তারিখ দামেস্ক

مستدرك تاريخ مدينة دمشق

تتمة المستدرك من حرف الياء

ذكر من اسمه يوسف

[9732] إسماعيل بن أبي موسى
[9733] إسماعيل بن يسار النسائي أبو فائد
পৃষ্ঠা - ৩৩৩৬৭
سمع منه عمر بن أبي الحسن الدهستاني، وطاهر الخشوعي، وعبد الله بن أحمد السمرقندي. ذكر من اسمه يوسف [10176] يوسف بن إبراهيم بن مرزوق ابن حمدان أبو يعقوب الصّهيبي الحبالي من أهل حبال «1» ، قرية بوادي موسى. رحل إلى مرو، وتفقه بها، وسمع أبا منصور محمّد بن علي بن محمّد «2» المروزي وكان متقشفا سمعت منه شيئا يسيرا وكان شافعيا ينزل مدرسة الحنفية. قتل بمرو لمّا دخلها خوارزم شاه. وقلت: وقال أبو سعد السمعاني الحافظ في ذيل تاريخ بغداد: يوسف بن إبراهيم بن مرزوق بن حمدان بن عمر بن شريف المقدسي الحبالي الصهيبي أبو يعقوب من أهل حبال ببيت المقدس من قرية يقال لها بيت جبرين «3» إن شاء الله. كان فقيها ورعا متدينا، مشتغلا بالعبادة والورع. ورد بغداد في سنة ست عشرة وخمسمائة، وخرج منها إلى خراسان ونيسابور، ثم قدم مرو، وسكنها إلى حين وفاته. سمع أبا القاسم سهل بن إبراهيم المسجدي وأبا عبد الله محمّد بن الفضل الفراوي وزاهر بن طاهر الشحامي وجماعة كثيرة سواهم. وكان يسمع معنا الكثير بمرو، وسمّعنا (شعب الإيمان) لأحمد بن الحسين البيهقي بمرو من زاهر بن طاهر، وحصل النسخة بذلك ولمّا قربت وفاته، وكنت غائبا بهراة في رحلتي الثانية إليها أوصى بأكثر كتبه أن توضع في الخزانة النظامية، وتكون موقوفة على المسلمين ممن ينتفع بها، وشيء منها وضع في الخزانة التي عملها أبو الفضل الكرماني، وأوصى بالأجزاء المتفرقة التي حصلها ونسخها أن تكون عندي، وفي يدي، والله تعالى يرحمه، ويغفر له، فإنّه كان نعم الصديق. وكان قليل المخالطة والمجالسة مع الناس، وفي أكثر الأوقات في مدرسة السلطان، وكان يرد الباب على نفسه ويشتغل إمّا بالعبادة، أو __________ [10176] ترجمته في معجم البلدان (حبال) 2/211. والصهيبي بضم الصاد وفتح الهاء، هذه النسبة إلى صهيبة.
পৃষ্ঠা - ৩৩৩৬৮
المطالعة، وكان يزورني وأزوره في بعض الأوقات. وظني أنّ مولده كان في حدود سنة تسعين وأربعمائة والله أعلم، ولم يتفق لي أن سمعت منه شيئا، وسمع منه صاحبنا أبو القاسم الدمشقي الحافظ وحدّث عنه، وسمعت منه عنه، ومات بمرو في السادس من شعبان سنة أربعين وخمسمئة «1» ودفن بمقبرة حصين قريبا من تل الصحابة. [10177] يوسف بن إبراهيم أبو الحسن الكاتب أظنه بغداديا. كان في خدمة إبراهيم بن المهدي «2» . قدم دمشق سنة خمس وعشرين ومائتين. وكان من ذوي المروءات. وصنف كتابا فيه المتطببين. حكى عن عيسى بن حكم الدمشقي الطبيب النسطوري، وشكلة «3» أم إبراهيم بن المهدي وإسماعيل بن أبي سهل بن نوبخت، وأبي إسحاق إبراهيم بن مهدي، وأحمد بن رشيد الكاتب مولى سلام الأبرش، وجبريل بن بختيشوع الطبيب وأيوب بن الحكم البصري المعروف بالكسروي، وأحمد بن هارون الشرابي وغيرهم. روى عنه ابنه: أبو جعفر أحمد بن يوسف المعروف بابن الداية، ورضوان بن أحمد بن جالينوس. قال: كانت بيني وبين أحمد بن محمّد بن مدبّر «4» سوالف ترعى، ويحافظ عليها، فلما تولى مصر «5» رأى حسن ظاهري، فظن ذلك عن أموال جمة لديّ، فجدني في المطالبة، وأخرج عليّ بقايا لعقود انكسرت من آفات عرضت لضياعها، ولم يسمع الاحتجاج فيها، واستقصر ما أوردته، وإنما كان عن حيلة، واحتبسني مع المتضمّنين، وكان يغدو في كل يوم غلام له يحجبه يعرف بفضل، فيكتب على كل رجل ما مورده في يومه، فإن شكا أنه لا يصل
পৃষ্ঠা - ৩৩৩৬৯
إلى شيء أخرجه، فحملت عليه الحجارة، وطولب أعنف مطالبة، فلم تزل الحاجة علي حتى بعت حصر داري قضاء عما فيها، وعرضت دوري، فمنعني من بيعها، ووجه إليّ: فأين تكون حرمك؟ وأنفذ إلي ورقة نسختها: يا أبا الحسن- أعزك الله- قد ألويت بما بقي عليك وهو ستة عشر ألف دينارا، وآثرنا صيانتك عن خطة المطالبة هذه المدة، فإن أزحتالعلة فيها، وإلّا سلمناك إلى أبي الفوارس مزاحم بن خاقان «1» - أيده الله-. فكتبت إليه رقعة أحلف فيها أنّي ما أملك عدد هذه حبّ حنطة، ولو كان لي شيء لصنت به نفسي. فإن رأى السيد رعاية السالف بيني وبينه، وستر تخلفي كان أهلا لما يأتيه، وإن سلمني إلى هذا الرجل رجوت من الله- عز وجل- ما لا يخطىء من رجائه. فرجع إليّ بعض غلمانه، ومعه رقعة مختومة، فاستركبني، وصار بي إلى مزاحم. فلما قرئت عليه الرقعة أدخلني عليه، وعنده كاتب له يعرف بالمروذي، فعرفني، ولم أعرفه، وكان أبوه في الحارة التي فيها داري بسرّ من رأى. فقال: أنت كاتب إبراهيم بن المهدي؟ قلت: نعم- أيّد الله الأمير- قال: كنت أراك وأنا صبي في حارتنا، ووالله ما طلب ابن المدبر أن يروج عليّ مالا، وإنما أراد أن أقتلك بالمطالبة. وقد رأيت أن أكتب إلى أمير المؤمنين أعرفه قصور يدك عن أداء المال، وأعلمه خدمتك لسلفه، وأسأله أن يتطول بإسقاط هذه البقية عنك، فإن سهل ذلك وإلّا نجمها عليّ وعلى رجالي حتى يقاضوا بها في كل نجم. ثم قال للمروذي: هذا رجل من مشايخي، وأم زوجته ببغداد تولّت تربيتي، وقد استكتبته على أموري، وما احتاج إلى قباله من الضياع بمصر، وليس يزيلك عن رسمك. فأخذ خاتما له كان يختم به الكتب بحضرته فأعطانيه، وسألني عن العجوز التي ربّته، فقلت له: هي معي بمصر، وانصرفت من عنده إلى منزلي. فكان أول من هنأني بمحلي منه ابن المدبر، ورجعت إلى نعمتي معه في مدة يسيرة. بلغني عن أبي جعفر أحمد بن يوسف قال: حبس أحمد بن طولون يوسف بن إبراهيم، والدي، في بعض داره، وكان اعتقال
পৃষ্ঠা - ৩৩৩৭০
الرجل في داره يؤيس من خلاصه، فكاد ستره أن يهتك، وكان له جماعة من أبناء الستر يتحمل مؤونها مقيمة لا تنقطع إلى غيره، فاجتمعوا وكانوا بها ثلاثين رجلا، وركبوا إلى دار أحمد بن طولون فوقفوا بباب له يعرف بباب الجبل، واستأذنوا عليه، فأذن لهم، فدخلوا إليه وعنده محمّد بن عبد الله بن عبد الحكم، وجماعة من أعلام مستوري مصر، فابتدأوا كلامه بأن قالوا: قد اتفق لنا، أيد الله الأمير، من حضوره هذه الجماعة بجلسة ما رجونا أن يكون ذريعة إلى ما نأمله، ونحن نرغب إلى الأمير في أن يسألها عنا، ليقف على منازلنا، فسألهم عنهم، فقالوا: قد عرضت العدالة على أكثرهم فامتنع منها، فأمرهم أحمد بن طولون بالجلوس، فسألهم تعريفه ما قصدوا له، فقالوا: ليس لنا أن نسأل الأمير مخالفة ما آثره في يوسف بن إبراهيم لأنه أهدى إلى الصواب فيه، ونحن نسأله أن يقدمنا إلى ما اعتره عليه فيه إن آثر قتله أن يقتلنا، وإن آثر غير ذلك أن نبلغه بنا وهو في سعة وحل منه. فقال: ولم ذلك؟ فقالوا: لنا ثلاثون سنة ما أمكرنا في اتباع شيء مما احتجنا إليه، ولا وقفنا بباب غيره، ونحن والله أيها الأمير نرفض للبقاء بعده ومن السلامة من شيء من المكروه وقع به، وعجّوا «1» بالبكاء بين يديه. فقال أحمد بن طولون: بارك الله عليكم، فقد كافأتم إحسانه، وجانيتم العامة. ثم قال يوسف بن إبراهيم، فأحضر، فقال: خذوا بيد صاحبكم، وانصرفوا. فخرجوا معه، وانصرف بهم إلى منزله. قال أبو جعفر: وبعث أحمد بن طولون في الساعة التي توفي فيها يوسف بن إبراهيم والدي ... الدار وطالبوا بكتبه، مقدرين أن يجدوا فيها كتابا من أحد ممن ببغداد، فحملوا صندوقين، وقبضوا عليّ وعلى أخي وصاروا بنا إلى داره. فأدخلنا إليه وهو فيها جالس وبين يديه رجل من أشراف الطالبيين، فأمر بفتح أحد الصندوقين وأدخل خادم يديه فوقع في يده دفتر جراياته على الأشراف وغيرهم، فأخذ الدفتر بيده وتصفحه وكان جيد الاستخراج، فوجد اسم الطالبي في الجراية «2» ، فقال له وأنا أسمع: كانت عليك جراية ليوسف بن إبراهيم؟ فقال
পৃষ্ঠা - ৩৩৩৭১
له: دخلت هذه الدار وأنا مملق، فأجرى عليّ في كل سنة مائتي دينار ومايتي إردب «1» قمحا ... «2» ابن الأرقط والعتيقي وغيرهما، وامتلأت يداي بطول الأمير، فاستعفيته منها، فقال لي: نشدتك الله، إن قطعت سببا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم ... «3» الطالبي فقال أحمد بن طولون: رحم الله يوسف بن إبراهيم، ثم قال: انصرفوا إلى منازلكم لا بأس عليكم، فانصرفنا، فلحقنا جنازة والدنا، وحضر ذلك العلوي حقنا، وقد أحسن مكافأة والدنا في تخليته. [10178] يوسف بن إبراهيم أبو الفتح الزنجاني الصوفي قدم دمشق، واستجاز منه ابن «4» صابر سنة خمس وثمانين وأربعمئة. قرأت بخط أبي محمّد بن صابر سألت أبا المكارم الهروي عن وفاة أبي بكر الطوسي وأبي الفتح الزنجاني، فقال: قتلتهما الفرنج يوم فتح بيت المقدس، وكان ذلك سنة اثنتين وتسعين وأربعمئة. [10179] يوسف بن إسماعيل بن يوسف أبو يعقوب الساوي الصوفي رحل وسمع بدمشق وغيرها: أبا علي الحصائري «5» ، وخيثمة بن سليمان، وإسماعيل بن محمّد الصفار، ومحمّد بن عمر الرزاز، وأبا عمر الزاهد، غلام ثعلب، وغيره. روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وأبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه. __________ [10179] ترجمته في الأنساب (الساوي 3/206) وتاريخ أصبهان 2/350 ومعجم البلدان (ساوه) 3/179. وساوة بلدة بين الري وهمذان (الأنساب) .
