তারিখ দামেস্ক

عن دمشق والشام

باب ذكر اهتمام أبي بكر الصديق بفتح الشام وحرصه عليه

পৃষ্ঠা - ৫২৩
" باب ذكر اهتمام أبي بكر الصديق بفتح الشام وحرصه عليه ومعرفة إنفاذه الأمراء بالجنود الكثيفة إليه " أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر الطبري أنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان نا عمار بن الحسن نا سلمة عن ابن إسحاق قال كان فتح اليمامة واليمن والبحرين وبعث الجنود إلى الشام سنة ثنتي عشرة أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو علي محمد بن محمد بن أحمد بن المسلمة أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن حفص الحمامي أنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن بن الصواف نا أبو محمد الحسن بن علي القطان نا إسماعيل بن عيسى العطار حدثني أبو حذيفة إسحاق بن بشر القرشي نا محمد بن إسحاق قال إن أبا بكر لما حدث نفسه بأن يغزو الروم فلم يطلع عليه أحدا (1) إذ جاءه شرحبيل بن حسنة فجلس إليه فقال يا خليفة رسول الله أتحدث نفسك أنك تبعث إلى الشام جندا فقال نعم قد حدثت نفسي بذلك وما أطلعت عليه أحدا وما سألتني عنه إلا لشئ قال أجل إني رأيت يا خليفة رسول الله فيما يرى النائم كأنك تمشي في الناس فوق خرشفة (2) من الجبل ثم أقبلت تمشي حتى صعدت قنة من القنان العالية فأشرفت على الناس ومعك أصحابك ثم إنك هبطت من تلك القنان إلى أرض سهلة دمثة (3) فيها الزرع والقرى والحصون فقلت للمسلمين شنوا الغارة على أعداء الله وأنا ضامن لكم بالفتح والغنيمة فشد المسلمون وأنا فيهم معي راية _________ (1) بالاصل " أحد " والمثبت عن خع (2) بالاصل وخع: حرشفة: والمثبت عن مختصر ابن منظور 1 / 180 والخرشفة: الارض الغليظة (اللسان) (3) عن خع وبالاصل " رمئة " بالراء
পৃষ্ঠা - ৫২৪
فتوجهت بها إلى أهل قرية فسألوني الأمان فأمنتهم ثم جئت فأجدك قد انتهيت إلى حصن عظيم ففتح الله لك وألقوا إليك السلم ووضع الله لك مجلسا فجلست عليه ثم قيل لك يفتح الله عليك وتنصر فاشكر ربك واعمل بطاعته ثم قرأ " إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا " (1) ثم انتبهت فقال له أبو بكر نامت عيناك خيرا رأيت وخيرا يكون إن شاء الله ثم قال بشرت بالفتح ونعيت إلي نفسي ثم دمعت عينا أبي بكر ثم قال أما الحرشفة التي رأيتنا نمشي عليها حتى صعدنا إلى القنة العالية فأشرفنا على الناس فإنا نكابد من أمر هذا الجند والعدو مشقة ويكابدونه ثم نعلو بعد ويعلو أمرنا وأما نزولنا من القنة العالية إلى الأرض السهلة الدمثة والزرع والعيون والقرى والحصون فإنا ننزل إلى أمر أسهل مما كنا فيه من الخصب (2) والمعاش وأما قولي للمسلمين شنوا على أعداء الله الغارة فإني ضامن لكم الفتح والغنيمة فإن ذلك دنو المسلمين إلى بلاد المشركين وترغيبي إياهم على الجهاد والأجر والغنيمة التي تقسم لهم وقبولهم وأما الراية التي كانت معك فتوجهت بها إلى قرية من قراهم ودخلتها واستأمنوا فأمنتهم فإنك تكون أحد أمراء المسلمين ويفتح الله على يديك وأما الحصن الذي فتح الله لي فهو ذلك الوجه الذي يفتح الله لي وأما العرش الذي رأيتني عليه جالسا فإن الله يرفعني ويضع المشركين وقال الله تبارك وتعالى ليوسف " ورفع أبويه على العرش " (3) وأما الذي أمرني بطاعة الله وقرأ علي السورة فإنه نعا إلي نفسي وذلك أن النبي (صلى الله عليه وسلم) نعى الله إليه نفسه حين نزلت هذه السورة وعلم أن نفسه قد نعيت إليه ثم سالتا عيناه فقال لآمرن بالمعروف ولأنهين عن المنكر ولأجهدن فيمن نزل أمر الله ولأجهزن الجنود إلى العادلين (4) بالله في مشارق الأرض ومغاربها حتى يقولوا الله أحد أحد لا شريك له أو يؤدوا الجزية عن يد وهم صاغرون هذا أمر الله وسنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فإذا توفاني الله عز وجل لا يجدني الله عاجزا ولا وانيا ولا في ثواب المجاهدين زاهدا فعند ذلك أمر الأمراء وبعث إلى الشام البعوث _________ (1) سورة النصر الاية: 1 - 4 (2) عن خع ومختصر ابن منظور 1 / 180 وبالاصل " خشب " (3) سورة يوسف الاية: 100 (4) العادلى يقال: عدل بالله أي أشرك وجعل له مثلا (النهاية: عدل)
পৃষ্ঠা - ৫২৫
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو علي بن المسلمة أنا أبو الحسن الحمامي أنا أبو علي بن الصواف نا أبو محمد القطان نا إسماعيل العطار حدثني إسحاق بن بشر أنا أبو إسحاق عن الزهري حدثني ابن كعب عن عبد الله بن أبي أوفى الخزاعي قال لما أراد أبو بكر غزو الروم دعا عليا وعمر وعثمان وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد وأبا عبيدة بن الجراح ووجوه المهاجرين والأنصار من أهل بدر وغيرهم فدخلوا عليه قال عبد الله بن أبي أوفى وأنا فيهم فقال إن الله عز وجل لا تحصى نعماؤه ولا يبلغ جزاءها الأعمال فله الحمد قد جمع الله كلمتكم وأصلح ذات بينكم وهداكم إلى الإسلام ونفا عنكم الشيطان فليس يطمع أن تشركوا به ولا تتخذوا إلها غيره فالعرب اليوم بنو أم وأب وقد رأيت أني أستنفر المسلمين إلى جهاد الروم بالشام ليؤيد الله المسلمين ويجعل الله كلمته العليا مع أن للمسلمين في ذلك الحظ الوافر لأنه من هلك منهم هلك شهيدا وما عند الله خير للأبرار ومن عاش عاش مدافعا عن الدين مستوجبا على الله ثواب المجاهدين وهذا رأيي الذي رأيت فأشار امرؤ علي برأيه فقام عمر بن الخطاب فقال الحمد لله الذي يخص بالخير من يشاء من خلقه والله ما استبقنا إلى شئ من الخير قط إلا سبقتنا إليه " وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء " (1) والله ذو الفضل العظيم قد والله أردت لقاءك بهذا الرأي الذي رأيت فما قضي أن يكون حتى ذكرته قبلي (2) فقد أصبت أصاب الله بك سبيل (3) الرشاد سرب إليهم الخيل في إثر الخيل وابعث الرجال بعد الرجال والجنود تتبعها الجنود فإن الله ناصر دينه ومعز الإسلام وأهله ثم أن عبد الرحمن بن عوف قام فقال يا خليفة رسول الله إنها الروم وبنو الأصفر حد حديد وركن شديد ما أرى أن تقحم عليهم إقحاما لكن تبعث الخيل فتغير في قواصي أرضهم ثم ترجع إليك فإذا فعلوا ذلك بهم مرارا أضروا بهم وغنموا من أداني أرضهم فقووا بذلك عن عدوهم ثم تبعث إلى أراضي أهل اليمن وأقاصي ربيعة ومضر ثم تجمعهم جميعا إليك ثم إن شئت بعد ذلك غزوتهم بنفسك وإن _________ (1) سورة المائدة الاية: 54، (2) زيادة عن المطبوعة (3) في خع: سبل الرشاد
পৃষ্ঠা - ৫২৬
شئت أغزيتهم ثم سكت وسكت الناس إذا قال فقال لهم أبو بكر ما ترون فقال عثمان بن عفان إني أرى أنك ناصح لأهل هذا الدين شفيق عليهم فإذا رأيت رأيا تراه لعامتهم صلاحا فاعزم على إمضائه فإنك غير ظنين فقال طلحة والزبير وسعد وأبو عبيدة وسعيد بن زيد ومن حضر ذلك المجلس من المهاجرين والأنصار صدق عثمان ما رأيت من رأي فامضه فإنا لا نخالفك ولا نتهمك وذكروا هذا وأشباهه وعلي في القوم لم يتكلم قال أبو بكر ماذا ترى يا أبا الحسن فقال أرى أنك إن سرت إليهم بنفسك أو بعثت إليهم نصرت عليهم إن شاء الله فقال بشرك الله بخير ومن أين علمت ذلك قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول لا يزال هذا الدين ظاهرا على كل من ناوأه حتى يقوم الدين وأهله ظاهرون [450] فقال سبحان الله ما أحسن هذا الحديث لقد سررتني به سرك الله ثم إن أبا بكر Bهـ قام في الناس فذكر الله بما هو أهله وصلى على نبيه (صلى الله عليه وسلم) ثم قال أيها الناس إن الله قد أنعم عليكم بالإسلام وأكرمكم بالجهاد وفضلكم بهذا الدين على كل دين فتجهزوا عباد الله إلى غزو الروم بالشام فإني مؤمر عليكم أمراء وعاقد لهم فأطيعوا ربكم ولا تخالفوا أمراءكم لتحسن نيتكم وشربكم وأطعمتكم ف " إن الله مع الذين أنفقوا والذين هم محسنون " (1) قال فسكت القوم فوالله ما أجابوا فقال عمر يا معشر المسلمين ما لكم لا تجيبون خليفة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وقد " دعاكم لما يحييكم " (2) أما إنه " لو كان عرضا قريبا وسفرا قاصدا " (3) لابتدرتموه فقام عمرو بن سعيد فقال يا ابن الخطاب ألنا تضرب الأمثال أمثال المنافقين فما منعك مما عبت علينا فيه أن تبتدئ به فقال عمر إنه يعلم أني أجيبه لو يدعوني وأغزو لو يغزيني قال عمرو بن سعيد ولكن نحن لا نغزو لكم إن غزونا إنما نغزو لله فقال عمر وفقك الله فقد أحسنت فقال أبو بكر لعمرو اجلس رحمك الله فإن عمر لم يرد بما سمعت اذى مسلم ولا تأنيبه إنما أراد بما سمعت أن ينبعث المتثاقلون إلى الأرض إلى الجهاد فقام خالد بن سعيد فقال صدق خليفة _________ (1) سورة النحل الاية: 128 (2) سورة الانفال الاية: 23 (3) سورة التوبة الاية: 42
