باب ما ورد في تعميره والسبب في ذلك
পৃষ্ঠা - ৭৬
أَيُّوب عَن خَالِد بن يزِيد أَن كَعْب الْأَحْبَار قَالَ: " إِن الْخضر بن عاميل، ركب فِي نفر من أَصْحَابه، حَتَّى بلغ بَحر التّرْك، وَهُوَ بَحر الصين. فَقَالَ لأَصْحَابه: دلوني، فدلوه فِي الْبَحْر أَيَّامًا وليالي، ثمَّ صعد. فَقَالُوا لَهُ: يَا خضر مَا رَأَيْت، فَلَقَد أكرمك الله وَحفظ لَك نَفسك فِي لجة هَذَا الْبَحْر. قَالَ: استقبلني ملك من الْمَلَائِكَة فَقَالَ لي: كَيفَ، وَقد أَهْوى رجل من زمَان دَاوُد النَّبِي - وَلم يبلغ ثلث قَعْره حَتَّى السَّاعَة. وَذَلِكَ مُنْذُ ثَلَاث مائَة سنة؟ أخرجه أَبُو نعيم فِي تَرْجَمَة كَعْب من الْحِلْية ".
- بَاب مَا ورد فِي تعميره وَالسَّبَب فِي ذَلِك
-
27 - روى الدَّارَقُطْنِيّ بِالْإِسْنَادِ الْمَاضِي عَن ابْن عَبَّاس - رَضِي الله
পৃষ্ঠা - ৭৭
عَنْهُمَا - قَالَ: " نسى للخضر فِي أَجله حَتَّى يكذب الدَّجَّال ".
28 - وَذكر ابْن إِسْحَاق فِي الْمُبْتَدَأ، فَقَالَ حَدثنَا اصحابنا أَن آدم لما حَضَره الْمَوْت، جمع بنيه، وَقَالَ: إِن الله تَعَالَى منزل على أهل الأَرْض عذَابا، فَلْيَكُن جَسَدِي مَعكُمْ فِي المغارة، حَتَّى تدفنوني بِأَرْض الشَّام، فَلَمَّا وَقع الطوفان، قَالَ نوح لِبَنِيهِ: إِن آدم دَعَا الله أَن يُطِيل عمر الَّذِي يدفنه، إِلَى يَوْم الْقِيَامَة. فَلم يزل جَسَد آدم، حَتَّى كَانَ الْخضر هُوَ الَّذِي تولى دَفنه، وأنجز الله لَهُ مَا وعده فَهُوَ / يحيا مَا شَاءَ الله أَن يحيا ".
29 - وروى ابْن عَسَاكِر، فِي تَرْجَمَة ذِي القرنين: من طَرِيق خَيْثَمَة بن سُلَيْمَان، حَدثنَا أَبُو عُبَيْدَة بن أخي هناد، حَدثنَا سُفْيَان بن وَكِيع، حَدثنَا أبي حَدثنَا مُعْتَمر بن سُلَيْمَان، عَن أبي جَعْفَر عَن أَبِيه:
পৃষ্ঠা - ৭৮
" أَنه سُئِلَ عَن ذِي القرنين فَقَالَ: " كَانَ عبدا من عباد الله صَالحا، وَكَانَ من الله بمنزل ضخم، وَكَانَ قد ملك مَا بَين الْمشرق وَالْمغْرب، وَكَانَ لَهُ خَلِيل من الْمَلَائِكَة، يُقَال لَهُ: رفائيل. وَكَانَ يزوره، فَبَيْنَمَا هما يتحدثان اذ قَالَ لَهُ: حَدثنِي كَيفَ عبادتكم فِي السَّمَاء؟ فَبكى، وَقَالَ: وَمَا عبادتنا عِنْد عبادتنا {؟ إِن فِي السَّمَاء لملائكة قيَاما، لَا يَجْلِسُونَ أبدا، [وسجودا لَا يرفعون ابدا، وركعا لَا يقومُونَ ابدا] وَيَقُولُونَ: رَبنَا مَا عبدناك حق عبادتك، فَبكى ذُو القرنين. ثمَّ قَالَ: يَا رفائيل إِنِّي أحب أَن أعمر، حَتَّى أبلغ عبَادَة رَبِّي حق طَاعَته، قَالَ: وتحب ذَلِك؟
قَالَ: نعم} قَالَ: فَإِن لله عينا تسمى عين الْحَيَاة، من شرب مِنْهَا شربة لم يمت ابدا، حَتَّى يكون هُوَ الَّذِي يسْأَل ربه الْمَوْت.
