السيرة النبوية
باب ذكر قدوم رسول الله بصرى ومعرفة وصوله إليها
পৃষ্ঠা - ৮৮৮
" باب ذكر قدوم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بصرى ومعرفة وصوله إليها مرة أولى (1) وعوده إليها كرة أخرى " أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد بن إسماعيل الصابوني قال وحدثنا الأستاذ أبو منصور محمد بن عبد الله بن حمشاد إملاء نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا العباس بن محمد الدوري نا قراد أبو نوح (2) أنا يونس عن أبي بكر بن (3) موسى عن أبي موسى قال خرج أبو طالب إلى الشام وخرج معه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في أشياخ من قريش فلما أشرفوا على الراهب هبطوا وحلوا رحالهم فخرج إليهم الراهب وكانوا قبل ذلك يمرون ولا يخرج إليهم ولا يلتفت قال فهم يحلون رحالهم فجعل يتخللهم حتى جاء فأخذ بيد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال هذا سيد العالمين هذا رسول رب العالمين هذا يبعثه الله رحمة للعالمين فقال له أشياخ من قريش وما علمك قال إنكم حين أشرفتم من العقبة لم يبق شجر ولا حجر إلا خر ساجدا ولا يسجدون إلا لنبي وإني لأعرف خاتم النبوة أسفل من غضروف كتفه مثل التفاحة فصنع لهم طعاما فلما أتاهم به وهو في رعية الإبل فقال أرسلوا إليه فأقبل وعليه غمامة تظله فلما دنا من القوم وجدهم سبقوا إلى فئ الشجرة فلما جلس مال فئ الشجرة عليه فقال انظروا إلى فئ الشجرة مال عليه قال فبينا هو قائم وهو يناشدهم أن لا يذهبوا به إلى الروم فإن الروم إن رأوه
_________
(1) بالاصل وخع: أوفي " والمثبت عن المطبوعة السيرة النبوية ص 1 قسم أول
(2) اسمه عبد الرحمن بن غزوان الخزاعي أبو نوح المعروف بقراد (انظر تهذيب التهذيب)
(3) كذا بالاصل وخع وفي المطبوعة: بن أبي موسى وانظر دلائل النبوة للبيهقي 2 / 24 وسيأتي صوابا في آخر الحديث:
পৃষ্ঠা - ৮৮৯
عرفوه بالصفة فقتلوه فالتفت فإذا هو بسبعة (1) نفر قد أقبلوا من الروم فاستقبلهم فقال ما جاء بكم قالوا جئنا إن هذا النبي خارج في هذا الشهر فلم يبق طريق إلا وبعث إليه ناس وإنا أخبرنا خبره بعثنا إلى طريقك قال هل خلفتم خلفكم أحدا هو خير منكم قالوا لا إنما أخبرنا خبره بطريقك قال أفرأيتم إن أراد الله أمرا أن يمضيه (2) هل يستطيع أحد أن يرده قالوا لا قال فبايعوه (3) وأقاموا معه قال فأتاهم فقال أنشدكم الله أيكم وليه قالوا أبو طالب فلم يزل يناشده حتى رده وبعث معه أبو بكر بلالا وزوده الراهب (4) من الكعك والزيت قال الأستاذ أبو منصور قال أبو العباس قال العباس ليس في الدنيا مخلوق يحدث به غير قراد أبي نوح وسمع هذا الحديث أحمد بن حنبل ويحيى بن معين من قراد وقالا (5) وإنما سمعناه من قراد لأنه من الغرائب والافراد التي نقر بروايتها عن يونس بن أبي إسحاق عن أبي بكر بن أبي موسى عن أبيه وأخبرنا أبو حامد أحمد بن نصر بن علي بن أحمد الطوسي ثنا والدي الحاكم أبو الفتح (6) نصر بن علي بن أحمد الطوسي نا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا العباس بن محمد الدوري نا قراد أبو نوح أنبأنا يونس عن أبي بكر بن أبي موسى عن أبي موسى قال خرج أبو طالب إلى الشام وخرج معه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في أشياخ من قريش فلما أشرفوا على الراهب هبطوا فحلوا رحالهم فخرج إليهم الراهب وكانوا قبل ذلك يمرون به فلا يخرج إليهم ولا يلتفت قال فهم يحلون رحالهم فجعل يتخللهم (7) حتى جاء فأخذ بيد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال هذا سيد العالمين هذا رسول رب العالمين هذا يبعثه الله رحمة للعالمين فقال له أشياخ
