ربع المنجيات
كتاب المراقبة والمحاسبة
صفة الحوض
بيان حقيقة الصدق ومعناه ومراتبه
بيان وجه الأنموذج في كثرة نعم الله تعالى وتسلسلها وخروجها عن الحصر والإحصاء
পৃষ্ঠা - ১৬৮৭
إنى سقيم
فهذه شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولآحاد أمته من العلماء والصالحين شفاعة أيضاً حتى قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يدخل الجنة بشفاعة رجل من أمتي أكثر من ربيعة ومضر (¬1) وقال صلى الله عليه وسلم يقال للرجل قم يا فلان فاشفع فيقوم الرجل فيشفع للقبيلة ولأهل البيت وللرجل والرجلين على قدر عمله (¬2) وقال أنس قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم إن رجلاً من أهل الجنة يشرف يوم القيامة على أهل النار فيناديه رجل من أهل النار ويقول يا فلان هل تعرفني فيقول لا والله ما أعرفك من أنت فيقول أنا الذي مررت بي في الدنيا فاستسقيتني شربة ماء فسقيتك قال قد عرفت قال فاشفع لي بها عند ربك فيسأل الله تعالى ذكره ويقول إني أشرفت على أهل النار فناداني رجل من أهلها فقال هل تعرفني فقلت لا من أنت فقال أنا الذي استسقيتني في الدنيا فسقيتك فاشفع لي عند ربك فشفعني فيه فيشفعه الله فيه فيؤمر به فيخرج من النار (¬3) وعن أنس قال قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنا أول الناس خروجاً إذا بعثوا وأنا خطيبهم إذا وفدوا وأنا مبشرهم إذا يئسوا لواء الحمد يومئذ بيدي وأنا أكرم ولد آدم على ربي ولا فخر (¬4) وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إني أقوم بين يدي ربي عز وجل فأكسى حلة من حلل الجنة ثم أقوم عن يمين العرش ليس أحد من الخلائق يقوم ذلك المقام غيري (¬5) وقال ابن عباس رضي الله عنهما جلس ناس مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم ينتظرونه فخرج حتى إذا دنا منهم سمعهم يتذاكرون فسمع حديثهم فقال بعضهم عجباً إن الله عز وجل اتخذ من خلقه خليلاً اتخذ إبراهيم خليلاً وقال آخر ماذا بأعجب من كلام موسى كلمه تكليماً وقال آخر فعيسى كلمة الله وروحه وقال آخر آدم اصطفاه الله فخرج عليهم صلى الله عليه وسلم فسلم وقال قد سمعت كلامكم وتعجبكم إن إبراهيم خليل الله وهو كذلك وموسى نجي الله وهو كذلك وعيسى روح الله وكلمته وهو كذلك وآدم اصطفاه الله تعالى وهو كذلك ألا وأنا حبيب الله ولا فخر وأنا حامل لواء الحمد يوم القيامة ولا فخر وأنا أول شافع وأول مشفع يوم القيامة ولا فخر وأنا أول من يحرك حلق الجنة فيفتح الله لي فأدخلها ومعي فقراء المؤمنين ولا فخر وأنا أكرم الأولين والآخرين ولا فخر (¬6)
صفة الحوض
اعلم أن الحوض مكرمة عظيمة خص الله بها نبينا صلى الله عليه وسلم وقد اشتملت الأخبار على وصفه ونحن
¬_________
(¬1) حديث يدخل الجنة بشفاعة رجل من أمتي أكثر من ربيعة ومضر رويناه فى جزء أبى عمر بن السماك من حديث أبى أمامة إلا أنه قال مثل أحد الحيين ربيعة ومضر وفيه فكأن المشيخة يرون أن ذلك الرجل عثمان بن عفان واسناده حسن وللترمذى وابن ماجة والحاكم من حديث عبد الله بن أبي الجدعا يدخل الجنة بشفاعة الرجل من أمتي أكثر من بنى تميم قالوا سواك قال سواى قال الترمذى حسن صحيح وقال الحاكم صحيح قيل أراد بالرجل أويسا
(¬2) حديث يقال للرجل قم يا فلان فاشفع فيقوم يشفع للقبيلة ولأهل البيت وللرجل والرجلين على قدر عمله أخرجه الترمذى من حديث أبى سعيد إن من أمتي من يشفع للفئام ومنهم من يشفع للقبيلة الحديث وقال حسن وللبزار من حديث أنس أن الرجل ليشفع للرجلين والثلاثة
(¬3) حديث أنس إن رجلا من أهل الجنة يشرف يوم القيامة على أهل النار فيناديه رجل من أهل النار ويقول يا فلان هل تعرفني فيقول لا والله ما أعرفك من أنت فيقول أنا الذي مررت بى فى الدنيا يوما فاستسقيتنى شربة فسقيتك الحديث فى شفاعته فيه واخراجه من النار أخرجه أبو منصور الديلمي فى مسند الفردوس بسند ضعيف
(¬4) حديث أنس أنا أول الناس خروجاً إذا بعثوا الحديث أخرجه الترمذى وقال حسن غريب
(¬5) حديث فأكسى حلة من حلل الجنة ثم أقوم عن يمين العرش الحديث أخرجه الترمذى من حديث أبى هريرة وقال حسن غريب صحيح
(¬6) حديث ابن عباس جلس ناس مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم ينتظرونه فخرج حتى إذا دنا منهم سمعهم يتذاكرون فسمع حديثهم فقال بعضهم عجباً إن الله اتخذ من خلقه خليلاً اتخذ إبراهيم خليلا الحديث رواه الترمذى وقال غريب
পৃষ্ঠা - ১৬৮৮