পৃষ্ঠা - ৫২৭
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) اجلس ابن أخي فجلس وقال خالد الحمد لله الذي لا إله إلا هو الذي بعث محمدا بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون فالله منجز وعده ومظهر دينه ومهلك عدوه ونحن غير مخالفين ولا مختلفين وأنت الوالي الناصح الشفيق ننفر إذا استنفرتنا ونطيعك إذا أمرتنا ففرح بمقالته أبو بكر وقال جزاك الله خيرا من أخ وخليل فقد كنت أسلمت مرتقبا وهاجرت محتسبا قد كنت هربت بدينك من الكفار لكيما يطاع الله ورسوله وتعلو كلمته وأنت أمير الناس فسر يرحمك الله ثم إنه نزل ورجع خالد بن سعيد فتجهز وأمر أبو بكر بلالا فأذن في الناس أن انفروا أيها الناس إلى جهاد الروم بالشام والناس يرون أن أميرهم خالد بن سعيد وكان الناس لا يشكون أن خالد بن سعيد أميرهم وكان أول خلق الله عسكر ثم إن الناس خرجوا إلى معسكرهم من عشرة وعشرين وثلاثين وأربعين وخمسين ومائة كل يوم حتى اجتمع أناس كثير فخرج أبو بكر ذات يوم ومعه رجال من الصحابة حتى انتهى إلى عسكرهم فرأى عدة حسنة لم يرض عدتها للروم فقال لأصحابه ما ترون في هؤلاء أن نشخصهم إلى الشام في هذه العدة فقال عمر ما أرضى هذه العدة لجموع بني الأصفر فقال لأصحابه ماذا ترون أنتم فقالوا نحن نرى ما رأى عمر فقال ألا أكتب كتابا إلى أهل اليمن ندعوهم إلى الجهاد ونرغبهم في ثوابه فرأى ذلك جميع أصحابه فقالوا نعم ما رأيت افعل فكتب بسم الله الرحمن الرحيم من خليفة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى من قرئ عليه كتابي هذا من المؤمنين والمسلمين من أهل اليمن سلام عليكم فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو أما بعد فإن الله تعالى كتب على المؤمنين الجهاد وأمرهم أن ينفروا خفافا وثقالا ويجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله والجهاد فريضة مفروضة والثواب عند الله عظيم وقد استنفرنا المسلمين إلى جهاد الروم بالشام وقد سارعوا إلى ذلك وقد حسنت في ذلك نيتهم وعظمت حسبتهم فسارعوا عباد الله إلى ما سارعوا إليه ولتحسن نيتكم فيه فإنكم إلى إحدى الحسنيين إما الشهادة وإما الفتح والغنيمة فإن الله تبارك وتعالى لم يرض من عباده بالقول دون العمل ولا يزال الجهاد لأهل عداوته حتى يدينوا بدين
পৃষ্ঠা - ৫২৮
الحق ويقروا لحكم الكتاب حفظ الله لكم دينكم وهدى قلوبكم وزكى أعمالكم ورزقكم أجر المجاهدين الصابرين وبعث بهذا الكتاب مع أنس بن مالك Bهـ أخبرنا أبو بكر الفرضي أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا أبو الحسن أحمد بن معروف الخشاب نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد أنا محمد بن عمر حدثني عبد الجبار بن عمارة عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال لما أجمع أبو بكر أن يبعث الجيوش إلى الشام كان أول من سار من عماله عمرو بن العاص وأمره أن يسلك على أيلة عامدا لفلسطين فقدم عمرو أمامه مقدمة عليهم سعيد بن الحارث السهمي ودفع لواءه إلى الحجاج بن الحارث السهمي وكان جند عمرو الذين خرجوا معه من المدينة ثلاثة آلاف فيهم ناس كثير من المهاجرين والأنصار وخرج أبو بكر الصديق يمشي إلى جنب راحلة عمرو بن العاص وهو يوصيه ويقول يا عمرو اتق الله في سر أمرك وعلانيته واستحيه فإنه يراك ويرى عملك وقد رأيت تقديمي إياك على من هو أقدم سابقة منك ومن كان أعظم غناء عن الإسلام وأهله منك فكن من عمال الآخرة وأرد بما تعمل وجه الله وكن والدا لمن معك ولا تكشفن الناس عن أستارهم واكتف بعلانيتهم وكن مجدا في أمرك واصدق اللقاء إذا لاقيت ولا تجبن وتقدم في الغلول (1) وعاقب عليه وإذا وعظت أصحابك فأوجز وأصلح نفسك تصلح لك رعيتك في وصية له طويلة وعهد عهده إليه يعمل به أخبرنا أبو بكر الفرضي أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد نا عبد الحميد بن جعفر عن أبيه أن أبا بكر قال لعمرو بن العاص إني قد استعملتك على من مررت به من بلي وعذرة وسائر قضاعة ومن سقط هناك من العرب فاندبهم إلى الجهاد في سبيل الله ورغبهم فيه فمن تبعك منهم فاحمله وزوده ورافق (2) بينهم واجعل كل قبيلة على حدتها ومنزلتها _________ (1) عن خع ومختصر ابن منظور 1 / 185 وبالاصل " الغلوم " (2) في خع: وارفق بينهم
পৃষ্ঠা - ৫২৯
قال وأنا محمد بن عمر نا أسامة بن زيد الليثي عن معاذ بن عبد الله بن خبيب (1) عن رجال من قومه قال بعث أبو بكر الصديق ثلاثة أمراء إلى الشام عمرو بن العاص ويزيد بن أبي سفيان وشرحبيل بن حسنة فكان عمرو هو الذي يصلي بالناس إذا اجتمعوا وإن تفرقوا كان كل رجل منهم على أصحابه وكتب أبو بكر إلى خالد بن الوليد أن يمد عمرو بن العاص فكان خالد مددا لعمرو وكان أمر الناس إلى عمرو بن العاص يوم أجنادين (2) ويوم فحل (3) وفي حصار دمشق حتى فتحت قال أبو عبد الله الصوري الحافظ في الأصل فحل بكسر الحاء والمحفوظ سكونها أخبرنا أبو بكر أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد أنا محمد بن عمر حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن أبيه قال لما رأى عمرو بن العاص كثرة الجموع بالشام كتب إلى أبي (4) بكر يذكر أمر الروم وما جمعوا ويستمده فشاور أبو بكر من عنده من المسلمين فقال عمر بن الخطاب يا خليفة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) اكتب إلى خالد بن الوليد يسير بمن معه إلى عمرو بن العاص فيكون له مددا ففعل أبو بكر وكتب إلى خالد بن الوليد فلما أتاه كتاب أبي بكر قال هذا عمل عمر حسدني على فتح العراق وأن يكون على يدي فأحب أن يجعلني (5) مددا لعمرو بن العاص وأصحابه فأكون كأحدهم فإن كان فتح شركنا فيه أو أن أكون تحت يدي بعضهم فإن كان فتح كان ذكره له دوني أخبرنا أبو بكر الفرضي أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر نا أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد أنا محمد بن عمر حدثني عبد الحميد بن عمران بن أبي أنس عن المطلب بن السائب بن وداعة قال كتب أبو بكر الصديق إلى عمرو بن العاص إني كتبت إلى خالد بن الوليد يسير إليك _________ (1) بالاصل وخع " حبيب " والمثبت والضبط " مصغرا " عن تقريب التهذيب (2) أجنادين بالفتح موضع من نواحي فلسطين من الرملة من كورة بيت جبرين (معجم البلدان) (3) فحل: بكسر ففتح اسم موضع بالشام كانت فيه وقعة للمسلمين مع الروم (معجم البلدان) (4) زيادة عن مختصر ابن منظور 1 / 185 وفي خع " أبو " (5) عن خع وبالاصل " يحلني "
পৃষ্ঠা - ৫৩০
