তারিখ দামেস্ক

مستدرك تاريخ مدينة دمشق

تتمة المستدرك من حرف الياء

ذكر من اسمه يونس

[9732] إسماعيل بن أبي موسى
[9733] إسماعيل بن يسار النسائي أبو فائد
পৃষ্ঠা - ৩৩৪৩১
ذكر من اسمه يونس [10214] يونس بن أحمد بن محمّد ابن ربيعة الحضرمي حدّث بأطرابلس عن أبيه. روى عنه أبو الفضل محمّد بن عبد الله بن المطلب الشيباني. [10215] يونس بن إبراهيم، أبو الخير أظنه من أهل همذان. قدم الشام. وحكى عن راهب لقيه عند قبر شيث بالبقاع، وقال له: عظني، فقال الراهب: كل أنس دون الله وحشة، وكل طمأنينة بغير الله دهشة، وكل نعيم دون دار القرار زائل، وكل شيء سوى الله باطل. ثم قال: ثلاث بثلاث لا يدركن: الغنى بالمنى، والشباب بالخضاب، والصحة بالأدوية. [10216] يونس بن رطاجة ولي إمرة دمشق في خلافة المتوكل. قال أحمد بن أبي طاهر: قتل المتوكل وعامل [ ... ] «1» على دمشق يونس بن رطاجة. __________ [10216] ترجمته في تحفة ذوي الألباب 1/304 وفيه: «طارجة» وأمراء دمشق ص 117 وفيه أيضا: طارجة.
পৃষ্ঠা - ৩৩৪৩২
[10217] يونس بن سعيد بن عبيد بن أسيد ابن عمرو بن علاج الثّقفي الطائفي شاعر. كان أبوه سعيد مولى زياد بن عبيد «1» ، وهبه له الحارث بن كلدة مولى أمّه سميّة. قال المدائني: قدم يونس بن سعيد على معاوية وزياد على البصرة- وكانت العرب تأنف إذا ادّعي مولاهم- فقال: يا أمير المؤمنين، ادّعيت مولاي «2» ! فقال معاوية: يابن سعيد، اتق الله، لا أتطيّر بك طيرة بطيئا وقوعها «3» ، قال: يا أمير المؤمنين، أفليس بي وبك المرجع إلى الله بعد؛ قال: بلى، فاستغفر الله، والحق بزياد بالعراق، فذاكره بما شئت. فقدم يونس البصرة، فنزل على عبد الله بن الحارث الكوسج، فأعلم زيادا بمكانه، فدعا به، فكلّمه خاليا، وأمر له بمائة ألف، وقال: اشخص إلى بلدك، فأبى، فأرسل زياد إلى الكوسج: أخرجه عنك، فإنه إن بلغني بعد ثالثة أنه عندك، بالبصرة قتلتك! فأخرجه، ولم يعطه شيئا، فقال: رجعن من عند زياد خيّبا سواهما «4» ونصّبا «5» ولغّبا «6» قد كان يدعى لعبيد حقبا حتّى إذا العبد عثا «7» واختضبا صار أبو سفيان للعبد «8» أبا فأصبح العبد تبوّا «9» منصبا __________ [10217] له ذكر في أنساب الأشراف 5/197 وما بعدها. ومروج الذهب 3/9. وأسيد وفي مروج الذهب: أسد.
পৃষ্ঠা - ৩৩৪৩৩
وكان صفرا «1» فتحول ذهبا وروي هذا الشعر لعبد الرّحمن بن أم الحكم. وقال يونس بن سعيد «2» : وقائلة إمّا هلكت وقائل قضى ما عليه يونس بن سعيد قضى ما عليه ثم ودّع ماجدا وكلّ فتى سمح الخلائق يودي «3» وقال أبو عبيدة عن أبي غسان: لمّا بلغ يونس بن سعيد الذي كان من أمر زياد قدم على معاوية، وكلّمه، وقال: يا أمير المؤمنين، إنّ زيادا كان عبدا لأختي فهيرة «4» ، فأعتقته، وهو مولاي، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم «5» : «الولد للفراش، وللعاهر الحجر» . فقال له معاوية: هل تركت الشرب في الدّبّاء بعد «6» ؟ إن زيادا ليس لك بمولى، هو ابن أبي سفيان. فألحّ عليه يونس حتى كلّمه على المنبر [14438] . وذكر معنى الحكاية. [10218] يونس بن أبي شبيب الرقي روى عن ميمون بن مهران، وطاووس بن كيسان، وابن جريج. روى عنه جعفر بن برقان، وإبراهيم بن بكار، ويحيى بن كهمس الأسدي الرقّيون، ومحمّد بن الحكم السلمي. وفد على عمر بن عبد العزيز. قال «7» : سألت طاوسا عن مسألة، فقال لي: من أين أنت؟ قلت: من أهل الجزيرة، __________ [10218] أخباره في تاريخ الرقة ص 140 و 141 والتاريخ الكبير 8/411 والجرح والتعديل 9/240.
পৃষ্ঠা - ৩৩৪৩৪
فقال: إذا كانت الوقعة بين الرّقّتين «1» كانت الصّيلم «2» أو الفيصل «3» . وقال: شهدت عمر بن عبد العزيز في بعض الأعياد، وقد جاء أشراف الناس حتى حفوا بالمنبر، وبينهم وبين الناس فرجة، فلمّا جاء عمر، وصعد المنبر سلّم عليهم، فلما رأى أومأ إلى الناس أن تقدّموا، فتقدّموا حتى اختلطوا بهم. وقال «4» : خرجت حاجّا فلقيت طاووسا [بمكة، فسألته عن أشياء فقال: أين منزلك؟ قلت بالرقة. قال طاووس:] «5» البيضاء «6» ؟ ثم وصفها فلم يدع من وصفها شيئا إلّا وصفه، قلت: كأنك قد دخلتها قال: ما دخلتها ولكني وصفتها بما وصفت لي في الحديث، ثم قال: إن استطعت أن تتخذ بغيرها منزلا، فافعل، فإنه قد بلغني أنه لا يهلكها إلّا سنابك الخيل. [قال أبو محمّد بن أبي حاتم] «7» : [يونس بن أبي شبيب الرقي روى عن.... روى عنه جعفر بن برقان سمعت أبي يقول ذلك] «8» . [قال البخاري] «9» : [يونس بن أبي شبيب عن ابن جريج. وروى عنه جعفر بن برقان] «10» . وقال: رأيت عمر بن عبد العزيز قبل أن يلي الخلافة، وإن حجزة «11» إزاره غائبة في
পৃষ্ঠা - ৩৩৪৩৫
عكنه «1» ، ثم رأيته بعد ما ولي الخلافة، ولو شئت أن أعدّ أضلاعه من بعد لعددتها. وفي رواية: شهدت عمر بن عبد العزيز وهو يطوف بالبيت، وإن حجزة إزاره لغائبة في عكنه، ثم رأيته بعد ما استخلف ولو شئت أن أعدّ أضلاعه من غير أن أمسّها لفعلت. [10219] يونس بن عبد الرحيم بن سعد- ويقال: ابن أيوب- العسقلاني سمع بدمشق وغيرها: عبد الله بن أحمد بن بشير بن ذكوان المقرىء، وعبد الله بن وهب، وعمرو بن أبي سلمة التنيسي، ورشدين بن سعد، وضمرة بن ربيعة، ورواد بن الجراح، وغيرهم. روى عنه هارون بن عبد الله، وحنبل بن إسحاق، وأبو بكر بن أبي الدنيا، ويعقوب بن سفيان، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وغيرهم. قال [أبو محمّد] بن أبي حاتم «2» : [يونس بن عبد الرحيم العسقلاني، روى عن عبد الله بن وهب، وسوار بن عمارة الرملي. روى عنه هارون بن عبد الله البزاز، وأبو بكر بن أبي عتاب الأعين سمعت أبي يقول ذلك.] «3» وسألته عنه، فقال: كان قدم بغداد، فتكلموا فيه، وليس بالقوي. [قال أبو بكر الخطيب:] «4» [يونس بن عبد الرحيم بن سعد العسقلاني، قدم بغداد وحدّث بها عن عبد الله بن وهب، وضمرة بن ربيعة، وسوار بن عمارة، وعبد العزيز بن عبد الغفار، وعمرو بن أبي سلمة، روى عنه هارون بن عبد الله البزاز، ومحمّد بن أبي عتاب الأعين، وحنبل بن إسحاق، وبهلول بن إسحاق الأنباري، وأبو بكر بن أبي الدنيا] «5» . __________ [10219] ترجمته في ميزان الاعتدال 4/482 والجرح والتعديل 9/241 وتاريخ بغداد 14/251 وتحرف اسمه إلى يزيد.