পৃষ্ঠা - ৩৩৩৭২
قال أبو نعيم الحافظ «1» : يوسف بن إسماعيل أبو يعقوب الدمشقي الصوفي، قدم أصبهان في سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة، كتب «2» الحديث. حدّث عن هشام ابن بنت عدبّس الدمشقي. قال الحاكم أبو عبد الله: أبو يعقوب الساوي كان من الصالحين. أول ما التقينا ببغداد سنة إحدى وأربعين، ثم إنه ورد خراسان سنة ثلاث وأربعين، وأقام بنيسابور مدة، ثم خرج إلى مرو ولزم أبا العباس المحبوبي وأكثر عنه، واختصه أبو العباس لصحبة ولده أبي محمّد، وبقي بمرو إلى أن مات بها سنة ست وأربعين وثلاثمائة. ودخل أصبهان. فسمع مسند أبي داود، وكان مع ذلك يختص بصحبة الصالحين من الصوفية «3» . [10180] يوسف بن أيوب ابن شادي الملك الناصر صلاح الدين سلطان المسلمين، وقامع المشركين، فاتح البيت المقدس وبلاد الساحل، ومخلّصها من أيدي الكافرين، رحمه الله. [10181] يوسف بن بحر بن عبد الرّحمن أبو القاسم التميمي ثم البغدادي ثم الأطرابلسي- ويقال: الجبلي قاضي حمص. سمع بدمشق وغيرها مروان بن محمّد الطاطري، وسليمان بن عبد الرّحمن، __________ [10180] ليس لصلاح الدين يوسف بن أيوب بن شادي ترجمة في تاريخ دمشق، لم يترجم له المصنف، قال أبو شامة: لم يذكر له الحافظ أبو القاسم ترجمة مع أنه ملك دمشق في سنة سبعين وكان مالكا للديار المصرية ثم اتسعت مملكته ويسر الله تعالى عليه الجهاد، وكان أحد الأجواد وقد استقصيت أخباره وسيرته في كتاب الروضتين، وتقدم طرف من ذلك في ترجمة عمه أسد الدين شير كوه في حرف الشين. [10181] ترجمته في تاريخ بغداد 14/305 والجرح والتعديل 9/219 وميزان الاعتدال 4/462 وسير الأعلام 13/122 ولسان الميزان 6/318 والكامل لابن عدي 7/170. والجبلي بفتح الجيم والباء، نسبة إلى جبلة، وقد سمي بالجبلي لأنه نزل جبلة وجبلة اسم عدة مواضع، والمراد هنا قلعة مشهورة بساحل الشام من أعمال حلب قرب اللاذقية (معجم البلدان) .
পৃষ্ঠা - ৩৩৩৭৩
وحجاج بن محمّد، ويزيد بن هارون، وعلي بن عاصم، والأسود بن عامر، شاذان، ومحمّد بن مصعب القرقساني، وأبا النضر هاشم بن القاسم، والمسيب بن واضح، وعبد الله بن صالح، وآدم بن أبي إياس وغيرهم. روى عنه: عبد الرّحمن بن أبي حاتم، ويحيى بن محمّد بن صاعد، ومحمّد بن المسيب الأرغياني، ومكحول البيروتي، ومحمّد بن سليمان الأطرابلسي، أخو خيثمة، وغيرهم، وحدّث بأطرابلس وغيرها. قال ابن أبي حاتم «1» : [يوسف بن بحر قاضي حمص أبو القاسم] «2» بغدادي سكن حمص [روى عن حجاج بن محمّد ويزيد بن هارون وعلي بن عاصم، والأسود بن عامر، ومحمّد بن مصعب القرقساني، وأبي المغيرة مروان بن محمّد الطاطري] «3» كتبت عنه بحمص. قال أبو أحمد الحاكم: سكن حمص كان قاضيها، وربما كان بجبلة، يروي عن سعيد بن مسلمة الأموي، ومحمّد بن مصعب [القرقساني] ليس بالمتين عندهم «4» . [قال أبو أحمد بن عدي: ليس بالقوي، رفع أحاديث وأتى عن الثقات بالمناكير] «5» . [جاء عن خيثمة: أنه ارتحل إليه بعيد سنة سبعين ومئتين إلى جبلة، فأسره الفرنج. قال الدارقطني: ضعيف، وقال مرة: ليس بالقوي] «6» . [قال الذهبي] «7» [ذكره الحاكم في الكنى، فكناه أبا القاسم، وقال: ليس حديثه بالمتين عندهم، له أشياء لا يتابع عليها] «8» .
পৃষ্ঠা - ৩৩৩৭৪
[10182] يوسف بن الحسن بن محمّد أبو القاسم الزّنجاني الفقيه الشافعي المعروف بالتفكّري سمع أبا نعيم الحافظ بأصبهان وأبا الحسين بن أبي نصر بدمشق. كتب عنه بدمشق نجا بن أحمد العطار. حدّثنا عنه أبو القاسم بن السمرقندي، فقال: أخبرنا يوسف بن الحسن بن محمّد التفكري الشيخ الصالح ببغداد. قال أبو الفضل بن خيرون: توفي في ربيع الأخير سنة ثلاث وسبعين وأربعمئة ودفن بباب حرب، وكان رجلا صالحا. [قال ابن كثير] «1» : [تفقه على مذهب الشافعي ودرس الفقه على أبي إسحاق الشيرازي، وكان من أكبر تلامذته، وكان عابدا ورعا خاشعا، كثير البكاء عند الذكر مقبلا على العبادة، قارب الثمانين] «2» . [كان من العلماء العاملين، ذا ورع وخشوع وتألّه توفي ببغداد في حادي عشر ربيع الآخر سنة ثلاث وسبعين وأربعمئة وله ثمان وسبعون سنة] «3» . في تاريخ الحافظ أبي سعد السمعاني قال: يوسف بن الحسن بن محمّد بن التفكّري، أبو القاسم، من أهل زنجان. سكن باب المراتب شرقيّ بغداد. رحل إلى أصبهان، وقرأ على أبي نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ (المعجم الكبير) ، و (الأوسط) ، و (الصغير) للطبراني، و (مسند أبي داود الطيالسي) ، وغيرها __________ [10182] ترجمته في المنتظم 16/215 والكامل لابن الأثير 8/424 والطبقات الكبرى للسبكي 5/361 وسير الأعلام 18/551 والبداية والنهاية 8/254 وتحرفت فيه التفكري إلى العسكري. والزنجاني بفتح الزاي نسبة إلى زنجان بلدة على حد أذربيجان من بلاد الجبل منها تتفرق القوافل إلى الري وقزوين وهمذان وأصبهان (الأنساب 3/168) .
