তারিখ দামেস্ক

عن دمشق والشام

باب سرايا رسول الله إلى الشام وبعوثه الأوائل وهي

পৃষ্ঠা - ৪৬৫
" باب سرايا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى الشام وبعوثه الأوائل وهي غزوة دومة الجندل وذات أطلاح وغزوة مؤتة وذات السلاسل " ذكر أبو عبد الله محمد بن عمر بن واقد الواقدي في كتاب الصوائف الذي صنفه أن غزوة دومة الجندل أول غزوات الشام قال وهي من المدينة على ثلاث عشرة مرحلة ومن الكوفة على عشر مراحل في برية مرت ومن دمشق على عشر مراحل (1) قال وهي أرض نخل وزرع يسقون على النواضح وحولها عيون قليلة وزرعهم الشعير وهي مدينة عليها سور ولها حصن عادي مشهور في العرب يدعى مارد والثانية مؤتة والغزوة الثالثة تبوك والغزوة الرابعة غزوة أسامة بن زيد يبنى (2) من أرض فلسطين في سنة عشر والغزوة الخامسة غزوة أسامة بن زيد آبل الزيت في سنة إحدى عشرة وهي التي أمره عليها (صلى الله عليه وسلم) وهو مريض فغزاها بعد وفاته (صلى الله عليه وسلم) ولم أجد أحدا من العلماء فرق بين غزوة يبنى وبين غزوة آبل الزيت غير الواقدي وقد ذكر في كتاب المغازي الذي صنفه حديث الأمر بالغارة على يبنى في جملة قصة إنفاذ أبي بكر رضي الله عنه لجيش أسامة وإغارته على آبل الزيت وعندي أنهما غزوة واحدة أغار فيها على الموضعين جميعا والله أعلم أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري أنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري أنا أبو عمرو محمد بن العباس بن حيوية أنا عبد الوهاب بن أبي حية نا محمد بن شجاع الثلجي نا محمد بن عمر الواقدي (3) حدثني سعيد بن مسلم بن _________ (1) دومة الجندل: بضم أوله وفتحه وقد أنكر ابن دريد الفتح انظر ما ذكره ياقوت في معجم البلدان (2) كذا بالاصول وفي ياقوت: ابني موضع بالشام من جهة البلقاء (3) مغزي الواقدي 2 / 560 سرية أميرها عبد الرحمن بن عوف إلى دومة الجندل في شعبان سنة ست
পৃষ্ঠা - ৪৬৬
قماذين (1) عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عمر قال دعا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عبد الرحمن بن عوف قال تجهز فإني باعثك في سرية من يومك هذا ومن غد إن شاء الله قال ابن عمر فسمعت ذلك فقلت لأدخلن فلأصلين مع النبي (صلى الله عليه وسلم) الغداة فلأسمعن وصيته لعبد الرحمن بن عوف قال فغدوت فصليت فإذا أبو بكر وعمر وناس من المهاجرين فيهم عبد الرحمن وإذا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قد كان أمره أن يسير من الليل إلى دومة الجندل فيدعوهم إلى الإسلام فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لعبد الرحمن ما خلفك عن أصحابك قال ابن عمر وقد مضى أصحابه في السفر (2) فهم معسكرون بالجرف (3) وكانوا سبع مائة رجل فقال أحببت يا رسول الله أن يكون آخر عهدي بك وعلي ثياب سفري قال وعلى عبد الرحمن بن عوف عمامة قد لفها على رأسه قال ابن عمر فدعاه النبي (صلى الله عليه وسلم) فأقعده بين يديه فنقض عمامته بيده ثم عممه بعمامة سوداء فأرخى بين كتفيه منها ثم قال هكذا فاعتم يا ابن عوف قال وعلى ابن عوف السيف متوشحه ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) اغز باسم الله في سبيل الله فقاتل من كفر بالله لا تغل ولا تغدر ولا تقتل وليدا قال ابن عمر ثم بسط يده فقال أيها الناس اتقوا خمسا قبل أن يحل بكم ما نقص مكيال قوم إلا أخذهم الله بالسنين ونقص من الثمرات لعلهم يرجعون وما نكث قوم عهدهم إلا سلط الله عليهم عدوهم وما منع قوم الزكاة إلا أمسك الله عنهم قطر السماء ولولا البهائم لم يسقوا وما ظهرت الفاحشة في قوم إلا سلط عليهم الطاعون وما حكم قوم بغير القرآن إلا ألبسهم الله شيعا وأذاق بعضهم بأس بعض [410] قال فخرج عبد الرحمن حتى لحق أصحابه به فسار حتى قدم دومة الجندل فلما حل بها دعاهم إلى الإسلام فمكث بها ثلاثة أيام يدعوهم إلى الإسلام وقد كانوا أبوا أول ما قدم يعطونه إلا السيف فلما كان اليوم الثالث أسلم الأصبغ بن عمرو الكلبي (4) وكان نصرانيا وكان رأسهم فكتب عبد الرحمن إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) يخبره بذلك وبعث رجلا من جهينة يقال له رافع بن مكيث وكتب يخبر النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قد أراد أن يتزوج فيهم _________ (1) في الواقدي: قمادين (2) الواقدي: في السحر (3) الجرف: بالضم فسكون موضع على ثلاثة أميال من المدينة نحو الشام (معجم البلدان) (4) عن الواقدي وبالاصل " الكليبي "
পৃষ্ঠা - ৪৬৭
فكتب إليه النبي (صلى الله عليه وسلم) أن تزوج ابنة الأصبغ تماضر فتزوجها عبد الرحمن وبنى بها ثم أقبل بها وهي أم أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف وأما سرية ذات أطلاح (1) فأخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري أنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري أنا أبو عمر محمد بن العباس أنا عبد الوهاب بن أبي حية نا محمد بن شجاع نا محمد بن عمر (2) حدثني محمد بن عبد الله عن الزهري قال بعث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كعب بن عمير الغفاري في خمسة عشر رجلا حتى انتهوا إلى ذات أطلاح من أرض الشام فوجدوا جمعا من جمعهم كثيرا فدعوهم إلى الإسلام فلم يستجيبوا لهم ورشقوهم بالنبل فلما رأى ذلك أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) قاتلوهم أشد القتال حتى قتلوا فأفلت منهم رجل جريح (3) في القتلى فلما برد عليه الليل تحامل حتى أتى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأخبره بذلك فشق ذلك على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهم بالبعثة إليهم مبلغه (4) أنهم قد ساروا إلى موضع آخر فتركهم أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر المخلص أنا رضوان بن أحمد نا أحمد بن عبد الجبار نا يونس بن بكير عن ابن إسحاق في عدد غزوات النبي (صلى الله عليه وسلم) وبعوثه وسراياه قال وغزوة كعب بن عمير الغفاري ذات الطلاح من أرض الشام فأصيب بها هو وأصحابه جميعا وأما غزوة مؤتة (5) فأخبرنا أبو القاسم ابن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر المخلص نا أبو الحسين رضوان بن أحمد بن جالينوس ح _________ (1) بالاصل " أطلاع " والمثبت عن خع والواقدي 2 / 752 (2) مغازي الواقدي / 752 سرية كعب بن عمير إلى ذات أصلاح في شهر ربيع الاول سنة ثمان (3) عن الواقدي وبالاصل " جريجا " (4) عن الواقدي وبالاصل وخع " فبلغهم " (5) بالضم ثم واو مهموزة ساكنة ثم تاء وبعضهم لا يهمزة قرية من قرى البلقاء في حدود الشام (معجم البلدان) (6) زيادة عن خع
পৃষ্ঠা - ৪৬৮
وأخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي (1) أنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو العباس محمد بن يعقوب قالا نا أحمد بن عبد الجبار نا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق حدثني محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة بن الزبير قال قدم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من عمرة القضاء المدينة في ذي الحجة فأقام بالمدينة حتى بعث إلى مؤتة في جمادى الأولى من سنة ثمان قال وأمر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على الناس في مؤتة زيد بن حارثة ثم قال فإن أصيب زيد فجعفر فإن أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة فإن أصيب فليرتض المسلمون رجلا فليجعلوه عليهم [411] فتجهز الناس وتهيأوا للخروج فودع الناس أمراء رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وسلموا عليهم وودعوا عبد الله بن رواحة وقال البيهقي فلما ودعوا عبد الله بن رواحة بكا فقالوا ما يبكيك يا ابن رواحة قال أما والله ما بي حب الدنيا ولا صبابة إليها ولكني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقرأ وقال البيهقي ولكني سمعت الله يقول " وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا " (2) فلست أدري كيف لي بالصدر بعد الورود فقال المسلمون صحبكم الله وردكم إلينا صالحين ودفع عنكم فقال ابن رواحة: لكنني أسأل الرحمن مغفرة * وضربة ذات قرع تقذف الزبدا أو طعنة بيدي حران مجهزة * بحربة تنفذ الأحشاء والكبدا وقال البيهقي حمران بدل حران (4) : حتى يقولوا وقد مروا على جدثي * يا أرشد (5) الله من غاز وقد رشدا ثم أتى عبد الله بن رواحة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فودعه ثم قال وقال البيهقي فقال: وثبت الله ما أتاك من حسن * تثبيت موسى ونصرا كالذي نصروا إني تفرست فيك الخير نافلة * والله يعلم أني ثابت البصر (6) _________ (1) خبر غزوة مؤتة في دلائل النبوة للبيهقي 4 / 358 وما بعدها سندقق الاصل حسب رواية الدلائل (2) سورة مريم الاية: 71 (3) في دلائل البيهقي: " فرغ " يريد طعنة واسعة (4) كذا والذي في دلائل النبوة للبيهقي: حران (5) في دلائل البيهقي: " أرشده الله " بدل " يا أرشد الله " (6) في البيت إقواء وقد وردت الابيات في سيرة ابن هشام 3 / 324 برواية:
পৃষ্ঠা - ৪৬৯
أنت الرسول فمن يحرم نوافله * والوجه منه فقد أزرى به القدر ثم خرج القوم حتى نزلوا معان (1) فبلغهم أن هرقل قد نزل بمآب (2) في مائة ألف من الروم ومائة ألف من المستعربة فأقاموا بمعان يومين فقالوا وقال البيهقي وقالوا (3) نبعث إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فنخبره بكثرة عدونا فإما أن يمدنا وإما أن يأمرنا أمرا فشجع الناس عبد الله بن رواحة فقال وقال البيهقي وقال (4) يا قوم والله إن التي تكرهون للتي خرجتم لها إياها تطلبون الشهادة وما يقاتل الناس بعدد ولا كثرة وإنما نقاتلهم بهذا الدين الذي أكرمنا الله به فربما (5) فعل وإن تكن الأخرى فهي الشهادة وليست بشر المنزلتين (5) فقال الناس والله لقد صدق ابن رواحة فانشمر الناس وهم ثلاثة آلاف حتى لقوا جموع الروم زاد ابن النقور وهم وقالا بقرية من قرى البلقاء يقال لها شراف ثم انحاز المسلمون إلى مؤتة قرية فوق أحساء زاد ابن النقور ابن موت وكان سبب هذه الغزوة فيما أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الفرضي أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا عبد الوهاب بن أبي حية نا محمد بن شجاع الثلجي نا محمد بن عمر (6) حدثني ربيعة بن عثمان عن عمر بن الحكم قال بعث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الحارث بن عمير الأزدي ثم أحد بني لهب إلى ملك بصرى بكتاب فلما نزل مؤتة عرض له شرحبيل بن عمرو الغساني فقال أين تريد قال الشام قال لعلك من رسل محمد قال نعم أنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأمر به فأوثق رباطا ثم قدمه فضرب عنقه صبرا ولم يقتل لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) رسول غيره فبلغ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الخبر فاشتد عليه وندب الناس وأخبرهم بمقتل الحارث ومن قتله فأسرع _________ - إني تفرست فيك الخير نافلة * فراسة خالفت فيك الذي نظروا قال ابن هشام عن بعض أهل العلم فلا إقواء على هذه الرواية (1) مدينة في طرف بادية الشام تلقاء الحجاز من نواحي البلقاء (معجم البلدان) (2) في دلائل البيهقي: " بمأرب " خطأ ومآب مدينة في طرف الشام من نواحي البلقاء (معجم البلدان) (3) كذا وفي دلائل البيهقي: فقالوا (4) كذا وفي دلائل البيهقي: فقال (5) العبارة في دلائل البيهقي: فإن يظهرنا الله به فربما فعل وإن تكن الاخرى فهي الشهادة وليست بشر المنزلين (6) مغازي الواقدي 2 / 755 وما بعدها
পৃষ্ঠা - ৪৭০
الناس وخرجوا فعسكروا بالجرف ولم يبين رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الأمر فلما صلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الظهر جلس وجلس أصحابه حوله وجاء النعمان بن مهض (1) اليهودي فوقف على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مع الناس فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) زيد بن حارثة أمير الناس فإن قتل زيد بن حارثة فجعفر بن أبي طالب فإن أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة فإن أصيب عبد الله بن رواحة فليرتض المسلمون بينهم رجلا فليجعلوه عليهم فقال النعمان بن مهض (1) أبا القاسم إن كنت نبيا فسميت من سميت قليلا أو كثيرا أصيبوا جميعا إن الأنبياء في بني إسرائيل إذا استعملوا الرجل على القوم ثم قالوا إن أصيب فلان فلو سمى مائة أصيبوا جميعا ثم جعل اليهودي يقول لزيد بن حارثة اعهد فلا ترجع إلى محمد أبدا إن كان نبيا فقال زيد فأشهد أنه نبي صادق بار فلما أجمعوا المسير وقد عقد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لهم اللواء دعه إلى زيد بن حارثة لواء أبيض مشى الناس إلى أمراء رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يودعونهم ويدعون لهم وجعل المسلمون يودع بعضهم بعضا والمسلمون ثلاثة آلاف فلما ساروا من معسكرهم نادى المسلمون دفع الله عنكم وردكم صالحين غانمين قال ابن رواحة عند ذلك لكنني أسأل الرحمن مغفرة * وضربة ذات قرع (2) تقذف الزبدا وهي أبيات أنشدنيها شعيب بن عبادة حدثنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه الفرضي لفظا وأبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان قراءة قالا أنا أبو القاسم بن أبي العلاء الفقيه أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم بن أبي العقب أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي نا محمد بن عائذ أنا الوليد بن مسلم أخبرني أبو محمد عيسى بن موسى عن برد بن سنان عن مكحول أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعث بعثا إلى الشام وأمر عليهم زيد بن حارثة فإن أصيب زيد فجعفر بن ابي طالب فإن أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة وأجلهم أجلا _________ (1) كذا بالاصول ومختصر ابن منظور 1 / 152 ومغازي الواقدي وفي البداية والنهاية 4 / 241 نقلا عن الواقدي: فنحص (2) في الواقدي: ذات فرع أي ذات سعة والزبد: رغوة الدم (3) عن خع وبالاصل: " براء "
পৃষ্ঠা - ৪৭১
