حرف الذال
ذو القرنين واسمه الاسكندر بن فيلفتين ابن مضريم بن هرمس بن هردس بن
পৃষ্ঠা - ৭৭২৭
ذكر من اسمه (1) ذو القرنين "
2106 - ذو القرنين واسمه الاسكندر بن فيلفتين (2) ابن مضريم (3) بن هرمس بن هردس بن ميطون بن رومي ابن أنطي (4) بن يونان بن يافث بن نونة (5) بن سرحون ابن رومة (6) بن ثرنط (7) بن توفيل بن رومي ابن الأصفر بن أليفر (8) بن العيص بن إسحاق بن إبراهيم ويقال اسمه مرزبا بن مردفة اليوناني من ولد يونن بن يافث بن نوح وقيل ابن ملنوس بن مطرنوس وذكر إسماعيل بن أبي أويس قال بلغنا أن اسم ذي القرنين صعب بن عبد الله بن فنان بن منصور بن عبد الله بن الأزد بن غوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن قحطان وذكر عبد الله بن جعفر الزهري عن محمد بن عبد الله بن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل قال وجدت في كتاب أبي سلمة بن عبد الرحمن أن الضحاك بن معد ولد رجلين عبد الله بن الضحاك وهو ذو القرنين وعباد بن الضحاك
_________
(1) زيادة منا للايضاح
(2) في تاريخ الطبري 1 / 577: ابن فيلفوس " وقيل: " ابن بيلبوس بن مطريوس " وفي ابن الاثير 1 / 285: فيلبوس وفي م: فيلفس
(3) في المصدرين: مصريم
(4) في المصدرين: ليطي
(5) في المصدرين: ثوبة
(6) الطبري: " رومية " الاثير: " روميط " وفي م: رومية
(7) في المصدرين: زنط
(8) في المصدرين: اليفز
পৃষ্ঠা - ৭৭২৮
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا أنا أبو جعفر بن المسلمة أنا أبو طاهر المخلص أنبأ أحمد بن سليمان الطوسي نا الزبير بن بكار حدثني إبراهيم بن المنذر عن عبد العزيز بن عمران عن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة عن داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس قال ذو القرنين عبد الله بن الضحاك بن معد وذكر أبو عبيدة معمر بن المثنى قال قد قال بعض الفرس (1) أنه يعني الاسكندر بن دارا بن بهمن الملك والقرنين تسمية الاسكندر قال أبو عبيدة ولكن الثبت عندنا أن ذا القرنين الاسكندر كان من الروم وإنه فيلوس بن مضريم بن هرمس بن هردش بن مبطون بن رومي بن ذو القرنين لنطي بن نوفان بن يافث بن نونة بن سرود بن يرويبة بن نوفيل (2) أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أنا أبو الحسين بن الآبنوسي عن أبي الحسن الدارقطني وقرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح بن المحاملي أنا أبو الحسن الدارقطني قال وأما يونان فهو فيما ذكر الحسن بن عليل العنزي عن أبي كريب عن هشام بن الكلبي قال ومن بني يونان بن يافث بن نوح النبي (صلى الله عليه وسلم) رومي بن لنطي بن يونان بن يافث بن نوح ومنهم ذو القرنين وهو هرمس ويقال هرديس بن فيطون بن رومي بن لنيطي بن كسلوحين بن يونان بن يافث بن نوح وان دبيل وباجروان وورتان ودبيل وببلقان بن أرميني بن لنطي بن يونان وفلسطين وهو فلستين بن كسلوحيم بن لنطي بن يونان قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (3) أما يونان أوله ياء معجمة باثنتين من تحتها وبعد الواو نون فهو يونان بن يافث بن نوح من ولد رومي بن لنطي بن يونان ومن ولده ذو القرنين وهو هرمس ويقال هرديس بن
_________
(1) الاصل وم: القرنين والمثبت عن مختصر ابن منظور 8 / 212
(2) كذا ورد بالاصل نسبه هنا عن أبي عبيدة انظر ما تقدم في نسبة في بداية الترجمة وقارن ما ذكره ابن منظور في مختصره عن أبي عبيدة وأخر في م إلى ما بعد الخبرين التاليين
(3) الاكمال لابن ماكولا 1 / 559 - 560
পৃষ্ঠা - ৭৭২৯
فيطون بن رومي بن لنطي بن كسلوحين (1) بن يونان كذا قال بالفتح وقال غيره بالضم أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل أنبأ إبراهيم بن يونس بن محمد أنا عبد العزيز بن أحمد النصيبي إجازة أنا أبو بكر محمد بن أحمد الواسطي نا عمر بن الفضل بن مهاجر نا أبي نا الوليد بن حماد نا محمد بن العباس نا عمران بن موسى البغدادي نا السام بن داود نا أحمد بن نباتة عن سلمة بن أبي سلمة الأبرش عن محمد بن إسحاق عن أبي مالك بن ثعلبة بن أبي مالك القرظي قال سمعت إبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد الله يحدث عن أبيه عن جده يرفعه قال إن ذا القرنين كان ابن رجل من حمير حميريا وكان قد وفد إلى الروم فأقام فيهم وكان يسمى أبوه الفيلسوف لعقله وأدبه فتزوج في الروم امرأة من غسان وكانت على دين الروم فولدت ذا القرنين فسماه أبوه الإسكندر فهو الإسكندر بن الفيلسوف من حمر (2) وأمه رومية غسانية قال ابن إسحاق قال أبو مالك بن ثعلبة بن أبي مالك القرظي ولذلك يقول تبع الحميري لما فخر بأجداده وجده ملكهم في قصيدة يقولها يفخر بذي القرنين إلى أجداده * قد كان ذو القرنين جدي مسلما * ملكا تدين له الملوك وتحسد (3) بلغ المشارق والمغارب يبتغي * أسباب أمر من حكيم مرشد (4) فرأى مغيب الشمس عند غروبها * في عين ذي خلب (5) وثأط حرمد
_________
(1) في الاكمال: كسلوجين
(2) قال أبو الريحان المنجم الهروي البيروني في كتاب الاثار الباقية عن القرون الخالية: قيل هو أبو كرب شمر بن عبير بن أفريقس الحميري وقال: ويشبه أن يكون هذا القول أقرب لان الاذواء كانوا من اليمن وهم الذين لا تخلو أساميهم من ذي
وقال المسعودي إلى مروج الذهب: قيل إن بعض التبابعة غزا مدينة رومية وأسكنها خلقا من اليمن وأن ذا القرنين الذي هو الاسكندر من أولئك العرب المتخلفين بها (تفسير الرازي 21 / 164)
(3) في تفسير الرازي والقرطبي: قبلي بدل جدي وفي القرطبي: تسجد بدل تحسد وعجزه في الرازي: " ملكا في الرازي: أسباب ملك من كريم سيد
(4) عجزه في الرازي: أسباب ملك من كريم سيد
(5) خلب: الطين أو صلبه اللازب أو أسوده (القاموس)
والثأطة: الطين والحمأة جمعها تأط (القاموس)
পৃষ্ঠা - ৭৭৩০
من بعده بلقيس كانت عمتي * ملكتهم حتى أتاها المزهد * قال السام بن داود وليس كل الناس يعلم أنه من حمير ولا يعرف أباه وإنما نسبته الروم إلى أمه كان أبوه مات وهو صغير وخلفه في حجر أمه فلذلك جهل العلماء ونسبوه إلى أمه ولقد كان أبوه من أهل الملك والمروءة ولذلك سمي الفيلسوف في حديث طويل اختصرناه أخبرنا أبو الفضائل الحسن بن الحسن بن أحمد وأبو تراب حيدرة بن أحمد بن الحسين في كتابيهما قالا نا أبو بكر الخطيب أنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد أنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبد الله وأبو بكر أحمد بن سندي قالا ن الحسن بن علي العطار أنا إسماعيل بن عيسى أنا إسحاق بن بشر عن محمد بن إسحاق حدثني سعيد بن بشير عن قتادة أنه قال الاسكندر هو ذو القرنين وأبوه قيصر وهو أول القياصرة وكان من ولد سام بن نوح عليهما السلام أخبرنا أبو الفضل محمد بن إسماعيل بن الفضل أنبأ أبو مضر (1) محلم (2) بن إسماعيل بن مضر بن إسماعيل الضبي أنا أبو سعيد الخليل (3) بن أحمد بن محمد بن الخليل بن موسى بن عبد الله القاضي نا أبو العباس السراج نا قتيبة بن سعيد وأخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم أنا أبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن أنا جعفر بن عبد الله نا محمد بن هارون نا خالد بن يوسف بن خالد السمتي قالا نا أبو عوانة عن وفي حديث أبي سهل نا سماك عن حبيب بن جماز قال كنت عند علي بن أبي طالب وسأله رجل عن ذي القرنين كيف بلغ المشرق والمغرب فقال سخر له السحاب ومدة له الأسباب وبسط له في النور وقال أزيدك قال فسكت الرجل وسكت علي Bهـ (4) أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور وعبد الباقي بن محمد بن غالب العطار قالا أنا أبو طاهر المخلص نا محمد بن هارون الحضرمي
_________
(1) في سير الاعلام: أبو مضمر
(2) عن سير الاعلام 20 / 64 في ترجمة أبي الفضل محمد بن إسماعيل و 18 / 334 وبالاصل " محكم "
(3) ترجمته في سير الاعلام 16 / 437
(4) نقله ابن كثير في البداية والنهاية 2 / 125
পৃষ্ঠা - ৭৭৩১
