عن دمشق والشام
باب كيف كان أمر دمشق في الفتح وما أمضاه المسلمون
পৃষ্ঠা - ৫৭১
" باب كيف كان أمر دمشق في الفتح وما أمضاه المسلمون لأهلها من الصلح " أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن محمد الأكفاني نا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد الكتاني أنا أبو محمد بن أبي نصر أنبأ أبو الميمون بن راشد أنبأ أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو حدثني عبد الرحمن بن إبراهيم نا الوليد بن مسلم قال حدثني الأموي قال ثم ولي عمر بن الخطاب فعلى يديه فتحت دمشق سنة أربع عشرة قال أبو زرعة وحدثني محمود بن خالد قال عن محمد بن عايذ عن الوليد بن مسلم عن عثمان بن خضر (1) عن علاف عن يزيد بن عبيدة قال فتحت دمشق سنة أربع عشرة قال أبو زرعة وفتحت دمشق سنة أربع عشرة في رجب حدثنيه عبد الرحمن بن إبراهيم عن الوليد بن مسلم وغيره بهذه القصة ثم أعاده في موضع آخر عن محمود عن (2) الوليد ولم يذكر ابن عايذ أخبرنا أبو علي الحسين بن علي بن أشليها (3) المصري وابنه أبو الحسن علي بن الحسين قالا أنا أبو الفضل بن الفرات أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن أبي العقب أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي نا محمد بن عايذ القرشي نا الوليد عن عثمان بن خضر (1) عن يزيد بن عبيدة قال
_________
(1) كذا بالاصل وفي المطبوعة: " عثمان بن حصن بن علاق " وانظر تقريب التهذيب والكاشف 2 / 217
(2) بالاصل " بن " تحريف وهو محمود بن خالد وقد مر في الحديث الذي قبله
(3) بالاصل: استلها "
পৃষ্ঠা - ৫৭২
فتحت دمشق سنة أربع عشرة أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني وأبو محمد عبد الكريم بن حمزة (1) السلمي قالا نا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد التميمي أنا أبو القاسم تمام بن محمد الرازي وعبد الوهاب بن جعفر الميداني قالا أنا أبو الحارث أحمد بن محمد بن عمارة بن أبي الخطاب يحيى بن عمرو بن عمارة الليثي ح قال تمام وأخبرني أبو بكر يحيى بن عبد الله بن الحارث ثنا عبد الرحمن (2) بن عمر المازني قال تمام وأخبرني أبو إسحاق (3) بن سفيان إجازة قالوا ثنا أحمد بن المعلى ثنا عبد الرحمن بن إبراهيم ثنا الوليد بن مسلم قال سمعت أشياخنا يقولون إن دمشق فتحت في سنة أربع عشرة وأن عمر بن الخطاب قدم الشام (4) سنة ست عشرة فولاه الله فتح بيت المقدس على صلح ثم قفل أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم الداراني أنا أبو الفرج سهل بن بشر الإسفرايني أنا أبو بكر الجليل (5) بن هبة الله بن الخليل أنا عبد الوهاب بن الحسن الكلابي نا أبو الجهم أحمد بن الحسين بن طلاب نا العباس بن الوليد ثنا صالح نا أبو مسهر قال سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول كان فتح دمشق سنة أربع عشرة وكانت اليرموك سنة خمس عشرة وعلى المسلمين أبو عبيدة بن الجراح Bهـ أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ عمر بن عبيد الله بن عمر أنا أبو الحسين بن بشران أنبأ عثمان بن أحمد بن عبد الله نا حنبل نبأ عاصم بن علي نا أبو معشر قال وكان فتح دمشق في رجب سنة أربع عشرة قال ونا حنبل بن إسحاق حدثنا هلال بن العلاء ثنا عبد الله بن جعفر الرقي نا مطرف بن مازن اليماني عن معمر قال وكان فتح دمشق في رجب سنة أربع عشرة
_________
(1) عن خع وبالاصل " عمرة "
(2) في المطبوعة: عبد الرحيم
(3) زيادة عن خع
(4) زيادة عن خع
(5) عن خع وبالاصل " الحليل "
পৃষ্ঠা - ৫৭৩
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي نا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري قالا أنا أبو الحسين بن الفضل أنبأ عبد الله بن جعفر نا يعقوب نا حامد بن يحيى نا صدقة يعني ابن سابق عن محمد بن إسحاق قال ثم ساروا إلى دمشق على الناس خالد وقد كان عمر عزله وأمر أبا عبيدة فرابطوها حتى فتح الله عز وجل فلما قدم الكتاب على أبي عبيدة بإمرته وعزل خالد استحيى أن يقرئ خالد الكتاب حتى فتحت دمشق وكانت في سنة أربع عشرة في رجب قال وأظهر أبو عبيدة إمرته وعزل خالد ثم شنا أبو عبيدة شننته وفي نسخة شنته (1) بدمشق قال نبأ يعقوب حدثني سلمة عن (2) أحمد بن حنبل عن إسحاق بن عيسى عن أبي معشر قال وكان فتح دمشق في العام القابل في رجب سنة أربع عشرة وكانت اليرموك في رجب سنة خمس عشرة أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد بن أحمد بن البغدادي قالت أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمود بن أحمد بن محمد الثقفي أنا أبو بكر بن المقرئ نا محمد بن جعفر الزراد المنبجي (3) حدثنا عبيد الله بن سعد نا عمي نا أبي عن ابن إسحاق قال وكان فتح دمشق في سنة أربع عشرة في رجب أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر المخلص أنا أحمد بن عبد الله بن سعيد بن سيف نا السري بن يحيى نا شعيب بن إبراهيم نا سيف بن عمر قال كانت وقعة دمشق في شوال سنة أربع عشرة أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا أبو الحسن محمد بن علي السيرافي ثنا أبو عبد الله أحمد بن إسحاق القاضي نا أحمد بن عمران نا موسى بن زكريا نا خليفة بن خياط قال سنة أربع عشرة فيها فتحت دمشق سار أبو عبيدة بن الجراح
_________
(1) كذا بالاصل وخع والعبارة في مختصر ابن منظور 1 / 203 ثم شتى أبو عبيدة شتيتة - وفي نسخة: شتيه - (2) بالاصل وخع " بن " تحريف
(3) في المطبوعة: " المنيحي " تحريف
পৃষ্ঠা - ৫৭৪
ومعه خالد بن الوليد فحاصرهم فصالحوه وفتحوا له باب الجابية (1) وفتح خالد أحد الأبواب عنوة وأتم لهم أبو عبيدة الصلح وقال ابن الكلبي كان الصلح يوم الأحد النصف من رجب سنة أربع عشرة صالحهم أبو عبيدة بن الجراح قال وثنا خليفة ثنا بكر بن سليمان عن ابن إسحاق قال صالحهم أبو عبيدة بن الجراح في رجب وقال ونا خليفة قال وحدثني بكر بن عطية قال حاصرهم أبو عبيدة رجب وشعبان وشهر رمضان وشوال تم الصلح في ذي القعدة (2) أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن السمرقندي أنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن البسري (3) أنبأ أبو طاهر المخلص إجازة أن أبا محمد عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن عيسى بن خلف السكري حدثهم قال دفع إلي (4) أبو الحسن عبد الرحمن بن حمد بن المغيرة الصيرفي في (5) كتابه وأخبرني عن أبيه أنه قرأ بخط أبي عبيد القاسم بن سلام الثقة وأنه سمعه من أبيه محمد بن المغيرة وأن أباه قرأه على أبي عبيد قال أبو محمد فنسخته وقرأته عليه قال حدثني أبي قال حدثني أبو عبيدة قال سنة أربع عشرة فيها افتتحت دمشق وذكر أبو عثمان سعيد بن كثير بن عفير المصري في تاريخ فتح دمشق فقال فحاصروها أربعة أشهر ومنهم من قال فحاصروها أربعة عشر شهرا أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني ثنا عبد العزيز الكتاني أنبأ أبو محمد بن أبي نصر أنا أبو القاسم بن أبي العقب أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي نا محمد بن عايذ نا الوليد بن مسلم قال حدثني الشيخ الأموي عن أبيه أن أبا بكر ولي سنتين وأربعة اشهر فعلى يديه كانت وقعة أجنادين وفحل ثم مضى المسلمون إلى
_________
(1) باب دمشق الغربي ومنه يكون الخروج إلى قرية الجابية
(2) راجع تاريخ خليفة ص 125 و 126
(3) بالاصل وخع " السري " والصواب عن الانساب " البسري " وهذه النسبة إلى بسر بن أرطأة ومنهم أبو القاسم على بن أحمد بن محمد بن البسري البندار شيخ بغداد في عصره
(4) زيادة عن خع
(*) (5) كذا والمناسب حذف " في "
পৃষ্ঠা - ৫৭৫