পৃষ্ঠা - ৩৩৪৩৬
قال أبو سعيد بن يونس: هو من أهل عسقلان. قدم مصر، وحدّث بها سنة سبع وعشرين ومائتين. قال بكر بن سهل حدّثنا عبد الخالق بن منصور قال: سألت يحيى بن معين عن يونس بن عبد الرحيم العسقلاني، فقال: لا أعرفه، فقلت له: إنّ بعض أصحاب الحديث يزعمون أنّك قد ذهبت إليه، وكتبت عنه؟ فقال: كذبوا، لا والله، ما رأيته قطّ، ولا أعرفه؛ ولكن قدم علينا رجل، فزعم أن أهل بلده يسيئون فيه القول. [قال أبو بكر الخطيب] «1» : [أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدّثنا حنبل بن إسحاق، حدّثنا يونس بن عبد الرحيم حدثنا ضمرة حدّثنا الأوزاعي عن الزهري عن عروة قال: قال لنا المسور بن مخرمة: لقد وارت القبور أقواما لو رأوني فيكم لاستحييت منهم] «2» . [10220] يونس بن الليث العبسي ولي على غازية البحر في خلافة المنصور من قبل عمه صالح بن علي بالشام. [10221] يونس بن محمّد بن يونس ابن محمّد أبو نصر الأصبهاني المقرىء نزيل بيت المقدس. سمع بدمشق أبا محمّد بن أبي نصر، وأبا علي الحسن بن علي الكفرطابي، وأبا أحمد عبد الواحد بن محمّد الهروي، نزيل دمشق. روى عنه عمر الدهستاني، والفقيه نصر بن إبراهيم المقدسي، وأبو القاسم عبد الرّحمن بن علي بن القاسم الكاملي.
পৃষ্ঠা - ৩৩৪৩৭
[10222] يونس بن متّى ذو النّون نبيّ الله، ورسوله، صلى الله عليه وسلّم وهو من سبط لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام. كان من أهل الشام، من أعمال بعلبكّ. قيل إنه مات وهو صغير «1» ، فسألت أمّه نبيّ الله إلياس عليه السّلام، فدعا الله، فأحياه «2» ، ولم يكن لها غيره، ونبّىء يونس وله أربعون سنة، وكان من عبّاد بني إسرائيل، فهرب بدينه من الشام، ونزل شاطىء دجلة، فبعثه الله إلى أهل نينوى «3» . قال إسحاق بن بشر بأسانيده: كان يونس عبدا صالحا، لم يكن في الأنبياء أحد أكثر صلاة منه، كان يصلّي كل يوم ثلاثمائة ركعة قبل أن يطعم، وقلّما كان يطعم من دهره. وكان يصلّي كلّ ليلة قبل أن يأخذ مضجعه ثلاثمائة ركعة، وقلّما كان يتوسّد الأرض. فلما أن فشت المعاصي في أهل نينوى، وعظمت أحداثهم بعث إليهم. عن الحسن قال: كانت العجائب في بني إسرائيل، ولا يموت نبي حتى يبعث الله نبيا مكانه. وإنّها كانت تكون فيهم الأنبياء الكثيرة. قال محمّد بن إسحاق «4» : حدّثني ربيعة بن أبي عبد الرّحمن قال: سمعت ابن منبه اليماني يقول: إنّ للنبوة أثقالا ومؤونة لا يحملها إلّا القوي، وإن يونس بن متّى كان عبدا صالحا، وكان خلقه ضيقا «5» ، فلما حملت عليه النبوة تفسّخ تحتها تفسّخ الرّبع «6» تحت الحمل، __________ [10222] انظر أخباره في تاريخ الطبري 1/375 والبداية والنهاية 1/267 والكامل لابن الأثير 1/235.
পৃষ্ঠা - ৩৩৪৩৮
فرفضها من يده، وخرج هاربا، فقال الله تعالى لنبيّه: فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ [سورة الأحقاف، الآية: 35] ، وقال: فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تَكُنْ كَصاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نادى وَهُوَ مَكْظُومٌ [سورة القلم، الآية: 48] . قال علي بن عاصم: قال بعض أصحابنا: بلغني أنّ يونس- عليه السّلام- كان في خلقه ضعف، والنبوة لها ثقل، فأتاه جبريل وهو قائم يصلي في المسجد، فقذفها عليه، فتفسّخ تحتها. وقال علي بن عاصم عن عون عن الحسن قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «قال ربكم تعالى: لا ينبغي لعبد أن يقول: أنا خير من يونس بن متّى» [14439] . وقال ابن صاعد حدّثنا بندار حدّثنا محمّد حدّثنا شعبة «1» عن قتادة عن أبي العالية قال وحدّثنا ابن عمّ نبيكم صلّى الله عليه وسلّم وهو ابن عباس قال: [قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:] «2» «قال الله تبارك وتعالى: ما ينبغي لأحد أن يقول: أنا «3» خير من يونس بن متّى» ونسبه إلى أبيه. قال إسماعيل بن عيسى حدّثنا علي بن عاصم، عن داود بن أبي هند، عن شهر بن حوشب قال: كان يونس بن متّى رجلا من بني إسرائيل، وكان قلما رئي ساعة تحل فيها الصلاة إلّا وجد يصلي، فأتاه الرسول، فوجده يصلي في المسجد ببيت المقدس، فانفتل إليه، فقال له: إنّ الله يأمرك أن تأتي أهل نينوى، فتدعوهم إليه، قال: إلى أهل المدرة «4» السّوء؟ قال: نعم. فجعلت نفسه تأبى، فعاد الرسول إليه، فوجده [قائما] «5» يصلّي في المسجد، فأعاد عليه الرسالة، قال: إنما آتيهم مشيا، فأخرج إلى السوق، فاشتري حذاء. فنهض عنه الرسول. وأبت نفسه، وجعل يقول: أولئك يجيئوني، كانوا عند بني إسرائيل
পৃষ্ঠা - ৩৩৪৩৯
أخبث أهل الأرض، لأنهم كانوا أوّل من غزا بيت المقدس، وقتلوا وحرقوا. فعاد إليه الرسول، فوجده قائما يصلي في المسجد. فاستحثّه، فخرج مغاضبا، وأتى البحر، فوجد سفينة- فذكر ركوبه فيها، والتقام الحوت إياه «1» . عن ابن عباس في قوله تعالى: إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً [سورة الأنبياء، الآية: 87] ، قال: عبد أبق من ربّه «2» . ثم اجتباه. وعنه في قوله: فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ [سورة الأنبياء، الآية: 87] ، يقول: ظن ألّا يأخذه العذاب الذي أصابه- وفي رواية: غضب على قومه، فظن أن لن نقضي عليه عقوبة، ولا بلاء فيما صنع بقومه في غضبه عليهم، وفراره. وعن مجاهد: «فظن أن لن نقدر عليه» ؛ أن لن نعاقبه بذنبه. وعن قتادة في قوله تعالى: فَساهَمَ، فَكانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ [سورة الصافات، الآية: 141] ، قال: احتبست السفينة، فعلم القوم أنّها احتبست من حدث أحدثه بعضهم، فتساهموا، فقرع يونس «3» ، فرمى بنفسه، فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ [سورة الصافات، الآية: 142] ، قال: وهو مسيء فيما صنع، فَلَوْلا أَنَّهُ كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ [سورة الصافات، الآية: 143] ، قال: كان كثير الصلاة في الرّخاء، ناجاه. قال إسحاق بن بشر: أخبرنا سعيد عن قتادة عن الحسن: أن يونس كان مع نبيّ «4» من أنبياء بني إسرائيل، فأوحى الله إليه أن ابعث يونس إلى أهل نينوى يحذّرهم عقوبتي. قال: وكانت الأنبياء تبعث بإقامة التوراة فيهم، وما أنزل الله بعد موسى كتابا إلّا الإنجيل، وزبور داود. فمضى يونس على كره منه، وكان رجلا حديدا، شديد الغضب لله- عزّ وجل- فأتاهم، وحذّرهم، وأنذرهم. فكذّبوه، وردّوا عليه نصيحته، ورموه بالحجارة، وأخرجوه. فانصرف عنهم. فقال له نبي بني إسرائيل: ارجع إليهم، فرجع، ففعلوا مثل ذلك ثلاث مرات، فأوعدهم العذاب، فقالوا: كذبت.
