القسم الرابع في فضائل الأعمال
باب في ذكر صلاة الليالي
পৃষ্ঠা - ৫৭৯
باب في ذكر صلاة الليالي
(فصل: في ذكر فضل صلاة ليلة الأحد)
عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله يقول: "من صلى ليلة الأحد عشرين ركعة يقرأ في كل ركعة {الحمد لله ...} مرة و {قل هو الله أحد ...} خمسين مرة والمعوذتين مرة مرة، واستغفر الله سبحانه مائة مرة. واستغفر الله لنفسه ولوالديه مائة مرة، وصلى على النبي -صلى الله عليه وسلم- مائة مرة، وتبرأ من حوله وقوته، والتجأ إلى حول الله وقوته، ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن آدم صفوة الله وفطرته، وإبراهيم خليل الله عز وجل، وموسى كليم الله تعالى، وعيسى روح الله سبحاه، ومحمد حبيب الله عز وجل، كان له من الأجر والثواب بعدد من ادعى لله عز وجل ولداً، ومن لم يدع له ولداً، وبعثه الله تعالى يوم القيامة مع الآمنين، وكان حقاً على الله أن يدخله الجنة مع النبيين".
* * *
(فصل: في ذكر فضل صلاة ليلة الاثنين)
روي عن الأعمش عن أنس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من صلى في ليلة الاثنين أربع ركعات يقرأ في الركعة الأولى {الحمد لله ...} مرة و {قل هو الله أحد ...} عشر مرات، وفي الركعة الثانية {الحمد لله ...} مرة و {قل هو الله أحد ...} عشرين مرة، وفي الركعة الثالثة {الحمد لله ...} مرة و {قل هو الله أحد ...} ثلاثي مرة، وفي الركعة الرابعة {الحمد لله} مرة و {قل هو الله أحد ...} أربعين مرة، ثم تشهد وسلم وقرأ {قل هو الله أحد ...} خمساً وسبعين مرة، واستغفر الله تعالى لنفسه ولوالديه خمساً وسبعين مرة، وصلى على النبي -صلى الله عليه وسلم- خمساً وسبعين مرة، ثم سأل حاجته كان حقاً على الله تعالى أن يعطه سؤله" وهي تسمى صلاة الحاجة.
পৃষ্ঠা - ৫৮০
وعن أبي أمامة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من صلى ليلة الاثنين ركعتين يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة وقل هو الله أحد خمس عشرة مرة، وقل أعوذ برب الفلق خمس عشرة مرة، وقل أعوذ برب الناس خمس عشرة مرة، ويقرأ بعد التسليم خمس عشرة مرة آية الكرسي، ويستغفر الله سبحانه وتعالى خمس عشرة مرة، جعل الله تعالى اسمه في أصحاب الجنة وإن كان من أصحاب النار، وغفر له ذنوب السر والعلانية، وكتب له بكل آية قرأها حجة وعمرة، وإن مات ما بين الاثنين إلى الاثنين مات شهيداً".
* * *
(فصل: في ذكر فضل صلاة ليلة الثلاثاء)
عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "من صلى ليلة الثلاثاء اثنتي عشرة ركعة يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة و {إذا جاء نصر الله ...} خمس مرات بني الله تعالى له في الجنة بيتاً، عرضه وطوله وسع الدنيا سبع مرات".
* * *
(فصل: في ذكر فضل صلاة ليلة الأربعاء)
عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "من صلى ليلة الأربعاء ركعتين، يقرأ في أول ركعة فاتحة الكتاب مرة و {قل أعوذ برب الفلق ...} عشر مرات، وفي الركعة الثانية فاتحة الكتاب مرة و {قل أعوذ برب الناس ...} عشر مرات، ينزل من كل سماء سبعون ألف ملك، يكتبون له الثواب إلى يوم القيامة".