_________
(1) كذا بالاصل وخع ومختصر ابن منظور 2 / 6 في رواية وفي رواية أخرى في دلائل البيهقي 2 / 25 بتسعة نفر
(2) في البيهقي ومختصر ابن منظور: إن يقتضيه هل يستطيع أحد من الناس يرده (في المختصر: رده)
(3) عن البيهقي والمختصر: فتابعوه
(4) سقطت من الاصل وخع واستدركت عن البيهقي
(5) بالاصل " وقال "
(6) سقطع من الاصلين وخع
(7) بلاصل وخع يتحللهم " والمثبت عن دلائل البيهقي 2 / 24
পৃষ্ঠা - ৮৯০
من قريش ما علمك فقال إنكم حين أشرفتم من العقبة لم يبق شجرة ولا حجر إلا خر ساجدا ولا يسجدون إلا لنبي وإني أعرفه خاتم النبوة أسفل من غضروف كتفه مثل التفاحة ثم رجع فصنع لهم طعاما فلما أتاهم به وكان في رعية الإبل فقال أرسلوا إليه فأقبل وعليه غمامة تظله فقال انظروا إليه عليه غمامة تظله فلما دنا من القوم وجدهم قد سبقوا إلى فئ الشجرة فلما جلس مال فئ الشجرة عليه فقال انظروا إلى فئ الشجرة مال عليه قال فبينما هو قائم عليه وهو يناشدهم أن لا يذهبوا به إلى الروم فإن الروم إن رأوه عرفوه بالصفة فقتلوه فالتفت فإذا هو بسبعة نفر قد أقبلوا من الروم فاستقبلهم فقال ما جاء بكم قالوا جئنا أن (1) هذا النبي خارج في هذا الشهر فلم يبق طريق إلا بعث إليه ناس وإنا أخبرنا خبره بعثنا إلى طريقك هذا فقال لهم هل خلفتم خلفكم أحدا هو خير منكم قالوا لا إنما أخبرنا خبره بطريقك هذا (2) قال أفرأيتم أمرا أراد الله أن يقضيه هل يستطيع أحد من الناس رده قالوا لا قال فتابعوه وأقاموا معه قال فأتاهم فقال أنشدكم بالله أيكم وليه قالوا أبو طالب فلم يزل يناشده حتى رده وبعث معه أبو بكر بلالا وزوده الراهب من الكعك والزيت وأخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم السلمي الفقيه وأبو الفرج غيث بن علي بن عبد السلام الخطيب وأبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي قالوا أخبرنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن محمد بن أبي الحديد أنبأ جدي أبو بكر أنا أبو بكر محمد بن جعفر بن سهل السامري (3) الخرائطي نا عباس بن محمد الدوري نا قراد أبو نوح نا يونس بن أبي إسحاق عن أبي بكر بن أبي موسى عن أبيه قال خرج أبو طالب إلى الشام فخرج معه النبي (صلى الله عليه وسلم) في أشياخ من قريش فلما أشرفوا على الراهب يعني بحيرا هبطوا فحلوا رحالهم فخرج إليهم الراهب وكان قبل ذلك يمرون فلا يخرج إليهم ولا يلتفت إليهم قال فنزل وهم يحلون رحالهم فجعل
_________
(1) كذا بالاصل وخع ومختصرا ابن منظور وفي دلائل البيهقي: جئنا إلى هذا النبي
(2) ما بين مكعوفتين سقط من الاصل وخع واستدركت عن دلائل النبوة للبيهقي 2 / 25 ومختصر ابن منظور 2 / 6
(3) بفتح السين المشددة والميم والراء المشددة أيضا هذه النسبة إلى بلدة فوق بغداد على الدجلة يقال لها سر من رأي
(الانساب)
পৃষ্ঠা - ৮৯১