পৃষ্ঠা - ৩৩৪৪০
قال ابن عباس: فلمّا أيس من إيمان قومه «1» دعا عليهم ربّه، وأوعدهم العذاب بعد ثلاثة أيام «2» ، وأخرج أهله، ومعه ابناه صغيرين، فصعد جبلا ينظر إلى أهل نينوى، ويترقب العذاب. قال: وعاين قوم يونس العذاب للوقت الذي وقّت لهم يونس، فلمّا استيقنوا بالعذاب سقط «3» في أيديهم، وعلموا أن يونس قد صدقهم، فبعث القوم إلى أنبياء كانت في بني إسرائيل، فسألوهم عما ابتلوا به، فقالوا: اطلبوا يونس يدعو لكم، فإنّه هو الذي دعا عليكم، فطلبوه، فلم يقدروا عليه، فقالوا: تعالوا نجتمع إلى الله، فنتوب إليه. فخرجوا جميعا الرجال والنساء والبهائم، وجعلوا الرماد على رؤوسهم، ووضعوا الشوك من تحت أرجلهم، ولبسوا المسوح «4» والصوف، ثم رفعوا أصواتهم بالبكاء والدعاء، وجأروا «5» إلى الله، وعلم الله منهم الصدق، فقبل توبتهم «6» . يقول الله تعالى: فَلَوْلا ، يعني: فلم يكن قَرْيَةٌ آمَنَتْ عند معاينة العذاب، فَنَفَعَها إِيمانُها إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنا عَنْهُمْ عَذابَ الْخِزْيِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا [سورة يونس، الآية: 98] . قال «7» : وكانوا عاينوا العذاب أول يوم من ذي الحجة، ورفع عنهم يوم العاشر من المحرم. فلما (رأى) يونس ذلك جاءه إبليس عدو الله، فقال له: يا يونس، إنّك إن رجعت إلى قومك اتّهموك وكذبوك، فذهب مغاضبا لقومه، فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ [سورة الأنبياء، الآية: 87] ، فقد كذب. فانطلق يونس حتى أتى شاطىء دجلة معه أهله وابناه. فجاءت سفينة، فقال: احملوني، فقالوا: قد أوقرنا سفينتنا هذه، فإن شئت حملنا بعض من معك، فتلحقنا بسفينة أخرى، فتركبها. قال: فحمل أهله، وبقي يونس وابناه، فطلعت سفينة، فانطلق يونس إليها، ودنا أحد ابنيه من شاطىء دجلة، فزلّت رجله، فوقع في الماء،
পৃষ্ঠা - ৩৩৪৪১
فغرق، وجاء الذئب فاحتمل ابنه الآخر، فأكله. فجاء يونس، فوجد أحد ابنيه طافيا على الماء، والآخر قد أكله الذئب، فعلم أنها عقوبة، فركب السفينة ليلحق بأهله، فلمّا توسطت السفينة الماء أوحى الله إلى السفينة أن اركدي، فركدت، والسفن تمر يمينا وشمالا، فقالوا: ما بال سفينتكم؟ قالوا: لا ندري. قال يونس: أنا أدري، فيها عبد أبق من ربّه، فلا تسير حتى تلقوه. قالوا: ومن هو؟ قال: أنا، فقالوا: أمّا أنت فلسنا نلقيك والله، ما نرجوا النجاة منها إلّا بك! قال: فاقترعوا، فمن قرع فألقوه في الماء، فاقترعوا، فقرعهم يونس، فأبوا أن يلقوه في الماء، وقالوا: إن القرعة تخطىء وتصيب. فاقترعوا الثانية، فقرعهم، فقال لهم: ألقوني في الماء، فأوحي إلى حوت كان يكون في بحر من وراء البحور أن يجيء حتى يحيط بسفينة يونس «1» ، فاخترق الحوت البحار، فاستقبل سفينة يونس، فأحاط بها، وفغر فاه، فأوحى الله إلى الحوت ألّا يخدش له لحما، ولا يكسر له عظما، فإنه نبيي وصفيي. وقال الحوت: يا رب، جعلت بطني له مسكنا، لأحفظنّه حفظ الوالدة ولدها. قال: واحتمل يونس إلى ناحية السفينة ليلقى في الماء، فانصرف الحوت إليها، فقال: انطلقوا بي إلى ناحية أخرى، فانطلقوا به، فإذا هم بالحوت، ففعلوا مثل ذلك بجميع جوانب السفينة، فقال: اقذفوني، فقذفوا به، فأخذه الحوت، وهوى به إلى مسكنه من البحر، ثم انطلق به إلى قرار الأرض، فطاف به البحار أربعين يوما «2» ، فسمع يونس تسبيح الجن، وتسبيح الحيتان، فجعل يسمع الحسّ، ولا يرى ما هو، فأوحى الله إليه وهو في بطن الحوت: يا يونس، هذا تسبيح دوابّ البحر، فجعل يسبّح ويهلّل، وقال: سيّدي، من الجبال أهبطتني، وفي البلاد سيّرتني، وفي الظلمات الثلاث سجنتني: ظلمة الليل، وظلمة الماء، وظلمة بطن الحوت «3» . إلهي، عاقبتني بعقوبة لم تعاقبها أحدا قبلي.
পৃষ্ঠা - ৩৩৪৪২
فلمّا كان تمام أربعين ليلة وهي قدر ما كان قومه في العذاب، وأصابه الغم، فَنادى فِي الظُّلُماتِ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ [سورة الأنبياء، الآية: 87] ، فسمعت الملائكة بكائه، وعرفوا صوته، فبكت الملائكة لبكاء يونس، وقالوا: يا ربّنا، صوت ضعيف حزين نعرفه في مكان غريب! قال: ذلك عبدي يونس، عصاني فحبسته في بطن الحوت في البحر. فقالوا: يا رب، العبد الصالح الذي كان يصعد له كل يوم وليلة العمل الصالح الكثير؟ قال: نعم. قال ابن عباس: هذه عقوبته لأوليائه فكيف لأعدائه؟ فشفعت له الملائكة، فبعث الله جبريل إلى الحوت يأمره أن يقذف يونس حيث ابتلعه، قال: فجاء به إلى شاطىء دجلة، فدنا جبريل من الحوت، وقرب فاه من في الحوت، وقال: السّلام عليك يا يونس، رب العزة يقرئك السلام، فقال يونس: مرحبا بصوت كنت خشيت ألّا أسمعه أبدا، ومرحبا بصوت كنت أرجوه قريبا من شدّتي. ثم قال جبريل للحوت: اقذف يونس بإذن الرحمن، فقذفه مثل الفرخ الممعوط الذي ليس عليه ريش، فاحتضنه جبريل- وقيل: بقي يونس في بطن الحوت ثلاثة أيام وثلاثة «1» ليال- وقذفه على الساحل مثل الصبي المنفوس، لم ينقص منه خلقا، ولم يكسر «2» له عظما «3» . وقيل: لمّا أمر الحوت أن يلتقمه قال: يا رب، كنت أشقى خلقك برسولك! فبعث الله حوتا آخر، فجعل يقول للحوت: والله لتلقمن يونس أو لألتقمنّك، فمضى الحوت لأمر الله تعالى. وقيل: أوحى الله إلى الحوت: إنّي لم أجعل يونس لك رزقا، وإنما جعلت بطنك له سجنا «4» ؛ فلا تهشمن من يونس عظما. وقيل: لمّا استقر في بطن الحوت قال: وعزتك، لأبنين لك مسجدا في مكان لم يبنه أحد قبلي، فجعل يسجد له. وقال تعالى: فَلَوْلا أَنَّهُ كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ [سورة الصافات، الآية: 143] ، أي من المكثرين للصلاة قبل ذلك. قال الحسن: شكر الله له صلاته قبل ذلك، فأنجاه بها.