دمشق فنزلوا عليها في رجب سنة ثلاث عشرة وتوفي أبو بكر Bهـ بعد ذلك وولي عمر بن الخطاب فعلى يديه فتحت دمشق في سنة أربع عشرة قال فسمعت أشياخنا يقولون إن عمر بن الخطاب ولي سنة ثلاث عشرة فأقام عمر عمود رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وسنته فكان أول ما ابتدأ به إقامة فريضة الجهاد والائتمام (1) برسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأبي بكر بأثرة أهله بكل ما قدر عليه (2) من تقويتهم بالأموال التي صرفها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأبو بكر فيها مع إعماله رأيه ونظره وتدبيره إياه ما حضر منه أو غاب قالوا ففتح الله به وعلى يديه الفتوح العظيمة من دمشق سنة أربع عشرة واليرموك سنة خمس عشرة أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نبأ أبو محمد الكتاني أنبأ أبو القاسم الرازي أنا أبو جعفر عبد الله بن محمد بن هشام الكندي نا أبو زرعة الدمشقي حدثني الحكم بن نافع نا صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير أن أبا بكر جهز بعد النبي (صلى الله عليه وسلم) جيوشا على بعضها شرحبيل بن حسنة ويزيد بن أبي سفيان وعمرو بن العاص وأرسل أبو بكر إلى خالد بن الوليد وهو بالعراق وقد فتح الله عليه القادسية (3) وجلولاء (4) فكتب له أن انصرف بثلاثة آلاف فارس فأمد إخوانك بالشام والعجل العجل قال فنزل خالد على شرحبيل ويزيد وعمرو فاجتمع هؤلاء الأمراء الأربعة وأخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني أنا أبو محمد بن أبي نصر أنبأ أبو الميمون بن راشد نا أبو زرعة حدثني أبو اليمان حدثني صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير أن يزيد بن أبي سفيان ومن معه كتبوا إلى أبي (5) بكر يخبرونه بجموع الروم لهم ويستمدونه (6) فكتب أبو بكر إلى خالد بن الوليد وهو بالعراق وقال غيره بناحية عين التمر وقد فتح الله عليه القادسية وجلولاء
_________
(1) بالاصل وخع: " والانتمام " والمثبت عن المطبوعة
(2) عن خع وبالاصل " قدم "
(3) بلدة كان بينها وبين الكوفة خمسة عشر فرسخا (ياقوت)
(4) جلولاء: بالمد طسوج من طساسيج السواد في طريق خراسان بينها وبين خانقين سبعة فراسخ (معجم البلدان)
(5) زيادة عن خع
(6) بالاصل وخع " واستمدونه "
পৃষ্ঠা - ৫৭৬
وأمير الجيش سعد بن أبي وقاص وكتب إليه أن انصرف بثلاثة آلاف فارس فأمد إخوانك بالشام والعجل العجل إلى إخوانكم بالشام فوالله لقرية من قرى الشام يفتحها الله عز وجل على المسلمين أحب إلي من رستاق عظيم من رساتيق العراق ففعل خالد فاشتق الأرض بمن معه حتى خرج إلى صفير (1) وذنبة (2) فوجد المسلمين معسكرين بالجابية فنزل خالد على شرحبيل ويزيد وعمرو فاجتمع هؤلاء الأربعة أمراء بين مولى (3) من الحارث كذا قال وإنما استخلف خالد المثنى بن حارثة ثم قدم سعد بعد ذلك أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن الماوردي أنا أبو الحسن محمد بن علي السيرافي نا أحمد بن إسحاق النهاوندي نا أحمد بن عمران بن موسى نا موسى بن زكريا نا أبو عمرو خليفة بن خياط المعروف بشباب حدثني الوليد بن هشام عن أبيه عن جده قال كان خالد على الناس (4) فصالحهم فلم يفرغ من الصلح حتى عزل وولي أبو عبيدة فأمضى صلح خالد ولم يغير الكتاب والكتاب عندهم باسم خالد أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني أنا أبو محمد بن أبي نصر نا أبو الميمون بن راشد نا أبو زرعة حدثني عبد الرحمن بن إبراهيم حدثني الوليد بن مسلم حدثني الأموي عن أبيه قال وكانت وقعة أجنادين في جمادى الأولى ووقعة فحل في ذي القعدة من سنة ثلاث عشرة قال محمد بن عايذ قال الوليد بن مسلم قال سعيد بن عبد العزيز وابن حاتم ثم كانت وقعة بمرج الصفر والتقوا على النهر عند الطاحونة فقتلت الروم يومئذ حتى جرى النهر وطحنت طاحونتها من دمائهم
_________
(1) كذا بالاصلين ولم أجده ولعله أحد موضعين ففي معجم البلدان: ضفير: ذو ضفير: جبل بالشام
وفيه: ضمير موضع قرب دمشق
فلعله صحفت اللفظة من النساخ
(2) ذنبة: موضع من أعمال دمشق (معجم البلدان)
(3) كذا وردت العبارة بالاصلين وفي المطبوعة: فاجتمع هؤلاء الاربعة الامراء يبرمون أمر الحرب
(4) يعنى عند فتح دمشق انظر تاريخ خليفة ص 126 حوادث سنة 14
(5) عقب خليفة بعد ما أورد الخبر: هذا غلط لان عمر عزل خالدا حين ولي
পৃষ্ঠা - ৫৭৭
قال فأخبرني عبد الرحمن بن إبراهيم نا الوليد بن مسلم حدثني الأموي أن وقعة فحل وأجنادين كانت في خلافة أبي بكر ثم مضى المسلمون إلى دمشق ونزلوا عليها في رجب سنة ثلاث عشرة قال وحدثني عبد الرحمن بن إبراهيم نا الوليد بن مسلم قال سمعت أبا عمرو وغير من أشياخنا يقولون إن الله أظهرهم على من تعرض قتالهم (1) بأجنادين وفحل ثم بمرج الصفر حتى نزلوا على دمشق وحاصروا أهلها قال ابن عايذ قال الوليد عن يحيى بن حمزة أخبرني راشد بن داود عن شراحيل بن مرثد أن خالد بن الوليد وجماعة المسلمين نزلوا على حصار دمشق فحاصروها أربعة أشهر أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد المشكاني (2) الخطيب بها أنا القاضي أبو منصور محمد بن الحسن بن محمد النهاوندي أنا القاضي أبو العباس أحمد بن الحسين بن زنبيل النهاوندي أنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن القاضي نا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري حدثني محمد بن عثمان الدمشقي نا الهيثم (3) بن حميد أخبرني محمد بن يزيد الرحبي سمعت أبا الأشعث عن أبي عثمان الصنعاني قال لما فتح الله عز وجل علينا دمشق (4) خرجنا مع أبي الدرداء في مسلحة برزة (5) ثم تقدمنا مع أبي عبيدة بن الجراح ففتح الله بنا حمص ثم تقدمنا مع شرحبيل بن السمط فأوطأ الله بنا ما دون النهر يعني الفرات وحاصرنا عانات (6) وأصابنا لأواء (7) وقدم علينا سلمان (8) في مدد لنا
_________
(1) عن خع وبالاصل " لقتالهم "
(2) بالاصلين: " المسكاي " والمثبت " عن الانساب وهذه النسبة إلى مشكان قرية من أعمال روذراور قريبة منها من نواحي همذان منها أبو الحسن على بن محمد بن أحمد بن عبد الله الخطيب المشكاني خطيب هذه القرية
(3) عن خع وبالاصل " الهيثم "
(4) سقطت من المطبوعة
(5) برزة: قرية من غوطة دمشق
(معجم البلدان)
(6) عانات: راجع معجم البلدان
(7) عن خع ومختصر ابن منظور
وبالاصل: " وأصحابنا لوا " تحريف
(8) في مختصر ابن منظور: سليمان
পৃষ্ঠা - ৫৭৮
وأخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة نا أبو بكر الخطيب قالا أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الحسن أنا أبو الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب نا أبو الجماهر محمد بن عثمان نا الهيثم (1) بن حميد أنا محمد بن يزيد الرحبي قال سمعت أبا الأشعث الصنعاني (2) قال لما فتح الله علينا دمشق خرجنا مع أبي الدرداء في مسلحة برزة ثم تقدمنا مع أبي عبيدة ففتح الله علينا حمص قال ثم تقدمنا مع شرحبيل بن السمط فأوطأ (3) بنا ما دون النهر يعني الفرات وحاصرنا عانات فأصابنا عليه لأواء وقدم علينا سلمان الخير في مدد لنا أخبرنا أبو علي الحسين بن علي بن الحسين أشليها (4) المصري وابنه أبو الحسن علي بن الحسين قالا أنا أبو الفضل بن الفرات أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا أبو القاسم بن أبي العقب أنبأ أبو عبد الملك القرشي نا محمد بن عايذ القرشي نا أبو بكر مروان بن محمد عن يحيى بن حمزة وحدث راشد بن داود الصنعاني عن أبي عثمان الصنعاني قال حاصرنا دمشق فنزل يزيد بن أبي سفيان على باب الصغير (5) ونزل أبو عبيدة بن الجراح على باب الجابية (6) ونزل خالد بن الوليد على باب الشرقي وكان أبو الدرداء ببرزة قال فحاصرناها أربعة أشهر قال وكان راهب دمشق قد طلب من خالد بن الوليد الصلح قال فشرط عليه خالد بن الوليد أشياء أبى الراهب أن يجيبه إليها قال فدخلها يزيد بن أبي سفيان قسرا من باب الصغير حتى ركبها قال وذهب الراهب كما هو على الحائط الحائط فأتى خالد بن الوليد ولا يعلم أحد (7) أن يزيد قد دخلها قسرا فقال له هل لك في الصلح قال وتجيبني إلى ما شرطت عليك قال نعم فأشهد عليه ففتح له باب الشرقي فدخل يزيد فبلغ المقسلاط فالتقى هو وخالد عند
_________
(1) عن خع وبالاصل " الهيثم "
