيء حتى ينتصر له ولا يغضب لنفسه ولا ينتصر لها وفيه من لم يسم
(¬4) حديث وينفذ الحق وإن عاد ذلك بالضرر عليه وعلى أصحابه عرض عليه الانتصار بالمشركين على المشركين وهو في قلة وحاجة إلى إنسان واحد يزيد في عدد من معه فأبى وقال أنا لا أستنصر بمشرك أخرجه مسلم من حديث عائشة خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلما كان بحرة الوبرة أدركه رجل قد كان يذكر منه جرأة ونجدة ففرح به أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رأوه فلما أدركه قال جئت لأتبعك وأصيب معك فقال له أتؤمن بالله ورسوله قال لا قال فارجع فلن أستعين بمشرك الحديث
(¬5) حديث وجد من فضلاء أصحابه وخيارهم قتيلا بين اليهود فلم يحف عليهم فوداه بمائة ناقة الحديث متفق عليه من حديث سهل بن أبي حثمة ورافع بن خديج والرجل الذي وجد مقتولا هو عبد الله ابن سهل الأنصاري
(¬6) حديث كان يعصب الحجر على بطنه من الجوع متفق عليه من حديث جابر في قصة حفر الخندق وفيه فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم شد على بطنه حجرا وأغرب ابن حبان فقال في صحيحه إنما هو الحجز بضم الحاء وآخره زاي جمع حجزه وليس بمتابع على ذلك ويرد على ذلك ما رواه الترمذي من حديث أبي طلحة شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الجوع ورفعنا عن بطوننا عن حجر حجر فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حجرين ورجاله كلهم ثقات
(¬7) حديث كان يأكل ما حضر ولا يرد ما وجد ولا يتورع من مطعم حلال إن وجد تمرا دون خبز أكله وإن وجد خبز بر أو شعير أكله وإن وجد حلوا أو عسلا أكله وإن وجد لبنا دون خبز اكتفى به وإن وجد بطيخا أو رطبا أكله انتهى هذا كله معروف من أخلاقه ففي الترمذي من حديث أم هانئ دخل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال أعندك شيء قلت لا إلا خبز يابس وخل فقال هات الحديث وقال حسن غريب وفي كتاب الشمائل لأبي الحسن بن الضحاك بن المقرى من رواية الأوزاعي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أبالي ما رددت به الجوع وهذا معضل ولمسلم من حديث جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل أهله الأدم فقالوا ما عندنا إلا خل فدعا به الحديث وله من حديث أنس رأيته مقعيا يأكل تمرات والترمذي وصححه من حديث أم سلمة أنها قربت إليه جنبا مشويا فأكل منه الحديث وللشيخين من حديث عائشة ما شبع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أيام تباعا خبز بر حتى مضى لسبيله لفظ مسلم وفي رواية له ما شبع من خبز شعير يومين متتابعين والترمذي وصححه وابن ماجه من حديث ابن عباس كان أكثر خبزهم الشعير وللشيخين من حديث عائشة كان يحب الحلواء والعسل ولهما من حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم شرب لبنا فدعا بماء فمضمض والنسائي من حديث عائشة كان يأكل الرطب بالبطيخ وإسناده صحيح
(¬8) حديث أنه كان لا يأكل متكئا تقدم في آداب الأكل من الباب الأول
(¬9) حديث أنه كان لا يأكل على خوان تقدم في الباب المذكور
(¬10) حديث كان منديله باطن قدمه لا أعرفه من فعله وإنما المعروف فيه ما رواه ابن ماجه من حديث جابر كنا زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم قليلا ما نجد الطعام فإذا وجدناه لم يكن لنا مناديل إلا أكفنا وسواعدنا وقد تقدم في الطهارة
(¬11) حديث لم يشبع من خبر بر ثلاثة أيام متوالية حتى لقي الله تقدم في جملة الأحاديث التي قبله بثلاثة أحاديث
(¬12) حديث كان يجيب الوليمة هذا معروف وتقدم قوله لو دعيت إلى كراع لأجبت وفي الأوسط للطبراني من حديث ابن عباس أنه كان الرجل من أهل العوالي ليدعو رسول الله صلى الله عليه وسلم بنصف الليل على خبز الشعير فيجيب وإسناده ضعيف
পৃষ্ঠা - ৭২২
ويعود المرضى (¬1) ويشهد الجنائز ويمشي وحده بين أعدائه بلا حارس (¬2) أَشَدَّ النَّاسِ تَوَاضُعًا وَأَسْكَنَهُمْ فِي غَيْرِ كِبْرٍ (¬3) وَأَبْلَغَهُمْ فِي غَيْرِ تَطْوِيلٍ (¬4) وَأَحْسَنَهُمْ بِشْرًا (¬5) لَا يهوله شيء من أمور الدنيا (¬6) ويلبس ما وجد فمرة شملة ومرة برد حبرة يمانياً ومرة جبة صوف ما وجد من المباح لبس (¬7) وخاتمه فضة (¬8) يلبسه في خنصره الأيمن (¬9) والأيسر (¬10) يردف خلفه عبده أو غيره (¬11) يركب ما أمكنه مرة فرساً ومرة بعيراً ومرة بغلة شهباء ومرة حماراً ومرة يمشي راجلاً حافياً بلا رداء ولا عمامة ولا قلنسوة يَعُودُ الْمَرْضَى فِي أَقْصَى الْمَدِينَةِ (¬12) يُحِبُّ الطِّيبَ ويكره الرائحة
¬_________
(¬1) حديث كان يعود المريض ويشهد الجنازة أخرجه الترمذي وضعفه ابن ماجه والحاكم وصححه من حديث أنس ورواه الحاكم من حديث سهل بن حنيف وقال صحيح الإسناد وفي الصحيحين عدة أحاديث من عيادته للمرضى وشهوده للجنائز
(¬2) حديث كان يمشي وحده بين أعدائه بلا حارس أخرجه الترمذي والحاكم من حديث عائشة كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يحرس حتى نزلت هذه الآية {والله يعصمك من الناس} فأخرج رأسه من القبة فقال انصرفوا فقد عصمني الله قال الترمذي غريب وقال الحاكم صحيح الإسناد
(¬3) حديث كان أشد الناس تواضعاً وأسكنهم من غير كبر رواه ابو الحسن بن الضحاك في الشمائل من حديث أبي سعيد الخدري في صفته صلى الله عليه وسلم هين المؤنة لين الخلق كريم الطبيعة جميل المعاشرة طليق الوجه إلى أن قال متواضع في غير ذلة وفيه ذائب الإطراق وإسناده ضعيف وفي الأحاديث الصحيحة الدالة على شدة تواضعه غنية عنه منها عند النسائي من حديث ابن أبي أوفى كان لا يأنف ولا يستكبر أن يمشي مع الأرملة والمسكين الحديث وقد تقدم وعند أبي داود من حديث البراء فجلس وجلسنا كأن على رءوسنا الطير الحديث ولأصحاب السنن من حديث أسامة بن شريك أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه كأنما على رءوسهم الطير
(¬4) حديث كان أبلغ الناس من غير تطويل أخرجه البخاري ومسلم من حديث عائشة كان يحدث حديثا لو عده العاد لأحصاه ولهما من حديثها لم يكن يسرد الحديث كسردكم علقه البخاري ووصله مسلم زاد الترمذي ولكنه كان يتكلم بكلام يبينه فصل يحفظه من جلس إليه وله في الشمائل من حديث ابن أبي هالة يتكلم بجوامع الكلم فصل لا فضول ولا تقصير
(¬5) حديث كان أحسنهم بشرا أخرجه الترمذي في الشمائل من حديث علي بن أبي طالب كان رسول الله صلى الله عليه وسلم دائم البشر سهل الخلق الحديث وله في الجامع من حديث عبد الله بن الحارث بن جزء ما رأيت أحدا كان أكثر تبسما من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال غريب قلت وفيه ابن لهيعة
(¬6) حديث كان لا يهوله شي من أمور الدنيا أخرجه أحمد من حديث عائشة ما أعجب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء من الدنيا وما أعجبه أحد قط إلا ذو تقى وفي لفظ له ما أعجب النبي صلى الله عليه وسلم شيء من الدنيا إلا أن يكون فيها ذو تقى وفيه ابن لهيعة
(¬7) حديث كان يلبس ما وجد فمرة شملة ومرة حبرة ومرة جبة صوف ما وجد من المباح لبس أخرجه البخاري من حديث سهل بن سعد جاءت امرأة ببردة قال سهل هل تدرون ما البردة هي الشملة منسوج في حاشيتها وفيه فخرج إلينا وأنها لإزاره الحديث ولأبن ماجه من حديث عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى في شملة قد عقد عليها فيه الأحوص بن حكيم مختلف فيه وللشيخين من حديث أنس كان أحب الثياب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يلبسها الحبرة ولهما من حديث المغيرة بن شعبة وعليه جبة من صوف
(¬8) حديث خاتمه فضة متفق عليه من حديث أنس اتخذ خاتما من فضة
(¬9) حديث لبسه الخاتم في خنصره الأيمن أخرجه مسلم من حديث أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لبس خاتم فضة في يمينه وللبخاري من حديثه فإني لأرى بريقه في خنصره
(¬10) حديث تختمه في الأيسر أخرجه مسلم من حديث أنس كان خاتم النبي صلى الله عليه وسلم في هذه وأشار إلى الخنصر من يده اليسرى
(¬11) حديث إردافه خلفه عبده أو غيره أردف صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد من عرفة كما ثبت في الصحيحين من حديث ابن عباس ومن حديث أسامة وأردفه مرة أخرى على حمار وهو في الصحيحين أيضا من حديث أسامة وهو مولاه وابن مولاه وأردف الفضل بن عباس من المزدلفة وهو في الصحيحين أيضا من حديث أسامة ومن حديث ابن عباس والفضل بن عباس وأردف معاذ بن جبل وابن عمر وغيرهم من الصحابة
(¬12) حديث كان يركب ما أمكنه مرة فرسا ومرة بعيرا ومرة بغلة شهباء ومرة حمارا ومرة راجلا ومرة حافيا بلا رداء ولا عمامة ولا قلنسوة يعود المرضى في أقصى المدينة ففي الصحيحين من حديث أنس ركوبه صلى الله عليه وسلم فرسا لأبي طلحة ولمسلم من حديث جابر بن سمرة ركوبه الفرس عريا حين انصرف من جنازة ابن الدحداح ولمسلم من حديث سهل بن سعد كان للنبي صلى الله عليه وسلم فرس يقال له اللحيف ولهما من حديث ابن عباس طاف النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع على بعير ولهما من حديث البراء رأيت النبي صلى الله عليه وسلم على بغلته البيضاء يوم حنين ولهما من حديث أسامة أنه صلى الله عليه وسلم ركب على حمار على إكاف الحديث ولهما من حديث ابن عمر كان يأتي قبا راكبا وماشيا ولمسلم من حديثه في عيادته صلى الله عليه وسلم لسعد بن عبادة فقام وقمنا معه ونحن بضعة عشر ما علينا نعال ولا خفاف ولا قلانس ولا قمص نمشي في السباخ الحديث
পৃষ্ঠা - ৭২৩
الرديئة (¬1) وَيُجَالِسُ الْفُقَرَاءَ (¬2) وَيُؤَاكِلُ الْمَسَاكِينَ (¬3) وَيُكْرِمُ أَهْلَ الْفَضْلِ في أخلاقهم ويتألف أهل الشرف بالبر لهم (¬4) يصل ذوي رحمه من غير أن يؤثرهم على من هو أفضل منهم (¬5) لا يَجْفُو عَلَى أَحَدٍ (¬6) يَقْبَلُ مَعْذِرَةَ الْمُعْتَذِرِ إِلَيْهِ (¬7) يمزح ولا يقول إلا حقاً (¬8) يضحك مِنْ غَيْرِ قَهْقَهَةٍ (¬9) يَرَى اللَّعِبَ الْمُبَاحَ فَلَا ينكره (¬10) يسابق أهله (¬11) وترفع الأصوات عليه فيصبر (¬12) وكان له لقاح وغنم يتقوت هو وأهله من ألبانها (¬13) وكان له عبيد وإماء لا يرتفع عليهم في
¬_________
(¬1) حديث كان يحب الطيب والرائحة الطيبة ويكره الروائح الرديئة أخرجه النسائي من حديث أنس حبب إلى النساء والطيب وأبو داود والحاكم من حديث عائشة أنها صنعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم جبة من صوف فلبسها فلما عرق وجد ريح الصوف فخلعها وكان يعجبه الريح الطيبة لفظ الحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين ولابن عدي من حديث عائشة كان يكره أن يوجد منه إلا ريح طيبة
(¬2) حديث كان يجالس الفقراء أخرجه أبو داود من حديث أبي سعيد جلست في عصابة من ضعفاء المهاجرين وإن بعضهم ليستر بعضا من العرى الحديث وفيه فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وسطنا ليعدل بنفسه فينا الحديث وابن ماجه من حديث خباب وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلس معنا الحديث في نزول قوله تعالى ولا تطرد الذين يدعون ربهم إسنادهما حسن
(¬3) حديث مؤاكلته للمساكين أخرجه البخاري من حديث أبي هريرة قال وأهل الصفة أضياف الإسلام لا يأوون إلى أهل ولا مال ولا على أحد إذا أتته صدقة بعث بها إليهم ولم يتناول منها وإذا أتته هدية أرسل إليهم وأصاب منها وأشركهم فيها
(¬4) حديث كان يكرم أهل الفضل في أخلاقهم ويتألف أهل الشرف بالبر لهم أخرجه الترمذي في الشمائل من حديث على الطويل في صفته صلى الله عليه وسلم وكان من سيرته إيثار أهل الفضل بإذنه وقسمه على قدر فضلهم في الدين وفيه ويؤلفهم ولا ينفرهم ويكرم كريم كل قول ويوليه عليهم الحديث وللطبراني من حديث جرير في قصة إسلامه فألقى إلى كساءه ثم أقبل على أصحابه ثم قال إذا جاءكم كريم قوم فأكرموه وإسناده جيد ورواه الحاكم من حديث معبد بن خالد الأنصاري عن أبيه نحوه وقال صحيح الإسناد
(¬5) حديث كان يصل ذوي رحمه من غير أن يؤثرهم على من هو أفضل منهم أخرجه الحاكم من حديث ابن عباس كان يجل العباس إجلال الوالد والوالدة وله من حديث سعد بن وقاص أنه أخرج عمه العباس وغيره من المسجد فقال له العباس تخرجنا ونحن عصبتك وعمومتك وتسكن عليا فقال ما أنا أخرجكم وأسكنه ولكن الله أخرجكم وأسكنه قال في الأول صحيح الإسناد وسكت عن الثاني وفيه مسلم الملائي ضعيف فآثر عليا لفضله بتقدم إسلامه وشهوده بدرا والله أعلم وفي الصحيحين من حديث أبي سعيد لا يبقين في المسجد باب إلا سد إلا باب أبي بكر
(¬6) حديث كان لا يجفو على أحد رواه أبو داود والترمذي في الشمائل والنسائي في اليوم والليلة من حديث أنس كان قلما يواجه رجلا بشيء يكرهه وفيه ضعف وللشيخين من حديث أبي هريرة إن رجلا استأذن عليه صلى الله عليه وسلم فقال بئس أخو العشيرة فلما دخل ألان له القول الحديث
(¬7) حديث يقبل معذرة المعتذر إليه متفق عليه من حديث كعب بن ماك في قصة الثلاثة الذين خلفوا وفيه طفق المخلفون يعتذرون إليه فقبل منهم علانيتهم الحديث
(¬8) حديث يمزح ولا يقول إلا حقا أخرجه أحمد من حديث أبي هريرة وهو عند الترمذي بلفظ قالوا أنك تداعبنا قال إي ولا أقول إلا حقا وقال حسن
(¬9) حديث ضحكه من غير قهقهة أخرجه الشيخان من حديث عائشة ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مستجمعا ضاحكا حتى أرى لهواته إنما كان يتبسم والترمذي من حديث عبد الله بن الحارث بن جزء ما كان ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا تبسما قال صحيح غريب وله في الشمائل من حديث هند بن أبي هالة جل ضحكه التبسم
(¬10) حديث يرى اللعب المباح ولا يكرهه أخرجه الشيخان من حديث عائشة في لعب الحبشة بين يديه في المسجد وقال لهم دونكم يا بني أرفدة وقد تقدم في كتاب السماع
(¬11) حديث مسابقته صلى الله عليه وسلم أهله أخرجه أبو داود والنسائي في الكبرى وابن ماجه من حديث عائشة في مسابقته لها وتقدم في الباب الثالث من النكاح
(¬12) حديث ترفع الأصوات عنده فيصبر أخرجه البخاري من حديث عبد الله بن الزبير قدم ركب من بني تميم على النبي صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر أمر القعقاع بن معبد وقال عمر بل أمر الأقرع بن حابس فقال أبو بكر ما أردت إلا خلافي وقال عمر ما أردت خلافك فتماريا حتى ارتفعت أصواتهما فنزلت يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله
(¬13) حديث وكان له لقاح وغنم يتقوت هو وأهله من ألبانها أخرجه محمد بن سعد في الطبقات من حديث أم سلمة كان عيشنا مع صلى الله عليه وسلم اللبن أو قالت أكثر عيشنا كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم لقاح بالغابة الحديث وفي رواية له كانت لنا أعنز سبع فكان الراعي يبلغ بهن مرة الحمى ومرة أحدا ويروح بهن علينا وكانت لقاح بذي الحبل فيؤب إلينا ألبانهم بالليل الحديث وفي إسنادهما محمد بن عمر الواقدي ضعيف في الحديث وفي الصحيحين من حديث سلمة بن الأكوع كانت لقاح رسول الله صلى الله عليه وسلم ترعى بذي قرد الحديث ولأبي داود من حديث لقيط بن صبرة لنا غنم مائة لا نريد أن تزيد فإذا ولد الراعي بهمة ذبحنا مكانها شاة الحديث
পৃষ্ঠা - ৭২৪
مأكل ولا ملبس (¬1) ولا يَمْضِي لَهُ وَقْتٌ فِي غَيْرِ عَمَلٍ لِلَّهِ تَعَالَى أَوْ فِيمَا لَا بُدَّ لَهُ مِنْهُ مِنْ صَلَاحِ نَفْسِهِ (¬2) يَخْرُجُ إِلَى بَسَاتِينِ أَصْحَابِهِ (¬3) لا يحتقر مسكيناً لفقره وزمانته وَلَا يَهَابُ مَلِكًا لِمُلْكِهِ يَدْعُو هَذَا وَهَذَا إِلَى اللَّهِ دُعَاءً مُسْتَوِيًا (¬4) قَدْ جَمَعَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ السِّيرَةَ الْفَاضِلَةَ وَالسِّيَاسَةَ التَّامَّةَ وَهُوَ أُمِّيٌّ لَا يَقْرَأُ وَلَا يَكْتُبُ نَشَأَ فِي بلاد الجهل والصحارى في فقره وَفِي رِعَايَةِ الْغَنَمِ يَتِيمًا لَا أَبَ لَهُ وَلَا أُمَّ فَعَلَّمَهُ اللَّهُ تَعَالَى جَمِيعَ مَحَاسِنِ الْأَخْلَاقِ وَالطُّرُقِ الْحَمِيدَةِ وَأَخْبَارِ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ وَمَا فِيهِ النَّجَاةُ وَالْفَوْزُ فِي الْآخِرَةِ وَالْغِبْطَةُ وَالْخَلَاصُ في الدنيا ولزوم الواجب وترك الفضول (¬5) وَفَّقَنَا اللَّهُ لِطَاعَتِهِ فِي أَمْرِهِ وَالتَّأَسِّي بِهِ فِي فِعْلِهِ آمِينَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ
بَيَانُ جملة أخرى من آدابه وأخلاقه
مما رواه أبو البحتري قال ما شتم رسول الله صلى الله عليه وسلم أحداً من المؤمنين بشتيمة إلا جعل لها كفارة ورحمة (¬6) وما لعن امرأة قط ولا خادماً بلعنة (¬7) وقيل له وهو في القتال لو لعنتم يا رسول الله فقال إنما بعثت
¬_________
(¬1) حديث كان له عبيد وإماء فلا يرتفع عليهم في مأكل ولا ملبس أخرجه محمد بن سعد في الطبقات من حديث سلمى قالت كان خدم النبي صلى الله عليه وسلم أنا وخضرة ورضوى وميمونة بنت سعد أعتقهن كلهن وإسناده ضعيف وروى أيضا أن أبا بكر بن حزم كتب إلى عمر بن عبد العزيز بأسماء خدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر بركة أم أيمن وزيد ابن حارثة وأبا كبشة وأنسة وشقران وسفينة وثوبان ورباحا ويسارا وأبا رافع وأنا مويهمة ورافعا أعتقهم كلهم وفضالة ومدعما وكركرة وروى أبو بكر بن الضحاك في الشمائل من حديث أبي سعيد الخدري بإسناد ضعيف كان صلى الله عليه وسلم يأكل مع خادمه ومسلم من حديث أبي اليسر أطعموهم مما تأكلون وألبسوهم مما تلبسون الحديث