পৃষ্ঠা - ৩৩৪৪৩
قال ميمون بن مهران: سمعت الضحاك بن قيس يقول على المنبر: اذكروا الله في الرخاء يذكركم في الشدة، فإن يونس كان عبدا ذاكرا لله، فلما أصابته الشدة دعا الله، فقال الله: فَلَوْلا أَنَّهُ كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ . وكان فرعون طاغيا، فلمّا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قالَ: آمَنْتُ «1» [سورة يونس، الآية: 90] ، فقال الله: آلْآنَ، وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ [سورة يونس، الآية: 91] . وعن سعد بن أبي وقاص قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «دعوة ذي النّون الذي «2» دعا بها في بطن الحوت: لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ [سورة الأنبياء، الآية: 87] ، لم يدع بها مسلم في كربة إلّا استجاب الله له» «3» [14440] . قال علي بن عثّام: دعاء الأنبياء: رَبِّ إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ [سورة القصص، الآية: 24] ، إِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخاسِرِينَ [سورة هود، الآية: 47] ، لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ [سورة الأنبياء، الآية: 87] . عن سعيد بن جبير قال: لمّا ألقي يونس في بطن الحوت جرى به الحوت في البحور كلها سبعة أيام، ثم انتهى إلى شطّ دجلة، فقذفه على شطّ دجلة، فأنبت الله عليه شجرة من يقطين، قال: من نبات البرية «4» ، وأرسله إلى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ [سورة الصافات، الآية: 147] ، قال: يزيدون
পৃষ্ঠা - ৩৩৪৪৪
سبعين ألفا «1» ، وقد كان أظلهم العذاب، ففرقوا بين كل ذات رحم ورحمها من الناس والبهائم، ثم عجّوا إلى الله، فصرف عنهم العذاب، ومطرت السماء دما. قال أمية بن أبي الصّلت قبل الإسلام في ذلك بيتا من شعر «2» : فأنبت يقطينا عليه برحمة من الله، لولا الله ألقي ضاحيا «3» عن مجاهد في قوله تعالى: وَأَنْبَتْنا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ [سورة الصافات، الآية: 146] ، قال: كلّ غير ذات أصل من الدّبّاء وغيره. عن الحسن قال: وكان لها ظل واسع يستظل بها، وأمرت أن ترضعه أغصانها، فكان يرضع منها كما يرضع الصبيّ، ويؤوب إليه جسمه. وفي رواية أخرى عن الحسن قال: بعث الله تعالى إلى يونس وعلة من وعل الجبل، يدرّ ضرعها لبنا، حتى جاءت إلى يونس وهو مثل الفرخ، ثم ربضت، وجعلت ضرعها في في يونس، فكان يمصّه كما يمص الصبيّ، فإذا شبع انصرفت، فكانت تختلف إليه حتى اشتدّ، ونبت شعره خلقا جديدا، ورجع إلى حاله قبل أن يقع في بطن الحوت، فمرّت به مارّة، فكسوه كساء فبينا هو ذات يوم نائم إذ أوحى الله إلى الشمس: أحرقي شجرة يونس، فأحرقتها، وأصابت الشمس جلده، فأحرقته، فبكى وفي رواية أخرى: فلما يبست الشجرة عنه قعد يونس يبكي حزنا عليها. فأوحى الله إليه: أتبكي على شيء لا ينفع، ولا يضرّ ولم تبك على أن بعثتك إلى أكثر من مئة ألف. وفي أخرى: أتبكي على شجرة أنبتها الله، ولا تبكي على مائة ألف أو يزيدون أردت أن
পৃষ্ঠা - ৩৩৪৪৫
تهلكهم في غداة واحدة «1» ؟ فعند ذلك عرف يونس ذنبه، فاستغفر ربّه، فغفر له. وعن ابن عباس: أن يونس لما التقمه الحوت، وقعد بالأرض السابعة فَنادى فِي الظُّلُماتِ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ [سورة الأنبياء، الآية: 87] فأخرجه فألقاه على وجه الأرض مثل المنفوش «2» لا ظفر ولا شعر، فأنبت الله عليه شجرة يستظل تحتها، فتساقط ورقها ويبست، فحزن لذلك، فأوحى الله إليه: أتحزن على شجرة ولا تحزن على مئة ألف أو يزيدون؟ وروي عن عائشة مرفوعا: «أمّا صلاة الفجر فتاب الله على آدم، وأمّا صلاة الهاجرة فتاب الله على داود، وأمّا العصر فتاب الله على سليمان، وأمّا المغرب فبشر يعقوب بيوسف، وأمّا العشاء فأخرج الله يونس من بطن الحوت حين «3» اشتبكت النجوم، وغاب الشّفق، فصلى لله أربع ركعات شكرا، فجعلها الله لي ولأمّتي تمحيصا، وكفّارات ودرجات» . وكذا قال في البواقي. وقيل: إن يونس كان آثر الصمت، فقيل له: يا نبي الله، إنّا نراك تكثر السكوت؟ فقال: كثرة الكلام أسكنتني بطن الحوت. فلمّا خرج يونس من بطن الحوت عاتبه الله في دعائه على قومه، فقال له: آليت على نفسي أن أعذّبك، فقال: عذاب الدنيا، فقال: اخطب من فلان ابنته، ففعل، فكانت تسومه سوء العذاب. قال محمّد بن زكريا الغلابي: حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن، عن أبيه، قال: كان.... «4» يكنى أبا إسحاق، وكانت له نوادر، فبينا ذات يوم جالس إذ جاء أصحابه، فقالوا: يا أبا إسحاق، هل لك في الخروج بنا إلى العقيق، وإلى قباء، وإلى أحد ناحية قبور الشهداء؟ فإن هذا يوم كما ترى طيب. فقال: اليوم يوم الأربعاء ولست أبرح من منزلي، فقالوا: ما تكره من يوم الأربعاء، وفيه ولد يونس بن متّى. قال: بأبي وأمي صلّى الله عليه وسلّم فقد التقمه الحوت، فقالوا: يوم نصر فيه النبي صلّى الله عليه وسلّم يوم الأحزاب. قال: أجل، ولكن بعد أن زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر.
পৃষ্ঠা - ৩৩৪৪৬
قال شهر بن حوشب: كانت رسالة يونس بعد ما نبذه الحوت «1» . ولم يذهب إلى القوم إلّا من بعد ما خرج من بطن الحوت. قال إسحاق أخبرنا سعيد عن قتادة، عن الحسن قال: إنّ يونس كان نبيا، ثم صار من بعد ما أنجاه الله من بطن الحوت نبيا رسولا، لأنّ الله يقول: وَأَنْبَتْنا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ. وَأَرْسَلْناهُ [يعني] «2» من بعد ذلك إِلى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ ، قال: والزّيادة عشرون ألفا، وقيل: سبعون ألفا. قال هشام بن عمار، حدّثنا الوليد بن مسلم، حدّثنا سعيد بن بشير، عن قتادة قال: إن يونس- عليه السّلام- لقي راعيا من أهل نينوى بعد أن كشف الله عنهم العذاب، فقال له: أنا يونس، فقال الراعي: هات بيّنة على ما تقول؛ فإنّي من قوم إذا حدّث رجل منهم فكذّب قتل. قال: هذه الشاة تشهد لك، وهذه الشجرة. فشهدتا له بذلك، فملكوه «3» . وعن الحسن قال: فرجع يونس، فمرّ براع من رعاة قومه، فقال له: ما فعل يونس؟ قال: لا ندري ما حاله، غير أنّه كان خير الناس، وأصدق الناس، وأخبرنا عن العذاب فجاءنا على ما قال، فتبنا إلى الله، فرحمنا. ونحن نطلب يونس، ما ندري أين هو، ولا نسمع له بذكر. فقال له يونس: هل عندك لبن؟ قال: والذي أكرم يونس ما أمطرت السماء، ولا أعشبت الأرض منذ فارقنا يونس. فقال: ائتني بنعجة، فمسح يده على بطنها، ثم قال: درّي بإذن الله، فدرّت لبنا، فاحتلبها يونس، فشرب يونس والراعي، فقال له الراعي: إن كان يونس حيا فأنت هو، قال: فإنّي أنا يونس، فأت قومك، فأقرهم مني السّلام، قال الراعي: إن الملك قد قال: من أتاني فأعلمني أنّه رأى يونس، وجاءني على ذلك ببرهان جعلت له عليه ملكي، وجعلته مكاني، ولا أستطيع أبلغه ذلك إلّا بحجة، فإني أخاف أن يقال لي: إنّما فعلت هذا القول للملك. قال يونس: تشهد الشاة التي شربت [من] «4» لبنها. فقال: ما يمنعك يا نبيّ الله أن تأتيهم، فتسلّم عليهم؟ قال: لا يروني أبدا.