(2) كذا ولعل في الاصلين سقط فقد تقدم في الحديث السابق أن أبا الاشعث سمعه عن أبي عثمان الصنعاني
واختلف الاسناد هنا عن المطبوعة
(3) بالاصلين: فأبطأ
(4) بالاصلين: أستلها
(5) أصغر أبواب دمشق من الجنوب
(6) باب الجابية: شرقي دمشق منه الخروج إلى قرية الجابية
(7) في مختصر ابن منظور 1 / 204 " خالد "
পৃষ্ঠা - ৫৭৯
المقسلاط (1) فقال هذا دخلتها عنوة وقال هذا دخلتها صلحا فأجمع رأيهم على أن جعلوها صلحا (2) قال نا ابن عايذ وثنا عبد الأعلى بن مسهر عن سعيد بن عبد العزيز أن يزيد بن أبي سفيان دخل من باب الصغير قسرا وخالد بن الوليد من باب الشرقي صلحا فالتقى المسلمون في المقسلاط فأمضوا الأمر على الصلح وقالوا فنظروا فإذا ما بين باب الشرقي إلى المقسلاط (3) أبعد مما بين باب الصغير إلى المقسلاط قال ونا ابن عايذ حدثني عبد الأعلى بن مسهر حدثني غير واحد عن الأوزاعي قال كنت عند ابن سراقة حين أتاه أهل دمشق النصارى بعهدهم فإذا فيه بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من خالد بن الوليد لأهل دمشق إني أمنتهم على دمائهم وكنائسهم أن لا تسكن ولا تهدم
_________
(1) وهو بالقرب من درب الريحان وهو موضع النحاسين بدمشق وهو البريص
(فتوح البلدان ص 124)
(2) انظر مختلف الاقوال في فتح دمشق في أية سنة افتتحت وهل تم فتحها صلحا أم عنوة
الطبري 4 / 56 ابن الاثير 2 / 81 من تحقيقنا ابن كثير 7 / 24 من تحقيقنا الفتوح لابن الاعثم من تحقيقنا 1 / 128 فتوح الشام للازري ص 102 فتوح البلدان للبلاذري ص 123 - 124
قال ابن كثير (7 / 28) : اختلف العلماء في دمشق هل فتحت صلحا أو عنوة؟ فأكثر العلماء على أنه استقر أمرها على الصلح لانهم شكوا في المتقدم على الاخر أفتتحت عنوة ثم عدل الروم إلى المصالحة أو فتحت صلحا
فقال قائلون: هي صلح يعني على ما صالحهم الامير في نفس الامر - وهو أبو عبيدة - وقال اخرون: بل هي عنوة لان خالد افتتحها بالسيف فلما أحسوا بذلك ذهبوا إلى بقية الامراء - ومعهم أبو عبيدة - فصالحوهم
فاتفقوا على أن يجعلوا نصفها صلحا ونصفها عنوة (قال الواقدي: قرأت كتاب خالد بن الوليد لاهل دمشق فلم أر فيه أنصاف المنازل والكنائس وقد روي ذلك ولا أدري من أين جاء به) ويروي الواقدي في فتوح الشام: أن خالد فتح دمشق عنوة وقد دار بينه وبين أبي عبيدة محاجة عنيفة نزلة بعدها خالد على رأي أبي عبيدة (فتوح الشام 1 / 72 وما بعدها)
وقال ابن كثير (7 / 25) : والمشهور أن خالد فتح الباب قسرا (الباب الشرقي) وقال آخرون: بل فتحها عنوة أبو عبيدة وقيل يزيد بن أبي سفيان
وخالد صالح أهل اللد فعكسوا المشهور المعروف وهذا ما ذهب إليه البلاذري في فتوح البلدان وفيه نص كتاب خالد لاهل دمشق بالصلح (انظر نص الكتاب ص 127)
وقيل إن أبا عبيدة كتب لهم كتاب الصلح
قال ابن كثير: وهذا هو الانسب والاشهر وقيل إن الذي كتب لهم الصلح خالد بن الوليد ولكن أقره على ذلك أبو عبيدة
وهذا ما ذهب إليه اليعقوبي في تاريخه 2 / 140
(3) ما بين معكوفتين سقط من الاصل واستدرك عن مختصر ابن منظور 1 / 204 والمطبوعة 1 / 502 واللفظ عن المطبوعة
পৃষ্ঠা - ৫৮০
شهد يزيد بن أبي سفيان وشرحبيل بن حسنة وقضاعي بن عامر وكتب في رجب من سنة أربع عشرة (1) أخبرنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عبد الله الخطيب أنا جدي أبو عبد الله الحسن أنبأ أبو الحسن الربعي (2) أنا أبو الفرج العباس بن محمد بن حبان أنا أبو العباس بن الرقي أنبأ محمد بن محمد بن مصعب أنا محمد بن المبارك نا الوليد قال وأخبرني من سمع يحيى بن يحيى الغساني يحدث عن الرجلين اللذين من قومه اللذين دخلا دمشق يتسوقان منها قبل حصارها فبعث إليهما بطريقها فأمر أحدهما بالذهاب إلى معسكر المسلمين ليأتيه بخبرهم ثم رجع فخبره بما خبره به فمنعهما من الخروج كراهية أن يذيع خبرهما قالا (3) فبينا به نحن فيها إذ سمعنا التكبير حول المدينة وجعل كل قوم من أهلها على ما يليهم من حائطها قلنا (4) ممن اجعل معهم إلى باب الشرقي فنزل خالد ومن معه دير خالد (5) ونزل أبو عبيدة ومن معه ويزيد على باب الجابية فبينا نحن على برج بابها الشرقي إذ نشب أصحاب خالد بن الوليد القتال ودنا رجل منهم في يده اليمنى السيف وفي يده اليسرى الدرقة فنادى بالبراز فقال لنا ما يقول قلنا نقول إنه يدعو إلى المبارزة فأنزلوا حبشيا كالبعير مستائما (6) في سلاحه فتدانى فضربه المسلم فقتله ثم نادى بالبراز فأنزلوا إليه صاحب بندهم أجلسوه على باب دلوه فتدانى فضربه المسلم فقتله ثم نادى بالبراز فقال قل للشيطان يبارزك قال وحدثنا (7) الوليد عن (8) يحيى بن حمزة عن راشد بن داود عن
_________
(1) انظر نص كتاب خالد لاهل دمشق في فتوح البلدان للبلاذري ص 124
(2) زيادة عن خع
(3) عن خع وبالاصل " قال "
(4) كذا وردت العبارة بالاصل وخع وفي المطبوعة: " فكنا ممن أجفل معهم إلى باب الشرقي " وهذا مناسب أكثر
(5) دير خالد: هو دير صليبا بدمشق مقابل دير الفراديس
قال ابن الكلبي: هو على ميل من الباب الشرقي (معجم البلدان)
(6) بالاصل وخع " مستلما " والمثبت عن مختصر ابن منظور 1 / 204
(7) عن خع وبالاصل " ونادى "
(8) بالاصل وخع " بن " تحريف "
পৃষ্ঠা - ৫৮১
شراحيل (1) بن مرثد أن خالد بن الوليد وجماعة المسلمين نزلوا على حصار دمشق فحاصروها أربعة اشهر ويزيد بن أبي سفيان على بابها الصغير وأبو عبيدة على باب الجابية وخالد بن الوليد على دير خالد عند باب شرقي وأبو الدرداء نازل ببرزة في مسلحة في جماعة من المسلمين قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن عبد العزيز بن أحمد الكتاني أنبأ تمام الرازي أنا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن الفرج القرشي أنا أبو بكر محمد بن خريم بن مروان بن عبد الملك نا السلم (2) بن يحيى نا سويد بن عبد العزيز حدثني الوضين بن عطاء عن يزيد بن مرثد حدثني عصابة من قومي شهدوا فتح دمشق قالوا (3) دخلها أبو عبيدة بن الجراح من باب الجابية بالأمان ودخل خالد بن الوليد من باب الشرقي عنوة بالسيف يقتل فالتقيا عند سوق الزيت فلم يدروا أيهما كان أول العنوة أو الأمان فاجتمعوا فقالوا والله إن أخذنا ما ليس لنا سفكنا الدماء وأخذنا الأموال لنأثمن ولئن تركنا بعض مالنا لا نأثم قال فأجمعوا (4) على أن أمضوه صلحا (5) قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان عن (6) القاضي أبي عبد الله الحسن بن أحمد بن عبد الواحد أنا أبو المعمر المسدد بن علي بن عبد الله الأملوكي (7) أنبأ أبي أنا أبو القاسم عبد الصمد بن سعيد القاضي نا عبد السلام بن العباس بن الزبير نا أبو عبد الله محمد بن عبد العزيز عن عفير عن عمه زرعة بن السقر عن أبي مخنف (8) حدثني محمد بن يوسف بن ثابت عن
_________
(1) عن خع وبالاصل: شر حبيل
(2) في خع: المسلم
(3) بالاصل وخع: قال
(4) في خع: فاجتمعوا
(5) انظر تعليقنا المتقدم قريبا في هذا الامر
(6) بالاصل " بن " تحريف
(7) هذه النسبة إلى أملوك بطن من ردمان وردمان بطن من رعين
وبالاصل وخع: " الاملولي " والصواب عن المطبوعة
(8) بالاصل وخع: " محيف " تحريف
পৃষ্ঠা - ৫৮২
عباس بن سهل بن سعد قال تولى أبو عبيدة حصار دمشق وولي خالد بن الوليد القتال على الباب الذي كان عليه وهو الباب الشرقي فحصر دمشق بعد موت أبي بكر حولا كاملا وأياما ثم إنه لما طال على صاحب دمشق انتظار مدد هرقل ورأى المسلمين لا يزدادون إلا كثرة وقوة وإنهم لا يفارقونه أقبل يبعث إلى أبي (1) عبيدة بن الجراح يسأله الصلح وكان أبو عبيدة أحب إلى الروم وسكان الشام من خالد وكان يكون الكتاب منه أحب إليهم فكانت رسل صاحب دمشق إنما تأتي أبا عبيدة بن الجراح وخالد يلج (2) على أهل الباب الذي يليه فأرسل صاحب الرحا إلى أبي عبيدة فصالحه وفتح له باب الجابية وألح خالد بن الوليد على الباب الشرقي ففتحه عنوة فقال خالد لأبي عبيدة اسبهم فإني قد فتحتها عنوة فقال أبو عبيدة إني قد أمنتهم قال أبو مخنف (3) فتمم (4) أبو عبيدة الصلح وكتب لهم كتابا وهذا كتابه بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب لأبي عبيدة بن الجراح ممن أقام بدمشق وأرضها وأرض الشام من الأعاجم إنك حين قدمت بلادنا سألناك الأمان على أنفسنا وأهل ملتنا إنا شرطنا لك على أنفسنا أن لا نحدث في مدينة دمشق ولا فيما حولها كنيسة ولا ديرا ولا قلاية (5) ولا صومعة راهب ولا نجدد (6) ما خرب من كنائسنا ولا شيئا منها ما كان في خطط المسلمين ولا نمنع كنائسنا من المسلمين أن ينزلوها في الليل والنهار وأن نوسع أبوابها للمارة وابن السبيل ولا نؤوي فيها ولا في منازلنا جاسوسا ولا نكتم على من غش المسلمين وعلى أن لا نضرب بنواقيسنا إلا ضربا خفيا في جوف كنائسنا ولا نظهر الصليب عليها ولا نرفع أصواتنا في صلواتنا وقراءتنا في كنائسنا ولا يخرج صليبنا ولا