قال وأنا الوليد قال وأخبرني سعيد بن عبد العزيز وغيره أنهم كانوا ستة آلاف من المهاجرين والأنصار وغيرهم قال وأنا الوليد قال فحدثني عطاف (1) بن خالد المخزومي أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعث ذلك البعث وخرجوا وخرج مشيعا لهم حتى بلغ ثنية الوداع فوقف ووقفوا حوله فقال اغزوا بسم الله فقاتلوا عدو الله وعدوكم بالشام وستجدون بها رجالا في الصوامع معتزلين للناس فلا تعرضوا لهم وستجدون آخرين للشياطين في رؤوسهم مفاحيص (2) فافلقوا هامهم بالسيوف ولا تقتلن امرأة ولا صغيرا ضرعا ولا كبيرا فانيا ولا تعزقن نخلا ولا تقطعن شجرا ولا تهدموا بناء [413] قال ابن عائذ فحدثني عطاف على نحو من هذا أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي الجوهري أنا محمد بن العباس أنا عبد الوهاب بن أبي حية نا محمد بن شجاع نا محمد بن عمر الواقدي (3) حدثني أبو صفوان عن خالد بن يزيد قال خرج النبي (صلى الله عليه وسلم) مشيعا لأهل مؤتة حتى بلغ ثنية الوداع فوقف ووقفوا حوله فقال اغزوا بسم الله فقاتلوا عدوا الله وعدوكم بالشام وستجدون فيها رجالا في الصوامع معتزلين للناس فلا تعرضوا لهم وستجدون آخرين للشيطان في رؤوسهم مفاحيص (2) فاقلعوها بالسيوف لا تقتلن (4) امرأة ولا صغيرا ضرعا (5) ولا كبيرا فانيا ولا تغرقن نخلا ولا تقطعن شجرا ولا تهدموا بناء [414] أبو (6) صفوان هو العطاف بن خالد بن عبد الله المخزومي أخبرنا (7) أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني أنا أبو محمد بن أبي _________ (1) عن خع وبالاصل " غطاف " بالغين المعجمة وسترد صوابا في الخبر التالي (2) كذا بالاصل والصواب " مفاحص " جمع مفحص ومفحص القطاة حيث تفرخ فيه من الارض " انظر اللسان والنهاية: فحص) (3) مغازي الواقدي 2 / 758 (4) عن الواقدي وبالاصل: لا تقتلوا (5) في الواقدي: مرضعا (6) بالاصل " ابن " خطأ (7) كرر الخبر في الاصل
পৃষ্ঠা - ৪৭২
نصر أنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن ابي العقب أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم بن بشر القرشي نا أبو عبد الله محمد بن عائذ قال سمعت العطاف بن خالد المخزومي حدثني واقد بن محمد بن زيد قال بعث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعثا إلى الشام فخرج معهم حتى بلغ ثنية الوداع ثم قال اخرجوا بسم الله فقاتلوا في سبيل الله عدو الله وعدوكم إنكم ستدخلون الشام فستجدون رجالا في الصوامع (1) معتزلين للناس فلا تعرضوا لأحد منهم إلا بخير وستجدون آخرين للشياطين في رؤوسهم مفاحص فافلقوا هامهم بالسيوف لا تقتلن كبيرا ولا فانيا ولا صغيرا ضرعا ولا تقتلن امرأة ولا تغرقن نخلا [415] وهذان إسنادان مرسلان والمحفوظ أن هذه وصية أبي بكر Bهـ أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد الأكفاني نا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الحافظ أنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل القطان أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن عتاب نا أبو محمد القاسم بن عبد الله بن المغيرة الجوهري نا إسماعيل بن أبي أويس نا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن عمه موسى بن عقبة قال ثم صدر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يعني من عمرة القضاء إلى المدينة فمكث بها ستة أشهر ثم بعث جيشا إلى مؤتة وأمر عليهم زيد بن حارثة فإن أصيب فجعفر بن أبي طالب أميرهم فإن أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة أميرهم فانطلقوا حتى لقوا ابن أبي سبرة الغساني بمؤتة وبها جموع من نصارى العرب والروم بها تنوخ وبهراء فأغلق سبرة (2) دون المسلمين الحصن ثلاثة أيام ثم خرجوا فالتقوا على درع (3) أحمر فاقتتلوا قتالا شديدا فأخذ اللواء زيد بن حارثة فقتل ثم أخذ جعفر بن أبي طالب فقتل ثم أخذه عبد الله بن رواحة فقتل ثم اصطلح المسلمون بعد أمراء رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على خالد بن الوليد المخزومي فهزم الله العدو وأظهر المسلمين وبعثهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في جمادى الأولى وزعموا والله أعلم أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال مر جعفر بن أبي طالب في الملائكة يطير مع الملائكة كما يطيرون له جناحان وقتل يومئذ من المسلمين من _________ (1) الصوامع جمع صومعة وهي بيعة النصاري (2) كذا بالاصول وفي دلائل النبوة للبيقهي: 4 / 364 ابن أبي سبرة (3) كذا بالاصول وفي دلائل البيهقي: " ذرع " وفي المطبوعة: " ردع " ولم يحلها
পৃষ্ঠা - ৪৭৩
قريش ثم من بني هاشم زيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب ومن بني مخزوم هبار بن سفيان بن عبد الأسد ومن بني عدي بن كعب مسعود بن الأسود ومن بني عامر بن لؤي وهب بن سعد بن أبي سرح وقتل من الأنصار ثم من بني الحارث بن الخزرج عبد الله بن رواحة وعبد الله بن ربيع ومن بني زريق عباد بن ناعص وفي هذه الغزوة يقول عبد الله بن رواحة: إذا بلغتني وحملت رحلي * مسافة أربع بعد الحساء (1) فحمدك أنعم وخلاك ذم * ولا أرجع إلى أهلي ورائي (2) وآب (3) المسلمون وغادروني * بأرض الروم مشتهر الثواء هنالك لا أبالي طلع فحل (4) * ولا نخل أسافلها رواء وخرج أبو سفيان إلى الشام تاجرا فقدم على قيصر فأرسل إليه قيصر يسأله عن النبي (صلى الله عليه وسلم) فلما جاءه قال أخبرني عن هذا الرجل الذي خرج فيكم أكل مرة يظهر عليكم قال ما ظهر علينا قط إلا وأنا غائب ثم قد غزوتهم مرتين في بيوتهم فبقرنا البطون وجدعنا الأنوف وقطعنا الذكور قال قيصر أتراه كاذبا أو صادقا قال بل هو كاذب قال قيصر لا تقولون ذلك فإن الكذب لا يظهر به أحد فإن كان فيكم نبيا فلا تقتلوه فإن أفعل الناس لذلك اليهود قال عبد الله بن رواحة أيضا في يوم مؤتة: أقسمت بالله لتنزلنه (5) * يا نفس طوعا أو لتكرهنه (6) _________ (1) سيرة ابن هشام 4 / 18 برواية: " إذا أديتني مسيرة أربع " والحساء جمع حسى وهو ماء يغور في الرمل حتى يجد صخرا فإذا بحث عنه وجد (2) في سيرة ابن هشام: " فشأنك أنعم " قوله: ولا أرجح: قال أبو ذر: مجزوم على الدعاء دعا على نفسه أن يستهشد ولا يرجع إلى أهله (3) سيرة ابن هشام: " وجاء " وبعده فيها: وردك كل ذي نسب قريب - إلى الرحمن منقطع الاخاء (4) في ابن هشام: بعل (5) عن دلائل البيهقي 4 / 364 وبالاصل: لننزلنه (6) في سيرة ابن هشام 4 / 21: لتنزلن أو لتكرهنه وفي دلائل البيهقي 4 / 363: طائعة أو لتكرهنه
পৃষ্ঠা - ৪৭৪