পৃষ্ঠা - ৩৩৪৪৭
وقال سعيد عن قتادة عن الحسن: أنه رجع إليهم؛ وذلك أن الراعي انطلق، فنادى في المدينة بصوت رفيع حزين: ألا إنّ رسول الله يونس بن متّى قد رأيته. فاجتمع الناس، وكذّبوه، فقال: إنّ لي بينة، واستشهد الشاة أنه رآه، فأطلق الله لسانها، فقالت: نعم، وشرب من لبني، وأمرني أن أشهد لك. ثم انطلق بهم إلى الصخرة، فقال لها: أيّتها الصخرة، نشدتك بالذي كشف عنا العذاب، هل رأيت يونس؟ قالت: نعم، وأمرني أن أشهد لك، وإنه لتحت ظلّي الساعة، فانحدروا في الوادي، فإذا هم بيونس قائما يصلّي، فاحتملوه، ورفعوا أصواتهم بالبكاء والتضرع إلى الله حتى أدخلوه مدينتهم، فأنزل الله عليهم بركات السماء، وأخرج لهم من بركات الأرض، وجمع الله تعالى بين يونس وأهله، فأقام فيهم حتى أقام لهم السنن والشرائع. ثم سأل ربه أن يخرج، فيسيح في الأرض، فيتعبد حتى يلحق بالله، فأذن له، فخرج. وعمد الملك إلى الراعي الذي رأى يونس، فولاه الملك، وقال: أنت خيرنا وسيّدنا. ثم لحق الملك بالنّساك، فلم ير بعد ذلك يونس، ولا الملك. وقال ابن سمعان: لما شهدت له الصخرة والشاة، اجتمعوا فبكوا حزنا على ذكر يونس، ولما يروه، وقالوا للراعي: أنت خيرنا وسيدنا، إذا رأيت، فملكوه عليهم، وقالوا: لا ينبغي أن يكون فينا أحد أرفع منك. ولا نعصي لك أمرا بعد ما رأيت يونس، فكان ذلك آخر العهد بيونس. وكل قالوا: فملكهم الراعي أربعين سنة. وفي رواية عمرو بن ميمون الأودي: أن يونس قال للراعي: إني أبعث معك بشاهدين: هذه الشجرة وهذا الحجر. فاحتملهما الراعي معه، وأتى قومه، وكانوا قد سمعوا أن الله أرسل إليهم رسولا فتلكأ، فالتقمه الحوت، فالقوم فزعون وجلون لا يدرون ما يأتيهم من أمر الله، فقالوا: كذاب، أنا.... «1» قال: إني قد جئتكم على ما أقول ببينة. قالوا: هات. قالت الشجرة: نعم، أنا أشهد أنه رسول الله إليكم. وقال الحجر: وأنا أشهد مثل ذلك. وأتاهم يونس وأمن القوم
পৃষ্ঠা - ৩৩৪৪৮
وصدقوه، فمات يونس ولم يولّ أمرهم أحدا، فاجتمع القوم فقالوا: مات رسول الله ولم يولّ أمرنا أحدا فمن أحق بهذا الأمر بعده. قال لهم أولو النهى: لا نعلم أحدا أحق بهذا الأمر من رسول رسول الله إليكم الذي بشركم، فملكوا الراعي عليهم، فملكهم أربعين سنة «1» . قال أبو الجلد «2» : إنّ العذاب لمّا هبط على قوم يونس «3» جعل يحوم على رؤوسهم مثل قطع الليل المظلم، فمشى ذوو العقول منهم إلى شيخ من بقية علمائهم، فقالوا: إنا قد نزل بنا ما ترى فعلّمنا دعاء ندعو به عسى الله أن يرفع عنا عقوبته. قال: قولوا: يا حي حين لا حي، ويا حي تحيي «4» الموتى، ويا حي لا إله إلا أنت. قال: فكشف الله عنهم. قال الفضيل بن عياض: بلغني أنّ قوم يونس لما عاينوا العذاب قال رجل منهم: اللهم إنّ ذنوبنا قد عظمت وجلّت، وأنت أعظم منها، وأجلّ، فافعل بنا ما أنت أهله، ولا تفعل بنا ما نحن أهله. قال: فكشف الله عنهم العذاب. قال أبو الحوراء: كان العذاب قد أظل قوم يونس حتى كان فوق رؤوسهم، فلما دعوا الله كشف عنهم. قال علي بن الجعد: حدّثنا شعبة عن عمرو بن مرة: سمعت عبد الله بن سلمة عن علي قال: لا ينبغي لأحد- قال علي بن الجعد: عن علي عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «لا ينبغي لعبد
পৃষ্ঠা - ৩৩৪৪৯
أن يقول: أنا خير من يونس بن متّى، سبح الله في الظلمات» «1» [14441] . وقال ابن الجعد: أخبرنا شعبة عن سعد بن إبراهيم قال: سمعت حميد بن عبد الرّحمن يحدث عن أبي هريرة عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «قال الله عزّ وجل: لا ينبغي لعبد أن يقول أنه خير من يونس بن متّى» [14442] . وقال أبو الوليد: حدّثنا شعبة عن سعد: سمعت حميدا عن أبي هريرة أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «لا ينبغي لعبد أن يقول أنا خير من يونس بن متّى» . رواه البخاري عن أبي الوليد «2» . زاد في رواية أخرى: قال الله تعالى، فاجتباه ربه فجعله من الصالحين. وروي أيضا من حديث سفيان عن الأعمش عن أبي وائل عن ابن مسعود «3» عن النبي صلّى الله عليه وسلّم. ومن حديث القاسم بن عبد الله بن جعفر عن النبي صلّى الله عليه وسلّم. ومن حديث قتادة عن أبي العالية عن ابن عباس قال «4» : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «لا ينبغي لأحد أن يقول إني خير من يونس بن متّى» نسبه إلى أبيه ... «5» ذنبا ثم اجتباه ربه. وقال ابن وهب أخبرني أبو يحيى بن سليمان عن هلال بن علي عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «من قال أنا خير من يونس بن متّى فقد كذب» [14443] . قال إسحاق بن بشر: أخبرنا سعيد عن قتادة عن الحسن وعباد بن كثير قالا: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:
পৃষ্ঠা - ৩৩৪৫০
«لا تفضّلوا بيني وبين إخوتي من النبيين، ولا ينبغي لأحد أن يفضّل على يونس بن متّى» [14444] . عن ابن عباس «1» : أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أتى على وادي الأزرق «2» ، وقال: «كأني أنظر إلى موسى منهبطا وله جؤار «3» إلى ربّه بالتّلبية» . ثم أتى على ثنية «4» ، فقال: «كأنّي أنظر إلى يونس بن متّى عليه عباءتان قطوانيتان «5» يلبّي تجيبه الجبال، والله يقول له: لبيك يا يونس، هذا أنا معك» [14445] . وعنه قال: كانت تلبية موسى: لبّيك عبدك وابن عبدك، وكانت تلبية يونس: لبيك كاشف الكرب «6» . قال إسحاق أخبرنا عثمان بن الأسود بلغه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «لقد مرّ بفم الرّوحاء «7» سبعون نبيا على نوق حمر خطمها اللّيف، ولباسهم العباء، وتلبيتهم شتّى، فمنهم يونس بن متّى، يقول: لبّيك فارج الكرب لبيك» [14446] . قال ابن أبي الدنيا حدّثني محمّد بن الحسين حدّثنا محمّد بن معاوية الأزرق: حدّثنا شيخ لنا قال: التقى يونس وجبريل- عليهما السّلام- فقال يونس: يا جبريل، دلّني على أعبد أهل الأرض، فأتى به على رجل قد قطع الجذام يديه ورجليه، وهو يقول: متّعتني بهما حيث شئت، وسلبتنيهما حيث شئت، وأبقيت لي فيك طول الأمل، يا بارئا رضاك.