نا سعيد بن يحيى نا أبي نا بسام الصيرفي نا عامر بن واثلة أن رجلا جاء إلى علي بن أبي طالب فقال يا أمير المؤمنين ما " الذاريات ذروا " (1) قال الرياح قال فما " الحاملات وقرا (2) " قال السحاب قال فما " الجاريات يسرا " (3) قال السفن قال فما " المدبرات أمرا " (4) قال الملائكة قال فمن " الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار " (5) قال هم منافقو قريش قال فمن " الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا " (6) قال منهم أهل حروراء قال فما ذو القرنين نبي أو ملك قال ليس بنبي ولا ملك ولكن كان عبدا صالحا أحب الله فأحبه وناصح الله فناصحه بعثه الله إلى قوم فضرب على قرنه الأيمن فمات فبعثه الله فضرب على قرنه الأيسر فمات أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا أنا أبو جعفر بن المسلمة أنا أبو طاهر المخلص نا أحمد بن سليمان الطوسي نا الزبير بن بكار حدثني يعني إبراهيم بن المنذر عن عبد العزيز بن عمران عن هشام بن سعد عن سعيد بن أبي هلال عن القاسم بن أبي بزة عن أبي الطفيل عامر بن واثلة قال سمعت ابن الكوا قال لعلي بن أبي طالب أخبرني يا أمير المؤمنين ما كان ذو القرنين قال كان رجلا أحب الله فأحبه الله بعثه الله إلى قوم فضربوه على قرنه ضربة مات منها ثم بعثه الله إليهم فضربوه على قرنه ضربة مات منها ثم بعثه الله فسمي ذا القرنين ولا نعلم (7) أحد من الناس كان له قرنين أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك أنا أحمد بن الحسن بن أحمد أنا أبو علي بن شاذان أنا أبو سهل بن زياد القطان نا أبو الحسين علي بن إبراهيم الواسطي إملاء نا محمد بن أبي نعيم نا ربعي بن عبد الله بن الجارود نا سيف بن
_________
(1) سورة الذاريات الاية: 1
(2) سورة الذاريات الاية: 2
(3) سورة الذاريات الاية: 3
(4) سورة النازعات الاية: 5، وفي التنزيل العزيز: فالمدبرات
(5) سورة إبراهيم الايتان: 28 و 29
(6) سورة الكهف الاية: 104
(7) بالاصل وم: " يعلم "
পৃষ্ঠা - ৭৭৩২
وهب مولى لبني تيم قال دخلت شعب ابن عامر على أبي الطفيل عامر بن واثلة قال فإذا شيخ كبير قد وقع حاجبه على عينه (1) قال فقلت له أحب أن تحدثني بحديث سمعته من علي ليس بينك وبينه أحد قال أحدثك به إن شاء الله وتجدني له حافظا أقبل علي يتخطى رقاب الناس بالكوفة حتى صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال يا أيها الناس سلوني قبل أن تفقدوني فوالله ما بين لوحي المصحف آية تخفى علي فيم أنزلت ولا أين أنزلت ولا ما عني بها والله لا تلقوا أحدا يحدثكم ذاكم بعدي حتى تلقوا نبيكم (صلى الله عليه وسلم) قال فقام رجل يتخطى رقاب الناس فنادى أيا أمير المؤمنين قال فقال علي ما أراك بمسترشد أو ما أنت مسترشد قال يا أمير المؤمنين حدثني عن قول الله عز وجل " والذاريات ذروا " قال الرياح ويلك قال " فالحاملات وقرا " قال السحاب ويلك قال " فالجاريات يسرا " قال السفن ويلك قال " فالمدبرات أمرا " قال الملائكة ويلك قال يا أمير المؤمنين أخبرني عن قول الله عز وجل " والبيت المعمور والسقف المرفوع " (2) قال ويلك بيت في ست سماوات يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه إلى يوم القيامة وهو الضراح وهو حذاء الكعبة من السماء قال يا أمير المؤمنين حدثني عن قول الله عز وجل " ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار جهنم " قال ويلك ظلمة قريش قال يا أمير المؤمنين حدثني عن قول الله عز وجل " قل هل أنبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا " قال ويلك منهم أهل حروراء (3) قال يا أمير المؤمنين حدثني عن ذي القرنين أنبي كان أو رسول قال لم يكن نبيا ولا رسولا ولكنه عبد ناصح الله عز وجل فناصحه الله عز وجل وأحب الله فأحبه الله وإنه دعا قومه إلى الله فضربوه على قرنه فهلك فغبر زمانا ثم بعثه الله عز وجل إليهم فدعاه إلى الله عز وجل فضربوه على قرنه الآخر فهلك بذلك قرناه أنبأنا أبو الفضل الحسن بن الحسن وأبو تراب حيدرة بن أحمد وأبو الحسن علي بن بركات بن إبراهيم الخشوعي قالوا حدثنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت أنا
_________
(1) كذا بالاصل: حاجبه على عينه وفي م: دفع حاجبه على عينه
(2) سورة الطور الايتان 4 و 5
(3) قرية بظاهر الكوفة
পৃষ্ঠা - ৭৭৩৩
محمد بن أحمد بن محمد بن رزقويه أنا عثمان بن أحمد وأحمد بن سندي قالا نا الحسن بن علي نا إسماعيل بن عيسى أنبأ إسحاق عن عبد الله بن زياد بن سمعان عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن ذا القرنين أنه دعا ملكا جبارا إلى الله عز وجل ودينه فضرب على قرنه فكسره ورضه ثم قال ثم دعاه إلى الله فدق قرنه الثاني فكسره فسمي ذا القرنين أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا أنا أبو جعفر بن المسلمة أنا أبو طاهر المخلص نا أحمد بن سليمان الطوسي نا الزبير بن بكار حدثني إبراهيم عن عبد العزيز عن حازم بن حسين عن يونس بن عبيد عن الحسن قال إنما سمي ذو القرنين أنه كانت له غديرتان في رأسه من شعر يطا فيهما قال وحدثني إبراهيم بن المنذر عن عبد العزيز عن سليمان بن أسيد عن ابن شهاب قال إنما سمي ذو القرنين أنه بلغ قرن الشمس من مغربها وقرن الشمس من مطلعها فسمي ذا القرنين أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو طاهر الباقلاني وأبو الفضل أحمد بن الحسن قالا أنا أبو القاسم بن بشران أنا أبو علي الصواف نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة نا أبي نا إسماعيل بن أبان نا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن أبيه عن أبي إسحاق عن عمرو بن عبد الله الوادعي (1) قال سمعت معاوية يقول ملك الأرض أربعة سليمان بن داود النبي وذو القرنين ورجل من أهل حلوان ورجل آخر فقيل له الخضر قال لا (2) أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا أنا أبو جعفر بن المسلمة أنا أبو طاهر المخلص نا أحمد بن سليمان نا الزبير بن بكار حدثني إبراهيم بن المنذر عن محمد بن الضحاك عن أبيه عن سفيان الثوري قال بلغني أنه ملك الأرض كلها أربعة مؤمنان وكافران سليمان النبي (صلى الله عليه وسلم) وذو القرنين ونمرود وبخت نصر (3)
_________
(1) نسبة إلى وادعة بطن من همدان
(2) نقله ابن كثير في البداية والنهاية 2 / 126
(3) المصدر نفسه
পৃষ্ঠা - ৭৭৩৪
أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل أنا أبو الفرج سهل بن بشر أنا أبو القاسم علي بن محمد بن علي الفارسي بمصر أنا أبو أحمد عبد الله بن محمد بن عبد الله (1) المعروف بابن المفسر قراءة عليه نا أبو سليمان حوشب بن أحمد بن أبي حكيم القرشي قراءة عليه في ذكره بسوق البقل في ذي الحجة سنة إحدى وتسعين ومائتين نا أبو الجماهر محمد بن عثمان التنوخي نا سعيد بن بشير قال ملك الأرض أربعة اثنان مؤمنان سليمان بن داود وذو القرنين واثنان كافران نمرود بن كوش بن حام بن نوح وبخت ناصر (2) أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفرضي نا عبد العزيز بن أحمد وأبو القاسم بن أبي العلاء وأبو نصر بن طلاب وأبو القاسم غنائم بن أحمد بن عبيد الله الخياط وأبو الحسن علي بن الخضر بن عبد البر وأخبرنا أبو محمد طاهر بن سهل أنبأ أبو القاسم الحنائي وأخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن علي بن النوبي (3) أنا عمي أبو الفضل عبد الواحد بن علي بن عبد الواحد قالوا أنا أبو محمد بن أبي نصر أنبأ أبو (4) إسحاق إبراهيم بن محمد بن أبي ثابت نا محمد بن حماد أنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن أبي ذئب عن المقبري عن أبي هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لا أدري أتبع كان لعينا أم لا ولا أدري الحدود كفارات لأهلها أم لا ولا أدري ذو القرنين كان (5) نبيا أم لا أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الفضل بن خيرون أنا أبو القاسم بن بشران أنا أبو علي بن الصواف أنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة نا أبي نا وكيع عن إسرائيل عن جابر عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو قال ذو القرنين نبي
_________
(1) ترجمته في سير الاعلام 16 / 282
(2) كذا بالاصل هنا " بخت ناصر " وفي م: بخت نصر
(3) كذا رسمها بالاصل وفي م: " الهوى "
(4) زيادة عن م سقطة من الاصل وذهره الذهبي في سير الاعلام في ترجمة ابن أبي نصر 17 / 366 ذكر اسمه: إبراهيم بن أحمد بن محمد بن أبي ثابت البغدادي
(5) كذا بالاصل " كان نبيا " وفوق اللفظتين إشارتين تفيدان التقديم والتأخير ويريد: نبيا كان أم لا
পৃষ্ঠা - ৭৭৩৫