* * *
(فصل: في ذكر فضل صلاة ليلة الخميس)
عن أبي صالح عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من صلى ليلة الخميس ما بين المغرب والعشاء ركعتين يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة وآية
পৃষ্ঠা - ৫৮১
الكرسي خمس مرات و {قل هو الله أحد ...} خمس مرات، والمعوذتين خمس مرات، فإذا فرغ من صلاته استغفر الله تعالى خمس عشرة مرة، وجعل ثوابها لوالديه، فقد أدى حقهما وإن كان عاقاً لهما، وأعطاه الله سبحانه وتعالى ما يعطى الصديقين والشهداء".
* * *
(فصل: في ذكر صلاة ليلة الجمعة)
عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "من صلى ليلة الجمعة بين المغرب والعشاء اثنتي عشرة ركعة، يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة و {قل هو الله أحد ...} عشر مرات، فكأنما عبد الله تعالى اثنتي عشرة سنة صيام نهارها وقيام ليلها".
وروي عن كثير بن سلمة عن سلمة عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من صلى ليلة الجمعة صلاة العشاء الآخرة في جماعة وصلى بعدها ركعتي السنة، ثم صلى بعدها عشر ركعات يقرأ في كل ركعة {الحمد لله ...} مرة و {قل هو الله أحد ...} مرة والمعوذتين مرة مرة، ثم أوتر بثلاث ركعات ونام على جنبه الأيمن ووجهه إلى القبلة فكأنما أحيا ليلة القدر".
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أكثروا من الصلاة علي في الليلة الغراء واليوم الأزهر، ليلة الجمعة ويوم الجمعة".
* * *
(فصل: في ذكر فضل صلاة ليلة السبت)
عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "من صلى ليلة السبت بين المغرب والعشاء اثنتي عشرة ركعة، بني الله تعالى له قصراً في الجنة، وكأنما تصدق على
পৃষ্ঠা - ৫৮২
كل مؤمن ومؤمنة، وتبرأ من اليهودية وكان حقاً على الله أن يغفر له".
(فصل) وقد ذكرنا في مجلس التوبة فيما تقدم في أثناء الكتاب، وإنما يشتغل بالنوافل من الصلاة والصيام والصدقة وأنواع العبادات بعد أحكام الفرائض والسنن وأما قبل أحكامها فلا يشتغل بسواها، بل ينوي بجميع عباداته فرائض ما عليه من كل جنس منها، فينوي بجميع هذه الصلوات التي ذكرناها في هذه الليالي والأيام قضاء يسقط عنه الفرض، ويحصل له الفضل، يجمع الله تعالى بينهما بمنه ورحمته وكرمه، فإذا تحقق براءة ساحته من الفرائض، فحينئذ ينوي بجميع ذلك نافلة.
* * *
(فصل: في ذكر فضل صلاة التسبيح)
حدثنا الشيخ أبو نصر عن والده، قال: أخبرنا أبو الفتح محمد بن أحمد بن أبي الفوارس، وأبو محمد الحسن بن محمد الخلال، قال: أخبرنا أبو حفص عمر بن أحمد الواعظ، قال: حدثنا عبد الله بن محمد البغوي، قال: حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل، قال: حدثنا موسى بن عبد العزيز، قال: حدثنا الحكم بن أبان، قال: حدثني عكرمة عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال للعباس بن عبد المطلب -رضي الله عنه-: "يا عباس يا عماه ألا أعطيك ألا أمنحك ألا أحبوك، ألا أجعل لك عشر خصال إذا أنت فعلت ذلك غفر الله لك ذنبك أوله وآخره، قديمة وحديثه، خطأه وعمده، صغيرة وكبيرة، سره وعلانيته؟ أن تصلي أربع ركعات تقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وسورة، فإذا فرغت من القراءة في أول ركعة وأنت قائم قلت: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، خمس عشرة مرة، ثم تركع فتقولها وأنت راكع عشراً، ثم ترفع رأسك من الركوع فتقولها عشراً، ثم تهوى ساجداً فتقولها عشراً، ثم ترفع رأسك من السجود فتقولها عشراً، ثم تسجد فتقولها عشراً، ثم ترفع رأسك فتقولها عشراً، فذلك خمس وسبعون في كل ركعة، تفعل ذلك في أربع ركعات، فإن استطعت أن تصليها في كل يوم مرة فافعل، فإن لم تفعل ففي كل جمعة مرة، فإن لم تفعل ففي كل شهر مرة، فإن لم تفعل ففي كل سنة مرة، فإن لم تفعل ففي عمرك مرة".