قَالَ ذُو القرنين: فَهَل تعلم موضعهَا، قَالَ: لَا، غير أَنا نتحدث فِي السَّمَاء أَن لله ظلمَة فِي الأَرْض، لم يَطَأهَا إنس وَلَا جَان، فَنحْن نظن أَن [تِلْكَ] الْعين فِي تِلْكَ الظلمَة.
فَجمع ذُو القرنين عُلَمَاء الأَرْض، فَسَأَلَهُمْ عَن عين الْحَيَاة، فَقَالُوا: لَا نعرفها. قَالَ: فَهَل وجدْتُم فِي علمكُم أَن لله ظلمَة، فَقَالَ عَالم مِنْهُم: لم تسْأَل عَن هَذَا؟ فَأخْبرهُ، فَقَالَ: إِنِّي قَرَأت فِي وَصِيَّة آدم ذكر هَذِه الظلمَة، وانها عِنْد قرن الشَّمْس. فتجهز ذُو القرنين، وَسَار اثْنَتَيْ عشرَة سنة، إِلَى أَن بلغ طرف الظلمَة، فَإِذا هِيَ لَيست بلَيْل، وَهِي تَفُور مثل الدُّخان، فَجمع العساكر، وَقَالَ: إِنِّي أُرِيد أَن أسلكها، فمنعوه، فَسَأَلَهُ الْعلمَاء الَّذين مَعَه أَن يكف عَن ذَلِك، لِئَلَّا يسْخط الله عَلَيْهِم، فَأبى فانتخب من عساكره سِتَّة الاف رجل على سِتَّة الاف فرس أُنْثَى بكر، وَعقد للخضر على مقدمته فِي
পৃষ্ঠা - ৭৯
ألفي رجل، فَسَار الْخضر بَين يَدَيْهِ، وَقد عرف مَا يطْلب، وَكَانَ ذُو القرنين يَكْتُمهُ ذَلِك، فَبَيْنَمَا هُوَ يسير إِذْ عَارضه وَاد، فَظن أَن الْعين فِي ذَلِك الْوَادي فَلَمَّا أَتَى شَفير الْوَادي، استوقف أَصْحَابه، وَتوجه، فَإِذا هُوَ على حافة عين من مَاء، وَنزع ثِيَابه، فَإِذا مَاء أَشد بَيَاضًا من اللَّبن وَأحلى من الشهد، فَشرب مِنْهُ وَتَوَضَّأ، واغتسل ثمَّ خرج، وَلبس ثِيَابه، وَتوجه، وَمر ذُو القرنين فَأَخْطَأَ الظلمَة. وَذكر بَقِيَّة الحَدِيث.
পৃষ্ঠা - ৮০
30 - ويروى عَن سُلَيْمَان الْأَشَج - صَاحب كَعْب الْأَحْبَار - عَن كَعْب الْأَحْبَار: أَن الْخضر كَانَ وَزِير ذِي القرنين، وَإنَّهُ وقف مَعَه على جبل الْهِنْد، فَرَأى ورقة فِيهَا: بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم. من آدم أبي الْبشر إِلَى ذُريَّته أوصيكم بتقوى الله، واحذركم كيد عدوي، وَعَدُوكُمْ إِبْلِيس فَإِنَّهُ أنزلني هُنَا ".
قَالَ: فَنزل ذُو القرنين فَمسح جُلُوس آدم، فَكَانَت مائَة وَثَلَاثِينَ ميلًا ".
31 - ويروي عَن الْحسن الْبَصْرِيّ قَالَ: " وكل إلْيَاس بالفيافي، ووكل الْخضر بالبحور، وَقد أعطيا الْخلد فِي الدُّنْيَا إِلَى الصَّيْحَة الأولى، وإنهما يَجْتَمِعَانِ فِي موسم كل عَام ".
পৃষ্ঠা - ৮১
32 - وَقَالَ الْحَارِث بن أبي أُسَامَة فِي مُسْنده: حَدثنَا عبد الرَّحِيم بن وَاقد، حَدثنِي مُحَمَّد بن بهْرَام، أخبرنَا أبان، عَن أنس قَالَ ; قَالَ رَسُول الله -: " إِن الْخضر فِي الْبَحْر، وَالْيَسع فِي الْبر، يَجْتَمِعَانِ كل لَيْلَة عِنْد الرَّدْم الَّذِي بناه ذُو القرنين بَين النَّاس، وَبَين يَأْجُوج وَمَأْجُوج، ويحجان ويعتمران كل عَام، ويشربان من [زمزمكم] شربة تكفيهما إِلَى قَابل ".
قلت: وَعبد الرَّحِيم وَأَبَان مَتْرُوكَانِ ".