_________
(1) عن عع سقطت من الاصل
(2) في مختصر ابن منظور 1 / 205 يلح
(3) بالاصل وخع: " محيف " تحريف
(4) عن مختصر ابن منظور وبالاصل " فتمر " وفي خع: " فتم "
(5) بالاصل وخع " قلامة " والصواب عن مختصر ابن منظور 1 / 205 وفي اللسان: قلى: القلية كالصومعة قال ابن الاثير: واسمها عند النصاري قلاية: تعريب كلاذه وهي من بيوت عباداتهم
(6) عن خع وبالاصل " تجدد "
পৃষ্ঠা - ৫৮৩
كتابنا في طرق المسلمين (1) ولا يخرج باعوثا (2) ولا شعانين (3) ولا نرفع أصواتنا مع (4) موتانا ولا نظهر النيران معهم في أسواق المسلمين ولا نجاورهم بالخنازير ولا نبيع الخمور ولا نظهر شركا في نادي المسلمين ولا نرغب مسلما في ديننا ولا ندعوا إليه أحدا وعلى أن لا نتخذ شيئا من الرقيق الذين جرت عليهم سهام المسلمين ولا نمنع أحدا من قرابتنا إن أرادوا الدخول في الإسلام وأن نلزم ديننا حيث ما كنا ولا نتشبه بالمسلمين في لبس قلنسوة ولا عمامة ولا نعلين ولا فرق شعر ولا في مراكبهم ولا نتكلم بكلامهم ولا نتسما بأسمائهم وأن نجز (5) مقادم رؤوسنا ونفرق نواصينا ونشد الزنانير على أوساطنا ولا ننقش في خواتيمنا بالعربية ولا نركب السروج ولا نتخذ شيئا من السلاح ولا نجعله في بيوتنا ولا نتقلد السيوف وأن نوقر المسلمين في مجالسهم ونرشدهم الطريق ونقوم لهم من المجالس إذا أرادوا المجالس ولا نطلع عليهم في منازلهم ولا نعلم أولادنا القرآن ولا نشارك أحدا من المسلمين إلا أن يكون للمسلم أمر التجارة وأن نضيف كل مسلم عابر سبيل من أوسط ما نجد ونطعمه فيها ثلاثة أيام وعلى أن لا نشتم مسلما ومن ضرب مسلما فقد خلع عهده ضمنا ذلك لك على أنفسنا وذرارينا وأرواحنا (6) ومساكننا وإن نحن غيرنا أو خالفنا عما اشترطنا لك على أنفسنا (7) وقبلنا الأمان عليه فلا ذمة لنا وقد حل لك منا ما حل من أهل المعاندة والشقاق على ذلك أعطينا الأمان لأنفسنا وأهل ملتنا وأقرونا في بلادكم التي أورثكم (8) الله عز وجل عليها شهد الله على ما شرطنا لكم على أنفسنا
_________
(1) ما بين معكوفتين زيادة عن مختصر ابن منظور
(2) الباعوث للنصاري كالاستسقاء للمسلمين وهو اسم سرياني وقيل هو بالغين المعجمة والتاء فوقها نقطتان (اللسان: بعث)
(3) شعانين أو سعانين عيد للنصاري معروف عندهم قبل عيدهم الكبير بأسبوع سرياني معرب وقيل هو جمع واحدة سعنون (اللسان: سعن)
(4) عن مختصر ابن منظور
(5) عن مختصر ابن منظور وبالاصل " يخر "
(6) في مختصر ابن منظور: وأزواجا
(7) الزيادة عن خع ومختصر ابن منظور
(8) بالاصل وخع " ورثكم " والمثبت عن مختصر ابن منظور
পৃষ্ঠা - ৫৮৪
وكفى به شهيدا أنبأنا أبو علي محمد بن سعيد بن إبراهيم بن نبهان ثم أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي أنا أبو طاهر أحمد ب الحسن بن أحمد قالا أنا أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان أنا عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم البغوي وأخبرنا أبو البركات أنبأ طراد بن محمد بن علي الزينبي أنا أحمد بن علي بن الحسين بن الباد (1) أنا أحمد بن حامد بن محمد بن عبد الله الرفا قالا أنا علي بن عبد العزيز نا أبو عبيد حدثني أبو مسهر عن يحيى بن حمزة عن أبي المهلب الصنعاني عن أبي الأشعث وأبي عثمان الصنعاني أن أبا عبيدة بن الجراح أقام بباب الجابية فحاصرهم أربعة اشهر قال أبو مسهر نا سعيد بن عبد العزيز قال دخلها يزيد بن أبي سفيان من الباب الصغير قسرا ودخلها خالد بن الوليد من الباب الشرقي صلحا لذلك (2) الصلح الذي كان من خالد بن الوليد في بعضها فغلب الصلح على العنوة وأمضيت (3) دمشق كلها صلحا أخبرنا أبو الحسين عبد الرحمن بن أبي الحديد أنا جدي أبو عبد الله أنبأ أبو الحسن الربعي أنا العباس بن محمد بن حيان أنا أبو العباس بن الزفتي (4) أنبأ وحشي وهو محمد بن محمد بن مصعب أنبأ محمد بن المبارك الصوري نا الكامل قال أخبرني صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير أن القتال اشتد مما يلي باب الجابية وأشرفوا على فتحها من تلك الناحية فمال أهلها
_________
(1) كذا بالاصل وفي خع " البداء " وفي الانساب (البادي) : يعرفه العامة بابن الباداء وأخبرني بعض الشيوخ أنه البادي وقال: سألته عن ذاك فقال: ولدت أنا وأخي توأمان وخرجت أولا فسميت البادي
(2) كذا وردت العبارة بالاصل وخع ويبدو المعنى مشوشا فثمة سقط في الكلام والعبارة في المطبوعة: صلحا فالقتى المسلمون بالمقسلاط فأمضوها كلها على الصلح
قال أبو عبيد: وإنما صارت دمشق كلها صلحا لذلك الصلح
(3) بالاصل وخع: أمضت
(4) بالاصل " الرقي " وقد تقدم أنه " الزفتي " صوابا وهو ما أثبتناه
(5) كذا وفي المطبوعة " الوليد "
(6) زيادة اقتضاها السياق
পৃষ্ঠা - ৫৮৫
إلى مصالحة خالد ففعل فدخل من على باب الجابية وباب الصغير قسرا ودخل خالد بن الوليد ومن كان معه على باب الشرقي على مصالحة فالتقت خيولهم في سوق مقسلاطها فتذاكروا دخولهم إياها بالصلح والقسر فاجتمع رأيهم جميعا على أن يرفعوا عن أهلها السنان (1) والسيف والصلح (2) قال واقد فذكرته لسعيد وابن جابر فقالا كذلك اجتمع رأيهم إذ (3) اشتبه عليهم أيهما كان قبل الآخر القسر أو الصلح فجعلوها كلها صلحا وذمة قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن عبد العزيز بن أحمد أنا أبو نصر محمد بن هارون الجندي وأبو القاسم عبد الرحمن بن الحسين بن الحسن قالا أنا أبو القاسم علي بن يعقوب نا أبو عبد الملك نا ابن عايذ قال قال الوليد فذكرته لسعيد بن عبد العزيز وابن جابر فقالا كذلك اجتمع رأيهم إذ (2) اشتبه عليهم أيهم كان قبل الآخر القسر أو الصلح فجعلوها كلها صلحا وذمة أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو علي بن المسلمة أنا أبو الحسن الحمامي أنا أبو علي بن الصواف أنا الحسن بن علي القطان نا إسماعيل بن عيسى العطار نا أبو حذيفة إسحاق بن بشير قال قال هؤلاء بإسنادهم يعني منسوخة ثم مضى (3) عمر بن الخطاب على جده وإنصافه وكان أعظم همه وهم المسلمين معه جيوشهم التي بالشام فكانوا أعظم همه قالوا وهم في حصارهم بدمشق لا يفتحونها والأمراء على منازلهم وخالد عليهم لم يحركوه لأن لا يرى العدو اختلاف أمورهم وكتموا من العدو وفاة أبي (4) بكر بجهدهم (5) فلما طال عليهم الحصار دس بطريقهم عيونا فجسوا عساكرهم وأمراءهم ثم عادوا إلى عظيمهم فسألهم بما جسوا ورأوا فقالوا أما الليل فطول القيام وأما النهار فالخير الظاهر والحرص على الجهاد وإن وجد أحدهم نعلا أو كبة من شعر أو غزل دفعها إلى صاحب الغنم (6) فإذا قال صاحب
_________
(1) كذا وردت العبارة بالاصلين وفي المطبوعة: يرفعوا عن أهلها السباء والسيف وأمضوا الصليح
(2) بالاصل: " إذا "
(3) بالاصل: " إذا "
(4) بالاصلين " أبو "
(5) عن خع وبالاصل " عهدهم "
(6) في خع: " المغنم " وفي المطبوعة: المقسم
পৃষ্ঠা - ৫৮৬