ما لي أراكي تكرهين الجنة * وقبل ذا قد كنت مطمئنة (1) * إذ أجلب الناس وشدوا الرنة * وزعموا والله أعلم أن يعلى بن منية قدم على رسول الله بخبر أهل مؤتة فقال له رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إن شئت فأخبرني وإن شئت أخبرك قال بل أخبرني يا رسول الله قال فأخبرهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خبرهم كله ووصفه لهم فقال والذي بعثك بالحق ما تركت من حديثهم حرفا لم تذكره وإن أمرهم لكما ذكرت فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إن الله تبارك وتعالى رفع لي الأرض حتى رأيت معتركهم [416] وزعموا والله أعلم أن ابن رواحة بكا حين أراد الخروج من مؤتة فبكى يعني أهله حين رأوه يبكي فقال والله ما بكيت جزعا من الموت ولا صبابة بكم ولكن بكيت من قول الله عز وجل " إن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا " (2) فأيقنت أني واردها ولم أدرأنجوا منها أم لا حدثنا أبو الحسن علي بن المسلم السلمي الفقيه لفظا وأبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان قراءة قالا أنا أبو القاسم علي بن محمد بن علي الفقيه أنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن أبي نصر أنا أبو القاسم علي بن نصر علي بن يعقوب بن أبي العقب أنا أحمد بن إبراهيم قال قال محمد بن عائد فحدثني الوليد قال فحدثني أبو سليمان عبد الرحمن بن سليمان عن من حدثه من مشيختهم عن رجل من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من الأشعريين أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعثه مبعثا ركب فيه البحر حتى خرج إلى أيلة وما يليها فلما كان بمكان الذي هو به من الشام بلغه قدوم زيد بن حارثة وذلك الجيش البلقاء ومن لقيهم من جماعة الروم ومن معها من قبائل العرب فخرجت حتى أتيتهم قال فلقيناهم وشهدت المعركة فاقتتلنا قتالا شديدا ولبس زيد درعا له وركب فرسا وبيده الراية يقاتل ثم نزل عن الفرس ونزع الدرع وقال من يأخذ هذا وقتل زيد وأخذه جعفر فلبس الدرع وركب الفرس وأخذ الراية فتقدم فقاتل قال ونزل جعفر عن الفرس ونزع الدرع وقال من يأخذ هذا فتقدم عبد الله بن رواحة فلبس الدرع وركب الفرس وأخذ الراية فقاتل فقتل ولما انتهت _________ (1) في سيرة ابن هشام ودلائل البيهقي: قد طال ما قد كنت مطمئنه (2) سورة مريم الاية: 71
পৃষ্ঠা - ৪৭৫
الراية إلى عبد الله بن رواحة قاتل ثم صنع ما صنع صاحباه ثم نزل عن الفرس ونزع الدرع وقال من يأخذ هذا وجال الناس جولة وأخذ الراية رجل من الأنصار فقاتل بها إذ مر به خالد بن الوليد فقال له الأنصاري يا خالد خذ الراية قال أنت أحق بها أنت أخذتها وقال الأنصاري أنت أحق بها فإنك أشجع مني فأخذها خالد أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا عبد الوهاب بن أبي حية نا محمد بن شجاع نا محمد بن عمر الواقدي (1) قال ومضى المسلمون وقد أمرهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن ينتهوا إلى مقتل الحارث بن عمير فلما فصل المسلمون من المدينة سمع العدو بمسيرهم فجمعوا الجموع وقام فيهم رجل من الأزد يقال له شرحبيل بالناس وقدم الطلائع أمامه وقد نزل المسلمون وادي القرى وأقاموا أياما وبعث أخاه سدوس بن عمرو في خمسين من المشركين فالتقوا وانكشف أصحابه وقتل سدوس وخاف شرحبيل بن عمرو فتحصن وبعث أخا له يقال له وبر بن عمرو فسار المسلمون حتى نزلوا معان من أرض الشام فبلغ الناس أن هرقل قد نزل مآبا من أرض البلقاء في بهراء ووائل وبكر ولخم وجذام في مائة ألف عليهم رجل من بلي يقال له مالك فلما بلغ ذلك المسلمين أقاموا ليلتين لينظروا في أمرهم وقالوا نكتب إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فنخبره الخبر فإما يردنا وإما يزيدنا رجالا فبينا الناس على ذلك من أمرهم جاءهم ابن رواحة فشجعهم ثم قال والله ما كنا نقاتل الناس بكثرة عدد ولا بكثرة سلاح ولا بكثرة خيول إلا بهذا الدين الذي أكرمنا الله به انطلقوا والله لقد رأيتنا يوم بدر ما معنا إلا فرسان ويوم أحد فرس واحدة فإنما هي إحدى الحسنيين إما ظهور عليهم فذلك ما وعدنا الله ووعد نبينا وليس لوعده خلف وإما الشهادة فنلحق بالإخوان نرافقهم في الجنان فشجع الناس على مثل قول ابن رواحة أخبرنا أبو بكر الأنصاري أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر أنا عبد الوهاب نا محمد بن شجاع نا الواقدي (2) قال فحدثني ربيعة بن عثمان عن المقبري عن أبي هريرة قال شهدت مؤتة فلما رأينا المشركين رأينا ما لا قبل لنا به _________ (1) مغازي الواقدي 2 / 760 (2) مغازي الواقدي 2 / 760
পৃষ্ঠা - ৪৭৬
من العدد والسلاح والكراع (1) والديباج والحرير والذهب فبرق بصري فقال لي ثابت بن أقرم يا أبا هريرة مالك كأنك ترى جموعا كثيرة قلت نعم قال لم تشهدنا ببدر إنا لم ننصر بالكثرة قال (2) وحدثني محمد بن صالح عن عاصم بن عمر بن قتادة قال وحدثني عبد الجبار بن عمارة عن عبد الله بن أبي بكر زاد أحدهما على صاحبه في الحديث قالا لما التقى الناس بمؤتة جلس رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على المنبر وكشف له ما بينه وبين الشام فهو ينظر إلى معتركهم فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أخذ الراية زيد بن حارثة فجاءه الشيطان فحبب إليه الحياة وكره إليه الموت وحبب إليه الدنيا فقال الآن حين استحكم الإيمان في قلوب المؤمنين تحبب إلي الدنيا فمضى قدما حتى استشهد فصلى عليه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وقال استغفروا له وقد دخل الجنة وهو يسعى ثم أخذ الراية جعفر بن أبي طالب فجاءه الشيطان فمناه الحياة وكره إليه الموت ومناه الدنيا فقال الآن حين استحكم الإيمان قلوب المؤمنين تمنيني الدنيا ثم مضى قدما حتى استشهد فصلى عليه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ودعا له ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) استغفروا لأخيكم فإنه شهيد دخل الجنة فهو يطير في الجنة بجناحين من ياقوت حيث شاء من الجنة ثم أخذ الراية بعده عبد الله بن رواحة فاستشهد ثم دخل الجنة معترضا فشق ذلك على الأنصار قيل يا رسول الله ما اعتراضه قال لما أصابته الجراح نكل فعاتب نفسه فشجع فاستشهد فدخل الجنة [417] فسري عن قومه قال ونا الواقدي (3) حدثني محمد بن صالح عن رجل من العرب عن أبيه قال لما قتل ابن رواحة انهزم المسلمون أسوأ هزيمة رأيتها قط في كل وجه ثم إن المسلمين تراجعوا فأقبل رجل من الأنصار يقال له ثابت بن أقرم فأخذ اللواء وجعل يصيح بالأنصار فجعل الناس يثوبون إليه من كل وجه وهم قليل وهو يقول إلي أيها الناس فاجتمعوا إليه قال فنظر ثابت إلى خالد بن الوليد فقال خذا اللواء يا أبا سليمان فقال لا آخذه أنت أحق به أنت رجل لك سن وقد شهدت بدرا قال ثابت _________ (1) الكراع قيل هو اسم يجمع الخيل والسلاح (اللسان: كرع) (2) القائل هو الواقدي والخير في مغازيه 2 / 761 (3) مغازي الواقدي 2 / 763
পৃষ্ঠা - ৪৭৭
