গুনিয়াত আত-তালেবিন

القسم الثالث في المجالس

مجلس في فضائل يوم عاشوراء

পৃষ্ঠা - ৪২৫
مجلس في فضائل يوم عاشوراء قال الله تعالى: {إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرًا في كتاب الله ...} إلى قوله: {منها أربعة حرم} [التوبة: 36] وقد تقدم ذكر ذلك. وإن منها المحرم، فهذا الشهر من الأشهر المحرمة عند الله تعالى، وفيه يوم عاشوراء الذي عظم الله تعالى أجر من أطاعه فيه. من ذلك ما أخبرنا به أبو نصر عن والده، بإسناده عن مجاهد عن ابن عباس -رضي الله عنهما -قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: "من صام يومًا من المحرم فله بكل يوم ثلاثون يومًا". ومن ذلك ما روى عن ميمون بن مهران عن ابن عباس -رضي الله عنهما -قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: "من صام يوم عاشوراء من المحرم أعطى ثواب عشرة آلاف ملك، ومن صام يوم عاشوراء من المحرم أعطى ثواب عشرة آلاف شهيد وثواب عشرة آلاف حاج ومعتمر، ومن مسح بيده على رأس يتيم يوم عاشوراء رفع الله تعالى له بكل شعرة على رأسه درجة في الجنة، ومن فطر مؤمنًا ليلة عاشوراء فكأنما أفطر عنده جميع أمة محمد -صلى الله عليه وسلم -وأشبع بطونهم. قالوا: يا رسول الله لقد فضل الله تعالى يوم عاشوراء على سائر الأيام؟ قال -صلى الله عليه وسلم -: نعم خلق الله تعالى السموات في يوم عاشوراء، وخلق الجبال يوم عاشوراء، وخلق البحار يوم عاشوراء، وخلق القلم يوم عاشوراء، وخلق اللوح يوم عاشوراء، وخلق آدم يوم عاشوراء، وأدخله الجنة يوم عاشوراء، وولد إبراهيم -عليه السلام -يوم عاشوراء، ونجاه الله من النار يوم عاشوراء، وفدى ابنه من الذبح يوم عاشوراء، وأغرق فرعون يوم عاشوراء، وكشف الله تعالى البلاء عن أيوب يوم عاشوراء، وتاب الله تعالى على آدم يوم عاشوراء، وغفر الله تعالى ذنب داود -عليه السلام -يوم عاشوراء، وولد عيسى يوم عاشوراء، ويوم القيامة في يوم عاشوراء".
পৃষ্ঠা - ৪২৬
وفي لفظ آخر عن ابن عباس -رضي الله عنهما -قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: "من صام يوم عاشوراء كتب الله له عبادة ستين سنة بصيامها وقيامها، ومن صام يوم عاشوراء أعطى ثواب ألف شهيد، ومن صام يوم عاشوراء كتب الله له أجر أهل سبع سموات، ومن فطر مؤمنًا يوم عاشوراء فكأنما أفطر عنده جميع أمة محمد -صلى الله عليه وسلم -وأشبع بطونهم، ومن مسح رأس يتيم في يوم عاشوراء رفعت له بكل شعرة على رأسه درجة في الجنة، فقال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه -: يا رسول الله لقد فضلنا الله تعالى بيوم عاشوراء، قال -صلى الله عليه وسلم -: خلق الله تعالى السموات يوم عاشوراء والأرض كمثله، وخلق الجبال يوم عاشوراء والنجوم كمثله، وخلق العرش يوم عاشوراء والكرسي كمثله، وخلق اللوح يوم عاشوراء والقلم كمثله، وخلق جبريل يوم عاشوراء والملائكة كمثله، وخلق آدم في يوم عاشوراء، وولد إبراهيم في يوم عاشوراء، ونجاه الله من النار يوم عاشوراء، وفدى الله ابنه يوم عاشوراء، وأغرق فرعون في يوم عاشوراء، ورفع إدريس في يوم عاشوراء، وكشف الضر عن أيوب في يوم عاشوراء، ورفع عيسى في يوم عاشوراء، وولد عيسى في يوم عاشوراء، وتاب الله على آدم في يوم عاشوراء، وغفر ذنب داود في يوم عاشوراء، وأعطى الله الملك لسليمان في يوم عاشوراء، وولد نبيكم محمد -صلى الله عليه وسلم -في يوم عاشوراء، واستوى الرب تبارك وتعالى على العرش في يوم عاشوراء، ويوم القيامة في يوم عاشوراء، وأول مطر نزل من السماء يوم عاشواء، وأول رحمة نزلت في يوم عاشوراء، ومن اغتسل يوم عاشوراء لم يمرض مرضًا إلا مرض الموت، ومن اكتحل بالإثمد يوم عاشوراء لم ترمد عينه تلك السنة كلها، ومن عاد مريضًا يوم عاشوراء فكأنما عاد ولد آدم، ومن سقى شربة من ماء يوم عاشوراء فكأنما لم يعص الله طرفة عين، ومن صلى أربع ركعات يوم عاشوراء يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة وخمسين مرة {قل هو الله أحد ...} غفر الله تعالى له ذنوب خمسين عامًا ماضيًا وخمسين عامًا مستقبلاً، وبنى له في الملأ الأعلى ألف منبر من نور". وقد ورد في حديث آخر "من صلى يوم عاشوراء أربع ركعات، بتسليمتين يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة واحدة، و {إذا زلزلت الأرض زلزالها ...} مرة، و {قل يا أيها الكافرون} مرة، و {قل هو الله أحد ...} مرة، ويصلى على النبي -صلى الله عليه وسلم -سبعين مرة إذا فرغ منها" مروى ذلك في حديث أبى هريرة -رضي الله عنه -.