نرجو أن يرزقنا الله تعالى في الدنيا علمه وفي الآخرة ذوقه فإن من صفاته أن من شرب منه لم يظمأ أبداً قال أنس أغفى رسول الله صلى الله عليه وسلم إغفاءة فرفع رأسه متبسما فقالوا له يا رسول الله لم ضحكت فقال آية أنزلت علي آنفاً وقرأ بسم الله الرحمن الرحيم إنا أعطيناك الكوثر حتى ختمها ثم قال هل تدرون ما الكوثر قالوا الله ورسوله أعلم قال إنه نهر وعدنيه ربي عز وجل في الجنة عليه خير كثير عليه حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة آنيته عدد نجوم السماء (¬1) وقال أنس قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم بينما أنا أسير في الجنة إذا بنهر حافتاه قباب اللؤلؤ المجوف قلت ما هذا يا جبريل قال هذا الكوثر الذي أعطاك ربك فضرب الملك بيده فإذا طينه مسك أذفر (¬2) وقال كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول ما بين لابتي حوضي مثل ما بين المدينة وصنعاء أو مثل ما بين المدينة وعمان (¬3) وروى ابن عمر أنه لما نزل قوله تعالى {إنا أعطيناك الكوثر} قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو نهر في الجنة حافتاه من ذهب شرابه أشد بياضاً من اللبن وأحلى من العسل وأطيب ريحاً من المسك يجري على جنادل اللؤلؤ والمرجان (¬4) وقال ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن حوضي ما بين عدن إلى عمان البلقان ماؤه أشد بياضاً من اللبن وأحلى من العسل وأكوابه عدد نجوم السماء من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبداً أول الناس وروداً عليه فقراء المهاجرين فقال عمر بن الخطاب ومن هم يا رسول الله قال هم الشعث رءوسا الدنس ثياباً الذين لا ينكحون المتنعمات ولا تفتح لهم أبواب السدد (¬5) فقال عمر بن عبد العزيز والله لقد نكحت المتنعمات فاطمة بنت عبد الملك وفتحت لي أبواب السدد إلا أن يرحمني الله لا جرم لا أدهن رأسي حتى يشعث ولا أغسل ثوبي الذي على جسدي حتى يتسخ وعن أبي ذر قال قلت يا رسول الله ما آنية الحوض قال والذي نفس محمد بيده لآنيته أكثر من عدد نجوم السماء وكواكبها في الليلة المظلمة المضحية من شرب منه لم يظمأ آخر ما عليه يشخب فيه ميزابان من الجنة عرضه مثل طوله ما بين عمان وأيلة ماؤه أشد بياضاً من اللبن وأحلى من العسل (¬6) وعن سمرة قال قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إن لكل نبي حوضاً وإنهم يتباهون أيهم أكثر واردة وإني لأرجو أن أكون أكثرهم واردة (¬7) فهذا رجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فليرج كل عبد أن يكون في جملة الواردين وليحذر أن يكون متمنياً ومغتراً وهو يظن أنه راج فإن الراجي للحصاد من بث البذر ونقى الأرض وسقاها الماء ثم جلس يرجو فضل الله بالإنبات ودفع الصواعق إلى أوان الحصاد فأما من ترك الحراثة أو الزراعة وتنقية الأرض وسقيها وأخذ يرجو من فضل الله أن ينبت له الحب والفاكهة فهذ مغتر ومتمن
¬_________
(¬1) حديث أنس أغفى رسول الله صلى الله عليه وسلم إغفاءة فرفع رأسه متبسما فقالوا له يا رسول الله لم ضحكت فقال آية نزلت علي آنفاً وقرأ بسم الله الرحمن الرحيم إنا أعطيناك الكوثر رواه مسلم
(¬2) حديث أنس بينما أنا أسير في الجنة إذا أنا بنهر حافتاه قباب اللؤلؤ المجوف الحديث أخرجه الترمذى وقال حسن صحيح ورواه البخارى من قول أنس لما عرج بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء الحديث وهو مرفوع وإن لم يكن صرح به عن النبي صلى الله عليه وسلم
(¬3) حديث أنس ما بين لابنى حوضي مثل ما بين المدينة وصنعاء أو مثل ما بين المدينة ما بين المدينة وعمان رواه مسلم
(¬4) حديث ابن عمر لما نزل قوله تعالى {إنا أعطيناك الكوثر} قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو نهر في الجنة حافتاه من ذهب الحديث أخرجه الترمذى مع اختلاف لفظ وقال حسن صحيح ورواه الدارمى فى مسنده وهو أقرب إلى لفظ المصنف
(¬5) حديث ثوبان إن حوضي ما بين عدن إلى عمان البلقاء الحديث أخرجه الترمذى وقال غريب وابن ماجه
(¬6) حديث أبى ذر قلت يا رسول الله ما آنية الحوض قال والذي نفسي بيده لآنيته أكثر من عدد نجوم السماء الحديث رواه مسلم
(¬7) حديث سمرة إن لكل نبي حوضاً وإنهم ليتباهون أيهم أكثر واردة الحديث أخرجه الترمذى وقال غريب قال روى الأشعث بن عبد الملك هذا الحديث عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا ولم يذكر فيه عن سمرة وهو أصح