পৃষ্ঠা - ৩৩৩৭৫
من الكتب. ثم انتقل إلى بغداد محدّثا فقيها، وسكنها إلى أن توفي بها. وكان ورعا، زاهدا، عاملا بعلمه، متنسكا، بكاء عند الذكر، خاشعا، صدوقا، متبركا به، مشتغلا بنفسه، مقبلا على العبادة ونشر العلم. مولده سنة خمس وسبعين وثلاثمائة بزنجان. سمع منه أبو القاسم مكي بن عبد السّلام المقدمي الحافظ، وأبو محمّد عبد الله بن أحمد بن عمر بن السمرقندي، روى لنا عنه أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي ومولده سنة خمس وسبعين وثلاثمائة بزنجان. وذكر أبو زكريا يحيى بن عبد الوهّاب بن منده أنه قدم أصبهان سنة 428 وسمع منه جماعة كبيرة. قال أبو سعد: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي: قال أبو القاسم التفكّري: سمعت أبا علي الحسن بن علي بن بندار الزّنجاني يقول: كان هارون الرشيد بعث إلى مالك بن أنس يستحضره ليسمع منه ابناه الأمين والمأمون، فأبى عليه، وقال: إن العلم يؤتى، لا يأتي. فبعث إليه ثانيا، فقال: أبعثهما إليك يسمعان مع أصحابك، فقال مالك: بشريطة أنهما لا يتخطيان رقاب الناس، ويجلسان حيث ينتهي بهما المجلس. فحضراه بهذا الشرط. وكان يحيى بن يحيى النيسابوري يحضر المجلس، فانكسر يوما قلمه، وبجنبه المأمون، فناوله قلما من ذهب، أو قلما من فضة، من مقلمة ذهب، فامتنع من قبوله، فقال له المأمون: ما اسمك؟ قال: يحيى بن يحيى النيسابوري، فقال: تعرفني؟ قال: نعم، أنت المأمون ابن أمير المؤمنين. فكتب المأمون على ظهر جزئه: ناولت يحيى بن يحيى النّيسابوري قلما في مجلس مالك فلم يقبله. فلما أفضت الخلافة إلى المأمون بعث إلى عامله بنيسابور، وأمره أن يولي يحيى بن يحيى القضاء. فبعث إليه يستدعيه، فقال بعض الناس: إنه يمتنع من الحضور وليته يأذن للرسول فأنفذ إليه كتاب المأمون، فقرىء عليه، فامتنع من القضاء. فردّ إليه ثانيا وقال: إن أمير المؤمنين يأمرك بشيء، وأنت من رعيته، فتأبى عليه؟! فقال: قل لأمير المؤمنين: ناولتني قلما وأنا شاب، فلم أقبله، فتجبرني الآن على القضاء وأنا شيخ! فرفع الخبر إلى المأمون بذلك فقال: علمت امتناعه، ولكن، ولّ القضاء رجلا يختاره. فبعث إليه العامل في ذلك فاختار رجلا من نيسابور، فولي القضاء.
পৃষ্ঠা - ৩৩৩৭৬
قال: والرسم هناك أن يلبس القضاة السواد. فدخل ذلك القاضي على يحيى وعليه السواد، فضم يحيى فراشا كان جالسا عليه، كراهية أن يجمعه وإيّاه. فقال: أيّها الشيخ، ألم تخترني؟! قال: إنّما قلت أختاره، وما قلت لك: تقلد القضاء. [10183] يوسف بن الحسين بن علي أبو يعقوب الرازي الصوفي، صاحب ذي النون المصري زاهد معروف موصوف. سمع بدمشق قاسم بن عثمان الجوعي، ودحيما، وأحمد بن أبي الحواري، وبغيرها: أحمد بن حنبل، وخاله عبد الله بن حاتم الرازي الزاهد، وطاهر المقدسي الزاهد، وأبا تراب عسكر بن الحصين النخشبي وغيرهم. روى عنه أبو الحسين محمّد بن عبد الله الرازي، ومحمّد بن الحسن النقاش، وأبو بكر محمّد بن داود بن سليمان الزاهد النيسابوري وغيرهم. قال «1» : قلت لأحمد بن حنبل: حدّثني، فقال: ما تصنع بالحديث يا صوفي؟ فقلت: لا بدّ حدّثني، فقال: حدّثنا مروان الفزاري، عن هلال بن سويد أبي المعلى، عن أنس قال: أهدي إلى النبي صلى الله عليه وسلّم طائران، فقدّم إليه أحدهما، فلمّا أصبح قال: «عندكم من غداء؟» فقدم إليه الآخر، فقال: «من أين ذا؟» فقال بلال: خبأته لك يا رسول الله، فقال: «يا بلال، لا تخف من ذي العرش إقلالا، إنّ الله يأتي برزق كلّ غدّ» [14431] . [قال الخطيب] «2» : [ثم أخبرناه أبو الطيب محمّد بن أحمد بن موسى بن أحمد الشروطي بالري من كتابه، حدّثنا أبو بكر محمّد بن حمدان المؤدب، حدّثنا يوسف بن __________ [10183] ترجمته في تاريخ بغداد 14/314 وحلية الأولياء 10/238 وصفة الصفوة 4/102 والمنتظم (وفيات سنة 304) ، والبداية والنهاية 11/126 والنجوم الزاهرة 3/191 و 265 وسير الأعلام 14/248 والرسالة القشيرية.