পৃষ্ঠা - ৪২৭
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه -قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: "افترض على بني إسرائيل صوم يوم في السنة وهو يوم عاشوراء العاشر من المحرم فصوموه ووسعوا فيه على عيالكم، ومن وسع على عياله من ماله في يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته، ومن صام هذا اليوم كان كفارة أربعين سنة، وما من أحد أحيا ليلة عاشوراء وأصبح صائمًا مات ولم يدر بالموت". وفي حديث على -كرم الله -وجهه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: "من أحيا ليلة عاشوراء أحياه الله تعالى ما شاء". وعن سفيان بن عيينة عن جعفر الأحمر الكوفي عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر -وكان من أفضل من رؤى بالكوفة على ما قيل في زمانه -أنه بلغه: أن من وسع على عياله في يوم عاشوراء وسع الله تعالى عليه سائر سنته. قال سفيان -رحمه الله -: فجرينا ذلك منذ خمسين سنة فلم نر إلا سعة. وعن عبد الله -رضي الله عنه -قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: "من وسع على أهله في يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته". وقيل عن بعض السلف أنه قال: "من صام يوم الزينة، يعنى يوم عاشوراء أدرك ما فاته. من صام السنة، ومن تصدق فيه يومئذ أدرك ما فاته من صدقة السنة". وقال يحيى بن أبى كثير -رحمه الله -: من اكتحل يوم عاشوراء بكحل فيه مسك لم يشتك عينه إلى قابل من ذلك اليوم. وأخبرنا أبو نصر عن والده، بإسناده عن أبى غليظ بن أمية بن خلف الجمحى قال: "رأى النبي -صلى الله عليه وسلم -على بيتي صردًا فقال: هذا أول طائر صام يوم عاشوراء". وقال قيس بن عباد: كانت الوحش تصوم يوم عاشوراء. وعن أبى هريرة -رضي الله عنه -قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: "أفضل صيام بعد شهر رمضان شهر الله الذي يدعونه المحرم، وأفضل الصلاة بعد المفروضة وفي جوف الليل.
পৃষ্ঠা - ৪২৮
الصلاة يوم عاشوراء". وعن علي -كرم الله وجهه -قال: إن النبي -صلى الله عليه وسلم -قال: "في شهر الله المحرم تاب الله على قوم ويتوب على آخرين". وعن ابن عباس -رضي الله عنهما -قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: "من صام آخر يوم من ذي الحجة وأول يوم من المحرم فقد ختم السنة الماضية بصوم واستفتح السنة المستقبلة بصوم، وجعل الله -عز وجل -له كفارة خمسين سنة". وعن عروة عن عائشة -رضي الله عنها -قالت: "كان عاشوراء يومًا تصومه قريش في الجاهلية، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم -يصومه بمكة، فلما قدم المدينة فرض صيام رمضان، قال: فمن شاء صام يوم عاشوراء ومن شاء تركه". وعن ابن عباس -رضي الله عنهما -قال: "قدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم -المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء، فسأل عن ذلك، فقالوا: هذا اليوم الذي أظهر الله -عز وجل -فيه موسى -عليه السلام -وبنى إسرائيل على قوم فرعون فنحن نصومه تعظيمًا له، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم -: نحن أولى بموسى منكم، فأمر بصومه". (فصل) واختلف العلماء -رحمهم الله -في تسميته بيوم عاشوراء: فقال أكثرهم: إنما سمى يوم عاشوراء، لأنه عاشر يوم من أيام المحرم. وقال بعضهم: إنما سمى عاشوراء، لأنه عاشر الكرامات التي أكرم الله -عز وجل -هذه الأمة بها: أولها: رجب، وهو شهر الله تعالى الأصم، وإنما جعله كرامة لهذه الأمة وفضله على سائر الشهور كفضل هذه الأمة على سائر الأمم. الكرامة الثانية: شهر شعبان، وفضله على سائر الشهور كفضل النبي -صلى الله عليه وسلم -على سائر الأنبياء. والثالثة: شهر رمضان وفضله على سائر الشهور كفضل الله تعالى على خلقه.