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي (1) أنبأ علي بن أحمد بن عبدان أنا أحمد بن عبيد الصفار نا محمد بن يونس نا عبد الله بن مسلمة القعنبي نا عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن سعيد (2) بن مسعود عن رجلين من كندة من قومه قالا استطلنا يومنا فانطلقنا إلى عقبة بن عامر الجهني فوجدناه في ظل داره جالسا فقلنا له إنا استطلنا يومنا فجئنا نتحدث عندك فقال وأنا استطلت يومي فخرجت إلى هذا الموضع قال ثم أقبل علينا وقال كنت أخدم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فخرجت ذات يوم فإذا أنا برجال من أهل الكتاب بالباب معهم مصاحف فقالوا من يستأذن لنا على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فدخلت على النبي (صلى الله عليه وسلم) فأخبرته فقال ما لي ولهم يسألونني عما لا أدري إنما أنا عبد لا أعلم إلا ما علمني ربي عز وجل ثم قال أبغني وضوءا فأتيته بوضوء فتوضأ ثم خرج إلى المسجد فصلى ركعتين ثم انصرف فقال لي وأنا أرى السرور والبشر في وجهه فقال أدخل القوم علي ومن كان من أصحابي فأدخله أيضا قال فأذنت لهم فدخلوا فقال لهم إن شئتم أحدثكم عما جئتم تسألونني عنه من قبل أن تكلموا وإن شئتم فتكلموا قبل أن أقول قالوا بل أخبرنا قال جئتم تسألوني عن ذي القرنين إن أول أمره أنه كان غلاما من الروم أعطي ملكا فسار حتى أتى ساحل أرض مصر فابتنى مدينة يقال لها الإسكندرية فلما فرغ من بنائها (3) بعث الله تعالى ملكا ففرع به فاستعلى بين السماء والأرض ثم قال انظر ما تحتك فقال أرى مدينتين ثم استعلى به ثانية ثم قال انظر ما تحتك فنظر فقال (4) أرى مدينتين قد أحاطت بهما ثم استعلى به وقال (4) انظر ما تحتك فنظر فقال ليس أرى شيئا فقال المدينتين هو البحر المستدير وقد جعل الله تعالى له مسلكا يسلك به فعلم الجاهل وثبت العالم قال ثم جوزه فابتنى السد جبلين زلقين لا يستقر عليهما شئ أصلا فلما فرغ منهما صار في الأرض فأتى على أمه أو على قوم وجوههم كوجوه الكلاب فلما قطعهم أتى على قوم قصار فلما قطعهم أتى
_________
(1) الخبر في دلائل النبوة للبيهقي 6 / 295 - 296 ونقله السيوطي في الخصائص الكبرى 2 / 101 عن البيهقي
(2) في البيهقي: سعد
(3) البيهقي: شأنها
(4) ما بين الرقمين سقط من دلائل البيهقي
পৃষ্ঠা - ৭৭৩৬
على قوم من الحيات تلتقم الحية منهم الصخرة العظيمة ثم أتى على الغرانيق وقرأ هذه الآية " وآتيناه من كل شئ سببا (1) فأتبع سببا " فقالوا هكذا نجده في كتابنا أنبأنا أبو الفضائل الحسن بن الحسن وأبو تراب حيدرة بن أحمد وأبو الحسن علي بن بركات قالوا ثنا أبو بكر الخطيب لفظا أنا أبو الحسن بن رزقويه أنبأ أبو عمرو الدقاق وأبو بكر بن سندي قالا نا الحسن بن علي نا إسماعيل بن عيسى نا إسحاق بن بشر عن عثمان بن الساج عن خصيف عن عكرمة عن ابن عباس أنه قال كان ذو القرنين ملكا صالحا أرضى الله عز وجل عمله وأثنى عليه في كتابه وكان منصورا وكان الخضر وزيره (2) وأنبأنا أبو الفضائل وأبو تراب قالا ثنا أبو بكر الخطيب أنا أبو الحسن أنبأ أبو عمرو وأبو بكر قالا أنا الحسن نا إسماعيل نا إسحاق عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن قال كان ذو القرنين ملك بعد نمرود وكان من معه أنه كان رجلا مسلما صالحا أتى المشرق والمغرب مد الله عز وجل له في الأجل وبصره حتى قهر البلاد واحتوى (3) على الأموال وفتح المدائن وقتل الرجال وجال في البلاد والقلاع فصار حتى أتى المشرق والمغرب فلذلك قول الله عز وجل " ويسألونك عن ذي القرنين قل سأتلوا عليكم منه ذكرا " (4) يعني خبرا " إنا مكنا له في الأرض وآتيناه من كل شئ سببا " (5) أي علما أن يطلب أسباب المنازل (6) ثم أتبع سببا
_________
(1) سورة الكهف الايتان: 84 - 85
(2) نقله ابن كثير في البداية والنهاية بتحقيقنا 2 / 122
في ذي القرنين واسمه تنازع الناس وكثرت الاقوال حتى التناقض والخلاف فيه كثير ولا ظائل تحته
قال ناس أنه من الملائكة ومنهم من قال: نبيا ومنهم من قال أنه كان عبدا صالحا
وفي تسميته بذي القرنين قيل: لانه انقض في وقته قرنان من الناس
وقيل: لانه كان على رأسه ما يشبه القرنين كان لتاجه قرنان
وقيل: نقلا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: لانه طاف قرني الدنيا يعني شرقها وغربها
وقيل: لانه رأى حلما في المنام كأنه تعلق بطرفي الشمس وقرنيها
وقيل: لانه دخل النور والظلمة
وقيل: لانه كان له ضفيرتان أي قرنان
(راجع: مروج الذهب - تفسير الرازي - تفسير القرطبي - المعارف لابن قتيبة)
(3) كلمة غير مقروءة رسمها وأخنوا والمثبت عن البداية والنهاية
(4) سورة الكهف الاية: 3
(5) سورة الكهف الاية: 84
(6) الخبر نقله ابن كثير في البداية والنهاية بتحقيقنا 2 / 127
পৃষ্ঠা - ৭৭৩৭
قال إسحاق فزعم مقاتل وزاد على ما قال سعيد بن أبي عروبة قال كان يفتح المدائن ويجمع الكنوز فمن اتبعه على دينه وشايعه عليه وإلا قتله (1) أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور وأبو منصور بن العطار قالا أنا أبو طاهر المخلص نا عبيد الله بن عبد الرحمن نا زكريا بن يحيى نا الأصمعي نا الفضل بن عطية عن عطاء وعبد الله بن عبيد بن عمير أن ذا القرنين حج ماشيا أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنا طراد بن محمد أنا أبو الحسن بن رزقويه أنا أبو جعفر محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب نا علي بن حرب نا سفيان عن الفضل بن عطية سمع عبيد بن عمير يحدث أن ذا القرنين حج ماشيا فسمع به إبراهيم (صلى الله عليه وسلم) فخرج يتلقاه كذا في هذه الرواية ورواه غيره عن سفيان عن الفضل عن عطاء عن عبد الله بن عبيد بن عمير أخبرناه أبو البركات الأنماطي وأبو طاهر أحمد بن الحسن وأبو الفضل أحمد بن الحسن قالا أنا أبو القاسم بن بشران أنبأ أبو علي بن الصواف نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة نا سعيد بن عمرو ثنا سفيان بن عيينة عن الفضل بن عطية عن عطاء أن عبد الله بن عبيد بن عمير قال حج ذو القرنين ماشيا أول من حج فسمع به إبراهيم فخرج يتلقاه (2) أنبأنا أبو الفضائل الحسن بن الحسن وأبو تراب حيدرة بن أحمد وأبو الحسن علي بن بركات قالوا حدثنا أبو بكر الخطيب أنا أبو الحسن بن رزقويه أنا أبو عمرو عثمان بن أحمد وأبو بكر أحمد بن سيدي قالا ثنا الحسن بن علي القطان نا إسماعيل بن عيسى نا علي بن عاصم حدثني أصبغ بن زيد الوراق عن بعض أصحابه قال كان إبراهيم خليل الرحمن جالسا بمكان فسمع صوتا فقال ما هذا الصوت قال قيل له هذا ذو القرنين قد أقبل في جنوده فقال لرجل عنده أئت ذا القرنين فاقرئه السلام فأتاه فقال إن إبراهيم يقرئك السلام قال ومن إبراهيم
_________
(1) نقله ابن كثير: البداية والنهاية 2 / 126 وفيها وتابعه عليه بدل وشايعه
(2) المصدر نفسه 2 / 123
পৃষ্ঠা - ৭৭৩৮
قال خليل الرحمن قال وإنه لهاهنا قال نعم قال فنزل قال فقيل له أن بينك وبينه هنيهة قال ما كنت لأركب في بلد فيه إبراهيم قال فمشى إليه قال فسلم عليه وأوصاه إبراهيم فأوحى الله إلى ذي القرنين أن الله قد سخر لك السحاب فاختر أيها شئت إن شئت صعابها وإن شئت ذللها فاختار ذلولها فكان إذا انتهى إلى مكان من بر أو بحر لا يستطيع أن يتقدم احتملته السحاب فقذفته وراء ذلك حيث شاء أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا أنا أبو جعفر بن المسلمة نا أبو طاهر المخلص نا أحمد بن سليمان نا الزبير بن بكار حدثني إبراهيم بن المنذر عن سفيان بن عيينة عن ليث بن أبي سليم عن من حدثه عن علي بن أبي طالب أنه سئل ما كان ذو القرنين ركب في مسيرة يوم سار قال خير بين ذلك السحاب وصعابه فاختار ذلك وهو الذي لا برق فيه ولا رعد أنبأنا أبو الفضائل الكلابي وأبو تراب الأنصاري وأبو الحسن الخشوعي قالوا حدثنا أبو بكر الخطيب أنا أبو الحسن بن رزقويه أنا عثمان بن أحمد وأحمد بن سندي قالا نا الحسن بن علي نا إسماعيل بن عيسى نا إسحاق عن مقاتل بن سليمان عن قتادة عن الحسن أن ذا القرنين كان إذا انتهى إلى الأرض أو كورة ففتحها أمر أصحابه الذين معه أن يقيموا بها وأخرج هؤلاء معه إلى الأرض التي تليهم فبذلك كان يقوى الناس على المسير معه فكان ذو القرنين إذا سار يكون أمامه على مقدمته ستمائة ألف وعلى ساقته مائة ألف وهو في ألف ألف لا ينقصون كلما هرم رجل جعل مكانه غيره وإذا مات رجل جعل مكانه غيره فهذه العدة معه وكان الله عز وجل ألهمه الرشد ولقنه الحكمة والصواب وأعطاه القوة والظفر والنصر أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن بيان وأخبرنا أبو البركات قال أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن العدل قالا أنبأ أبو القاسم بن بشران أنبأ أبو علي بن الصواف نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة نا عباد بن يعقوب ثنا عمرو بن ثابت عن أبيه عن سعيد بن جبير قال سار ذو القرنين من مطلع الشمس إلى مغربها اثنتي عشرة سنة أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأ رشأ بن نظيف أنبأ الحسن بن إسماعيل أنبأ أحمد بن مروان نا محمد بن موسى القطان نا عبد الله بن جعفر