পৃষ্ঠা - ৩৩৪৫১
فقال يونس: يا جبريل، إنما سألتك أن ترينيه صواما قواما، قال جبريل: إنّ هذا كان قبل البلاء هكذا، وقد أمرت أن أسلبه بصره، قال: فأشار إلى عينيه، فسالتا، فقال: متّعتني بهما حيثث شئت، وسلبتنيهما حيث شئت، وأبقيت لي «1» فيك طول الأمل، يا بارئا رضاك. فقال جبريل: هلمّ تدعو الله، وندعو معك فيردّ عليك يديك ورجليك وبصرك، فتعود إلى العبادة التي كنت فيها، قال: ما أحبّ ذلك، قال: ولم؟ قال: أمّا إذا كانت محبّته في هذا فمحبّته أحبّ إليّ من ذاك. قال يونس: بالله يا جبريل، ما رأيت أحدا أعبد من هذا قطّ. قال جبريل: يا يونس، هذا طريق لا يوصل إلى الله- عزّ وجل-بشيء أفضل منه. قال إسحاق بن بشر: وأخبرنا ابن سمعان ومقاتل وسليمان وسعيد بن بشير عن قتادة عن كعب قال: إن يونس لحق بالعبّاد، وكانت العباد حين عظمت الأحداث في بني إسرائيل يخرجون إلى الفيافي والجبال والسواحل؛ فمنهم من كان يأكل العشب، ومنهم من كان يأكل ورق الشجر، ومنهم من يطلب الرزق طلب الطير ويجزئه من الدنيا ما يجزىء الطير، تركوا الدنيا، فلولا هؤلاء ما نظر «2» الله إلى بني إسرائيل طرفة عين، غير أنّ الله كان متجاوزا عنهم، متعطفا عليهم، يدفع عنهم بأوليائه «3» . قال كعب: إنّ يونس لم يجامع الناس بعد ذلك حتى لحق بالله. وكان شعيا تلميذ يونس، وكان عبدا صالحا، قد اصطفاه الله، وطهّره، فلمّا مات يونس أمر شعيا أن يلحق «4» ببني إسرائيل، وكان إذا ملك الملك على بني إسرائيل بعث الله معه نبيا يسدّده، ويرشده، ويكون فيما بينه وبين الله. قال: وشعيا «5» هو الذي بشّر بعيسى بن مريم، وبشّر بالنبي صلّى الله عليه وسلّم؛ فخبّر بني إسرائيل أنّه يكون نبي يخلق من غير ذكر، من عذراء صدّيقة طيّبة مباركة، يركب الحمار، يكون على
পৃষ্ঠা - ৩৩৪৫২
يديه العجائب والآيات، يبشّر بنبي من بعده اسمه أحمد من ولد قيذار بن إسماعيل، مولده بمكة، ومهاجره بأرض طيبة، أمّته خير أمّة أخرجت للناس، يركب الجمل، ويقاتل الناس بقضيب الحديد، طيّبت أمّته وقدّست وهم في أصلاب آبائهم، خير من مضى، وخير من بقي، يجعل الله فيهم العزّ والسلطان في آخر الزمان، ويظهرهم على الدين كله ولو كره المشركون «1» . [10223] يونس بن موسى ابن عبد الرّحمن قيل إنه دمشقي. روى عن الحسن بن حماد بن يعلى. روى عنه: موسى بن سيار بن عبد الرّحمن. [10224] يونس بن ميسرة بن حلبس أبو عبيد، ويقال أبو حلبس الجبلاني الأعمى أخو يزيد بن ميسرة. روى عن عبد الله بن عمرو بن العاص، ووائلة بن الأسقع، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن بسر «2» المازني، وأم الدرداء، وأبي إدريس الخولاني، وأبي مسلم الخولاني، ومحمّد بن المنكدر، وعبد الملك بن مروان وغيرهم. روى عنه الأوزاعي وكناه أبا عبيد، ومحمّد بن مهاجر، ومروان بن جناح، وسعيد بن عبد العزيز، وعبد الله بن العلاء بن زبر، وأبو عبد رب [....] » وغيرهم. __________ [10224] ترجمته في تهذيب الكمال 20/560 وتهذيب التهذيب 6/23 والتاريخ الكبير 8/402 والجرح والتعديل 9/246 وحلية الأولياء 5/250 وسير أعلام النبلاء 5/230. و «ميسره» وفي مختصر أبي شامة: «ميسر» والتصويب عن مصادر ترجمته.
পৃষ্ঠা - ৩৩৪৫৩
وقال هشام بن عمار حدّثنا عمرو بن واقد، حدّثنا يونس بن حلبس قال: سمعت معاوية بن أبي سفيان على منبر دمشق «1» . وقال الوليد: حدّثنا مروان عن يونس عن معاوية. وقال ابن سميع في الطبقة الرابعة «2» ، يونس بن ميسرة بن حلبس الجبلاني، دمشقي قتل يوم دخلت المسودة دمشق. قال يحيى بن معين: يونس بن ميسرة بن حلبس أدرك معاوية «3» ومات يوم المسودة. وقال محمّد بن سلام المنبجي، حدّثنا الوليد بن مسلم عن سعيد بن عبد العزيز عن أبي حلبس، عن معاوية بن أبي سفيان: أنه توضّأ لهم وضوء رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ثلاثا ثلاثا، فلمّا غسل رجليه أنقاهما ولم يعدّ لهما عددا من الماء حتى أنقاهما. قال البخاري: حدّثنا هشام، سمع محمّد بن شعيب، سمع مروان بن جناح سمع يونس بن ميسرة حدّثني من سمع معاوية يقرأ: يا عِيسى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ [سورة آل عمران، الآية: 55] . وقال الأوزاعي: ليس تغسل الرجلين عددا، اغسلهما، وأنقهما. قال ابن سعد في الطبقة الخامسة من أهل الشام «4» : يونس بن ميسرة بن حلبس. وكان ثقة. لمّا دخل المسوّدة في أوّل سلطان بني هاشم دمشق دخلوا مسجدها، فقتلوا من وجدوا فيه، فقتل يومئذ يونس بن ميسرة بن حلبس، وقتل يومئذ جد أبي مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغسّاني الدمشقي، وذلك في سنة اثنتين وثلاثين ومائة، في أول خلافة أبي العباس.
পৃষ্ঠা - ৩৩৪৫৪
قال الدارقطني «1» : وأما جبلان- بالباء- فهي قبيلة باليمن، وهو جبلان بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم- ورفع في نسبه إلى حمير، ثم قال: - وإخوتهم وصّاب بن سهل، إليهما «2» ينسب الجبلانيّون والوصّابيّون، وهما قبيلتان «3» بحمص. [منهم] يونس بن ميسرة الجبلاني، وعمر بن حفص الوصّابي، وغيرهما. قال ابن ماكولا «4» : أما حلبس- بفتح الحاء المهملة وسكون اللام، وفتح الباء المعجمة بواحدة. [فهو: يونس بن ميسرة بن حلبس أبو حلبس. يروي عن معاوية بن أبي سفيان وأبي إدريس الخولاني وغيره. روى عنه روح بن جناح] «5» . قال أحمد العجلي «6» : يونس بن ميسرة بن حلبس شامي تابعي ثقة. وقال ابن عمار: هو ثقة «7» . وقال الدارقطني: هو ثقة «8» ، دمشقي. قال محمّد بن إبراهيم الكتاني الأصبهاني: قلت لأبي حاتم: ما تقول في أيوب بن ميسرة بن حلبس؟ فقال: صالح الحديث هو وأخوه يونس بن ميسرة بن حلبس. قلت لأبي حاتم: إنّ يونس بن ميسرة كان من خيار المسلمين، أدرك معاوية، ونفرا من أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلّم وروى عن أبي إدريس الخولاني وأبي
পৃষ্ঠা - ৩৩৪৫৫
الدرداء، وكان يقرىء في مسجد دمشق، وكفّ بصره «1» ، فلمّا دخل عبد الله بن علي البلد قام يدخل البيت، فكدمته دابة، فمات؟ فقال أبو حاتم: نعم. قال هشام بن عمار، حدّثنا عمرو بن واقد، حدّثنا يونس بن [ميسرة بن] «2» حلبس قال: خرجت عام توفي معاوية حاجا، فإني لأسير إذ أدركني عبد الله بن عمر، فسلّم، فرددت. ثم هازلني، فقال: جنادل «3» بلادنا أكثر من جنادل بلادكم. فقلت: وثمار بلادنا أكثر من ثمار بلادكم. فقال: أجل. قلت: أخبرني عن ابن عمر؟ فقال: لو أقسمت بالله ما عمل ابن عمر منذ أسلم عملا إلّا لله لبررت. قال سعيد بن عبد العزيز: أخبرني ابن حلبس: إنّ لقمان قال لابنه: يا بنيّ ثق بالله، ثم سل في الناس: من ذا الذي وثق بالله فلم ينجه؟ يا بني، توكل على الله، ثم سل في الناس؛ من ذا الذي توكل على الله فلم يكفه؟ يا بني، أحسن الظنّ بالله، ثم سل في الناس: من ذا الذي أحسن بالله «4» الظنّ فلم يكن عند حسن ظنه به. وقال يونس بن حلبس: من عمل على غير يقين فباطل يتعنّى «5» . وقال «6» : تقول الحكمة: يتعنى «7» ابن آدم وأجدني «8» في حرفين: يعمل بخير ما يعلم، ويذر «9» شرّ ما يعلم.