(¬2) حديث لَا يَمْضِي لَهُ وَقْتٌ فِي غَيْرِ عَمَلٍ لله تعالى أو فيما لا بد منه من صلاح نفسه أخرجه الترمذي في الشمائل من حديث علي بن أبي طالب كان إذا أوى إلى منزله جزأ دخوله ثلاثة أجزاء جزءا لله وجزءا لأهله وجزءا لنفسه ثم جزأ جزأه بينه وبين الناس فرد ذلك بالخاصة على العامة الحديث
(¬3) حديث يخرج إلى بساتين أصحابه تقدم في الباب الثالث من آداب الأكل خروجه صلى الله عليه وسلم إلى بستان أبي الهيثم بن التيهان وأبي أيوب الأنصاري وغيرهما
(¬4) حديث لا يحتقر مسكينا لفقره وزمانته ولا يهاب ملكان لملكه يدعو هذا وهذا إلى الله دعاء واحدا أخرجه البخاري من حديث سهل بن سعد مر رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما تقولون في هذا قالوا حرى إن خطب أن لا ينكح الحديث وفيه فمر رجل من فقراء المسلمين فقال ما تقولون في هذا قالوا حرى إن خطب أن لا ينكح الحديث وفيه هذا خير من ملء الأرض مثل هذا ومسلم من حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب إلى كسرى وقيصر والنجاشي وإلى كل جبار يدعوهم إلى الله عز وجل
(¬5) حديث قد جمع الله له السيرة الفاضلة والسياسة التامة وهو أمي لا يقرأ ولا يكتب نشأ في بلاد الجهل والصحارى وفي فقر وفي رعاية الغنم لا أب له ولا أم فعلمه الله جميع محاسن الأخلاق والطرق الحميدة وأخبار الأولين والآخرين وما فيه النجاة والفوز في الآخرة والغبطة والخلاص في الدنيا ولزوم الواجب وترك الفضول هذا كله معروف معلوم فروى الترمذي في الشمائل من حديث علي بن أبي طالب في حديثه الطويل في صفته وكان من سيرته في جزء الأمة إيثار أهل الفضل بإذنه وقسمه الحديث وفيه فسألته عن سيرته في جلسائه فقال كان دائم البشر سهل الخلق لين الجانب الحديث وفيه كان يخزن لسانه إلا فيما يعنيه وفيه قد ترك نفسه من ثلاث من المراء والإكثار وما لا يعنيه الحديث وقد تقدم بعضه وروى ابن مردويه من حديث ابن عباس في قوله وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك قال كان نبي الله صلى الله عليه وسلم أميا لا يقرأ ولا يكتب وقد تقدم في العلم وللبخاري من حديث ابن عباس قال إذا سرك أن تعلم جهل العرب فاقرأ ما فوق الثلاثين ومائة في سورة الأنعام قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفها بغير علم وأحمد وابن حبان من حديث أم سلمة في قصة هجرة الحبشة أن جعفرا قال للنجاشي أيها الملك كنا قوما أهل جاهلية نعبد الأصنام ونأكل الميتة الحديث ولأحمد من حديث أبي بن كعب إني لفي صحراء ابن عشر سنين وأشهر فإذا كلام فوق رأسي الحديث والبخاري من حديث أبي هريرة كنت أرعاها أي الغنم على قراريط لأهل مكة ولأبي يعلى وابن حبان من حديث حليمة إنما نرجو كرامة الرضاعة من والد المولود وكان يتيما الحديث وتقدم حديث بعثت بمكارم الأخلاق
(¬6) حديث ما شتم أحدا من المؤمنين إلا جعلها الله كفارة ورحمة متفق عليه من حديث أبي هريرة في أثناء حديث فيه فأي المؤمنين لعنته شتمته جلدته فاجعلها له صلاة وزكاة وقربة وفي رواية فاجعلها زكاة ورحمة وفي رواية فاجعلها له كفارة وقربة وفي رواية فاجعل ذلك كفارة له يوم القيامة
(¬7) حديث ما لعن امرأة ولا خادما قط المعروف ما ضرب مكان ما لعن كما هو متفق عليه من حديث عائشة وللبخاري من حديث أنس لم يكن فحاشا ولا لعانا وسيأتي الحديث الذي بعده فيه هذا المعنى
পৃষ্ঠা - ৭২৫
رحمة ولم أبعث لعاناً (¬1) وكان إذا سئل أن يدعو على أحد مسلم أو كافر عام أو خاص عدل عن الدعاء عليه إلى الدعاء له (¬2) وما ضرب بيده أحداً قد إِلَّا أَنْ يَضْرِبَ بِهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى وَمَا انْتَقَمَ مِنْ شَيْءٍ صُنِعَ إِلَيْهِ قَطُّ إِلَّا أَنْ تُنْتَهَكَ حُرْمَةُ اللَّهِ وَمَا خُيِّرَ بَيْنَ أَمْرَيْنِ قَطُّ إِلَّا اخْتَارَ أَيْسَرَهُمَا إِلَّا أَنْ يَكُونَ فِيهِ إِثْمٌ أَوْ قَطِيعَةُ رَحِمٍ فَيَكُونُ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنْ ذَلِكَ (¬3) وَمَا كَانَ يَأْتِيهِ أَحَدٌ حُرٌّ أَوْ عَبْدٌ أَوْ أَمَةٌ إِلَّا قَامَ مَعَهُ فِي حَاجَتِهِ (¬4) وَقَالَ أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ مَا قَالَ لِي فِي شَيْءٍ قَطُّ كَرِهَهُ لِمَ فَعَلْتَهُ وَلَا لَامَنِي نِسَاؤُهُ إِلَّا قَالَ دعوه إنما كان هذا بكتاب وقدر (¬5) قالوا وما عاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مضجعاً إن فرشوا له اضطجع وإن لم يفرش له اضطجع على الأرض (¬6) وقد وصفه الله تعالى في التوراة قبل أن يبعثه في السطر الأول فقال محمد رسول الله عبدي المختار لا فظ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق ولا يجزى بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح مولده بمكة وهجرته بطابة وملكه بالشام يأتزر على وسطه هو ومن معه دعاة للقرآن والعلم يتوضأ على أطرافه
وكذلك نعته في الإنجيل
وَكَانَ مِنْ خُلُقِهِ أَنْ يَبْدَأَ مَنْ لَقِيَهُ بِالسَّلَامِ (¬7) وَمَنْ قَاوَمَهُ لِحَاجَةٍ صَابَرَهُ حَتَّى يَكُونَ هو المنصرف (¬8) وما أخذ أحد بيده فيرسل يده حتى يرسلها الآخر (¬9) وَكَانَ إِذَا لَقِيَ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِهِ بَدَأَهُ بالمصافحة ثم أخذ بيده فشابكه ثم شد قبضته عليها (¬10) وَكَانَ لَا يَقُومُ وَلَا يَجْلِسُ إِلَّا عَلَى ذِكْرِ اللَّهِ (¬11) وَكَانَ لَا يَجْلِسُ إِلَيْهِ أَحَدٌ وَهُوَ يُصَلِّي إِلَّا خَفَّفَ صَلَاتَهُ وَأَقْبَلَ عَلَيْهِ فقال ألك حاجة
¬_________
(¬1) حديث إنما بعثت رحمة ولم أبعث لعانا أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة
(¬2) حديث كان إذا سئل أن يدعو على أحد مسلم أو كافر عام أو خاص عدل عن الدعاء عليه ودعا له أخرجه الشيخان من حديث أبي هريرة قالوا يا رسول الله إن دوسا قد كفرت وأبت فادع عليهم فقيل هلكت دوس فقال اللهم اهد دواس وائت بهم
(¬3) حديث ما ضرب بيده أحد قط إلا أن يضرب في سبيل الله وما انتقم في شيء صنع إليه إلا أن تنتهك حرمة الله الحديث متفق عليه من حديث عائشة مع اختلاف وقد تقدم في الباب الثالث من آداب الصحبة
(¬4) حديث ما كَانَ يَأْتِيهِ أَحَدٌ حُرٌّ أَوْ عَبْدٌ أَوْ أمة إلا قام معه في حاجته أخرجه البخاري تعليقا من حديث أنس إن كانت الأمة من إماء أهل المدينة لتأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنطلق به حيث شاءت ووصله ابن ماجه وقال فما ينزع يده من يدها حتى تذهب به حيث شاءت من المدينة في حاجتها وقد تقدم وتقدم أيضا من حديث ابن أبي أوفى ولا يأنف ولا يستكبر أن يمشي مع الأرملة والمسكين حتى يقضي لهما حاجتهما
(¬5) حديث أنس والذي بعثه بالحق ما قال فِي شَيْءٍ قَطُّ كَرِهَهُ لِمَ فَعَلْتَهُ وَلَا لامني أحد من أهله إِلَّا قَالَ دَعُوهُ إِنَّمَا كَانَ هَذَا بِكِتَابٍ وقدر أخرجه الشيخان من حديث أنس ما قال لشيء صنعته لم صنعته ولا لشيء تركته لم تركته وروى أبو الشيخ في كتاب أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث له قال فيه ولا أمرني بأمر فتوانيت فيه فعاتبني عليه فإن عاتبني أحد من أهله قال دعوه فلو قدر شيء كان وفي رواية له كذا قضى
(¬6) حديث ما عاب مضجعا إن فرشوا له اضطجع وإن لم يفرشوا له اضطجع على الأرض لم أجده بهذا اللفظ والمعروف ما عاب طعاما ويؤخذ من عموم حديث علي بن أبي طالب ليس بفظ إلى أن قال ولا عياب رواه الترمذي في الشمائل والطبراني وأبو نعيم في دلائل النبوة وروى ابن أبي عاصم في كتاب السنة من حديث أنس ما أعلمه عاب شيئا قط وفي الصحيحين من حديث عمر اضطجاعه على حصير والترمذي وصححه من حديث ابن مسعود نام على حصير فقام وقد أثر في جنبه الحديث
(¬7) حديث كان من خلقه أن يبدأ من لقيه بالسلام أخرجه الترمذي في الشمائل من حديث هند بن أبي هالة
(¬8) حديث ومن قاومه لحاجة صابره حتى يكون هو المنصرف أخرجه الطبراني ومن طريقه أبو نعيم في دلائل النبوة من حديث علي بن أبي طالب وهو من حديث أنس كان إذا لقي الرجل يكلمه لم يصرف وجهه حتى يكون هو المنصرف ورواه الترمذي نحوه وقال غريب
(¬9) حديث وما أخذ أحد بيده فيرسل يده حتى يرسلها الآخر أخرجه الترمذي وابن ماجه من حديث أنس الذي قبله كان إذا استقبل الرجل فصافحه لا ينزع يده من يده حتى يكون الرجل ينزع لفظ الترمذي وقال غريب
(¬10) حديث كان إذا لقي أحدا من أصحابه بدأه بالمصافحة ثم أخذ بيده فشابكه ثم شد قبضته أخرجه أبو داود من حديث أبي ذر وسأله رجل من عنزة هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصافحكم إذا لقيتموه قال ما لقيته قط إلا صافحني الحديث وفيه الرجل الذي من عنزة ولم يسم وسماه البيهقي في الأدب عبد الله وروينا في علوم الحديث للحاكم من حديث أبي هريرة قال شبك بيدي أبو القاسم صلى الله عليه وسلم وهو عند مسلم بلفظ أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده
(¬11) حديث كان لا يقوم ولا يجلس إلا على ذكر الله عز وجل أخرجه الترمذي في الشمائل من حديث على في حديثه الطويل في صفته قال على ذكر بالتنوين
পৃষ্ঠা - ৭২৬
فإذا فرغ من حاجته عاد إلى صلاته (¬1) وكان أكثر جلوسه أن ينصب ساقيه جميعاً ويمسك بيديه عليهما شبه الحبوة (¬2) وَلَمْ يَكُنْ يُعْرَفُ مَجْلِسُهُ مِنْ مَجْلِسِ أَصْحَابِهِ (¬3) لِأَنَّهُ كَانَ حَيْثُ انْتَهَى بِهِ الْمَجْلِسُ جَلَسَ (¬4) وما رؤي قط ماذا رجليه بين أصحابه حتى لا يضيق بهما على أحد إلا أن يكون المكان واسعاً لا ضيق فيه وكان أكثر ما يجلس مستقبل القبلة (¬5) وكان يكرم من يدخل عليه حتى ربما بسط ثوبه لمن ليست بينه وبينه قرابة ولا رضاع يُجْلِسُهُ عَلَيْهِ (¬6) وَكَانَ يُؤْثِرُ الدَّاخِلَ عَلَيْهِ بِالْوِسَادَةِ التي تحته فإن أبى أن يقبلها عزم عليه حتى يفعل (¬7) وما استصفاه أحد إلا ظن أنه أكرم الناس عليه (¬8) حتى يُعْطِي كُلَّ مَنْ جَلَسَ إِلَيْهِ نَصِيبَهُ مِنْ وَجْهِهِ حَتَّى كَأَنَّ مَجْلِسَهُ وَسَمْعَهُ وَحَدِيثَهُ وَلَطِيفَ محاسنه وتوجهه للجالس إليه ومجلسه مع ذلك مجلس حياء وتواضع وأمانة قال الله تعالى فيما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك وَلَقَدْ كَانَ يَدْعُو أَصْحَابَهُ بِكُنَاهُمْ إِكْرَامًا لَهُمْ وَاسْتِمَالَةً لِقُلُوبِهِمْ (¬9) وَيُكَنِّي مَنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ كنية فكان يدعى بما كناه به (¬10) وَيُكَنِّي أَيْضًا النِّسَاءَ اللَّاتِي لَهُنَّ الْأَوْلَادُ وَاللَّاتِي لم يلدن يبتدئ لهن الكنى (¬11)
¬_________
(¬1) حديث كان لَا يَجْلِسُ إِلَيْهِ أَحَدٌ وَهُوَ يُصَلِّي إِلَّا خَفَّفَ صَلَاتَهُ وَأَقْبَلَ عَلَيْهِ فَقَالَ أَلَكَ حَاجَةٌ فإذا فرغ من حاجته عاد إلى صلاته لم أجد له أصلا
(¬2) حديث كان أكثر جلوسه أن ينصب ساقيه جميعاً ويمسك بيديه عليهما شبه الحبوة أخرجه أبو داود والترمذي في الشمائل من حديث أبي سعيد الخدري كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا جلس في المجلس احتبى بيديه وإسناده ضعيف والبخاري من حديث ابن عمر رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بفناء الكعبة محتبيا بيديه
(¬3) حديث إنه لم يكن يعرف مجلسه من مجالس أصحابه أخرجه أبو داود والنسائي من حديث أبي هريرة وأبي ذر قالا كان النبي صلى الله عليه وسلم يجسل بين ظهراني أصحابه فيجيء الْغَرِيبُ فَلَا يَدْرِي أَيُّهُمْ هُوَ حَتَّى يَسْأَلَ الحديث
(¬4) حديث إنه حيثما انتهى به المجلس جلس رواه الترمذي في الشمائل في حديث علي الطويل
(¬5) حديث ما رؤي قط ما دا رجليه بين أصحابه حتى يضيق بها على أحد إلا أن يكون المكان واسعاً لا ضيق فيه أخرجه الدارقطني في غرائب مالك من حديث أنس وقال باطل والترمذي وابن ماجه لم ير مقدما ركبتيه بين يدي جليس له زاد ابن ماجه قط وسنده ضعيف
(¬6) حديث كان يكرم من يدخل عليه حتى ربما بسط ثوبه لمن ليست بينه وبينه قرابة ولا رضاع يجلسه عليه أخرجه الحاكم وصحح إسناده من حديث أنس دخل جرير بن عبد الله على النبي صلى الله عليه وسلم وفيه فأخذ بردته فألقاها عليه فقال اجلس عليها ياجرير الحديث وفيه فإذا أتاكم كريم قوم فأكرموه وقد تقدم في الباب الثالث من آداب الصحبة وللطبراني في الكبير من حديث جرير فألقى إلى كساء ولأبي نعيم في الحلية فبسط إلى رداءه
(¬7) حديث كان يؤثر الداخل بالوسادة التي تكون تحته الحديث تقدم في الباب الثالث من آداب الصحبة
(¬8) حديث ما استصفاه أحد إلا ظن أنه أكرم الناس عليه حتى يعطى كل من جلس إليه نصيبه من وجهه حتى كان مجلسه وسمعه وحديثه وتوجهه للجالس إليه ومجلسه مع ذلك مجلس حياء وتواضع وأمانة أخرجه الترمذي في الشمائل من حديث علي الطويل وفيه ويعطى كل جلسائه نصيبه لا يحسب جليسه أن أحدا أكرم عليه منه مجلسه مجلس حلم وحياء وصبر وأمانة
(¬9) حديث كان يدعو أصحابه بكناهم إكراما لهم وإستمالة لقلوبهم في الصحيحين في قصة الغار من حديث أبي بكر يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما وللحاكم من حديث ابن عباس أنه قال لعمر يا أبا حفص أبصرت وجه عم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عمر إنه لأول يوم كناني فيه بأبي حفص وقال صحيح على شرط مسلم وفي الصحيحين أنه قال لعلي قم يا أبا تراب وللحاكم من حديث رفاعة بن مالك أن أبا حسن وجد مغصا في بطنه فتخلفت عليه يريد عليا ولأبي يعلى الموصلي من حديث سعد ابن أبي وقاص فقال من هذا أبو إسحق فقلت نعم وللحاكم من حديث ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم كناه أبا عبد الرحمن ولم يولد له
(¬10) حديث كان يكنى من لم يكن له كنية وكان يدعى بما كناه به أخرجه الترمذي من حديث أنس قال كناني صلى الله عليه وسلم ببقلة كنت أختليها يعني أبا حمزة قال حديث غريب وابن ماجه أن عمر قال لصهيب ابن مالك تكتني وليس لك ولد قال كناني رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبي يحيى وللطبراني من حديث أبي بكرة تدليت ببكرة من الطائف فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم فأنت أبو بكرة
(¬11) حديث كان يكنى النساء اللاتي لهن الأولاد واللاتي لم يلدن يبتدئ لهن الكنى أخرجه الحاكم من حديث أم ايمن في قصة شربها بول النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا أم أيمن قومي إلى تلك الفخارة الحديث وابن ماجه من حديث عائشة أنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم كل أزواجك كنيته غيري قال فأنت أم عبد الله والبخاري من حديث أم خالد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها يا أم خالد هذا سناه وكانت صغيرة وفيه مولى للزبير لم يسم ولأبي داود بإسناد صحيح انها قالت يا رسول الله كل صواحبي لهن كنى قال فاكتني بإبنك عبد الله ابن الزبير
পৃষ্ঠা - ৭২৭
ويكني الصِّبْيَانَ فَيَسْتَلِينُ بِهِ قُلُوبَهُمْ (¬1) وَكَانَ أَبْعَدَ النَّاسِ غضباً وأسرعهم رضاً (¬2) وَكَانَ أَرْأَفَ النَّاسِ بِالنَّاسِ وَخَيْرَ النَّاسِ لِلنَّاسِ وَأَنْفَعَ النَّاسِ لِلنَّاسِ (¬3) وَلَمْ تَكُنْ تُرْفَعُ فِي مَجْلِسِهِ الْأَصْوَاتُ (¬4) وَكَانَ إِذَا قَامَ مِنْ مَجْلِسِهِ قَالَ سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك {ثم يقول} علمنيهن جبريل عليه السلام (¬5)
بيان كلامه وضحكه صلى الله عليه وسلم
كَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَفْصَحَ النَّاسِ مَنْطِقًا وَأَحْلَاهُمْ كَلَامًا وَيَقُولُ (¬6) أَنَا أَفْصَحُ الْعَرَبِ (¬7) وإن أهل الجنة يتكلمون فيها بلغة محمد صلى الله عليه وسلم (¬8) وكان نزر الكلام سمح المقالة إذا نطق ليس بمهذار وكان كلامه كخرزات نظمن (¬9) قالت عائشة رضي الله تعالى عنها كان لا يسرد الكلام كسردكم هذا كان كلامه نزراً وأنتم تنثرون الكلام نثراً (¬10) قالوا وكان أوجز الناس كلاماً وبذاك جاءه جبريل وكان مع الإيجاز يجمع كل ما أراد (¬11) وَكَانَ يَتَكَلَّمُ بِجَوَامِعِ الْكَلِمِ لَا فُضُولَ وَلَا تقصير كأنه يتبع بعضه بعضاً بين كلامه توقف يَحْفَظُهُ سَامِعُهُ وَيَعِيهِ (¬12) وَكَانَ جَهِيرَ الصَّوْتِ أَحْسَنَ الناس نغمة (¬13) وكان طويل السكوت لا يتكلم في غير
¬_________
(¬1) حديث كان يكنى الصبيان ففي الصحيحين من حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأخ له صغير يا أبا عمير ما فعل النغير
(¬2) حديث كان أبعد الناس غضباً وأسرعهم رضا هذا من المعلوم ويدل عليه إخباره صلى الله عليه وسلم أن بني آدم خيرهم بطيء الغضب سريع الفيء رواه الترمذي من حديث أبي سعيد الخدري وقال حديث حسن وهو صلى الله عليه وسلم خير بني آدم وسيدهم وكان صلى الله عليه وسلم لا يغضب لنفسه ولا ينتصر لها رواه الترمذي في الشمائل من حديث هند ابن أبي هالة
(¬3) حديث كان أَرْأَفَ النَّاسِ بِالنَّاسِ وَخَيْرَ النَّاسِ لِلنَّاسِ وَأَنْفَعَ الناس للناس هذا من المعلوم ورويناه في الجزء الأول من فوائد أبي الدحداح من حديث علي في صفة النبي صلى الله عليه وسلم كان أرحم الناس بالناس الحديث بطوله
