গুনিয়াত আত-তালেবিন

القسم الرابع في فضائل الأعمال

(فصل) وأما أوراد النهار فخمسة أيضا

পৃষ্ঠা - ৪৯৬
فصول أوراد النهار (فصل) وأما أوراد النهار فخمسة أيضاً: أحدها: من وقت طلوع الفجر الثاني إلى طلوع الشمس. والثاني: صلاة الضحى وما كان في معناها إلى الزوال. والثالث: أربع ركعات بعد الزوال بقراءة حسنة وسلام واحد. وقيل: إن أبواب السماء تفتح لها. والرابع: ما بين الظهر والعصر. والخامس: بعد العصر إلى المغرب. (فصل) وأما الورد الأول من النهار: فيستحب الجلوس بعد صلاة الفجر إلى طلوع الشمس، يذكر الله تعالى فيه أما بتلاوة القرآن أو تسبيح أو تفكر أو تذكر أو تعليم أو جلوس إلى عالم، وكذلك بعد صلاة العصر إلى أن تغرب الشمس، لأنهما وقتان نهى عن التنفل بالصلاة فيهما، لما أخبرنا الشيخ أبو نصر عن والده، قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن شاذان، قال: أخبرنا أبو علي إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الخطى، قال: حدثنا محمد بن يعقوب، قال: حدثنا هديبة بن خالد القيسي، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن الشعبي عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "لأن أقعد مع قوم أذكر الله تعالى من صلاة الفجر حتى تطلع الشمس أكبر وأهلل أحب إلي من أن أعتق رقبتين، ولأن أذكر الله عز وجل من بعد صلاة العصر حتى تغرب الشمس أكبر وأهلل أحب إلي من أن أعتق أربع رقاب من ولد إسماعيل". وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا تناموا عن طلب أرزاقكم" قيل: يا أنس ما معنى قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لا تناموا عن طلب أرزاقكم؟ قال: فإذا صليتم الفجر، فقولوا ثلاثاً وثلاثين مرة الحمد لله، وسبحان الله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.
পৃষ্ঠা - ৪৯৭
وفي حديث آخر: يسبح ثلاثاً وثلاثين مرة، ويحمد ثلاثاً وثلاثين مرة، ويكبر أربعاً وثلاثين مرة، ويختمها بلا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيى ويميت وهو حي لا يموت، بيده الخير وهو على كل شيء قدير". هكذا يفعل بعد العصر وعند النوم. وحدثنا أبو نصر عن والده، بإسناده عن عروة بن الزبير، عن أبيه رضي الله عنه، أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "غدوة أو روحة في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها، فقال رجل: يا رسول الله فمن لا يستطيع غزواً قال: من جلس حين يصلي المغرب يذكر الله تعالى حتى يصلي العشاء، كان مجلسه ذلك روحة في سبيل الله، ومن جلس حين يصلي الغداة يذكر الله تعالى حتى تطلع الشمس كانت مثل غدوة في سبيل الله". وحدثنا أبو نصر عن والده، بإسناده عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ما من عبد يقول في دبر صلاة الغداة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيى ويميت، بيده الخير وهو على كل شيء قدير، عشر مرات إلا كتب الله له بهن عشر حسنات، ومحا عنه بهن عشر سيئات، ورفع له بهن عشر درجات، كن عدل عشر رقاب، ولا يضره يومئذ ذنب يصيبه إلا أن يكون شركاً. وما من عبد أحسن الوضوء فغسل وجهه كما أمر الله تعالى، إلا حط الله عنه كل ذنب نظرت إليه عيناه، أو تكلم به لسانه، وما من عبد غسل يديه كما أمر الله عز وجل إلا حد الله عنه ذنب بطشت به يداه، وما من عبد مسح رأسه وأذنيه إلا حط الله عنه ذنب استمعت إليه أذناه، ثم غسل رجليه كما أمره الله تعالى، إلا حط الله عنه كل ذنب مشت به رجلاه إلى خطيئة حتى يقوم إلى صلاته، فتكون تلك الصلاة فضيلة، وما من عبد نام على ذكر طاهراً، فأول ما ينتبه يدعو بدعوة غلا كانت دعوة مستجابة، وما من عبد رمى بسهم في سبيل الله عز وجل فأصاب أو أخطأ إلا أعطي به تحرير رقبة، وما من عبد شاب شيبة في سبيل الله، إلا أعطي بها نوراً يوم القيامة، ومن أعتق رقبة كانت له فداء من نار جهنم، كل عضو بعضو". وحدثنا أبو نصر عن والده، بإسناده عن الحسن بن علي رضي الله عنهما أنه قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من صلى الغداة في مسجده ثم جلس يذكر الله تعالى