পৃষ্ঠা - ৫৮৩
وفي لفظ آخر "يقرأ في الركعة الأولى بفاتحة الكتاب و {سبح اسم ربك الأعلى ...}، وفي الثانية بفاتحة الكتاب و {إذا زلزلت ...}، وفي الثالثة بفاتحة الكتاب و {قل يا أيها الكافرون ...}، وفي الرابعة بفاتحة الكتاب و {قل هو الله أحد ...}.
وحدثنا أبو نصر عن والده، بإسناده "أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لجعفر بن أبي طالب -رضي الله عنه-: ألا أمنحك ألا أحبوك ألا أعطيك؟ ... " وساق الحديث إلى آخره.
وروي أنه -صلى الله عليه وسلم- قال ذلك لعمرو بن العاص -رضي الله عنه-، وفيه زيادة عشرة في حال القيام، وفي غيره إسقاطها، وفي بعض الألفاظ "فذلك ثلاثمائة" يعني به التسبيخ في الأربع. وفي لفظ آخر "فذلك ألف ومائتان" يعني أنواع التسبيح، وهي أربع: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، فإذا ضربت في ثلاثمائة كانت ألفاً ومائتين.
وقال بعض العلماء بالله عز وجل: يستحب فعلها في الجمعة مرتين مرة ليلاً ومرة نهاراً.
* * *
(فصل: في صلاة الاستخارة ودعائها للسفر وغيره)
عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعلمنا الاستخارة في الأمر كما يعلمنا السورة من القرآن يقول: إذا هم أحدكم بأمر أو بإرادة خروج، فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم يقول: اللهم إني أستخيرك بعلمك، واستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر -وتسميه بعينه- خير لي في ديني ودنياي وآخرتي وعاقبة أمري وعاجله وآجله، فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه وإلا فاصرفه عني ويسر لي الخير حيث كان ما كنت، ورضني بقضائك يا أرحم الراحمين".
فينبغي لكل أحد إذا تحقق عزمه على الخروج إلى وجه من سفر التجارة أو حج أو زيارة أن يقول عقيب الركعتين: اللهم إني أريد الخروج في وجهي هدا بلا ثقة مني
পৃষ্ঠা - ৫৮৪
بغيرك، ولا رجاء إلا بك، ولا قوة أتوكل عليها، ولا حيلة ألجأ إليها إلا طلب فضلك، والتعرض لمعروفك ورحمتك، والسكون إلى حسن عبادتك، وأنت أعلم بما قد سبق لي في علمك في وجهي هذا مما أحب وأكره، اللهم فاصرف عني بقدرتك مقادير كل بلاء، ونفس عني كل كرب وداء، وابسط علي كنفاً من رحمتك ولطفاً من عونك، وحرزاً من حفظك وجمع معافاتك، ثم يرفع الأحمال ويأخذ في السير ويقول: يا رب قضاؤك على حقيقة أحسن أملي، وادفع عن ما أحذر مما أنت أعلم به مني، واجعل ذلك خيراً لي في دنياي وآخرتي. أسألك يارب أن تخلفني فيما خلفت ورائي من أهلي وولدي وقرابتي بأحسن مما خلفت به غائباً من المؤمنين في تحصين كل عورة، وحفظاً من كل مضرة، وكفاية كل مهم، وصرف كل مكروه، وكمال ما تجمع لي به من الرضا والسرور في الدنيا والآخرة، ثم ارزقني في ذلك كله شكرك، وذكرك وحسن عبادتك، حتى ترضى عني وتدخلني جنتك، برحمتك بعد الرضا يا أرحم الراحمين.