পৃষ্ঠা - ৮২
33 - وَقَالَ عبد الله بن الْمُغيرَة عَن ثَوْر، عَن خَالِد بن معدان عَن كَعْب قَالَ: " الْخضر على مِنْبَر من نور بَين البحرالأعلى وَالْبَحْر الْأَسْفَل، وَقد أمرت دَوَاب الْبَحْر أَن تسمع لَهُ وتطيع، وَتعرض عَلَيْهِ الْأَرْوَاح غدْوَة وَعَشِيَّة ".
ذكره الْعقيلِيّ؛ وَقَالَ: عبد الله بن الْمُغيرَة يحدث بِمَا لَا أصل لَهُ.
وَقَالَ ابْن يُونُس: إِنَّه مُنكر الحَدِيث.
34 - رُوِيَ ابْن شاهين، بِسَنَد ضَعِيف، إِلَى خصيف قَالَ: " أَرْبَعَة من الْأَنْبِيَاء أَحيَاء، اثْنَان فِي السَّمَاء: عِيسَى وَإِدْرِيس؛ وَاثْنَانِ فِي الأَرْض: الْخضر وإلياس. فَأَما الْخضر فَإِنَّهُ فِي الْبَحْر، وَأما صَاحبه فَإِنَّهُ فِي الْبر ".
وَسَيَأْتِي فِي الْبَاب الْأَخير أَشْيَاء من هَذَا الْجِنْس كَثِيرَة.
পৃষ্ঠা - ৮৩
35 - وَقَالَ الثَّعْلَبِيّ: " يُقَال إِن الْخضر لَا يَمُوت إِلَّا فِي آخر الزَّمَان عِنْد رفع الْقُرْآن ".
36 - وَقَالَ النَّوَوِيّ فِي تهذيبه: " قَالَ الْأَكْثَرُونَ من الْعلمَاء: هُوَ حَيّ مَوْجُود بَين أظهرنَا، وَذَلِكَ مُتَّفق عَلَيْهِ عِنْد الصُّوفِيَّة، وَأهل الصّلاح، والمعرفة. وحكاياتهم فِي رُؤْيَته، والاجتماع بِهِ، وَالْأَخْذ عَنهُ، وسؤاله، وَجَوَابه، ووجوده فِي الْموضع الشَّرِيفَة ومواطن الْخَيْر، أَكثر من أَن تحصر، وَأشهر من أَن تذكر ".
قَالَ [الشَّيْخ] أَبُو عَمْرو بن الصّلاح [فِي فَتَاوَاهُ] : هُوَ حَيّ عِنْد جَمَاهِير الْعلمَاء وَالصَّالِحِينَ والعامة [مِنْهُم] . قَالَ: " وَإِنَّمَا شَذَّ بإنكاره بعض الْمُحدثين ".
37 - وَقَالَ السُّهيْلي فِي كتاب التَّعْرِيف والاعلام: اسْم الْخضر مُخْتَلف فِيهِ - فَذكر بعض مَا تقدم - وَذكر فِي
পৃষ্ঠা - ৮৪
قَول من قَالَ: إِنَّه ابْن عاميل بن سماطين بن أرما بن خلفا بن عيصو بن إِسْحَاق. وَأَن اباه كَانَ ملكا، وَأمه كَانَت فارسية، اسْمهَا، ألهاء، وَأَنَّهَا وَلدته فِي مغارة، وَأَنه وجد هُنَاكَ شَاة ترْضِعه فِي كل يَوْم من غنم رجل من الْقرْيَة، فَأَخذه الرجل ورباه، فَلَمَّا شب، طلب الْملك كَاتبا يكْتب الصُّحُف الَّتِي أنزلت على إِبْرَاهِيم، فَجمع أهل الْمعرفَة والنبالة، فَكَانَ فِيمَن أقدم عَلَيْهِ ابْنه الْخضر - وَهُوَ لَا يعرفهُ -، فَلَمَّا اسْتحْسنَ خطه ومعرفته، بحث عَن جلية أمره، حَتَّى عرف أَنه ابْنه، فضمه إِلَى نَفسه، وولاه أَمر النَّاس، ثمَّ ان الْخضر فر من الْملك لأسباب يطول ذكرهَا. إِلَى أَن وجد عين الْحَيَاة، فَشرب مِنْهَا، فَهُوَ حَيّ إِلَى أَن يخرج الدَّجَّال. فَهُوَ الرجل الَّذِي يقْتله الدَّجَّال، ثمَّ يحيه.
قَالَ: وَقيل: إِنَّه لم يدْرك زمن النَّبِي - وهذ لَا يَصح.