المقسم ما هذا قالوا هذا لا نستحله إلا بحلة فلما سمع عظيم دمشق هذه القصة قال ما لنا بهؤلاء طاقة ولا لنا في قتالهم خير فراضوا خالدا عند ذلك على الصلح حتى صالحهم ودخلها من بابها بصلح وعليهم أبو عبيدة من الناحية الأخرى فدخلها عنوة فالتقيا في مدينة دمشق وفيهم من قال أبو عبيدة هو الذي صالح وخالد الذي دخلها فقال أحدهما لصاحبه (1) قد أعطيت الأمان وقال الآخر دخلتها (2) عنوة فقالوا نمضي الأمان فكتب لهم خالد (3) كتاب أمان فيه أبو عبيدة وغيره من اصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قالوا (4) وكان صالح أهل دمشق على دينارين دينارين وشئ من طعام وبعضهم على الطاقة إن زاد المال زاد عليهم وإن نقص ترك ذلك عنهم وكان اشترط على أهل الذمة بأرض الشام أن عليهم إرشاد الضال (5) وأن يبنوا قناطر أبناء السبيل من أموالهم وأن يضيفوا من مر بهم من المسلمين ثلاثة أيام ولا يشتموا مسلما ولا يضربوه ولا يرفعوا في نادي أهل الإسلام صليبا ولا يخرجوا خنزيرا من منازلهم إلى أفنية المسلمين ولا يمروا بالخمر في ناديهم وأن توقد النيران للغزاة في سبيل الله عز وجل ولا يدنوا (6) للمسلمين على عورة وأن لا يحدثوا بناء كنيسة ولا يضربوا بناقوسهم قبل آذان المسلمين وأن لا يخرجوا الرايات في عيدهم وأن لا يلبسوا السلاح في عيدهم وأن لا يتحسر (7) في بيوتهم فإن فعلوا شيئا من ذلك عوقبوا وأخذ منهم وحسب لهم في جزيتهم ومنهم من قال وقد كان أبو بكر Bهـ توفي قبل فتح دمشق وكتب عمر Bهـ إلى أبي عبيدة بالولاية على الجماعة وعزل خالد بن الوليد فكتم أبو عبيدة
_________
(1) زيادة عن خع
(2) بالاصل: دخلها
(3) سقطت من الاصل واستدركت عن هامشه وخع
(4) في مختصر ابن منظور 1 / 206: قالوا: وكان صالح أهل دمشق على شئ مسمى لا يزداد علهيم إن استغنوا ولا يحط عنهم إن افتقروا فكان صالح أهل دمشق على دينارين
(5) عن خع ومختصر ابن منظور وبالاصل " الضالة "
(6) في مختصر ابن منظور: " ولا يدلوا "
(7) في مختصر ابن منظور: وأن لا ينحروا
পৃষ্ঠা - ৫৮৭
الكتاب من خالد وغيره حتى انقضت الحرب فكتب خالد الأمان لأهل دمشق وأبو عبيدة الأمير وهم لا يدرون قال فكان كتاب عمر بن الخطاب إلى أبي عبيدة بنعي أبي بكر (1) واستعماله أبا عبيدة بن الجراح وعزله خالدا بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى أبي عبيدة بن الجراح سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو أما بعد فإن أبا بكر الصديق خليفة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قد توفي فإنا لله وإنا إليه راجعون ورحمه الله وبركاته على أبي بكر الصديق العامل بالحق والآمر بالقسط والآخذ بالعرف اللين الستير الوادع السهل القريب الحكيم ونحتسب مصيبتنا فيه ومصيبة المسلمين عامة عند الله تعالى وأرغب إلى الله في العصمة بالتقى في مرحمته والعمل بطاعته ما أحيانا والحلول في جنته إذا توفانا فإنه على كل شئ قدير وقد بلغنا حصاركم لأهل دمشق وقد وليتك جماعة المسلمين فابثث (2) سراياك في نواحي أهل حمص ودمشق وما سواها من أرض الشام وانظر في ذلك برأيك ومن حضرك من المسلمين ولا يحملنك قولي هذا على أن تغري عسكرك فيطمع فيك عدوك ولكن من
_________
(1) انظر نص الكتاب في فتوح الشام للازري ص 98 وفتوح ابن الاعثم من تحقيقنا 1 / 124 - 125 والوثائق السياسية لحميد الله وثيقة 353 / ب ص 459 وانظر فتوح الشام للواقدي ص 96 - 97 باختلاف بين النصوص
قال الازدي في فتوحه أن تولة أبي عبيدة وعزل خالد وردت إلى أبي عبيدة في كتاب مستقل أرسله مع شداد بن أوس بن ثابت (الازدي ص 102 و 103 وانظر الوثائق السياسة: وثيقة: 353 / ألف و 353 / ب و 353 / هـ
وقال الازدي والذي جاء بكتاب نعي أبي بكر يرفأ مولى عمر بن الخطاب
(2) عن خع وبالاصل " فأتيت "
وفي فتوح ابن الاعثم 1 / 125 وبعد إيراده كتاب عمر بنعي أبي بكر وتولية أبي عبيدة وعزل خالد: قال: ثم كتب عمر إلى أبي عبيدة بن الجراح كتابا صغيرا وجعله وسطه وهو: بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله عمر بن الخطاب أمير المؤمنين إلى أبي عبيد بن الجراح سلام عليك أما بعد فإنك بحمد الله في كنف من المسلمين وعدد يكفي بعضهم حصار أهل دمشق فإذا ورد عليك كتاب هذا فاقرأ على من قبلك من المسلمين وخبرهم بأنك الوالي عليهم وابعث سراياك
انظر فيه بقية الكتاب
পৃষ্ঠা - ৫৮৮
استغنيت عنه فسيره ومن احتجت إليه في حصارك فاحتبسه وليكن فيمن يحتبس خالد بن الوليد فإنه لا غنى بك عنه قالوا فدفع ذلك الكتاب إلى خالد بن الوليد بعد فتح دمشق بنحو من عشرين ليلة فأقبل حتى دخل على أبي عبيدة فقال يغفر الله لك أتاك كتاب أمير المؤمنين بالولاية (1) فلم تعلمني وأنت تصلي خلفي والسلطان سلطانك فقال أبو عبيدة وأنت يغفر الله لك ما كنت لأعلمك ذلك حتى تعلمه من عند غيري وما كنت لأكسر عليك حربك (2) حتى ينقضي ذلك كله ثم قد كنت أعلمك إن شاء الله وما سلطان الدنيا أريد وما للدنيا أعمل وإن ما ترى سيصير إلى زوال وانقطاع وإنما نحن إخوان وقوام بأمر الله عز وجل وما يضر الرجل أن يلي عليه أخوه في دينه ولا دنياه بل يعلم الوالي أنه يكاد أن يكون أدناهما إلى الفتنة وأوقعهما في الخطيئة لما يعرض من الهلكة إلا من عصم الله عز وجل وقليل ما هم ودفع أبو عبيدة عند ذلك إلى خالد بن الوليد الكتاب (3) قال أبو حذيفة وولي أبو عبيدة (4) حصار دمشق وولي خالد (5) بن الوليد القتال على باب الشرقي وولاه الخيل إذا كان يوم يجتمع المسلمون فيه للقتال فحاصروا دمشق بعد هلاك أبي بكر حولا كاملا وأياما (6) وإنه لما طال على صاحب دمشق انتظار مدد قيصر رأى المسلمين لا يزدادون إلا كثرة وقوة وأنهم لا يفارقونه أقبل يبعث إلى أبي عبيدة يسأله الصلح وكان أبو عبيدة أحب إلى الروم وسكان الشام من خالد بن الوليد فكان أن يكون الكتاب منه أحب إليهم وكان اكتبهما وأقربهما منهم قربا وكان قد بلغهم أنه أقدمهما هجرة وإسلاما فكانت رسل صاحب دمشق إنما تأتي أبا عبيدة وخالد يلح على أهل الباب فأرسل صاحب دمشق إلى أبي عبيدة فصالحه وفتح
_________
(1) زيادة عن مختصر ابن منظور
(2) عن مختصر ابن منظور وبالاصل وخع " حزنك "
(3) انظر الطبري 3 / 438 وفتوح البلدان ص 128 وفتوح الازدي 103 وفتوح ابن الاعثم 1 / 125
(4) بالاصلين: أبو حذيفة والصواب عن مختصر ابن منظور
(5) زيادة عن خع
(6) في مدة الحصار اختلاف ما بالاصل يوافق رواية اليعقوبي تاريخه 2 / 140، وانظر فتوح الشام للواقدي 1 / 70 والطبري 3 / 438 وفتوح ابن الاعثم 1 / 127
পৃষ্ঠা - ৫৮৯
باب الجابية وألح خالد على الباب الشرقي فافتتحه عنوة فقال خالد لأبي عبيدة اسبهم فإني قد افتتحتها عنوة فقال أبو عبيدة لا إني قد أمنتهم ودخل المسلمون دمشق قالوا وكان فتح دمشق سنة أربع عشرة في رجب ولخمس عشرة مضت من رجب يوم الأحد ولثلاثة عشر شهرا من خلافة عمر إلا سبعة ايام وكان أهل دمشق قد بعثوا إلى قيصر وهو بأنطاكية رسلا أن العرب قد حاصرونا وليست لنا بهم طاقة وقد قاتلناهم مرارا فعجزنا عنهم فإن كان لك فينا وفي السلطان علينا حاجة فأمددنا وأعنا (1) وإلا فإنا في ضيق وجهد واعذرنا وقد أعطانا القوم الأمان ورضوا منا بالجزية اليسيرة فسرح إليهم أن تمسكوا بحصنكم وقاتلوا عدوكم على دينكم فإنكم إن صالحتموهم وفتحتم حصنكم لهم لم يفوا لكم وخيركم (2) على دينهم واقتسموكم بينهم وأنا مسرح إليكم الجيش في إثر رسولي هذا فانتظروا جيشه فأبطأ عليهم وكتب عمر إلى أبي عبيدة يأمره بالمناهضة وذكر سيف بن عمر أن فتح دمشق كان بعد وقعة اليرموك أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر المخلص أنبأ أبو بكر بن سيف نا السري بن يحيى نا شعيب بن إبراهيم نا سيف بن عمر (3) عن أبي عثمان عن خالد وعبادة قالا لما هزم الله عز وجل جند اليرموك وتهافت أهل الواقوصة وفرغ من المقاسم والأثقال (4) وبعث بالأخماس وسرحت الوفود استخلف أبو عبيدة على اليرموك بشير بن كعب بن أبي الحميري كيلا يغتال بردة ولا تقطع العدو (5) على مواده وخرج أبو عبيدة حتى ينزل بالصفرين (6) وهو
_________
(1) في الاصل وخع: " ذاعيا " كذا والمثبت عن مختصر ابن منظور 1 / 208
(2) في خع: " وخيروكم " وفي مختصر ابن منظور: وجبروكم
(3) تاريخ الطبري 3 / 436 حوداث سنة 13 خبر دمشق من رواية سيف
(4) في الطبري: والانفال
