عن دمشق والشام
باب في ذكر أصل اشتقاق تسمية الشام عن العالمين بالنقل
পৃষ্ঠা - ৭১
[عن دمشق والشام]
" باب في ذكر أصل اشتقاق تسمية الشام عن العالمين بالنقل والعارفين بأصول الكلام " أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد بن عبد الله الأنصاري السلمي بقرائتي عليه ببغداد قال أخبرنا أبو محمد الحسين بن محمد بن عبد الله الجوهري أنا أبو عمر بن العباس بن حيوية أنا أبو الحسين أحمد بن معروف بن بشر بن موسى الخشاب أنا أبو محمد بن حارث بن أبي أسامة أنا أبو عبد الله محمد بن سعد أنبأنا هشام بن محمد عن أبيه قال كان الذي عقد لهم يعني ولد نوح عليه السلام الألوية ببابل لوناطن (1) بن نوح فنزل بنو سام المجدل سرة الأرض فيما بين ساتيدما إلى (2) البحر وما بين اليمن إلى الشام وجعل الله النبوة والكتاب والجمال والأدمة والبياض فيهم ونزل بنو حام مجرى الجنوب والدبور ويقال لتلك الناحية الداروم وجعل الله تعالى (3) فيهم أدمة وبياضا قليلا وأعمر بلادهم وسماءهم ورفع عنهم الطاعون وجعل في أرضهم الأثل والأراك والعشر والغاف (4) والنخل وحرت الشمس والقمر في
_________
(1) في الطبري: يوناظر
(2) ساتيدما: قال العمراني: هو جبل بالهند لا يعدم ثلجه أبدا
وقال غيره: جبل بين ميافارقين وسعرت
وقيل: هو الجبل المحيي بالأرض واستبعد ياقوت قول العمراني
(3) عن هامس الأصل وسقطت من المطبوعة المجلدة الأولى أيضا
(4) الأثل: شجر يشبه إلا أنه أعظم منه وأكرم وأجود عودا تسوى به الأقداح الصفر الجياد
والأراك: شجر معروف وهو شجر السواك يستاك بفروعه
والعشر: شجر له صمغ وفيه حراق مثل القطن يقتدح به صنغه حلو
والغاف: شجر عظام تنبت في الرمل مع الأراك وتعظم وورقه أصغر من ورق التفاح
(انظر اللسان: أثل - أرك - عشر - غوف)
পৃষ্ঠা - ৭২
سمائهم ونزل بنو يافث الصفون تجري الشام والصبا وفيهم الشقرة والحمرة وأخلا الله تعالى أرضهم فاشتد بردها وأجلا سماءها فليس يجري فوقهم شئ من النجوم السبعة الجارية لأنهم صاروا تحت بنات نعش والجدي والفرقد وابتلوا بالطاعون ثم لحقت عاد بالشحر فعليه هلكوا بواد يقال له مغيث فلحقت بعدهم مهرة بالشحر ولحقت عبيل بموضع يثرب ولحقت العماليق بصنعاء قبل أن تسمى صنعاء ثم انحدر بعضهم إلى يثرب فأخرجوا منها عبيلا فنزلوا موضع الجحفة (1) فأقبل سيل فاجتحفهم فذهب بهم فسميت الجحفة ولحقت ثمود بالحجر وما يليه فهلكوا ثم لحقت طسم وجديس باليمامة وإنما سميت اليمامة بامرأة منهم فهلكوا ولحقت أميم بأرض أبار فهلكوا بها وهي يمين اليمامة والشحر لا يصل إليها اليوم أحد غلبت عليها الجن وإنما سميت أبار بأبار بن أميم ولحقت بنو يقطن بن عابر باليمن فسميت اليمن حيث تناهوا إليها ولحق قوم من بني كنعان بن حام (2) بالشام فسميت بالشام حيث تشآموا إليها وكانت الشام يقال لها أرض بني كنعان ثم جاءت بنو إسرائيل فقتلوهم بها ونفوهم عنها فكانت الشام لبني إسرائيل ووثبت الروم على بني إسرائيل فقتلوهم (3) وأجلوهم إلى العراق إلا قليلا منهم وجاءت العرب فغلبوا على الشام وكان فالغ (4) بن عابر بن شالح بن ارفخشد بن سام بن نوح هو الذي قسم الأرض بين بني نوح كما (5) سمينا في الكتاب قال ويقطن هو قحطان بن عابر بن شالخ وطسم وأميم وعمليق وهو غريب بنو لوذ بن سام بن نوح وثمود وجديس ابنا حاثر بن أرم بن سام بن نوح وعاد وعبيل ابنا عوص بن ارم بن سام بن نوح والروم بنو السقطان بن ثوبان بن يافث بن نوح عليه السلام أخبرنا أبو القاسم إسمعيل بن أحمد بن عمر بن أبي الاشعث السمرقندي
_________
(1) الجحفة بالضم ثم السكون كانت قرية كبيرة على طريق المدينة من مكة على أربع مراحل وسميت الجحفة لأن السيل اجتحفها وحمل أهلها في بعض الأعوام
(2) بالأصل " حازم " (3) ما بين معقوفتين سقط من الأصل واستدرك عن الطبري 1 / 209
(4) بالأصل " فاتح " والمثبت موافق لما في المطبوعة
وكان فالغ كذا مكرر بالأصل
(5) عن الطبري 1 / 209 ومخطوط الخزانة العامة وبالأصل " فما "