وينبغي أن يكثر في سفره من هذا الدعاء، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقوله كثيراً وهو: الحمد لله الذي خلقني ولم أك شيئاً مذكوراً، اللهم أعني على أهاويل الدنيا وبواثق الدهور ومصائب الليالي والأيام، واكفني شر ما يعمل الظالمون، اللهم في سفري فاصحبني، وفي أهلي فاخلفني، وفما رزقتني فبارك لي، وفي نفسي فذللني، وفي أعين الناس فعظمني، وفي خلقي فقومني، وإليك يارب فحببني، أعوذ بوجهك الكريم الذي أشرقت به السموات وكشفت به الظلمات، وصلح عليه أمر الأولين والآخرين ألا تحل على غضبك، ولا تنزل بي سخطك، لك العتبى فيما استطعت، ولا حول ولا قوة إلا بك، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر، وكآبة المنقلب، ومن الحور بعد الكور، ودعوة المظلوم، اللهم اطو لنا الأرض وهون علينا السفر، أسألك بلاغاً يبلغ خيراً ومغفرة ورضواناً، أسألك الخير كله إنك على كل شيء قدير.
وينبغي أن يقول عند خروجه من منزله: "بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله"، فإنه قيل في الخبر إنه يقال له: "وقيت وكفيت".
وينبغي له إذا ركب راحلته أن يكبر ثلاثاً ويحمد ثلاثاً ويقول: "سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين، سبحانك لا إله إلا أنت ظلمت نفسي فاغفر لي إنه لا يغفر
পৃষ্ঠা - ৫৮৫
الذنوب إلا أنت" لأنه مروي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
وفي حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- "أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا سافر وركب يقول: اللهم إني أسألك في سفري هذا التقي، ومن العمل ما ترضى، اللهم هون علينا السفر، واطو لنا بعد الأرض، اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل، اللهم اصحبنا في سفرنا، واخلفنا في أهلنا".
وزاد ابن جريج فقال: "اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر، وسوء المنقلب، وكآبة المنظر في الأهل والمال".
وينبغي له إذا أراد دخول قرية أو مدينة أن يقول كما روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: "اللهم رب السموات السبع وما أظللن، ورب الأرضين السبع وما أقللن، ورب الشياطين وما أضللن، أسألك من خير هذه القرية وخير أهلها وخير ما فيها، وأعوذ بك من شرها وشر أهلها وشر ما فيها، أسألك مودة خيارهم، وأن تجنبني من شر أشرارهم".
* * *
(فصل: في حرز المسافر من كل سارق وسبع ومؤذ)
"اللهم احرسنا بعينك التي لا تنام، واكنفنا بركنك الذي لا يرام، وارحمنا بقدرتك علينا، لا نهلك وأنت رجاؤنا إن شاء الله وحده".
وعن عثمان بن عفان -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من قال في أول ليله: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات، لم تصبه فجأة بلاء حتى يمسي ومن قالها حين يمسي لم يصبه بلاء حتى يصبح".
وعن أبي يوسف الخراساني عن أبي سعيد بن أبي الروحاء قال: ضللت بطريق مكة في بعض الليال، فسمعت حساً خلفي، فاستوحشت فسمعته يقرأ القرآن، فلحقني
পৃষ্ঠা - ৫৮৬
فقال: أحسبك ضالاً؟ فقلت. نعم، فقال: ألا أعلمك شيئاً إذا أنت قلته وأنت ضال اهتديت، أو مستوحش استأنست، أو أرق نمت؟ قلت: نعم، قال: قل: بسم الله ذي الشأن، عظيم البرهان، شديد السلطان، كل يوم هو في شأن، أعوذ بالله من الشيطان، ما شاء الله كان، لا حول ولا قوة إلا بالله، فقلتها فإذا أصحابي قريب، فطلبت الرجل فلم أصبه. قال أبو بلال: فضللت بمني من أهلي، فقلت هذا، فالتفت كذا فإذا أنا بأهلي.
وعن أبي الدرداء -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من قال كل يوم سبع مرات: إن وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين، حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم، كفاه الله تعالى ما أهمه صادقاً كان أو كاذباً إن شاء الله تعالى".
وفي الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "من قال عند الكرب: لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين، كشف عنه بإذن الله تعالى".