مددا لك فإذا قدم عليك فأحسن مصاحبته ولا تطاول عليه ولا تقطع الأمور دونه لتقديمي إياك عليه وعلى غيره شاورهم ولا تخالفهم أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت أنا أبو الحسين محمد بن الحسين القطان أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن عتاب العبدي نا القاسم بن عبد الله بن المغيرة نا إسماعيل بن أبي أويس نا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن عمه موسى بن عقبة قال ثم بعث أبو بكر حين ولي الأمر بعد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثلاثة أمراء إلى الشام خالد بن سعيد على جند وعمرو بن العاص السهمي على جند وشرحبيل بن حسنة على جند ثم نزع خالد بن سعيد (1) وأمر على جنده يزيد بن أبي سفيان فأدركه بذي المروة (2) فكأن عمرا وجد على خالد بن سعيد ولما فرغ خالد بن الوليد من اليمامة جاءه كتاب أبي بكر يأمره بالمسير إلى الشام فمضى خالد على وجهه وسلك على عين التمر (3) فمر بدومة فأغار عليها فقتل بها رجالا وهزمهم وسبا (4) ابنه الجودي (5) ثم مضى حتى قدم يعني الشام وبه يومئذ أبو عبيد بن الجراح على جند ويزيد بن أبي سفيان على جند وعمرو بن العاص على جند وشرحبيل بن حسنة على جند فقدم عليهم خالد بن الوليد فأمدهم (6) يوم أجنادين وهزم الله عدوه أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد بن أحمد قالت أنا أبو طاهر أحمد بن محمود الثقفي أنا أبو بكر بن المقرئ أنا أبو الطيب محمد بن جعفر الزراد _________ (1) اذكر ما ورد من أقوال في سبب نزع أبي بكر خالد بن سعيد عن إمرة الجند والدور الذي لعبه عمر بن الخطاب في دفع أبي بكر الصديق إلى اتخاذ هذا الموقف الطبري 4 / 28، الكامل في التاريخ 2 / 402 ابن سعد 4 / 97 والبداية والنهاية 7 / 5 (2) ذو المروة: قرية بوادي القرى وقيل بين خشب ووادي القرى (معجم البلدان) (3) بلدة قريبة من الانبار غربي الكوفة افتتحها المسلمون في أيام أبي بكر على يد خالد بن الوليد سنة 12 هـ (معجم البلدان) (4) بالاصل: " وسباد " والمثبت عن خع (5) هي ليلى بنت الجودي الغساني كان أبوها على أهل دومة وقد ضرب خالد بن الوليد عنقه بعد دخوله دومة الجندل (الطبري) (6) عن خع وبالاصل " فأمرهم "
পৃষ্ঠা - ৫৩১
المنبجي (1) نا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم أنا عمي نا أبي عن ابن إسحاق قال ولما قفل أبو أبو بكر من الحج جهز الجيوش إلى الشام فبعث عمرو بن العاص قبل فلسطين فأخذ الطريق المغربة (2) على أيلة وبعث يزيد بن أبي سفيان وأبا عبيدة بن الجراح وشرحبيل بن حسنة وهو أحد الغوث (3) وأمرهم أن يسلكوا التبوكية على البلقاء من علياء الشام أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي نا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر الطبري قالا أنا أبو الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب نا عمار نا سلمة عن محمد بن إسحاق وأخبرنا حامد نا صدقة قال قرأت على محمد بن إسحاق قال وحدثني العلاء بن عبد الرحمن عن رجل من بني سهم عن ابن ماجدة السهمي أنه قال حج علينا أبو بكر في خلافته سنة ثنتي عشرة فلما قفل أبو بكر من الحج جهز الجيوش إلى الشام عمرو بن العاص ويزيد بن أبي سفيان وأبا عبيدة بن الجراح وشرحبيل بن حسنة أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو علي محمد بن محمد بن محمد بن المسلمة أنا أبو الحسن علي بن أحمد الحمامي أنا أبو علي بن الصواف نا الحسن بن علي القطان نا إسماعيل بن عيسى العطار نا إسحاق بن بشر حدثني محمد بن إسحاق عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب عن رجل من بني سهم عن علي بن ماجد السهمي أنه قال حج أبو بكر في خلافته سنة ثنتي عشرة فلما قفل أبو بكر من الحج جهز الجيوش إلى الشام فبعث عمرو بن العاص قبل فلسطين فأخذ الطريق _________ (1) بالاصل " المينحي " وفي خع " المنحي " وفي المطبوعة: " المنيحي " وكله تحريف والصواب: المنبحي " انظر الانساب " الزراد - المنبحي) وهذه النسبة إلى منبج مدينة بينها وبين الفرات ثلاثة فراسخ وبينها وبين حلب عشرة فراسخ (ياقوت) (2) كذا بالاصول وصححها محقق المطبوعة: المعرفة وهي طريق إلى الشام كانت قريش تسلكها (3) بنو الغوص بطن من كهلان من القحطانية
পৃষ্ঠা - ৫৩২
المغربة على أيلة وبعث يزيد بن أبي سفيان وأبا عبيدة بن الجراح وشرحبيل بن حسنة وأمرهم أن يسلكوا التبوكية من علياء الشام كذا قال ابن ماجد وإنما هو ابن ماجدة كما تقدم أخبرنا أبو بكر الفرضي أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا أبو الحسن بن معروف نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد أنا محمد بن عمر حدثني عبد الله بن وابصة العبسي عن أبيه عن جده قال كنا مع خالد بن الوليد في الردة أعوانا له فلما رجع إلى المدينة ومعه العرب رجعت العرب إلى أوطانها ورجعت عبس وطئ ومن كان من أسد إلى منازلهم حتى جاءهم النفير إلى الشام فقدموا المدينة فجعل أبو بكر يفرق الجيوش على ولاته وهم ثلاثة عمرو بن العاص وشرحبيل بن حسنة ويزيد بن أبي سفيان فخرجوا معهم إلى الشام أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا أبو القاسم بن أبي العقب أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي نا أبو عبد الله محمد بن عائذ نا الوليد بن مسلم قال سمعت أبا عمرو وغيره من أشياخنا يذكرون مغازي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ويقولون صدق الله وعده نبيه ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده ثم ساق الكلام إلى ذكر تنفيذ جيش أسامة وبعث أبي بكر الجيوش لقتال أهل الردة ثم قال حتى أتته وفود العرب مقرة بما كانت أنكرت راجعة إلى ما كانت خرجت منه فلما رأى أبو بكر حسن خلافة ربه نبيه (صلى الله عليه وسلم) في تركته وجماعة أمته ومنه عليهم بنصره على كل مصعب ومكذب وكفايته مؤونته على كل مرتد ومرتاب وقوته عليهم جميعا واجتماع كلمتهم على الإيمان بالله والإقرار بتوحيده والعمل بفرائضه وشرائعه دعاهم إلى جهاد قيصر وكسرى ومن يليهما من أهل ملكهما وإقامة فريضة الله عليهم بذلك والعمل بسنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فيما كان من مسيره بنفسه وجماعة أمته إلى قيصر ومن يليهم فأجابه إلى ذلك جماعة من المهاجرين والأنصار ومهاجرة الفتح وأمداد أهل العالية واليمن فاجتمع له منهم أربعة وعشرون ألفا وولي عليهم الأمراء وعقد لهم الألوية وجهزهم بما قدر عليه من الأموال والظهر ولم يرض ببعثه السرايا ولا
পৃষ্ঠা - ৫৩৩
الاقتصار عليها فمضوا لما وجههم له فوليهم الله بحسن الصحبة في العافية (1) وسعة الرزق والتمكين في البلاد والنصر والفلج والظهور على من تعرض قتالهم بأجنادين ثم فحل ثم مرج الصفر (2) ثم تولوا على دمشق وحاصروا أهلها أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر المخلص نا أبو بكر بن سيف نا السري بن يحيى نا شعيب بن إبراهيم نا سيف بن عمر عن أبي إسحاق سليمان الشيباني عن أبي صفية التيمي تيم شيبان وطلحة عن المغيرة ومحمد عن أبي عثمان قالوا (3) أمر أبو بكر خالدا أن ينزل تيماء ففصل ردءا حتى ينزل بتيماء (4) وقد أمره أبو بكر أن لا يبرحها وأن يدعو من حوله بالانضمام إليه وأن لا يقبل إلا ممن لم يرتد ولا يقاتل إلا من قاتله حتى يأتيه أمره فأقام فاجتمع إليه جموع كثيرة وبلغ الروم عظم ذلك العسكر فضربوا على العرب الضاحية البعوث بالشام إليهم فكتب خالد بن سعيد إلى أبي بكر بذلك وبنزول من استنفرت الروم ونفر إليهم من بهراء وكلب وسليح وتنوخ ولخم وجذام وغسان من دون زيزاء (5) بثلاث فكتب إليه أبو بكر أن أقدم ولا تحجم واستنصر الله فسار إليهم خالد فلما دنا منهم تفرقوا وأعروا منزلهم فنزله خالد ودخل عامة من كان تجمع له في الإسلام وكتب خالد إلى أبي بكر بذلك فكتب إليه أبو بكر أقدم ولا تقتحمن حتى لا تؤتى من خلفك فسار فيمن كان خرج معه من تيماء أو فيمن لحق به في طرف الرمل حتى نزلوا فيما بين آبل وزيزاء والقسطل (6) فسار إليه بطريق من بطارقة الروم يدعى _________ (1) كذا بالاصل وفي خع ومختصر ابن منظور 1 / 186 " العاقبة " (2) مرج الصفر: بالضم ثم الفتح والتشديد والراء موضع بين دمشق والجولان صحراء كانت بها وقعة مشهورة في أيام بني مروان (معجم البلدان) (3) الخبر في الطبري 3 / 388 حوادث سنة 13 (4) تيماء: بالفتح والمد بليد في أطراف الشام بين الشام ووادي القرى على طريق حاج الشام ودمشق (ياقوت) (5) زيزاء من قرى البلقاء (معجم البلدان) (6) آبل: بالاردن من مشارف الشام والقسطل موضع قرب البلقاء من أرض دمشق في طريق المدينة (معجم البلدان)
পৃষ্ঠা - ৫৩৪