(5) الطبري: الروم
(6) الطبري: بالصفر
পৃষ্ঠা - ৫৯০
يريد اتباع الفالة ولا يدري يجتمعون أو يفترقون فأتاه الخبر بأنهم أرزوا إلى فحل فأتاه الخبر بأن المدد قد أتى أهل الشام (1) فهو لا يدري أبدمشق يبدأ أو بفحل من بلاد الأردن فكتب في ذلك إلى عمر وانتظر الجواب وأقام بالصفرين (2) ولما جاء عمر فتح اليرموك أقر الأمراء على ما كان استعملهم عليه أبو بكر (3) إلا ما كان من عمرو بن العاص وخالد بن الوليد فإنه ضم (4) خالدا إلى أبي عبيدة وأمر عمرا بمعونة الناس حتى يصير الحرب إلى فلسطين وأهل حمص فإن فتحها الله قبل دمشق ثم يتولى حربها ولما جاء عمر Bهـ الكتاب من أبي عبيدة بالذي ينبغي أن يبدأ به فكتب (5) إليه أما بعد فابدؤوا بدمشق وانهدوا لها فإنها حصن الشام وبيت مملكتهم واشغلوا عنكم أهل فحل بخيل (6) يكون بإزائهم في نحورهم وأهل فلسطين وأهل حمص فإن فتحها الله عز وجل فذاك الذي نحب وإن تأخر فتحها حتى يفتح الله عز وجل دمشق فلتنزل دمشق من تمسك بها ودعوها وانطلق أنت وسائر الأمراء حتى تغيروا على فحل فإن فتح الله عز وجل عليكم (7) فانصرف أنت وخالد إلى حمص ودع شرحبيل وعمرا وأخلهما بالأردن وفلسطين وأمير كل بلد وجند على الناس حتى يخرجوا من إمارته فسرح أبو عبيدة إلى أهل فحل عشيرة قواد أبا الأعور السلمي وعبد عمرو بن يزيد بن عامر الجرشي (8) وعامر بن خيثمة (9) وعمرو بن كلب بن يحصب (10) وعمارة بن الصعق بن كلب (11) وصيفي بن علبة بن سنامل (12) وعمرو بن الخبيب بن عمرو
_________
(1) الطبري: أتي أهل دمشق من حمص
(2) الطبري: بالصفر
(3) زيادة عن الطبري
(4) بالاصل: " خالد "
(5) الطبري 3 / 437 - 438
(6) بالاصل: بجبل " والصواب عن الطبري
(7) عن الطبري وبالاصل " عليهم "
(8) بالاصل " الحرشي " والصواب عن الطبري
(9) في الطبري: " حثمة " وفي خع: " حشمة "
(10) في الطبري: " عمرو بن كليب بن يخصب " وفي خع: " عمرو بن كلب عن يحصب "
(11) الطبري: كعب
(12) في خع: " شامل " ومثلها في الطبري
পৃষ্ঠা - ৫৯১
ولبدة بن عامر بن خثعمة وبشر بن عصمة وعمارة بن محنس (1) قائد الناس ومع كل رجل خمسة قواد وكانت (2) الرؤساء تكون من الصحابة حتى لا يجدون من يحتمل ذلك منهم فساروا من الصفرين حتى نزلوا قريبا من فحل فلما رأت الروم أن الجنود تريدهم (3) بثقوا المياه حول فحل فأردغت (4) الأرض ثم وحلت (5) الأرض واغتنم (6) المسلمون ذلك فحبسوا عن المسلمين ثمانين ألف فارس فكان أول محصور بالشام أهل فحل ثم أهل دمشق وبعث أبو عبيدة ذا الكلاع حتى كان بين دمشق وحمص ردءا وبعث علقمة بن حكيم ومسروقا فكانا بين دمشق وفلسطين والأمير يزيد يفضل وفضل (7) بأبي عبيدة من المرج وقدم خالد بن الوليد وعلى مجنبتيه عمرو وأبو عبيدة وعلى الخيل عياض وعلى الرجال شرحبيل فقدموا على دمشق وعليهم بسطاس (8) بن بسطورس فحصروا أهل دمشق ونزلوا حواليها فكان أبو عبيدة على ناحية وخالد (9) على ناحية ويزيد على ناحية وشرحبيل على ناحية وعمرو على ناحية وهرقل يومئذ بحمص ومدينة حمص بينه وبينهم فحاصروا أهل دمشق نحوا من سبعين ليلة حصارا شديدا وقاتلوهم قتالا شديدا بالزحوف والترامي والمجانيق وهم معتصمون بالمدينة يرجون الغياث وهرقل منهم قريب وقد استمدوه وذو الكلاع بين المسلمين وبين حمص في جبل على رأس ليلة من دمشق كأنه يريد حمص وجاءت خيول هرقل مغيثة لأهل دمشق فاشجتها (10) الخيول التي مع ذي الكلاع وشغلتها عن الناس فأرزوا ونزلوا بإزائه وأهل دمشق على حالهم فلما أيقن أهل دمشق أن الأمداد لا يصل إليهم فشلوا
_________
(1) كذا بالاصل وفي " محسن " وكلاهما خطأ والصواب " مخشي " كما في الطبري والاصابة
(2) بالاصل: " خمسة قواد قريبا من فحل وكانت " وعبارة قريبا من فحل مقحمة ولا معنى لها فحذفناها بنا يتفق مع عبارة الطبري
(3) عن خع بالاصل تزيدهم
(4) بالاصل وخع: " فأردعت " والصواب فأردغت بالغين المعجمة كما في الطبري وأردغت الارض: كثر رداغها والرداغ: الوحل الشديد
(5) عن الطبري وبالاصل " دخلت "
(6) في الطبري: واغتم المسلمون من ذلك
(7) في الطبري: ففصل وفصل
(8) في الطبري: نسطاس بن نسطورس
(9) لم يرد خالد في الطبري
(10) عن الطبري وبالاصل: فأسحنها
পৃষ্ঠা - ৫৯২
ووهنوا وأبلسوا (1) وازداد المسلمون طمعا فيهم وقد كانوا يرون أنها كالغارات (2) قبل ذلك إذا هجم البرد قفل الناس فسقط النجم والقوم مقيمون فعند ذلك انقطع رجاؤهم وندموا على دخول دمشق وولد للبطريق الذي على أهل دمشق مولود فصنع (3) عليه فأكل القوم وشربوا وغفلوا عن مواقفهم ولا يشعر بذلك أحد من المسلمين إلا ما كان من خالد فإنه كان لا ينام ولا ينيم ولا يخفى عليه من أمورهم شئ عيونه ذاكية وهو معني بما يليه قد اتخذ كهيئة السلاليم وأوهاقا (4) فلما أمسى من ذلك اليوم نهد ومن معه من جنده الذين قدم بهم عليهم وتقدمهم وهو والقعقاع بن عمرو ومذعور بن عدي وأمثاله من أصحابه في أول يومه وقال إذا سمعتم تكبيرنا على السور فارقوا إلينا وانهدوا إلى الباب فلما انتهى إلى الباب الذي يليه هو وأصحابه المتقدمون رموا بالحبال الشرف وعلى ظهورهم القرب الذي قطعوا بها خندقهم فلما ثبت لهم وهقان تسلق فيهما (5) القعقاع ومذعور ثم لم يدعا أحبولة إلا أثبتاها والأوهاق بالشرف وكان المكان الذي اقتحموا منه أحصن مكان يحيط بدمشق أكثره ماء وأشده مدخلا وتوافوا لذلك فلم يبق ممن قدم معه أحد إلا رقا أو دنا من الباب حتى إذا استووا على السور حدر عامة أصحابه وانحدر معهم وخلف من يحمي ذلك المكان لمن يرتقي وأمرهم بالتكبير فكبر الذين على رأس السور فنهد المسلمون إلى الباب ومال إلى الجبال (6) بشر كثير فوثبوا فيها وانتهى خالد إلى أول من يليه فأتاهم وانحدر إلى الباب فقتل البوابين وثار أهل المدينة وفزع سائر الناس فأخذوا مواقفهم ولا يدرون ما الشأن وتشاغل أهل كل ناحية بما بينهم فقطع خالد بن الوليد ومن معه أغلاق (7) الباب بالسيوف وفتحوا للمسلمين فأقبلوا عليهم من داخل حتى ما بقي مما يلي باب خالد مقاتل إلا أنيم وما شد خالد على من يليه وبلغ منهم الذي أراد عنوة
_________
(1) أبلسوا: تحيروا
(2) بالاصل " كالغارات " والمثبت عن الطبري
(3) عن خع والطبري وبالاصل " فضع " فصنع عليه: يعني أولم
(4) الاوهاق جمع وهق محركة الحبل في طرفيه أنشوطة يطرح في عنق الدابة حتى تؤخذ
(5) عن الطبري وبالاصل " فيها "
(6) الطبري: الحبال
(7) بالاصل: أعلاق المثبت عن الطبري
পৃষ্ঠা - ৫৯৩
أرز (1) من أفلت إلى أهل الأبواب التي تلي غيره وقد كان المسلمون دعوهم إلى المناظرة فأبوا وأبعدوا فلم يفجأهم إلا وهو يتوقعون (2) لهم بالصلح فأجابوهم وقبلوا منهم وفتحوا لهم الأبواب وقال ادخلوا وتمنعونا من أهل ذلك الباب فدخل أهل كل باب بصلح مما يليهم ودخل خالد مما يليه عنوة فالتقى خالد والقواد في وسطها هذا (3) استعراضا وانتهابا وهؤلاء صلحا وتسكينا فأجروا ناحية خالد (4) مجراهم وقالوا قد قروا إلينا ودخلوا معنا فأجاز لهم عمر ذلك Bهـ فأجرى النصف الذي أخذ عنوة مجرى الصلح فصار صلحا وكان صلح دمشق على المقاسمة الدينار والعقار والدينار على كل رأس واقتسموا الأسلاب فكان أصحاب خالد فيها كأصحاب سائر القواد وجرى على الديار ومن بقي في الصلح جريب (5) من كل جريب أرض ووقف ما كان للملوك ومن صوب معهم فيئا وقسموا لذي الكلاع ومن معه ولأبي الأعور ومن معه ولبشير ومن معه وبعثوا بالبشارة إلى عمر Bهـ وقدم على أبي عبيدة كتاب عمر بأن اصرف جند العراق إلى العراق وأمرهم بالحث (6) إلى سعد بن مالك فأمر على جند العراق هاشم بن عتبة وعلى مقدمته القعقاع بن عمرو وعلى مجنبتيه عمر بن مالك الزهري وربعي بن عامر وضربوا (8) بعد دمشق نحو سعد (9) فخرج هاشم نحو العراق في جند أهل العراق وخرج القواد نحو فحل وأصحاب هاشم عشرة آلاف إلا من أصيب منهم فاتموهم بأناس ممن لم يكن منهم منهم قيس والأشتر وخرج علقمة ومسروق إلى إيلياء فنزلا على طريقها وبقي بدمشق مع يزيد بن أبي سفيان من قواد أهل اليمن عدد منهم عمرو بن شمر بن غزية (9)