পৃষ্ঠা - ৩৩৪৫৬
وقال «1» : أين إخواني؟ أين أصحابي؟ ذهب المعلّمون، وبقي المتعلّمون، ذهب المطعمون وبقي المستطعمون. وقال «2» : الزهد أن يكون حالك في المصيبة، وحالك إذا لم تصب بها «3» سواء، وأن يكون مادحك وذامّك في الخلق «4» سواء. وقال «5» : إذا تكلّفت ما لا يعنيك لقيت ما يعنّيك. وقال: حرّم الله على نفس أن تموت حتّى ينقطع أثرها، وحتى تأتي على آخر عملها، وحتى تستوعب آخر رزقها، وحتى ينقطع أجلها. وقال «6» : اللهم إنّي أسألك حزما «7» في لين، وقوة في دين، وإيمانا في يقين، ونشاطا في هدى، وبرّا في استقامة، وكسبا من حلال. قال الهيثم بن عمران «8» : كنت جالسا عند يونس بن حلبس، وكان عند غياب الشمس يدعو بدعوات فيها: اللهم ارزقنا الشهادة في سبيلك. فكنت أقول في نفسي: من أين يرزق هذه الشهادة وهو أعمى؟! فلمّا دخلت المسوّدة دمشق قتل. قال الهيثم «9» : بلغني أن الخراسانيين اللذين قتلاه بكيا عليه لما أخبرا من صلاحه، وكان من آنس الناس مجلسا.
পৃষ্ঠা - ৩৩৪৫৭
قال أبو زرعة الدمشقي «1» : وأيوب ويونس أخوان ابنا ميسرة بن حلبس، أيوب أكبرهما وأقدمهما موتا، ويونس يكنى أبا حلبس قتل سنة اثنتين وثلاثين ومئة» ، في شهر رمضان، إذ دخل عبد الله بن علي دمشق. وقال غيره بلغ عشرين ومئة سنة «3» . [قال عمرو بن أبي سلمة التنيسي عن سعيد بن عبد العزيز عن ابن حلبس قال عيسى عليه السّلام: إن الشيطان مع الدنيا ومكره مع المال، وتزيينه عند الهوى، واستكماله عند الشهوات] «4» . [عن يونس بن ميسرة بن حلبس قال: مكتوب في اللوح بين يدي الله تعالى: إني أنا الله لا إله إلّا أنا الرحمن الرحيم، أرحم وأترحم، سبقت رحمتي غضبي، وعفوي عقوبتي، وأذنت لمن جاء بواحدة من ثلاثين وثلاثمائة شريعة أن أدخله جنتي. عن عمرو بن واقد عن يونس بن حلبس أنه كان يمر على المقابر بدمشق يهجر يوم الجمعة، فسمع قائلا يقول: هذا يونس بن حلبس قد هجر، تحجون وتعتمرون كل شهر، وتصلون كل يوم خمس صلوات، أنتم تعملون ولا تعملون، ونحن نعلم ولا نعمل، قال: فالتفت يونس، فسلم، فلم يردوا عليه قال: سبحان الله أسمع كلامكم وأسلم فلا تدرون؟ قالوا: قد سمعنا كلامك ولكنها حسنة، وقد حيل بيننا وبين الحسنات والسيئات] «5» . [قال أبو محمّد بن أبي حاتم] «6» : [يونس بن ميسرة بن حلبس أبو حلبس الأعمى الجبلاني الشامي روى عن وائلة بن الأسقع، وأم الدرداء، وأبي إدريس الخولاني، روى عنه الأوزاعي، ومحمّد بن مهاجر،
পৃষ্ঠা - ৩৩৪৫৮
ومروان بن جناح، وخالد بن يزيد المزني، وسليمان بن عتبة. سمعت أبي يقول ذلك] «1» . [قال البخاري] «2» : [يونس بن ميسرة بن حلبس أبو حلبس الأعمى الجبلاني الشامي عن أم الدرداء وعبد الله بن عمرو. قال أحمد بن يونس حدّثنا محمّد بن كثير عن الأوزاعي عن أبي عبيد يونس بن ميسرة الجبلاني] «3» . [10225] يونس بن يزيد بن أبي النّجاد- ويقال: ابن مشكان أبو يزيد القرشي- مولاهم- الأيلي حدّث عن الزهري، وهشام بن عروة، والقاسم بن محمّد بن أبي بكر، وسالم بن عبد الله بن عمر، ونافع مولى ابن عمر، وعكرمة مولى ابن عباس، وأبي الزناد، ورزين بن حيان. روى عنه: الليث بن سعد، وعبد الله بن المبارك، وأنس بن عياض، ووكيع بن الجراح، وعبد الله بن وهب، وسليمان بن بلال، ويحيى بن أيوب، وعنبسة بن خالد. قدم دمشق، وصحب الزهري بالشام ثنتي عشرة سنة، وقيل: أربع عشرة سنة «4» . قال ابن سعد «5» : وكان بأيلة: يونس بن يزيد الأيلي، وكان حلو الحديث كثيره، وليس بحجّة، ربما «6» جاء بالشيء المنكر. قال عباس بن محمّد: سمعت يحيى يقول: قد حدث وكيع عن يونس بن يزيد بن __________ [10225] ترجمته في تهذيب الكمال 20/565 وتهذيب التهذيب 6/284 والتاريخ الكبير 8/406 وسير أعلام النبلاء 6/297 والجرح والتعديل 9/247 وتذكرة الحفاظ 1/162 وميزان الاعتدال 4/484 وشذرات الذهب 1/233.
পৃষ্ঠা - ৩৩৪৫৯
أبي النجاد الأيلي قال أبو الفضل: وما سمعت أحدا يقول: ابن أبي النجاد إلّا يحيى، وإنما يقول الناس: يونس بن يزيد الأيلي فقط. قال أبو العباس الثقفي: حدّثنا أبو همام حدّثنا عبد الله- يعني ابن المبارك عن يونس بن يزيد [بن مشكان مولى معاوية بن أبي سفيان وقال يحيى ... في تسمية أهل أيلة....] «1» . وذكره خليفة في الطبقة الثالثة من أهل مصر «2» : [يونس بن يزيد الأيلي] «3» . قال أبو أحمد الحاكم: روى عنه الأوزاعي، وعمرو بن الحارث، والليث بن سعد، وله أخوان يسمى أحدهما خالدا وهو والد عنبسة الذي حدّث عنه أحمد بن صالح، وثانيهما يكنى أبا عليحدّث عن الزهري. قال أبو سعيد بن يونس بن عبد الأعلى: يونس بن يزيد بن أبي النجاد الأيلي، نسبوه في موالي بني أمية، يكنى أبا يزيد، سأل القاسم بن محمّد، وسالم بن عبد الله بن عمر، زعموا أنه توفي بصعيد مصر سنة اثنتين وخمسين ومئة «4» . قال البخاري: مات سنة تسع وخمسين ومئة «5» . قال يحيى بن معين: عقيل ويونس موليان لبني أمية، وعقيل أثبتهما. وقال يحيى: يونس بن يزيد شهد الإملاء من الزهري للسلطان. قال عبد الرّحمن بن مهدي: لم أكتب كتاب يونس بن يزيد إلّا عن ابن المبارك، فإنه أخبرني أنه كتبها عنه من كتابه. قال عبد الرّحمن وكتابه صحيح «6» .