* * *
(فصل: في ذكر صلاة الكفاية)
وهي ركعتان يصليهما أي وقت كان، يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة و {قل هو الله أحد ...} عشر مرات و {فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم} [البقرة: 137] خمسين مرة، ثم يسلم، ويدعو بهذا الدعاء وهو: يا الله يا رحمن يا منان يا حنان، يا مسبحاً بكل لسان، يا من يداه بالخير مبسوطتان، يا كافي محمداً -صلى الله عليه وسلم- الأحزاب، ويا كافي إبراهيم -عليه السلام- النيران، يا كافي موسى فرعون، ويا كافي عيسى -عليه السلام- الجبابرة، ويا كافي نوحاً -عليه السلام- الغرق، يا كافي لوطاً -عليه السلام- فحش قومه، ويا كافي من كل شيء ولا يكفي منه شيء، يا كافي عائشة -رضي الله عنها- وآسية اكفني عظيم البلاء من كل شيء، حتى لا أخاف ولا أخشى مع اسمك العظيم الأعظم شيئاً، فإنه يكفي ويجمع همه وشره عند صلاته.
* * *
পৃষ্ঠা - ৫৮৭
(فصل: في ذكر صلاة الخصماء)
وهي أرعب ركعات بتسليمة واحدة، يقرأ في الأولى فاتحة الكتاب مرة و {قل هو الله أحد ...} عشر مرات، وفي الثانية الفاتحة و {قل هو الله أحد ...} عشر مرات وثلاث مرات {قل يا أيها الكافرون ...}، وفي الثالثة الفاتحة وعشر مرات {قل هو الله أحد ...} و {ألهاكم التكاثر ....}، مرة وفي الرابعة الفاتحة وخمس عشرة مرة {قل هو الله أحد ...} وآية الكرسي مرة، ثم يجعل ثوابها لخصمائه، يكفيه الله أمرهم يوم القيامة إن شاء الله تعالى، يصلي هذه الصلاة في سبعة أوقات أول ليلة من رجب، وليلة النصف من شعبان، وآخر جمعة من رمضان، ويومي العيدين، ويوم عرفة، ويوم عاشوراء.
* * *
(فصل: في صلاة العتقاء في شوال)
حدثنا أبو نصر بن البناء عن والده قال: حدثنا أبو عبد الله الحسين بن عم العلاف، قال: أخبرنا أبو القاسم القاضي، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن صديق، قال: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن، قال: أنبأنا أبو بكر أحمد بن جعفر المروزي، قال: حدثنا على ابن معروف، قال: حدثني محمد بن محمود، قال: أخبرنا يحيى بن شبيب، قال: حدثنا حميد عن أنس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من صلى في شوال ثمان ركعات ليلاً كان أو نهاراً، يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب وخمس عشرة مرة {قل هو الله أحد ...} فإذا فرغ من صلاته سبح سبعين مرة، وصلى على النبي -صلى الله عليه وسلم- سبعين مرة، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: والذي بعثني بالحق ما من عبد يصلي هذه الصلاة إلا أنبع الله له ينابيع الحكمة في قلبه وأنطق بها لسانه وأراه داء الدنيا ردواءها، والذي بعثني بالحق من صلى هذه الصلاة كما وصفت لا يرفع رأسه من آخر سجدة حتى يغفر الله له، وإن مات مات شهيداً مغفوراً له، وما من عبد صلى هذه الصلاة في السفر إلا سهل الله عليه السير والذهاب إلى موضع مراده، وإن كان مديوناً قضى الله دينه، وإن كان ذا حاجة قضى الله حوائجه، والذي بعثني بالحق ما من عبد يصلي هذه الصلاة إلا أعطاه الله تعالى بكل حرف وبكل آية مخرفة في الجنة، قيل: وما المخرفة يا رسول الله؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: بساتين في الجنة يسير الراكب في ظل شجرة من أشجارها مائة سنة ثم لا يقطعها".