ماهان (1) فهزمه وقتل جنده وكتب بذلك إلى أبي بكر واستنفره (2) وقدم على أبي بكر أوائل مستنفري اليمن ومن بين مكة وبين اليمن وفيهم ذو الكلاع وقدم عليه عكرمة قافلا وغازيا فيمن كان معه من تهامة (3) وعمان والبحرين والسرو فكتب لهم أبو بكر إلى أمراء الصدقات أن يبدلوا من استبدل فكلهم استبدل فسمي ذلك الجيش جيش البدال وقدموا على خالد بن سعيد وعند ذلك اهتاج أبو بكر للشام وعناه أمره وقد كان أبو بكر رد عمرو بن العاص على عمالة كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولاها إياه من صدقات سعد هذيم وعذرة ومن لقيهم من جذام وحدس (4) قبل ذهابه إلى عمان فخرج إلى عمان وهو على عدة من عمله إذا هو رجع فخرج إلى عمان فأنجز له ذلك أبو بكر فكتب أبو بكر عند اهتياجه للشام إلى عمرو إني قد كنت رددتك إلى العمل الذي كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولاكه مرة وسماه لك أخرى مبعثك إلى عمان إنجازا لمواعيد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قد وليته ثم وليته وقد أحببت أبا عبد الله أن أفرغك لما هو خير لك في حياتك ومعادك إلا أن يكون الذي أنت فيه أحب إليك فكتب إليه عمرو إني سهم من سهام الإسلام وإنك بعد الله الرامي بها والجامع لها فانظر أشدها وأخشاها وأفضلها فارم به شيئا إن جاءك من ناحية من النواحي وكتب إلى الوليد بن عقبة (5) نحو ذلك فأجابه بإيثار الجهاد وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين أنا أبو طاهر نا أبو بكر بن سيف نا السري بن يحيى نا شعيب بن إبراهيم نا سيف عن سهل بن يوسف عن القاسم بن محمد قال (6) كتب أبو بكر إلى عمرو وإلى الوليد بن عقبة وكان على النصف من صدقات قضاعة وقد كان أبو بكر شيعهما مبعثهما على الصدقة _________ (1) كذا بالاصل وفي خع والطبري ومختصر ابن منظور: باهان بالباء (2) في الطبري: واستمده (3) تهامة بالكسر إلى عرق اليمن إلى أسياف البحر إلى الحجفة وذات عرق (معجم البلدان) وعمان اسم كورة عربية على ساحل بحر اليمن والهند (ياقوت) السرو منازل حمير بأرض اليمن وهي عدة مواضع (ياقوت) (4) بالاصول " وجديس " والمثبت عن الطبري وحدث: بطن عظيم من العرب (قاموس) (5) زيادة عن الطبري (6) الخبر في الطبري 3 / 390 حوادث سنة 13
পৃষ্ঠা - ৫৩৫
وأوصى كل واحد منهما بوصية واحدة اتق الله في السر والعلانية فإنه من يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا فإن تقوى الله خير ما تواصى به عباد الله إنك في سبيل من سبل (1) الله لا يسعك فيه الإذهان (2) والتفريط ولا والغفلة عما فيه قوام دينكم وعصمة أمركم فلا تن ولا تفتر وكتب إليهما استخلفا على أعمالكما واندبا من يليكما فولى عمرو على علياء قضاعة عمرو بن فلان العذري وولى الوليد على ضاحية قضاعة مما يلي دومة امرأ القيس وندبا الناس فتضام إليهما بشر كثير وانتظرا أمر أبي بكر وقام أبو بكر في الناس خطيبا فحمد الله وصلى على رسوله (صلى الله عليه وسلم) وقال ألا إن لكل أمر جوامع فمن بلغها فهو حسبه ومن عمل لله عز وجل كفاه الله عليكم بالجد والقصد فإن القصد أبلغ إلا أنه لا دين لأحد لا إيمان معه ولا أجر لمن لا حسبة له ولا عمل لمن لا نية له ألا وإن في كتاب الله من الثواب على الجهاد في سبيل الله لما ينبغي للمسلم أن يحب أن يخص به هي النجاة (3) التي دل الله عليها ونجا بها من الخزي وألحق بها الكرامة في الدنيا والآخرة فأمد عمرا ببعض من انتدب إلى من اجتمع إليه وأمره على فلسطين وأمره بطريق سماها له وأتى الوليد فأمره بالأردن وأمده ببعضهم ودعا يزيد بن أبي سفيان فأمره على جند عظيم هم جمهور من انتدب له وفي جنده سهيل بن عمرو وأشباهه من أهل مكة وشيعه ماشيا فقال يزيد يا خليفة رسول الله أتمشي وأنا راكب فأبى عليه وقال إني أحتسب خطاي في سبيل الله قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي عن عبد العزيز بن أحمد التميمي أنا أبو نصر محمد بن أحمد بن هارون بن الجندي وأبو القاسم عبد الرحمن بن الحسين بن الحسن بن أبي العقب قالا أنا أبو القاسم علي بن _________ (1) قوله: " من سبل " سقطت من الاصل واستدركت عن الطبري وخع وعلى هامش الاصل " سبيل من " في محاولة تصحيح العبارة (2) يقال: ذهن عن الشئ وأذهنه عنه أنساه وألهاه عنه (3) في الطبري: التجارة
পৃষ্ঠা - ৫৩৬
يعقوب بن أبي العقب أنا أحمد بن إبراهيم القرشي نا محمد بن عائذ القرشي قال قال الوليد أخبرنا صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير إن الله تبارك وتعالى لما نصر المسلمين على أهل الردة وكفرة بني خنيفة وقتل مسيلمة الكذاب كتب أبو بكر إلى خالد يأمره بالمسير إلى العراق فسار في ستة آلاف وجهز أبو بكر الجيوش إلى الشام فاجتمع له أربعة وعشرون ألفا من المهاجرين والأنصار ومسلمة الفتح وأمداد اليمن وأهل العالية وولى أبا عبيدة على ربع وعمرو بن العاص على ربع وشرحبيل بن حسنة على ربع ويزيد بن أبي سفيان على ربع وولاه على جماعتهم قال ونا ابن عايذ قال قال الوليد وقد أخبرنا ابن لهيعة عن يونس بن يزيد عن ابن شهاب الزهري أن أبا بكر بعث خالدا على جيشه قبل العراق وبعث إلى الشام ثلاثة أمراء خالد بن سعيد بن العاص على جند وعمرو بن العاص على جند وشرحبيل بن حسنة على جند ولم يزل عمر بأبي بكر حتى أمر يزيد بن أبي سفيان على جند فأدركهم بذي مروة قال الوليد بن مسلم إن حديث صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير في تولية يزيد بن أبي سفيان على جماعتهم بالمدينة قبل أن يسيروا أنه أثبت وبذلك اجتمعت الأحاديث قال ونا ابن عائذ قال الوليد وأخبرني أبو عمرو عن يحيى بن سعيد ان أبا بكر الصديق ولى يزيد بن أبي سفيان على جماعتهم وخرج مشيعا له وقال يزيد إما أن تركب وإما أن أنزل فقال أبو بكر ما أنا براكب ولست بنازل إني أحتسب خطاي هذه في سبيل الله أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين بن علي بن المزرفي أنا أبو الغنائم عبد الصمد بن علي بن المأمون أنا أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن إسحاق بن حبابة وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو المعالي أحمد بن علي بن محمد بن يحيى بن الرويج المعروف بابن الحاجب قالا أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو الحسين محمد بن عبد الله بن الحسين قالا نا عبد الله بن محمد نا أبو نصر نا
পৃষ্ঠা - ৫৩৭
كوثر بن حكيم عن نافع عن ابن عمر أن أبا بكر بن أبي قحافة Bهم بعث يزيد بن أبي سفيان إلى الشام فمشى معهم نحوا من ميلين فقيل له يا خليفة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لو انصرفت قال لا إني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول من اغبرت قدماه في سبيل الله عز وجل حرمهما الله على النار [451] ثم بدا له في الانصراف إلى المدينة فقام في الجيش فقال أوصيكم بتقوى الله عز وجل لا تعصوا ولا تغلوا ولا تجبنوا ولا تهدموا بيعة ولا تعزقوا نخلا ولا تحرقوا زرعا ولا تجشروا بهيمة ولا تقطعوا شجرة مثمرة ولا تقتلوا شيخا كبيرا ولا صبيا صغيرا وستجدون أقواما قد حبسوا أنفسهم للذي حبسوها فذروهم وما حبسوا أنفسهم له وستجدون أقواما قد اتخذت الشياطين أوساط رؤوسهم أفحاصا فاضربوا على أعناقهم وسترون وقال ابن المزرفي وستردون (1) بلدا يغدو ويروح عليكم فيه ألوان الطعام فلا يأتيكم لون إلا ذكرتم اسم الله عليه ولا ترفعوا لونا وقال ابن المزرفي ولا يرفع لون إلا حمدتم الله عز وجل عليه أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا أبو محمد عبد العزيز الكتاني أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا أبو القاسم بن أبي العقب أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم بن بشر القرشي نا محمد بن عائذ نا الوليد بن مسلم أخبرني صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير أن أبا بكر لما وجه الجيش إلى الشام قام فيهم فحمد الله وأثنى عليه ثم أمرهم بالمسير إلى الشام وبشرهم بفتح الله إياها حتى تبنوا فيها المساجد فلا نعلم أنكم إنما تأتونها تلهيا والشام أرض شبيعة يكثر لكم فيها من الطعام فإياي والأشر أما ورب الكعبة لتأشرن ولتبطرن وإني موصيكم بعشر كلمات فاحفظوهن لا تقتلن شيخا فانيا ولا صبيا صغيرا ولا امرأة ولا تهدموا بيتا ولا تقطعوا شجرا مثمرا ولا تعقرن بهيمة إلا لأكل ولا تحرقوا نخلا ولا تعزقوه ولا تعصر ولا تجبن ولا تغلل وستجدون قوما قد حبسوا أنفسهم فدعوهم وما حبسوا أنفسهم له وستجدون آخرين محلقة رؤوسهم فاضربوا مقاعد الشيطان منها بالسيوف والله لئن أقتل _________ (1) بالاصل " وسترون " والمثبت عن خع وفي خع: المرزوقي بالقاف تحريف والصواب بالفاء نسبة إلى مزرعة بلدة وقد تقدمت الاشارة إليها