(¬4) حديث لم تكن ترفع في مجلسه الأصوات أخرجه الترمذي في الشمائل من حديث علي الطويل
(¬5) حديث كان إِذَا قَامَ مِنْ مَجْلِسِهِ قَالَ سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وبحمدك الحديث أخرجه النسائي في اليوم والليلة والحاكم في المستدرك من حديث رافع ابن خديج وتقدم في الأذكار والدعوات
(¬6) حديث كان أفصح الناس منطقا وأحلاهم كلاما أخرجه أبو الحسن بن الضحاك في كتاب الشمائل وابن الجوزي في الوفاء بإسناد ضعيف من حديث بريدة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أفصح العرب وكان يتكلم بالكلام لا يدرون ما هو حتى يخبرهم
(¬7) حديث أنا أفصح العرب أخرجه الطبراني في الكبير من حديث أبي سعيد الخدري أنا أعرب العرب وإسناده ضعيف والحاكم من حديث عمر قال قلت يا رسول الله ما بالك أفصحنا ولم تخرج من بين أظهرنا الحديث وفي كتاب الرعد والمطر لابن أبي الدنيا من حديث مرسل أن أعرابيا قال للنبي صلى الله عليه وسلم ما رأيت أفصح منك
(¬8) حديث إن أهل الجنة يتكلمون بلغة محمد صلى الله عليه وسلم أخرجه الحاكم من حديث ابن عباس وصححه كلام أهل الجنة عربي
(¬9) حديث كان نزر الكلام سمح المقالة إذا نطق ليس بمهذار وكأن كلامه خرزات النظم أخرجه الطبراني من حديث أم معبد وكان منطقه خرزات نظم ينحدرن حلو المنطق لا نزر ولا هذر وقد تقدم وسيأتي في حديث عائشة بعده كان إذا تكلم تكلم نزرا وفي الصحيحين من حديث عائشة كان يحدثنا حديثا لو عده العاد لأحصاه
(¬10) حديث عائشة كان لا يسرد كسردكم هذا كان كلامه نزرا وأنتم تنثرونه نثرا اتفق الشيخان على أول الحديث وأما الجملتان الأخيرتان فرواه الخلعي في فوائده بإسناد منقطع
(¬11) حديث كان أوجز الناس كلاما وبذلك جاءه جبريل وكان مع الإيجاز يجمع كل ما أراد أخرجه عيد بن حميد من حديث عمر بسند منقطع والدارقطني من حديث ابن عباس بإسناد جيد أعطيت جوامع الكلم واختصر لي الحديث اختصارا وشطره الأول متفق عليه كما سيأتي قال البخاري بلغني في جوامع الكلم أن الله جمع له الأمور الكثيرة في الأمر الواحد والأمرين ونحو ذلك وللحاكم من حديث عمر المتقدم كانت لغة إسمعيل قد درست فجاء بها جبريل فحفظنيها
(¬12) حديث كان يتكلم بجوامع الكلم لا فضول ولا تقصير كلام يتبع بضعه بعضا بين كلامه توفق يحفظه سامعه ويعيه رواه الترمذي في الشمائل من حديث هند بن أبي هالة وفي الصحيحين من حديث ابي هريرة بعثت بجوامع الكلم ولأبي داود من حديث جابر كان في كلام النبي صلى الله عليه وسلم ترتيل أو ترسيل وفيه شيخ لم يسم وله وللترمذي من حديث عائشة كان كلام النبي صلى الله عليه وسلم كلاما فصلا يفهمه كل من سمعه وقال الترمذي يحفظه من جلس إليه وقال الترمذي في اليوم والليلة يحفظه من سمعه وإسناده حسن
(¬13) حديث كان جهير الصوت أحسن الناس نغمة أخرجه الترمذي والنسائي في الكبرى من حديث صفوان بن عسال قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر بينا نحن عنده إذ ناداه أعرابي بصوت له جهوري يا محمد فأجابه رسول الله صلى الله عليه وسلم على نحو من صوته {هاؤم} الحديث وقال أحمد في مسنده وأجابه نحوا مما تكلم به الحديث وقد يؤخذ من هذا أنه صلى الله عليه وسلم كان جهوري الصوت ولم يكن يرفعه دائما وقد يقال لم يكن جهوري الصوت وإنما رفع صوته رفقا بالأعرابي حتى لا يكون صوته أرفع من صوته وهو الظاهر للشيخين من حديث البراء ما سمعت أحدا أحسن صوتا منه
পৃষ্ঠা - ৭২৮
حاجة (¬1) ولا يقول المنكر ولا يقول في الرضا وَالْغَضَبِ إِلَّا الْحَقَّ (¬2) وَيُعْرِضُ عَمَّنْ تَكَلَّمَ بِغَيْرِ جَمِيلٍ (¬3) وَيُكَنِّي عَمَّا اضْطَرَّهُ الْكَلَامُ إِلَيْهِ مِمَّا يَكْرَهُ (¬4) وَكَانَ إِذَا سَكَتَ تَكَلَّمَ جُلَسَاؤُهُ وَلَا يُتَنَازَعُ عِنْدَهُ (¬5) فِي الْحَدِيثِ وَيَعِظُ بِالْجِدِّ وَالنَّصِيحَةِ (¬6) ويقول لا تضربوا القرآن بعضه ببعض فإنه أنزل على وجوه (¬7) وَكَانَ أَكْثَرَ النَّاسِ تَبَسُّمًا وَضَحِكًا فِي وُجُوهِ أَصْحَابِهِ وَتَعَجُّبًا مِمَّا تَحَدَّثُوا بِهِ وَخَلْطًا لِنَفْسِهِ بِهِمْ (¬8) وَلَرُبَّمَا ضَحِكَ حَتَّى تَبْدُوَ نَوَاجِذُهُ (¬9) وَكَانَ ضَحِكُ أَصْحَابِهِ عِنْدَهُ التَّبَسُّمَ اقْتِدَاءً بِهِ وَتَوْقِيرًا له (¬10) قالوا ولقد جاءه أعرابي يوماً وهو عليه السلام متغير اللون ينكره أصحابه فأراد أن يسأله فقالوا لا تفعل يا أعرابي فإنا ننكر لونه فقال دعوني فوالذي بعثه بالحق نبياً لا أدعه حتى يتبسم فقال يا رسول الله بلغنا أن المسيح يعني الدجال يأتي الناس بالثريد وقد هلكوا جوعاً أفترى لي بأبي أنت وأمي أن أكف عن ثريده تعففاً وتنزهاً حتى أهلك هرالا أم أضرب في ثريده حتى إذا تضلعت شبعاً آمنت بالله وكفرت به قالوا فضحك رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى بدت نواجذه ثم قال لا بل يغنيك الله بما يغني به المؤمنين (¬11) قالوا وكان
¬_________
(¬1) حديث كان طويل السكوت لا يتكلم في غير حاجة أخرجه في الشمائل من حديث هند بن أبي هالة
(¬2) حديث لا يقول المنكر ولا يقول في الرضى والغضب إلا الحق أخرجه ابو داود من حديث عبد الله بن عمرو قال كنت أكتب كل شيء أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم أريد حفظه فنهتني قريش وقالوا تكتب كل شيء ورسول الله صلى الله عليه وسلم بشر يتكلم في الغضب والرضا فأمسكت عن الكتاب فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأومأ بأصبعه إلى فيه وقال اكتب فوالذي نفسي بيده ما يخرج منه إلا حق رواه الحاكم وصححه
(¬3) حديث يعرض عمن تكلم بغير جميل أخرجه الترمذي في الشمائل من حديث على الطويل يتغافل عما لا يشتهي الحديث
(¬4) حديث يكنى عما اضطره الكلام بما يكره فمن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم لامرأة رفاعة حتى تذوقي عسيلته ويذوق عسيلتك رواه البخاري من حديث عائشة ومن ذلك ما اتفقا عليه من حديثها في المرأة التي سألته عن الإغتسال من الحيض خذي فرصة ممسكة فتطهري بها الحديث
(¬5) حديث كان إِذَا سَكَتَ تَكَلَّمَ جُلَسَاؤُهُ وَلَا يُتَنَازَعُ عِنْدَهُ في الحديث أخرجه الترمذي في الشمائل في حديث علي الطويل
(¬6) حديث يعظ بالجد والنصيحة أخرجه مسلم من حديث جابر كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خطب احمرت عيناه وعلا صوته واشتد غضبه حتى كأنه منذر جيش يقول صبحكم ومساكم الحديث
(¬7) حديث لا تضربوا القرآن بعضه ببعض وأنه أنزل على وجوه أخرجه الطبراني من حديث عبد الله بن عمرو بإسناد حسن إن القرآن يصدق بعضه بعضا فلا تكذبوا بعضه ببعض وفي رواية للهروي في ذم الكلام إن القرآن لم ينزل لتضربوا بعضه ببعض وفي رواية له أبهذا أمرتم أن تضربوا كتاب الله بعضه ببعض وفي الصحيحين من حديث عمر بن الخطاب إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف
(¬8) حديث كان أكثر الناس تبسما وضحكا في وجوه أصحابه وتعجبا مما تحدثوا به وخلطا لنفسه بهم أخرجه الترمذي من حديث عبد الله بن الحارث بن جزء ما رأيت أحدا أكثر تبسما من رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي الصحيحين من حديث جرير ولا رآني إلا تبسم والترمذي في الشمائل من حديث علي يضحك مما تضحكون منه ويتعجب مما تعجبون منه ومسلم من حديث جابر بن سمرة كانوا يتحدثون في أمر الجاهلية فيضحكون ويتبسم
(¬9) حديث ولربما ضحك حتى تبدو نواجذه متفق عليه من حديث عبد الله بن مسعود في قصة آخر من يخرج من النار وفي قصة الحبر الذي قال إن الله يضع السموات على أصبع ومن حديث أبي هريرة في قصة المجامع في رمضان وغير ذلك
(¬10) حديث كان ضحك أصحابه عنده التبسم اقتداء به وتوقيرا له أخرجه الترمذي في الشمائل من حديث هند بن أبي هالة في أثناء حديثه الطويل جل ضحكه التبسم
(¬11) حديث جاءه أعرابي يوما وهو متغير ينكره أصحابه فأراد أن يسأله فقالوا لا تفعل يا أعرابي فإنا ننكر لونه فقال دعوني والذي بعثه بالحق نبيا لا أدعه حتى يتبسم فقال يا رسول الله بلغنا أن المسيح الدجال يأتي الناس بالثريد وقد هلكوا جوعا الحديث وهو حديث منكر لم أقف لهعلى أصل ويرده قوله صلى الله عليه وسلم في حديث المغيرة بن شعبة المتفق عليه حين سأله أنهم يقولون إن معه جبل خبز ونهر ماء قال هو أهون على الله من ذلك وفي رواية لمسلم أنهم يقولون معه جبالا من خبز ولحم الحديث نعم في حديث حذيفة وأبي مسعود المتفق عليهما إن معه ماء ونارا الحديث
পৃষ্ঠা - ৭২৯
من أكثر الناس تبسماً وأطيبهم نفسا مالم ينزل عليه قرآن أو يذكر الساعة أو يخطب بخطبة عظة (¬1) وكان إذا سر ورضي فهو أحسن الناس رضاً فإن وعظ وعظ بجد وإن غضب وليس يغضب إلا لله لم يقم لغضبه شيء وكذلك كان في أموره كلها (¬2) وَكَانَ إِذَا نَزَلَ بِهِ الْأَمْرُ فَوَّضَ الْأَمْرَ إِلَى اللَّهِ وَتَبَرَّأَ مِنَ الْحَوْلِ وَالْقُوَّةِ وَاسْتَنْزَلَ الهدى فيقول اللهم أرني الحق حقا فأتبعه وأرني المنكر منكراً وأرزقني اجتنابه وأعذني من أن يشتبه علي فأتبع هواي بغير هدى منك واجعل هواي تبعاً لطاعتك وخذ رضا نفسك من نفسي في عافية واهدني لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ إِنَّكَ تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم (¬3)
بيان أخلاقه وآدابه في الطعام
كَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْكُلُ مَا وجد (¬4) وكان أحب الطعام إليه ما كان على ضفف (¬5) والضفف ما كثرت عليه الأيدي وكان إذا وُضِعَتِ الْمَائِدَةُ قَالَ بِسْمِ اللَّهِ اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا نِعْمَةً مَشْكُورَةً تَصِلُ بِهَا نِعْمَةَ الْجَنَّةِ (¬6) وَكَانَ كثيراً إذا جلس يأكل يجمع بين ركبتيه وبين قدميه كما يجلس المصلي إلا أن الركبة تكون فوق الركبة والقدم فوق القدم ويقول إنما أنا عبد آكل كما يأكل العبد وأجلس كما يجلس العبد (¬7) وكان لا يأكل الحار ويقول إنه غير ذي
¬_________
(¬1) حديث كان من أكثر الناس تبسماً وأطيبهم نفساً ما لم ينزل عليه القرآن أو يذكر الساعة أو يخطب بخطبة عظة تقدم حديث عبد الله بن الحارث ما رأيت أحدا أكثر تبسما منه وللطبراني في مكارم الأخلاق من حديث جابر كان إذا نزل عليه الوحي قلت نذير قوم فإذا سرى عنه فأكثر الناس ضحكا الحديث ولأحمد من حديث على أو الزبير كان يخطب فيذكر بأيام الله حتى يعرف ذلك في وجهه وكأنه نذير قوم يصبحهم الأمر غدوة وكان إذا كان حديث عهد بجبريل لم يتبسم ضاحكا حتى يرتفع عنه ورواه أبو يعلى من حديث الزبير من غير شك وللحاكم من حديث جابر كان إذا ذكر الساعة أحمرت وجنتاه واشتد غضبه وهو عند مسلم بلفظ كان إذا خطب
(¬2) حديث كان إذا سر ورضي فهو أحسن الناس رضا وإن وعظ وعظ بجد وإن غضب ولا يغضب إلا لله لم يقم لغضبه شيء وكذلك كان في أموره كلها أخرجه أبو الشيخ ابن حبان في كتاب أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم من حديث ابن عمر كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعرف غضبه ورضاه بوجهه كان إذا رضي فكأنما ملاحك الجدر وجهه وإسناده ضعيف والمراد به المرآة توضع في الشمس فيرى ضوءها على الجدار وللشيخين من حديث كعب بن مالك قال وهو يبرق وجهه من السرور وفيه وكان إذا سر استنار وجهه حتى كأنه قطعة قمر وكنا نعرف ذلك منه الحديث ومسلم كان إذا خطب احمرت عيناه وعلا صوته واشتد غضبه الحديث وقد تقدم والترمذي في الشمائل في حديث هند بن أبي هالة لا تغضبه الدنيا وما كان منها فإذا تعدى الحق لم يقم لغضبه شيء حتى ينتصر له ولا يغضب لنفسه ولا ينتصر لها وقد تقدم
(¬3) حديث كان يقول اللهم أرني الحق حقا فأتبعه وأرني المنكر منكرا وأرزقني اجتنابه وأعذني من أن يشتبه على فأتبع هواي بغير هدى منك واجعل هواي تبعا لطاعتك وخذ رضا نفسك من نفسي في عافية واهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم لم أقف لأوله على أصل وروى المستغفري في الدعوات من حديث أبي هريرة كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو فيقول اللهم إنك سألتنا من أنفسنا ما لا نملكه إلا بك فأعطنا منها ما يرضيك عنا ومسلم من حديث عائشة فيما كان يفتتح به صلاته من الليل اهدني لما اختلف فيه إلى آخر الحديث
(¬4) حديث كان يأكل ما وجد تقدم
(¬5) حديث كان أحب الطعام إليه ما كان على ضفف أي كثرت عليه الأيدي أخرجه أبو يعلى والطبراني في الأوسط وابن عدي في الكامل من حديث جابر بسند حسن أحب الطعام إلى الله ما كثرت عليه الأيدي ولأبي يعلى من حديث أنس لم يجتمع له عذاء وعشاء خبز ولحم إلا على ضفف وإسناده ضعيف
(¬6) حديث كان إذا وضعت المائدة قال بسم الله اللهم اجعلها نعمة مشكورة تصل بها نعمة الجنة أما التسمية فرواها النسائي من رواية من خدم النبي صلى الله عليه وسلم ثمان سنين أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرب إليه طعاما يقول بسم الله الحديث وإسناده صحيح وأما بقية الحديث فلم أجده
(¬7) حديث كان كثيرا إذا جلس يأكل يجمع بين ركبتيه وقدميه كما يفعل المصلي إلا أن الركبة تكون فوق الركبة والقدم فوق القدم ويقول إنما أنا عبد آكل كما يأكل العبد وأجلس كما يجلس العبد أخرجه عبد الرزاق في المصنف من رواية أيوب معضلا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أكل أحفز وقال آكل كما يأكل العبد الحديث وروى ابن الضحاك في الشمائل من حديث أنس بسند ضعيف كان إذا قعد على الطعام استوفز على ركبته اليسرى وأقام اليمنى ثم قال إنما أنا عبد آكل كما يأكل العبد وأفعل كما يفعل العبد وروى أبو الشيخ في أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم بسند حسن من حديث أبي بن كعب أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجثو على ركبتيه وكان لا يتكئ أورده في صفة أكل رسول الله صلى الله عليه وسلم وللبزار من حديث ابن عمر إنما أنا عبد آكل كما يأكل العبد ولأبي يعلى من حديث عائشة آكل كما يأكل العبد وأجلس كما يجلس العبد وسندهما ضعيف
পৃষ্ঠা - ৭৩০
بركة وإن اللَّهَ لَمْ يُطْعِمْنَا نَارًا فَأَبْرِدُوهُ (¬1) وَكَانَ يَأْكُلُ مما يليه (¬2) ويأكل بأصابعه الثلاث (¬3) وربما استعان بالرابعة (¬4) ولم يأكل بأصبعين ويقول إن ذلك أكلة الشيطان (¬5) وجاءه عثمان بن عفان رضي الله عنه بفالوذج فأكل منه وقال ما هذا يا عبد الله قال بأبي أنت وأمي نجعل السمن والعسل في البرمة ونضعها على النار ثم نغليه ثم نأخذ مخ الحنطة إذا طحنت فنقليه على السمن والعسل في البرمة ثم نسوطه حتى ينضج فيأتي كما ترى فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إن هذا الطعام طيب (¬6) وكان يأكل خبز الشعير غير منخول (¬7) وكان يأكل القثاء بالرطب (¬8) وبالملح (¬9) وكان أحب الفواكه الرطبة إليه البطيخ والعنب (¬10) وكان يأكل البطيخ بالخبز وبالسكر (¬11) وربما أكله
¬_________
(¬1) حديث كان لا يأكل الحار ويقول إنه غير ذي بركة وإن الله لم يطعمنا نارا أخرجه البيهقي من حديث أبي هريرة بإسناد صحيح أتى النبي صلى الله عليه وسلم يوما بطعام سخن فقال ما دخل بطني طعام سخن منذ كذا وكذا قبل اليوم ولأحمد بإسناد جيد والطبراني والبيهقي في الشعب من حديث خولة بنت قيس وقدمت له صريرة فوضع يده فيها فوجد حرها فقبضها لفظ الطبراني والبيهقي وقال أحمد فأحرقت أصابعه فقال حس وللطبراني في الأوسط من حديث أبي هريرة أبردوا الطعام فإن الطعام الحار غير ذي بركة وله فيه وفي الصغير من حديثه أتى بصحفة تفور فرفع يده منها وقال إن الله لم يطعمنا نارا وكلاهما ضعيف
(¬2) حديث كان يأكل مما يليه أخرجه أبو الشيخ ابن حبان من حديث عائشة وفي إسناده رجل لم يسم وسماه في رواية له وكذلك البيهقي في روايته في الشعب عبيد بن القاسم نسيب سفيان الثوري وقال البيهقي تفرد به عبيد هذا وقد رماه ابن معين بالكذب ولأبي الشيخ من حديث عبد الله بن جعفر نحوه
(¬3) حديث أكله بأصابعه الثلاث أخرجه مسلم من حديث كعب بن مالك
(¬4) حديث استعانته بالرابعة رويناه في الغيلانيات من حديث عامر بن ربيعة وفي القاسم بن عبد الله العمري هالك وفي مصنف ابن أبي شيبة من رواية الزهري مرسلا كان النبي صلى الله عليه وسلم يأكل بالخمس
(¬5) حديث لم يأكل بأصبعين ويقول إن ذلك أكله الشيطان أخرجه الدارقطني في الأفراد من حديث ابن عباس بإسناد ضعيف لا تأكل بأصبع فإنه أكل الملوك ولا تأكل بأصبعين فإنه أكل الشياطين الحديث
(¬6) حديث جاءه عثمان بن عفان بفالوذج الحديث قلت المعروف أن الذي صنعه عثمان الخبيص رواه البيهقي في الشعب من حديث ليث بن أبي سليم قال إن أول من خبص الخبيص عثمان بن عفان قدمت عليه عير تحمل النقى والعسل الحديث وقال هذا منقطع وروى الطبراني والبيهقي في الشعب من حديث عبد الله بن سلام أقبلعثمان ومعه راحلة عليها غرارتان وفيه فإذا دقيق وسمن وعسل وفيه ثم قال لأصحابه كلوا هذا الذي تسميه فارس الخبيص وأما خبر الفالوذج فرواه ابن ماجه بإسناد ضعيف من حديث ابن عباس قال أول ما سمعنا بالفالوذج أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن أمتك تفتح عليهم الأرض ويفاض عليهم من الدنيا حتى إنهم ليأكلون الفالوذج قال النبي صلى الله عليه وسلم وما الفالوذج قال يخلطون السمن والعسل جميعا قال ابن الجوزي في الموضوعات هذا حديث باطل لا أصل له