خذه أيها الرجل فوالله ما أخذته إلا لك فأخذه خالد فحمله ساعة وجعل المشركون يحملون عليه فيثبت حتى تكركر (1) المشركون وحمل بأصحابه ففض جمعا من جمعهم ثم دهمه منهم بجمع بشر كثير فانحاش بالمسلمين فانكشفوا راجعين قال ونا الواقدي (2) حدثني عطاف بن خالد قال لما قتل ابن رواحة مساء بات خالد بن الوليد فلما أصبح غدا (3) وقد جعل مقدمته ساقته وساقته مقدمته وميمنته ميسرته وميسرته ميمنته (4) فأنكروا ما كانوا يعرفون من راياتهم وهيأتهم وقالوا قد جاءهم مدد فرعبوا فانكشفوا منهزمين فقتلوا مقتلة لم يقتلها قوم حدثنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه لفظا وأبو القاسم الخضر بن الحسين قراءة قالا نا أبو القاسم بن أبي العلاء أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا أبو القاسم بن أبي العقب أنا أبو عبد الملك قال قال ابن عائذ أخبرني الوليد قال سمعت أنهم ساروا حتى إذا كانوا بناحية معان من أرض الشراة (5) فأخبروا أن الروم قد نذروا وجمعوا لهم جموعا كثيرة من الروم وقضاعة وغيرهم من نصارى العرب فاستشار زيد بن حارثة أصحابه فقالوا قد وطئت البلاد وأخفت أهلها فانصرف فإنه لا يعدل العافية شئ وعبد الله بن رواحة ساكت فسأله زيد عن رأيه فقال إنا لم نسر إلى هذه البلاد ونحن نريد الغنائم ولكننا خرجنا نريد لقاءهم ولسنا نقاتلهم بعدد ولا عدة فالرأي المسير إليهم فقبل زيد رأيه وسار إليهم قال ابن عائذ فأخبرني الوليد قال فحدثني رجل من بني سلامان عن غير واحد من كبراء قومه أن زيد بن حارثة سار بهم على جبال (6) بين الشراة والبلقاء على ريفها _________ (1) يقال تكركر الرجل في أمره أي تردد (الصحاح) (2) مغازي الواقدي 2 / 764 (3) عن مغازي الواقدي وبالاصل " غدوا " (4) بالاصل: " وقد جعل مقدمته ساقة وساقته مقدمة وميمنته ميسرة وميسرة ميمنة " والعبارة المثبتة عن الواقدي (5) الشراة صقع بالشام بين دمشق ومدينة الرسول صلى الله عليه وسلم والشراة: جبل من دون عسفان وهو لبني ليث خاصة ولبني ظفر من سليم (معجم البلدان) (6) كذا وفي مختصر ابن منظور 1 / 155 " حبال " بالكسر وهي من قرى وادي موسى من جبال السراة قرب الكرك بالشام
পৃষ্ঠা - ৪৭৮
وعمارتها فمر بقرية من قرى جبال يقال لها أكثب (1) فشد أهلها على ساقة المسلمين فأصابوهم بجراحة وقتلوا رجلا من المسلمين فبلغ ذلك جماعة الجيش فاستأذنوا زيد بن حارثة في الرجعة إليهم والانتقام منهم فقال زيد لا أرى ذلك لأن عدوكم أمامكم قد جمعوا لكم ودنوا منكم فأكره أن تفلوا حدكم ونشاطكم بقتال غيرهم ثم لا آمن أن يجمعوا لكم فيكونوا من ورائكم فتكونوا بين عسكرين فمضى زيد ومن معه حتى لقوا عدوهم بين قريات ثلاثة بين مؤتة والعمقة (2) وزقوقين (3) فصافوهم هنالك وقال السلاميون هم إلى زقوقين أقرب قال ابن عائذ قال الوليد وأخبرنا رجل من أهل البلقاء أن الذين لقوهم يومئذ من أهل المشارق (3) من النصارى من لخم وجذام والقين قال ابن عائذ قال الوليد فحدثني عطاف بن خالد وغيره أن خالد بن الوليد بات ثم أصبح غازيا وقد جعل مقدمته ساقة وساقته مقدمة وميمنته ميسرة وميسرته ميمنة فأنكروا ما جاء به من خلاف ما كانوا يعرفون من راياتهم وهيئتهم وقالوا قد جاءهم مدد فانهزموا وقتلوا مقتلة لم يقتلها قوم قال ابن عائذ قال الوليد وأما السلامي فإنه أخبرني عن غير واحد أن خالدا لما أخذ الراية قاتلهم قتالا شديدا ثم انحاز الفريقان كل عن كل قافلا عن غير هزيمة فقفل المسلمون على طريقهم التي أبدوا منها حتى مروا بتلك القرية والحصن الذين كانوا شدوا على ساقتهم وقتلوا رجلا منهم فحاصروهم في حصنهم حتى فتحه الله عليهم عنوة فقتل خالد بن الوليد مقاتلتهم في نقيع إلى جانب حصنهم صبرا فبها سمي ذلك النقيع نقيع الدم إلى اليوم فهدموا حصنهم هدما لم يعمر بعده إلى اليوم أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك الخلال أنا أبو القاسم إبراهيم بن منصور السلمي أنا أبو بكر بن المقرئ (4) نا أبو يعلى الموصلي نا أبو خيثمة _________ (1) في مختصر ابن منظور: أكبث (2) كذا ولم أجدها (3) كذا بالاصل وخع وفي المطبوعة: المشارف بالفاء وهي قري قرب حوران منها بصري من الشام (ياقوت) (4) الزيادة عن خع
পৃষ্ঠা - ৪৭৯
نا وهب بن جرير نا الأسود بن شيبان عن خالد بن شمير (1) قال قدم علينا عبد الله بن رباح الأنصاري من المدينة وكانت الأنصار تفقهه قال فوجدته في حوى شريك بن الأعور قال وقد اجتمع إليه ناس قال فحدثنا قال حدثني أبو قتادة الأنصاري قال بعث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بجيش الأمراء فقال عليكم زيد بن حارثة فإن أصيب زيد فجعفر بن أبي طالب فإن أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة قال فوثب جعفر فقال يا رسول الله ما كنت أذهب أن تستعمل علي أحدا قال امض فإنك لا تدري أي ذلك خير قال فانطلق الجيش فلبثوا ما شاء الله ثم أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) صعد المنبر وأمر أن ينادى الصلاة جامعة فاجتمعنا إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثاب خبر ثاب خبر ثاب (2) خبر ألا (3) خبركم عن جيشكم هذا الغازي إنهم انطلقوا حتى إذا لقوا العدو أصيب زيد شهيدا فاستغفروا له ثم أخذ اللواء جعفر فشد (4) على القوم حتى قتل شهيدا أشهد له بالشهادة فاستغفروا له فاستغفروا ثم أخذ اللواء عبد الله بن رواحة فأثبت قدميه حتى أصيب شهيدا فاستغفروا فاستغفروا قال ثم أخذ اللواء خالد بن الوليد ولم يكن من الأمراء قال فرفع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أصبعيه فقال اللهم هو سيف من سيوفك فانتصر به قال فيومئذ سمي خالد سيف الله ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) انفروا فأمدوا إخوانكم ولا يتخلفن أحد [418] قال فنفر الناس في حر شديد مشاة وركبانا فذكر الحديث أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الفقيه وأبو محمد هبة الله بن سهل بن عمر السيدي قالا أنا أبو عثمان سعيد بن محمد البحيري أنا أبو عمرو بن حمدان أنا عمران بن موسى بن مجاشع نا محمد بن عبيد بن جسار (5) ح وأخبرنا أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم أنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن الجنزرودي أنا أبو عمرو بن حمدان _________ (1) بالاصل وخع " سمير " وما أثبت وضبط بالتصغير عن تقريب التهذيب (2) كذا بالاصل (3) زيادة عن خع (4) عن خع وبالاصل: فشهد (5) كذا بالاصل وفي خع: حساب " وهو الصواب وفي تقريب التهذيب: حساب بكسر الحاء وتخفيف السين المهملة
পৃষ্ঠা - ৪৮০
وأخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر العلوية قالت قرئ على إبراهيم بن منصور السلمي وأنا حاضرة أنا أبو بكر بن المقرئ قالا أنا أبو يعلى الموصلي نا عبيد الله زاد ابن حمدان بن عمرو قالا القواريري قال نا حماد بن زيد عن أيوب عن حميد بن هلال عن أنس زاد ابن المقرئ ابن مالك أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعث زيدا وجعفرا وعبد الله بن رواحة ودفع الراية إلى زيد قال فأصيبوا جميعا قال قال أنس فنعاهم (1) رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى الناس قبل أن يجئ الخبر قال أخذ الراية زيد فأصيب ثم أخذها جعفر فأصيب ثم أخذها عبد الله فأصيب فأخذ الراية بعد سيف من سيوف الله خالد بن الوليد [419] قال فجعل يحدث الناس وعيناه تذرفان وفي حديث القواريري ثم أخذ أخبرنا أبو المظفر بن القشيري أنا أبو سعد الجنزرودي أنا أبو عمرو بن حمدان وأخبرتنا فاطمة بنت ناصر قالت قرئ على إبراهيم بن منصور أنا أبو بكر بن المقرئ قالا أنا أبو يعلى نا أبو خيثمة نا إسماعيل عن أيوب عن حميد