পৃষ্ঠা - ৫৩৮
رجلا منهم أحب إلي من أن أقتل سبعين من غيرهم ذلك بأن الله قال " قاتلوا أئمة الكفر إنهم لا إيمان لهم " (1) أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو بكر عمر بن عبد العزيز بن عمر بن قتادة أنا أبو الفضل محمد بن عبد الله بن خميروية الكرابيسي الهروي بها أنا أحمد بن نجدة نا الحسن بن الربيع نا عبد الله بن المبارك عن يونس بن يزيد عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب أن أبا بكر لما بعث الجنود نحو الشام يزيد بن أبي سفيان وعمرو بن العاص وشرحبيل بن حسنة قال لما ركبوا مشى أبو بكر مع أمراء جنوده يودعهم حتى بلغ ثنية الوداع فقالوا يا خليفة رسول الله أتمشي ونحن ركبان فقال إني أحتسب خطاي هذه في سبيل الله ثم جعل يوصيهم فقال أوصيكم بتقوى الله اغزوا في سبيل الله فقاتلوا من كفر بالله فإن الله ناصر دينه ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تجبنوا ولا تفسدوا في الأرض ولا تعصوا ما تؤمرون وإذا لقيتم العدو من المشركين إن شاء الله فادعوهم إلى ثلاث خصال فإن هم أجابوكم (2) فاقبلوا منهم وكفوا عنهم ادعوهم إلى الإسلام فإن هم أجابوكم (2) فاقبلوا منهم وكفوا عنهم ثم ادعوهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين فإن هم فعلوا فأخبروهم أن لهم مثل ما للمهاجرين وعليهم ما على المهاجرين وإن هم دخلوا في الإسلام واختاروا دارهم على دار المهاجرين فأخبروهم أنهم كأعراب المسلمين يجري عليهم حكم الله الذي فرض على المؤمنين وليس لهم في الفئ والغنائم شئ حتى يجاهدوا مع المسلمين فإن هم أبوا أن يدخلوا في الإسلام فادعوهم إلى الجزية فإن هم فعلوا فاقبلوا منهم وكفوا عنهم وإن هم أبوا فاستعينوا بالله عليهم فقاتلوهم إن شاء الله ولا تعزقن نخلا ولا تحرقنها ولا تعقروا بهيمة ولا شجرة تثمر ولا تهدموا بيعة ولا تقتلوا الولدان ولا الشيوخ ولا النساء وستجدون أقواما حبسوا أنفسهم في الصوامع فدعوهم وما حبسوا أنفسهم له وستجدون آخرين اتخذ الشيطان في أوساط رؤوسهم أفحاصا فإذا وجدتم أولئك فاضربوا أعناقهم إن شاء الله وأخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ وأبو _________ (1) سورة التوبة الاية: 12 (2) بالاصول " أجابوك " خطأ
পৃষ্ঠা - ৫৩৯
سعيد بن أبي عمرو قالا نا أبو العباس محمد بن يعقبوب قال سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول سمعت أبي يقول هذا حديث منكر ما أظن من هذا شيئا (1) هذا كلام أهل الشام أنكره أبي على يونس من حديث الزهري (2) كأنه عنده من يونس عن غير الزهري أخبرنا أبو محمد هبة الله بن سهل الفقيه أنا أبو عثمان سعيد بن عبد الله بن محمد البحيري (3) أنا زاهر بن أحمد الفقيه أنا إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي نا أبو مصعب الزهري نا مالك عن يحيى بن سعيد أن أبا بكر الصديق بعث جيوشا إلى الشام فخرج يمشي مع يزيد بن أبي سفيان وكان أمير ربع من تلك الأرباع فزعموا أن يزيد قال لأبي بكر الصديق إما أن تركب وإما أن أنزل فقال له أبو بكر ما أنت بنازل وما أنا براكب إني احتسب خطاي هذه في سبيل الله ثم قال ستجد قوما زعموا أنهم حبسوا أنفسهم لله فذرهم وما زعموا أنهم حبسوا أنفسهم له وستجد قوما فحصوا عن أوساط رؤوسهم من الشعر فاضرب ما فحصوا عنه بالسيف وإني موصيك بعشر لا تقتلن امرأة ولا صبيا ولا كبيرا هرما (4) ولا تقطعن شجرا مثمرا ولا تخربن عامرا ولا تعقرن شاة ولا بعيرا إلا لمأكلة ولا تحرقن نخلا ولا تعزقنه ولا تغلل ولا تجبن أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا يحيى بن أبي طالب أنا عبد الوهاب بن عطاء أنا روح بن القاسم عن يزيد بن أبي مالك الشامي قال جهز أبو بكر الصديق يزيد بن أبي سفيان بعثه إلى الشام أميرا فمشى معه وذكر الحديث بمعناه وأخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو العباس نا أحمد بن عبد الجبار نا يونس بن بكير عن ابن إسحاق حدثني صالح بن كيسان قال لما بعث أبو بكر يزيد بن أبي سفيان إلى الشام على ربع من _________ (1) بالاصل " شئ " خطأ (2) الزيادة عن خع (3) هذه النسبة إلى بحير - بفتح الباء - أحد أجداد إليه (الانساب) (4) عن خع وبالاصول " هربا "
পৃষ্ঠা - ৫৪০
الأرباع خرج أبو بكر معه يوصيه ويزيد راكب وأبو بكر يمشي فقال يزيد يا خليفة رسول الله إما أن تركب وإما أن أنزل فقال ما أنت بنازل وما أنا براكب (1) إني أحتسب خطاي هذه في سبيل الله يا يزيد إنكم ستقدمون بلادا تؤتون بها بأصناف من الطعام فسموا الله على أولها وأحمدوه على آخرها وإنكم ستجدون اقواما قد حبسوا أنفسهم في هذه الصوامع فاتركوهم وما حبسوا له أنفسهم وستجدون أقواما قد اتخذوا الشيطان على رؤوسهم مقاعد يعني الشمامسة فاضربوا تلك الأعناق ولا تقتلوا كبيرا هرما ولا امرأة ولا وليدا ولا تخربوا عمرانا ولا تقطعوا شجرة إلا لنفع ولا تعقرن بهيمة إلا لنفع ولا تحرقن نخلا ولا تعزقنه ولا تغدر ولا تمثل ولا تجبن ولا تغلل " ولينصرن الله من ينصره " (2) ورسله بالغيب " إن الله قوي عزيز " (2) استودعك الله وأقرئك السلام ثم انصرف قال ونا يونس عن ابن إسحاق حدثني محمد بن جعفر بن الزبير وقال لي هل تدري لم فرق أبو بكر وأمر بقتل الشمامسة ونهى عن قتل الرهبان فقلت لا أراه إلا لحبس هؤلاء أنفسهم فقال أجل ولكن يلقون القتال فيقاتلون وإن الرهبان رأيهم أن لا يقاتلوا وقد قال الله تعالى " وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم " (3) أخبرنا أبو غالب أحمد وأبو عبد الله يحيى ابنا الحسن ابنا البنا قالا أنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن المسلمة أنا أبو طاهر المخلص أنا أحمد بن سليمان الطوسي نا الزبير بن بكار حدثني مصعب بن عبد الله قال لما سار (4) خالد بن _________ (1) ما بين معكوفتين سقط من الاصل واستدرك عن خع (2) سورة الحج الاية 40 وفيها " لقوي " بدل " قوي " وقوله: ورسله بالغيب جزء من الاية 25 من سورة الحديد (3) سورة البقرة الاية: 190 (4) يعنى من العراق متوجها نحو الشام وذلك بعد وصول كتاب أبي بكر إليه يأمره بأن يكون مددا لجنود الشام وقد أرسل أبو بكر الكتاب إلى خالد مع عبد الرحمن بن حنبل الجمحي وفيه: من عبد الله بن عثمان خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خالد بن الوليد أما بعد فقد ورد علي من خبر الشام ما قد أقلقني وأرقني وضقت به ذرعا فإذا ورد عليك كتابي هذا وأنت قائم فلا تقعد وإن كنت راكبا فلا تنزل وذر العراق وخلف عليها من تثق به من أهلها الذين قدموا معك من اليمامة والحجاز حتى تأتي الشام فتلقى أبا عبيدة بن الجراح ومن معه من المسلمين فإن العدو قد جمع لهما جمعا عظيما وقد احتاجوا إلى معونتك فإذا أنت أتيت المسلمين بالشام فأنت أمير الجماعة والسلام (الفتوح 1 / 133)
পৃষ্ঠা - ৫৪১