পৃষ্ঠা - ৩৩৩৭৭
الحسين، حدّثنا أحمد بن حنبل، حدّثنا مروان بن معاوية الفزاري عن أبي هلال الراسبي عن أنس بن مالك قال:] «1» أهدي «2» إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم طوائر ثلاثة، فأكل منها طيرا، واستخبأ خادمه طيرين، فرده إليه من الغد، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «ألم أنهك أن ترفع «3» شيئا لغد؟ إنّ الله يأتي برزق كل غد» [14432] . وفي رواية: ألم أنهك أن تدخر شيئا لغد. وفي رواية: قال أنس: أهديت إلى رسول الله ثلاث طوائر، فأطعم خادمه طائرا، فلما كان من الغد أتته به، فقال لها: أم أنهك أن ترفعي شيئا لغد، فإن الله يأتي برزق كل غد. قال تمام بن محمّد الرازي: لم يكن عنده عن أحمد بن حنبل غيره. قال أبو عبد الرّحمن السّلمي: يوسف بن الحسين، أبو يعقوب الرازي، إمام وقته، لم يكن من المشايخ على طريقته في تذليل النفس، وإسقاط الجاه. صحب ذا النون المصري، ورافق أبا سعيد الخرّاز «4» في بعض أسفاره، وأبا تراب النّخشبي «5» . وقال في موضع آخر: ومنهم يوسف بن الحسين أبو «6» يعقوب شيخ الري والجبال في وقته، كان أوحد في طريقته وفي إسقاط الجاه فترك التصنع واستعمال الإخلاص، صحب ذا النون المصري وأبا تراب النخشبي ورافق أبا سعيد الخراز في بعض أسفاره، وكان عالما ديّنا. قال أبو بكر الخطيب «7» :
পৃষ্ঠা - ৩৩৩৭৮
يوسف بن الحسين بن علي أبو يعقوب الرازي من مشايخ الصوفية، كان كثير الأسفار، وصحب ذا النون المصري، وحكى عنه، وسمع أحمد بن حنبل وورد بغداد فسمع منه بها أحمد بن سلمان «1» النجاد. قال الأستاذ أبو القاسم القشيري «2» : ومنهم يوسف بن الحسين شيخ الري والجبال في وقته، وكان نسيج وحده في إسقاط التصنع، وكان عالما أديبا صحب ذا النون وأبا تراب [النخشبي] ورافق أبا سعيد الخراز مات سنة أربع وثلاثمائة. كان نسيج وحده في إسقاط التصنّع، وكان عالما أديبا. مات سنة أربع وثلاثمائة. قال يوسف بن الحسين «3» : لأن ألقى الله بجميع المعاصي أحبّ إليّ من أن ألقاه [بذرّة من] «4» التصنع. وقال «5» : إذا رأيت المريد يشتغل «6» بالرّخص فاعلم أنّه لا يجيء منه شيء. وكتب إلى الجنيد «7» : إذا «8» أذاقك الله طعم نفسك، فإنّك، إن ذقتها، لا تذوق «9» بعدها خيرا «10» أبدا. وقال «11» : رأيت آفات الصوفية في صحبة الأحداث، ومعاشرة الأضداد، ورفقة النسوان. [قال الخطيب:] «12»
পৃষ্ঠা - ৩৩৩৭৯
[حدّثنا أحمد بن فارس بن زكريا قال سمعت أبي] يقول: سمعت يوسف بن الحسين يقول: كنت أيام السياحة في أرض الشام أمسك بيدي عكازة مكتوبا عليها: سر في بلاد الله سيّاحا وابك على نفسك نوّاحا وامش بنور الله في أرضه كفى بنور الله مصباحا [قال أبو بكر الخطيب] «1» : [أخبرنا رضوان بن محمّد بن الحسن الدينوري، قال سمعت أحمد بن محمّد بن عبد الله النيسابوري يقول سمعت أحمد بن محمّد بن جعفر القطان المذكر يقول: سمعت أبا علي محمّد بن الحسين الحافظ يقول:] «2» سمعت فارسا الدينوري يقول رأيت ليوسف بن الحسين الرازي مخلاة مكتوب عليها «3» : فلا يومك ينساك ولا رزقك يعدوك ومن يطمع في الناس يكن للناس مملوكا وكن «4» سعيك لله فإنّ الله يكفيك [قال الخطيب:] «5» [حدّثني عبد العزيز بن أبي طاهر الصوفي بدمشق، أخبرنا أبو طالب عقيل بن عبيد الله بن أحمد بن عبدان السمسار] : «6» أخبرنا أبو الحسين [محمّد بن عبد الله بن جعفر بن الجنيد] «7» الرازي قال سمعت يوسف بن الحسين الرازي الصوفي يقول «8» : قيل لي: إنّ ذا النون المصري يعرف اسم الله- عز وجل- الأعظم، فدخلت إلى مصر، فذهبت إليه، فبصرني وأنا طويل اللحية، ومعي ركوة طويلة، فاستبشع «9» منظري، ولم يلتفت إليّ.
পৃষ্ঠা - ৩৩৩৮০
قال أبو الحسين الرازي «1» : وكان يوسف بن الحسين يقال: إنه أعلم زمانه بالكلام، وعلم الصوفية. فلمّا كان بعد أيام جاء إلى ذي النون رجل صاحب كلام، فناظر ذاالنون، فلم يقم ذو النون بالحجج عليه، فاجتذبته إليّ، وناظرته، فقطعته، فعرف ذو النون مكاني، فقام إلي وعانقني وجلس [بين يدي، وهو] «2» شيخ وأنا شاب، وقال: اعذرني فلم أعرفك، فعذرته، وخدمته سنة واحدة، فلمّا كان على رأس السنة قلت له: يا أستاذ، إني قد خدمتك، وقد وجب حقي عليك، وقيل لي: إنك تعرف اسم الله الأعظم، وقد عرفتني، ولا تجد له موضعا مثلي، فأحبّ أن تعلّمني إياه. قال: فسكت عني ذو النون، ولم يجبني، وكأنه أومأ إليّ أنه يخبرني، وتركني ستة أشهر بعد ذلك، ثم أخرج إلي من بيته طبقا ومكبة مشدودا في منديل- وكان ذو النون يسكن في الجيزة «3» - فقال: تعرف فلانا صديقنا من الفسطاط؟ قلت: نعم، قال: فأحبّ أن تؤدي هذا إليه. قال: فأخذت الطبق وهو مشدود، وجعلت أمشي طول الطريق وأنا متفكر فيه: مثل ذي النون يوجه إلى فلان بهدية! ترى أيش هي؟ قال: فلم أصبر إلى أن بلغت الجسر، فحللت المنديل، وشلت المكبة، فإذا فأرة، قفزت من الطبق، ومرّت. فاغتظت غيظا شديدا، وقلت: ذو النون يسخر بي، ويوجه مع مثلي فأرة إلى فلان!؟ فرجعت على ذلك الغيظ، فلمّا رآني عرف ما في وجهي، وقال: يا أحمق، إنما جرّبناك، ائتمنتك على فأرة فخنتني، أفأأتمنك على اسم الله الأعظم؟! وقال: مر عني فلا أراك شيئا آخر. قال يوسف: وسمعت ذا النون يقول: من جهل قدره هتك ستره «4» . وقال «5» : قلت لذي النون وقت مفارقتي له: من أجالس؟ فقال: عليك مجالسة من تذكّرك الله رؤيته، وتقع هيبته على باطنك، ويزيد في عملك منطقه، ويزهّدك في الدنيا عمله، ولا تعصي الله ما دمت في قربه، يعظك بلسان فعله، ولا يعظك بلسان قوله. وقال: عليك بصحبة من تسلم منه في ظاهر أمرك، وتبعثك على الخير صحبتة، وتذكر الله رؤيته.