يتخللهم (1) حتى جاء فأخذ بيد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال هذا سيد العالمين فقال له أشياخ من قريش وما علمك فقال إنكم حين أشرفتم من العقبة لم يبق شجرة ولا حجر إلا خر ساجدا ولا يسجدون إلا لنبي وإني أعرفه بخاتم النبوة أسفل من غضروف كتفه ثم رجع فصنع لهم طعاما فلما أتاهم به وكان هو في رعية الإبل فقال أرسلوا إليه فأقبل وعليه غمامة تظله فلما دنا من القوم قال انظروا إليه عليه غمامة فلما دنا من القوم وجدهم قد سبقوه إلى فئ الشجر فلما جلس مال فئ الشجر عليه قال انظروا إلى فئ الشجر مال عليه قال فبينما هو قائم عليهم وهو يناشدهم ألا (2) يذهبوا به إلى الروم فإن الروم إن رأوه عرفوه بالصفة فقتلوه فالتفت فإذا هو بسبعة نفر قد أقبلوا من الروم قال فاستقبلهم فقال ما جاء بكم قالوا جئنا أن (3) هذا النبي خارج في هذا الشهر فلم يبق طريق إلا بعث إليه ناس وإنا أخبرنا خبره بعثنا (4) إلى طريقك هذا فقال هل خلفتم أحدا هو خير منكم قالوا لا إنما أخبرنا خبرة من خبره (5) قال أفرأيتم أمرا أراد الله أن يقضيه هل يستطيع أحد من الناس رده قالوا لا قال فتابعوه وأقاموا عنده قال فقال الراهب أنشدكم بالله أيكم وليه قالوا أبو طالب فلم يزل يناشده حتى رده وبعث معه أبو بكر بلالا وزوده الراهب من الكعك والزيت وأخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد بن أحمد بن الحسن بن البغدادي بأصبهان قالت أخبرنا أبو عثمان سعيد بن أحمد بن محمد بن نعيم العيار (6) نا
أبو الحسين أحمد بن محمد بن عمر الخفاف نا أبو حامد بن الشرقي (7) نا العباس بن محمد نا قراد أبو نوح نا يونس بن أبي إسحاق عن أبي بكر بن أبي
_________
(1) بالاصل وخع: يتخللهم والمثبت عما سبق
(2) بالاصل " أن يذهبوا " والصواب مما سبق
(3) كذا بالاصل وخع
(4) سقطت من الاصلين هنا
(5) كذا بالاصل وخع: " خبرة م ن خبره " وفي المطبوعة: خبره من خبره
(6) بالاصل " العبار " وفي خع: " العبار " والتصويب عن اللباب لابن الاثير 1 / 66 (الاشكابي) والعيار لقب له وهو راوية كتاب صحيح البخاري
(7) بالاصل وخع " الشرفي " والمثبت عن الانساب وهذه النسبة: قال السمعاني: لا أدري أهذه النسبة إلى موضع بها (نيسابور) أو إلي غيره وظني أنه كان يسكن الجانب الشرقي بنيسابور فنسب إليه (الانساب: الشرقي
পৃষ্ঠা - ৮৯২
موسى عن أبي موسى قال خرج أبو طالب إلى الشام وخرج معه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في أشياخ من قريش فلما أشرفوا على الراهب هبطوا فحلوا رحالهم فخرج إليهم الراهب وكانوا قبل ذلك يمرون به فلا يخرج إليهم ولا يلتفت قال فهم يحلون فجعل يتخللهم (1) حتى جاء فأخذ بيد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال هذا سيد العالمين هذا رسول رب العالمين هذا يبعثه الله رحمة للعالمين فقال له أشياخ مقريش وما علمك بذلك فقال إنكم حين أشرفتم من العقبة لم يبق شجر ولا حجر إلا خر ساجدا ولا يسجدون إلا لنبي وإني أعرفه خاتم النبوة أسفل من غضروف (2) كتفه مثل التفاحة ثم رجع فصنع لهم طعاما فلما أتاهم به وكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في رعية الإبل فقال أرسلوا إليه فأقبل وعليه غمامة فقال انظروا إليه عليه غمامة تظله فلما دنا من القوم وجدهم قد سبقوه إلى فئ الشجرة فلما جلس مال فئ الشجرة عليه فقال انظروا