_________
(1) بالاصل: وارز
(2) الطبري: يبوحون
(3) زيادة عن خع والطبري
(4) عن الطبري وبالاصل " فأخروا " والمثبت فأجروا عن الطبري أيضا
(5) الجريب: مقدار من الارض ومكيال قدر أربعة أقفزة (قاموس) وقيل مساحة من الارض تبلغ 3600 ذراع وقيل عشرة آلاف ذراع
(6) عن الطبري وبالاصل " بالجب "
(7) في المطبوعة: " سعر " تحريف
(8) عن الطبري وبالاصل " وصرفوا "
(9) عن الطبري وبالاصل: غزنة
পৃষ্ঠা - ৫৯৪
وسهم بن المسافر بن هزمة (1) ومشافع (2) بن عبد الله بن شافع وبعث يزيد بن أبي سفيان دحية بن خليفة الكلبي في خيل بعد فتح (3) دمشق إلى تدمر وأبا الزهراء القشيري البثنية (4) وحوران فصالحوهم على صلح دمشق ووليا القيام على فتح ما بعثا إليه وكان أخو أبي الزهراء قد أصيبت (5) رجله بدمشق فلما هاجى بنو قشير بني جعدة فخروا بذلك وعددوه وعيروه فأجابهم نابغة بني جعدة: فإن يكن قدم بالشام نادرة * فإن بالشام اقداما وأوصالا وإن يكن حاجب ممن فخرت به * فلم يكن حاجب عما ولا خالا ثم فخر عليهم وقال: تلك المكارم لا قعبان من لبن * شيبا بماء فصارا بعد أبوالا وقال القعقاع بن عمرو في يوم دمشق: اقمنا على داري سليمان أشهرا * نجالد روما قد حموا (6) بالصوارم قصصنا بها الباب العراقي عنوة * فدان لنا مستسلما كل قائم أقول قد دارت رحانا بدارهم * أقيموا لهم حر الدرى بالعلاصم (7) فلما زأدنا في دمشق نحورهم * وتدمر عضوا منهما بالأباهم وقال أبو نجيد نافع بن الأسود: لا تحسبني وابن أمي صلصلا * كقاسمة الباكين من كبة (8) الحرب
_________
(1) عن الطبري وبالاصل " هزنة "
عن خع والطبري وبالاصل " مسافع "
(3) سقطت من المطبعة
(4) عن هامش الاصل والطبري وبالاصل " الثنية "
(5) بالاصل: " أصيب "
(6) عن المطبوعة وبالاصل " حملا "
(7) في المطبوعة: جز الذري بالغلاصم
(8) بالاصل " مزكية " والمثبت " من كبة " عن خع
পৃষ্ঠা - ৫৯৫
تركنا دمشقا منهلا بطريقنا * نحن إليها ما نحر من الكرب كأنك لم تشهد دمشقا وحائلا * ويوما ببصرى حيث فلظ (1) بنو لهب فإنا وإياهم سحاب بقفرة * تلقحها (2) الأرواح بالصيب السكب منعناكم منهم وقد زعزعوا القنا * وكنا قديما نمنع الجار ذا الذنب هنالك إذ لا يمنع الناس وسمة * وإذا أنت محروب بمدرجة الترب وقد علمت أفنا تميم بأننا * لنا العز قدما عند ذائدة النهب وأن موالينا تعز بعزنا * ومولاكم المأكول إن كان ذا سهب وقال أيضا: من ذا على الأحداث عز كعزنا * إذا الحرب قامت بالجموع على قفر فسائل بنا بسطاس والروم حوله * غداة دمشق والحروب بها تجري ينبوك أنا في الحروب مصالت * نسيل إذا جاش الأعاجم بالثغر بقوم تراهم في الدهور أعزة * لهم عرض ما بين الفرائض والوتر أبى الله إلا أن عمرا تناهمو * قوادم (3) حرب لا تلين ولا تحرى أنبأنا أبو علي محمد بن سعيد بن نبهان ثم أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن قالا أنا أبو علي بن شاذان أنا أبو عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم البغوي وأخبرنا أبو البركات أنبأ طراد بن محمد الزينبي أنا أحمد بن علي بن الحسين بن البادا (4) نا حامد بن محمد بن عبد الله الرقي (5) قالا أنا علي بن عبد العزيز أخبرنا أبو عبيد القاسم بن سلام قال وكذلك مدينة دمشق افتتحها خالد بن الوليد صلحا وعلى هذا مدن الشام كانت كلها صلحا دون أرضها على يدي يزيد بن أبي سفيان وشرحبيل بن حسنة وأبي عبيدة بن الجراح
_________
(1) كذا وفي المطبوعة: فاظ
(2) بالاصل وخع: تلحقها
(3) بالاصل: بناهمو قوايم " والمثبت عن خع
(4) كذا بالاصل وفي خع: " البادا أنا " أنظر ما لا حظناه بأمره قريبا
(5) في خع: الرفا
পৃষ্ঠা - ৫৯৬
أخبرنا أبو الحسين الخطيب أنا جدي أبو عبد الله بن أبي الحديد أنبأ أبو الحسن الربعي أنا أبو الفرج العباس بن محمد بن حيان أنا أبو العباس بن الزفتي (1) أنا محمد بن محمد بن مصعب أنا محمد بن المبارك نا الوليد أخبرني غير واحد من شيوخ دمشق قالوا بينما المسلمون على حصار دمشق إذ أقبلت خيل عظيمة مخمرة بالحرير هابطة من ثنية السليمة فرآهم المسلمون وهم منحدرون منها فخرج إليهم جماعة من المسلمين فيما بين بيت لهيا (2) والثنية التي هبطوا منها فهزمهم الله تعالى وطلبهم المسلمون يترحل هؤلاء وينزل هؤلاء حتى وقفوا على باب حمص فظن أهلها أنهم لما يأتوا حمص إلا وقد صالحوا أهلها فقالوا نحن على ما صالحتم عليه أهل دمشق ففعلوا قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي عن أبي محمد عبد العزيز بن أحمد التميمي أنا محمد بن أحمد بن هارون وعبد الرحمن بن الحسين بن الحسن بن أبي العقب قالا أنا أبو القاسم بن أبي العقب أنا أبو عبد الملك أنا ابن عائذ قال قال الوليد أخبرني صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير أن المسلمين لما افتتحوا مدينة دمشق بعثوا أبا عبيدة بن الجراح وافدا إلى أبي بكر وبشيرا بالفتح فقدم المدينة فوجد أبا بكر قد توفي رحمة الله عليه ورضوانه واستخلف عمر بن الخطاب فأعظم أن يأتمر أحد من أصحابه عليه فولاه جماعة الناس فقدم عليهم فقالوا مرحبا بمن بعثناه بريدا فقدم علينا أميرا قال الوليد وحدثنا سعيد بن عبد العزيز عن مكحول أن الذي أبرد بفتح دمشق رجل من الصحابة ليس بأبي عبيدة وأنه أخبر عمر أنه لم يخلع خفية من يوم الجمعة إلى يوم الجمعة فقال أصبت (3) قال أبو عبد الله بن عائذ الوافد عقبة بن عامر هذا أصح وعليه الناس في حديث عبد الرحمن بن جبير خطأ في مواضع ثلاثة أحدها قوله إن دمشق فتحت في خلافة أبي بكر وإنما حوصرت في خلافته ولم تفتح إلا بعد وفاته والثاني
_________
(1) بالاصل وخع " الرقي " والصواب ما أثبت وقد تقدم مرارا
(2) بيت لهيا: بكسر اللام قرية مشهورة بغوطة دمشق (معجم البلدان)
(3) الزيادة عن خع
পৃষ্ঠা - ৫৯৭
قوله إن عمر ولى أبا عبيدة بالمدينة وإنما ولاه وهو مقيم بالشام فبعث إليه بكتاب توليته وهم محاصرو دمشق فكتمه أبو عبيدة خالدا حتى تم الفتح والثالث قوله إن أبا عبيدة كان البريد وإنما كان البريد (1) عقبة بن عامر ويدل عليه أيضا إجماع أهل التواريخ على أن فتح دمشق كان سنة أربع عشرة وبلا خلاف أن أبا بكر وفي سنة ثلاث عشرة في جمادى الآخرة ويدل على أن البريد كان بفتح دمشق عقبة بن عامر لا أبو عبيدة ما أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن صرما الطحان أنا أبو القاسم عبد الله بن الحسن بن محمد بن الخلال أنا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن علي بن الحسين الصيدلاني المقرئ أنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري نا أبو الأزهر نا وهب بن جرير ثنا أبي قال سمعت يحيى بن أيوب يحدث عن يزيد بن أبي حبيب عن علي بن رياح عن عقبة بن عامر قال قدمت على عمر Bهـ بفتح دمشق وعلي خفان فقال كنت تمسح عليهما قلت نعم قال منذ كم قلت منذ جمعة قال أصبت السنة هكذا رواه جرير بن حازم عن يحيى عن (2) يزيد وتابعه الوليد بن مسلم عن ابن لهيعة عن يزيد وهو ما قرأته على أبي محمد بن عبد الكريم بن حمزة السلمي عن عبد العزيز بن أحمد (3) التميمي أنا أبو نصر بن الجندي وعبد الرحمن بن أبي العقب قالا انا أبو القاسم بن أبي العقب نا أبو عبد الملك نا ابن عائذ قال قال الوليد وأما عبد الله بن لهيعة فحدثنا عن يزيد بن أبي حبيب عن علي بن رباح عن عقبة بن عامر قال أبردت بفتح دمشق وعلي خفان جرمقيان (4) فقال عمر متى عهدك قال يوم الجمعة وهذا يوم الجمعة وما زلت أمسح منذ خرجت قال أصبت
_________
(1) ما بين معكوفتين زيادة عن مختصر ابن منظور 1 / 211
(2) عن خع وبالاصل " بن
(3) زيادة عن خع
(4) في اللسان " جرمق ": الجرموق خف صغير وقيل: خف صغير يلبس الخف والجرامقة: أنباط الشام واحدهم جرمقاني قد تكون هذه النسبة إلى جرامقة الشام
পৃষ্ঠা - ৫৯৮