* * *
পৃষ্ঠা - ৫৮৮
(فصل: في فضل الصلاة لرفع عذاب القبر)
عن عبد الله بن الحسين عن علي -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من صلى ركعتين يقرأ في إحديهما آخر الفرقان من {تبارك الذي جعل في السماء بروجاً ...} [الفرقان: 61] حتى يختم السورة، ثم يأخذ في الثانية فيقرأ فيها بعد الفاتحة من أول سورة المؤمنين حتى يبلغ {فتبارك الله أحسن الخالقين} [المؤمنون: 14] فإنه يأمن شر الجن والإنس ويعطي كتابه بيمينه يوم القيامة، ويأمن من عذاب القبر، ومن الفزع الأكبر، ويعلمه الكتاب، وإن لم يكن حريصاً، وينزع منه الفقر، ويؤتيه الله الحكم، ويبصره في كتابه الذي أنزله على نبيه -صلى الله عليه وسلم-، ويلقنه حجته يوم القيامة، ويجعل النور في قلبه، ولا يحزن إذا حزن الناس، ولا يخاف إذا خافوا، ويجعل النور في بصره، وينزع حب الدنيا من قلبه، ويكتب عند الله من الصديقين".
* * *
(فصل: في صلاة الحاجة)
عن أبي هاشم الأيلي، عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "من كان له إلى الله حاجة مهمة، فليسبغ الوضوء وليصل ركعتين، يقرأ في الأولى بفاتحة الكتاب مرة، وآية الكرسي، وفي الثانية بفاتحة الكتاب و {آمن الرسول ...} إلى آخره، ثم يتشهد ويسلم، ويدعو بهذا الدعاء فإنها تقضى.
والدعاء: اللهم يا مؤنس كل وحيد، ويا صاحب كل فريد، ويا قريباً غير بعيد، ويا شاهداً غير غائب، ويا غالباً غير مغلوب، أسألك باسمك ببسم الله الرحمن الرحيم، الحي القيوم الذي لا تأخذه سنة ولا نوم، وأسألك باسمك بسم الله الرحمن الرحيم، الحي القيوم، الذي عنت له الوجوه، وخشعت له الأصوات، ووجلت منه القلوب، أن تصلي على محمد وعلى آل محمد، وأن تجعل لي من أمري فرجاً ومخرجاً وتقضي حاجتي".
* * *
পৃষ্ঠা - ৫৮৯
(فصل: في الدعاء لدفع الظلم والاحتراز منه)
روى جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- "أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- علم علياً وفاطمة -رضي الله عنهما- هذا الدعاء: وقال لهما: إذا نزلت بكما مصيبة، أو خفتما جور سلطان، أو ضلت لكما ضالة، فأحسنا الوضوء وصليا ركعتين وارفعا أيديكما إلى السماء وقولا: يا عالم الغيب والسرائر، يا مطاع يا عزيز يا عليم، يا الله يا الله يا الله، يا هازم الأحزاب لمحمد -صلى الله عليه وسلم-، يا كائد فرعون لموسى -عليه السلام-، يا منجي عيسى -عليه السلام- من يد ظلمته، يا مخلص قوم نوح من الغرق، يا راحم عبرة يعقوب -عليه السلام-، يا كاشف ضر أيوب -عليه السلام-، يا منجي ذي النون -عليه السلام- من الظلمات الثلاث، يا فاعل كل خير، يا هادياً إلى كل خير، يا دالاً على كل خير، يا أهل كل خير، يا خالق الخير، ويا أهل الخيرات، أنت الله، رغبت إليك فيما قد علمت، وأنت علام الغيوب، أسألك أن تصلي على محمد وعلى آل محمد، ثم سلا حاجتكما تجابا إن شاء الله تعالى".