(¬7) حديث كان يأكل خبز الشعير غير منخول أخرجه البخاري من حديث سهل بن سعد
(¬8) حديث كان يأكل القثاء بالرطب متفق عليه من حديث عبد الله بن جعفر
(¬9) حديث كان يأكل القثاء بالملح أخرجه أبو الشيخ من حديث عائشة وفيه يحيى بن هاشم كذبه ابن معين وغيره ورواه ابن عدي وفيه عباد بن كثير متروك
(¬10) حديث كان أحب الفاكهة الرطبة إليه البطيخ والعنب أخرجه أبو نعيم في الطب النبوي من رواية أمية بن زيد العبسي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب من الفاكهة العنب والبطيخ وروى أبو الشيخ وابن عدي في الكامل والطبراني في الأوسط والبيهقي في الشعب من حديث أنس كان يأخذ الرطب بيمينه والبطيخ بيساره ويأكل الرطب بالبطيخ وكان أحب الفاكهة إليه فيه يوسف ابن عطية الصفار مجمع على ضعفه وروى ابن عدي من حديث عائشة كان أحب الفاكهة لرسول الله صلى الله عليه وسلم الرطب والبطيخ وله من حديث آخر لها فإن خير الفاكهة العنب وكلاهما ضعيف
(¬11) حديث كان يأكل البطيخ بالخبز والسكر أما أكل البطيخ بالخبز فلم أره وإنما وجدت أكل العنب بالخبز فيما رواه ابن عدي من حديث عائشة مرفوعا عليكم بالمرازمة قيل يا رسول الله وما المرازمة قال أكل الخبز مع العنب فإن خير الفاكهة العنب وخير الطعام الخبز وإسناده ضعيف وأما أكل البطيخ بالسكر فإن أريد بالسكر نوع من التمر والرطب مشهور فهو الحديث الآتي بعده وإن أريد به السكر الذي هو الطبرزد فلم أر له أصلا إلا في حديث منكر معضل رواه أبو عمر النوقاني في كتاب البطيخ من رواية محمد بن علي بن الحسين أن النبي صلى الله عليه وسلم أكل بطيخا بكسر وفيه موسى ابن ابراهيم المروزي كذبه يحيى بن معين
পৃষ্ঠা - ৭৩১
بالرطب (¬1) ويستعين باليدين جميعاً وأكل يوماً الرطب في يمينه وكان يحفظ النوى في يساره فمرت شاة فأشار إليها بالنوى فجعلت تأكل من كفه اليسرى وهو يأكل بيمينه حتى فرغ وانصرفت الشاة (¬2) وكان ربما أكل العنب خرطاً يرى زؤانه على لحيته كخرز اللؤلؤ (¬3) وكان أكثر طعامه الماء والتمر (¬4) وكان اللبن بالتمر ويسميهما الأطيبين (¬5) وكان أحب الطعام إليه اللحم ويقول هو يزيد في السمع وهو سيد الطعام في الدنيا والآخرة ولو سألت ربي أن يطعمنيه كل يوم لفعل (¬6) وكان يأكل الثريد باللحم والقرع (¬7) وكان يحب القرع ويقول إنها شجرة أخي يونس عليه السلام (¬8) قالت عائشة رضي الله عنها وكان يقول عائشة إذ طبختم قدراً فأكثروا فيها من الدباء فإنه يشد قلب الحزين (¬9) وكان يأكل لحم الطير الذي يصاد (¬10) وكان لا يتبعه والصيد ويحب أن يصاد له ويؤتى به فيأكله (¬11) وكان إذا أكل اللحم لم يطأطئ رأسه إليه ويرفعه إلى فيه رفعا ثم ينتهشه انتهاشاً (¬12) وكان يأكل الخبز والسمن (¬13) وكان يحب من الشاة الذراع والكف ومن القدر الدباء ومن الصباغ الخل ومن التمر
¬_________
(¬1) حديث أكل البطيخ بالرطب أخرجه الترمذي والنسائي من حديث عائشة وحسنه الترمذي وابن ماجه من حديث سهل بن سعد كان يأكل الرطب بالبطيخ وهو عند الدارمي بلفظ البطيخ بالرطب
(¬2) حديث استعانته باليدين جميعا فأكل يوماً الرطب في يمينه وكان يحفظ النوى في يساره فمرت شاة فأشار إليها بالنوى فجعلت تأكل من كفه اليسرى وهو يأكل بيمينه حتى فرغ وانصرفت الشاة أما استعانته بيديه جميعا فرواه أحمد من حديث عبد الله بن جعفر قال آخر ما رأيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم في إحدى يديه رطبات وفي الأخرى قثاء يأكل من هذه ويعض من هذه وتقدم حديث أنس في أكله بيديه قبل هذا بثلاثة أحاديث وأما قصته مع الشاة فرويناها في فوائد أبي بكر الشافعي من حديث أنس بإسناد ضعيف
(¬3) حديث ربما أكل العنب خرطا الحديث أخرجه ابن عدي في الكامل من حديث العباس والعقيلي في الضعفاء من حديث ابن عباس هكذا مختصرا وكلاهما ضعيف
(¬4) حديث كان أكثر طعامه الماء والتمر أخرجه البخاري من حديث عائشة توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد شبعنا من الأسودين التمر والماء
(¬5) حديث كان يجمع اللبن بالتمر ويسميهما الأطيبين أخرجه أحمد من رواية إسماعيل بن أبي خالد عن أبيه قال دخلت على رجل وهو يجمع لبنا بتمر وقال ادن فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم سماهما الأطيبين ورجاله ثقات وإبهامه لا يضر
(¬6) حديث كان أحب الطعام إليه اللحم ويقول هو يزيد في السمع وهو سيد الطعام في الدنيا والآخرة ولو سألت ربي أن يطعمنيه كل يوم لفعل أخرجه أبو الشيخ من رواية ابن سمعان قال سمعت من علمائنا يقولون كان أحب الطعام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم اللحم الحديث والترمذي في الشمائل من حديث جابر أتانا النبي صلى الله عليه وسلم في منزلنا فذبحنا له شاة فقال كأنهم علموا أنا نحب اللحم وإسناده صحيح وابن ماجه من حديث أبي الدرداء بإسناد ضعيف سيد طعام أهل الدنيا وأهل الجنة اللحم
(¬7) حديث كان يأكل الثريد باللحم والقرع أخرجه مسلم من حديث أنس
(¬8) حديث كان يحب القرع ويقول إنها شجرة أخي يونس أخرجه النسائي وابن ماجه من حديث أنس كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب القرع وقال النسائي الدباء وهو عند مسلم بلفظ تعجبه وروى ابن مردويه في تفسيره من حديث أبي هريرة في قصة يونس فلفظته في أصل شجرة وهي الدباء
(¬9) حديث يا عائشة إذا طبختم قدرا فأكثروا فيها من الدباء فإنها تشد قلب الحزين رويناه في فوائد أبي بكر الشافعي
(¬10) حديث كان يأكل لحم الطير الذي يصاد أخرجه الترمذي من حديث أنس قال كان عند النبي صلى الله عليه وسلم طير فقال اللهم ائتني بأحب الخلق إليك يأكل معي هذا الطير فجاء علي فأكل معه قال حديث غريب قلت له طرق كلها ضعيفة وروى أبو داود والترمذي واستغربه من حديث سفينة قال أكلت مع النبي صلى الله عليه وسلم لحم حبارى
(¬11) حديث كان لا يتبعه ولا يصيده ويحب أن يصاد له فيؤتى به فيأكله قلت هذا هو الظاهر من أحواله فقد قال من تبع الصيد غفل رواه أبو داود والنسائي والترمذي من حديث ابن عباس وقال حسن غريب وأما حديث صفوان بن أمية عند الطبراني قد كانت قبلي لله رسل كلهم يصطاد ويطلب الصيد فهو ضعيف جدا
(¬12) حديث كان إذا أكل اللحم لم يطأطئ رأسه إليه ورفعه إلى فيه رفعا ثم نهشه أخرجه أبو داود من حديث صفوان بن أمية قال كنت آكل مع النبي صلى الله عليه وسلم فآخذ اللحم من العظم فقال أدن اللحم من فيك فإنه أهنأ وأمرأ والترمذي من حديثه انهش اللحم نهشا فإنه أهنئ وأمرأ وهو منقطع والذي قبله منقطع أيضا وللشيخين من حديث أبي هريرة فتناول الذراع فنهش منها نهشة الحديث
(¬13) حديث كان يأكل الخبز والسمن متفق عليه من حديث أنس في قصة طويلة فيها فأتت بذلك الخبز فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم ففت وعصرت أم سليم عكة فآدمته الحديث وفيه ثم أكل النبي صلى الله عليه وسلم وفي رواية ابن ماجه فصنعت فيها شيئا من سمن ولا يصح وأبو داود وابن ماجه من حديث ابن عمر وددت أن عندي خبزة بيضاء من بر سمراء ملبقة بسمن الحديث قال أبو داود منكر
পৃষ্ঠা - ৭৩২
العجوة (¬1) ودعا في العجوة بالبركة وقال هي من الجنة وشفاء من السم والسحر (¬2) وكان يحب من البقول الهندباء والباذروج والبقلة الحمقاء التي يقال لها الرجلة (¬3) وكان يكره الكليتين لمكانهما من البول (¬4) وكان لا يأكل من الشاة سبعاً الذكر والأنثيين والمثانة والمرارة والغدد والحيا والدم وَيَكْرَهُ ذَلِكَ (¬5) وَكَانَ لَا يَأْكُلُ الثُّومَ وَلَا البصل ولا الكراث (¬6) وما ذم طعاماً قط لكن إن أعجبه أكله وإن كرهه تركه وإن عافه لم يبغضه إلى غيره (¬7) وَكَانَ يَعَافُ الضَّبَّ وَالطِّحَالَ وَلَا يُحَرِّمُهُمَا (¬8) وَكَانَ يلعق بأصابعه الصحفة ويقول آخر الطعام أكثر بركة (¬9) وكان يلعق أصابعه من الطعام حتى تحمر (¬10) وكان لا يمسح يده بالمنديل حتى يلعق أصابعه واحدة واحدة ويقول إنه لا يدري في أي الطعام البركة (¬11)
¬_________
(¬1) حديث كان يحب من الشاة الذراع والكتف ومن القدر الدباء ومن الصباغ الخل ومن التمر العجوة وروى الشيخان من حديث أبي هريرة قال وضعت بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم قصعة من ثريد ولحم فتناول الذراع وكانت أحب الشاة إليه الحديث وروى أبو الشيخ من حديث ابن عباس كان أحب اللحم من إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الكتف وإسناده ضعيف ومن حديث أبي هريرة لم يكن يعجبه من الشاة إلا الكتف وتقدم حديث أنس كان يحب الدباء قبل هذا بستة أحاديث ولأبي الشيخ من حديث أنس كان أحب الطعام إليه الدباء وله من حديث ابن عباس بإسناد ضعيف كان أحب الصباغ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الخل وله بالإسناد المذكور كان أحب التمر إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ العجوة
(¬2) حديث دعا في العجوة بالبركة وقال هي من الجنة وشفاء من السموالسحر أخرجه البزار والطبراني في الكبير من حديث عبد الله بن الأسود قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد سدوس فأهدينا له تمرا وفيه حتى ذكرنا تمر أهلنا هذا الجذامي فقال بارك الله في الجذامي وفي حديقة خرج هذا منها الحديث قال أبو موسى المديني قيل هو تمر أحمر والترمذي والنسائي وابن ماجه من حديث أبي هريرة العجوة من الجنة وهي شفاء من السم وفي الصحيحين من حديث سعد بن أبي وقاص من تصبح بسبع تمرات من عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر
(¬3) حديث كان يحب من البقول الهندباء والباذروج والبقلة الحمقاء التي يقال لها الرجلة أبو نعيم في الطب النبوي من حديث ابن عباس عليكم بالهندباء فإنه ما يوم إلا ويقطر عليه قطرة من قطر الجنة وله من حديث الحسن بن علي وأنس بن مالك نحوه وكلها ضعيفة وأما الباذروج فلم أجد فيه حديثا وأما الرجلة فروى أبو نعيم من رواية ثوير قال مر النبي صلى الله عليه وسلم بالرجلة وفي رجله قرحة فداواها بها فبرئت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بارك الله فيك أنبتي حيث شئت فأنت شفاء من سبعين داء أدناه الصداع وهذا مرسل ضعيف
(¬4) حديث كان يكره الكليتين لمكانهما من البول رويناه في جزء من حديث أبي بكر محمد بن عبد الله بن الشخير من حديث ابن عباس بإسناد ضعيف فيه ابو سعيد الحسن بن علي العدوي أحد الكذابين
(¬5) حديث كان لا يأكل من الشاة الذكر والأنثيين والمثانة والمرارة والغدة والحيا والدم أخرجه ابن عدي ومن طريقه البيهقي من حديث ابن عباس بإسناد ضعيف ورواه البيهقي من رواية مجاهد مرسلا
(¬6) حديث كان لا يأكل الثوم ولا البصل ولا الكراث أخرجه مالك في الموطأ عن الزهري عن سليمان بن يسار مرسلا ووصله الدارقطني في غرائب مالك عن الزهري عن انس وفي الصحيحين من حديث جابر أتى بقدر فيه خضرات من بقول فوجد لها ريحا الحديث وفيه قال فإني أناجي من لا تناجي ولمسلم من حديث أبي أيوب في قصة بعثه إليه بطعام فيه ثوم فلم يأكل منه وقال إني أكرهه من أجل ريحه
(¬7) حديث ما ذم طعاما قط لكن إن أعجبه أكله وإن كرهه تركه وإن عافه لم يبغضه إلى غيره تقدم أول الحديث وفي الصحيحين من حديث ابن عمر في قصة الضب فقال كلوا فإنه ليس بحرام ولا بأس به ولكنه ليس من طعام قومي
(¬8) حديث كان يعاف الضب والطحال ولا يحرمهما أما الضب ففي الصحيحين عن ابن عباس لم يكن بأرض قومي فأجدني أعافه ولهما من حديث ابن عمر أحلت لنا ميتتان ودمان {وفيه} أما الدمان فالكبد والطحال وللبيهقي موقوفا على زيد بن ثابت إني لآكل الطحال وما بي إليه حاجة إلا ليعلم أهلي أنه لا بأس به
(¬9) حديث كان يلعق الصحفة ويقول آخر الطعام أكثر بركة أخرجه البيقهي في شعب الإيمان من حديث جابر في حديث قال فيه ولا ترفع القصعة حتى تلعقها أو تلعقها فإن آخر الطعام فيه البركة ومسلم من حديث أنس أمرنا أن نسلت الصحفة وقال إن أحدكم لا يدري أي طعامه يبارك له فيه
(¬10) حديث كان يلعق أصابعه من الطعام حتى تحمر أخرجه من حديث كعب بن مالك دون قوله حتى تحمر فلم أقف له على أصل
(¬11) حديث كان لا يمسح يده بالمنديل حتى يلعق أصابعه واحدة واحدة ويقول أنه لا يدري في أي أصابعه البركة أخرجه مسلم من حديث كعب بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يمسح يده حتى يلعقها وله من حديث جابر فإذا فرغ فليلعق أصابعه فإنه لا يدري في أي طعامه تكون البركة وللبيهقي في الشعب من حديثه لا يمسح أحدكم يده بالمنديل حتى يلعق يده فإن الرجل لا يدري في أي طعامه بارك له فيه
পৃষ্ঠা - ৭৩৩
وإذا فَرَغَ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ أَطْعَمْتَ فَأَشْبَعْتَ وَسَقَيْتَ فَأَرْوَيْتَ لَكَ الْحَمْدُ غَيْرَ مَكْفُورٍ وَلَا مُوَدَّعٍ وَلَا مُسْتَغْنًى عَنْهُ (¬1) وَكَانَ إذا أكل الخبز واللحم خاصة غسل يديه غسلاً جيداً ثم يمسح بفضل الماء على وجهه (¬2) وكان يشرب في ثلاث دفعات وله فيها ثلاث تسميات وفي أواخرها ثلاث تحميدات (¬3) وكان يمص الماء مصاً ولا يعب عبا (¬4) وكان يدفع فضل سؤره إلى من على يمينه (¬5) فإن كان من على يساره أجل رتبة قال للذي على يمينه السنة أن تعطي فإن أحببت آثرتهم (¬6) وربما كان يشرب بنفس واحد حتى يفرغ (¬7) وكان لا يتنفس في الإناء بل ينحرف عنه (¬8) وأتى بإناء فيه عسل ولبن فأبى أن يشربه وقال شربتان في شربة وإدامان في إناء واحد (¬9) ثم قال صلى الله عليه وسلم لا أحرمه ولكني أكره الفخر والحساب بفضول الدنيا غداً وأحب التواضع فإن من تواضع لله رفعه الله وكان في بيته أشد حياء من العاتق لا يسألهم طعاماً ولا يتشهاه عليهم إن أطعموه أكل وما أعطوه قبل وما سقوه شرب (¬10) وكان ربما قام فأخذ ما يأكل بنفسه أو يشرب (¬11)
¬_________
(¬1) حديث وإذا فرغ قال اللهم لك الحمد أطعمت وأشبعت وسقيت وأرويت لَكَ الْحَمْدُ غَيْرَ مَكْفُورٍ وَلَا مُوَدَّعٍ وَلَا مستغنى عنه أخرجه الطبراني من حديث الحارث بن الحارث بسند ضعيف وللبخاري من حديث أبي أمامة كان إذا فرغ من طعامه قال الحمد لله الذي كفانا وآوانا غير مكفي ولا مكفور وقال مرة الحمد لله ربنا غير مكفي ولا مودع ولا مستغنى عنه ربنا
(¬2) حديث كان إذا أكل الخبز واللحم خاصة غسل يديه غسلاً جيداً ثم يمسح بفضل الماء على وجهه أخرجه ابو يعلى من حديث ابن عمر بإسناد ضعيف من أكل من هذه اللحوم شيئا فليغسل يده من ريح وضره لا يؤذي من حذاءه
(¬3) حديث كان يشرب في ثلاث دفعات له فيها ثلاث تسميات وفي آخرها ثلاث تحميدات أخرجه الطبراني في الأوسط من حديث أبي هريرة ورجاله ثقات ومسلم من حديث أنس كان إذا شرب تنفس ثلاثا
(¬4) حديث كان يمص الماء مصاً ولا يعبه عبا أخرجه البغوي والطبراني وابن عدي وابن قانع وابن منده وأبو نعيم من الصحابة من حديث بهز كان يستاك عرضا ويشرب مصا وللطبراني من حديث أم سلمة كان لا يعب ولأبي الشيخ من حديث ميمونة لا يعب ولا يلهث وكلها ضعيفة
(¬5) حديث كان يدفع فضل سؤره إلى من عن يمينه متفق عليه من حديث أنس
(¬6) حديث استئذانه من على يمينه إذا كان من على يساره أجل رتبة متفق عليه من حديث سهل بن سعد
(¬7) حديث شربة بنفس واحد أخرجه أبو الشيخ من حديث زيد بن أرقم بإسناد ضعيف وللحاكم من حديث أبي قتادة وصححه إذا شرب أحدكم فليشرب بنفس واحد ولعل تأويل هذين الحديثين على ترك التنفس في الإناء والله أعلم
(¬8) حديث كان لا يتنفس في الإناء حتى ينحرف عنه أخرجه الحاكم من حديث أبي هريرة ولا يتنفس أحدكم في الإناء إذا شرب منه ولكن إذا أراد أن يتنفس فليؤخره عنه ثم ليتنفس وقال حديث صحيح الإسناد
(¬9) حديث أتى بإناء فيه عسل ولبن فأبى أن يشربه وقال شربتان في شربة وإدامان في إناء واحد الحديث رواه البزار من حديث طلحة بن عبيد الله دون قوله شربتان في شربة إلى آخره وسنده ضعيف
(¬10) حديث كان في بيته أشد حياء من العاتق لا يسألهم طعاما ولا يتشهاه عليهم إن أطعموه أكل وما أطعموه قبل وما سقوه شرب رواه الشيخان من حديث أبي سعيد كان أشد حياء من العذراء في خدرها الحديث وقد تقدم وأما كونه كان لا يسألهم طعاما فإنه أراد أي طعام بعينه من حديث عائشة انه قال ذات يوم يا عائشة هل عندكم شيء قالت فقلت ما عندنا شيء الحديث وفيه فلما رجع قلت أهديت لنا هدية قال {ما هو} قلت حيس قال هاتيه وفي رواية قربيه وفي رواية للنسائي أصبح عندكم شيء تطعمينيه ولأبي داود هل عندكم طعام والترمذي أعندك غداء وفي الصحيحين من حديث عائشة فدعا بطعام فأتى بخبز وأدم من أدم البيت فقال ألم أر برمة على النار فيها لحم الحديث وفي رواية لمسلم لو صنعتم لنا من هذا اللحم الحديث فليس في قصة بربرة إلا الإستفهام والرضا والحكمة فيه بيان الحكم لا التشهي والله أعلم وللشيخين من حديث أم الفضل أنها أرسلت إليه بقدح لبن وهو واقف على بعيره فشربه ولأبي داود من حديث أم هانئ فجاءت الوليدة بإناء فيه شراب فتناوله فشرب منه وإسناده حسن
(¬11) حديث وكان ربما قام فأخذ ما يأكل أو يشرب بنفسه أخرجه أبو داود من حديث أم المنذر بنت قيس دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فشرب ومعه على وعلى ناقة ولنا دوال معلقة فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكل منها الحديث وإسناده حسن وللترمذي وصححه وابن ماجه من حديث كبشة دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فشرب من في قربة معلقة قائما الحديث