إلى فئ الشجرة مال عليه قال فبينما هو قائم عليهم وهو يناشدهم أن لا يذهبوا به إلى الروم فإن الروم إن رأوه عرفوه بالصفة فقتلوه فالتفت فإذا هو بسبعة نفر قد أقبلوا من الروم فاستقبلهم فقال ما جاء بكم قالوا جئنا أن هذا النبي خارج في هذا الشهر فلم يبق طريق إلا بعث إليه (3) ناس فإنا أخبرنا خبره بعثنا طريقك هذا قال لهم هل خلفتم خلفكم أحدا هو خير منكم قالوا إنما أخبرنا خبره بعثنا إلى طريقك هذا (4) قال أفرأيتم أمرا أراد الله أن يقضيه هل يستطيع أحد من الناس رده قالوا لا قال فتابعوه وأقاموا معه قال فأتاهم الراهب فقال أنشدكم بالله أيكم وليه قالوا أبو طالب فلم يزل يناشده حتى رده وبعث معه أبو بكر بلالا وزوده الراهب من الكعك والزيت أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوة أنا أبو الحسن أحمد بن معروف نا أبو محمد حارث بن أبي أسامة أنا أبو عبد الله محمد بن سعد (5) أنا خالد بن خداش نا معتمر بن سليمان سمعت أبي
_________
(1) بالاصل وخع: " يتحللهم "
(2) بالاصل: " خضروف "
(3) سقطت من الاصلين هنا
(4) ما بين معكوفتين سقط من الاصل واستدرك عن خع
(5) الخبر في طبقات ابن سعد 1 / 120
পৃষ্ঠা - ৮৯৩
يحدث عن أبي (1) مجلز أن عبد المطلب أو أبا طالب شك خالد قال لما مات عبد الله عطف على محمد قال فكان لا يسافر سفرا إلا كان معه فيه وإنه توجه نحو الشام فنزل منزلا (2) فأتاه فيه راهب فقال إن فيكم رجلا صالحا فقال إن فينا من يقري الضيف ويفك الأسير ويفعل المعروف أو نحوا من هذا ثم قال إن فيكم رجلا صالحا ثم قال أين أبو هذا الغلام قال فقال هذا (3) وليه أو قيل (4) هذا أخو (5) وليه قال احتفظ بهذا الغلام ولا تذهب به إلى الشام إن اليهود حسد وإني أخشاهم عليه قال ما أنت تقول ذاك ولكن الله يقوله فرده قال اللهم إني أستودعك محمدا ثم إنه مات قال وأنا محمد بن سعد (6) أنا محمد بن عمر حدثني محمد بن صالح وعبد الله بن جعفر وإبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة عن داود بن الحصين قالوا لما بلغ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) اثنتي عشرة سنة خرج به عمه أبو طالب إلى الشام في العير التي خرج فيها للتجارة ونزلوا بالراهب بحيرا فقال لأبي طالب في السر ما قال وأمره أن يحتفظ به فرده أبو طالب معه إلى مكة وشب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مع أبي طالب يكلاؤه الله ويحفظه ويحوطه من أمور الجاهلية ومعايبها لما يريده من كرامته وهو على دين قومه حتى بلغ أن رجلا أفضل قومه مروءة وأحسنهم خلقا وأكرمهم مخالطة وأحسنهم جوارا وأعظمهم حلما وأمانة وأصدقهم حديثا وأبعدهم من
_________
(1) ضبطت نصا في تقريب التهذيب واسمه لاحق بن حميد بن سعيد السدوسي البصري أبو مجلز مشهور بكنيته ثقة مات سنة 106 وقيل سنة 109
(2) في ابن سعد: فنزل منزله
(3) في ابن سعد: ها أنذا وليه
(4) بالاصل: " أو فيك " والمثبت عن الطبقات
(5) سقطت من طبقات والاصل واستدركت عن هامشه والعبارة من: " أو قيل هذا أخو وليه " ساقطة من خع
(6) الطبقات 1 / 120 - 121
(7) سقطت اللفظة من ابن سعد وفي خع " معه " بدل " عمه "
(8) كذا بالاصل وخع وفي ابن سعد: " في النبي صلى الله عليه وسلم "
عن ابن سعد وبالاصل وخع: ومعانيها