পৃষ্ঠা - ৭৭৩৯
الرقي قال وشى واش برجل إلى الاسكندر فقال له أتحب أن نقبل منك ما قلت فيه على أنا نقبل منه ما قال فيك فقال لا فقال له فكف عن الشر يكف الشر عنك أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا أبو بكر الخطيب أنا أبو الحسين بن بشران أنا أبو علي بن صفوان نا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني محمد بن الحسين حدثني إبراهيم بن بشار حدثنا سفيان نا ليث بن أبي سليم قال مر ذو القرنين في مسيره على ملك منبطح على وجهه آخذ بأصل جبل فقال له ذو القرنين يا عبد الله أمعذب أم مأمور قال بل مأمور قال فما هذا فقال الجبال كلها محدقة بهذا الجبل فأنا ممسك بأصله فمن أنت قال أنا ذو القرنين قال ألكم خلقت الجنة والنار قال نعم قال لقد خلقتم لأمر عظيم أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنا محمد بن علي بن الحسن أنبأ الحسين بن الحسن الغضائري (1) نا أحمد بن سلمان نا إبراهيم بن إسحاق الحربي نا سفيان بن وكيع نا أبي عن عباد بن ميسرة المنقري عن الحسن البصري عن الثقة من أصحابه قال حدثني أبو أمامة أن ذا القرنين سار في الظلمة حتى انتهى إلى جبل قاف (2) قال ونا أحمد بن سلمان نا الحسن بن علي القطان نا إسماعيل بن عيسى عن إسحاق عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن أن ذا القرنين سار في الظلمة فلما دنا إذا هو بملك قابض على ظهر جبل وهو جبل قاف فقال له ما خلف هذا الجبل قال سبعون حجابا من نار وسبعون حجابا من دخان وسبعون حجابا من نار وسبعون حجابا من ظلمة غلظ كل حجاب مسيرة خمسمائة عام ومن خلف هؤلاء حملة الكرسي أرجلهم تحت الثرى السابعة وجاوزت رؤوسهم فوق سبع سماوات ولولا هذه الحجب لاحترقت أنا وهذا الجبل من نورهم قال فما خلف أولئك من الحجب بعد ذلك قال بعد ذلك وخلف تلك الحجب حملة العرش خرقت الأرضين السابعة وجاوزت رؤوسهم السماء السابعة كما بين سبع سماوات ولهم قرون غلظ كل قرن ملك ما بين الخافقين قال وما خلف أولئك قال أرض ملساء ضوءها من نورها ونورها
_________
(1) مهملة بالاصل والصواب ما أثبت ترجمته في تاريخ بغداد 8 / 34 وسير الاعلام 17 / 327
والغضائري نسبة إلى الغضارة وهو إناء يؤكل فيه الطعام وفي م: العصايدي
(2) انظر جبل قاف في معجم البلدان
পৃষ্ঠা - ৭৭৪০
من ضوءها مسيرة الشمس أربعون يوما يكون مثل الدنيا عامرها وغامرها ضعفا ليس فيها موضع شبر وإلا وملك ساجد لم يرفع رأسه منذ خلقه الله عز وجل ولا يرفعه إلى يوم القيامة فإذا كان يوم القيامة رفعوا رؤوسهم فقالوا ربنا لم نعبدك حق عبادتك قال فما خلف أولئك قال ملائكة يضعفون على هؤلاء أربعين ضعفا طول كل ملك منهم ما بين سبع سماوات إلى سبع أرضين ليس في جسده موضع ظفر ابن آدم إلا وفيه لسان ناطق يحمد الله عز وجل ويقدسه قال فما خلف أولئك قال ملك قد أحاط بجميع ما ذكرت لك لو أذن الله تبارك وتعالى له بجميع ما ذكر في ذلك وما في سبع سموات وسبع أرضين ما خلا العرش والكرسي لالتقمهم في لقمة واحدة قال فما خلف ذلك قال انقطع علمي وعلم كل عالم وكل ملك ليس وراء ذلك إلا الله جل وعز وسلطانه وبهاؤه وفي حديث إبراهيم الذي رواه عن أبي أمامة فقال له أخبرك أن هذا الجبل يحيط بالماء كله وليس خلف هذا الجبل أحد من الخلائق إلا الظلمة والملائكة الذين يحملون الكرسي وخلف ذلك سبعون حجابا من ثلج غلظ كل حجاب خمسمائة سنة وخلف ذلك الملائكة الذين يحملون العرش وقوائم العرش على ظهورهم ورقابهم وغلظ كل ملك وطول قامته كطول أيام العالم وكطول السموات السبع والأرضين السبع ولولا ما جعل الله بين هؤلاء وهؤلاء من الحجاب احترقت الملائكة الأربعة الذين يحملون الكرسي من نور الملائكة الذين يحملون العرش وإني أخبرك أن الله جل وعز ربي وربك أيها الإنسان جعل بيني وبين الملائكة الذين يحملون العرش هذا الجبل ولولا هذا الجبل لاحترقت من نورهم وبيني وبينهم كعدد أيام العالم وبيني وبينهم سبعون حجابا من الظلمة والثلج وأن ذا القرنين سأله ما لك قابض على هذا الجبل قال إن الله عز وجل خلق الأرض وكان عرشه على الماء وخلق السماء أنبأنا أبو الفضائل الكلابي وأبو تراب الأنصاري قالا نا أبو بكر الخطيب أنبأ محمد بن أحمد بن محمد أنبأ عثمان بن أحمد الدقاق وأحمد بن سندي الحداد قالا نا الحسن بن علي أنا إسماعيل بن عيسى أنبأ إسحاق بن بشر عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن أن ذا القرنين لما سد الردم على يأجوج ومأجوج سار يريد ما وراء المشرق والمغرب فسار حتى بلغ ظلمة عجز أصحابه عن المسير
পৃষ্ঠা - ৭৭৪১
وأعطى الله ذا القرنين تلك القوة والجلادة حتى سار ثمانية عشر يوما وحده لا يقف على سهل ولا جبل ولا حجر ولا شجرة ولا يأكل ولا يشرب ولا ينام ولا يركب إذا سمع صوتا من مسيرة يوم وليلة مثل الرعد القاصف ورأى ضوءا مثل البرق الخاطف وقائل يقول سبحان ربي من منتهى الدهر سبحان ربي من منتهى قدمي من الأرض السابعة سبحان من بلغ رأسي السماء سبحان من بلغ يدي أقصا العالم فلما دنا منه إذا هو بملك قابض على طرفي جبل قاف وهو جبل من زمردة خضراء فلما نظر إليه الملك ظن أنه ملك بعثه الله إليه يأمره أن يزيل الدنيا فقال له آدمي أم ملك قال بل آدمي قال من أين أقبلت قال جاوزت المشرق والمغرب وأنا أسير منذ ثمانية عشر يوما في ظلمة على أرض ملساء قال الملك لم تمش على الأرض وإنما مشيت ساعة من النهار وإنما مشيت على البحر السابع فشك ذو القرنين أن يكون قد مشا على الماء فانغمس في الماء إلى ركبتيه فقال له الملك ابن آدم شككت أنك مشيت على الماء فاستيقن فاستوى على الماء قيل يا أبا سعيد (1) من سماه ذا القرنين قال ذلك الملك فقال له يا ذا القرنين فقال له ذو القرنين لعلك سببتني أو لقبتني إن اسمي غير هذا قال ما سببتك ولا لقبتك ولكنك جاوزت قرن المشرق والمغرب فهذا اسمك واسم من يعمل كعملك قال فما لي أراك قابضا على هذا الجبل قال إن الله جعل هذا الجبل وتد هذه الأرض والجبال من دونه أوتادا وكانت الأرض لا تستقر حتى وضع الله هذا الجبل وأنبت الجبال من هذا كنبات الشجر من عروقها وبعثني أن أمسك هذا الجبل أن لا تزول الدنيا قال فما خلف هذا الجبل قال سبعون حجابا من نار وسبعون حجابا من دخان وسبعون حجابا من ثلج وسبعون حجابا من ظلمة غلظ كل حجاب مسيرة خمسمائة عام ومن خلف هؤلاء حملة الكرسي أرجلهم من تحت الثرى وقد جاوزت رؤوسهم فوق سبع سموات ولولا هذه الحجب احترقت أنا وهذا الجبل من نورهم قال فما خلف أولئك قال من الحجب بعد ذلك وخلف تلك الحجب حملة العرش قد مرقت أرجلهم أرضين السابعة وجاوزت رؤوسهم فوق السماء السابعة كما بين سبع سموات إلى سبع أرضين ولولا تلك الحجب لاحترقت
_________
(1) أبو سعيد هو راوي الخبر الحسن بن أبي الحسن البصري انظر ترجمته في سير الاعلام 4 / 563
(2) في مختصر ابن منظور 8 / 219 من تحت الثرى السابعة
পৃষ্ঠা - ৭৭৪২
حملة الكرسي من نور حملة العرش ولهم قرون غلظ كل قرن كل ملك ما بين الخافقين قال فما خلف أولئك قال أرض بيضاء ملساء ضوءها من نورها ونورها من ضوءها مسيرة الشمس أربعين يوما تكون مثل الدنيا عامرها وغامرها أربعين ضعفا ليس فيه موضع شبر إلا وملك ساجد لم يرفع رأسه منذ خلقه الله ولا يرفعه إلى يوم القيامة فإذا كان يوم القيامة رفعوا رؤوسهم فقالوا ربنا لم نعبدك حق عبادتك قال فما خلف أولئك قال ملائكة يضعفون عليهم أربعين ضعفا لكل ملك منهم أربعون رأسا في كل رأس أربعون وجها في كل وجه أربعون فما في كل فم أربعون لسانا في كل لسان أربعون لغة تسبح الله وتقدسه بكل لغة أربعين نوعا قال فما خلف أولئك قال ملائكة يضعفون على هؤلاء أربعين ضعفا طول كل منهم ما بين سبع سموات إلى سبع أرضين ليس في جسده موضع ظفر ابن آدم إلا وفيه لسان ناطق يحمد الله ويقدسه قال فما خلف أولئك قال ملك قد أحاط بجميع ما ذكرت لك لو أذن الله له لجمع جميع ما ذكرت لك وما في سبع سموات وسبع أرضين ما خلا العرش والكرسي لالتقمهم بلقمة واحدة قال فما خلف ذلك قال انقطع علمي وعلم كل عالم وكل ملك ليس وراء ذلك إلا الله وبهاءه وسلطانه فانصرف ذو القرنين إلى أصحابه فقال الحسن إنما حمل ذا (1) القرنين على أن يأتي المشرق والمغرب أنه وجد في بعض الكتب أن رجلا من ولد سام بن نوح يشرب من عين في البحر وهي من الجنة فيعطى الخلد قالفطلب (2) تلك العين قال إسحاق وبلغني أن الخضر كان وزيره وكان معه يسايره وكان يقال كان ابن خالته فبينما هو يسير معه في البحر إذ تخلف عنه الخضر فهجم على تلك العين فشرب منها وتوضأ فلما رجع إلى ذي القرنين أخبره فقال له إني أردت أمرا وفزت به أنت فارجع عني فحسده ورده واغتم لذلك ذو القرنين حين فاته ما أراد فقال له العلماء والحساب لا تحزن فإنا نرى لك أيها الملك مدة طويلة وإنك لا تموت إلا على أرض من حديد وسماء من خشب فانصرف راجعا يريد الروم ويدفن كنوز كل أرض بها