قَالَ: وَقَالَ البُخَارِيّ وَطَائِفَة من أهل الحَدِيث: " مَاتَ الْخضر قبل انْقِضَاء مائَة سنة من الْهِجْرَة ".
পৃষ্ঠা - ৮৫
قَالَ: " وَنصر شَيخنَا أَبُو بكر بن الْعَرَبِيّ هَذَا لقَوْله -: " على رَأس مائَة سنة، لَا يبْقى على الأَرْض مِمَّن هُوَ عَلَيْهَا أحد ". يُرِيد مِمَّن كَانَ حَيا حِين هَذِه الْمقَالة.
قَالَ: " وَأما اجتماعه مَعَ النَّبِي - وتعزيته لأهل بَيته - وهم مجتمعون بِغسْلِهِ - عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام - فروى من طرق صِحَاح مِنْهَا: مَا ذكره ابْن عبد الْبر فِي التَّمْهِيد - وَكَانَ إِمَام أهل الحَدِيث فِي وقته - فذكرالحديث، فِي تَعْزِيَة الصَّحَابَة بِالنَّبِيِّ - يسمعُونَ القَوْل، وَلَا يرَوْنَ الْقَائِل، فَقَالَ لَهُم عَليّ - رَضِي الله عَنهُ -: هُوَ الْخضر. "
قَالَ: وَقد ذكر ابْن أبي الدُّنْيَا، من طَرِيق مَكْحُول عَن
পৃষ্ঠা - ৮৬
أنس - رَضِي الله عَنهُ - اجْتِمَاع إلْيَاس بِالنَّبِيِّ - وَإِذا جَازَ بَقَاء إلْيَاس إِلَى الْعَهْد النَّبَوِيّ، جَازَ بَقَاء الْخضر ". انْتهى مُلَخصا.
38 - تعقبه عَلَيْهِ أَبُو الْخطاب بن دحْيَة، بِأَن الطّرق الَّتِي اشار إِلَيْهَا، لم يَصح مِنْهَا شَيْء، وَلَا ثَبت اجْتِمَاع الْخضر مَعَ أحد من الْأَنْبِيَاء، إِلَّا مَعَ مُوسَى، كَمَا قصّ الله تَعَالَى، من خبرهما.
39 - قَالَ: " وَجَمِيع مَا ورد فِي حَيَاته لَا يَصح مِنْهَا شَيْء، بِاتِّفَاق أهل النَّقْل، وَإِنَّمَا يذكر ذَلِك من يروي الْخَبَر، وَلَا يذكر علته، إِمَّا لكَونه لَا يعرفهَا، وَإِمَّا لوضوحها عِنْد أهل الحَدِيث.
40 - قَالَ: " وَأما مَا جَاءَ عَن الْمَشَايِخ فَهُوَ مِمَّا يتعجب مِنْهُ، كَيفَ يجوز لعاقل، أَن يلقى شخصا لَا يعرفهُ، فَيَقُول لَهُ: أَنا فلَان، فيصدقه.
41 - قَالَ: " وَأما حَدِيث التَّعْزِيَة، الَّذِي ذكره أَبُو عمر، فَهُوَ مَوْضُوع، رَوَاهُ
পৃষ্ঠা - ৮৭
عبد الله بن الْمُحَرر عَن يزِيد بن الْأَصَم عَن عَليّ رَضِي الله عَنهُ.
وَابْن مُحَرر مَتْرُوك، وَهُوَ الَّذِي قَالَ ابْن الْمُبَارك فِي حَقه، كَمَا أخرجه مُسلم فِي مُقَدّمَة صَحِيحه: " ... فَلَمَّا رَأَيْته كَانَت بَعرَة أحب إِلَيّ مِنْهُ " ففضل رُؤْيَة النَّجَاسَة على رُؤْيَته.
42 - قلت: فقد جَاءَ ذكر التَّعْزِيَة الْمَذْكُورَة، من غير رِوَايَة عبد الله بن مُحَرر، كَمَا سأذكره بعد.
43 - قَالَ: وَأما حَدِيث مَكْحُول عَن أنس - رَضِي الله عَنهُ - فَهُوَ مَوْضُوع.
ثمَّ نقل تَكْذِيبه عَن أَحْمد، وَيحيى، وَإِسْحَاق، وَأبي زرْعَة.
قَالَ: " وَسِيَاق الْمَتْن ظَاهر النكارة، وَإنَّهُ من الخرافات " انْتهى كَلَامه مُلَخصا.
44 - وسأذكر حَدِيث أنس - رَضِي الله عَنهُ - بِطُولِهِ، وَأَن لَهُ طَرِيقا غير الَّتِي أَشَارَ اليها السُّهيْلي.