(10) في ابن سعد: لما يريد به من كرامته
(11) بالاصل وخع " جوادا " بالدال والمثبت عن ابن سعد
পৃষ্ঠা - ৮৯৪
الفحش والأذى ما رآه ملاحيا ولا مماريا أحدا حتى سماه قومه الأمين لما جمع الله من الأمور الصالحة فيه فلقد كان الغالب عليه بمكة الأمين وكان أبو طالب يحفظه ويحوطه ويعضده وينصره إلى أن مات أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن النقور أنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص أنا رضوان بن أحمد بن جالينوس قال نا أحمد بن عبد الجبار العطاردي نا يونس بن بكير الشيباني قال قال ابن إسحاق وكان أبو طالب هو الذي إليه أمر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعد جده فكان إليه ومعه ثم إن أبا طالب خرج في ركب إلى الشام تاجرا فلما تهيأ للرحيل وأجمع السير هب له رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأخذ بزمام ناقته وقال يا عم إلى من تكلني لا أب لي ولا أم لي فرق له أبو طالب وقال والله لأخرجن به معي ولا يفارقني ولا أفارقه أبدا أو كما قال قال فخرج به معه فلما نزل الركب بصرى من أرض الشام وبها راهب يقال له بحيرا في صومعة له وكان أعلم أهل النصرانية ولم يزل في تلك الصومعة قط راهب إليه يصير علمهم من كتاب فيهم فيما يزعمون يتوارثونه كابرا عن كابر فلما نزلوا ذلك العام ببحيرا وكانوا كثيرا مما يمرون به قبل ذلك لا يكلمهم ولا يعرض لهم حتى إذا كان ذلك العام نزلوا به قريبا من صومعته فصنع لهم طعاما كثيرا وذلك فيما يزعمون عن شئ رآه وهو في صومعته يزعمون أنه رأى
_________
(1) في ابن سعد: ما رئي
(2) بالاصل وخع: " وقال " خطأ والصواب عن سيرة ابن هشام 1 / 190 ودلائل البيهقي 2 / 27، والخبر فيهما نقلا عن ابن إسحاق
(3) في ابن هشام: " يلي " ومثلها في البيهقي
(4) كذا بالاصل وخع وفي سيرة ابن هشام: " صب به " وصب به: مال إليه وفي دلائل البيهقي: ضب به بالضاد المعجمة بمعنى تعلق بن وامتسك وتروى أيضا: ضبت به بمعنى لزمه وكله جائز (5) بالاصل: المركب والمثبت عن خع وابن هشام والبيهقي
(6) بالاصل وخع: " وتهيأ " والمثبت عن ابن هشام ودلائل البيهقي
(7) بحيرا بالفتح ثم كسر الحاء المهملة آخره راء مقصورا وقيل ممدودا
(8) بالاصل وخع ": كانوا عن كائن " والمثبت عن ابن هشام ودلائل البيهقي
(9) كذا بالاصل وخع والبيهقي وفي ابن هشام: " ما "
পৃষ্ঠা - ৮৯৫
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو في صومعته (1) في الركب حين أقبلوا وغمامة تظله من بين القوم ثم أقبلوا حتى نزلوا بظل شجرة قريبا منه فنظر إلى الغمامة حتى أظلت الشجرة وتهصرت (2) أغصان الشجرة على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حتى استظل تحتها فلما رأى ذلك بحيرا نزل من صومعته وقد أمر بذلك الطعام فصنع ثم أرسل إليهم فقال إني قد صنعت لكم طعاما يا معشر قريش وأنا أحب أن تحضروا كلكم صغيركم وكبيركم وحركم وعبدكم فقال له رجل منهم يا بحيرا إن لك اليوم لشأنا ما كنت تصنع هذا فيما مضى وقد كنا نمر بك كثيرا فما شأنك اليوم فقال له بحيرا صدقت قد كان ما تقول ولكنكم ضيف وقد أحببت أن أكرمكم وأصنع لكم طعاما تأكلون (3) منه كلكم فاجتمعوا إليه وتخلف رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من بين القوم لحداثة سنة