عن دمشق والشام
باب ذكر ما كان في الجامع من القناديل والآلات ومعرفة
পৃষ্ঠা - ৭৪০
" باب ذكر ما كان في الجامع من القناديل والآلات ومعرفة ما عمل فيه وفي البلد بأسره من الطلسمات " قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي عن عبد العزيز بن أحمد أنبأنا تمام بن محمد أنبأنا أبو بكر أحمد بن عبد الفرج بن البرامي أنبأنا أبي أنبأنا أبو القاسم بن عثمان أنبأنا ابن أبي السائب يعني عبد العزيز بن الوليد قال سمعت أبا بكر يذكر عن مكحول أنه كان إذا أطفئت قناديل المسجد يعني مسجد دمشق سد أنفه وقال يعتري من رائحته المسك قال وأنبأنا ابن البرامي أنا إسماعيل بن إبراهيم بن زياد وأنبأنا ابن المنفق أنبأنا أبي عن عبد الرحيم الأنصاري وسمعته يقول سمعت الأعراب وهم يزورون المسجد يقولون لا صلاة بعد القائلة (1) يعني الدرة (2) قلت له أرأيت القليلة فقال نعم كانت تضئ مثل السراج قلت من أخذها قال ما سمعت المثل منصور سرق القلة وسليمان شرب المرة منصور الأمير وسليمان صاحب الشرطة سليمان هو الأمير وهو ابن المنصور ومنصور صاحب شرطته (3) كذا هو في نسخة أخرى بخط عبد العزيز وذلك أن الأمير (4) كان يحب البلور فكتب إلى صاحب شرطة والي دمشق أن ينفذ إليه القليلة فصرفها ليلا (5) ووجهها إليه فلما قتل المأمون الأمين رد القليلة إلى دمشق
_________
(1) في المختصر 1 / 271 القليلة
(2) الزيادة عن المطبوعة سقطت من الاصل وخع
(3) ما بين معكوفتين سقط من المطبوعة 2 / 45
(4) كذا بالاصل وخع وفي المختصر 1 / 271 الامين
(5) في المختصر: " فسرقها ليلا " وفي المطبوعة: فصر فها ليلة
পৃষ্ঠা - ৭৪১
ليشنع بذلك على الأمين وكانت هذه القليلة في محراب الصحابة فلما ذهبت جعل موضعها برنية (1) من زجاج رأيتها ثم انكسرت بعد فلم يجعل في مكانها شئ أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني وعبد الكريم قالا أنبأنا عبد العزيز أنبأنا تمام وعبد الوهاب قال أنبأنا أحمد بن محمد بن المعلى نا تمام وأخبرني يحيى بن عبد الله أنبأنا عبد الرحمن (2) بن عمر أنبأنا ابن المعلى قال كنا نستر مسجد دمشق في الشتاء بلبود أحسبه (3) قال في عهد الوليد فدخلته الريح فهزته فثار الناس فخرقوا اللبود قرأت على أبي محمد السلمي عن عبد العزيز التميمي أنبأنا تمام الرازي أنبأنا ابن البرامي قال سمعت أبا مروان عبد الرحيم وهو ابن عمر المازني يقول لما كان في أيام الوليد بن عبد الملك وبنائه المسجد احتفروا فيه موضعا فوجدوا بابا من حجارة مغلقا فلم يفتحوه وأعلموا به الوليد فخرج من داره حتى وقف بين يديه فإذا دخله مغارة فيها تمثال إنسان من حجارة على فرس من حجارة في يد التمثال الواحدة الدرة التي كانت في المحراب وفي يده الأخرى (4) فأس (5) بها فكسرت فغذا فيها حبتان حبة قمح وحبة شعير فسأل عن ذلك فقيل له لو تركت اللف لم تكسره لم يسوس (6) في هذه البلدة قمح ولا شعير رواه عبد العزيز مرة أخرى فقال مقبوضة (7) وهو الصواب أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني أنبأنا أبو نصر عبد الوهاب بن عبد الله المدني قال وحدثني الشيخ أحمد الحافظ الوراق قال وكان قد عمر مائة سنة قال سمعت بعض الشيوخ يقول إنه لما دخل المسلمون دمشق وقت فتحها فوجدوا على العمود
_________
(1) البرنية: إناء من خزف (قاموس)
(2) كذا بالاصل وخع وهو خطأ وقد جرى تصويبه " عبد الرحيم " مرارا
(3) الاصل وخع والمختصر وفي المطبوعة: " حسنة " تحريف
(4) بياض بالاصل وخع قدر كلمة وفي المختصر: ويده الاخرى مقبوضة فأمر بها فكسرت
" وفي المطبوعة: ويده الاخرى مطبوقة فكسرت
(5) كذا انظر الحاشية السابقة
(6) عن المختصر وبالاصل: " يسيرين "
(7) إشارة إلى الرواية: بأن يده الاخرى مطبوقة
وفي رواية: مقبوضة في مكان البياض الذي مر بالاصل
