حرف الحاء
الحسن بن جعفر بن حمزة بن المحسن ابن عثمان بن الحسن بن أبي الحسين بن
পৃষ্ঠা - ৫৬৫২
1313 - الحسن بن جعفر بن حمزة بن المحسن ابن عثمان بن الحسن بن أبي الحسين بن سعيد أبو محمد الأنصاري البعلبكي المعروف بابن بريك ذكر لي أنه من ولد النعمان بن بشير قدم دمشق غير مرة وتصرف في وقف الجامع وعاد إلى بعلبك وبها لقيته أول مرة وأنشدني لنفسه * أحن إليكم كلما هبت الصبا * وأسأل عنكم كل غاد ورائح وأذكر ذاك المورد العذب منكم * فيغلبني ماء الجفون القرائح وكم لي منكم أنة بعد زفرة * تهيج وجدا كامنا في جوانحي كأن فؤادي من تذكر ما مضى * بقربكم تغتاله كف جارح * وأنشدني أيضا لنفسه * قابل البلوى إذا * حلت بصبر ومسرة فلعل الله أن يو * ليك بعد العسر يسره كم عهدنا نكبة حل * ت فولت بعد فتره لن ينال الحازم الند * ب منى نفس بقدره لا ولا يدفع عنه * من صروف الدهر ذره كل يوم آب من د * نياك بؤس ومضره والليالي ناتجات * للورى هما وحسره * وأنشدني لنفسه أيضا * بقلبي داء من فراق الحبايب * أمر مذاقا من هجوم المصائب وفي كبدي من لوعة البين حرقة * لها في الحشا وخز كلذع العقارب أثارت لي الوجد الذي لا يزيله * ورود المنايا بعد ضنك المصاعب فهل لفؤادي من جوى البين راحة * أبرد أشجاني بها ومشاربي تجهز وفد البين نحوي وخيمت * مضاربه بين اللها والكواتب كأن صروف الدهر لم تلق منزلا * تحل به غيري فحلت بجانبي فأصبحت من وشك الفراق وبينهم * من السقم أخفى من دبيب بحاجب سميري إذا ما الليل أرخى جرانه * لما بي من وجد مسير الكواكب
পৃষ্ঠা - ৫৬৫৩
فما لي والدهر الخؤون كأنما * جنيت فجازاني ببعد الأقارب فليت الليالي إذ ولعن بيننا * جعلنا الردى مقرونة بالمعاطب أبى الدهر إلا شتت شمل وفرقة * وروعه مصحوب بغيبة صاحب أيحسبني دهري جليدا على النوى * وإني ثبت لا تفل مضاربي وإني لذو صبر على كل نكبة * وقد هذبتني للأمور تجاربي وذلك طبعي قبل أن يصدع النوى * فمذ صدعت سدت علي مذاهبي يقر أصيحابي ثباتي على النوى * وما عندهم أني مقيم كذاهب وكل مهولات الزمان خبرتها * وقايستها للبين دون التقارب فلا وجد إلا ما توثله النوى * ولا شرف إلا اجتناب المثالب مقامي من بعد الأخلاء جفوة * ولا سيما كون الحسود مناصبي سأطلب وصلا أو أموت بحسرة * فيحمدني بعد المذمة غلبي أروم نهوضا نحوكم فتصدني * سباسب ما بين الغوير وعاطب سباسب لا ينجو الظليم إذا رمى * مخارمها من كل أغبر شاحب سقى الله مغنى من شقيت لبينهم * من الوابل الوسمي أعذب صائب وقفت به أذري دموعا كأنما * تحدر تهطالا (1) جنون السحائب وكم لي به من أنة بعد وقفة * يرق بها لي كل ماش وراكب يقولون صبرا عل ذا البين ينقضي * فيسعد مشتاق برؤية آيب وكيف أطيق الصبر والدار بعدهم * معطلة يستامها كل غاصب لعمري ما وجدي مفيدي راحة * ولكنه للبين ضربة لازب سهام الرزايا رهرها ترشق الورى * وحملتها ما بين مخط وصائب يزيد غرامي كلما هبت الصبا * وأصبو إليكم يا منى كل طالب * كان بعض أهل بعلبك يتهم أبا محمد بمذهب الروافض فأخبرني أنه رأى في جمادى الأول سنة (2) وأربعين وخمسمائة كأن الحاجب عطاء في الميدان الأخضر خارج باب همذان ببعلبك وحوله من جرت العادة بحضورهم
_________
(1) غير واضحة بالأصل والمثبت عن تهذيب ابن عساكر 4 / 160
(2) بياض بالأصل مقدار كلمة
পৃষ্ঠা - ৫৬৫৪
وهو في جملة الناس وكان قد أتي ببساط فبسط له وطرح عليه طراحة فجلس عليها فإذا بأربعة مشايخ قد حضروا فجلس اثنان عن يمين الحاجب عطاء واثنان عن شماله بعد أن سلموا عليه وأقبلوا بوجوههم إليه وكأنه قد أتي بكرسي شبيه بكرسي الوعظ فأخذوا بيد الحاجب ورفعوه عليه فلما استقر على الكرسي حمد الله وأثنى عليه وصلى على نبيه (صلى الله عليه وسلم) فالتأم في الميدان (1) خلق لا يحصى فقال معاشر الناس الدنيا فانية والآخرة باقية فدخلت ريح تحت الكرسي فرفعته ثم تكلم بكلام لم أحفظه والناس يضجون بالدعاء ويكثرون البكاء ثم نزل الكرسي وأنزل عنه الحاجب (2) فقعد دون المرتبة وجلس الشيوخ عليها فسألت بعض الشيوخ عن أحدهم فقال هذا هو المشرع وأومأ بيده إلى رجل حسن الصورة ثم أخذ بيدي فقال مد يدك فصافحه فصافحته ثم قلت يا شيخ للذي سألته من هؤلاء القوم فقال أبو بكر وعمر وعثمان وهذا محمد بن إدريس الشافعي فما استتم كلامه حتى حضر شيخ عليه سكينة ووقار فنهضوا له ورفعوا قدره فسألت الشيخ عنه فقال هذا علي بن أبي طالب فأومأ المشرع إلى الحاجب عطاء فتقدم إليه ثم تحدث معه فالتفت إلي وقال يا فلان ألم تقل إن هؤلاء القوم كانوا مختلفين بعد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قلت بلى فأومأ إليهم فقال ألم يكن كذلك فقالوا بأجمعهم لا ثم أومأوا إلي وقالوا عليك بمذهب الشيخ عليك بمذهب الشيخ ولازم الماء والمحراب والسلام ثم انتبهت وكأنني مرعوب ثم شكرت الله بعد ذلك شكرا زائدا ولزمت ما قال والحمد لله على ذلك حمدا كثيرا توفي أبو محمد في المحرم سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة
_________
(1) بالأصل اليدان خطأ والمثبت عن مختصر ابن منظور 6 / 324
(2) سقطت من الأصل واستدركت على هامشه وبجانبها كلمة صح
(3) الزيادة عن المختصر