الوليد يريد دومة الجندل أخذ المفاوز واستأجر رافعا الطائي (1) يهديه واشترى خمسين شارفا (2) فكبتها وأوجرها بعد وسقاها عللا ونهلا (3) فكلما نزل منزلا نحر وجعل أكراشها على النار وشرب القوم منها حتى إذا شارفوا رمد رافع حتى لم يبصر فقال رافع ائتوني بغلام حديث (4) قال أروني الماء ثم قال للغلام ما ترى قال أرى سدرا على موضع مرتفع فقال ذلك سدر دومة الجندل وقال خالد بن الوليد اقسم بالله لتركبن وقال خالد (5) : ضل ضلال رافع (6) إني أهدى * فوز من قراقر إلى سوى (7) خمسا إذا ما سارت الجيش بكا (8) * ما سارها من قبله أنس أرى (9) أخبرنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسن بن أبي الحديد أنا جدي أبو عبد الله أنا علي بن الحسن الربعي أنا أبو الفرج العباس بن محمد بن حبان أنا أبو العباس بن الزفتي أنا محمد بن محمد بن مصعب الصوري نا محمد بن المبارك الصوري نا الوليد بن مسلم سمعت إسحاق بن أبي فروة (10) يحدث أن خالدا ومن معه هبطوا من ثنية الغوطة تقدمهم راية رسول الله (صلى الله عليه وسلم) السوداء التي _________ (1) في فتوح البلدان ص 114: رافع بن عمير الطائي (2) الشارف من النوق المسنة الهرمة (قاموس) (3) العلل: الشربة الثانية والنهل: الشربة الاولى (4) أي فتي (5) في فتوح البلدان: " ففيه يقول الشاعر: وفي البلدية والنهاية 7 / 10 " قال رجل من المسلمين " وفي الطبري 3 / 416: " فقال شاعر من المسلمين " والرجز في الطبري 3 / 416 وفتوح البلدان ص 114 والبداية والنهاية 7 / 10 ومعجم البلدان " قراقر " باختلاف (6) في الطبري وابن كثير: لله عينا رافع " وفي فتوح البلدان " لله در رافع " (7) في البداية والنهاية " نوى " وبقية المصادر كالاصل وقراقر: ماء لكلب (فتوح البلدان 114) (8) في المصادر: سارها الجيش " وفي فتوح البلدآن " رامه الجيش " وفي ياقوت: " الحبس " بدل الجيش (9) في الطبري: ماسارها قبلك إنسي يرى وفي البلاذري: ما جازها قبلك من إنس يرى وفي ابن كثير قبلك إنسي (10) في المطبوعة: مروة تحريف
পৃষ্ঠা - ৫৪২
يقال لها العقاب فبها سميت يومئذ ثنية العقاب (1) أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن الماوردي أنا أبو الحسن محمد بن علي السيرافي أنا أبو عبد الله أحمد بن إسحاق بن خربان النهاوندي نا أحمد بن عمران بن موسى نا موسى بن زكريا التستري نا أبو عمرو خليفة ابن خياط العصفري نا بكر يعني ابن سليمان عن ابن إسحاق قال (2) وكتب أبو بكر إلى خالد بن الوليد فسار إلى الشام فأغار على غسان بمرج راهط (3) ثم سار فنزل على قناة بصرى (4) وقدم فيه (5) يزيد بن أبي سفيان وأبو عبيدة بن الجراح وشرحبيل بن حسنة فصالحه أهل بصرى فكانت أول مدائن الشام فتحت وصالح خالد في وجهه ذلك أهل تدمر (6) ومر على حوارين (7) فقتل وسبا أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي نا أبو بكر الخطيب ح وأنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن اللالكائي قالا أنا أبو الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر أنا يعقوب نا عمار عن سلمة عن ابن إسحاق قال سار خالد حتى أغار على غسان بمرج راهط ثم سار حتى نزل على قناة بصرى وعليها أبو عبيدة بن الجراح وشرحبيل بن حسنة ويزيد بن أبي سفيان فاجتمعوا فرابطوها حتى صالحت بصرى على أخذ الجزية وفتحها الله على المسلمين فكانت أول مدينة من مدائن الشام فتحت في خلافة أبي بكر (8) أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي ح _________ (1) قال البلاذري: وقوم يقوولن إنها سميت بعقاب من الطير كان ساقطة عليها قال: وسمعت من يقول: كان هناك مثال عقاب من حجارة وليس ذلك بشئ والخبر الاول أصح (يعني سميت باسم راية النبي من العقابا) (2) تاريخ خليفة ص 118 حوادث سنة 13 (3) مرج بجوار دمشق (4) بصرى: قصبة كورة حوران (ياقوت) (5) كذا بالاصل وفي خليفة: " وقدم عليه " وفي الطبري 3 / 417 " وعليها " بدل " وقدم فيه " (6) تدمر: مدينة مشهورة في برية الشام (ياقوت) (7) قرية على مرحلتين من تدمر وقيل هي القريتين (ياقوت) (8) الخبر في الطبري 3 / 417 نقلا عن ابن إسحاق
পৃষ্ঠা - ৫৪৩
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن اللالكائي قالا أنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان نا أبو اليمان الحكم بن نافع نا (1) صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير أن أبا بكر الصديق كان جهز بعد النبي (صلى الله عليه وسلم) جيوشا على بعضها شرحبيل بن حسنة ويزيد بن أبي سفيان وعمرو بن العاص فساروا حتى نزلوا الشام فجمعت لهم الروم جموعا عظيمة فحدث أبو بكر بذلك فأرسل إلى خالد بن الوليد وهو بالعراق وكتب أن انصرف بثلاثة آلاف فارس فأمد إخوانك بالشام والعجل العجل فأقبل خالد مغذا جوادا فاشتق الأرض بمن معه حتى خرج إلى ضمير (2) فوجد المسلمين معسكرين بالجابية وتسامع الأعراب الذين كانوا في مملكة الروم بخالد ففزعوا له ففي ذلك يقول قائلهم: ألا يا صبحينا قبل خيل أبي بكر * لعل منايانا قريب وما ندري انتهى حديث البيهقي وزاد ابن اللالكائي فنزل خالد على شرحبيل بن حسنة ويزيد وعمرو فاجتمع هؤلاء الأربعة أمراء وسارت الروم من أنطاكية وحلب وقنسرين (4) وحمص وما دون ذلك وخرج هرقل كراهية لمسيرهم متوجها نحو الروم وسار باهان الرومي ابن الرومية إلى الناس بمن كان معه قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي عن عبد العزيز بن أحمد التميمي أنا أبو نصر محمد بن أحمد بن هارون بن الجندي وأبو القاسم عبد الرحمن بن الحسين بن الحسن بن أبي العقب قالا أنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن أبي العقب أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي نا ابن عايذ قال الوليد فحدثني يحيى عن عبد الحميد بن جعفر عن أبيه أن المسلمين ساروا _________ (1) زيادة عن خع (2) ضمير بالتصغير موضع قرب دمشق قيل: هو قرية وحصن في آخر حدود دمشق ما يلي السماوة (3) فتوح البلدان ص 114 برواية: ألا عللاني قبل جيش أبي بكر ونسبه إلى حرقوص بن النعمان البهراني من قضاعة قال: وقال بعض الرواة أن المغني بهذا البيت رجل ممن أغار عليه خالد من بني تغلب (4) قنسرين: مدينة كانت بينها وبين حلب مرحلة من جهة حمص بقرب العواصم (ياقوت)
পৃষ্ঠা - ৫৪৪
وعليهم هؤلاء الأمراء يزيد بن أبي سفيان وعمرو بن العاص وأبي عبيدة بن الجراح وشرحبيل بن حسنة كل على عسكر ومن كانت الوقعة ما يلي عسكره فهو على أصحابه وساروا معهم النساء والذرية بالخيل والسلاح ليس معهم حمار ولا شاة فأخذوا على طريق فلسطين حتى نزلوا بقرية يقال لها ثادن (1) من قرى غزة ومما يلي بالحجاز فلقيهم بها بطريق من بطارقة الروم فأرسل إليهم أن يخرجوا إليه أحد القواد ليكلمه قال فتواكلوا ذلك وقالوا لعمرو بن العاص أنت لذلك فخرج إليه عمرو فرحب به البطريق ومت إليه بقرابة العيص بن إسحاق بن إبراهيم من إسماعيل بن إبراهيم وقال ما الذي جاء بكم فقد كانت الأباء اقتسمت الأرض فصار لكم ما يليكم وصار لنا ما يلينا وقد عرفنا أنكم إنما أخرجكم من بلادكم الجهد وسنأمر لكم بمعروف وتنصرفون فقال عمرو أما القرابة فهي على ما ذكرت وأما القسمة فإنها كانت قسمة شططا علينا فنحن نريد أن نتراد (2) فتكون قسمة معتدلة لنأخذ نصف ما في أيديكم من الأنهار والعمارة ونعطيكم نصف ما في أيدينا من الشوك والحجارة وأما ما ذكرت من الجهد الذي أخرجنا فإنا قدمنا فوجدنا في هذه البلاد شجرة يقال لها الحنطة فذقنا (3) منها طعاما لا نفارقكم حتى نصيركم عبيدا أو تقتلونا تحت أصول هذه الشجرة قال قال فالتفت إلى أصحابه فقال صدقوا وافترقا فاقتتلوا فكانت بينهم معركة انصرف القوم على حامية ومضى المسلمون في آثارهم حتى طووهم عن فلسطين والأردن إلا ما كان من إيليا وقيسارية (4) تحصن فيها أناس فتركوهم ومضوا إلى ناحية البثنية (5) ودمشق أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي أنا أبو المعالي ثابت بن بندار أنا العلاء محمد بن علي بن يعقوب الواسطي أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن موسى البابسيري أنا أبو أمية الأحوص بن المفضل بن غسان الغلابي (6) نا _________ (1) الاصل ومختصر ابن منظور وفي المطبوعة " داثن " وغزة: بلد على ساحل بحر الشام من فلسطين (ياقوت) (2) في مختصر ابن منظور: نزاد (3) عن خع وبالاصل: فذقعنا (4) بلد على ساحل بحر الشام من فلسطين (ياقوت) (5) البثنية بالتحريك بلدة من نواحي دمشق (ياقوت) (6) بالاصل " العلائي " تحريف والمثبت عن الانساب ونسبته هذه إلى غلاب وهو اسم امرأة وهي أم خالد بن بن أوس بن النابغة بن عتر بن حبيب بن واثئة بن دهمان
পৃষ্ঠা - ৫৪৫