পৃষ্ঠা - ৭৪২
الذي في المقسلاط على السفود (1) الحديد الذي في أعلاه صنما مادا يده بكف منطبقة فكسروه فإذا في كفه حبة قمح فسألوا عن ذلك فقيل لهم هذه الحبة القمح جعلها خلفاء (2) اليونانين وفي كف هذه الصنم الشعير (3) حتى لا يسوس القمح ولو أقام سنين كثيرة وقد رأيت أنا (4) هذا السفود على عمود قائم بالمقسلاط وطرح في سنة أربع وستين وخمسمائة وعمل منه أسكفة (5) لباشورة الباب الصغير أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني شفاها أنبأنا تمام بن أحمد أنبأنا أبو نصر أنبأنا أبو سليمان محمد بن عبد الله بن زبر (6) الحافظ حدثني أبي عبد الله بن أحمد بن زبر القاضي قال إنما سمي باب الساعات لأنه عمل هناك بركار (7) الساعات يعلمه بها كل ساعة تمضي من النهار عليها عصافير من نحاس وحية من نحاس وغراب من نحاس فإذا تمت الساعة خرجت الحية فصفرت العصافير وصاح الغراب وسقطت حصاة (8) أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني أنبأنا عبد العزيز الكتاني أنبأنا عبد الوهاب بن جعفر الميداني أنبأنا أبو سليمان بن زبر (9) حدثني أبي قال إنما سمي باب الجامع القبلي باب الساعات لأنه كان عمل هناك ساعات يعلم بها كل ساعة تمضي من النهار عليها صورة عصافير وحية وغراب فإذا تمت الساعة خرجت الحية فصاحت العصافير وصاح الغراب وسقطت حصاة في الطست (10)
_________
(1) بالاصل " النقود " والمثبت عن المختصر 1 / 272
(2) في المختصر: حكماء
(3) في المختصر: طلسما
(4) بالاصل " أن "
(5) الاسكفة: عتبة الباب التي يوطأ عليها
(اللسان سكف)
(6) بالاصل: " زيد "
(7) عن المطبوعة 2 / 47 وبالاصل " به كان " وفي خع: " بيكار " وفي البداية والنهاية 9 / 180 بلشكار
(8) بعدها في المختصر والبداية والنهاية وخع: " في البداية والنهاية: فيعلم الناس أنه قد ذهب من النهار ساعة وكذلك سائرها
(9) بالاصل: " زيد " ومثله في خع والمثبت عن البداية 9 / 180 والمطبوعة 2 / 47
(10) قال ابن كثير في البداية والنهاية 9 / 180 بتحقيقنا:
পৃষ্ঠা - ৭৪৩
سمعت جدي أبا الفضل يحيى بن علي القاضي يذكر أنه أدرك في الجامع قبل حريقه طلسمات لسائر الحشرات معلقة في السقف فوق البطائن مما يلي السبع وإنه لم يكن يوجد في الجامع شئ من الحشرات قبل الحريق فلما احترقت الطلسمات وجدت وكان حريق الجامع ليلة النصف من شعبان بعد العصر سنة إحدى وستين وأربعمائة أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسني عن أبي محمد عبد العزيز التميمي عن أبي نصر عبد الوهاب عن عبد الله المزني قال سمعت جماعة من شيوخ أهل دمشق يقولون إن العمود الحجر الذي بين سوق الشعير وبين سوق أم حكيم الذي يحفره مسجد الطباخين صنم مكسور على القنطرة للحاجات إذا دخل إنسان فيه لحاجة لم تقض قال وكان ابي ينهاني عن الدخول فيه إذا كنت في حاجة وفي سقف مسجد الجامع طلاسم عينها (1) الحكماء في السقف مما يلي الحائط القبلي فيها (2) طلسم للصنونيات لا يدخله ولا يعشش فيه من جهة الأوساخ التي تكون منها ولا يدخله غراب وطلسم للحيات والفأر والعقارب وما أبصر الناس فيه من هذا شيئا إلا الفأر ويوشك أن يكون بعير طلسمها وطلسم للعنكبوت لا ينسج في زواياه ويركبه الغبار والوسخ
_________
- قلت: هذا يحتمل أحد شيئين إما أن تكون الساعات كانت في الباب القبلي من الجامع وهو الذي يسمى باب الزيادة ولكن قد قيل إنه محدث بعد بناء الجامع ولا ينفي ذلك إلى الساعات كانت عنده في زمن القاضي ابن زبر وإما أنه قد كان في الجامع في الجانب الشرقي منه في الحائط القبلي باب آخر في محاكاة باب الزيادة وعنده الساعات ثم نقلت بعد هذه كله إلى باب الوراقين اليوم وهو باب الجامع من الشرق
(1) في خع والمختصر 1 / 273 عملها
(2) في المختصر: " فمنها " وفي المطبوعة: منه