حرف الألف
أماجور
পৃষ্ঠা - ৩৮৭৩
قال فبينا إمام في قصر بني نمير بواسط وقد أمطرت السماء وقد خرج الحجاج يسير وعليه منظر يجعل يأمر بإصلاح الطريق حتى انتهى إلى قصر بني نمير فرأى إمام فعرفه فالتفت إلى عنبسة بن سعيد فقال أعيناي أشبه بعيني بنت إمام عينا هذا قال بل غير هذا أصلحك الله قال فذهب إمام يعتذر فقال له الحجاج لا بأس عليك وكف عنه وزاده في عطائه وقال أنشدني قولك في أبان وأنشده * تركت أبان نائما وتمطرت * بسرحي سول كالعقاب ذنوب وما كنت جثاما إذا الأمر ثابني * خشوعا لريب الدهر حين ينوب ولا ضاق ذرعي يا أبان بسخطكم * ولكنني في الحادثات صليب نزوط لدار الضيم والخسف مجهز * يصير بفعل المكرمات طبيب إذا سامني السلطان حسا أتيته * ولم أعط ضيما ما أقام عسيب وعندي عتاد الحادثات طمرة * وأبيض من ماء الحديد سنيب وموضونة دعف دلاص كأنها * غدير زهته شمال وجنوب وماء جعير من سلاحهم صبعة * وملق هتوف ما نوال نخوب وأسمر عراص كأن نشابه * شهاب جلت عنه دجى وعيوب وقلب حمي في الحروب مصنع * إذا رجعت حوب الحروب قلوب وعلم بأن الموت للناس غاية * يصير إليها صارم وهيوب وإن امرأ يخشى الردى ليس * ناجيا ولا مفلتا مما يزيد شعوب *
804 - أما جور (1) ويقال أياجور ولي إمرة دمشق في أيام المعتمد على الله قرأت بخط أبي الحسين الرازي حدثني أبو الحارث إسماعيل بن إبراهيم المزني قال سمعت القاسم بن أحمد المعروف بابن كراد يقول ولي أما جور دمشق سنة ست وخمسين ومائتين ومات سنة أربع وستين ومائتين قال أبو الحسين وحدثني أبو الميمون (2) عبد الرحمن بن عبد الله بن راشد الدمشقي المحدث قال رأيت أما جور وكان أميرا مهابا ضابطا لعمله حشما شجاعا لا يقطع
_________
(1) ترجمته في الوافيات بالوافيات 9 / 375
(2) زيادة عن م
পৃষ্ঠা - ৩৮৭৪
في جميع أعماله الطريق فوجه مرة فارسا إلى أذرعات (1) في رسالة فلما رجع الفارس من أذرعات نزل اليرموك فصادف في القرية رجلا من الأعراب فلما رأى الأعرابي الجندي مد يده فنتف من سبال الجندي خصلتين من شعر فلما أن رجع الفارس إلى دمشق اتصل الخبر بأماجور ما فعل الأعرابي بالفارس فدعاه أماجو فسأله عن القصة فأخبره فأمر بالفارس فحبس ثم قال لكتابه (2) اطلبوا معلما يعلم الصبيان فجاؤوا بمعلم فقال أماجو للمعلم هوذا أعطيك نفقة واسعة وتخرج إلى اليرموك وأعطيك طيورا تكون معك فإذا دخلت القرية تقول لهم إني معلم جئت أطلب المعاش وأعلم صبيانكم فإذا تمكنت من القرية فارصد لي الأعرابي الذي نتف سبال الفارس (3) وخذ خبره واسمه ولا تبرح من القرية وإن بقيت بها مدة طويلة حتى يوافي هذا الأعرابي القرية فإذا رأيته قد وافى خذ هذا الكتاب الذي أعطيتك وادفعه إلى أهل القرية حتى يقرأوه ثم أرسل الطيور إلي (4) بخبرك طيرا خلف طير ففعل المعلم ذلك وافى اليرموك وأقام بها ستة أشهر حتى وافى الأعرابي القرية فلما أن رآه المعلم أخرج كتاب أما جور إلى القرية الله الله في أنفسكم أشغلوا الأعرابي إلى ما أوافيكم فإن جئت ولم أوافه (5) خربت القرية وقتلت الرجال وأطلق (6) المعلم الطيور إلى دمشق بخبر الأعرابي وموافاتة القرية فلما أن وصل الخبر إلى أما جور ضرب بالبوق وخرج من وقته حتى وافى اليرموك في أسرع (7) وقت وأحدقوا بالقرية فأصاب الأعرابي في وسط القرية فأخذه وأردفه خلف بعض غلمانه ووافى به دمشق فلما أصبح أما جور دعا بالأعرابي فقال له ما حملك على أن رأيت رجلا من أولياء السلطان في قرية لم يؤذك ولم يعارضك نتفت خصلتين من سباله فقال الأعرابي كنت سكرانا أيها الأمير لم أعقل ما فعلت فقال أما جور ادعو لي بحجام فأتي بحجام فقال لا تدع في وجه الأعرابي ولا في رأسه ولا على بدنه شعرة إلا نتفتها فبدأ بأشفار عينيه ثم حاجبيه ثم بلحيته ثم بشاربه ثم برأسه ثم بقرنه فما ترك عليه شعرة إلا نتفها ثم قال هاتوا
_________
(1) أذرعات: بلد في أطراف الشام يجاور أرض البلقاء وعمان (معجم البلدان)
(2) وبالأصل " لكتابته " وفي م: " لكاتبه " ولعل الصواب ما أثبت انظر تهذيب ابن عساكر
(3) بالأصل " الفاس " والمثبت عن م
(4) بالأصل " الذي يخبرك " والمثبت عن م
(5) بالأصل وم " أوافيه خربة " والمثبت عن مختصر ابن منظور
(6) عن الوافي وبالأصل " وجاء "
(7) في الوافي: في يوم واحد