পৃষ্ঠা - ৪৯৮
إلى أن تطلع الشمس، فإذا طلعت حمد الله تعالى وقام فصلى ركعتين، أعطاه الله بكل ركعة ألف ألف قصر في الجنة، في كل قصر ألف ألف حوراء، مع كل حوراء ألف ألف خادم، وكان عند الله من الأوابين". وعن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا صلى الفجر لم يقم من مجلسه حتى تمكنه الصلاة، وقال -صلى الله عليه وسلم-: "من صلى الصبح وجلس في مجلسه حتى تمكنه الصلاة كانت بمنزلة حجة وعمرة متقبلتين" فكان ابن عمر رضي الله عنهما إذا صلى الغداة جلس حتى تطلع الشمس، فقيل له: لم تفعل هذا؟ فقال: أريد به السنة. وحدثنا أبو نصر عن والده، فإسناده عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من صلى الفجر في جماعة، ثم اعتكف إلى طلوع الشمس، ثم صلى أربع ركعات متوالية، يقرأ في أول ركعة بفاتحة الكتاب وآية الكرسي ثلاث مرات، و {قل هو الله أحد ...} سبع مرات، وفي الركعة الثانية فاتحة الكتاب مرة، {والشمس وضحاها ...}، وفي الركعة الثالثة فاتحة الكتاب، {والسماء والطارق ...}، وفي الركعة الرابعة فاتحة الكتاب مرة، وآية الكرسي مرة، و {قل هو الله أحد ...} ثلاث مرات، بعث الله تعالى إليه سبعين ملكاً، من كل سماء عشرة أملاك، معهم أطباق من أطباق الجنة، ومناديل من مناديل الجنة، فيحملون تلك الصلاة على تلك الأطباق، ثم يصعدون بها، فلا يمرون بقوم من الملائكة إلا استغفروا لصاحبها، فإذا وضعت بين يدي الجبار قال الله تعالى: عبدي لي صليت، وإياي عبدت، فاستأنف العمل فقد غفرت لك". وهذه الصلاة هي تفسير ما روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- عن ربه عز وجل قال: "يا ابن آدم صل لي أربع ركعات من أول النهار أكفك آخره". وقد حمله بعضهم على صلاة الفجر فرضها ومسنونها، والصحيح ما ذكرنا. * * *
পৃষ্ঠা - ৪৯৯
(فصل) وأما الورد الثاني: فصلاة الضحى. وهي صلاة الأوابين، وهل يستحب المداومة عليها أم لا؟ على وجهين عند أصحابنا. والأصل في ذلك ما حدثنا به أبو نصر عن والده، بإسناده عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "صلاة الضحى صلاة الأوابين". وبهذا الإسناد قال -صلى الله عليه وسلم-: "صلاة الضحى أكثر صلاة دواد عليه السلام". وحدثنا أبو نصر عن والده، بإسناده عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن باباً من أبواب الجنة يقال له الضحى، فإذا كان يوم القيامة نادى مناد: أين الذين كانوا يصلون صلاة الضحى دائمين عليها، أدخلوهم برحمة الله". وكان الناس على عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وعلي رضي الله عنهما يصلون صلاة الصبح، ثم ينتظرون الوقت الذي يصلى فيه صلاة الضحى فيصلونها في المسجد. وعن الضحاك بن قيس عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لقد أتى علينا زمان لا ندري ما وجه هذه الآية {يسحبن بالعشي والإشراق} [ص: 18] حتى رأينا الناس يصلون الضحى. وقال ابن أبي مليكة رحمه الله: سئل ابن عباس رضي الله عنهما عن صلاة الضحى فقال: إنها لفي كتاب الله تعالى ثم قرآ: {في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيه اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال}. وكان ابن عباس رضي الله عنهما يصلي ركعتي الضحى، ولكن لا يدمن عليها، ولهذا لما سئل عكرمة عن صلاة ابن عباس رضي الله عنهما الضحى قال: كان يصليها اليوم ويدعها العشرة. وقال النخعي رحمه الله: كانوا يكرهون أن يديموا صلاة الضحى فيصلون ويدعون لئلا تكون كالمكتوبة. * * *