أبي حدثني هشام بن عمار نا عبد الملك بن محمد نا راشد بن داود الصنعاني نا أبو عثمان الصنعاني شراحيل بن مرثد قال بعث أبو بكر الصديق Bهـ في خلافته خالد بن الوليد إلى أهل اليمامة وبعث يزيد بن أبي سفيان إلى الشام فكنت ممن سار مع خالد إلى اليمامة فلما قدمنا قاتلنا أهلها قتالا شديدا وظفرنا بهم وهلك أبو بكر واستخلف عمر بن الخطاب فبعث أبا عبيدة بن الجراح إلى الشام فقدم دمشق فاستمد أبو عبيدة عمر فكتب عمر إلى خالد أن سر إلى أبي عبيدة بالشام فدعا خالد بن الوليد الدليل فقال في كم تأتي إلى الحيرة فقال في كذا وكذا فقال فعطش خالد الإبل ثم سقاها واستقا وسقى الخيل ثم طمم (1) أفواه الإبل وأدبارها وقال له الدليل إن أنت أصبحت عند الشجرة نجوت ونجا من معك وإن أصبحت دون الشجرة فقد هلكت وهلك من معك فسار خالد بمن معه فأصبح عند إضاءة الفجر عند الشجرة فنحر الإبل وسقى ما في بطونها الخيل وأطعم لحومها المسلمين وسقى المسلمين من الزاد التي كانت تحمل معه ثم أتى الحيرة أو الكوفة فصالحه أسقفها كذا قال وإنما كان هذا بعد رجوعه عن الحيرة وأبو عبيدة كان بالشام أيام أبو بكر أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر المخلص أنا أبو بكر بن سيف أنا أبو بكر بن سيف أنا السري بن يحيى أنا شعيب بن إبراهيم نا سيف بن عمرو عن عمرو بن محمد عن إسحاق بن إبراهيم عن ظفر بن دهي ومحمد بن عبد الله عن أبي عثمان وطلحة عن المغيرة والمهلب بن عقبة عن سياه الأحمري قالوا (2) كان أبو بكر قد وجه خالد بن سعيد بن العاص إلى الشام حيث وجه خالد بن الوليد إلى العراق وأوصاه بمثل الذي أوصى به خالدا وأن خالد بن سعيد سار حتى نزل على الشام ولم يقتحم واستجلب الناس وعز فهابته الروم وأحجموا عنه فلم يصبر على أمر أبي بكر ولكن توردها فاستطردت له الروم حتى أوردوه الصفرين (3) ثم تعطفوا عليه بعدما أمن فوافقوا ابنه سعيد بن خالد _________ (1) في مختصر ابن منظور 1 / 191 " ثم كعم " (2) الخبر في الطبري 3 ط 407 - 408 حوادث سنة 13 (3) في الطبري: الصفر
পৃষ্ঠা - ৫৪৬
مستمطرا فوافقوه فقتلوه ومن معه وأتى الحي (1) خالدا فخرج هاربا حتى أتى البر فنزل منزلا واجتمعت الروم إلى اليرموك فنزلوا به وقالوا والله لنشغل أبا بكر في نفسه عن تورد بلادنا بخيوله وكتب خالد بن سعيد إلى أبي بكر بالذي كان به فكتب أبو بكر إلى عمرو بن العاص وكان في بلاد قضاعة بالسير إلى بلاد اليرموك ففعل وبعث أبا عبيدة بن الجراح ويزيد بن أبي سفيان وأمر كل واحد منهما بالغارة وأن لا توغلوا (2) حتى لا يكون وراءكم أحد من عدوكم وقدم عليه شرحبيل بن حسنة بفتح من فتوح خالد فسرحه نحو الشام في جند وسمى لكل واحد من أمراء الأجناد كورة من كور الشام فتوافوا باليرموك فلما رأت الروم توافيهم ندموا على الذي ظهر منهم ونسوا الذي كانوا يتواعدون أبا بكر به واهتموا وهمتهم أنفسهم وأشجوهم وشجوا بهم ثم نزلوا الواقوصة (3) وقال أبو بكر والله لأنسين الروم وساوس الشيطان بخالد بن الوليد فكتب إليه بهذا الكتاب الذي فوق هذا الحديث وأمره أن يستخلف المثنى بن حارثة على العراق في نصف الناس وإذا فتح الله على المسلمين الشام فارجع إلى عملك بالعراق قال ونا سيف عن عمرو بن محمد عن إسحاق بن إبراهيم عن ظفر أن خالدا (4) أظن عمر وقال هذا عمله حسدني أن يكون فتح العراق على يدي وإني بعد الله كسر الله حد العراق ورعب أهله وشجع المسلمين على غزوه قال ونا سيف بن عطية بن الحارث عن أبي سيف الثعلبي عن ذي الجوشن (5) الضبابي بمثله وقال ولا يشعر أن عمر لا ذنب له فقال له القعقاع ارفع لسانك عن عمر والله ما كذب الصديق ولا صدقت على أن أخيك قال صدقني والله (6) قبح الله _________ (1) كذا وفي الطبري: " الخبر " وهو المناسب (2) عن الطبري وبالاصل " تغلوا " (3) واد بالشام بأرض حوران (4) زيادة عن خع (5) عن المطبوعة وبالاصل " الحوس " (6) بالاصل " الله " والمثبت عن خع
পৃষ্ঠা - ৫৪৭
الغضب والظنون وبالله يا قعقاع لقد أغريتني (1) بحسن الظن فقال القعقاع الحمد لله الذي خلصك وأبقى فيك الخير ونفى عنك الشر وبعث خالد بالأخماس إلا ما نفل (2) منها مع عمير بن سعد الأنصاري وبمسيره إلى الشام ودعا خالد الأدلة (3) فارتحل من الحيرة سائرا إلى دومة ثم طعن في البر إلى قراقر ثم قال كيف لي بطريق أخرج فيه من وراء جموع الروم فإني إن استقبلتها حبستني عن غياث (4) المسلمين فكلهم قال لا نعرف إلا طريقا لا يحمل الجيوش يأخذه الفذ (5) والراكب فإياك أن تغرر بالمسلمين فعزم عليه ولم يجبه إلى ذلك إلا رافع بن عميرة على تهيئة (6) شديدة فقال له خالد وللمسلمين لا يهولنكم فإنا عباد الله وفي سبيل الله وعلى طاعة خليفة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ونحن وإن كثرنا بعد أن نتزود فكالقليل المنكمش فناشدوه فثاب فيهم فقال لا يختلفن هديكم ولا يضعفن نفسكم (7) واعلموا أن المعونة تأتي على قدر النية والمعونة (8) على قدر الحسنة وأن المسلم لا ينبغي له أن يكترث لشئ يقع فيه مع معونة الله له فقالوا له أنت رجل قد جمع الله لك الخير فشأنك (9) فطابقوه ونووا واحسنوا (10) واشتهى مثل الذي اشتهى خالد فأمرهم خالد فترووا للشفة لخمس (11) وأمر بصاحب كل خيل بقدر ما يسقيها فظمأ كل قائد من الإبل الشرف الجلاد (12) ما يلتقي (13) به ثم سقوها العل بعد النهل ثم صروا آذان الإبل _________ (1) عن المطبوعة وبالاصل " أغربتني " (2) بالاصل: " إلى ما نقل منها " والمثبت عن مختصر ابن منظور 1 / 192 والطبري 3 / 408 (3) عن مختصر ابن منظور وبالاصل " الدولة " تحريف (4) عن الطبري وبالاصل " غ ياب " (5) عن خع والطبري (6) الطبري " ت هيب شديد (7) الطبري: يضعفن يقينكم (8) الطبري: والاجر على قدر الحسبة (9) عن الطبري وبالاصل: " فنسانك " (10) في الطبري: واحتسبوا واشتهوا (11) بالاصل: فتروا لكسفه بخمس " والمثبت عن الطبري (12) في الطبري: الجلال (الظمء حبس الابل عن الماء إلى غاية الورد والشارف " الناقة التي قد أسنت ج شرف (13) الطبري: ما يكتفي به
পৃষ্ঠা - ৫৪৮
وكعموها (1) وحلوا أدبارها ثم ركبوا من قراقر مفوزين إلى سوا وهي على جانبها الآخر مما يلي الشام فلما ساروا يوما افتظوا (2) لكل عدة من الخيل عشرا من تلك الإبل فمزجوا ما في كروشها بما كان من الألبان ثم سقوا الخيل وشربوا للشفة (3) جرعا ففعلوا ذلك أربعة أيام أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر المخلص أنا أبو بكر بن سيف نا السري بن يحيى نا شعيب بن إبراهيم نا سيف بن عمر عن عمرو بن محمد عن إسحاق بن إبراهيم عن ظفر بن دهي بمثله وقال فأخذ من قراقر إلى سوطه (4) فجعل المشرق عن يمينه واستقبل الصبا فنزل قريتين ثم نزل الحقار (5) ثم نزل العرير (5) ثم نزل سوى بليل قال ونا (6) سيف عن عبد الله (7) بن محفز بن ثعلبة عمن حدثه عن بكر بن وائل أن محرز بن قريش المحاربي قال لخالد اجعل كوكب الصبح على حاجبك الأيمن ثم أمه تفض إلى سوى وكان أدلهم وشاركهم محمد وطلحة قالوا ولما (8) نزل بسوى وخشي أن يفضحهم حر الشمس نادى خالد رافعا ما عندك قال خير أدركتم الماء وأنتم على الري وشجعهم وهو متحير أرمد وقال يا أيها الناس انظروا علمين كأنهما ثديان (9) فأتوا عليهما وقالوا علمان فقام عليهما فقال اضربوا يمنة ويسرة لعوسجة كقعدة الرجل فوجدوا جذمها (10) فقالوا جذم ولا نرى شجرة فقال احتفروا حيث _________ (1) بالاصل " وطعموها " والمثبت عن الطبري وكعم البعير: شد فاه لائلا يعض أو يأكل (قاموس) (2) عن لا طبري وبالاصل " افتصوا " يقال افتظ رجل كرش بعيره إذا نحره فاعتصر ماءه وصفاه (3) عن الطبري وبالاصل " الكشفة " وفي المطبوعة: للشقة (4) كذا بالاصل وخع وفي لا مطبوعة: سوكة (5) لم أعثر على هذين الموضعين (6) عن المطبوعة وبالاصل " ونزل " (7) الطبري 3 / 409: عبيد الله (8) عن اطبري وبالاصل " أوما " (9) عن الطبري وبالاصل " ندبان " (10) عن الطبري وبالاصل " خدمها خدم " والجذم: الاصل
পৃষ্ঠা - ৫৪৯