في رحال (4) القوم تحت الشجرة فلما نظر بحيرا في القوم لم ير الصفة التي يعرف ويجد عنده قال يا معشر قريش لا يتخلف أحد منكم عن طعامي هذا قالوا له يا بحيرا ما تخلف عنك أحد ينبغي له أن يأتيك إلا غلام هو أحدث القوم سنا تخلف في رحالهم قال فلا تفعلوا ادعوه فليحضر هذا الطعام معكم فقال رجل من قريش مع القوم واللات والعزى إن هذا للؤم (5) بنا يتخلف ابن عبد الله بن عبد المطلب عن الطعام من بيننا ثم قام إليه فاحتضنه ثم أقبل به حتى أجلسه مع القوم فلما رآه بحيرا جعل يلحظه لحظا شديدا وينظر إلى أشياء من جسده قد كان يجدها عنده في صفته حتى إذا فرغ القوم من الطعام وتفرقوا قام بحيرا فقال له يا غلام أسألك باللات والعزى إلا أخبرتني عما أسألك عنه وإنما قال له بحيرا ذلك لأنه سمع قومه يحلفون بهما فزعموا أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال له لا تسألني باللات والعزى شيئا فوالله ما أبغضت بغضهما شيئا قط فقال له بحيرا فبالله إلا ما أخبرتني عما أسألك عنه فقال سلني عما بدا لك فجعل يسأله عن أشياء من
_________
(1) ما بين معكوفتين سقطت من الاصل وخع والبيهقي واستدركت عن سيرة ابن هشام 1 / 192
(2) تهصرت: مالت وتدلت (قاموس: هصر) وفي دلائل: شمرت وبحاشيته عن إحدي نسخة: وتهصرت
(3) كذا بالاصول
(4) بالاصل وخع " رجال " تحريف والمثبت عن ابن هشام ودلائل البيهقي
(5) بالاصل وخع: " اللوم " والمثبت عن دلائل البيهقي وفي ابن هشام: إن كان للؤم (6) عن ابن هشام وبالاصل وخع " لا تسألن " وفي البيهقي: لا تسلني
পৃষ্ঠা - ৮৯৬
حاله من نومه (1) وهيئته وأموره فجعل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يخبره فيوافق ذلك ما عند بحيرا من صفته ثم نظر إلى ظهره فرأى خاتم النبوة بين كتفيه على موضعه من صفته التي عنده فلما فرغ منه أقبل على عمه أبي طالب فقال له ما هذا الغلام منك فقال ابني فقال له بحيرا ما هو بابنك وما ينبغي لهذا الغلام أن يكون أبوه حيا قال فإنه ابن أخي قال فما فعل أبوه قال مات وأمه حبلى به قال صدقت قال ارجع بابن أخيك إلى بلده واحذر عليه اليهود فوالله لئن رأوه وعرفوا (2) منه ما عرفت ليبغنه شرا فإنه كائن لابن أخيك هذا شأن فاسرع به إلى بلاده فخرج به عمه أبو طالب سريعا حتى أقدمه مكة حين فرغ من تجارته بالشام فزعموا فيما يتحدث (3) الناس أن زبيرا (4) وتماما (5) ودريسا وهم نفر من أهل الكتاب قد كانوا رأوا من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في ذلك السفر الذي كان فيه مع عمه أبي طالب أشياء فأرادوه فردهم عنه بحيرا وذكرهم الله وما يجدون في الكتاب من ذكره وصفته وإنهم إن أجمعوا لما أرادوا لم يخلصوا إليه حتى عرفوا ما قال لهم وصدقوه بما قال قال فتركوه وانصرفوا وقال أبو طالب في ذلك من الشعر يذكر مسيره برسول الله (صلى الله عليه وسلم) وما أراد منه أولئك النفر وما قال لهم فيه بحيرا * إن ابن آمنة النبي محمدا * عندي بمثل منازل الأولاد لما تعلق بالزمام رحمته * والعيس (6) قد قلصن (7) بالأزواد (8)
_________
(1) عن ابن هشام والبيهقي وبالاصل وخع: " يومه "
(2) الواو سقطات من الاصول والمثبت عن ابن هشام
(3) في ابن هشام: فيما روى الناس
(4) الاصل وخع والبيهقي وفي ابن هشام: زريرا
(5) في البيهقي: وثماما