পৃষ্ঠা - ৭৩৪
كَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَلْبَسُ مِنَ الثياب ما وجد من إزار أو رداء أو قميص أو جبة أو غير ذلك (¬1) وكان يعجبه الثياب الخضر (¬2) وكان أكثر لباسه البياض ويقول ألبسوها أحياءكم وكفنوا فيها موتاكم وكان يلبس القباء المحشو للحرب وغير الحرب (¬3) وكان له قباء سندس فيلبسه فتحسن خضرته على بياض لونه (¬4) وكانت ثيابه كلها مشمرة فوق الكعبين ويكون الأزار فوق ذلك إلى نصف الساق (¬5) وكان قميصه مشدود الأزرار وربما حل الأزرار في الصلاة وغيرها (¬6) وكانت له ملحفة مصبوغه بالزعفران وربما صلى بالناس فيها وحدها (¬7) وربما ليس الكساء وحده ما عليه غيره (¬8) وكان له كساء ملبد يلبسه ويقول إنما أنا عبد ألبس كما يلبس العبد (¬9) وكان له ثوبان
¬_________
(¬1) حديث كان يلبس من الثياب ما وجد من إزار أو رداء أو قميص أو جبة أو غير ذلك أخرجه الشيخان من حديث عائشة أنها أخرجت إزار مما يصنع باليمن وكساء من هذه الملبدة فقالت في هذا قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي رواية إزارا غليظا ولهما من حديث أنس كنت أمشي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعليه رداء نجراني غليظ الحاشية الحديث لفظ مسلم وقال البخاري برد نجراني وابن ماجه بسند ضعيف من حديث ابن عباس كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يلبس قميصا قصير اليدين والطول وأبو داود والترمذي وحسنه والنسائي من حديث أم سلمة كان أحب الثياب إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ القميص ولأبي داود من حديث أسماء بنت يزيد كانت يد قميص رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الرسغ وفيه شهر ابن حوشب مختلف فيه وتقدم قبل هذا الحديث حديث الجبة والشملة والحبرة
(¬2) حديث كان أكثر لباسه البياض ويقول ألبسوها أحياءكم وكفنوا فيها موتاكم أخرجه ابن ماجه والحاكم من حديث ابن عباس خير ثيابكم البياض فألبسوها أحياءكم وكفنوا فيها موتاكم قال الحاكم صحيح الإسناد وله ولأصحاب السنن من حديث سمرة عليكم بهذه الثياب البياض فليلبسها أحياؤكم وكفنوا فيها موتاكم لفظ الحاكم وقال صحيح على شرط الشي خين وقال الترمذي حسن صحيح
(¬3) حديث كان يلبس القباء المحشو للحرب وغير الحرب أخرجه الشيخان من حديث المسور بن مخرمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قدمت عليه أقبية من ديباج مزرر بالذهب الحديث وليس في طرق الحديث لبسها إلا في طريق علقها البخاري قال فخرج وعليه قباء من ديباج مزررة بالذهب الحديث ومسلم من حديث جابر لبس النبي صلى الله عليه وسلم يوما قباء من ديباج أهدى له ثم نزعه الحديث
(¬4) حديث كان له قباء سندس فيلبسه الحديث أخرجه أحمد من حديث أنس أن أكيدر دومة أهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم جبة سندس أو ديباج قبل أن ينهي عن الحرير فلبسها والحديث في الصحيحين وليس فيه أنه لبسها وقال فيه وكان ينهى عن الحرير وعند الترمذي وصححه النسائي أنه لبسها ولكنه قال بجبة ديباج منسوجة فيها الذهب
(¬5) حديث كان ثيابه كلها مشمرة فوق الكعبين ويكون الإزار فوق ذلك إلى نصف الساق رواه أبو الفضل محمد بن طاهر في كتاب صفوة التصوف من حديث عبد الله بن يسر كانت ثياب رسول الله صلى الله عليه وسلم إزاره فوق الكعبين وقميصه فوق ذلك ورداؤه فوق ذلك وإسناده ضعيف والحاكم وصححه من حديث ابن عباس كان يلبس قميصا فوق الكعبين الحديث وهو عنده بلفظ قميصا قصير اليدين والطول وعندهما والترمذي في الشمائل من رواية الأشعث قال سمعت عمتي تحدث عن عمها فذكر النبي صلى الله عليه وسلم وفيه فإذا إزاره إلى نصف ساقه ورواه النسائي وسمى الصحابي عبيد بن خالد واسم عمه الأشعث وهم بيت الأسود لا يعرف
(¬6) حديث كان قميصه مشدود الأزرارا وربما حل الأزرار في الصلاة وغيرها أبو داود والبيهقي والترمذي في الشمائل من رواية معاوية بن قرة بن إياس عن أبيه قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في رهط من مزينة وبايعناه وأن قميصه لمطلق الأزرار وللبيهقي من رواية زيد بن أسلم قال رأيت ابن عمر يصلي محلولة أزراره فسألته عن ذلك فقال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله وفي العلل للترمذي أنه سأل البخاري عن هذا الحديث فقال أنا أتقي هذا الشيخ كأن حديثه موضوع يعني زهير بن محمد راويه عن زيد بن أسلم قلت تابعه عليه الوليد بن مسلم عن زيد رواه ابن خزيمة في صحيحه وللطبراني من حديث ابن عباس بإسناد ضعيف دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي مجتبيا محلل الأزرار
(¬7) حديث كان له ملحفة مصبوغة بالزعفران وربما صلى بالناس فيها أخرجه أبو داود والترمذي من حديث قيلة بنت مخرمة قالت رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وعليه أسمال ملاءتين كانتا بزعفران قال الترمذي لا نعرفه إلا من عبد الله بن حسان قلت ورواته موثقون وأبو داود من حديث قيس بن سعد فاغتسل ثم ناوله أبي سعد ملحفة مصبوغة بزغفران أو ورس فاشتمل بها الحديث ورجاله ثقات
(¬8) حديث ربما لبس الكساء وحده ليس عليه غيره رواه ابن ماجه وابن خزيمة من حديث ثابت بن الصامت أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في بني عبد الأشهل وعليه كساء متلفف به الحديث وفي رواية البزار في كساء
(¬9) حديث كان له كساء ملبد يلبسه ويقول أنا عبد ألبس كما يلبس العبد أخرجه الشيخان من رواية أبي بردة قال أخرجت إلينا عائشة كساء ملبدا وإزارا غليظا فقالت في هذين قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وللبخاري من حديث عمر إنما أنا عبد ولعبد الرزاق في المصنف من رواية أيوب السختياني مرفوعا معضلا إنما أنا عبد أكل كما يأكل العبد وأجلس كما يجلس العبد وتقدم من حديث أنس وابن عمر وعائشة متصلا
পৃষ্ঠা - ৭৩৫
لِجُمُعَتِهِ خَاصَّةً سِوَى ثِيَابِهِ فِي غَيْرِ الْجُمُعَةِ (¬1) وربما لبس الإزار الواحد ليس عليه غيره ويعقد طرفيه بين كتفيه (¬2) وربما أم به الناس على الجنائز (¬3) وربما صلى في بيته في الإزار الواحد ملتحفاً به مخالفاً بين طرفيه ويكون ذلك الإزار الذي جامع فيه يومئذ (¬4) وكان ربما صلى بالليل بالإزار ويرتدي ببعض الثوب مما يلي هدبه ويلقى البقية على بعض نسائه فيصلي كذلك (¬5) ولقد كان له كساء فوهبه فقالت له أم سلمة بأبي أنت وأمي ما فعل ذلك الكساء الأسود فقال كسوته فقالت ما رأيت شيئاً قط كان أحسن من بياضك على سواده (¬6) وقال أنس وربما رأيته يصلي بنا الظهر في شملة عاقداً بين طرفيه (¬7) وكان يتختم (¬8) وربما خرج وفي خاتمه الخيط المربوط يَتَذَكَّرُ بِهِ الشَّيْءَ (¬9) وَكَانَ يَخْتِمُ بِهِ عَلَى الكتب ويقول الخاتم على الكتاب خير من التهمة (¬10) وَكَانَ يَلْبَسُ الْقَلَانِسَ تَحْتَ الْعَمَائِمِ وَبِغَيْرِ عِمَامَةٍ وَرُبَّمَا نَزَعَ قَلَنْسُوَتَهُ مِنْ رَأْسِهِ فَجَعَلَهَا سُتْرَةً بين يديه ثم يصلى إليها (¬11) وربما لم تكن العمامة فيشد العصابة
¬_________
(¬1) حديث كان له ثوبان لجمعته خاصة الحديث أخرجه الطبراني في الصغير والأوسط من حديث عائشة بسند ضعيف زاد فإذا انصرف طويناهما إلى مثله ويرده حديث عائشة عند ابن ماجه ما رأيته يسب أحدا ولا يطوى له ثوب
(¬2) حديث رُبَّمَا لَبِسَ الْإِزَارَ الْوَاحِدَ لَيْسَ عَلَيْهِ غَيْرُهُ فعقد طرفيه بين كتفيه أخرجه الشيخان من حديث عمر في حديث اعتزاله أهله فإذا عليه إزاره وليس عليه غيره وللبخاري من رواية محمد بن المنكدر صلى بنا جابر في إزار قد عقده من قبل قفاه وثيابه موضوعة على المشجب وفي رواية له وهو يصلى في ثوب ملتحفا به ورداؤه موضوع وفيه رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي هكذا
(¬3) حديث ربما أم به الناس على الجنائز لم أقف عليه
(¬4) حديث ربما صلى في بيته في الإزار الواحد ملتحفاً به مخالقا بين طرفيه ويكون ذلك الإزار الذي جامع فيه يومئذ أخرجه أبو يعلى بإسناد حسن من حديث معاوية قال دخلت على أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في ثوب واحد فقلت يا أم حبيبة أيصلي النبي صلى الله عليه وسلم في الثوب الواحد قالت نعم وهو الذي كان فيه ما كان تعني الجماع ورواه الطبراني في الأوسط
(¬5) حديث ربما كان يصلي بالليل ويرتدي ببعض الثوب مما يلي هدبه ويلقى البقية على بعض نسائه أخرجه أبو داود من حديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في ثوب بعضه علي ولمسلم كان يصلى من الليل وأنا إلى جنبه وأنا حائض وعلى مرط بعضه على رسول الله صلى الله عليه وسلم وللطبراني في الأوسط من حديث أبي عبد الرحمن حاضن عائشة رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وعائشة يصليان في ثوب واحد نصفه على النبي صلى الله عليه وسلم ونصفه على عائشة وسنده ضعيف
(¬6) حديث كان له كساء أسود فوهبه فقالت له أم سلمة بأبي أنت وأمي ما فعل ذلك الكساء الحديث لم أقف عليه من حديث أم سلمة ولمسلم من حديث عائشة خرج النبي صلى الله عليه وسلم وعليه مرط مرجل أسود ولأبي داود والنسائي صنعت للنبي صلى الله عليه وسلم بردة سوداء من صوف فلبسها الحديث وزاد فيه ابن سعد في الطبقات فذكرت بياض النبي صلى الله عليه وسلم وسوادها ورواه الحاكم بلفظ جبة وقال صحيح على شرط الشيخين
(¬7) حديث أنس ربما رأيته يصلى بنا الظهر في شملة عاقدا بين طرفيها أخرجه البزار وأبو يعلى بلفظ صلى بثوب واحد وقد خالف بين طرفيه وللبزار خرج في مرضه الذي مات فيه مرتديا بثوب قطن فصلى بالناس وإسناده صحيح وابن ماجه من حديث عبادة بن الصامت صلى في شملة قد عقد عليها وفي كامل ابن عدي قد عقد عليها هكذا وأشار سفيان إلى قفاه وفي جزء الغطريف فعقدها في عنقه ما عليه غيرها وإسناده ضعيف
(¬8) حديث كان يتختم أخرجه الشيخان من حديث ابن عمر وأنس
(¬9) حديث ربما خرج وفي خاتمه خيط مربوط يتذكر به الشيء أخرجه ابن عدي من حديث واثلة بسند ضعيف كان إذا أراد الحاجة أوثق في خاتمه خيطا وزاد الحارث بن أبي أسامة في مسنده من حديث ابن عمر ليذكره به وسنده ضعيف
(¬10) حديث كان يختم به على الكتب ويقول الخاتم على الكتاب خير من التهمة أخرجه الشيخان من حديث أنس لما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يكتب إلى الروم قالوا إنهم لا يقرءون إلا كتابا مختوما فاتخذ خاتما من فضة الحديث والنسائي والترمذي في الشمائل من حديث ابن عمر اتخذ خاتما من فضة كان يختم به ولا يلبسه وسنده صحيح وأما قوله الخاتم على الكتاب خير من التهمة فلم أقف له على أصل
(¬11) حديث كان يلبس القلانس تحت العمائم وبغير عمامة وربما نزع قلنسوته من رأسه فجعلها سترة بين يديه ثم يصلى إليها أخرجه الطبراني وأبو الشيخ والبيهقي في شعب الإيمان من حديث ابن عمر كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبس قلنسوة بيضاء ولأبي الشيخ من حديث ابن عباس كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث قلانس قلنسوة بيضاء مضربة وقلنسوة برد حبرة وقلنسوة ذات آذان يلبسها في السفر فربما وضعها بين يديه إذا صلى وإسنادهما ضعيف ولأبي داود والترمذي من حديث ركانة فرق ما بيننا وبين المشركين العمائم على القلانس قال الترمذي غريب وليس إسناده بالقائم
পৃষ্ঠা - ৭৩৬
على رأسه وعلى جبهته (¬1) وكانت له عمامة تسمى السحاب فوهبها من علي فربما طلع على فيها فيقول صلى الله عليه وسلم أتاكم علي في السحاب (¬2) وَكَانَ إِذَا لَبِسَ ثَوْبًا لَبِسَهُ مِنْ قِبَلِ مَيَامِنَهِ (¬3) وَيَقُولُ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كَسَانِي مَا أُوَارِي بِهِ عَوْرَتِي وَأَتَجَمَّلُ بِهِ فِي النَّاسِ (¬4) وإذا نزع ثوبه أخرجه مِنْ مَيَاسِرِهِ (¬5) وَكَانَ إِذَا لَبِسَ جَدِيدًا أَعْطَى خلق ثيابه مسكيناً ثم يقول ما من مسلم يكسو مسلماً من سمل ثيابه لا يكسوه إلا الله إلا كان في ضمان الله وحرزه وخيره ما واراه حَيًّا وَمَيِّتًا (¬6) وَكَانَ لَهُ فِرَاشٌ مِنْ أَدَمٍ حشوه ليف طوله ذراعان أو نحوه وعرضه ذراع وشبر أو نحوه (¬7) وَكَانَتْ لَهُ عَبَاءَةٌ تُفْرَشُ لَهُ حَيْثُمَا تَنَقَّلَ تثنى طاقين تحته (¬8) وكان ينام على الحصير ليس تحته شيء غيره (¬9) وَكَانَ مِنْ خُلُقِهِ تَسْمِيَةُ دَوَابِّهِ وَسِلَاحِهِ وَمَتَاعِهِ وكان اسم رايته العقاب
واسم سيفه الذي يشهد به الحروب ذو الفقار
وكان له سيف يقال له المخذم
وآخر يقال له الرسوب وآخر يقال له القضيب
وكانت قبضة سيفه محلاة بالفضة (¬10)
¬_________
(¬1) حديث ربما لم تكن العمامة فيشد العصابة على رأسه وعلى جبهته أخرجه من حديث ابن عباس صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر وقد عصب رأسه بعصابة دسماء الحديث
(¬2) حديث كانت له عمامة تسمى السحاب فوهبها من علي فربما طلع على فيها فيقول صلى الله عليه وسلم أتاكم علي في السحاب أخرجه ابن عدي وأبو الشيخ من حديث جعفر بن محمد عن أبيه عن جده وهو مرسل ضعيف جدا ولأبي نعيم في دلائل النبوة من حديث عمر في أثناء حديث عمامته السحاب الحديث
(¬3) حديث كان إذا لبس ثوبا يلبسه من قبل ميامنه أخرجه الترمذي من حديث أبي هريرة ورجاله رجال الصحيح وقد اختلف في رفعه
(¬4) حديث الحمد لله الذي كساني ما أوراي به عورتي وأتجمل به في الناس أخرجه الترمذي وقال غريب وابن ماجه والحاكم وصححه من حديث عمر بن الخطاب
(¬5) حديث كان إذا نزع ثوبه خرج من مياسره أخرجه أبو الشيخ من حديث ابن عمر كان إذا لبس شيئا من الثياب بدأ بالأيمن وإذا نزع بدأ بالأيسر وله من حديث أنس كان إذاارتدى أو ترجل أو انتعل بدأ بيمينه وإذا خلع بدأ بيساره وسندهما ضعيف وهو في الإنتعال في الصحيحين من حديث أبي هريرة من قوله لا من فعله
(¬6) حديث كان إذا لبس جديدا أعطى خلق ثيابه مسكينا ثم يقول ما من مسلم يكسوا مسلما الحديث أخرجه الحاكم في المستدرك والبيهقي في الشعب من حديث عمر قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا بثيابه فلبسها فلما بلغ تراقيه قال الحمد لله الذي كساني ما أتجمل به في حياتي وأوراي به عورتي {ثم قال} ما من مسلم يلبس ثوبا جديدا الحديث دون ذكر تصدقه صلى الله عليه وسلم بثيابه وهو عند الترمذي وابن ماجه دون ذكر لبس النبي صلى الله عليه وسلم لثيابه وهو أصح وقد تقدم قال البيهقي وهو غير قوي
(¬7) حديث كان له فراش من أدم حشوه ليف الحديث متفق عليه من حديث عائشة مقتصرا على هذا دون ذكر عرضه وطوله ولأبي الشيخ من حديث أم سلمة كان فراش النبي صلى الله عليه وسلم نحو ما يوضع الإنسان في قبره وفيه من لم يسم
(¬8) حديث كانت له عباءة تفرش له حيثما تنقل تفرش طاقين تحته أخرجه ابن سعد في الطبقات وأبو الشيخ من حديث عائشة دخلت على امرأة من الأنصار فرأت فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم عباءة مثنية الحديث ولأبي سعيد عنها أنها كانت تفرش للنبي صلى الله عليه وسلم عباءة بإثنين وكلاهما لا يصح والترمذي في الشمائل من حديث حفصة وسئلت ما كان فراشه قالت مسح نثنيه ثنتين فينام عليه الحديث وهو منقطع
(¬9) حديث كان ينام على الحصير ليس تحته شيء غيره متفق عليه من حديث عمر في قصة اعتزال النبي صلى الله عليه وسلم نساءه
(¬10) حديث كان من خلقه تسمية دوابه وسلاحه ومتاعه وكان اسم رايته العقاب واسم سيفه الذي يشهد به الحروب ذو الفقار وكان له سيف يقال له المخذم وآخر يقال له الرسوب وآخر يقال له القضيب وكان قبضة سيفه محلاة بالفضة أخرجه الطبراني من حديث ابن عباس كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم سيف قائمته من فضة وقبيعته من فضة وكان يسمى ذا الفقار وكانت له قوس تسمى السداد وكانت له كنانة تسمى الجمع وكانت له درع موشحة بنحاس تسمى ذات الفضول وكانت له حربة تسمى النبعة وكانت له مجن تسمى الدفن وكان له ترس أبيض يسمى موجزا وكان له فرس أدهم يسمى السكب وكان له سرج يسمى الداج المؤخر وكان له بغلة شهباء يقال له الدلدل وكانت له ناقة تسمى القصواء وكان له حمار يسمى يعفور وكان له بساط يسمى السكر وكانت به عنزة تسمى الثمر وكانت لها ركوة تسمى الصادر وكانت له مرآة تسمى المرآة وكان له مقراض يسمى الجامع وكان له قضيب شوحط يسمى الممشوق وفيه علي بن غررة الدمشقي نسب إلى وضع الحديث ورواه ابن عدي من حديث أبي هريرة بسند ضعيف كانت راية رسول الله صلى الله عليه وسلم سوداء تسمى العقاب ورواه أبو الشيخ من حديث الحسن مرسلا وله من حديث علي بن أبي طالب كان اسم سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم ذا الفقار أخرجه الترمذي وابن ماجه من حديث ابن عباس أنه صلى الله عليه وسلم تنقل سيفه ذا الفقار يوم بدر والحاكم من حديث على في أثناء حديث وسيفه ذو الفقار وهو ضعيف ولإبن سعد في الطبقات من رواية مروان بن أبي سعيد ابن المعلى مرسلا قال أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من سلاح بني قينقاع ثلاثة أسياف سيف قلعي وسيف يدعى بتارا وسيف يدعى الحتف وكان عنده بعد ذلك المخذم ورسوب أصابهما من القلس وفي سنده الواقدي وذكر ابن أبي خيثمة في تاريخه أنه يقال إنه صلى الله عليه وسلم قدم المدينة ومعه سيفان يقال لأحدهما العضب شهد به بدرا ولأبي داود والترمذي وقال حسن والنسائي وقال منكر من حديث أنس كانت قبيعة سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم فضة