بن هلال عن أنس قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أخذ الراية زيد فأصيب ثم أخذها جعفر فأصيب ثم أخذها خالد عن وقال ابن حمدان بن الوليد من غيرة إمرة ففتح الله عليه وما يسرهم أو ما يسرني أنهم عندنا وإن عينيه لتذرفان [420] أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن النقور أنا أبو الحسين محمد بن عبد الله الدقاق ح وأخبرنا أبو القاسم أنا أبو الحسين بن النقور وأبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن البسري والشريف أبو نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي قالوا أنا أبو طاهر المخلص قالا أنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي نا أبو خيثمة يعني زهير بن حرب بن شداد النسائي نا الوليد بن مسلم نا صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن عوف بن مالك الأشجعي قال خرجت _________ (1) عن خع وبالاصل " فناهم " (2) البسري بالضم وسكون السين هذه النسبة إلى بسر بن أرطاة وقيل ابن أبي أرطاة (الانساب)
পৃষ্ঠা - ৪৮১
مع زيد بن حارثة في غزوة مؤتة فوافقني (1) مددي (2) من أهل اليمن ليس معه غير سيفه فنحر رجل من المسلمين جزورا فسأله المددي طائفة من جلده فأعطاه إياه فاتخذ كهيئة الدرقة ومضينا فلقينا جموع الروم قال وفيهم رجل على فرس له أشقر عليه سرج مذهب وسلاح مذهب فجعل الرومي يغري بالمسلمين وقعد له المددي خلف صخرة فمر به الرومي فعرقب فرسه فخر وعلاه فقتله فحاز فرسه وسلاحه فلما فتح الله عز وجل على المسلمين بعث خالد بن الوليد فأخذ من السلب قال عوف فأتيته فقلت يا خالد أما علمت أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قضى بالسلب للقاتل قال بلى ولكني استكثرته قال عوف فقلت لتردنه أو لأعرفنكها عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأبى أن يرده عليه قال عوف فاجتمعنا فقصصت عليه قصة المددي وما فعل خالد فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يا خالد ما حملك على ما صنعت قال يا رسول الله استكثرته فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) رد عليه ما أخذت منه فقلت دونك يا خالد ألم أقل لك فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما ذاك فأخبرته فغضب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وقال يا خالد لا ترد عليه هل أنتم تاركو لي أمرائي لكم صفوة أمركم وعليهم كدره [421] أخرجه مسلم عن زهير اخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو الحسين بن النقور أنبأ أبو طاهر المخلص أنا أبو الحسين رضوان بن أحمد بن جالينوس أنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي نا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق قال فبكى حسان أهل مؤتة فقال: تأوبني ليل بيثرب أعسر * وهم إذا ما نوم الناس مسهر (3) لذكرى حبيب هيجت لي عبرة * سفوحا وأسباب البكاء التذكر (4) بل إن فقدان الحبيب بلية (5) * وكم من كريم يبتلى ثم يصبر رأيت خيار المؤمنين تتابعوا * شعوبا وخلف بعدهم متأخر (6) _________ (1) في المطبوعة: فرافقني (2) المددي: نسبة إلى المدد والمدد: هي العساكر والتي تلحق بالمغازي في سبيل الله (لسان) (3) تأوبني: عاودني ورجع إلى (4) في الديوان ص 99: " ثم عبرة " والسفوح: السائلة الغزيزة (5) الديوان: بلاء وفقدان (6) في الديوان: تورادوا شعوب وقد خلفت فيمن يؤخر "
পৃষ্ঠা - ৪৮২
فلا يبعدن الله قتلى تتابعوا * بمؤتة منهم ذو الجناحين جعفر وزيد وعبد الله حين تتابعوا * جميعا وأسباب المنية تخطر غداة مضوا بالمؤمنين يقودهم * إلى الموت ميمون النقيبة أزهر (1) أغر كضوء البدر من آل هاشم * أبي إذا سيم الظلامة مجسر (2) فطاعن حتى مات غير موسد * بمعترك فيه القنا متكسر (3) فصار مع المستشهدين ثوابه * جنان ومتلف الحدائق أخضر وكنا نرى في جعفر بن محمد * وفاء وأمرا حازما حين يأمر (4) وما زال في الإسلام من آل هاشم * دعائم عز لا يزول ومفخر (5) هم جبل الإسلام والناس حولهم * رضام إلى طود يروق ويقهر (6) بها ليل منهم جعفر وابن أمه * علي ومنهم أحمد المتخير وحمزة والعباس منهم وفيهم * عقيل وماء العود من حيث يعصر بهم تفرج اللأواء في كل مأزق * حماش إذا ما ضاق بالناس مصدر (7) هم أولياء الله منزل حكمه * عليهم وفيهم ذا الكتاب المطهر وقال كعب بن مالك يبكي جعفرا وأصحابه يوم مؤتة: نام العيون ودمع عينك تهطل * سحا كما وكف الضباب المخضل (8) في ليلة وردت علي همومها * طورا أحن وتارة أتململ _________ - قال أبو ذر في شرح السيرة: فمن رواه بضم الشين فهو جمع شعب وهي القبيلة ومن رواه بفتح الشين فهو اسم للمنية ويجوز فيه الصرف وتركه (1) في الديوان: " غداة غدوا " (2) الديوان: " أغر كلون " والابي: العزيز الجانب والمجسر: الجسور وبالاصل: مشجر والمثبت عن هامش الاصل والديوان (3) في الديوان: " يتكسر " وفي المطبوعة وابن هشام 4 / 36 " مال " بدل " مات " (4) الديوان: " جازما " (5) الديوان: لا ترام بدل لا يتزول وفي ابن هشام: لا يزلن (6) الديوان: لا ترام بدل لا يزول وفي ابن هشام ويبهر بدل ويقهر والرضام جمع رضمة وهي الحجارة يرضم بعضها فوق بعض (7) الديوان: عماس بدل حماس وبالقوم بدل بالناس (8) في ابن 4 / 27 " يهمل " ويحا: صبا
পৃষ্ঠা - ৪৮৩
واعتاذني حزن فبت كأنني * ببنات نعش والسماك موكل وكأنما بين الجوانح والحشا * مما تأوبني شهاب مدخل وجدا على النفر الذي تتابعوا * يوما بمؤتة أسندوا لم ينقلوا صلى الإله عليهم من فتية * وسقا عظامهم الغمام المسبل (1) صبروا بمؤتة للإله نفوسهم * حذر الردى وحفيظة أن ينكلوا (2) فمضوا أمام المؤمنين كأنهم * فنق عليهن الحديد المرمل (3) إذ يقتدون بجعفر ولوائه * قدام أولهم ونعم الأول (4) حتى تفرجت الصفوف وجعفر (5) * حيث التقى وعث الصفوف مجدل فتغير القمر المنير لفقده * والشمس قد كسفت وكادت تأفل قرم علا بنيانه من هاشم * فرع أشم وسؤدد ما ينقل (6) قوم بهم عصم الإله عباده * وعليهم نزل الكتاب المنزل فضلوا المعاشر عزة وتكرما * وتغمدت أحلامهم من يجهل لا يطلقون إلى السفاه حباهم * ويرى خطيبهم بحق يفصل بيض الوجوه ترى بطون أكفهم * تندى إذا اغبر الزمان الممحل (7) وبهديهم رضي الإله لخلقه * وبجدهم نصر النبي المرسل (8) وأما غزوة ذات السلاسل (9) فهي بعد غزوة مؤتة فيما ذكر أهل المغازي سوى ابن إسحاق فإنه ذكر أنها قبل غزوة مؤتة _________ (1) المسبل: الممطر (2) للاله مطموسة بالاصل وزيدت عن سيرة ابن هشام 4 / 7، وخع (3) كأنهم مطموسة بالاصل أثبتناها عن خع وابن هشام والفنق جميع فنيق وهي الفحول من الابل (4) في ابن هشام: يهتدون (5) عن خع وابن هشام مطموسة بالاصل (6) " فرع " عن خع مطموسة بالاصل وفي ابن هشام فرعا أشم وسؤددا (7) " تندي " عن خع مطموسة بالاصل وفي ابن هشام: اعتذر بدل أغير (8) قال أبو ذر: يجدهم ومن رواه بحدهم بالحاء المهملة فمعناه بشجاعتهم وأقدامهم ومن رواه بالجيم المكسورة فهو معلوم (9) ذات السلاسل: وراء وادي الفرس بينها وبين المدينة عشرة أيام
পৃষ্ঠা - ৪৮৪