(6) بالاصل وخع " والعيش " والمثبت عن المطبوعة السيرة قسم 1 / 9
(7) قلصن: يقال: قلصت الابل فش سيرها: شمرت وقلصت الابل تقليصا إذا استمرت في مضيها
(اللسان: قلص)
(8) الازواد: طعام السفر والحضر جميعا (اللسان: زود)
পৃষ্ঠা - ৮৯৭
فارفض من عيني دمع ذارف * مثل الجمان مفرق الأفراد راعيت منه قرابة موصولة * وحفظت فيه وصية الأجداد وأمرته بالسير بين عمومة * بيض الوجوه مصالت أنجاد ساروا لأبعد طية معلومة * فلقد تباعد طية المرتاد حتى إذا ما القوم بصرى عاينوا * لاقوا على شرك من المرصاد خبرا فأخبرهم حديثا صادقا * عنه ورد معاشر الحساد * قوما يهودا قد رأوا ما قد رأى * ظل الغمام وعز (1) ذي الأكباد ساروا لقتل محمد فنهاهم * عنه وأجهد أحسن الإجهاد * فثنا زبيرا بحيرا فانثنى * في القوم بعد تجاول وبعاد ونهى دريسا فانتهى عن قوله * حبرا يوافق أمره برشاد * وقال أبو طالب أيضا: * ألم ترني من بعد هم هممته * بفرقة حر لوالدين كرام بأحمد لما أن شددت مطيتي * رحلوا (2) وقد ودعته بسلام بكا حزنا والعيس قد فصلت بنا * وأخذت (3) بالكفين فضل زمام ذكرت أباه ثم رقرقت عبرة * تجود من العينين ذات سجام (4) فقلت يروح راشدا في عمومة * مواسير في البأساء غير لئام فرحنا مع العير التي راح أهلها * شآم الهوى والأصل غير شآم (5) فلما هبطنا أرض بصرى تشرفوا * لنا فوق دور ينظرون جسام (5) فجاء بحيرا عند ذلك حاشدا * لنا بشراب طيب وطعام فقال اجمعوا أصحابكم لطعامنا * فقلنا جمعنا القوم غير غلام
_________
(1) في خع: " وعن " ورسمها بالاصل غير واضح تماما الحرف الاخير فيها بين الزاي والنون وأثبتنا ما وافق سيرة ابن إسحاق ص 56
(2) كذا بالاصل وخع وفي سيرة ابن إسحاق 56: برحلي وفي الروض الانف 1 / 208 " لترحل إذ "
(3) في الروض الانف 1 / 208 " لترحل إذ "
(3) في الروض الانف: وأمسكت
(4 ة) بالاصل وخع: " سحام " والمثبت عن سيرة ابن إسحاق ص 56 والروض 1 / 208
(6) بالاصل وخع: " حسام " والمثبت عن سيرة ابن إسحاق ص 56 والروض 1 / 208
পৃষ্ঠা - ৮৯৮
يتيما فقال ادعوه إن طعامنا * كثير عليه اليوم غير (1) حرام فلما رآه مقبلا نحو داره * يوقيه حر الشمس ظل غمام حنى رأسه شبه السجود وضمه * إلى نحره والصدر أي ضمام وأقبل ركب يطلبون الذي رأى * بحيرا من الأعلام وسط خيام فثار إليهم خشية (2) لعرامهم * وكانوا ذوي دهى (3) معا وعرام (4) دريسا وتماما وقد كان فيهم * (5) زبيرا وكل القوم غير نيام فجاؤوا وقد هموا بقتل محمد * فردهم عنه بحسن خصام بتأويله التوراة حتى تفرقوا * فقال لهم ما أنتم بطغام (6) فذلك من أعلامه وبيانه * وليس نهار واضح كظلام * وقد (7) ذكر أبو الحسن محمد بن أحمد الوراق أنه قدم مع أبي طالب لعشر ليال خلون من شهر ربيع الأول سنة ثلاث عشرة من الفيل وقدم الشام مع ميسرة لأربع عشرة ليلة بقيت من ذي الحجة سنة خمس وعشرين من الفيل وكان الراهب الذي أخبر به في هذه القدمة اسمه نسطور الراهب أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا أبو محمد الجوهري أنبأ أبو عمر بن حيوية أنا أحمد بن معروف بن بشار الخشاب نا أبو محمد حارث بن أبي أسامة أنا محمد بن سعد (8) أنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي نا موسى بن شيبة عن عميرة بنت عبيد الله بن كعب بن مالك عن أم سعد بنت سعد بن الربيع عن نفيسة بنت منية أخت يعلى بن منية قالت (9) لما بلغ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خمسا وعشرين سنة قال له أبو طالب أنا