পৃষ্ঠা - ৩৩৩৮১
وقال يوسف «1» : قيل لذي النون: ما بال الحكمة لها حلاوة من أفواه الحكماء؟ قال: لقرب عهدها بالربّ- عزّ وجل. وقيل ليوسف بن الحسين: يا أبا يعقوب، هل لك همّ غد؟ قال: يا سيدي، من كثرة همومنا اليوم لا نفرغ لهم. فأجابه الجنيد: يكفي الحكيم من التنبيه أيسره فيعرف الكيف والتكوين والسببا فكن بحيث مراد الحق منك ولا تزل مع القصد في التمكين منتصبا إن السبيل إلى مرضاته نظر فما عليك له يرضى كما غضبا ثم قال: من كان ظاهره عامرا فباطنه خراب، ومن كان ظاهره خرابا كان باطنه عامرا، والدليل عليه النبي صلى الله عليه وسلّم وأصحابه. قال أبو الحسين الدّرّاج «2» : قصدت يوسف بن الحسين الرازي من بغداد، فلما دخلت الرّيّ سألت عن منزله، فكل من أسأل يقول «3» : أيش تفعل بذلك الزنديق؟ فضيّفوا صدري، حتى عزمت على الانصراف، فبتّ تلك الليلة في مسجد، ثم قلت: جئت هذا البلد، فلا أقلّ من زيارة! فلم أزل أسأل عنه حتى دفعت «4» إلى مسجده وهو قاعد في المحراب، بين يديه [رجل عليه] «5» يقرأ، وإذا هو شيخ بهي، حسن الوجه واللحية، فدنوت، فسلمت، فردّ السلام، وقال: من أين أنت؟ فقلت من بغداد، قصدت زيارة الشيخ. فقال: لو أن في بعض البلدان قال لك إنسان: أقم عندي حتى أشتري لك دارا وجارية أكان يمنعك عن زيارتي؟ فقلت: يا سيدي، ما امتحنني الله بشيء من ذلك، ولو كان لا أدري كيف كنت أكون، فقال: تحسن أن تقول شيئا؟ قلت: نعم، وقلت: رأيتك تبني دائما «6» في قطيعتي ولو كنت ذا حزم لهدّمت ما تبني «7»
পৃষ্ঠা - ৩৩৩৮২
فأطبق المصحف، ولم يزل يبكي حتى ابتلّ لحيته وثوبه، حتى رحمته من كثرة بكائه، ثم قال لي: يا بني «1» ، تلوم أهل الرّي في قولهم: يوسف بن الحسين زنديق؟ ومن «2» وقت الصلاة هو ذا أقرأ القرآن، لم يقطر من عيني قطرة، وقد قامت علي القيامة بهذا البيت: وفي رواية: قال: لما ورد على الجنيد رسالة يوسف بن الحسين، اشتقت إليه، فخرجت إلى الري، فلما دخلتها سألت عنه، فقالوا: إيش تعمل بذلك الزنديق. فلم أحضره، فلما وقع في قلبي الخروج من الري، قلت: لا بد أن ألقاه على أي حال، قال: فحضرت بابه، فلما دفعت الباب تغير عليّ حالي، فدخلت عليه، فإذا بين يديه رجل وعليه مصحف وهو يقرأ فيه، فقال لي: من أين أنت؟ قلت من بغداد، قال: لإيش جئت؟ قلت: جئت زائرا لك. فقال: أرأيت لو ظهر لك في بعض هذه البلدان التي جزت بها من يشتري لك فيها دارا وجارية ويقيم بكفايتك أكنت تقطع بذلك عني؟ قلت: يا سيدي ما ابتلاني الله بذلك، ولا ابتلاني الله أنه ما كنت أدري كيف يكون، قال: أقعد أنت عامل تحسن تقول شيئا؟ قلت: نعم. قال: هات، قل شيء «3» فقلت: رأيتك تبني دائما في قطيعتي ولو كنت ذا حزم لهدمت ما تبني كأني بكم واللبث أفضل قولكم ألا ليتنا كنا «4» إذا اللبث لا يغني قال: فبكى حتى رحمته، فلما سكن ما به قال: لا يا أخي لا تلم أهل الري على أن يسموني زنديقا، أنا من الغداة أقرأ في هذا المصحف، ما خرجت من عيني دمعة، وقد وقع فيما عنيت به ما رأيت. قال يوسف بن الحسين: أعزّ شيء في الدنيا الإخلاص، وكم أجتهد في إسقاط الرياء عن قلبي، فكأنه يلبث فيه على لون آخر.