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الفرضي أنا الحسن (1) بن علي الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا عبد الوهاب بن أبي حية نا محمد بن شجاع نا محمد بن عمر الواقدي (2) حدثني ربيعة بن عثمان عن ابن رومان وحدثني أفلح بن سعيد (3) عن سعيد بن عبد الرحمن بن رقيش عن أبي بكر بن حزم وحدثني عبد الحميد بن جعفر فكل قد حدثني منه بطائفة وبعضهم أوعى للحديث من بعض فجمعت ما حدثوني وغير هؤلاء المسمين فحدثني أيضا قالوا بلغ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن جمعا من بلي وقضاعة قد تجمعوا يريدون أن يدنوا إلى أطراف رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فدعا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عمرو بن العاص فعقد له لواء أبيض وجعل معه راية سوداء وبعثه في سراة المهاجرين والأنصار في ثلاثمائة عامر بن ربيعة وصهيب بن سنان وأبو الأعور سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل وسعد بن أبي وقاص ومن الأنصار أسيد بن حضير وعبادة بن بشر وسلمة بن سلامة وسعد بن عبادة وأمره أن يستعين بمن مر به من العرب وهي بلاد بلي وعذرة وبلقين وذلك أن عمرو بن العاص كان ذا رحم بهم كانت أم العاص بن وائل بلوية فأراد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يتآلفهم بعمرو فسار وكان يكمن النهار ويسير الليل وكانت معه ثلاثون فرسا فلما دنا من القوم بلغه أن لهم جمعا كثيرا فتمهل قريبا منهم عشاء وهم شاتون فجمع أصحابه الحطب يريدون أن يصطلوا وهي أرض باردة فمنعهم فشق ذلك عليهم حتى كلمه في ذلك بعض المهاجرين فغالظه فقال عمرو قد أمرت أن تسمع لي وتطيع قال نعم قال فافعل وبعث رافع بن مكيث الجهني إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يخبره أن لهم جمعا كثيرا ويستمده بالرجال فبعث أبا عبيدة بن الجراح وعقد له لواء وبعث معه سراة المهاجرين أبو بكر وعمر والأنصار وأمره رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن يلحق عمرو بن العاص فخرج أبو عبيدة في مائتين وأمره أن يكونا جميعا ولا يختلفا فساروا حتى لحقوا بعمرو بن _________ (1) عن خع وبالاصل " الحسين " تحريف (2) مغازي الواقدي 2 / 769 وما بعدها (3) عند الواقدي: " سعد " تحريف راجع تقريب التهذيب (4) عند الواقدي: " عباد " ومثله في خع ومختصر ابن منظور 1 / 157 فالذي بالاصل تحريف (5) عند الواقدي: فنزل
পৃষ্ঠা - ৪৮৫
العاص فأراد أبو عبيدة أن يؤم الناس ويتقدم عمرا فقال له عمرو وإنما قدمت علي مددا لي وليس لك أن تؤمني وأنا الأمير وإنما أرسلك النبي (صلى الله عليه وسلم) إلي مددا فقال المهاجرون كلا بل أنت أمير أصحابك وهو أمير أصحابه فقال عمرو لا بل أنتم مدد لنا فلما رأى أبو عبيدة الاختلاف وكان حسن الخلق لين الشيمة قال انظرن (1) يا عمرو تعلمن أن آخر ما عهد إلي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن قال إذا قدمت على صاحبك فتطاوعا ولا تختلفا [422] وإنك والله إن عصيتني لأطيعنك فأطاع أبو عبيدة فكان عمرو يصلي بالناس فآب إلى عمرو جمع فصاروا خمس مائة فسار الليل والنهار حتى وطئوا بلاد بلي ودوخها (3) وكلما انتهى إلى موضع بلغه أنه قد كان بهذا الموضع جمع فلما سمعوا بك تفرقوا حتى انتهى إلى أقصى بلاد بلي وعذرة وبلقين ولقي في آخر ذلك جمعا ليس بالكثير فتقاتلوا (3) ساعة وتراموا بالنبل ورمي يومئذ عامر بن ربيعة بسهم فأصيبت ذراعه وحمل المسلمون عليهم فهربوا وأعجزوا هربا في البلاد وتفرقوا ودوخ عمرو ما هناك وأقام أياما لا يسمع لهم بجمع ولا بمكان صاروا فيه وكان يبعث أصحاب الخيل فيأتون بالشاء والنعم وكانوا ينحرون ويذبحون فلم يكن في ذلك أكثر من ذلك لم يكن غنائم تقسم إلا ما ذكر له أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر المخلص نا رضوان بن أحمد بن جالينوس ح وأخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي (4) أنا محمد بن عبد الله الحافظ نا أبو العباس محمد بن يعقوب قالا نا أحمد بن عبد الجبار نا يونس بن بكير عن ابن إسحاق حدثني محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن الحصين التميمي عن غزوة ذات السلاسل من أرض بلي وعذرة قال بعث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عمرو بن العاص يستنفر العرب إلى الإسلام وذلك أن أم العاص بن وائل كانت امرأة من بلي فبعثه _________ (1) في الواقدي: لتطمئن (2) يعني أنه قهرها وغلبها واستولى عليها (3) في الواقدي: فقاتلوا (4) دلائل النبوة للبيهقي 4 / 399 وما بعدها (5) عند البيهقي: ليستنفر
পৃষ্ঠা - ৪৮৬
فبعثه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إليهم يستألفهم بذلك حتى إذا كان على ماء (1) بأرض جذام يقال لها السلاسل وبذلك سميت تلك الغزاة ذات السلاسل فلما كان عليه خاف فبعث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يستمده فبعث إليه أبا عبيدة بن الجراح في المهاجرين الأولين فيهم أبو بكر وعمر وقال لأبي عبيدة حين وجهه لا تختلفا فخرج أبو عبيدة حتى إذا قدم عليه قال له عمرو إنما جئت مددا إلي فقال أبو عبيدة لا ولكني على ما أنا عليه وأنت على ما أنت عليه وكان أبو عبيدة رجلا لينا سهلا هينا عليه أمر الدنيا فقال له عمرو بل أنت مدد لي فقال له أبو عبيدة لا يا عمرو إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال لا تختلفا [423] فإنك إن عصيتني أطعتك فقال له عمرو فإني أمير عليك وإنما أنت مدد لي قال فدونك فصل فصلى عمرو بالناس قال ونا يونس عن أبي معشر عن بعض مشيختهم أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال إني لأؤمر الرجل على القوم فيهم من هو خير منه لأنه أيقظ عينا وأبصر بالحرب [424] حدثنا أبو الحسن علي بن المسلم السلمي لفظا وأبو القاسم الخضر بن الحسين قراءة قالا أنا أبو القاسم بن أبي العلاء أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا أبو القاسم بن أبي العقب أنا أبو عبد الرحمن نا محمد بن عائذ قال فأخبرني الوليد بن مسلم عن عبد الله بن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة قال ثم غزوة عمرو بن العاص بذات السلاسل من مشارف الشام بعثه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في بلي وهم أخوال العاص بن وائل وبعثه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فيمن يليهم من قضاعة وأمره عليهم فخاف عمرو من جانبه الذي هو به فبعث إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يستمده فلما قدم رسول عمرو على رسول الله (2) (صلى الله عليه وسلم) يستمده ندب له المهاجرين فانتدب أبو بكر وعمر في سراة من المهاجرين وأمر عليهم أبا عبيدة بن الجراح ثم أمد بهم عمرو بن العاص وعمرو يومئذ في سعد الله وتلك الناحية من قضاعة فلما قدم مدد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من المهاجرين الأولين وأميرهم أبو عبيدة بن عبد الله بن الجراح قال عمرو أنا الأمير وإنما أرسلت إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أستمده فأمدني بكم قال المهاجرون أنت أمير أصحابك وأبو عبيدة أمير المهاجرين فقال عمرو إنما أنتم مددا مددت به فأنا الأمير فلما رأى أبو عبيدة _________ (1) عن هامش الاصل (2) عن هامش الاصل وخع