পৃষ্ঠা - ৫০০
(فصل) وأما عدد صلاة الضحى، فأقلها ركعتان، وأعدلها ثمان ركعات، وأكثرها اثنتا عشرة ركعة. فأما الركعتان فما أخبرنا به الشيخ أبو نصر عن والده، بإسناده عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "في الإنسان ثلثمائة وستون مفصلاً، فعليه أن يتصدق عن كل مفصل كل يوم بصدقة، قالوا: ومن يطيق ذلك يا رسول الله؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: النخامة يراها في المسجد فيدفنها، أو الشيء ينحيه عن الطريق، فإن لم يقدر فركعتا الضحى تجزيه". وحديث أبي هريرة رضي الله عنه: أوصاني خليلي أبو القاسم -صلى الله عليه وسلم- بثلاث: الوتر قبل النوم، وصوم ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى. وروي أربع ركعات، وهو ما تقدم في الفصل الذي قبله من حديث عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي -صلى الله عليه وسلم- الحديث. وما روت معاذة عن عائشة رضي الله عنها "أن النبي -صلى الله عليه وسلم- صلى صلاة الضحى أربعاً، ثم ست ركعات". وعن حميد الطويل عن أنس رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- "أنه كان يصلي الضحى ست ركعات، ثم ثمان ركعات". وعن عكرمة بن خالد عن أم هانئ بنت أبي طالب رضي الله عنها قالت: "لما قدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الفتح، فتح مكة، نزل بأعلى مكة، فصلى ثمان ركعات، فقلت: يا رسول الله ما هذه الصلاة؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: صلاة الضحى" قال أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى: وهو ثبت. والاختيار عند أهل العلم رحمهم الله ثماني ركعات. وكذلك روى أبو سعيد رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وعن عائشة رضي الله عنها أيضاً أنها صلت الضحى ثمان ركعات.
পৃষ্ঠা - ৫০১
وقال القاسم بن محمد رحمه الله: كانت عائشة رضي الله عنها تصلي الضحى ثمان ركعات وتطيل ذلك، وكانت إذا صلتها غلقت الباب عليها، ثم عشر ركعات إن اختارت، ثم ثنتا عشرة ركعة وهو أفضلها، لما حدثنا به أبو نصر عن والده، بإسناده عن حمزة بن موسى بن أنس بن مالك الأنصاري، عن عمه ثمامة بن أنس، عن جده أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من صلى الضحى اثنتي عشرة ركعة بنى الله تعالى له قصراً من ذهب في الجنة". وحدثنا أبو نصر عن والده، بإسناده عن أم حبيبة رضي الله عنها قالت: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "من صلى اثنتي عشرة ركعة من النهار بنى الله تعالى له بيتاً في الجنة". وحدثنا أبو نصر عن والده، بإسناده عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يا أبا ذر إن النهار اثنتا عشرة ساعة، فأعد لكل ساعة منها ركعة وسجدتين، يدرأ عنك ما فيها من ذنب، يا أبا ذر من صلى ركعتين لم يكن من الغافلين، ومن صلى أربعاً كتب من الذاكرين، ومن صلى ستاً لم يلحقه في يومه حنث إلا الشرك، ومن صلى اثنتي عشرة ركعة بني له بيت في الجنة، قلت: يا رسول الله أجمعاً أم شتى؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: لا عليك". (فصل) وأما وقتها: فلها وقتان: جائز، وهو بعد طلوع الشمس إلى صلاة الظهر، ومستحب، وهو حين ترمض الفصال عند قرب الزوال. والدليل على استحبابها في هذا الوقت ما روي أن زيد بن أرقم رضي الله عنه رأى قوماً يصلون الضحى في مسجد قباء، فقال: لقد علموا أن الصلاة في غير هذه الساعة أفضل، إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "صلاة الأوابين حين ترمض الفصال". ويجوز فعلها أيضاً بعد الزوال، لما روى عوف بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ساعة السبحة حين تزول الشمس من كبد السماء". وهي صلاة