পৃষ্ঠা - ৭৩৭
وكان يلبس المنطقة من الآدم فيها ثلاث حلق من فضة (¬1) وكان اسم قوسه الكتوم وجعبته الكافور (¬2) وكان اسم ناقته القصواء وهي التي يقال لها العضبا واسم بغلته الدلدل وكان اسم حماره يعفور واسم شاته التي يشرب لبنها عينة (¬3) وكان له مطهرة من فخار يتوضأ فيها ويشرب منها (¬4) فيرسل الناس أولادهم الصغار الذين قد عقلوا فيدخلوه عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلا يدفعون عنه فإذا وجدوا في المطهرة ماء شربوا منه ومسحوا على وجوههم وأجسادهم ويبتغون بذلك البركة
بيان عفوه صلى الله عليه وسلم مع قدرته
كَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْلَمَ النَّاسِ (¬5) وأرغبهم في العفو مع القدرة حتى أتى بقلائد من ذهب وفضة فقسمها بين أصحابه فقام رجل من أهل البادية فقال يا محمد والله لئن أمرك الله أن تعدل فما أراك تعدل فقال ويحك فمن يعدل عليه بعدي فلما ولي قال ردوه على رويدا (¬6) روى جابر أنه صلى الله عليه وسلم كان يقبض للناس يوم خيبر من فضة في ثوب بلال فقال له رجل يا رسول الله أعدل فقال لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويحك فمن يعدل إذا لم أعدل فقد خبت إذن وخسرت إن كنت لا أعدل فقام عمر فقال ألا أضرب عنقه فإنه منافق فقال معاذ الله أن يتحدث الناس أني أقتل أصحابي (¬7) وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم في حرب فرأوا من المسلمين غرة فجاء رجل حَتَّى قَامَ عَلَى رَأْسِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالسَّيْفِ فَقَالَ مَنْ يَمْنَعُكَ مني فقال الله فقال فَسَقَطَ السَّيْفُ مِنْ يَدِهِ فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم السَّيْفَ وَقَالَ مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي فَقَالَ كُنْ خَيْرَ آخِذٍ قَالَ قُلْ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ فَقَالَ لَا غَيْرَ أَنِّي لَا أُقَاتِلُكَ وَلَا أَكُونُ معك
¬_________
(¬1) حديث كان يلبس المنطقة من الآدم فيها ثلاث حلق من فضة لم أقف له على أصل ولابن سعد في الطبقات وأبي الشيخ من رواية محمد بن علي بن الحسين مرسلا كان في درع النبي صلى الله عليه وسلم حلقتان من فضة
(¬2) حديث كان اسم قوسه الكتوم وجعبته الكافور لم أجد له أصلا وقد تقدم في حديث ابن عباس أنه كانت له قوس تسمى السداد وكانت له كناية تسمى الجمع وقال ابن أبي خيثمة في تاريخه أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد من سلاح بني قينقاع ثلاثة قسى قوس اسمها الروحاء وقوس شوحط تدعى البيضاء وقوس صفراء تدعى الصفراء من سبع
(¬3) حديث كان اسم ناقته القصواء وهي التي يقال لها العضباء واسم بغلته الدلدل واسم حماره يعفور واسم شاته التي يشرب لبنها عينة تقدم بعضه من حديث ابن عباس عند الطبراني وللبخاري من حديث أنس كان للنبي صلى الله عليه وسلم ناقة يقال لها العضباء ولمسلم من حديث جابر في حجة الوداع ثم ركب القصواء والحاكم من حديث علي ناقته القصواء وبغلته دلدل وحماره عفير الحديث ورويناه في فوائد ابن الدحداح فقال حماره يعفور وفيه شاته بركة والبخاري من حديث معاذ كنت ردف النبي صلى الله عليه وسلم على حمار يقال له عفير ولابن سعد في الطبقات من رواية إبراهيم بن عبد الله من ولد عتبة بن غزوان كانت منايح رسول الله صلى الله عليه وسلم من الغنم سبعا عجوة وزمزم وسقيا وبركة ورشة وإهلال وأطراف وفي سنده الواقدي وله من رواية مكحول مرسلا كانت له شاة تسمى قمر
(¬4) حديث كانت له مطهرة من فخار يتوضأ منها ويشرب فيها الحديث لم أقف له على أصل
(¬5) حديث كان أحلم الناس تقدم
(¬6) حديث أتى بقلائد من ذهب وفضة فقسمها بين أصحابه الحديث أخرجه أبو الشيخ من حديث ابن عمر بإسناد جيد
(¬7) حديث جابر أنه كان يقبض للناس يوم حنين من فضة في ثوب بلال فقال له رجل يا نبي الله اعدل الحديث رواه مسلم
পৃষ্ঠা - ৭৩৮
وَلَا أَكُونُ مَعَ قَوْمٍ يُقَاتِلُونَكَ فَخَلَّى سَبِيلَهُ فَجَاءَ أَصْحَابَهُ فَقَالَ جِئْتُكُمْ مِنْ عِنْدِ خَيْرِ الناس (¬1) وروى أنس أن يهودية أتت النبي صلى الله عليه وسلم بشاة مسمومة ليأكل منها فجيء بها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسألها عن ذلك فقالت
أردت قتلك فقال ما كان الله ليسلطك على ذلك قالوا أفلا تقتلها فقال لا (¬2) وسحره رجل من اليهود فأخبره جبريل عليه أفضل الصلاة والسلام بذلك حتى استخرجه وحل العقد فوجد لذلك خفة وما ذكر ذلك لليهودي ولا أظهره عليه قط (¬3) وقال علي رضي الله عنه بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا الزبير والمقداد فقال انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ فإن بها ظعينة معها كتاب فخذوه منها فانطلقنا حتى أتينا روضة خاخ فقلنا أخرجي الكتاب فقالت ما معي من كتاب فقلنا لتخرجن الكتاب أو لننزعن الثياب فأخرجته من عقاصها فأتينا به النبي صلى الله عليه وسلم فإذا فيه من حاطب بن أبي بلتعة إلى أناس من المشركين بمكة يخبرهم أمراً من أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال يا حاطب ما هذا قال يا رسول الله لا تعجل علي أني كنت امرأ ملصقاً في قومي وكان من معك من المهاجرين لهم قرابات بمكة يحمون أهلهم فأحببت إذ فاتني ذلك من النسب منهم أن أتخذ فيهم يداً يحمون بها قرابتي ولم أفعل ذلك كفراً ولا رضاً بالكفر بعد الإسلام ولا ارتداداً عن ديني فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه صدقكم فقال عمر رضي الله عنه دعني أضرب عنق هذا المنافق فقال صلى الله عليه وسلم إنه شهد بدراً وما يدريك لعل الله عز وجل قد اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم (¬4) وقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم قسمة فقال رجل من الأنصار هذه قسمة ما أريد بها وجه الله فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فاحمر وجهه وقال رَحِمَ اللَّهُ أَخِي مُوسَى قَدْ أُوذِيَ بِأَكْثَرَ مِنْ هَذَا فَصَبَرَ (¬5) وَكَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَا يُبَلِّغُنِي أَحَدٌ مِنْكُمْ عَنْ أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِي شَيْئًا فَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ أخرج إليكم وأنا سليم الصدر (¬6)
بيان إغضائه صلى الله عليه وسلم عما كان يكرهه
كان رسول الله رَقِيقَ الْبَشْرَةِ لَطِيفَ الظَّاهِرِ وَالْبَاطِنِ يُعْرَفُ فِي وجهه غضبه ورضاه (¬7) وكان إذا اشتد وجده أكثر من مس لحيته الكريمة (¬8) وكان لا يشافه أحد بما يكرهه دخل عليه رجل وعليه صفرة فكرهها فلم يقل له شيئاً حتى خرج فقال لبعض القوم لو قلتم لهذا أن يدع هذه (¬9) يعني الصفرة وبال أعرابي في المسجد بحضرته فهم به
¬_________
(¬1) حديث كان في حرب فرؤى في المسلمين غرة فجاء رجل حتى قام عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالسيف الحديث متفق عليه من حديث جابر بنحوه وهو في مسند أحمد أقرب إلى لفظ المصنف وسمى الرجل غورث بن الحارث
(¬2) حديث أنس أن يهودية أتت النبي صلى الله عليه وسلم بشاة مسمومة الحديث رواه مسلم وهو عند البخاري من حديث أبي هريرة
(¬3) حديث سحره رجل من اليهود فأخبره جبريل بذلك حتى استخرجه الحديث أخرجه النسائي بإسناد صحيح من حديث زيد بن أرقم وقصة سحره في الصحيحين من حديث عائشة بلفظ آخر
(¬4) حديث علي بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا والزبير والمقداد وقال انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ الحديث متفق عليه
(¬5) حديث قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم قسمة فقال رجل من الأنصار هذه قسمة ما أريد بها وجه الله الحديث متفق عليه من حديث ابن مسعود
(¬6) حديث لَا يُبَلِّغُنِي أَحَدٌ مِنْكُمْ عَنْ أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِي شَيْئًا فَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَخْرُجَ إِلَيْكُمْ وأنا سليم الصدر أخرجه أبو داود والترمذي من حديث ابن مسعود وقال غريب من هذا الوجه
(¬7) حديث كان رقيق البشرة لطيف الظاهر يعرف في وجهه غضبه أخرجه أبو الشيخ من حديث ابن عمر كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعرف رضاه وغضبه بوجهه الحديث وقد تقدم
(¬8) حديث كان إذا اشتد وجده أكثر من مس لحيته الكريمة الحديث وقد تقدم أخرجه أبو الشيخ من حديث عائشة بإسناد حسن
(¬9) حديث كان لا يشافه أحدا بما يكرهه دخل عليه رجل وعليه صفرة فكرهه فلم يقل شيئاً حتى خرج فقال لبعض القوم لو قلتم لهذا أن يدع هذه يعني الصفرة أخرجه أبو داود والترمذي في الشمائل والنسائي في اليوم والليلة من حديث أنس وإسناده ضعيف
পৃষ্ঠা - ৭৩৯
الصَّحَابَةُ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تُزْرِمُوهُ أَيْ لَا تَقْطَعُوا عَلَيْهِ الْبَوْلَ ثُمَّ قَالَ لَهُ إِنَّ هَذِهِ الْمَسَاجِدَ لَا تَصْلُحُ لشيء من القذر والبول والخلاء (¬1) وفي رواية قربوا ولا تنفروا
وجاءه أعرابي يوماً يطلب منه شيئاً فأعطاه صلى الله عليه وسلم ثم قال له أحسنت إليك قال الأعرابي لا ولا أجملت قال فغضب المسلمون وقاموا إليه فأشار إليهم أن كفوا ثم قام ودخل منزله وأرسل إلى الأعرابي وزاده شيئاً ثم قال أحسنت إليك قال نعم فجزاك الله من أهل وعشيرة خيراً فقال له النبي صلى الله عليه وسلم إنك قلت ما قلت وفي نفس أصحابي شيء من ذلك فإن أحببت فقل بين أيديهم ما قلت بين يدي حتى يذهب من صدورهم ما فيها عليك قال نعم فلما كان الغد أو العشى جاء فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن هذا الأعرابي قال ما قال فزدناه فزعم أنه رضي أكذلك فقال الأعرابي نعم فجزاك الله من أهل وعشيرة خيراً فقال صلى الله عليه وسلم إن مثلي ومثل هذا الأعرابي كمثل رجل كانت له ناقة شردت عليه فاتبعها الناس فلم يزيدوها إلا نفوراً فناداهم صاحب الناقة خلوا بيني وبين ناقتي فإني أرفق بها وأعلم فتوجه لها صاحب الناقة بين يديه فأخذ لها من قمام الأرض فردها هوناً حتى جاءت واستناخت وشد عليها رحلها واستوى عليها وإني لو تركتكم حيث قال الرجل ما قال فقتلتموه دخل النار (¬2)
بيان سخاوته وجوده صلى الله عليه وسلم
كَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ وَأَسْخَاهُمْ وَكَانَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ كَالرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ لَا يُمْسِكُ شَيْئًا (¬3) وَكَانَ علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِذَا وَصَفَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ كَانَ أَجْوَدَ النَّاسِ كَفًّا وَأَوْسَعَ الناس صدراً وأصدق الناس لهدة وأوفاهم ذمة وألينهم عريكة وأكرمهم عشيرة مَنْ رَآهُ بَدِيهَةً هَابَهُ وَمَنْ خَالَطَهُ مَعْرِفَةً أَحَبَّهُ يَقُولُ نَاعِتُهُ لَمْ أَرَ قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ مِثْلَهُ (¬4) وَمَا سُئِلَ عَنْ شَيْءٍ قَطُّ على الإسلام إِلَّا أَعْطَاهُ (¬5) وَإِنَّ رَجُلًا أَتَاهُ فَسَأَلَهُ فَأَعْطَاهُ غَنَمًا سَدَّتْ مَا بَيْنَ جَبَلَيْنِ فَرَجَعَ إِلَى قَوْمِهِ وَقَالَ أَسْلِمُوا فَإِنَّ مُحَمَّدًا يُعْطِي عَطَاءَ مَنْ لَا يَخْشَى الْفَاقَةَ
وَمَا سُئِلَ شَيْئًا قَطُّ فَقَالَ لَا (¬6) وَحُمِلَ إِلَيْهِ تِسْعُونَ أَلْفَ درهم فوضعها على حصير ثم قام إِلَيْهَا فَقَسَمَهَا فَمَا رَدَّ سَائِلًا حَتَّى فَرَغَ منها (¬7) وجاء رَجُلٌ فَسَأَلَهُ فَقَالَ مَا عِنْدِي شَيْءٌ وَلَكِنِ ابْتَعْ عَلَيَّ فَإِذَا جَاءَنَا شَيْءٌ قَضَيْنَاهُ فَقَالَ عمر يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا كَلَّفَكَ اللَّهُ مالا تَقْدِرُ عَلَيْهِ فَكَرِهَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَلِكَ فَقَالَ الرَّجُلُ أَنْفِقْ وَلَا تَخْشَ من ذلك الْعَرْشِ إِقْلَالًا فَتَبَسَّمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم
¬_________
(¬1) حديث بال أعرابي في المسجد بحضرته فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تُزْرِمُوهُ الحديث متفق عليه من حديث أنس
(¬2) حديث جاء أعرابي يوماً يطلب منه شيئا فأعطاه رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قال أحسنت إليك فقال الأعرابي لا ولا أجملت الحديث بطوله أخرجه البزار وأبو الشيخ من حديث أبي هريرة بسند ضعيف
(¬3) حديث كان أَجْوَدَ النَّاسِ وَأَسْخَاهُمْ وَكَانَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ كالريح المرسلة أخرجه الشيخان من حديث أنس كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحسن الناس وأجود الناس ولهما من حديث ابن عباس كان أجود الناس بالخير وكان أجود ما يكون في شهر رمضان وفيه فإذا لقيه جبريل كان أجود بالخير من الريح المرسلة
(¬4) حديث كان علي إِذَا وَصَفَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال كان أجود الناس كفاً وأجرا الناس صدرا الحديث رواه الترمذي وقال ليس إسناده بمتصل
(¬5) حديث ما سئل شيئا قط على الإسلام إلا أعطاه الحديث متفق عليه من حديث أنس
(¬6) حديث ما سئل شيئاً قط فقال لا متفق عليه من حديث جابر
(¬7) حديث حمل إِلَيْهِ تِسْعُونَ أَلْفَ دِرْهَمٍ فَوَضَعَهَا عَلَى حَصِيرٍ ثم قام إليها يقسمها فما رد سائلاً حتى فرغ منها أخرجه أبو الحسن بن الضحاك في الشمائل من حديث الحسن مرسلاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم عليه مال من البحرين ثمانون ألف لم يقدم عليه مال أكثر منه لم يسأله يومئذ أحد إلا أعطاه ولم يمنع سائلا ولم يعط ساكنا فقال له العباس الحديث وللبخاري تعليقا من حديث أنس أتى النبي صلى الله عليه وسلم بمال من البحرين وكان أكثر مال أتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث وفيه فما كان يرى أحدا إلا أعطاه إذ جاءه العباس الحديث ووصله عمر بن محمد البحري في صحيحه
পৃষ্ঠা - ৭৪০
وَعُرِفَ السُّرُورُ فِي وَجْهِهِ (¬1) وَلَمَّا قَفَلَ مِنْ حُنَيْنٍ جَاءَتِ الْأَعْرَابُ يَسْأَلُونَهُ حَتَّى اضْطَرُّوهُ إِلَى شَجَرَةٍ فَخَطَفَتْ رِدَاءَهُ فَوَقَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ أَعْطُونِي رِدَائِي لَوْ كَانَ لِي عَدَدُ هَذِهِ الْعِضَاةِ نَعَمًا لَقَسَمْتُهَا بينكم ثلا لَا تَجِدُونِي بَخِيلًا وَلَا كَذَّابًا وَلَا جَبَانًا (¬2)
بيان شجاعته صلى الله عليه وسلم
كان صلى الله عليه وسلم أنجد النَّاسِ وَأَشْجَعَهُمْ (¬3) قَالَ علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَقَدْ رَأَيْتُنِي يَوْمَ بَدْرٍ وَنَحْنُ نَلُوذُ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ أَقْرَبُنَا إِلَى الْعَدُوِّ وَكَانَ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ يَوْمَئِذٍ بَأْسًا (¬4) وَقَالَ أَيْضًا كُنَّا إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ وَلَقِيَ الْقَوْمُ الْقَوْمَ اتَّقَيْنَا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَا يَكُونُ أَحَدٌ أَقْرَبَ إِلَى العدو منه (¬5) قيل وكان صلى الله عليه وسلم قليل الكلام قليل الحديث فإذا أمر الناس بالقتال تشمر وكان من أشد الناس بأساً (¬6) وكان الشجاع هو الذي يقرب منه في الحرب لقربه من العدو (¬7) وقال عمران بن حصين ما لقى رسول الله صلى الله عليه وسلم كتيبة إلا كان أول من يضرب (¬8) وقالوا كان قوي البطش (¬9) وَلَمَّا غَشِيَهُ الْمُشْرِكُونَ نَزَلَ عَنْ بَغْلَتِهِ فَجَعَلَ يَقُولُ
أَنَا النَّبِيُّ لَا كَذِبْ أَنَا ابْنُ عبد المطلب
فما رؤي يومئذ أحد كان أشد منه (¬10)
بيان تواضعه صلى الله عليه وسلم
كَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشَدَّ النَّاسِ تواضعاً في علو منصبه (¬11) قال ابن عامر رأيته يرمي الجمرة على ناقة شهباء لا ضرب ولا طرد ولا إليك إليك (¬12) وَكَانَ يَرْكَبُ الْحِمَارَ مُوكَفًا عَلَيْهِ قَطِيفَةٌ وَكَانَ مع ذلك يستردف (¬13) وكان يعود
¬_________
(¬1) حديث جاءه رَجُلٌ فَسَأَلَهُ فَقَالَ مَا عِنْدِي شَيْءٌ وَلَكِنِ ابْتَعْ عَلَيَّ فَإِذَا جَاءَنَا شَيْءٌ قَضَيْنَاهُ فَقَالَ عمر يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا كَلَّفَكَ اللَّهُ الحديث اخرجه الترمذي في الشمائل من حديث عمر وفيه موسى بن علقمة القروي لم يروه غير ابنه هرون
(¬2) حديث لما قَفَلَ مِنْ حُنَيْنٍ جَاءَتِ الْأَعْرَابُ يَسْأَلُونَهُ حَتَّى اضطروه إلى شجرة فخطفت رداءه الحديث أخرجه البخاري من حديث جبير بن مطعم
(¬3) حديث كان أنجد الناس وأشجعهم أخرجه الدارمي من حديث ابن عمر بسند صحيح ما رأيت أنجد ولا أجود ولا أشجع ولا أرمى من رسول الله صلى الله عليه وسلم وللشيخين من حديث أنس كان أشجع الناس وأحسن الناس الحديث