شئتم فاستثاروا أوشالا وأحساء رواء فقال رافع أيها الأمير والله ما وردت هذا الماء منذ ثلاثين سنة وما وردته إلا مرة وأنا غلام مع أبي فاستعدوا ثم أغاروا والقوم لا يرون أن جيشا يقطع إليهم أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو علي محمد بن محمد بن المسلمة أنا أبو الحسن بن الحمامي أنا أبو علي بن الصواف أنا الحسن بن علي القطان نا إسماعيل بن عيسى العطار نا إسحاق بن بشر قال قال ابن إسحاق إن عمرو بن العاص كتب إلى أبي بكر بعد قتل خالد بن سعيد بن العاص يستمده فكتب أبو بكر إلى خالد بن الوليد وهو بالحيرة يأمره أن يمد أهل الشام بمن معه من أهل القوة ويخرج فيهم ويستعمل على ضعفة أصحابه رجلا منهم فلما أتى خالد بن الوليد كتاب أبي بكر قال هذا عمل الأعيسر ابن عم سملة (1) كره أن يكون فتح العراق على يدي فاستعمل على الضعفاء عمير بن سعد واستخلف على من أسلم من العراق المثنى بن حارثة الشيباني وعلى الحيرة والقرياب (2) وخراجها ثم سار حتى نزل على عين التمر وأغار على أهلها ورابط حصونها وفيها مقاتلة كانت لكسرى (3) وضعهم فيها حتى استنزلهم فضرب أعناقهم وسبى من عين التمر بشرا كثيرا فبعث بهم إلى أبي بكر وذلك أول سبي قدم المدينة من ذلك السبي أبو عمرة أبو (4) عبد الله بن أبي عمرة وعبيد مولى المعلى وأبو عبيد الله مولى بني زهرة وخير مولى أبي داود ويسار مولى قيس بن مخرمة قال ونا أبو حذيفة نا محمد بن إسحاق قال وكان فيهم عمير بن زيتون الذي ببيت المقدس ويسار مولى أبي بن كعب وهو أبو الحسن بن أبي الحسن البصري وأفلح مولى أبي أيوب الأنصاري ووجدوا في كنيسة اليهود صبيانا يتعلمون الكتابة في قرية من قرى عين التمر (5) يقال لها نقيرة (6) وكان فيهم حمران بن أبان مولى عثمان وقتل هلال بن عطية بن بشر النمري وصلبه وسار ثم فوز من قراقر وهو ماء _________ (1) في خع: ابن أم سملة (2) في خع: والفرياب (3) عن مختصر ابن منظور 1 / 192 وبالاصل للسري والزيادة عن المطبوعة للايضاح (4) في الطبري 3 / 377 جد (5) عن هامش الاصل ومختصر ابن منظور 1 / 193 (6) نقيره قرية من قرى عين التمر (ياقوت) وبالاصل " نفير "
পৃষ্ঠা - ৫৫০
لكلب إلى سوى وهو ماء لبهراء بينهما خمس ليال فلم يهتد إلى (1) الطريق فطلب دليلا فدل على رافع بن عميرة الطائي فأتاه رافع فاستدل على الطريق فقال أنشدك الله في نفسك وجيشك فإنها مفازة خمس ليال ليس فيها ماء مع مضلتها وإن الراكب المنفرد يسلكها فيخاف على نفسه المهلكة وما يسلكها إلا مغرور وما علمت أحدا أخذ فيها بثقل فقال خالد إنه لا بد منه وقد كتب إلي الأمير بعزمه فأحضرنا رأيك ونصيحتك ومرنا بأمرك قال رافع فابغني من الإبل عشرين سمان عظام فأتي بهن وظمأهن حتى جهدن فأوردها الماء فشربن حتى تملأن ثم أمر بمشافرها فقطعن ثم كعمهن كيلا يجتررن ثم حل أذنابهن ثم قال لخالد تزود واحمل من أطاق أن يصر (2) على أذن ناقته ماء فليفعل فإنها المهالك ففعل وساروا فسار معهم وسار خالد معه بالخيول والأثقال فكلما سار يوما وليلة اقتطع منهن أربعة فأطعم لحمانها وسقى ما في أكراشها الخيل وشرب الناس ما كانوا حملوا وبقي منزل واحد ونفدت الإبل وخشي خالد على أصحابه في آخر يوم فأرسل خالد إلى رافع أن الإبل قد نفدت فما ترى قال قد انتهيت إلى الري فلا بأس عليك اطلبوا شجرة مثل قعدة الرجل فعندها الماء ورافع يومئذ رمد فطلبوها فلم يصيبوها فرجعوا إلى رافع فقالوا لم نصبها فقال إنا لله وإنا إليه راجعون هلكتم وهلكت لا أبا لكم اطلبوها فطلبوها فأصابوها قد قطعت الشجرة وقد بقي منها بقية فكبر وكبر الناس فقال احتفروا فاحتفروا عينا عذبة مروية فترووا وسقوا وحملوا فقال رافع إن هذه المفازة ما سلكتها قط إلا مرة واحدة مع أبي وأنا غلام قال ابن إسحاق وبلغني أن خالدا لما نفذت الإبل خاف العطش قال لرافع بن عميرة وهو أرمد ويحك ما عندك قال أدركت الري إن شاء الله انظر (3) هل ترى علمين كأنهما ندبان قال نعم فلما دنا من العلمين قال انظروا هل ترون شجرة من عوسج كقعدة الرجل قالوا لا والله قال إنا لله وإنا إليه راجعون على مثل حديث الأول فقال شاعر من المسلمين: لله عينا رافع أنى اهتدى * فوز من قراقر إلى سوى _________ (1) عن مختصر ابن منظور (2) بالاصل " يصبر " والمثبت عن مختصر ابن منظور (3) عن المطبوعة
পৃষ্ঠা - ৫৫১
خمسا إذا ما سارها الجبس بكى * ما سارها من قبله أنس أرى (1) ثم إن خالد بن الوليد أغار على أهل سوى وهو ماء بهراء قبل الصبح وهم يشربون شرابا لهم في جفنة قد اجتمعوا عليها ومغنيهم يقول: ألا عللاني قبل جيش أبي بكر (2) * لعل منايانا قريب وما ندري فزعموا أن ذلك الرجل المغني قتل تحت الغارة فسال دمه في الجفنة أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر المخلص أنا رضوان بن أحمد الصيدلاني إجازة نا أحمد بن عبد الجبار العطار نا يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال فحدثني صالح بن كيسان ورجل من طئ عن من حدثهما عن رافع بن عميرة قال ثم مضى خالد حين فرغ من عين التمر حتى أغار على ناس من النمر بن قاسط على ماء لهم يقال له قراقر ثم دعا رافع بن عميرة فقال إنها قد جاءتني عزيمة من الأمير بأن أسير إلى الشام فقال إن بينك وبين المنهل الذي تريد الآن مسيرة خمس ليال جياد لا تجد فيهن قطرة ماء حتى تأتي ماء يقال لها سوى وإنك لا تستطيع ذلك بالخيول والإبل وقال إن الراكب المفرد لتهمه نفسه فيه فقال مالي من ذلك بد فمرنا أمرك فقال من استطاع منكم أن يصر أذن ناقته على ماء فليفعل وابغني (3) عشرين جزورا عظاما سمانا مسان فجاءه بهن فظمأهن أياما حتى إذا أجهدهن العطش أوردهن فشربن حتى إذا امتلأن عهد (4) إليهن فقطع مشافرهن وكعمهن (5) لئلا يجتررن وحل أدبارهن لئلا يبلن ثم قال سيروا واستكثروا من الماء لشفاهكم فخرج فكلما نزل منزلا افتظ (6) منهن أربعا فسقى ما في كروشهن الخيول وشرب الناس مما عليهن (7) حتى انتهى إلى سوى في اليوم الخامس وهو أرمد فقال انظروا شجرة مثل مقعدة الرجل من عوسج فنظر الناس فقالوا ما نراها قال _________ (1) تقدم الرجزء ما لاحظناه قريبا (2) عن فتوح البلدان 114 والطبري 3 / 381 وبالاصل: إلى بلى (3) بالاصل " وبغنى " (4) في المطبوعة: عمد (5) بالاصل: " وطعمهن " والمثبت عن الطبري (6) بالاصل " افتض " وافتظها: عصر ماء كروشها (7) بالاصل " عليهم "
পৃষ্ঠা - ৫৫২
إنا لله وإنا إليه راجعون هلكتم والله إذا وهلكت ثم قال ويلكم انظروا وتأملوا فجال الناس حتى وجدوا بقية منها فقالوا قد وجدنا بعضها فكبر وقال قد أدركتم الرواء وأمرهم فحفروا قريبا منها فكشفوا عن قليب كثير (1) الماء فتزود الناس منه وقال رافع أما والله ما وردت قط إلا مرة واحدة مع أبي وأنا غلام صغير فقال في هذا عن رافع أبو أحيحة القرشي: لله عينا رافع أنى اهتدى * في مهمه مشتبه نحو سوى والعين منه قد تغشاها الندى (2) * معصوبة كأنها ملأى ثرى فهو يرى بقلبه ما لا يرى * من الصوى تترى له أثر الصوى (3) إذ النقا بعد النقا إذا سرى * وهو به خبرنا وما دنا وما رآه ليس بالقلب حسى * قلب حفيظ وفؤاد قد وعى فوز من قراقر إلى سوى * والسير زعزاع (4) فما فيه ونى خمس إذا ما سارها الجبس بكى * في اليوم يومين رواحا وسرى ما سارها من قبل إنسي أرى * هذا لعمري (5) رافع هو الهدى ثم استقام لخالد الطريق وتواصلت به المياه حتى إذا اغار على مرج العذراوية (6) على ناس من غسان فأصاب منهم ثم مضى حتى نزل مع أبي عبيدة بن الجراح ويزيد بن أبي سفيان وشرحبيل بن حسنة على قناة بصرى فنزل معهم حتى صالحت بصرى على الجزية وكانت أول جزية وقعت بالشام في عهد أبي بكر وكتب أبو بكر إلى خالد بن الوليد أما بعد فدع العراق وخلف أهله فيه الذين قدمت عليهم وهم فيه ثم امض مخففا في أهل القوة من أصحابنا الذين قدموا معك العراق من اليمامة وصحبوك من الطريق وقدموا عليك من الحجاز حتى تأتي الشام فتلقى أبا عبيدة بن الجراح ومن معه من المسلمين فإذا التقيتم فأنت أمير الجماعة والسلام عليك ورحمة الله _________ (1) عن خع وبالاصل " كبير " (2) الاصل وخع وفي المطبوعة " القذي " (3) الصوي جمع صوة الاعلام من الحجارة تكون منصوبة في المفازة المجهولة يستدل بها على الطريق (4) أي شديد (5) بالاصل وخع: هذا لعمروا (6) هو مرج عذرا بطرف الغوطة