পৃষ্ঠা - ৭৩
الحافظ بقراءتي عليه ببغداد قال أنا أبو بكر محمد بن هبة الله بن الحسن بن منصور بن اللاكائي أنا أبو الحسين محمد بن محمد بن منصور بن الفضل المتوتي القطان أنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن درستوية النحوي أنا أبو يوسف يعقوب بن سفيان بن جوان الفسوي (1) قال حدثت عن الأصمعي عن النمر بن هلاك عن قتادة عن أبي الخلد (2) قال الأرض أربعة وعشرون ألف فرسخا (3) منها ألف فرسخ للعرب ولسائر الناس البقية أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسين بن أحمد بن عبد الله بن البنا ببغداد أنا أبو يعلى محمد بن الحسين بن محمد بن الفرا أنبأنا أبو القاسم إسمعيل بن سعيد بن سويد المعدل قراءة عليه قال قال أبو بكر محمد بن القاسم بن الأنباري والشام فيه وجهان يجوز أن يكون مأخوذا من اليد الشؤمى وهي اليسرى وقال الشاعر * وانحى على شؤمى يديه فرادها * بأظمأ من فرع الذوابة أسحما (4) * ويجوز أن يكون فعلى من الشؤم قال ويقال أنجد أتى نجدا وأعرق دخل العراق وأعمن أتى عمان وقد أشأم أتى إلى الشام وبصر وكوف وأمن ويامن إذا أتى اليمن دفع إلي أبو الفضل محمد بن ناصر بن محمد بن علي بن محمد بن عمر الحافظ الأديب البغدادي ببغداد كتاب اشتقاق أسماء البلدان لأبي الحسين محمد بن فارس بن زكريا اللغوي وعليه خطه فوجدت فيه قال أبو الحسين بن فارس أما الشام فهو فعل من اليد الشؤمى وهي اليسرى ويقال أخذ شامة أي على يساره وشأمت القوم ذهبت على شمالهم وقال قوم هو من شوم الإبل وهو سودها وحضارها هي البيض قال أبو ذؤيب
_________
(1) الفسوي: بفتح الفاء والسين نسبة إلى فسا وهي بلدة من بلاد فارس يقال لها: بسا
(2) في المختصر 1 / 41 " أبو الجلد "
(3) كذا بالأصل والصواب: فرسخ
(4) البيت للأعشى ديوانه ط بيروت ص 188، من قصيدة مطلعها: ألم خيال من قتيلة بعدما * وهى حبلها من حبلنا فتصرما وفي الديوان: فذادها بدل فرادها
والبيت في اللسان " شأم " منسوبا للقطامي
পৃষ্ঠা - ৭৪
فما تشتري إلا بربح سباؤها * بنات المخاض شومها وحصارها (1) * وفي كتاب الله جل ثناؤه في المعنى الأول " وأصحاب المشئمة " (2) ثم قال الأعشى * وأنحى على شؤمي يديها فرادها * بأظمأ من فرع الذوابة أسحما * ويقال شام وشآم قال النابغة قال * على أثر الأدلة والبغايا * وخفق الناعجات من الشآم (3) * ورجل شأم من أهل الشام قال ابن فارس وسميت اليمن لأنها على يمين الكعبة قرأت بخط شيخنا أبي الفرج غيث بن علي بن عبد السلام بن محمد بن جعفر الشرخي الصوري المعروف بابن الأرمنازي الخطيب قال نقلت من كتاب فيه (4) أخبار الكعبة وفضائلها وأسماء المدن والبلدان عن الواقدي والمدائني وابن المقفع قال ابن المقفع سميت الشام بسام بن نوح وسام اسمه بالسريانية شام وبالعبرانية شيم وقال الكلبي سميت بشامات لها حمر وسود وبيض ولم ينزلها سام قط وقال غيره سميت الشام لأنها عن شمال الأرض كما أن اليمن أيمن الأرض فقالوا تشام الذين نزلوا الشام وتيمن الذين نزلوا اليمن كما تقول أخذت يمنة أي ذات اليمين وشامة أي ذات الشمال وقال بعض الرواة إن اسم الشام الأول سورية وكانت أرض بني إسرائيل قسمت على اثني عشر سهما فصار لكل قسم تسعة أسباط ونصف في مدينة يقال له سامر (5) وهي من أرض فلسطين فسار إليها متجر العرب في ذلك الدهر ومنها كانت ميرتهم فسموا الشام بسام بن نمر (6) حذفوا فقالوا الشام "
_________
(1) شرح أشعار الهذليين: 1 / 74 برواية: شيمها وحضارها
قال أبو عمر: شيمها: سودها
(2) سورة الواقعة الآية 9
(3) ديوان النابغة الذبياني ط بيروت ص 114 برواية: " وخفف الناجيات " يعني سير الإبل المسرعات
والناعجات من الإبل: البيض الكريمة (قاله في اللسان)
(4) بالأصل " الله " وما أثبت يوافق
(5) كذا بالأصل ومخطوط الخزانة العامة بالرباط وفي المطبوعة المجلدة الأولى ابن عساكر: شاموس
(6) كذا بالأصل ومخطوط الخزانة العامة بالرباط وفي المجلدة الأولى من ابن عساكر المطبوع: نوح