(¬4) حديث علي لَقَدْ رَأَيْتُنِي يَوْمَ بَدْرٍ وَنَحْنُ نَلُوذُ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الحديث أخرجه أبو الشيخ في أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم بإسناد جيد
(¬5) حديث علي أيضا كنا إذا حمى الْبَأْسُ وَلَقِيَ الْقَوْمُ الْقَوْمَ اتَّقَيْنَا بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الحديث أخرجه النسائي بإسناد صحيح ولمسلم نحوه من حديث البراء
(¬6) حديث كان قليل الكلام قليل الحديث فإذا أمر بالقتال تشمر الحديث أخرجه أبو الشيخ من حديث سعد بن عياض الثمالي مرسلا
(¬7) حديث كان الشجاع هو الذي يقرب منه في الحرب الحديث أخرجه مسلم من حديث البراء والله إذا حمي الوطيس نتقي به وإن الشجاع منا الذي يحاذي به
(¬8) حديث عمران بن حصين ما لقي كتيبة إلا كان أول من يضرب أخرجه أبو الشيخ أيضا وفيه من لم أعرفه
(¬9) حديث كان قوي البطش أخرجه أبو الشيخ أيضا من رواية ابي جعفر معضلا وللطبراني في الأوسط من حديث عبد الله بن عمرو أعطيت قوة أربعين في البطش والجماع وسنده ضعيف
(¬10) حديث لما غشيه المشركون نزل فجعل يقول أنا النبي لا كذب الحديث متفق عليه من حديث البراء دون قوله فما رؤي أحد يومئذ أشد منه وهذه الزيادة لأبي الشيخ وله من حديث علي في قصة بدر وكان من أشد الناس يؤمئذ بأسا
(¬11) حديث كان أشد الناس تواضعا في علو منصبه أخرجه أبو الحسن بن الضحاك في الشمائل من حديث أبي سعيد الخدري في حديث طويل في صفته قال فيه متواضع في غير مذلة وإسناده ضعيف
(¬12) حديث قال ابن عامر رأيته يرمي الجمرة على ناقة شهباء لا ضرب ولا طرد ولا إليك إليك أخرجه الترمذي والنسائي وابن ماجه من حديث قدامة بن عبد الله بن عمار قال الترمذي حسن صحيح وفي كتاب أبي الشيخ قدامة بن عبد الله بن عامر كما ذكره المصنف
(¬13) حديث كان يركب الحمار موكفا عليه قطيفة وكان مع ذلك يستردف متفق عليه من حديث أسامة بن زيد
পৃষ্ঠা - ৭৪১
الْمَرِيضَ وَيَتْبَعُ الْجِنَازَةَ وَيُجِيبُ دَعْوَةَ الْمَمْلُوكِ (¬1) وَيَخْصِفُ النَّعْلَ وَيُرَقِّعُ الثَّوْبَ وَكَانَ يَصْنَعُ فِي بَيْتِهِ مَعَ أَهْلِهِ فِي حَاجَتِهِمْ (¬2) وَكَانَ أَصْحَابُهُ لَا يَقُومُونَ لَهُ لِمَا عَرَفُوا مِنْ كَرَاهَتِهِ لِذَلِكَ (¬3) وكان يمر على الصبيان فيسلم عليهم (¬4) وأتى صلى الله عليه وسلم برجل فأرعد من هيبته فقال له هون عليك فلست بملك إنما أنا ابن امرأة من قريش تأكل القديد (¬5) وَكَانَ يَجْلِسُ بَيْنَ أَصْحَابِهِ مُخْتَلِطًا بِهِمْ كَأَنَّهُ أَحَدُهُمْ فَيَأْتِي الْغَرِيبُ فَلَا يَدْرِي أَيُّهُمْ هُوَ حتى يسأل عنه حتى طلبوا إليه أن يجلس مجلساً يعرفه الغريب فبنوا له دكاناً من طين فكان يجلس عليه (¬6) وقالت له عائشة رضي الله عنها كل جعلني الله فداك متكئاً فإنه أهون عليك قال فأصغى رأسه حتى كاد أن تصيب جبهته الأرض ثم قال بل آكل كما يأكل العبد وأجلس كما يجلس العبد (¬7) وكان لا يأكل على خوان ولا في سكرجة حتى لحق بالله تعالى (¬8) وكان لا يدعوه أحد من أصحابه وغيرهم إلا قال لبيك (¬9) وَكَانَ إِذَا جَلَسَ مَعَ النَّاسِ إِنْ تَكَلَّمُوا فِي مَعْنَى الْآخِرَةِ أَخَذَ مَعَهُمْ وَإِنْ تَحَدَّثُوا في طعام أو شراب تحدث معهم وإن تكلموا في الدنيا تَحَدَّثَ مَعَهُمْ رِفْقًا بِهِمْ وَتَوَاضُعًا لَهُمْ (¬10) وَكَانُوا يَتَنَاشَدُونَ الشِّعْرَ بَيْنَ يَدَيْهِ أَحْيَانًا وَيَذْكُرُونَ أَشْيَاءَ من أمر الجاهلية ويضحكون فتبسم هُوَ إِذَا ضَحِكُوا وَلَا يَزْجُرُهُمْ إِلَّا عَنْ حرام (¬11)
بيان صورته وخلقته صلى الله عليه وسلم
وكان من صفة رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ لم يكن بالطويل البائن ولا بالقصير المتردد بل كان ينسب إلى الربعة إذا مشى وحده ومع ذلك فلم يكن يماشيه أحد من الناس ينسب إلى الطول إلا طاله رسول الله صلى الله عليه وسلم ولربما اكتنفه الرجلان الطويلان فيطولهما فإذا فارقاه نسباً إلى الطول ونسب هو صلى الله عليه وسلم إلى الربعة ويقول صلى الله عليه وسلم جعل الخير كله في الربعة (¬12)
¬_________
(¬1) حديث كان يَعُودُ الْمَرِيضَ وَيَتْبَعُ الْجِنَازَةَ وَيُجِيبُ دَعْوَةَ الْمَمْلُوكِ أخرجه الترمذي وضعفه والحاكم وصحح إسناده من حديث أنس وتقدم منقطعا
(¬2) حديث كان يخصف النعل ويرقع الثوب ويصنع في بيته مع أهله في حاجته هو في المسند من حديث عائشة وقد تقدم في أوائل آداب المعيشة
(¬3) حديث كان أصحابه لا يقومون له لما يعلمون من كراهته لذلك هو عند الترمذي من حديث أنس وصححه وتقدم في آداب الصحبة
(¬4) حديث كان يمر على الصبيان فيسلم عليهم متفق عليه من حديث أنس وتقدم في آداب الصحبة
(¬5) حديث أتي برجل فأرعد من هيبته فقال هون الله عليك فلست بملك إنما أنا ابن امرأة من قريش تأكل القديد أخرجه الحاكم من حديث جرير وقال صحيح على شرط الشيخين
(¬6) حديث كان يجلس مع أَصْحَابِهِ مُخْتَلِطًا بِهِمْ كَأَنَّهُ أَحَدُهُمْ فَيَأْتِي الْغَرِيبُ فلا يدري أيهم هو الحديث أخرجه أبو داود والنسائي من حديث أبي هريرة وأبي ذر وقد تقدم
(¬7) حديث قالت عائشة كل جعلني الله فداك متكئاً فإنه أهون عليك الحديث أخرجه أبو الشيخ من رواية عبد الله بن عبيد بن عمير عنها بسند ضعيف
(¬8) حديث كان صلى الله عليه وسلم لا يأكل على خوان ولا في سكرجة حتى لقي الله أخرجه البخاري من حديث أنس وتقدم في آداب الأكل
(¬9) حديث وكان صلى الله عليه وسلم لا يدعوه أحد من أصحابه ولا من غيرهم إلا قال لبيك أخرجه أبو نعيم في دلائل النبوة من حديث عائشة وفيه حسين بن علوان متهم بالكذب وللطبراني في الكبير بإسناد جيد من حديث محمد بن حاطب في أثناء حديث أن أمة قالت يا رسول الله فقال لبيك وسعديك الحديث
(¬10) حديث كان صلى الله عليه وسلم إِذَا جَلَسَ مَعَ النَّاسِ إِنْ تَكَلَّمُوا فِي معنى أمر الْآخِرَةِ أَخَذَ مَعَهُمْ وَإِنْ تَحَدَّثُوا فِي طَعَامٍ أو شراب تحدث معهم الحديث أخرجه الترمذي في الشمائل من حديث زيد بن ثابت دون ذكر الشراب وفيه سليمان بن خارجة تفرد عنه الوليد بن أبي الوليد وذكره ابن حبان في الثقات
(¬11) حديث كانوا ينتاشدون الشعر بين يديه أحيانا ويذكرون أشياء من أمر الجاهلية الحديث أخرجه مسلم من حديث جابر بن سمرة دون قوله ولا يزجرهم إلا عن حرام
(¬12) حديث كان من صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لم يكن بالطويل البائن ولا بالقصير المتردد الحديث بطوله أخرجه أبو نعيم في دلائل النبوة من حديث عائشة بزيادة ونقصان دون شعر أبي طالب الآتي ودون قوله وربما جعل شعره على أذنيه فتبدو سوالفه تتلألأ ودون قوله وربما كان واسع الجبهة إلى قوله وكان سهل الخدين وفيه صبيح بن عبد الله الفرغاني منكر الحديث قاله الخطيب وفي الصحيحين من حديث البراء له شعر يبلغ شحمة أذنيه وأبو داود والترمذي وحسنه وابن ماجه من حديث أم هانيء قدم إلى مكة وله أربع غدائر والترمذي من حديث علي في صفته صلى الله عليه وسلم أدعج العينين أهدب الأشفار الحديث وقال ليس إسناده بمتصل وله في الشمائل من حديث ابن أبي هالة أزهر اللون واسع الجبين أزج الحواجب سوابغ في غير قرن بينهما عرق يدره الغضب أقنى العرنين له نور يعلوه يحسبه من لم يتأمله أشم كث اللحية سهل الخدين ضليع الفم مفلج الأسنان الحديث
পৃষ্ঠা - ৭৪২
وأما لونه فقد كان أزهر اللون ولم يكن بالآدم ولا بالشديد البياض والأزهر هو الأبيض الناصع الذي لا تشوبه صفرة ولا حمرة ولا شيء من الألوان ونعته عمه أبو طالب فقال
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ... ثمال اليتامى عصمة للأرامل (¬1)
ونعته بعضهم بأنه مشرب بحمرة فقالوا إنما كان المشرب منه بالحمرة ما ظهر للشمس والرياح كالوجه والرقبة والأزهر الصافي عن الحمرة ما تحت الثياب منه وكان عرقه صلى الله عليه وسلم في وجهه كاللؤلؤ أطيب من المسك الأذفر
وأما شعره فقد كان رجل الشعر حسنه ليس بالسبط ولا الجعد القطط وكان إذا مشطه بالمشط يأتى كأنه حبك الرمل
وقيل كان شعره يضرب منكبيه وأكثر الرواية أنه كان إلى شحمة أذنيه ربما جعله غدائر أربعاً تخرج كل أذن من بين غديرتين
وربما جعل شعره على أذنيه فتبدوا سوالفه تتلألأ
وكان شيبه في الرأس واللحية سبع عشرة شعرة ما زاد على ذلك
وكان صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وجهاً وأنورهم لم يصفه واصف إلا شبهه بالقمر ليلة البدر وكان يرى رضاه وغضبه في وجهه لصفاء بشرته وكانوا يقولون هو كما وصفه صاحبه أبو بكر الصديق رضي الله عنه حيث يقول
أمين مصطفى للخير يدعو ... كضوء البدر زايله الظلام
وكان صلى الله عليه وسلم واسع الجبهة أزج الحاجبين سابغهما وكان أبلج ما بين الحاجبين كأن ما بينهما الفضة المخلصة وكانت عيناه نجلاوين أدعجهما وكان في عينيه تمزج من حمرة وكان أهدب الأشفار حتى تكاد تلتبس من كثرتها وكان أقنى العرنين أي مستوى الأنف وكان مفلج الأسنان أي متفرقها وكان إذا افتر ضاحكا افتر عن مثل سنا البرق إذا تلألأ وكان من أحسن عباد الله شفتين وألطفهم ختم فم وكان سهل الخدين صلبهما ليس بالطويل الوجه ولا المكلثم كَثَّ اللِّحْيَةِ وَكَانَ يُعْفِي لِحْيَتَهُ وَيَأْخُذُ مِنْ شاربه وكان أحسن عباد الله عنقاً لا ينسب إلى الطول ولا إلى القصر ما ظهر من عنقه للشمس والرياح فكأنه إبريق فضة مشرب ذهباً يتلألأ في بياض الفضة وفي حمرة الذهب وكان صلى الله عليه وسلم عريض الصدر لا يعدو لحم بعض بدنه بعضاً كالمرآة في استوائها وكالقمر في بياضه موصول ما بين لبته وسرته بشعر منقاد كالقضيب لم يكن في صدره ولا بطنه شعر غيره وكانت له عكن ثلاث يغطي الإزار منها واحدة ويظهر اثنتان وكان عظيم المنكبين أشعرهما ضخم الكراديس أي رءوس العظام من المنكبين والمرفقين والوركين وكان واسع الظهر ما بين كتفيه خاتم النبوة وهو مما يلي منكبه الأيمن فيه شامة سوداء تضرب إلى الصفرة حولها شعرات متواليات كأنها من عرف فرس وكان عبل العضدين والذراعين طويل
¬_________
(¬1) حديث نعته عمه أبو طالب فقال وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للأرامل ذكره ابن إسحاق في السيرة وفي المسند عن عائشة أنها تمثلت بهذا البيت وأبو بكر يقضى فقال أبو بكر ذاك رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه علي بن زيد بن جدعان مختلف فيه وأخرجه البخاري تعليقا من حديث ابن عمر ربما ذكرت قول الشاعر وأنا أنظر وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ليستسقى فما ينزل حتى يجيش كل ميزاب فأنشده وقد وصله بإسناد صحيح
পৃষ্ঠা - ৭৪৩
الزندين رحب الراحتين سائل الأطراف كأن أصابعه قضبان الفضة كفه ألين من الخز كأن كفه كف عطار طيباً مسها بطيب أو لم يمسها يصافحه المصافح فيظل يومه يجد ريحها ويضع يده على رأس الصبي فيعرف من بين الصبيان بريحها على رأسه وكان عبل ما تحت الإزار من الفخذين والساق وكان معتدل الخلق في السمن بدن في آخر زمانه وكان لحمه متماسكاً يكاد يكون على الخلق الأول لم يضره السمن
وأما مشيه صلى الله عليه وسلم فكان يمشي كأنما يتقلع من صخر وينحدر من صبب يخطو تكفياً ويمشي الهوينى بغير تبختر والهوينى تقارب الخطا وكان صلى الله عليه وسلم يقول أنا أشبه الناس بآدم صلى الله عليه وسلم وكان أبي إبراهيم صلى الله عليه وسلم أشبه الناس بي خلقاً وخلقاً وكان يقول إن لي عند ربي عشرة أسماء أنا محمد وأنا أحمد وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر وأنا العاقب الذي ليس بعده أحد وأنا الحاشر يحشر الله العباد على قدمى وأنا رسول الرحمة ورسول التوبة ورسول الملاحم والمقفى قفيت الناس جميعاً وأنا قثم (¬1) قال أبو البحتري والقثم الكامل الجامع والله أعلم
بيان معجزاته وآياته الدالة على صدقه
اعْلَمْ أَنَّ مَنْ شَاهَدَ أَحْوَالَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْغَى إِلَى سَمَاعِ أَخْبَارِهِ الْمُشْتَمِلَةِ عَلَى أَخْلَاقِهِ وَأَفْعَالِهِ وَأَحْوَالِهِ وَعَادَاتِهِ وَسَجَايَاهُ وَسِيَاسَتِهِ لِأَصْنَافِ الْخَلْقِ وَهِدَايَتِهِ إِلَى ضَبْطِهِمْ وَتَأَلُّفِهِ أَصْنَافَ الْخَلْقِ وَقَوْدِهِ إِيَّاهُمْ إِلَى طَاعَتِهِ مَعَ مَا يحكى من عَجَائِبِ أَجْوِبَتِهِ فِي مَضَايِقِ الْأَسْئِلَةِ وَبَدَائِعِ تَدْبِيرَاتِهِ في مصالح الخلق ومحاسن إشاراته في تفصيل ظاهر الشرع الذي يعجز الفقهاء والعقلاء عَنْ إِدْرَاكِ أَوَائِلِ دَقَائِقِهَا فِي طُولِ أَعْمَارِهِمْ لَمْ يَبْقَ لَهُ رَيْبٌ وَلَا شَكٌّ فِي أن ذلك لم يكن مكتسباً بحيلة تقوم بها القوة البشرية بل لا يتصور ذلك إلا بالاستمداد مِنْ تَأْيِيدٍ سَمَاوِيٍّ وَقُوَّةٍ إِلَهِيَّةٍ وَأَنَّ ذَلِكَ كله لا يتصور لكذاب وَلَا مُلَبِّسٍ بَلْ كَانَتْ شَمَائِلُهُ وَأَحْوَالُهُ شَوَاهِدَ قَاطِعَةً بِصِدْقِهِ حَتَّى إِنَّ الْعَرَبِيَّ الْقُحَّ كَانَ يَرَاهُ فَيَقُولُ وَاللَّهِ مَا هَذَا وَجْهُ كَذَّابٍ فَكَانَ يَشْهَدُ لَهُ بِالصِّدْقِ بِمُجَرَّدِ شَمَائِلِهِ فَكَيْفَ مَنْ شَاهَدَ أَخْلَاقَهُ وَمَارَسَ أَحْوَالَهُ فِي جَمِيعِ مصادره وموارده وإنما أوردنا بعض أخلافه لِتُعْرَفَ مَحَاسِنُ الْأَخْلَاقِ وَلِيُتَنَبَّهَ لِصِدْقِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعُلُوِّ مَنْصِبِهِ وَمَكَانَتِهِ الْعَظِيمَةِ عِنْدَ اللَّهِ إِذْ آتَاهُ اللَّهُ جَمِيعَ ذَلِكَ وَهُوَ رجل أُمِّيٌّ لَمْ يُمَارِسِ الْعِلْمَ وَلَمْ يُطَالِعِ الْكُتُبَ ولم يسافر قط في طلب علم ولم يزل بَيْنَ أَظْهُرِ الْجُهَّالِ مِنَ الْأَعْرَابِ يَتِيمًا ضَعِيفًا مُسْتَضْعَفًا فَمِنْ أَيْنَ حَصَلَ لَهُ مَحَاسِنُ الْأَخْلَاقِ والآداب ومعرفة مصالح الفقه مثلا فقط دون غيرهم مِنَ الْعُلُومِ فَضْلًا عَنْ مَعْرِفَةِ اللَّهِ تَعَالَى وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ خَوَاصِّ النُّبُوَّةِ لَوْلَا صَرِيحُ الْوَحْيِ وَمِنْ أَيْنَ لِقُوَّةِ الْبَشَرِ الِاسْتِقْلَالُ بِذَلِكَ فَلَوْ لَمْ يَكُنْ لَهُ إِلَّا هذه الأمور الظاهرة لكان فيه كفاية
وقد ظهر من آياته ومعجزاته مالا يَسْتَرِيبُ فِيهِ مُحَصِّلٌ فَلْنَذْكُرْ مِنْ جُمْلَتِهَا مَا استفاضت به الأخبار واشتملت عليه الكتب الصحيحة إشارة إلى مجامعها من غير تطويل بحكاية التفصيل
فقد خرق الله العادة على يده غير مرة إذ شق له القمر بمكة لما سألته قريش آية (¬2) وأطعم النفر الكثير في
¬_________
(¬1) حديث إن لي عند ربي عشرة أسماء الحديث أخرجه ابن عدي من حديث علي وجابر وأسامة بن زيد وابن عباس وعائشة بإسناد ضعيف وله ولأبي نعيم في الدلائل من حديث أبي الطفيل لي عند ربي عشرة أسماء قال ابو الطفيل حفظت منها ثمانية فذكرها بزيادة ونقص وذكر سيف بن وهب أن أبا جعفر قال إن الإسمين طه ويس وإسناده ضعيف وفي الصحيحين من حديث جبير بن مطعم لي أسماء أنا أحمد وأنا محمد وأنا الحاشر وأنا الماحي وأنا العاقب ولمسلم من حديث أبي موسى والمقفى ونبي التوبة ونبي الرحمة ولأحمد من حديث حذيفة ونبي الملاحم وسنده صحيح
(¬2) حديث انشقاق القمر متفق عليه من حديث ابن مسعود وابن عباس وأنس
পৃষ্ঠা - ৭৪৪
منزل جابر (¬1) وفي منزل أبي طلحة ويوم الخندق (¬2) ومرة أطعم ثمانين من أربعة أمداد شعير وعناق (¬3) وهو من أولاد المعز فوق العتود ومرة أَكْثَرَ مِنْ ثَمَانِينَ رَجُلًا مِنْ أَقْرَاصِ شَعِيرٍ حملها أنس في يده (¬4) ومرة أهل الجيش من تمر يسير ساقته بنت بشير في يدها فَأَكَلُوا كُلُّهُمْ حَتَّى شَبِعُوا مِنْ ذَلِكَ وَفَضَلَ لهم (¬5) ونبع الماء من بين أصابعه عليه السلام فشرب أهل العسكر كلهم وهم عطاش وتوضئوا مِنْ قَدَحٍ صَغِيرٍ ضَاقَ عَنْ أَنْ يَبْسُطَ عليه السلام يده فيه (¬6) وأهراق صلى الله عليه وسلم وَضُوءَهُ فِي عَيْنِ تَبُوكَ وَلَا مَاءَ فِيهَا وَمَرَّةً أُخْرَى فِي بِئْرِ الْحُدَيْبِيَةِ فَجَاشَتَا بِالْمَاءِ فَشَرِبَ مِنْ عَيْنِ تَبُوكَ أَهْلُ الْجَيْشِ وَهُمْ أُلُوفٌ حَتَّى رَوُوا وَشَرِبَ مِنْ بِئْرِ الْحُدَيْبِيَةِ أَلْفٌ وَخَمْسُمِائَةٍ وَلَمْ يَكُنْ فِيهَا قَبْلَ ذَلِكَ ماء (¬7) وأمر صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يزود أربعمائة راكب من تمر كان في اجتماعه كربضة البعير وهو موضع بروكه فزودهم كلهم منه وبقي منه فحبسه (¬8) ورمى الجيش بِقَبْضَةٍ مِنْ تُرَابٍ فَعَمِيَتْ عُيُونُهُمْ وَنَزَلَ بِذَلِكَ الْقُرْآنُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رميت ولكن الله رمى (¬9) وأبطل الله تعالى الكهانة بمبعثه صلى الله عليه وسلم فعدمت وكان ظاهرة موجودة (¬10) وحن الجذع الذي كان يخطب إِلَيْهِ لَمَّا عُمِلَ لَهُ الْمِنْبَرُ حَتَّى سَمِعَ مِنْهُ جَمِيعُ أَصْحَابِهِ مِثْلَ صَوْتِ الْإِبِلِ فَضَمَّهُ إِلَيْهِ فَسَكَنَ (¬11) وَدَعَا الْيَهُودَ إِلَى تَمَنِّي الْمَوْتِ وَأَخْبَرَهُمْ بِأَنَّهُمْ لَا يَتَمَنَّوْنَهُ فَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ النطق بذلك وعجزوا عنه (¬12) وهذا مذكور في سورة يقرأ بها في جميع جوامع الإسلام من شرق الأرض إلى غربها يوم الجمعة
¬_________