পৃষ্ঠা - ৪২৯
والرابعة: ليلة القدر، وهي خير من ألف شهر. والخامسة: يوم الفطر، وهو يوم الجزاء الأوفى. والسادسة: أيام العشر، وهي أيام ذكر الله تعالى. والسابعة: يوم عرفة، وصومه كفارة سنتين. والثامنة: يوم النحر، وهو يوم القربان. والتاسعة يوم الجمعة، وهو سيد الأيام. والعاشرة: يوم عاشوراء، وصومه كفارة سنة. فلكل وقت من هذه الأيام كرامة جعلها الله تعالى لهذه الأمة تكفيرًا لذنوبهم وتطهيرًا لخطاياهم. وقال بعضهم: إنما سمى عاشوراء، لأن الله تعالى أكرم فيه عشرة من الأنبياء عليهم السلام بعشر كرامات: إحداها: أنه -عز وجل -تاب على آدم -عليه السلام -فيه. والثانية: رفع الله -عز وجل -إدريس النبي -عليه السلام -فيه مكانًا عليًا. والثالثة: استوت سفينة نوح -عليه السلام فيه على الجودى. والرابعة: ولد إبراهيم -عليه السلام -فيه، واتخذ الله تعالى خليلاً وأنجاه من نار نمرود فيه. والخامسة: تاب الله -عز وجل -على داود -عليه السلام -فيه، ورد الملك على سليمان -عليه السلام -فيه. والسادسة: كشف الله ضر أيوب -عليه السلام -فيه. والسابعة: نجى الله -عز وجل -موسى -عليه السلام -من البحر، وأغرق فرعون في البحر فيه. والثامنة: نجى الله -عز وجل -يونس -عليه السلام -من بطن الحوت فيه. والعاشرة: ولد نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم -فيه. * * *
পৃষ্ঠা - ৪৩০
(فصل) واختلفوا في أي يوم هو من المحرم: فقال أكثرهم: اليوم العاشر من المحرم وهو الصحيح لما تقدم. وقال بعضهم: هو الحادي عشر منه. ونقل عن عائشة -رضي الله عنها -أنه هو التاسع منه. وعن الحكيم بن الأعرج أنه سأل ابن عباس -رضي الله عنهما -عن أي يوم يصام عاشوراء؟ فقال: إذا رأيت هلال المحرم فاعدد، ثم أصبح صائمًا من تاسعه. قلت: أكذلك كان يصومه محمد -صلى الله عليه وسلم -؟ قال: نعم. وفي حديث آخر عن ابن عباس -رضي الله عنهما -أيضًا، أنه صام رسول الله -صلى الله عليه وسلم -يوم عاشوراء وأمر بصيامه، قالوا: يا رسول الله تعظمه اليهود والنصارى، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: إذا كان العام المقبل إن شاء الله تعالى صمنا يوم التاسع، فلم يأت العام المقبل حتى توفى رسول الله -صلى الله عليه وسلم -. قال ابن عباس -رضي الله عنهما -في لفظ آخر: "قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: لئن عشت إلى قابل إن شاء الله تعالى صمت يوم التاسع، مخافة أن يفوته يوم عاشوراء". (فصل) ونذكر من فضائل يوم عاشوراء أن الحسين بن علي -رضي الله تعالى عنهما -قتل فيه. روى عن أم سلمة -رضي الله عنها -قالت: "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم -في منزلي، إذ دخل عليه الحسين -رضي الله عنه -فطالعتهما من الباب وإذا الحسين -رضي الله عنه -على صدر النبي -صلى الله عليه وسلم -يلعب، وفي يد النبي -صلى الله عليه وسلم -قطعة من طين ودموعه تجرى، فلما خرج الحسين -رضي الله عنه -دخلت فقلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله طالعتك وفي يدك طينة وأنت تبكي، فقال -صلى الله عليه وسلم -لي: لما فرحت به وهو على صدري يلعب أتاني جبريل -عليه السلام -، وناولني الطينة التي يقتل عليها، فلذلك بكيت". وروى عن الحسن البصري -رحمه الله -أنه قال: إن سليمان بن عبد الملك رأى النبي -صلى الله عليه وسلم -في المنام يبشره ويلاطفه، فلما أصبح سأل الحسن -رضي الله عنه -عن ذلك، فقال له
পৃষ্ঠা - ৪৩১