পৃষ্ঠা - ৩৩৪৬০
قال عبدان «1» : قال عبد الله «2» : إذا نظرت في حديث معمر ويونس، يعجبني كأنهما خرجا من مشكاة واحدة. قال عثمان بن سعيد: سمعت أحمد بن صالح يقول: لا نقدم في الزهري على يونس أحدا. قال ابن وهب: أخبرني يونس بن يزيد قال: أرسلني ابن شهاب في شيء، فلمّا عدت قلت لابن شهاب: ما حدّثت بعدي؟ قال: يا يونس، لا تكاثر العلم مكاثرة، خذه في الليالي والأيام. وقال: سمعني الزّهري أثني على عالم، فقال: ما تزيد لو رأيت عبيد الله بن عبد الله! قال هارون بن سعيد الأيلي: أخبرنا خالد يعني ابن نزار «3» قال: سألني الأوزاعي، فقال لي: أنت من أهل أيلة، أين أنت عن أبي يزيد؟ - يعني يونس بن يزيد الأيلي- فحضّني عليه. قال أحمد «4» : كان الزّهريّ إذا قدم أيلة نزل على يونس، وإذا سار إلى المدينة زامله يونس. قال عبد الله بن المبارك- وذكر أصحاب الزّهري «5» -: كان يونس أحفظهم للمسند. وقال: ما رأيت مثل معمر في الزّهري إلّا أنّ يونس كان آخذ للمسند. وقال «6» : ليس أحد أعلم بحديث الزّهري من معمر إلّا ما كان من يونس فإنه كتب الكتب على الوجه. قال أحمد: سمعت أحاديث يونس عن الزهري، فوجدت الحديث الواحد ربما سمعه من الزهري مرارا.
পৃষ্ঠা - ৩৩৪৬১
قال أبو بكر الأثرم «1» : قال أبو عبد الله قال عبد الرزّاق عن ابن المبارك: ما رأيت أحدا أروى عن الزهري من معمر إلّا ما كان من يونس، فإنه كتب كل شيء. قيل لأبي عبد الله: فإبراهيم بن سعد؟ قال: وأي شيء روى إبراهيم بن سعد عن الزهري، إلّا أنه في قلة روايته أقل خطأ من يونس. ورأيته يحمل على يونس. قال الأثرم «2» : أنكر أبو عبد الله على يونس، وكان يجيء عن سعيد [يعني ابن المسيب] «3» بأشياء ليست من حديث سعيد وضعف أمر يونس وقال: لم يكن يعرف الحديث، وكان يكتب أرى، أول الكتاب فينقطع الكلام، فيكون أوله عن سعيد وبعضه عن الزهري، فيشتبه عليه. قال عثمان بن سعيد الدارمي «4» : قلت ليحيى بن معين، فيونس أحب إليك أم عقيل؟ فقال: يونس ثقة، وعقيل ثقة نبيل الحديث عن الزهري، قلت: أين يقع- يعني الأوزاعي- من يونس؟ فقال: يونس أسند عن الزهري، والأوزاعي ثقة، ما أقل ما روى الأوزاعي عن الزهري. قال يعقوب بن شيبة حدّثنا أحمد بن العباس قال: قلت ليحيى بن معين: من أثبت: معمر أو يونس؟ قال: يونس أسندهما، وهما ثقتان جميعا «5» . وقال عباس بن محمّد: سمعت يحيى يقول: أثبت الناس في الزهري مالك بن أنس، ومعمر، ويونس، وعقيل، وشعيب بن أبي حمزة، وسفيان بن عيينة «6» . قال يعقوب بن سفيان: حدّثني محمّد بن عبد الرحيم قال: قال علي: أخبرني يحيى بن سعيد قال: لمّا قدم ابن المبارك من عند معمر قلت له: اكتب لي حديث الإفك عن معمر، قال: إن شئت كتبته لك عن معمر قراءة، وإن شئت كتبته له عن يونس إملاء. قال: قلت: لا أريده.
পৃষ্ঠা - ৩৩৪৬২
قال وكيع: لقيت يونس الأيلي، فجهدت الجهد حتى يتخلّص منه حديث واحد، فلم يكن يحفظ. وقال: زاملت يونس إلى مكّة، فلم يكن يحفظ شيئا، كانت كتبه معه. وقال: لقيت يونس بن يزيد الأيلي وذاكرته أحاديث الزهري المعروفة، وجهدت أن يقيم لي حديثا فما أقامه. وقال ابن أبي خيثمة: سمعت يحيى بن معين يقول: معمر، ويونس عالمان بالزهري «1» . وقال: سمعت يحيى يقول: أثبت أصحاب الزهري مالك ويونس، كانا عالمين به «2» . قال يعقوب بن سفيان «3» : حدّثني محمّد بن عبد الرحيم قال: سمعت عليّا يقول: أثبت الناس في الزهري: سفيان بن عيينة وزياد بن سعد ثم مالك ومعمر ويونس من كتابه. قال يعقوب: قال الفضل بن زياد: قال أحمد: يونس أكثر حديثا عن الزهري من عقيل، وهما ثقتان» . قال محمّد بن عبد الله بن عمار: مالك وسفيان ومعمر، هؤلاء أصحاب الزهري، ويونس بن يزيد عارف برأيه «5» ، ولكن هؤلاء هم أصحابه المثبتون. قال يعقوب بن شيبة: يونس بن يزيد عالم بحديث الزهري، وصالح الحديث «6» . وقال أحمد العجلي: هو ثقة «7» . وقال أبو زرعة الرازي: لا بأس به «8» .
পৃষ্ঠা - ৩৩৪৬৩
وقال ابن خراش: هو صدوق من أهل أيلة «1» . قال أحمد بن حنبل: قال وكيع: رأيت يونس الأيلي وكان سيء الحفظ «2» . قال أحمد: سمع منه وكيع ثلاثة أحاديث. قال الأثرم: سمعت أبا عبد الله يسأل أي أصحاب الزهري أعجب إليك، فكأنه كره الجواب على هذا اللفظ، ثم ابتدأ فقال: ما لك يروي أحاديث قليلة، وذكر معمر ثم ذكر يونس، فقال: كثير الخطأ عن الزهري. قال أبو عبد الله: ويونس يروي أحاديث من رأي الزهري ويجعلها عن سعيد، ويحمل على سعيد كثيرا وعقيل «3» أقل خطأ منه قال سعيد بن عمرو البردعي: قلت لأبي زرعة الرازي: يونس بن يزيد الأيلي عن غير الزهري؟ فقال: ليس بالحافظ كان صاحب كتاب فإذا أخذ من حفظه لم يكن عنده شيء. وقال الأحوص بن المفضل: حدّثنا أبي قال: وكان يونس وعقيل من أهل أيلة وماتا بمصر. مات عقيل سنة إحدى وأربعين ومئة «4» ومات يونس سنة تسع وخمسين ومئة. وقال ابن يونس «5» : مات سنة اثنتين وخمسين ومائة وقد تقدم، وقيل: مات سنة ستين [ومئة] «6» . [10226] يونس المديني الكاتب قدم دمشق في خلافة هشام بن عبد الملك، ثمّ قدم على الوليد بن يزيد. حكي عنه أنّه قال: __________ [10226] انظر أخباره في الأغاني 4/398 وسماه: يونس بن سليمان بن كرد بن شهريار، من ولد هرمز، وقيل إنه مولى لعمرو بن الزبير. ومنشؤه ومنزله بالمدينة. وكان أبوه فقيها، فأسلمه في الديوان فكان من كتّابه، وأخذ الغناء، عن معبد وابن سريج ومحرز والغريض. وهو أول من دوّن الغناء.