পৃষ্ঠা - ৩৩৩৮৩
وقال «1» : فإذا رأيت المريد يشتغل بالرخص والكسب «2» فليس يجيء منه شيء. وقال: ما صحبني متكبر قط إلّا اعتراني داؤه، لأنه يتكبّر، فإذا تكبر غضبت، فإذا غضبت أداني الغضب إلى الكبر، فإذا داؤه قد اعتراني. وقال «3» : في الدنيا طغيانان: طغيان العلم، وطغيان المال، والذي ينجيك من طغيان العلم العبادة، والذي ينجيك من طغيان المال الزهد فيه. وقال يوسف «4» : بالأدب يفهم العلم، وبالعلم يصح لك العمل، وبالعمل تنال الحكمة، وبالحكمة يفهم الزهد، ويوفق له، وبالزهد تترك الدنيا، وبترك الدنيا ترغب في الآخرة، وبالرغبة في الآخرة تنال رضى الله- عزّ وجل. وقيل ليوسف بن الحسين: لو تجملت قليلا، فقال: هو ذا يطاف على بابنا بالكيزان يتبرك بنا وبدعواتنا، وأنتم تدعوني إلى التجمل! وكان يقول: لأن ألقى الله بجميع معاصيّ أحب إليّ من أن ألقاه بذرّة من التصنّع. قال أبو الحسن بن جهضم: حدّثنا أبو العباس أحمد بن طاهر الصباغ قال: كان يوسف بن الحسين كثيرا ما يقول: إلهي توبة أو مغفرة، فقد ضاقت بي أبواب المعذرة، إلهي، خطيئتي خطيئة صمّاء، وعاقبتي عاقبة وهماء، فلا الخطيئة أحسن الخروج منها، ولا العاقبة أهتدي للرجوع إليها، ومن شأن الكرماء الرفق بالأسراء، وأنا أسير تدبيرك. ثم يقول «5» : وأذكركم «6» في السّرّ والجهر دائما «7» وإن كان قلبي في الوثاق أسير لتعرف نفسي قدرة الخالق الذي يدبّر أمر الخلق وهو شكور
পৃষ্ঠা - ৩৩৩৮৪
وقال: الأنس مع الله نور ساطع، والأنس مع الناس سمّ ناقع. وسئل عن الكرم والجود، فقال: الجود أن تتفضل بما لا يجب عليك، والكرم أن تتفضل بما يجب لك. وقيل له: ما بال المحبين يتلذّذون بالذل في المحبة؟ فأنشأ يقول: ذلّ الفتى في الحبّ مكرمة وخضوعه لحبيبه شرف وقال: كنت عند ذي النون المصري يوما، فجاءه رجل، فقال: ما بال المحزون إذا تكامل حزنه لا تجري دموعه؟ فقال: إذا رقّ سلا، وإذا انجمد سجا «1» . ثم أطرق، ورفع رأسه يقول: إذا رقّ قلب المرء درّت جفونه دموعا له فيها سلوّ من الكمد وإن غصّ بالأشجان من طول حزنه علاه اصفرار اللّون في الوجه والجسدوأحمد حال الخائفين مقامهم على كمد يضني النفوس مع الكبد لعمرك ما لذّ المطيعون لذة ألذّ وأحلى من مناجاة منفرد قال أبو عبد الرّحمن السّلمي: واعتل يوسف بن الحسين الرازي، فدخل عليه بعض إخوانه، فقال له: ما لك أيّها الشيخ، وما الذي تجد؟ ألا ندعو لك بعض هؤلاء الأطباء؟ فأنشأ يقول: بقلبي سقام ما يداوى مريضه خفيّ على العوّاد باق على الدهر هوى باطن فوق الهوى لج داؤه وأعيى رقي العزالى في السهر والجهر بليت بجبار يجلّ عن المنى على رأسه تاج من التيه والكبر قدير على ما شاء مني مسلّط جرى على ظلمي أمير على أمري [قال أبو بكر الخطيب:] «2» [أخبرنا إسماعيل بن أحمد بن علي الحيري، أخبرنا أبو عبد الرّحمن السلمي قال: سمعت عبد الله بن عطاء يقول:] «3» «4»
পৃষ্ঠা - ৩৩৩৮৫
كان مرحوم الرازي يتكلم في يوسف بن الحسين، فانتبه «1» ليلة وهو يبكي، فقيل له: ما لك؟ قال: رأيت كتابا نزل من السماء، فلمّا قرب من الخلق إذا فيه مكتوب بخط جليل: هذه براءة ليوسف بن الحسين ممّا قيل فيه. فجاء إليه، فاعتذر. وكان يوسف بن الحسين يقول: اللهم إنك تعلم أنّي نصحت الناس قولا، وخنت نفسي فعلا، فهب لي خيانة نفسي بنصيحتي للناس. وحكي عنه أنه كان يتمثل كثيرا بهذا البيت: سأعطيك الرّضى وأموت غمّا وأسكت لا أغمّك بالعتاب قال أبو بكر بن أبي الدنيا: كان آخر كلام يوسف بن الحسين: إلهي دعوت الخلق إليك بجهدي، وقصّرت نفسي بالواجب لنصيحتي للناس. وحكي عنه أنه كان يتمثل كثيرا بهذا البيت: سأعطيك الرّضى وأموت غمّا وأسكت لا أغمّك بالعتاب قال أبو بكر بن أبي الدنيا: كان آخر كلام يوسف بن الحسين: إلهي دعوت الخلق إليك بجهدي، وقصّرت نفسي بالواجب لملّقت لي بقولك: هبني لمن شئت من خلقك، اذهب فقد وهبتك لك. [قال أبو بكر الخطيب] «2» : [أخبرنا أحمد بن علي المحتسب حدّثنا الحسن بن الحسين بن حكمان الفقيه قال: سمعت أبا الحسن علي بن إبراهيم بن ثابت البغدادي يقول:] «3» سمعت أبا عبد الله الخنقاباذي «4» يقول «5» :
পৃষ্ঠা - ৩৩৩৮৬
حضرنا يوسف بن الحسين الرازي وهو يجود بنفسه، فقيل له: يا أبا يعقوب قل شيئا. فقال: اللهم إني نصحت خلقك ظاهرا، وغششت نفسي باطنا، فهب لي غشي لنفسي لنصحي لخلقك، ثم خرجت روحه. [أبو الحسين علي بن إبراهيم الرازي قال: حكى لي أبو خلف الوزان] عن يوسف بن الحسين أنه رئي في المنام فقيل له: ماذا فعل الله بك؟ قال: غفر لي ورحمني، فقيل: بماذا؟ قال: بكلمة أو كلمات قلتها عند الموت، قلت: اللهم إني نصحت الناس قولا، وخنت نفسي فعلا فهب خيانة فعلي لنصح قولي «1» . [وقال: يتولد الإعجاب بالعمل من نسيان رؤية المنّة. وقال: على قدر خوفك من الله يهابك الخلق، وعلى قدر حبك لله عز وجل يحبك الخلق، وعلى قدر شغلك بأمر الله يشتغل الله الخلق بأمرك. وقال: علم القوم أن الله يراهم، واستحيوا من نظره أي يراعوا شيئا سواه] «2» . قال الأستاذ أبو القاسم القشيري: ورئي يوسف بن الحسين في المنام، فقيل له: ما فعل الله بك؟ فقال: غفر لي، فقيل: بماذا؟ فقال: لأني ما خلطت جدا بهزل. قال عبد الله بن عطاء «3» : مات يوسف بن الحسين سنة أربع وثلاثمائة. [10184] يوسف بن الحكم بن أبي عقيل عمرو ابن مسعود بن عامر بن معتّب الثقفي والد الحجاج بن يوسف الثّقفي. أصله من الطائف، وخرج منها في بعث مسلم بن __________ [10184] ترجمته في تهذيب الكمال 20/480 وتهذيب التهذيب 6/258 والجرح والتعديل 9/220 والتاريخ الكبير 8/376.