الحسن -رضي الله عنه -: لعلك فعلت إلى أهل بيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم -معروفًا، فقال: نعم، وجدت رأس الحسين بن علي -رضي الله عنه -في خزانة يزيد بن معاوية، فكسوته خمسة أثواب من الديباج، وصليت عليه مع جماعة من أصحابي وقبرته، فقال له الحسن -رحمه الله -: لقدر رضى النبي -صلى الله عليه وسلم -عنك بسبب ذلك، فأحسن إلى الحسن -رحمه الله -، وأمر له بالجوائز. وروى عن حمزة الزيات قال: رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم -وإبراهيم الخليل -عليه السلام -في المنام يصليان على قبر الحسين بن علي -رضي الله عنهما -. وأخبرنا أبو نصر عن والده بإسناده عن أبى أسامة عن جعفر بن محمد -رحمه الله -قال: هبط على قبر الحسين بن علي -رضي الله عنهما -يوم أصيب سبعون ألف ملك يبكون عليه إلى يوم القيامة. (فصل) وقد طعن قوم على من صام هذا اليوم العظيم وما ورد فيه من التعظيم وزعموا أنه لا يجوز صيامه لأجل قتل الحسين بن علي -رضي الله عنهما -فيه. وقالا: ينبغي أن تكون المصيبة فيه عامة لجميع الناس لفقده فيه، وأنتم تتخذونه يوم فرح وسرور، وتأمرون فيه بالتوسعة على العيال والنفقة الكثيرة، والصدقة على الفقراء والضعفاء والمساكين، وليس هذا من حق الحسين -رضي الله عنه -على جماعة المسلمين. وهذا القائل خاطئ ومذهبه قبيح فاسد، لأن الله تعالى اختار بسبط نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم -الشهادة في أشرف الأيام وأعظمها وأجلها وأرفعها عنده، ليزيده بدلك رفعة في درجاته وكراماته، مضافة إلى كرامته وبلغه منازل الخلفاء الراشدين الشهداء بالشهادة، ولو جار أن يتخذ يوم موته يوم مصيبة لكان يوم الإثنين أول بذلك، إذ قبض الله تعالى نبيه محمدًا -صلى الله عليه وسلم -فيه، وكذلك أبو بكر الصديق -رضي الله عنه -قبض فيه، وهو ما روى هشام ابن عروة عن أبيه عن عائشة -رضي الله عنها -قالت: قال لي أبو بكر -رضي الله عنه -. أي يوم توفي النبي -صلى الله عليه وسلم -فيه؟ قلت: يوم الإثنين، قال -رضي الله عنه -: إني أرجو أن أموت فيه، فمات -رضي الله عنه -فيه، وفقد رسول الله -صلى الله عليه وسلم -وفقد أبى بكر -رضي الله عنه -أعظم من فقد غيرهما. وقد اتفق الناس على شرف يوم الإثنين وفضيلة صومه، وأنه تعرض فه الأعمال، وفي يوم الخميس ترفع أعمال العباد، وكذلك يوم عاشوراء لا يتخذ يوم مصيبة، ولأن
পৃষ্ঠা - ৪৩২
يوم عاشوراء أن يتخذ يوم مصيبة ليس بأولى من أن يتخذ يوم فرح وسرور لما قدمنا ذكر وفضله، من أنه نجى الله تعالى فيه أنبياءه من أعدائهم، وأهلك فيه أعداءهم الكفار من فرعون وقومه وغيرهم، وأنه تعالى خلق السموات والأرض والأشياء الشريفة فيه، وآدم -عليه السلام -وغير ذلك، وما أعد الله تعالى لمن صامه من الثواب الجزيل والعطاء الوافر الكثير، وتكفير الذنوب وتمحيص السيئات فصار عاشوراء بمثابة بقية الأيام الشريفة كالعيدين والجمعة وعرفة وغيرها، ثم لو جاز أن يتخذ هذا اليوم مصيبة لاتخذه الصحابة والتابعون -رضي الله عنهم، لأنهم أقرب إليه منا وأخص به. وقد ورد عنهم الحث على التوسعة على العيال فيه والصوم فيه، من ذلك ما روى عن الحسن -رحمه الله -أنه قال: "صوم يوم عاشوراء فريضة". وكان علي -رضي الله عنه -يأمر بصيامه فقالت لهم عائشة -رضي الله عنها -: "من يأمركم بصوم يوم عاشوراء؟ قالوا: علي -رضي الله عنه، قالت: أما إنه أعلم من بقى بالسنة". وروى عن علي -رضي الله عنه -أنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: "من أحيا ليلة عاشوراء أحياه الله تعالى ما شاء" فدل على بطلان ما ذهب إليه القائل، والله تعالى أعلم. * * *