حرف الحاء
حمدية الخشاب المصري
পৃষ্ঠা - ৬৬৯৫
/ حمديه /
1737 - حمدية الخشاب المصري قدم دمشق حكى عنه ابنه علي أخبرنا أبو الفرج غيث بن علي الصوري إجازة أنا أبو سعيد عبد الرحمن بن محمد بن مسلم الأبهري بقراءتي عليه قال سمعت أبا محمد عبد الله بن الوليد بن سعد بن بكر الأنصاري الفقيه المالكي قال سمعت أبا الحسن علي بن الحسن بن علي بن فهر مذاكرة في المسجد الحرام قال اجتمعنا بمصر في منزل أبي عبد الله محمد بن محمد بن حمدون الرجل الصالح ومعنا شاب جميل عفيف يقال له علي بن حمدية الخشاب وكان حسن الصوت بالقرآن فتذاكرنا حب الصحابة وفضائلهم وبغض الروافض وكفرهم فحدثنا عن أبيه حمدية أنه أخبره قال كنت كثير التخليط في شبيبتي مرتكبا للمعاصي وكنت مخالطا لغلام حدث على ريبة فوجدت عليه يوما موجدة شديدة لرؤيتي له مع غيري فلما خلوت معه حملني الغيض عليه أن قتلته وقطعت أعضاءه وجعلته في مكتل (1) ورميت به في النيل وكان أبواه (2) قد عرفا صحبته إياي وكانا لا يمنعاه مني مخافة عليه مني فلما فقداه سألاني عنه فقلت لهما ما لي به علم فقالا نخشى أنك قتلته فقلت لهما لم أفعل ولقد ذهب مع غيري (3) وأنا اجتهد في طلبه حيث أطمع به
_________
(1) مكتل كمنبر ونيل يسع خمسة عشر صاعا (قاموس)
(2) الاصل " أبوه " والصواب عن م
(3) مطموسة بالاصل والمثبت بين معكوفتين عن م
পৃষ্ঠা - ৬৬৯৬
ثم خرجت فإذا بنفسي لا أستقر في بلد حتى أتيت دمشق فبينا أنا ليلة من الليالي ساهرا (1) إذ سمعت ضربا شديدا بجانب بيتي حتى قلقت من سماعه فلما أصبحت نقبت الجدار الذي بيني وبين البيت حتى فتحت فيه مقدار ما أبصر بعيني الواحدة فلما جن الليل وهدأت (2) الأصوات سمعت الحركة والكلام فتأملت فإذا شيخ يقول هاتوا أبا بكر فقدمت بين يديه صورة رجل فخاطبها فقال يا أبا بكر فعلت كذا وصنعت كذا وصنعت كذا ثم أمرت بضرب الصورة حتى عددت مائتي جلدة ثم قال ارفعوا عنه هاتوا عمر فأتي بصورة أخرى فضربت مثل ذلك ثم قال ارتفعوا عنه هاتوا عثمان فأتي بصورة أخرى فضربت مثل ذلك ثم قال ارفعوا عنه هاتوا عليا فأتي بصورة أخرى فقال يا علي من اضطرك أن تصعد منبر الكوفة في جمع الناس فتقول ألا إن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر ولو شئت لسميت الثالث ما الذي أردت بهذا ما حملك على هذا ثم أمر بضربها فضربت أربع مائة جلدة ضاعف عليه الضرب ثم قال ارفعوا عنه قال فقلت في نفسي حمدية أليس قد قتلت غلاما لا ذنب له وعصيت الله إلى وقتك هذا فلئن يسر لك قتل هذا الشيخ ليتوبن الله عليك من كل ما اكتسبت يداك ثم ترجع إلى أبوي الغلام فتعطيهما القود من نفسك فأصبحت ولم يكن أول عملي إلا شحذ سكيني حتى رضيت فلما أمسيت إلى قريب من وقت الشيخ في الليل خرجت حتى وقفت على باب الشيخ فقرعت عليه بابه فقال من هذا فقلت أنا جارك في هذا البيت الذي يليك فلما فتح الباب قلت له أنا رجل غريب وجئت وقتا فائتا بغير عدة وقد أدركني عطش شديد فاسقني فقال نعم فلما ولى ليأتيني بالماء اقتحمت عليه الباب فضربته بين كتفيه بالخنجر أنفذته بها ثم صرعته فذبحته وخرجت ساعتي تلك من البيت فلما أصبحت عزمت على الرجوع إلى مصر لألقى أبوي الغلام فأقر لهما فيفعلا في ما أحبا
_________
(1) الاصل " شاهدا " والمثبت عن م
(2) الاصل وم: وهدت
পৃষ্ঠা - ৬৬৯৭
فلما بلغت الشام ركبت البحر فنزلت بساحل تنيس (1) فإذا أنا بأبوي الغلام فسلمت عليهما فردا علي السلام وسألاني عن حالي فقلت لهما إني قتلت ابنكما فاذهبا بي إلى بدر وإلى تنيس يأخذ لكما مني القود فقالا اذهب معنا إلى البيت فذهبت معهما فوضعا بين يدي طعاما فقلت لهما قد سماه لي فأكلت وأكلا معي وأظهرا لي الترحيب والإكرام فعجبت (2) لذلك فقالا لي فأي عمل نلت عناية رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بك وشفاعته عندنا فيك قلت فكيف ذلك فقال أبو الغلام إني لنائم ذات ليلة وهي الليلة (3) التي قتلت فيها الشيخ رأيت النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال لي أحب أن تهب لي دم ابنك الذي قتل حمدية وأضمن لك على الله الجنة فقلت قد فعلت يا رسول الله فأيقظتني هذه يعني زوجته وأخبرتني أنها رأت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في النوم فسألها فيما سألني ففعلت كفعلي وخرجنا نلتمسك وقد وهبنا دم ابننا لك فاذهب راشدا حيث شئت لا سبيل عليك قال علي فلزم أبي حمدية بعد ذلك الغزو والجهاد ولم يفارقه ولم يأو تحت سقف بيت حتى لقي الله عز وجل رحمة الله عليه
_________
(1) إعجامها مضطرب بالاصل والصواب عن م وضبطت عن معجم البلدان
وهي بلدة من جزائر بحر الروم قرب دمياط
(2) الاصل وم: فعجب
(3) سقطت من الاصل واستدركت على هامشه