_________
(1) عن خع وبالاصل " عير "
(2) بالاصل وخع " خشبة " والمثبت عن سيرة ابن إسحاق ص 56
(3) عن سيرة ابن إسحاق وبالاصل وخع: ذهوا
(4) العارم: بالضم الشدة والقوة (اللسان: عرم)
(5) بالاصل وخع: " زبير " والمثبت عن سيرة ابن إسحاق ص 56
(6) في خع: " بطعام "
(7) في خع: وذكر
(8) انظر الخبر في طبقات ابن سعد 1 / 129 - 130
(9) عن خ ع وابن سعد وبالاصل " قال "
পৃষ্ঠা - ৮৯৯
رجل لا مال لي وقد اشتد الزمان علينا وهذه عير (1) قومك قد حضر خروجها وخديجة بنت خويلد تبعث رجالا من قومك في عيراتها (2) فلو جئتها فعرضت نفسك عليها لأسرعت إليك وبلغ خديجة ما كان من محاورة (3) عمه له فأرسلت إليه في ذلك وقالت (4) له أنا أعطيك ضعف ما أعطي رجلا من قومك قال أبو طالب هذا رزق قد ساقه الله إليك فخرج مع غلامها ميسرة وجعل عمومته يوصون به أهل العير حتى قدما بصرى من الشام فنزلا في ظل شجرة فقال نسطور الراهب ما نزل تحت هذه الشجرة قط إلا نبي ثم قال لميسرة أفي عينيه (5) حمرة قال نعم لا تفارقه قال هو نبي وهو آخر الأنبياء ثم باع سلعته فوقع بينه وبين رجل تلاح فقال له احلف باللات والعزى فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما حلفت بهما قط وإني لأمر فأعرض عنهما فقال الرجل القول قولك ثم قال لميسرة هذا والله نبي تجده أحبارنا مبعوثا (6) في كتبهم وكان لميسرة (7) إذا كانت الهاجرة واشتد الحر يرى ملكين يظلان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من الشمس فوعى ذلك كله وكان الله قد ألقى المحبة من ميسرة فكان كأنه عبد له وباعوا تجارتهم وربحوا ضعف ما كانوا يربحون فلما رجعوا وكانوا بمر الظهران (8) قال ميسرة يا محمد انطلق إلى خديجة فأخبرها بما صنع الله لها على وجهك فإنها تعرف ذلك لك فتقدم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حتى دخل مكة في ساعة الظهيرة وخديجة في علية لها فرأت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو على بعيره وملكان يظلان عليه فأرته نساءها فعجبن لذلك ودخل عليها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فخبرها بما ربحوا في وجههم فسرت بذلك فلما دخل ميسرة عليها أخبرته بما رأت فقال ميسرة قد رأيت هذا منذ خرجنا من الشام وأخبرها بما قال الراهب نسطور وبما قال الآخر
_________
(1) عن خع وابن سعد وبالاصل " غير "
(2) عيرات جمع عير يريد الابل والدوابم (اللسان)
(3) بالاصل وخع " مجاورة " والمثبت عن ابن سعد
(4) بالاصل: " وقال " والمثبت: " وقالت له " عن ابن سعد
(5) عن ابن سعد 1 / 130 وبالاصل وخع " عينه "
(6) في ابن سعد: منعوتا
(7) في ابن سعد: ميسرة
(8) موضع على مرحلة من مكة
قال عرام: مر: القرية والظهران: الوادي
পৃষ্ঠা - ৯০০
الذي خالفه في البيع وقدم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بتجارتها فربحت ضعف ما كانت تربح وأضعفت له ضعف ما سمت له وأعاده محمد بن سعد (1) في موضع آخر بهذا الإسناد فزاد فيه ونقص منه ألفاظا والمعنى قريب
_________
(1) انظر طبقات ابن سعد 1 / 155 - 157