পৃষ্ঠা - ৪৮৭
ذلك وكان رجلا حسن الخلق لين الشيمة قال إن آخر ما عهد إلي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن قال إذا قدمت على صاحبك فتطاوعا [425] وإنك والله إن عصيتني لأطيعنك فسلم أبو عبيدة لعمرو بن العاص قال ابن عائذ فأخبرني الوليد بن مسلم نا عبد الله بن لهيعة عن يونس بن يزيد عن ابن شهاب الزهري قال بعث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعثين إلى كلب وغسان وكفار العرب الذين كانوا بمشارف الشام وأمر على أحد البعثين أبا عبيدة بن الجراح وأمر على البعث الآخر عمرو بن العاص فانتدب في بعث أبي عبيدة أبو بكر وعمر فلما كان عند خروج البعث دعا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أبا عبيدة وعمرا فقال لا تعصيا فلما فصلا من المدينة خلا أبو عبيدة بعمرو فقال له إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عهد إلي وإليك على أن لا تعاصيا فإما أن تطيعني وإما أن أطيعك قال لا بل أطعني فأطاع أبو عبيدة وكان عمرو أميرا على البعثين كلاهما فوجد عمر (2) من ذلك وقال أتطيع ابن النابغة وتؤمره على نفسك وعلى أبي بكر وعلينا ما هذا الرأي فقال أبو عبيدة لعمر يا ابن أم إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عهد إلي وإليه أن لا نتعاصيا فخشيت إن لم أطعه أن أعصي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ويدخل بيني وبينه الناس وإني والله لأطيعنه حتى أقفل فلما قفلوا كلم عمر بن الخطاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وشكى إليه ذلك فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لن أؤمر عليكم بعدها إلا منكم [426] يريد المهاجرين فكانت تلك غزوة ذات السلاسل أسر فيها ناس كثير من العرب أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي (3) أنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو جعفر البغدادي نا أبو علاثة محمد بن عمرو بن خالد نا أبي نا ابن لهيعة نا أبو الأسود عن عروة ح قال وأنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن عتاب العبدي نا القاسم بن عبد الله بن المغيرة نا ابن أبي أويس نا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن عمه موسى بن عقبة قالا ثم غزوة عمرو بن العاص ذات السلاسل _________ (1) زيادة عن خع سقطت من الاصل (2) عن خع وبالاصل " عمرو " (3) دلائل النبوة للبيهقي 3 / 398 - 399
পৃষ্ঠা - ৪৮৮
من مشارف الشام في بلي وسعد الله ومن يليهم من قضاعة وفي رواية عروة بعثه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في بلي وهم أخوال العاص بن وائل وبعثه فيمن يليهم من قضاعة وأمره عليهم قال موسى فخاف عمرو بن العاص من جانبه الذي هو به فبعث إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) يستمده فندب النبي (صلى الله عليه وسلم) المهاجرين الأولين فانتدب فيهم أبو بكر وعمر بن الخطاب في سراة المهاجرين وأمر عليهم أبا عبيدة بن الجراح فأمد بهم عمرو بن العاص قال عروة وعمرو يومئذ في سعد الله وتلك الناحية من قضاعة قال موسى فلما قدموا على عمرو قال أنا أميركم وأنا أرسلت إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) استمده بكم قال المهاجرون بل أنت أمير أصحابك وأبو عبيدة أمير المهاجرين فقال عمرو إنما أنتم مدد أمددته فلما رأى ذلك أبو عبيدة وكان رجلا حسن الخلق لين الشيمة يتبعي الصواب متبع لأمر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وعهده قال تعلم يا عمرو إن آخر ما عهد إلي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن قال إذا قدمت على صاحبك فتطاوعا [427] وإنك إن عصيتني لأطيعنك فسلم أبو عبيدة الإمارة لعمرو بن العاص قال البيهقي لفظ حديث موسى بن عقبة وفي حديث عروة بمعناه أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب ح وأخبرنا أبو علي الحسن بن المظفر بن الحسن بن السبط أنا أبو محمد الجوهري قالا أنا أبو بكر القطيعي نا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي (2) نا محمد بن أبي عدي عن داود عن عامر قال بعث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) جيش ذات السلاسل فاستعمل أبا عبيدة على المهاجرين واستعمل عمرو بن العاص على الأعراب فقال لهما تطاوعا [428] قال فكانوا يؤمرون أن يغيروا على بكر فانطلق عمرو فأغار على قضاعة لأن بكرا أخواله قال فانطلق المغيرة بن شعبة إلى أبي عبيدة فقال إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) استعملك علينا وأن ابن فلان قد ارتبع أمر القوم وليس لك معه أمر فقال أبو عبيدة إن _________ (1) كذا بالاصل وخع وفي دلائل البيهقي: سعى لامر (2) مسند أحمد 1 / 196
পৃষ্ঠা - ৪৮৯
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أمرنا أن نتطاوع فأنا أطيع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وإن عصاه عمرو والصواب على بلي كما تقدم أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي (1) أنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا يحيى بن أبي طالب أنا علي بن عاصم أنا خالد الحذاء عن أبي عثمان النهدي قال سمعت عمرو بن العاص يقول بعثني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على جيش ذات السلاسل وفي القوم أبو بكر وعمر فحدثت نفسي أنه لم يبعثني على أبي بكر وعمر إلا لمنزله لي عنده قال فأتيته حتى قعدت بين يديه وقلت يا رسول الله من أحب الناس إليك قال عائشة قلت إني لست أسأل لك عن أهلك قال فأبوها قلت ثم من قال ثم عمر [429] قلت ثم من حتى عد رهطا قال قلت في نفسي لا أعود أسأل عن هذا أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر العلوية قالت قرئ على أبي القاسم إبراهيم بن منصور السلمي أنا محمد بن إبراهيم المقرئ أنا أحمد بن علي بن المثنى نا الحسن بن حماد الحضرمي سجادة نا يحيى بن سعيد الأموي عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن عمرو بن العاص أن النبي (صلى الله عليه وسلم) بعثه في ذات السلاسل فسأله أصحابه أن يأذن لهم أن يوقدوا نارا ليلا فمنعهم فكلموا أبا بكر فكلمه في ذلك فأباه فقال قد ارسلوك إلي لا يوقد أحد منهم نارا إلا ألقيته فيها قال فلقوا العدو فهزموهم فأرادوا أن يتبعوهم فمنعهم فلما انصرف ذلك الجيش ذكر ذلك للنبي (صلى الله عليه وسلم) وشكوه إليه فقال يا رسول الله إني كرهت أن آذن لهم أن يوقدوا نارا فيرى عدوهم قلتهم وكرهت أن يتبعوهم فيكون لهم مدد فيعطفوا عليهم فأحمد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أمره فقال يا رسول الله من أحب الناس إليك قال لم قال لأحب من تحب قال عائشة قال من الرجال قال أبو بكر [430] _________ (1) دلائل النبوة للبيهقي 4 / 400 (2) عن هامش الاصل