পৃষ্ঠা - ৫০২
المخبتين، وأفضلها في شدة الحر وإن هو لم يصلها إلا أن صلى الظهر قضايا على وجه الاستحباب. (فصل) وأما الذي يقرأ فيها: فما روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "صلاة الضحى بسورة والشمس وضحاها والضحى". وعن عمرو بن شعيب، عن أبيه عن جده رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من صلى اثنتي عشرة ركعة صلاة الضحى، فقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب مرة، وآية الكرسي مرة، وثلاث مرات {قل هو الله أحد ...} نزل من كل سماء سبعون ألف ملك، معهم قراطيس بيض وأقلام من نور يكتبون له الحسنات إلى أن ينفخ في الصور، فإذا كان يوم القيامة أتته الملائكة مع كل ملك حلة وهدية، فيقومون على قبره ويقولون: يا صاحب القبر قم بإذن الله عز وجل فإنك من الآمنين". (فصل) وقد ورد عن بعض الصحابة رضي الله عنهم إنكار صلاة الضحى: من ذلك ما روى ابن المنادي من أصحابنا، بإسناده عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: ما صليت الضحى منذ أسلمت، إلا أن أطوف بالبيت، وإنها لبدعة ونعمت البدعة، وإنها لمن أحسن ما أحدثه الناس. وكان ابن مسعود رضي الله عنه يقول في صلاة الضحى: يا عباد الله لا تحملوا الناس ما لم يحملهم الله إياه، فإن كنتم لابد فاعلين فصلوها في بيوتكم. وكل هذا لا يدل على رد ما قدمنا ذكره من الفضائل الواردة في فعلها وإنما أرادوا بذلك لئلا تشبه بصلاة الفرض فيعتقد الناس وجوبها. وليس كل الناس سواء في نشاط العبادة فطلبوا الخفة عنهم، وتسهيل الطاعة عليهم، ولهذا المعنى روي عن عتبان بن مالك رضي الله عنه قال: "إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلى في بيته سبحة الضحى، فقاموا وراءه فصلوا". وكانت عائشة رضي الله عنها إذا أرادت أن تصليها غلقت الباب، وابن عباس رضي الله عنهما كان يصليها يوماً ويتركها عشراً.
পৃষ্ঠা - ৫০৩
(فصل) وأما الورد الثالث: فالصلاة قبل الظهر وبعدها: حدثنا أبو نصر عن والده، بإسناده عن أم حبيبة رضي الله عنها عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "من صلى أربع ركعات قبل الظهر وأربعاً بعدها، حرم الله تعالى لحمه على النار". وقيل: إن أبواب السماء والجنة تفتح من بعد الزوال على أن يصلى الظهر، ولهذا قيل: إن الدعوات تستجاب في هذه الساعة، فيستحب ملازمة العبادة والدعاء والذكر فيها، وفي ذلك حديث مروي عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال: "إن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يواظب على أربع ركعات قبل الظهر، فسئل فقال -صلى الله عليه وسلم-: "إن أبواب الجنة تفتح عند زوال الشمس فلا ترتج حتى تقام الصلاة، فأحب أن أقدم". وسئلت عائشة رضي الله عنها: أي صلاة كانت أحب إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يواظب عليها؟ فقالت رضي الله عنها: "كان يصلي أربعاً قبل الظهر يطيل فيهن القيام، ويحسن فيهن الركوع والسجود". (فصل) وأما الورد الرابع: ففيما بين الظهر والعصر: حدثنا أبو نصر عن والده، قال: حدثنا أبو محمد، حدثنا عمر بن أحمد، قال: أنبأنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا صالح بن مالك، قال: حدثنا جعفر بن عمر، قال: حدثنا يونس بن أبي عمرة عن عطاء، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من أحيا ما بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء غفر له وشفع له ملكان". وعن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان يحيي ما بين الظهر والعصر، وعن إبراهيم النخعي رحمه الله أنه قال: كانوا يشبهون الصلاة بين العشاءين وفيما بين الظهر والعصر بصلاة الليل، كان ذلك دأب كثير من العباد فيصلون أورادهم بين الظهر والعصر، ينفردون عن الخلق وينقطعون إلى الحق في هذه الساعة، وهي ساعة شريفة للخلوة