_________
(1) بالاصل وم: ذو
(2) بالاصل وم: يطلب
পৃষ্ঠা - ৭৭৪৩
ويكتب ذكر ذلك ومبلغ ما دفن وموضعه فيحمله معه في كتاب حتى بلغ بابل فرعف وهو في المسير فسقط عن دابته وبسط له درع وكانت الدرع إذ ذاك من الصفائح والجواشن وإنما استحدث هذه الدرع داود عليه السلام قال فنام على ذلك الدرع فأذته الشمس فدعوا له ترسا فأظلوه به فنظر فإذا هو على حديد مضطجع وفوقه خشب فقال هذه أرض من حديد وسماء من خشب فدعا كاتبه واستعان بعلماء بابل فكتب بسم الله الرحمن الرحيم من الاسكندر بن قيصر رفيق أهل الأرض ببدنه قليلا ورفيق أهل السماء بروحه الطويل إلى أمه روقية ذات الصفاء التي لم تمتع بثمرة قلبها في ذات القرب وهي مجاورته عما قليل في ذكر البعد يا روقية يا ذات الصفاء هل رأيت معطيا لا يأخذ ما أعطا ولا معيرا لا يأخذ عاريته ولا مستودعا لا يأخذ وديعته يا روقية إن كان أحد بالبكاء حقيقا فلتبك السماء على شمسها كيف يعلوها الطمس والكسوف وعلى قمرها كيف يعلوه السواد وعلى كواكبها كيف تنهار وتناثر ولتبك الأرض على خضرتها ونباتها والشجر على ثمارها وأوراقها كيف تتحات وتصير هشيما ولتبك البحار على حيتانها يا أمتاه هل رأيت نعيما لا يزول أو حيا دائما فهما مقرونان بالفناء يا أمتاه لا يبغينك (1) موتي فإنك كنت مستيقنة بأني أموت وأنا لم يبغتني الموت لأني كنت مستيقنا أني من الذين يموتون يا أمتاه اعتبري ولا تحزني فكوني في مصيبتي كما كنت تحبين أن أكون في الرجال يا أمتاه اقرأ عليك السلام إلى يوم اللقاء قال فمات قال وكان فيمن ملك الضحاك بن الأهيون بعده أنبأنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن السمرقندي وهبة الله بن أحمد بن الأكفاني قالا أنبأ أبو الحسن علي بن الحسين بن صصري أنبأ أبو محمد بن أبي نصر أنبأ خيثمة بن سليمان نا أبو عبيدة بن أخي هناد بن السري بن يحيى نا سفيان بن وكيع بن الجراح نا أبي ثنا معتمر بن سليمان عن أبي جعفر عن أبيه أنه سئل عن ذي القرنين فقال كان ذو القرنين (2) عبدا من عباد الله صالحا وكان من الله بمنزل ضخم وكان قد ملك ما بين المشرق والمغرب وكان له خليل من الملائكة يقال
_________
(1) في مختصر ابن منظور 8 / 220 يبغتنك
(2) الخبر في البداية والنهاية 2 / 127 - 128 باختصار
পৃষ্ঠা - ৭৭৪৪
له زيافيل (1) وكان يأتي ذا القرنين يزوره فبيما هما ذات يوم يتحدثان إذ قال له ذو القرنين حدثني كيف عبادتكم في السماء فبكا ثم قال يا ذا القرنين وما عبادتكم عند عبادتنا إن في السماء لملائكة قيام لا يجلسون أبدا ومنهم سجود لا يرفع رأسه أبدا وراكع لا يستوي قائما أبدا أو رافع وجهه لا يطرف شاخصا أبدا يقولون سبحان الملك القدوس رب الملائكة والروح رب ما عبدناك حق عبادتك فبكا ذو القرنين بكاء شديدا ثم قال يا زيافيل إني أحب أن أعمر حتى أبلغ عبادة ربي حق طاعته قال وتحب ذاك يا ذا القرنين قال نعم قال زيافيل فإن لله عين تسمى عين الحياة من شرب منها شربة لم يمت أبدا حتى يكون هو الذي يسأل ربه الموت قال ذو القرنين فهل تعلمون أنتم موضع تلك العين قال زيافيل لا غير أنا نتحدث في السماء أن لله في الأرض ظلمة لم يطأها أنس ولا جان فنحن نظن أن العين في تلك الظلمة فجمع ذو القرنين علماء أهل الأرض وأهل دراسة الكتب وآثار النبوة فقال أخبروني هل وجدتم في كتاب الله وفيما عندكم من أحاديث الأنبياء والعلماء قبلكم أن الله وضع في الأرض عينا سماها عين الحياة قالوا لا قال ذو القرنين فهل وجدتم فيها أن الله وضع في الأرض ظلمة لم يطأها إنس ولا جان قالوا لا قال عالم منهم أيها الملك لم تسأل عن هذا قال فأخبره بما قال له زيافيل فقال له أيها الملك إني قرأت وصية آدم فوجدت فيها أن الله وضع في الأرض ظلمة لم يطأها إنس ولا جان قال ذو القرنين فأين وجدتها من الأرض قال وجدتها عند قرن الشمس فبعث ذو القرنين فحشر الفقهاء والأشراف والملوك والناس ثم سار يطلب مطلع الشمس فسار إلى أن بلغ طرف الظلمة اثنتي عشرة سنة فأما الظلمة فليست بليل وهي ظلمة تفور مثل الدخان فعسكر ثم جمع علماء أهل عسكره فقال لهم إني أريد أن أسلك هذه الظلمة فقالوا أيها الملك قد كان قبلك من الأنبياء والملوك لم يطلبوا هذه الظلمة قبل أن تطلبها فإنا نخاف أن ينبعق (2) عليك أمر تكرهه ويكون فيه فساد أهل الأرض
_________
(1) في البداية والنهاية: " رناقيل " وفي قصص الانبياء للثعلبي: " رفائيل " وفي الدر المنثور: " زرفائيل "
وهذا الملك على ما ذكره الدارقطني في الاخبار: هو الذي يطوي الارض يوم القيامة
وينقصها فتقع أقدام الخلائق كلها بالساهرة فميا ذكره بعض أهل العلم
والساهرة: أرض يجددها الله يوم القيامة
(2) ابعق المزن: ابنعج بالمطر وانبعق بالكلام: اندفع
والانبعاق: أن ينبعق عليك الشئ فجأة وأنت لا تشعر (القاموس)
পৃষ্ঠা - ৭৭৪৫
قال ذو القرنين لا (1) بد من أن أسلكها فخرت العلماء سجودا ثم قالوا أيها الملك كف عن هذه ولا تطلبها فإنا لو كنا نعلم أنك إذا طلبتها ظفرت بما تريد ولم يسخط الله علينا لكان ولكنا نخاف العيب (2) من الله وأن ينبعق علينا منها أمر يكون فيها فساد أهل الأرض ومن عليها فقال ذو القرنين إنه لا بد من أن أسلكها قالوا فشأنك قال فأخبروني أي الدواب أبصر قالوا البكارة فأرسل فجمع له ستة آلاف فرس أنثى بكارة وانتخب من عسكره ستة (3) آلاف رجل من أهل العقل والعلم فدفع إلى كل رجل فرس وعقد للخضر على مقدمته في ألفي رجل وبقي هو في أربعة آلاف وقال لمن بقي من الناس في العسكر لا تبرحوا من عسكركم اثنتي عشرة سنة فإن نحن رجعنا إليكم وإلا فارجعوا إلى بلدكم فقال الخضر أيها الملك إنما نسلك ظلمة لا ندري كم مسيرها ولا بعضنا بعضا فكيف تصنع بالضلل إذا أضللنا فدفع ذو القرنين خرزة حمراء فقال إذا أصابكم الضلل فاطرح هذه الخرزة إلى الأرض فإذا صاحت فلترجع أهل الضلال فسار الخضر بين يدي ذي القرنين يرتحل الخضر وينزل ذو القرنين وقد عرف الخضر ما يطلب ذو القرنين وذو القرنين يكتمه ذلك فبينما الخضر يسير إذ عارضه واد فظن أن العين في ذلك الوادي فلما أتى شفير الوادي قال لأصحابه قفوا ولا يبرحن رجل منكم من موضعه ورمى الخضر بالخرزة فإذا هي على حافة العين فنزع الخضر ثيابه فإذا ماء أشد بياضا من اللبن وأحلا من الشهد فشرب منه وتوضأ واغتسل ثم خرج فلبس ثيابه ثم رمى بالخرزة نحو صاحبه فوقعت الخرزة فصاحت فرجع الخضر إلى صوت الخرزة وإلى أصحابه فركب وقال لأصحابه سيروا بسم الله ومر ذو القرنين فأخطأ الوادي فسلكوا تلك الظلمة أربعين يوما ثم خرجوا إلى ضوء ليس بضوء شمس ولا قمر أرض حمراء خشاشة وإذا في تلك الأرض قصر مبني طوله فرسخ في فرسخ مبوب له (4) أبواب فنزل ذو القرنين بعسكره ثم خرج وحده حتى نزل القصر فإذا حديدة قد وضع طرفها على حافتي القصر
_________
(1) الاصل: " ما " والمثبت عن م
(2) الاصل وم " العبث " والمثبت عن مختصر ابن منظور
(3) في المختصر: ألف فرس
(4) في مختصر ابن منظور: ليس له أبواب
পৃষ্ঠা - ৭৭৪৬