ويزيد بن أبي حبيب لم يسمعه من علي بن رباح بينهما عبد الله بن الحكم البلوي كذلك رواه عن يزيد عمرو بن الحارث والليث بن سعد ومفضل بن فضالة وحيوة بن شريح وكذلك رواه عبد الله بن وهب ويحيى بن حسان عن ابن لهيعة ووافقا الجماعة عن يزيد وخالفا الوليد بن مسلم عن ابن لهيعة وكذلك رواه يحيى بن إسحاق السيلحيني (1) عن يحيى بن أيوب وخالف جرير بن حازم فأما حديث عمرو فأخبرناه أبو الحسن عبيد الله بن محمد بن أحمد بن الحسين البيهقي أنبأ أبو بكر محمد بن عبد الله بن عمر الهروي العمري أنا أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن أبي شريح نا يحيى بن محمد بن خالد نا بحر بن نصر الخولاني ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصريان واللفظ لمحمد قالا أنا عبد الله بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث وابن لهيعة والليث بن سعد عن (2) يزيد بن أبي حبيب عن عبد الله بن الحكم البلوي أنه سمع علي بن رباح اللخمي يخبر أن عقبة بن عامر الجهني صاحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال قدمت على عمر بن الخطاب بفتح من الشام وعلي خفان فنظر إليهما عمر فقال كم لك لم تنزعهما قال لبستهما يوم الجمعة واليوم الجمعة قال أصبت وأما حديث ليث فأخبرناه أبو السعود أحمد بن علي بن محمد بن المجلي (3) قال نا أبو الحسين محمد بن علي بن المهتدي أنا عبيد الله بن أحمد بن علي المقرئ نا أبو بكر بن زياد حدثني يوسف بن سعيد بن مسلم نا حجاج هو ابن محمد نا ليث حدثني يزيد بن أبي حبيب عن عبد الله بن الحكم البلوي عن علي بن رباح اللخمي عن عقبة بن عامر الجهني أنه قال بعثني بعض أمراء الشام إلى عمر بن الخطاب فقدمت عليه في يوم الجمعة وعلي خفان فقال متى أولجت خفيك
_________
(1) هذه النسبة إلى سيلحين قرية معروفة من سواد بغداد قديمة (الانساب)
(2) بالاصل " بن "
(3) بالاصل وخع " المحلى " ت حريف وقد تقدم الصواب ما أثبتناه
পৃষ্ঠা - ৫৯৯
قال قلت له يوم الجمعة الخالية قال ثم لم تنزعهما بعد قال قلت ثم لم أنزعهما بعد قال أصبت قال ليث (1) وذلك رأينا أما حديث مفضل فأخبرناه أبو القاسم غانم بن خالد بن عبد الواحد بن أحمد بن خالد الاصبهاني بها أنا أبو الطيب عبد الرزاق بن عمر بن موسى بن شمة (2) أنا أبو بكر المقرئ نا محمد بن زبان بن حبيب نا زكريا بن يحيى صاحب العمري حدثني مفضل قال سألت يزيد بن أبي حبيب عن المسح على الخفين فقال أخبرني عبد الله بن الحكم البلوي عن علي بن رباح عن عقبة بن عامر الجهني أنه وفد إلى عمر عاما قال عقبة علي خفان من تلك الخفاف الغلاظ فقال عمر متى عهدك بلبسك لهما فقلت لبستهما يوم الجمعة فقال عمر أصبت السنة وأما حديث حيوة فأخبرناه أبو الحسن محمد بن أحمد بن إبراهيم المعروف بابن صرما ببغداد أنبأ أبو القاسم بن الخلال أنبأ أبو القاسم الصيدلاني أنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن زياد نا يونس بن عبد الأعلى أنا ابن وهب أخبرني حيوة سمعت يزيد بن أبي حبيب يقول حدثني عبد الله بن الحكم عن علي بن رباح أن عقبة بن عامر حدثه أنه قدم على عمر بفتح دمشق قال وعلي خفان قال لي عمر كم لك يا عقبة منذ كم لم تنزع خفك قال فتذكرت من الجمعة مذ ثمانية أيام قال أحسنت وأصبت السنة رواه أبو عاصم عن حيوة فوافق ابن وهب على إدخال الرجل (3) بين يزيد وعلي إلا أنه اختلف عليه في اسمه فقيل عبد الله وقيل الحكم بن عبد الله فأما حديث من قال عبد الله فأخبرناه أبو السعود بن المجلي نا أبو الحسين بن المهتدي أنبأ عبيد الله بن
_________
(1) بالاصل: " قال أنت " والمثبت عن المطبوعة
(2) بالاصل وخع " سمة " والمثبت عن التبصير 2 / 789 ونص على ضبطها بالكسر وقيل بالفتح والميم مفتوحة
(3) بالاصل وخع: " الروم حل " كذا والمثبت عن المطبوعة
পৃষ্ঠা - ৬০০
أحمد الصيدلاني نا عبد الله بن محمد بن زياد نا ابن (1) الجنيد يعني محمد بن أحمد نا أبو عاصم أنا حيوة بن شريح أخبرني يزيد بن أبي حبيب عن عبد الله بن فلان البلوي عن علي بن رباح أن عقبة بن عامر قدم على عمر بن الخطاب إما قال من مصر وإما قال من الشام قال له مذ كم لم تنزع خفيك قال من جمعة قال أصبت وأما حديث من قال الحكم فأخبرناه أبو السعود بن المجلي أنا أبو الحسين بن المهتدي أنا أبو القاسم الصيدلاني نا أبو بكر بن زياد نا أحمد بن منصور نا أبو عاصم عن حيوة عن يزيد بن أبي حبيب حدثه عن الحكم من أهل مصر عن علي بن رباح اللخمي أن عقبة بن عامر قدم على عمر من مصر فقال له كم لك منذ لم تنزع خفيك قال من الجمعة إلى الجمعة قال أصبت قال ونا أحمد بن منصور مرة أخرى فقال عن الحكم بن عبد الله (2) قال نا عباس الدوري نا أبو عاصم عن حيوة (3) عن يزيد بن أبي حبيب عن الحكم بن عبد الله البلوي عن علي بن رباح اللخمي عن عقبة بن عامر أنه قدم على عمر من مصر فقال له عمر كم لك يا عقبة مذ لم تنزع خفيك قال من الجمعة إلى الجمعة قال أصبت قال ابن زياد هكذا قال ابن (4) عباس الحكم بن عبد الله البلوي وأحسب هذا من أبي عاصم أراه كان يضطرب في اسمه وأهل مصر أعلم به قالوا عبد الله بن الحكم وأما رواية ابن وهب عن ابن لهيعة بموافقة الجماعة فقد سقناها مع حديث عمرو وأما حديث يحيى بن حسان عن ابن لهيعة فأخبرناه أبو الحسن عبد الله بن محمد بن أحمد البيهقي أنا أبو بكر محمد بن عبد الله العمري أنا عبد الرحمن بن أحمد بن محمد الشريحي (5) نا يحيى بن محمد بن صاعد نا سليمان بن شعيب الكيساني نا يحيى بن حسان نا ابن لهيعة
_________
(1) بالاصل " أبو " ثم شطبت وكتبت " أبي " تحريف
(2) بالاصلين " عبيد الله "
(3) بالاصلين: عاصم بن حيوة
(4) كذا بالاصلين " ابن عباس " وقد تقدم أنه عباس الدوري
(5) هذه النسبة إلى شريح وهو القاضي المعروف
(الانساب) وفي المطبوعة: الشريجي تحريف
পৃষ্ঠা - ৬০১
عن يزيد بن أبي حبيب عن عبد الله بن الحكم البلوي عن علي بن رباح عن عقبة بن عامر قال أبردت إلى عمر فدخلت عليه وعلي خفين (1) فقال لي يا عقبة متى عهدك بنزع خفيك قلت يا أمير المؤمنين لبستهما يوم الجمعة وهذه الجمعة قال أصبت السنة وأما رواية يحيى بن إسحاق بن يحيى عن (2) أيوب فأخبرنا بها أبو الفضل محمد بن إسماعيل بن الفضل العقيلي (3) أنا أبو القاسم أحمد بن أبي منصور محمد بن محمد الخليلي ببلخ قال أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن الحسن الخزاعي أنا أبو سعيد الهيثم بن كليب الشاشي نا محمد بن عبيد بن المنادي نا أبو زكريا السنجاني (4) أخبرني يحيى بن ايوب والليث بن سعد وابن لهيعة كلهم عن يزيد بن أبي حبيب أن عبد الله بن الحكم أخبره عن علي بن رباح عن عقبة بن عامر الجهني قال قدمت على عمر في وفد من دمشق وعلي خفان غليظان جرمقانيان فقال لي عمر ما هذان الخفان أكنت تمسح عليهما قال قلت نعم يا أمير المؤمنين قال متى لبستهما قال قلت يوم الجمعة وهذا يوم الجمعة أمسح عليهما قال أصبت وقال ابن لهيعة في حديثه أصبت السنة أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن البصري أنبأ محمد بن علي السيرافي أنا أحمد بن إسحاق النهاوندي نا أحمد بن عمران نا موسى بن زكريا نا خليفة بن خياط العصفري حدثني عبد الله بن المغيرة عن أبيه قال افتتح شرحبيل بن حسنة الأزدي كلها عنوة ما خلا طبرية فإن أهلها صالحوه وذلك بأمر أبي عبيدة وقال ابن الكلبي نحوه وقالا وبعث أبو عبيدة خالد بن الوليد فغلب على الأرض البقاع (5) وصالحه أهل بعلبك (6) وكتب لهم كتابا
_________
(1) كذا بالاصل وخع والصواب: خفان
(2) بالاصل وخع " بن " تحريف
(3) عن خع وبالاصل " الفضلي "
(4) رسمها بالاصل " السلحاني " وفي خع تقرء " السنجاني " وهو الصواب وقد أثبتناه هذه النسبة إلى سنجان قرية بمرو يقال لها: باب سنجان
(5) البقاع: جمع بقعة موضع يقال له يقال كلب قريب من دمشق وهو أرض واسعة بين بعلبك وحمص ودمشق (ياقوت)
(6) مدينة قديمة بينها وبين دمشق ثلاثة أيام (ياقوت)
পৃষ্ঠা - ৬০২
وقال ابن المغيرة عن أبيه صالحهم على أنصاف منازلهم وكنائسهم ووضع الخراج وقال ابن إسحاق وغيره فيها يعنون سنة أربع عشرة فتحت حمص وبعلبك صلحا على يدي أبي عبيدة في ذي القعدة قال شباب ويقال في سنة خمس عشرة