(¬1) حديث إطعام النفر الكثير في منزل جابر متفق عليه من حديثه
(¬2) حديث إطعامه النفر الكثير في منزل أبي طلحة متفق عليه من حديث أنس
(¬3) حديث إطعامه ثمانين من أربعة أمداد شعير وعناق أخرجه الإسماعيلي في صحيحه ومن طريقه البيهقي في دلائل النبوة من حديث جابر وفيه أنهم كانوا ثمانمائة أو ثلثمائة وهو عند البخاري دون ذكر العدد وفي رواية أبي نعيم في دلائل النبوة وهم ألف
(¬4) حديث إطعامه أَكْثَرَ مِنْ ثَمَانِينَ رَجُلًا مِنْ أَقْرَاصِ شَعِيرٍ حملها أنس في يده أخرجه مسلم من حديث أنس وفيه حتى فعل ذلك بثمانين رجلا ثم أكل النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك وأهل البيت وتركوا سؤرا وفي رواية لأبي نعيم في الدلائل حتى أكل منه بضع وثمانون رجلا وهو متفق عليه لفظ والقوم سبعون أو ثمانون رجلا
(¬5) حديث إطعامه أهل الجيش من تمر يسير ساقته بنت بشير في يدها الحديث أخرجه البيهقي في دلائل النبوة من طريق ابن إسحق حدثنا سعيد بن ميناء عن ابنة بشير بن سعد وإسناده جيد
(¬6) حديث نبع الماء من بين أصابعه فشرب أهل العسكر وهم عطاش وتوضؤا الحديث متفق عليه من حديث أنس في ذكر الوضوء فقط ولأبي نعيم من حديثه خرج إلى قباء فأتى من بعض بيوتهم بقدح صغير وفيه ثم قال هلم إلى الشرب قال أنس بصر عيني نبع الماء من بين أصابعه ولم يرد القدح حتى رووا منه وإسناده جيد وللبزار واللفظ له والطبراني في الكبير من حديث ابن عباس كان في سفر فشكا أصحابه العطش فقال ائتوني بماء فأتوه بإناء فيه ماء فوضع يده في الماء ينبع من بين أصابعه الحديث
(¬7) حديث إهراقه وضوءه في عين تبوك ولا ماء فيها ومرة أخرى في بئر الحديبية فجاشتا بالماء الحديث وأخرجه مسلم من حديث معاذ بقصة عين تبوك ومن حديث سلمة بن الأكوع بقصة عين الحديبية وفيه فإما دعا وإما بصق فيها فجاشت الحديث وللبخاري من حديث البراء أنه توضأ وصبه فيها وفي الحديثين معا أنهم كانوا أربعة عشر مائة وكذا عند البخاري من حديث البراء وكذلك عندهما من حديث جابر وقال البيهقي أنه الأصح ولهما من حديثه أيضا ألف وخمسمائة ولمسلم من حديث ابن أبي أوفى ألف وثلثمائة
(¬8) حديث أمر عمر أن يزود أربعمائة راكب من تمر كان كربضة البعير الحديث أخرجه أحمد من حديث النعمان بن مقرن وحديث دكين بن سعيد بإسنادين صحيحين وأصل حديث دكين عند أبي داود مختصرا من غير بيان لعددهم
(¬9) حديث رميه الجيش بقبضة من تراب فعميت عيونهم الحديث أخرجه مسلم من حديث سلمة بن الأكوع دون ذكر نزول الآية فرواه ابن مردويه في تفسيره من حديث جابر وابن عباس
(¬10) حديث إبطال الكهانة بمبعثه أخرجه الخرائطي من حديث مرداس بن قيس الدوسي قال حضرت النبي صلى الله عليه وسلم وذكرت عنده الكهانة وما كان من تغييرها عند مخرجه الحديث ولأبي نعيم في الدلائل من حديث ابن عباس في استراق الجن السمع فيلقونه على أوليائهم فلما بعث محمد صلى الله عليه وسلم دحروا بالنجوم وأصله عند البخاري بغير هذا السياق
(¬11) حديث حنين الجذع أخرجه البخاري من حديث جابر وسهل بن سعد
(¬12) حديث دعا اليهود إلى تمني الموت وأخبرهم بأنهم لا يتمنونه الحديث أخرجه البخاري من حديث ابن عباس لو أن اليهود تمنوا الموت لماتوا الحديث وللبيهقي في الدلائل من حديث ابن عباس لا يقولها رجل منكم إلا غص بريقه فمات مكانه فأبوا أن يفعلوا الحديث وإسناده ضعيف
পৃষ্ঠা - ৭৪৫
جهراً تعظيماً للآية التي فيها
وأخبر صلى الله عليه وسلم بالغيوب وأنذر عثمان بأن تصيبه بلوى بَعْدَهَا الْجَنَّةُ (¬1) وَبِأَنَّ عمارا تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ (¬2) وأن الحسن يصلح الله به فئتين من المسلمين عظيمتين (¬3) وأخبر صلى الله عليه وسلم عَنْ رَجُلٍ قَاتَلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ (¬4) فَظَهَرَ ذَلِكَ بِأَنَّ ذَلِكَ الرَّجُلَ قَتَلَ نَفْسَهُ وَهَذِهِ كُلُّهَا أَشْيَاءُ إِلَهِيَّةٌ لَا تُعْرَفُ الْبَتَّةَ بِشَيْءٍ مِنْ وُجُوهٍ تَقَدَّمَتِ الْمَعْرِفَةُ بِهَا لَا بِنُجُومٍ وَلَا بِكَشْفٍ وَلَا بِخَطٍّ وَلَا بِزَجْرٍ لَكِنْ بِإِعْلَامِ اللَّهِ تَعَالَى لَهُ وَوَحْيِهِ إِلَيْهِ
وَاتَّبَعَهُ سراقة بن مالك فساخت قدماً فرسه في الأرض وأتبعه دخان حَتَّى اسْتَغَاثَهُ فَدَعَا لَهُ فَانْطَلَقَ الْفَرَسُ وَأَنْذَرَهُ بأن سيوضع في ذراعيه سواراً كِسْرَى (¬5) فَكَانَ كَذَلِكَ وَأَخْبَرَ بِمَقْتَلِ الأسود العنسي الكذاب لَيْلَةَ قَتْلِهِ وَهُوَ بِصَنْعَاءِ الْيَمَنِ وَأَخْبَرَ بمن قتله (¬6) وخرج على مائة من قريش ينتظرونه فوضع التراب على رءوسهم ولم يروه (¬7) وشكا إليه البعير بحضرة أصحابه وتذلل له (¬8) وقال لنفر من أصحابه مجتمعين أحدكم في النار ضرسه مثل أحد فماتوا كلهم على استقامة وارتد منهم واحد فقتل مرتداً (¬9) وقال لآخرين منهم آخركم موتا في النار فسقط آخرهم موتاً في النار فاحترق فيها فمات (¬10) ودعا شجرتين فأتتاه واجتمعتا ثم أمرهما فافترقتا
وكان صلى الله عليه وسلم نحو الربعة فإذا مشى مع الطوال طالهم (¬11) ودعا صلى الله عليه وسلم النصارى إلى المباهلة فامتنعوا فعرفهم صلى الله عليه وسلم أنهم إن فعلوا ذلك هلكوا فعلموا صحة قوله فامتنعوا (¬12) وأتاه عامر بن الطفيل بن مالك وأربد بن قيس وهما فارسا العرب وفاتكاهم عازمين على قتله صلى الله عليه وسلم فحيل بينهما وبين ذلك ودعا عليهما فهلك عامر بغدة وهلك أربد بصاعقة أحرقته (¬13) وأخبر صلى الله عليه وسلم أنه يقتل
¬_________
(¬1) حديث إخباره بأن عثمان تصيبه بلوى بعدها الجنة متفق عليه من حديث أبي موسى الأشعري
(¬2) حديث إخباره بأن عمارا تقتله الفئة الباغية أخرجه مسلم من حديث أبي قتادة وأم سلمة والبخاري من حديث أبي سعيد
(¬3) حديث إخباره أن الحسن يُصْلِحُ اللَّهُ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ مِنَ المسلمين عظيمتين أخرجه البخاري من حديث أبو بكرة
(¬4) حديث إخباره عَنْ رَجُلٍ قَاتَلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَنَّهُ من أهل النار متفق عليه من حديث أبي هريرة وسهل بن سعد
(¬5) حديث اتباع سراقة بن مالك له في قصة الهجرة فساخت قدماً فرسه في الأرض الحديث متفق عليه من حديث أبي بكر الصديق
(¬6) حديث إخباره بمقتل الأسود العنسي ليلة قتل وهو بصنعاء اليمن ومن قتله وهو مذكور في السير والذي قتله فيروز الديلمي وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة بينا أنا نائم رأيت في يدي سوارين من ذهب فأهمني شأنهما فأوحى إلى في المنام أن أنفخهما فنفختهما فطارا فتأولتهما كذابين يخرجان بعدي فكان أحدهما العنسي صاحب صنعاء الحديث
(¬7) حديث خرج على مائة من قريش ينتظرونه فوضع التراب على رءوسهم ولم يروه أخرجه ابن مردويه بسند ضعيف من حديث ابن عباس وليس فيه أنهم كانوا مائة وكذلك رواه ابن إسحاق من حديث محمد بن كعب القرظي مرسلا
(¬8) حديث شكا إليه البعير وتذلل له أخرجه أبو داود من حديث عبد الله بن جعفر في أثناء حديث وفيه فإنه شكا إلى أنك تجيعه وتدئبه وأول الحديث عند مسلم دون ذكر قصة البعير
(¬9) حديث قال لنفر من أصحابه أحدكم ضرسه في النار مثل أحد الحديث ذكره الدارقطني في المؤتلف والمختلف من حديث أبي هريرة بغير إسناد في ترجمة الرجال بن عنفرة وهو الذي ارتد وهو بالجيم وذكره عبد الغني بالمهملة وسبقه إلى ذلك الواقدي والمدائني والأول أصح وأكثر كما ذكره الدارقطني وابن ماكولا ووصله الطبراني من حديث رافع بن خديج بلفظ أحد هؤلاء النفر في النار وفيه الواقدي عن عبد الله ابن نوح متروك
(¬10) حديث قال لآخرين منهم آخركم موتا في النار فسقط آخرهم موتا في نار فاحترق فيها فمات أخرجه الطبراني والبيهقي في الدلائل من حديث ابن محذورة وفي رواية البيهقي أن آخرهم موتا سمرة بن جندب لم يذكر أنه احترق ورواه البيهقي من حديث أبي هريرة نحوه ورواته ثقات وقال ابن عبد البر إنه سقط في قدر مملوء ماء حارا فمات روى ذلك بإسناد متصل إلا أن فيه داود بن المخبر وقد ضعفه الجمهور
(¬11) حديث دعا شجرتين فأتتاه فاجتمعتا ثم أمرهما فافترقتا أخرجه أحمد من حديث علي بن مرة بسند صحيح
(¬12) حديث دعا النصارى إلى المباهلة وأخبر إن فعلوا ذلك هلكوا فامتنعوا أخرجه البخاري من حديث ابن عباس في أثناء حديث ولو خرج الذين يباهلون رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجعوا لا يجدون مالا ولا أهلا
(¬13) حديث أتاه عامر بن الطفيل بن مالك وأربد بن قيس وهما فارسا العرب وفاتكاهم عازمين على قتله فحيل بينهما وبين ذلك الحديث أخرجه الطبراني في الأوسط والأكبر من حديث ابن عباس بطوله بسند لين
পৃষ্ঠা - ৭৪৬
أبي بن خلف الجمحي فَخَدَشَهُ يَوْمَ أُحُدٍ خدشاً لطيفاً فكانت منيته فيه (¬1)
وأطعم صلى الله عليه وسلم السُّمَّ فَمَاتَ الَّذِي أَكَلَهُ مَعَهُ وَعَاشَ هُوَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَهُ أَرْبَعَ سِنِينَ وكلمه الذراع المسموم (¬2)
وأخبر عليه السلام يوم بدر بِمَصَارِعِ صَنَادِيدِ قُرَيْشٍ وَوَقَفَهُمْ عَلَى مَصَارِعِهِمْ رُجَلًا رَجُلًا فَلَمْ يَتَعَدَّ وَاحِدٌ مِنْهُمْ ذَلِكَ الْمَوْضِعَ (¬3) وأنذر صلى الله عليه وسلم بِأَنَّ طَوَائِفَ مِنْ أُمَّتِهِ يَغْزُونَ فِي الْبَحْرِ فَكَانَ كَذَلِكَ (¬4) وَزُوِيَتْ لَهُ الْأَرْضُ فَأُرِيَ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا وَأَخْبَرَ بِأَنَّ مُلْكَ أُمَّتِهِ سَيَبْلُغُ مَا زُوِيَ لَهُ مِنْهَا فَكَانَ كَذَلِكَ فَقَدْ بَلَغَ مُلْكُهُمْ مِنْ أَوَّلِ الْمَشْرِقِ مِنْ بِلَادِ التُّرْكِ إِلَى آخِرِ الْمَغْرِبِ مِنْ بَحْرِ الْأَنْدَلُسِ وَبِلَادِ البربر ولم يتسعوا في الجنوب ولا في الشمال كما أخبر صلى الله عليه وسلم سواء بسواء (¬5) وَأَخْبَرَ فاطمة ابْنَتَهُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا بِأَنَّهَا أول أهله لحاقاً به (¬6) فكان كذلك
وأخبر نساءه بأن أطولهن يداً أسرعهن لحاقاً به فكانت زينب بنت جحش الأسدية أطولهن يداً بالصدقة أولهن لُحُوقًا بِهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا (¬7)
وَمَسَحَ ضَرْعَ شاة حائل لَا لَبَنَ لَهَا فَدَرَّتْ (¬8) وَكَانَ ذَلِكَ سَبَبَ إِسْلَامِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
وَفَعَلَ ذَلِكَ مَرَّةً أُخْرَى فِي خَيْمَةِ أم معبد الخزاعية
وندرت عين بعض أصحابه فسقطت فردها صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ فَكَانَتْ أَصَحَّ عَيْنَيْهِ وَأَحْسَنَهُمَا (¬9) وَتَفَلَ فِي عَيْنِ علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ أَرْمَدُ يَوْمَ خَيْبَرَ فَصَحَّ مِنْ وَقْتِهِ وَبَعَثَهُ بِالرَّايَةِ (¬10) وكانوا يسمعون تسبيح الطعام بين يديه صلى الله عليه وسلم (¬11) وأصيبت رجل بعض أصحابه صلى الله عليه وسلم فمسحها بيده فبرأت من حينها (¬12) وقل زاد جيش كان معه صلى الله عليه وسلم فدعا بجميع ما بقي فاجتمع شيء يسير جداً فدعا فيه بالبركة ثم أمرهم فأخذوا فلم يبق وعاء في العسكر إلا ملىء من ذلك (¬13) وحكى الحكم بن العاص بن وائل قوله الحكم بن العاص بن وائل هكذا في النسخ وصوابه كما في الشارح الحكم بن العاص بن أمية بن عبد شمس اه مصححه مشيته
¬_________
(¬1) حديث إخباره أَنَّهُ يَقْتُلُ أبي بن خلف الجمحي فَخَدَشَهُ يوم أحد خدشاً لطيفاً فكانت منيته أخرجه البيهقي في دلائل النبوة من رواية سعيد بن المسيب ومن رواية عروة بن الزبير مرسلا
(¬2) حديث إنه أطعم السُّمَّ فَمَاتَ الَّذِي أَكَلَهُ مَعَهُ وَعَاشَ هُوَ بعده أربع سنين وكلمه الذراع المسموم أخرجه أبو داود من حديث جابر في رواية له مرسلة أن الذي مات بشر بن البراء وفي الصحيحين من حديث أنس أن يهودية أتت النبي صلى الله عليه وسلم بشاة مسمومة فأكل منها الحديث وفيه فما زلت أعرفها في لهوات رسول الله صلى الله عليه وسلم
(¬3) حديث إخباره صلى الله عليه وسلم يوم بدر بمصارع صناديد قريش الحديث أخرجه مسلم من حديث عمر بن الخطاب
(¬4) حديث إخبار بِأَنَّ طَوَائِفَ مِنْ أُمَّتِهِ يَغْزُونَ فِي الْبَحْرِ فكان كذلك متفق عليه من حديث أم حرام
(¬5) حديث زويت له الأرض مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا وَأَخْبَرَ بِأَنَّ مُلْكَ أُمَّتِهِ سَيَبْلُغُ ما زوى له منها الحديث أخرجه مسلم من حديث عائشة وفاطمة أيضا
(¬6) حديث إخباره فاطمة أنها أول أهله لحاقاً به متفق عليه من حديث عائشة وفاطمة أيضا
(¬7) حديث أخبر نساءه أن أطولهن يداً أسرعهن لحاقاً به فكانت زينب الحديث أخرجه مسلم من حديث عائشة وفي الصحيحين أن سودة كانت أولهن لحوقا به قال ابن الجوزي وهذا غلط من بعض الرواة بلا شك
(¬8) حديث مسح ضرع شاة حائل لا لبن لها فدرت فكان ذلك سبب إسلام ابن مسعود أخرجه أحمد من حديث ابن مسعود بإسناد جيد
(¬9) حديث ندرت عين بعض أصحابه فسقطت فردها فكانت أصح عينيه وأحسنهما أخرجه أبو نعيم والبيهقي كلاهما في دلائل النبوة من حديث قتادة بن النعمان وهو الذي سقطت عينه ففي رواية للبيهقي أنه كان ببدر وفي رواية أبي نعيم أنه كان بأحد وفي إسناده اضصراب وكذا رواه البيهقي فيه من حديث أبي سعيد الخدري
(¬10) حديث تفل في عين علي وَهُوَ أَرْمَدُ يَوْمَ خَيْبَرَ فَصَحَّ مِنْ وَقْتِهِ وبعثه بالراية متفق عليه من حديث على ومن حديث سهل بن سعد أيضا
(¬11) حديث كانوا يسمعون تسبيح الطعام بين يديه أخرجه البخاري من حديث ابن مسعود
(¬12) حديث أصيبت رجل بعض أصحابه فمسحها بيده فبرأت من حينها أخرجه البخاري في قصة قتل أبي رافع
(¬13) حديث قل زاد جيش معه فدعا بما بقي فاجتمع شيء يسير فدعا فيه بالبركة الحديث متفق عليه من حديث سلمة بن الأكوع
পৃষ্ঠা - ৭৪৭
صلى الله عليه وسلم مستهزئاً فقال صلى الله عليه وسلم كذلك فكن فلم يزل يرتعس حتى مات (¬1) وخطب صلى الله عليه وسلم امرأة فقال له أبوها إن بها برصاً امتناعاً من خطبته واعتذاراً ولم يكن بها برص فقال صلى الله عليه وسلم فلتكن كذلك (¬2) فبرصت وهي أم شبيب بن البرصاء الشاعر
إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِهِ وَمُعْجِزَاتِهِ صَلَّى الله عليه وسلم وإنما اقتصرنا على المستفيض
وَمَنْ يَسْتَرِيبُ فِي انْخِرَاقِ الْعَادَةِ عَلَى يَدِهِ ويزعم أن آحاد هذه الوقائع لم تنقل تَوَاتُرًا بَلِ الْمُتَوَاتِرُ هُوَ الْقُرْآنُ فَقَطْ كَمَنْ يَسْتَرِيبُ فِي شَجَاعَةِ علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَسَخَاوَةِ حاتم الطائي وَمَعْلُومٌ أَنَّ آحَادَ وَقَائِعِهِمْ غَيْرُ مُتَوَاتِرَةٍ وَلَكِنْ مَجْمُوعُ الْوَقَائِعِ يُوِرثُ عِلْمًا ضَرُورِيًّا ثُمَّ لَا يُتَمَارَى فِي تَوَاتُرِ الْقُرْآنِ وهي الْمُعْجِزَةُ الْكُبْرَى الْبَاقِيَةُ بَيْنَ الْخَلْقِ وَلَيْسَ لِنَبِيٍّ مُعْجِزَةٌ بَاقِيَةٌ سِوَاهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ تَحَدَّى بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بُلَغَاءَ الْخَلْقِ وَفُصَحَاءَ الْعَرَبِ وَجَزِيرَةُ الْعَرَبِ حِينَئِذٍ مَمْلُوءَةٌ بِآلَافٍ مِنْهُمْ وَالْفَصَاحَةُ صَنْعَتُهُمْ وَبِهَا مُنَافَسَتُهُمْ وَمُبَاهَاتُهُمْ
وَكَانَ يُنَادِي بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ أن يأتوا بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً وقال ذلك تعجيزاً لهم فعجزوا عن ذلك وصرفوا عنه حَتَّى عَرَّضُوا أَنْفُسَهُمْ لِلْقَتْلِ وَنِسَاءَهُمْ وَذَرَارِيَّهُمْ لِلسَّبْيِ وَمَا اسْتَطَاعُوا أَنْ يُعَارِضُوا وَلَا أَنْ يَقْدَحُوا فِي جَزَالَتِهِ وَحُسْنِهِ ثُمَّ انْتَشَرَ ذَلِكَ بَعْدَهُ فِي أَقْطَارِ الْعَالَمِ شَرْقًا وَغَرْبًا قَرْنًا بَعْدَ قرن وعصراً بعد عصر وقد انقرض اليوم قريب من خمسمائة سنة فَلَمْ يَقْدِرْ أَحَدٌ عَلَى مُعَارَضَتِهِ
فَأَعْظِمْ بِغَبَاوَةِ مَنْ يَنْظُرُ فِي أَحْوَالِهِ ثُمَّ فِي أَقْوَالِهِ ثُمَّ فِي أَفْعَالِهِ ثُمَّ فِي أَخْلَاقِهِ ثُمَّ فِي مُعْجِزَاتِهِ ثُمَّ فِي اسْتِمْرَارِ شَرْعِهِ إِلَى الْآنَ ثُمَّ فِي انْتِشَارِهِ فِي أَقْطَارِ الْعَالَمِ ثُمَّ فِي إِذْعَانِ مُلُوكِ الْأَرْضِ لَهُ فِي عَصْرِهِ وَبَعْدَ عَصْرِهِ مَعَ ضَعْفِهِ وَيُتْمِهِ ثُمَّ يتمارى في ذلك في صدقه
وما أَعْظَمَ تَوْفِيقَ مَنْ آمَنَ بِهِ وَصَدَّقَهُ وَاتَّبَعَهُ في كل ما وِرْدٍ وَصَدَرٍ فَنَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يُوَفِّقَنَا للإقتداء به في الأخلاق والأفعال والأحوال والأقوال بمنه وسعة جوده تم الجزء الثاني من كتاب إحياء علوم الدين ويليه الجزء الثالث ويشتمل على ربع المهلكات
¬_________
(¬1) حديث حكى الحكم بن العاص مشيته مستهزئا به فقال كذلك فكن الحديث أخرجه البيهقي في الدلائل من حديث هند بن خديج بإسناد جيد وللحاكم في المستدرك من حديث عبد الرحمن بن أبي بكر نحوه ولم يسم الحكم وقال صحيح الإسناد
(¬2) حديث خطب امرأة فقال أبوها إن بها برصاً امتناعاً من خطبته واعتذاراً ولم يكن بها برص فقال فلتكن كذلك فبرصت المرأة ذكرها ابن الجوزي في التلقيح وسماها جمرة بنت الحرث بن عوف المزني وتبعه على ذلك الدمياطي