من هاهنا وهاهنا وإذا طائر أسود كأنه الخطاف مزموما بأنفه إلى الحديدة معلق بين السماء والأرض فلما سمع الطائر خشخشة ذي القرنين قال من ذا قال ذو القرنين قال الطائر أما كفاك ما ورائك حتى وصلت إلي يا ذا القرنين حدثني قال سل عم شئت قال هل كثر بنا الجص والآجر قال نعم قال فانتفض انتفاضة ثم انتفخ ثلث الحديدة ثم قال يا ذا القرنين أخبرني قال سل قال هل كثرت شهادات الزور في الأرض قال نعم قال فانتفض الطائر ثم انتفخ حتى ملأ ثلثي الحديدة ثم قال يا ذا القرنين أخبرني هل كثرت المعازف في الأرض قال نعم فانتفض الطائر ثم انتفخ حتى ملأ الحديدة وسد ما بين جداري القصر ففرق ذو القرنين فرقا شديدا فقال الطائر يا ذا القرنين لا تخف حدثني قال سل قال هل ترك الناس شهادة أن لا إله إلا الله بعد قال لا فانتفض الطائر ثلاثا ثم قال حدثني قال سل قال هل ترك الناس صلاة المكتوبة بعد قال لا فانتفض الطائر ثلاثا ثم قال حدثني قال سل قال ترك الناس الغسل من الجنابة بعد قال لا قال فعاد الطائر كما كان ثم قال يا ذا القرنين أسألك الدرجة إلى أعلا القصر فسلكها ذو القرنين وهو خائف حتى إذا استوى على صدر الدرجة إذا سطح ممدود وإذا عليه رجل نائم أو شبهه بالرجل شاب عليه ثياب بياض رافع وجهه إلى السماء واضع يده على فيه فلما سمع حس ذي القرنين قال من هذا قال أنا ذو القرنين فمن أنت قال أنا صاحب الصور قال فما لي أراك واضعا يدك على فيك رافعا وجهك إلى السماء قال إن الساعة قد اقتربت فأنا انتظر من ربي أن يأمرني أن أنفخ فأنفخ ثم أخذ صاحب الصور من بين يديه شيئا كأنه حجر فقال خذ هذا يا ذا القرنين فإن شبع هذا الحجر شبعت وإن جاع جعت فأخذ ذو القرنين الحجر ثم رجع إلى أصحابه فحدثهم بالطائر وما قال له وما رد عليه وما قال له صاحب الصور وما رد عليه فجمع ذو القرنين أهل عسكره ثم قال أخبروني عن هذا الحجر ما أمره فأخذ العلماء كفتي الميزان فوضعوا الحجر في إحدى الكفتين ثم أخذوا حجرا مثله فوضعوه في الكفة الأخرى فإذا الحجر الذي جاء به ذو القرنين يميل بجميع ما وضع معه حتى وضعوا معه ألف حجر فقال العلماء أيها الملك انقطع علمنا دون هذا أسحر هذا أم علم ما ندري ما هذا والخضر ينظر ما يصنعون وهو ساكت فقال ذو القرنين للخضر هل عندك علم من
পৃষ্ঠা - ৭৭৪৭
هذا قال نعم فأخذ الميزان بيده وأخذ الحجر الذي جاء به ذو القرنين فوضعه في إحدى الكفتين ثم أخذ حجرا من تلك الحجارة مثله فوضعه في الكفة الأخرى ثم أخذ كفا (1) من تراب فوضعه مع الحجر الذي جاء به ذو القرنين فاستوى (2) فخر العلماء سجدا وقالوا سبحان الله إن هذا العلم ما نبلغه فقال ذو القرنين للخضر فأخبرنا ما هذا فقال الخضر أيها الملك إن سلطان الله قاهر لخلقه وأمره نافذ فيهم وإن الله ابتلى خلقه بعضهم ببعض فابتلى العالم بالعالم والجاهل بالجاهل وابتلى العالم بالجاهل والجاهل بالعلم والله ابتلاني بك وابتلاك بي فقال له ذو القرنين حسبك قد أبلغت فأخبرني قال أيها الملك هذا مثل ضربه لك صاحب الصور إن الله سيب لك البلاد وأوطأك منها ما لم يوطئ أحدا فلم تشبع وأبت نفسك إلا شرها حتى بلغت من سلطان الله ما لم يبلغه أحمد ولم يطلبه إنس ولا جان فهذا مثل ضربه لك صاحب الصور وأن ابن آدم لن يشبع أبدا دون (3) أن يحثا عليه التراب فبكا ذو القرنين ثم قال صدقت يا خضر في ضرب هذا المثل لا جرم لا أطلب أثرا في البلاد بعد مسيري هذا حتى أموت ثم ارتحل ذو القرنين راجعا حتى إذا كان في وسط الظلمة لقي (4) الوادي الذي كان فيه الزبرجد فقال الذين معه أيها الملك ما هذا تحتك وسمعوا خشخشة تحتهم فقال ذو القرنين خذوا فإنه من أخذ ندم ومن ترك ندم فأخذ الرجل منه الشئ بعد الشئ وترك عامتهم فلم يأخذوا شيئا فلما خرجوا إذا هو زبرجد فندم الآخذ والتارك ثم رجع ذو القرنين إلى دومة الجندل وكان منزله بها فقام بها حتى مات قال أبو جعفر كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول يرحم الله أخي ذا القرنين لو ظفر بالزبرجد في مبدئه ما ترك منه شيئا حتى يخرجه إلى الناس لأنه كان راغبا في الدنيا ولكنه ظفر به وهو زاهد في الدنيا لا حاجة له فيها
_________
(1) في البداية والنهاية: حفنة من تراب
(2) البداية والنهاية: فرجح به
(3) في البداية والنهاية: حتى يوارى بالتراب
(4) غير مقروءة بالاصل وتقرأ في م: " لظى " والمثبت عن مختصر ابن منظور 8 / 224
পৃষ্ঠা - ৭৭৪৮
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن أبي الصقر أنا أبو القاسم هبة الله بن إبراهيم بن عمر الصواف نا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس نا أبو بشر محمد بن أحمد بن حماد الدولابي نا أبو بكر أحمد بن منصور الرمادي نا عبد الوهاب بن عطاء نا أبو خشرم عن وهب بن منبه قال لما بلغ ذو القرنين مطلع الشمس قال له ملكها يا ذا القرنين صف لي الناس قال إن محادثتك من لا يعقل بمنزلة رجل يغني الموتى ومحادثة من لا يعقل بمنزلة رجل يبل الصخر حتى يبتل ويطبخ الحديد يلتمس إدامه ومحادثتك من لا يعقل بمنزلة من يضع الموائد لأهل القبور ونقل الحجارة أيسر من محادثتك من لا يعقل أخبرناه عاليا أبو عبد الله الحسني بن عبد الملك أنا أبو طاهر أحمد بن محمود أنبأ أبو بكر بن المقرئ نا محمد بن أحمد بن أبي يوسف الخلال المصري بمصر نا أبو غسان بن سيف يعني مالكا نا عبد الوهاب بن عطاء نا أبو خشرم عن وهب بن منبه أن ذا القرنين لما بلغ مطلع الشمس قال له ملكها يا ذا القرنين صف لي الناس فقال إن محادثتك من لا يعقل بمنزلة من يغني الموتى ومحادثتك من لا يعقل بمنزلة من يبل الصخر حتى يبتل أو يطبخ الحديد يلتمس أدمه (1) ونقل الصخر من رؤوس الجبال أيسر من محادثتك من لا يعقل وأخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأ أبو بكر البيقهي أنا أبو عبد الله الحافظ ومحمد بن موسى قالا نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا يحيى بن أبي طالب أنا عبد الوهاب أنا أبو خشرم عن وهب بن منبه قال لما بلغ ذو القرنين مطلع الشمس قال له ملكها يا ذا القرنين صف لي الناس قال إن محادثتك من لا يعقل بمنزلة من يضع الموائد لأهل القبور ومحادثتك من لا يعقل بمنزلة من يبل الصخرة حتى تبتل أو يطبخ الحديد يلتمس أدمه نقل الحجارة من رؤوس الجبال أيسر من محادثتك من لا يعقل أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو محمد بن أبي عثمان وعاصم بن الحسن قالا أنبأ القاضي أبو القاسم الحسن بن علي بن المنذر نا الحسين بن صفوان البرذعي نا أبو بكر بن أبي الدنيا (1) نا أحمد بن
_________
(1) ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الاصل وبجانبه كلمة صح
পৃষ্ঠা - ৭৭৪৯
محمد بن أيوب نا إبراهيم بن سعد عن محمد بن إسحاق عن وهب بن منبه أن ذا القرنين قال لبعض الأمم ما بال كلمتكم واحدة وطريقتكم مستقيمة قالوا من قبل أنا لا نتخادع ولا يغتاب بعضنا بعضا أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأ رشأ بن نظيف أنبأ الحسن بن إسماعيل أنا أحمد بن مروان نا أحمد بن عبدان الأزدي نا عبد المنعم عن أبيه عن وهب بن منبه أن ذا القرنين أتى مغرب الشمس فرأى قوما لا يعملون عملا وإذا منازلهم ليس لها أبواب وليس لهم حكام ولا قضاة فاجتمعوا إليه فقال لهم قد رأيت منكم عجبا قالوا وما رأيت من العجب قال أرى قبوركم على باب منازلكم قالوا كي لا ننسى الموت قال فما لي أرى بيادركم واحدة قالوا نتقاسم بالسوية فنعطي من زرع ومن لم يزرع قال فما لي أرى بيوتكم ليس لها أبواب قالوا ليس فينا متهم قال فما لي أرى الحيات والعقارب تدور في ما بينكم ولا تضركم قالوا نزع الله من قلوبنا الغش والحناث فنزع منها السموم قال فما لي لا أرى فيكم حكاما قالوا ليس فينا من يظلم صاحبه قال فما لي أراكم أطول الناس أعمارا قالوا وصلنا أرحامنا فطول الله عز وجل أعمارنا قال ونا أحمد بن مروان نا محمد بن عبد العزيز يعني الدينوري نا أبي المحاربي عن بكر بن خنيس عن شعيب بن سليمان قال أتى ذو القرنين مغيب الشمس (1) فرأى ملكا من الملائكة كأنه يترجح في أرجوحة من خوف الله عز وجل فهاله ذلك فقال له علمني علما لعلي أزداد إيمانا فقال إنك لا تطيق ذلك فقال لعل الله عز وجل أن يطوقني لذلك فقال له الملك لا تغتم لغد واعمل في اليوم لغد وإذا أتاك الله من الدنيا سلطانا فلا تفرح به وإن صرف عنك فلا تأس عليه وكن حسن الظن بالله وضع يدك على قلبك فما أحببت أن تصنع بنفسك فاصنع بأخيك ولا تغضب فإن الشيطان أقدر ما يكون على ابن آدم حين يغضب فرد الغضب بالكظم وسكنه بالتؤدة وإياك والعجلة فإنك إذا عجلت أخطأت وكن سهلا لينا للقريب والبعيد ولا تكن جبارا عنيدا أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنا عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق أنا
_________
(1) زيادة عن م للايضاح
পৃষ্ঠা - ৭৭৫০