(دعاء آخر):
وهو دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم الأحزاب، رواه ابن عمر -رضي الله عنهما- عنه -صلى الله عليه وسلم-: "اللهم إني أعوذ بنور قدسك، وعظمة طهارتك، وتزكية جلالك من كل آفة، وعاهة وطارق الجن والإنس، إلا طارقاً يطرق منك بخير، إنك أنت عياذي فبك أعوذ، وأنت ملاذي فبك ألوذ، يا من ذلت له رقاب الجبابرة، وجمعت له مقاليد الرعاية، أعوذ بجلال وجهك، وكرم جلالك من خزيك وكشف سترك، ونسيان ذكرك، والانصراف عن شكرك، أنا في كنفك في ليلي ونهاري، ونومي وقراري، وظعني وأسفاري، ذكرك شعاري وثناؤك دثاري، لا إله إلا أنت تنزيهاً لاسمك، وتكريماً لسبحات وجهك، أجرني من خزيك ومن شر عذابك وعبادك، وأضرب على سرادقات حفظك، وأدخلني في حفظ عنايتك، وقني سيئات عذابك، وأغنني بخير منك برحمتك يا أرحم الراحمين".
* * *
পৃষ্ঠা - ৫৯০
(فصل: في الدعاء لذهاب الهموم وقضاء الديون)
عن أبي صالح -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "من أصابه هم أو حزن، فليدع بهؤلاء الكلمات: اللهم أنا عبدك وابن عبدك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، اللهم إني أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن الكريم ربعي قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي، فقال قائل: يا رسول الله إن المغبون لمن غبن هؤلاء الكلمات، قال -صلى الله عليه وسلم-: أجل فقلهن وعلمهن، فإنه من قالهن التماس ما فيهن، أذهب الله عز وجل حزنه وأطال فرحه".
ويروي عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: إن أبا بكر الصديق -رضي الله عنه- دخل عليها فقال: هل سمعت من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دعاء كان يعلمناه، وذكر أن عيسى ابن مريم -عليه السلام- كان يعلمه أصحابه ويقول: لو كان على أحدكم مثل جبل ديناً قضاه الله عز وجل عنه؟ فقالت: كان يقول: اللهم فارج الهم كاشف الغم مجيب دعوة المضطرين، رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، أسألك أن ترحمني رحمة من عندك تغنيني بها عن رحمة من سواك".
(دعاء آخر في ذلك):
وهو ما روي عن الحسن البصري رحمه الله أنه جاءه صديق له يكرم عليه، فقال له: يا أبا سعيد على دين، وأحب أن تعلمني اسم الله تعالى الأعظم، فقال: إن شئت ذلك فقم وتوضأ، فقام وتوضأ وقال له: قل: يا الله يا الله أنت الله، بلى والله أنت الله، لا إله إلا أنت، الله الله الله، والله إنه لا إله إلا الله، اقض عني هذا الدين وارزقني بعد الدين، فأصبح الرجل فرأى مائتي ألف درهم صحاحاً في مسجده دراهم مختلفة في جراب، على رأي الجراب مكتوب: لو سألت أكثر من هذا لأعطيناك، فيكيف لم تسأل الجنة؟ فجاء الرجل إلى الحسن رحمه الله فأخبره بذلك، فانطلق معه إلى منزله، فنظر إلى الدراهم، فقال الرجل: إني ندمت حيث لم أسأل الله الجنة، فقال الحسن: إن الذي
পৃষ্ঠা - ৫৯১
علمك هذا الاسم لم يعلمك إلا الخبر يردك به، فاكتم على هذا الاسم لا يسمع به الحجاج فلا ينجو منه أحد.
(دعاء آخر):
علمه جبريل -عليه السلام- لنبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- حين خرج من مكة المكرمة يريد جبل حراء، خوفاً من قريش، روي أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- "أن جبريل -عليه السلام- قال: يا محمد إن الله تعالى يقرئك السلام، وقد علمني دعاء تدعو به فيجعل الله بينك وبينهم ستراً، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: نعم يا جبريل، فقال: قل. يا كبير كل كبير يا سميع يا بصير، يا من لا شريك له ولا وزير، يا خالق الشمس والقمر المنير، يا عصمة البائس الخائف المستجير، يا رازق الطفل الصغير، يا جابر العظم الكسير، يا قاصم كل جبار عنيد، أسألك وأدعوك دعاء البائس الفقير، دعاء المضطر الضرير، أسألك بمعاقد العز من عرشك، ومفاتيح الرحمة من كتابك، وبالأسماء الثمانية المكتوبة على قرن الشمس، أن تفعل بي كذا وكذا".
* * *