পৃষ্ঠা - ৫০৪
بالرب عز وجل ذكره، وهي صلاة الغفلة. ويستحب العكوف في المسجد بين الظهر والعصر للصلاة والذكر، ليجمع بين الاعتكاف والانتظار للصلاة، وقد كان ذلك دأب السلف، إلا أن يكون قد فاته النوم قبل الزوال، فلينم في هذه الساعة ليتقوى به على قيام الليل، فإن نومه قبل الظهر لليلة الماضية وبعد الظهر لليلة المستقبلة. ولا يستحب أن يزيد في النوم على ثمان ساعات، وقيل إن نقص في النوم عن هذا المقدار اضطرب بدنه، لأن النوم قوت البدن وراحته. وحدثنا أبو نصر عن والده، بإسناده عن سهيل عن أيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "من صلى اثنتي عشرة ركعة كل يوم بنى الله له بيتاً في الجنة، اثنتين قبل الفجر، وأربعاً قبل الظهر، واثنتين قبل الظهر، واثنتين قبل العصر، واثنتين بعد المغرب". وعن سعيد بن المسيب عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا يزال المصلون لأربع قبل العصر حتى يغفر الله لهم مغفرة حتماً"ز (فصل) وقد ورد حديث جامع للنوافل في هذه الأوقات، وهو ما حدثنا به أبو نصر عن والده، قال: حدثنا محمد بن أحمد الحافظ، قال: حدثنا محمد بن بدر الحمامي، قال: حدثنا حماد بن مدرك، قال: حدثنا عثمان بن عبد الله الشامي، قال: حدثنا محمد بن إبراهيم، عن عبد الله بن أبي سعيد عن طاوس، عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من صلى بعد المغرب أربع ركعات قبل أن يكلم أحداً رفعت له في عليين، وكان كمن أدرك ليلة القدر في المسجد الأقصى". يعني مسجد بيت المقدس "وهي خير من قيام نصف ليلة"، وهي قول الله تبارك وتعالى: {كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون} [الداريات: 17]، وهي قول الله تعالى: {تتجافى جنوبهم عن المضاجع} [السجدة: 16]، وهي قول الله تعالى: {ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها} [القصص: 15].
পৃষ্ঠা - ৫০৫
ومن صلى أربعاً بعد العشاء الآخرة، كان كمن أدرك ليلة القدر في المسجد الحرام". "ومن صلى أربعاً قبل الظهر وأربعاً بعدها حرم الله تعالى جسده على النار أن تأكله أبداً". "ومن صلى أربعاً قبل العصر كتب له براءة من النار". وعن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ركعتا الفجر أحب إلى من الدنيا وما فيها". وحدثنا أبو نصر عن والده، بإسناده عن علي كرم الله وجهه أنه سئل عن تطوع النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: "ومن يطيق ذلك، كان يمهل حتى إذا كانت الشمس عن يساره مقدارها عن يمينه في العصر صلى ركعتين، فإذا كانت عن يساره مقدارها عن يمينه في الظهر صلى أربعاً، فإذا زالت الشمس صلى أربعاً، فيصلي بعد الظهر ركعتين وقبل العصر أربعاً". وفي الجملة يغتنم العبد الصلاة بين الأذان والإقامة والدعاء والتضرع، فإنها ساعة مرجو إجابة الداعي فيها على ما تقدم. (فصل) وأما الورد الخامس، بعد صلاة العصر إلى غروب الشمس. فهو الذكر من التسبيح والتهليل، والاستغفار والتفكر في الملكوت، وقراءة القرآن، لأن صلاة النافلة منهي عنها فيه، ويقرأ قبل غروب الشمس: {والشمس وضحاها ...}، {والليل إذا يغشى ...}، والمعوذتين يختم نهاره، ويستفتح ليله بالقرآن والاستعاذة. وروي عن الحسن رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم- أنه قال فيما يذكر من رحمة ربه عز وجل: أن الله تعالى قال: "يا ابن آدم اذكرني من بعد صلاة الفجر ساعة، وبعد صلاة العصر ساعة، أكفك ما بينهما". * * *