الحسن بن محمد بن أحمد بن يوسف أنا أحمد بن محمد بن عمر وأخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد بن البغدادي أنا أبو نصر محمد بن أحمد بن محمد بن عمر بن سيبويه أنا أبو سعد محمد بن موسى أنا محمد بن عبد الله الصفار قالا نا عبد الله بن محمد بن عبيد نا يعقوب بن إسماعيل أنا حبان بن موسى قال ونا عبد الله بن المبارك أنا رشدين بن سعد نا عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال أنه بلغه أن ذا القرنين في بعض مسيره دخل مدينة فاستكف عليه أهلها ينظرون إلى موكبه الرجال والنساء والصبيان وبها شيخ على عصا له فمر به ذو القرنين فلم يلتفت الشيخ إليه فعجب ذو القرنين فأرسل إليه فقال ما شأنك استكف الناس ينظرون إلى موكبي فما بالك أنت قال لم يعجبني ما أنت فيه إني رأيت ملكا مات في يوم هو ومسكين ولموتانا موضع يجعلون فيه فادخلا جميعا فاطلعتهما بعد أيام وقد تغير أكفانهما ثم اطلعتهما بعد أيام وقد تزايلت لحومها ثم رأيتهما قد تفصلت العظام واختلطت فما أعرف الملك من المسكين فما يعجبني ملكك أنت فلما خرج استخلفه على المدينة أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة نا أبو بكر أحمد (1) بن علي بن ثابت الحافظ أنا أبو الحسن محمد بن الحسين القطان وأبو علي الحسن بن أحمد بن شداد قالا أنا محمد بن عبد الله بن عمروية الصفار نا محمد بن إسحاق الصاغاني (2) نا أبو اليمان الحكم بن نافع نا صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن عبد الله الخزاعي أن ذا (3) القرنين كان فيما مكن الله عز وجل له (4) فيما سار من مطلع الشمس إلى مغربها إلى السد وكان إذا نصر على أمة أخذ منها جيشا فسار بهم إلى أمة غيرهم فإذا فتح له وزاد ذلك الجيش أخذ من الآخرين الذين يفتح له عليهم حتى يبلغ مكانه الذي يريد أتى على أمة من الأمم ليس في أبدانهم شئ مما يستمتع به الناس من دنياهم قد احتفروا قبورهم فإذا أصبحوا تعاهدوا تلك القبور فكسوها (5) وصلوا عندها فرعوا البقل كما ترعى البهائم وقد قيض لهم في ذلك معاش من نبات الأرض
_________
(1) الاصل: أبو بكر بن أحمد والمثبت عن م
(2) جزء من الكلمة سقط من الاصل والصواب ما أثبت وفي م: العايمان
(3) بالاصل: ذو والمثبت عن م
(4) سقطت من الاصل وكتبت فوق الكلام
(5) المختصر: فنكسوها وفي م: وكسنوها
পৃষ্ঠা - ৭৭৫১
فأرسل ذو القرنين إلى ملكهم فقيل له أجب الملك ذا القرنين فقال ما لي إليه من حاجة فأقبل إليه ذو القرنين فقال له إني أرسلت إليك لتأتيني فأبيت (1) فها أنذا قد جئتك فقال له لو كانت لي إليك حاجة لأتيتك فقال له ذو القرنين ما لي أراكم على الحال التي رأيت لم أر أحدا من الأمم التي رأيت قال وما ذاك قال ليس لكم دينا ولا شئ أفلا اتخذتم الذهب والفضة فاستمتعتم بها فقال إنما كرهناها لأن أحدكم لا يعطي منها شيئا إلا تاقت نفسه ودعته إلى أفضل منه قال فما بالكم قد حفرتم قبورا فإذا أصبحتم تعاهدتموها فكنستموها وصليتم عندها قالوا أردنا إذا نحن (2) نظرنا إليها وأملنا الدنيا منعتنا قبورنا من الأمل قال وأراكم لا طعام لكم إلا البقل من نبات الأرض أفلا اتخذتم البهائم من الأنعام فاحتلبتموها وركبتموها واستمتعتم بها قال كرهنا أن نجعل بطوننا قبورا لشئ من خلق ربنا عز وجل ورأينا أن في نبات الأرض بلاغا وإنما يكفي ابن آدم أدنى العيش من الطعام وإن ما جاوز الحنك منها لم نجد له طعما كائنا ما كان من الطعام ثم بسط ملك تلك الأمة يده خلف ذي القرنين فتناول جمجمة وقال يا ذا القرنين أتدري من هذا قال لا ومن هو قال ملك من ملوك الأرض أعطاه الله عز وجل سلطانا على أهل الأرض فغشم وظلم وعتا (3) فلما رأى الله ذلك منه حسمه بالموت فصار كالحجر الملقى قد أحصى الله عز وجل عليه عمله حتى يجئ به في آخرته ثم تناول جمجمة أخرى بالية فقال يا ذا القرنين أتدري من هذا قال لا ومن هو فقال هذا ملك ملكه الله بعده قد كان يرى ما يصنع الذي قبله بالناس من الظلم والغشم والتجبر فتواضع وخشع لله عز وجل وعمل بالعدل في أهل مملكته فصار كما قد ترى قد أحصى الله عز وجل عليه عمله حتى يجزيه في آخرته ثم أهوى إلى جمجمة ذي القرنين فقال وهذه الجمجمة كأن قد كانت كهاتين فانظر يا ذا القرنين ما أنت صانع فقال ذو القرنين هل لك في صحبتي فاتخذك أخا ووزيرا وشريكا فيما آتاني الله عز وجل من هذا الملك فقال له ما أصلح أنا وأنت في مكان ولا أن نكون جميعا فقال له ذو القرنين ولم فقال من أجل أن الناس كلهم لك عدو ولي صديق قال
_________
(1) إعجامها مضطرب بالاصل وفي م: فأتيت والصواب ما أثبت
(2) ما بين معكوفتين بياض بالاصل وما استدرك عن م
(3) مهملة بالاصل وفي م: وعيا
পৃষ্ঠা - ৭৭৫২
وكل (1) ذلك قال يعادونك لما في يديك من الملك والمال والدنيا ولا أجد أحدا يعاديني لرفضي ذلك ولما عندي من الحاجة وقلة الشئ فانصرف عنه ذو القرنين أخبرنا أبو سعد بن البغدادي أنا أبو نصر بن سيبوية أنا أبو سعيد الصيرفي أنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار نا أبو بكر بن أبي الدنيا قال وقال سعيد بن سليمان نا خلف بن خليفة نا أبو هاشم الرماني قال بلغني أن ذا القرنين لما بلغ المشرق والمغرب مر برجل معه عصا يقلب عظام الموتى وكان إذا إتى مكانا أتاه ملك ذلك المكان فسائلوه (2) بعلم ما به فعجب ذو القرنين فأتاه فقال لم لا تأتيني ولم تسألني قال لم يكن لي إليك حاجة وعلمت أنك إن يكن لك إلي حاجة فستأتيني قال فقال له ما هذا الذي تقلب قال عظام الموتى هذا عملي منذ أربعين سنة أعرف الشريف من الوضيع وقد اشتبهوا علي فقال له ذو القرنين هل لك أن تصحبني وتكون معي قال إن ضمنت لي أمرا صحبتك قال ذو القرنين ما هو قال تمنعني من الموت إذا نزل بي قال ذو القرنين ما أستطيع ذلك قال فلا حاجة لي في صحبتك قال ونا ابن أبي الدنيا حدثني الحارث بن محمد التميمي عن شيخ من قريش قال مر الاسكندر بمدينة قد ملكها أملاك سبعة وبادوا فقال هل بقي من نسل (3) الأملاك الذين ملكوا هذه الدنيا أحد قالوا نعم رجل يكون في المقابر فدعا به فقال ما دعاك إلى لزوم المقابر قال أردت أن أعزل عظام الملوك من عظام عبيدهم فوجدت عظامهم وعظام عبيدهم سواء فقال له فهل لك أن تتبعني فأورثك شرف آبائك إن كانت لك همة قال إن همتي لعظيمة إن كانت بغيتي عندك قال وما بغيتك قال حياة لا موت فيها وشباب لا هرم معه وغنى لا فقر فيه وسرور بغير مكروه قال لا قال فامض لشأنك ودعني أطلب ذلك ممن هو عنده عز وجل ويملكه قال الاسكندر وهذا أحكم منا (4) أنبأنا أبو بكر محمد بن الحسين بن علي أنبأ أبو بكر محمد بن علي الخياط
_________
(1) اللفظة استدركت عن هامش الاصل وفي المختصر: وعم ذلك
(2) كذا بالاصل
(3) بالاصل: " يسكن " والمثبت عن المختصر
(4) في المختصر: أحكم من رأيت
পৃষ্ঠা - ৭৭৫৩
المقرئ نا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن يوسف البزار نا أبو محمد جعفر بن نصير الخلدي أخبرنا إبراهيم بن أحمد الخواص قال قال سليمان الأشج صاحب كعب الأحبار كان ذو القرنين ملكا صالحا وكان طوافا في الأرض وها هو يطوف يوما إذ وقف على جبل الهند فقال له الخضر وكان صاحب لوائه الأعظم ما لك أيها الملك قد فزعت ووقفت فقال وما لي لا أفزع وأقف وهذا أثر الآدميين وموضع قدمين وكفين (1) وهذه الأشجار ما رأيت في طوافي أطول منها يسيل منها ماء أحمر إن لها لشأنا قال وكان الخضر قد قرأ كل كتاب فقال للملك أما ترى الورقة المعلقة في الشجرة الكبرى قال بلى قال هي تخبرك بنبأ هذا المكان قال فرأى كتابا فيه بسم الله الرحمن الرحيم من آدم أبي البشر عليه السلام إلى ذريته أوصيكم ذريتي بني وبناتي بتقوى الله وأحذركم كيد عدوي وعدوكم إبليس اللعين الذي يلين كلامه ويجوز أمنيته أنزلني من الفردوس الأعلى إلى البرية فألقيت في موضعي هذا لا يلتفت إلي مائتي سنة لخطيئة واحدة عملتها وهذا أثري وهذه الأشجار تنبت من دموعي وعلي في هذا الموضع أنزلت التوبة فتوبوا إلى ربكم قبل أن تندموا وقدموا قبل أن تقدموا وبادروا قبل أن يبادر بكم والسلام قال فنزل ذو القرنين فمسح جلوس آدم عليه السلام فإذا هو مائة وثمانون ميلا وعد الأشجار التي نبتت من دموع آدم فإذا هي سبع مائة شجرة قال فلما قتل قابيل هابيل جفت الأشجار وسال منها الماء الأحمر فقال ذو القرنين للخضر ارجع بنا فوالله لا طلبت الدنيا بعدها أبدا أخبرنا الشريف أبو القاسم الحسيني أنا رشأ بن نظيف أنا الحسن بن إسماعيل نا أحمد بن مروان نا النضر بن عبد الله الحلواني نا عبد المنعم عن أبيه عن وهب قال ظفر الإسكندر ببعض الملوك فسأله ما تشاء أن أفعل بك قال ما يحمل بالكرام أن يفعلوا إذا ظفروا أنبأنا أبو تراب حيدرة بن أحمد وأبو الفضائل الحسن بن الحسن وأبو الحسن علي بن بركات بن إبراهيم قالوا حدثنا أبو بكر الخطيب أنا أبو الحسن بن رزقويه
_________
(1) الاصل: هذا والمثبت عن م
পৃষ্ঠা - ৭৭৫৪
نا عثمان بن أحمد بن عبد الله وأحمد بن سندي قالا نا الحسن بن علي نا إسماعيل بن عيسى نا إسحاق بن بشر عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن أن ذا القرنين كان يتفقد أمور ملوكه وعماله بنفسه وكان لا يطلع على أحد منهم خيانة إلا أنكر ذلك عليه وكان لا يقبل ذلك حتى يطلع هو عليه بنفسه قال فبينا هو يسير متنكرا في بعض المدائن قال فجلس إلى قاض من قضاتهم أياما لا يختلف إليه أحد في خصومه فلما أن طال ذلك بذي القرنين ولم يطلع على شئ من أمر ذلك القاضي وهم بالانصراف إذ هو برجلين قد اختصما إليه فادعى أحدهما فقال أيها القاضي إني اشتريت من هذا دارا عمرتها ووجدت فيها كنزا وإني دعوته إلى أخذه فأبى علي فقال له القاضي ما تقول قال ما دفنت ولا علمت به فليس هو لي ولا أقبضه منه قال المدعي أيها القاضي مر من يقبضه فيضعه حيث أحببت فقال القاضي تفر من الشر وتدخلني فيه ما أنصفتني وما أظن هذا في قضاء الملك فقال القاضي هل لكما في أمر أنصف مما دعوتماني إليه قالا نعم قال للمدعي ألك ابن قال نعم وقال الآخر ألك ابنة قال نعم قال اذهب فزوج ابنتك من ابن هذا وجهزوهما من هذا المال وادفعوا فضل ما بقي إليها يعيشان به فتكونا قد صليتما بخيره وشره فعجب ذو القرنين حين سمع ذلك ثم قال للقاضي ما ظننت أن في الأرض أحدا يفعل مثل هذا أو قاضي يقضي بمثل هذا فقال القاضي وهو لا يعرفه فهل أحد يفعل غير هذا قال ذو القرنين نعم قال القاضي فهل تمطرون في بلادهم فعجب ذو القرنين من ذلك فقال بمثل هذا قامت السموات والأرض أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد الفقيه أنا أبو البركات أحمد بن عبد الله بن علي المقرئ أنا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن عثمان (1) أنا الحسن بن الحسين بن حمار (1) أنا النقاش أبو بكر نا الحسن بن عامر بنسا نا أبو موسى (2) قال سمعت الشافعي يقول جلس الإسكندر يوما فلم يأتيه طالب حاجة فلما قام من مجلسه قال هذا يوم لا أعده من عمري أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمد المجلي (3) أنا أبو بكر أحمد بن
_________
(1) بياض بالاصل مقدار كلمة والمثبت عن م
(2) كلمة غير مقروءة بالاصل والمثبت عن م ورسمها بالاصل " مول "
(3) بالاصل وم " المحلى " والصواب ما أثبت وضبط
পৃষ্ঠা - ৭৭৫৫
علي حدثني عبيد الله بن أبي الفتح الفارسي نا عبد الرحمن بن محمد بن محمد أبو سعد الأستراباذي (1) قال سمعت عبد الله بن محمد بن ساه يقول سمعت أبا ثور عمرو بن جعفر الفقيه اللبناني بسمرقند يقول قيل للإسكندر ما لنا نرى تجليلك (2) أستاذك أكثر من تجليلك لوالدك فقال لأن والدي سبب حياتي الفانية وأستاذي سبب حياتي الباقية أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي أنا أبو بكر الخطيب أنبأ أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد بن محمد الوكيل أنا أبو الحسن محمد بن جعفر التميمي قال قال أنا أبو سعيد الواعظ النيسابوري كتب الإسكندر على باب مدينة الإسكندرية أجل قريب بيد غيرك وسوق حثيث من الليل والنهار وإذا انتهت المدة حيل بينك وبين العدة فأكرم أجلك بحسن صحبة سائقيك وإذا بسط لك الأمل فاقبض نفسك عنه بالأجل فهو المورد وإليه الموعد أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن وأبو الفضل بن خيرون قالا أنا أبو القاسم بن بشران أنا أبو علي بن الصواف نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة نا أبي نا أبو داود عن سفيان قال بلغنا أن أول من صافح ذو القرنين (3) أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم أنبأ أبو الفضل الرازي أنا جعفر بن عبد الله نا محمد بن هارون أنا أحمد بن عبد الرحمن أخبرني عمي أخبرني ابن لهيعة حدثني سالم بن غيلان عن سعيد بن أبي هلال أن معاوية بن أبي سفيان قال لكعب الأحبار أنت تقول إن ذا القرنين لما حضرته الوفاة كتب إلى أمه يأمرها أن تصنع طعاما ثم تجمع عليه نساء أهل المدينة فإذا وضع الطعام بين أيديهن فاعزمي عليهن ألا تأكل منه امرأة ثكلى ففعلت ذلك فلم تمد امرأة يدها إليه فقالت سبحان الله كلكن ثكلى قلن أي والله ما منا امرأة إلا أثكلت (4) أنبأنا أبو الفضائل الحسن بن الحسن وأبو تراب حيدرة بن أحمد وأبو الحسن
_________
(1) نسبة إلى أستراباذ بالفتح بلدة كبيرة مشهورة من أعمال طبرسان بين سارية وجرجان (ياقوت)
(2) كذا بالاصل وم
(3) البداية والنهاية 2 / 129
(4) المصدر نفسه / الجزء والصفحة
পৃষ্ঠা - ৭৭৫৬
علي بن بركات قالوا حدثنا أبو بكر أحمد بن علي أنبأ محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد أنا عثمان بن أحمد بن عبد الله وأحمد بن سندي قالا نا الحسن بن علي نا إسماعيل بن عيسى أنا إسحاق بن بشر عن عبد الله بن زياد قال حدثني بعض من قرأ الكتب أن ذا القرنين لما رجع من مشارق الأرض ومغاربها وبلغ أرض بابل فمرض مرضا شديدا أشفق من مرضه أن يموت بعدما دوخ البلاد وحول العباد واستعبد الرجال وجمع الأموال ونزل بأرض بابل فدعا كاتبه فقال خفف علي في الموتة بكتاب تكتبه إلى أمي تعزيها بي واستعن ببعض علماء أهل فارس ثم اقرأه عليه فكتب الكاتب بسم الله الرحمن الرحيم من الاسكندر قال ابن سمعان وهو بنى الإسكندرية وعمل الوشي الاسكندراني فباسمه سميت الإسكندرية والاسكندراني فكتب من الاسكندر بن قيصر رقيق أهل الأرض بجسده قليلا ورقيق أهل السماء بروحه طويلا إلى أمه روقية ذات الصفاء التي لم تمنع بثمرتها في دار القرب وهي مجاورته عما قليل في دار البعد يا أمتاه يا ذات الحلم أسألك برحمتي وودي وولادتك إياي هل وجدت لشئ فرارا باقيا أو خيالا دائما ألم تري إلى الشجرة كيف تنضر أغصانها ويخرج ثمرها وتلتف أوراقها ثم لا يلبث ذلك الغصن أن ينهشم والتمرة أن تتساقط والورق أن يتناثر ألم تري إلى النبت الأزهر يصبح نضيرا ويمشي هشيما أم تري إلى النهار المضئ كيف يخلفه الليل المظلم ألم تري إلى القمر الزاهر ليلة نوره يغشاه الكسوف ألم تري إلى الشهب النار الموقدة ما أوشك ما تخمد ألم تري إلى عذب المياه الصافية ما أسرعها إلى البحور المتغيرة ألم تري إلى هذا الخلق كيف يعيش في الدنيا وقد امتلأت منه الآفاق واستقلت به الأشياء ولهت به الأبصار والقلوب إنما هو شيئان إما مولود وإما ميت كلاهما مقرون بهما الفناء ألم تري أنه قيل لهذه الدار روحي بأهلك فإنك لست لهم بدار يا واهبة الموت ويا مورثة الأحزان ويا مفرقة بين الأحبة يا مخربة العمران ألم تري أن كل مخلوق يجري على ما لا يدري وإن كان مستقيما منهم غير راض بما فيه وذلك أنه منزل بغير قران هل رأيت يا أمتاه معطي (1) لا يأخذ ومقرض لا يتقاضى ومستودع لا يرد وديعته يا أمتاه إن كان أحد بالبكاء حقيقا فلتبك السموات على نجومها ولتبك الحيتان على بحورها وليبك الجو على طائره ولتبكي الأرض
_________
(1) كذا بإثبات الياء
পৃষ্ঠা - ৭৭৫৭
على أولادها والنبت الذي يخرج منها وليبك الإنسان على نفسه التي تموت في كل ساعة عند كل طرفة وقول وفي كل هم وفعل بل على ما يبكي الثاني لفقد ما فقد أكان قبل فراقه إياه قابل لذلك من فقده أم هو لما بقي باق له لبكائه والحزن عليه أو هو باق بعده فإن لم يكن هذا ولا هذا فليكن للباكي على ذلك دليل يتبع وإلا فإنه غير هادي يا أمتاه إن الموت لا يبعثني من أجل أني كنت عارفا أنه نازل بي ولا يبعثنك الحزن فإنك لم تكوني جاهلة بأني من الذين يموتون يا أمتاه إني كتبت كتابي هذا وأنا أرجو أن تعتبري به وتحسن موقعه منك ولا تخلفي ظنك ولا تحزني روحك يا أمتاه إني قد علمت يقينا أن الذي أذهب إليه خير من مكاني الذي أنا فيه أظهر من الهموم والأحزان والأسقام والنصب والأمراض فاغتبطي لي بمذهبي (1) واستعدي في احتمالك لاتباعي يا أمتاه إن ذكري قد انقطع عن الدنيا فإنما كنت أذكر به من الملك والرأي فاجعلي لي من بعدي ذكرا اذكريه في حلمك وصبرك وطاعة الفقهاء والرضا بما يقول الحكماء يا أمتاه إن الناس سينظرون إلى هذا منك وما يكون منك من بين راض وكاره ومدل مستمع وما كل قول ومخبر فاحسبي إلي في ذلك وإلى نفسك من بعدي يا أمتاه السلام عليك في هذه الدار قليل زائل فليكن عليك السلام وعلينا في دار الأبد السلام الدائم ففكري بن عمهم (2) ورغبة عن نفسك أن تكون سنة النساء في الجزع كما كنت لا أرضا أن أكون شبه الرجال في الرقة والجزع والاستكانة والضعف ولم يكن ذلك يرضيك مني ثم مات أخبرنا أبو القاسم العلوي أنا رشأ بن نظيف أنا الحسن بن إسماعيل أنا أحمد بن مروان نا أحمد بن محمد البغدادي نا عبد المنعم عن أبيه عن وهب قال لما مات ذو القرنين وحمل على النعش اجتمعت الحكماء حواليه فتكلم كل واحد منهم على قدر علمه حتى كان آخرهم رجل من عظماء الحكماء فقال يا ذا القرنين كنا نعجب بالنظر إلى وجهك فقد صرنا الساعة نتقذر من النظر إلى وجهك فقد أمن من كان يخافك فليت شعري قد أمنت ممن كنت تخافه
_________
(1) كذا بالاصل وم
(2) كذا رسمها بالاصل وم