পৃষ্ঠা - ৩৩৩৮৭
عقبة إلى المدينة «1» ، ثم رجع إلى دمشق، وخرج مع مروان بن الحكم منها إلى مصر. ووجهه مروان في جيش حبيش بن دلجة القيني فأسر بالرّبذة «2» ، ومعه ابنه الحجاج بن يوسف، فهربا سالمين «3» ، وأقاما بدمشق حتى بعث عبد الملك ابنه الحجاج إلى قتال عبد الله بن الزبير. حدّث عن محمّد بن سعد بن أبي وقاص، وقيل عن سعد نفسه. روى عنه محمّد بن أبي سفيان بن العلاء بن جارية الثّقفي. [وكعب بن علقمة] «4» . [قال أبو عبد الله البخاري] «5» : [يوسف بن الحكم أبو الحجاج بن يوسف، وهو يوسف بن أبي عقيل الثّقفي قاله ابن أبي أويس يحدث عن محمّد بن سعد، وروى الزهري عن محمّد بن أبي سفيان عن يوسف] «6» . [قال أبو محمّد بن أبي حاتم] «7» : [يوسف بن الحكم والد الحجاج بن يوسف، وهو يوسف بن أبي عقيل الثقفي روى عن محمد بن سعد بن أبي وقاص. روى عنه محمد بن أبي سفيان بن العلاء بن جارية سمعت أبي يقول ذلك. نا محمّد بن عوف الحمصي قال قال عبد الله بن صالح- كاتب الليث- حدثني حرملة بن عمران عن كعب بن علقمة قال: كان يوسف والد الحجاج بن يوسف فاضلا من خيار المسلمين] «8» .
পৃষ্ঠা - ৩৩৩৮৮
قال أبو سعيد «1» بن يونس: يوسف بن الحكم بن أبي عقيل الثّقفي من أهل الطائف. قدم مصر مع مروان بن الحكم سنة خمس وستين، ومعه ابنه الحجاج بن يوسف. وكان يوسف بن أبي عقيل فاضلا، وقيل: إنه شهد فتح مصر، واختط بها- وقيل: وإن خطته مع ثقيف في السراجين وإنه أقام بمصر، وولد له بها ابنه الحجاج بن يوسف، وخرج به صغيرا إلى الشام، ثم قدم مع مروان ابن الحكم حين قدم مصر لحرب أهلها سنة خمس وستين، ولم أزل أسمع شيوخ العامة بمصر تقول: هذه الغرفة التي ولد فيها الحجاج، يعنون الغرفة التي على درب السراجين على باب الدار التي بجانب الدرب مما يلي باب مهرة، على بابها يعمل سيور الركب وكان يوسف بن أبي عقيل حين قدم مع مروان بن الحكم نزل على حبيب بن أوس الثقفي. قال عبد الله بن صالح حدّثني حرملة بن عمران عن كعب بن علقمة قال: كان يوسف بن الحكم أبو الحجاج فاضلا، من خيار المسلمين. فبينا هو وأبوه في مجلس في المسجد فيه عمرو بن سعيد بن العاص، فمرّ بهم سليم بن عتر «2» ، وكان قاضي الجند، وكان من خير التابعين، فقال الحجاج: أما لو أجد هذا خلف هذا الحائط، وكان لي عليه سلطان، لضربت عنقه، إنّ هذا وأصحابه يثبّطون عن طاعة الولاة، فشتمه والده، ولعنه، وقال له: تسمع القوم يذكرون عنه خيرا ثم تقول ما تقول؟ أما والله إن رأيي فيك أنك لا تموت إلّا جبّارا شقيا. قال أحمد بن عبد الله العجلي «3» : يوسف بن الحكم أبو الحجاج بن يوسف [الثّقفي] «4» ثقة، وإنّما روى حديثا واحدا عن محمّد بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلّم: «من أراد هوان قريش أهانه الله» «5» [14433] .
পৃষ্ঠা - ৩৩৩৮৯
قال عوانة بن الحكم: أتي الحجاج برجلين من الخوارج، فقال لأحدهما: ما دينك؟ قال: دين إبراهيم حنيفا مسلما وما أنا من المشركين، قال: يا حرسيّ اضرب عنقه. ثم قال للآخر: ما دينك؟ قال: دين الشيخ يوسف بن الحكم- يعني أبا الحجاج- قال: ويحك! اخترته، لقد كان صوّاما قواما، يا حرسيّ، خلّ عنه. قال: ويحك يا حجاج، أسفهت نفسك «1» ، وأثمت بربّك؟ قتلت رجلا على دين إبراهيم، وقد قال تعالى: وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْراهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ «2» [سورة البقرة، الآية: 130] قال: أبيت؟! يا حرسيّ اضرب عنقه، فانطلق به، فأنشأ يقول: سبحان ربّ قد يرى ويسمع وقد مضى في علمه ما يصنع ولو يشا في ساعة بل أسرع فيرسلن عليك نارا تسطع فيترك السرير منك بلقع «3» فضربت عنقه. قال علي بن أبي حملة: شهد الحجاج مع أبيه الحرّة مع بعث مسلم بن عقبة. قال الزبير: حدّثني محمّد بن الضحاك عن أبيه قال «4» : كان الحجاج بن يوسف وأبوه في جيش حبيش بن دلجة لقي حنتف بن السجف «5» بالربذة، فهرب ذلك يوم حجاج وأبوه مترادفين على فرس.
পৃষ্ঠা - ৩৩৩৯০
قال الزبير: وحدّثني هشام بن إبراهيم قال: لمّا حصر الحجاج ابن الزبير، وأخذ عليه بجوانب مكة أرسل إلى أصحاب مسالحه جميعا يوصيهم بالاحتفاظ من ابن الزبير لا يهرب، وبلغ ذلك ابن الزبير فقال: يحسبني مثله الفرار بن الفرار «1» !. [10185] يوسف بن دوناس بن عيسى أبو الحجاج المغربي الفندلاوي الفقيه المالكي قدم الشام حاجا، فسكن بانياس مدة، وكان خطيبا بها، ثم انتقل إلى دمشق واستوطنها، ودرّس بها مذهب مالك، وحدّث بالموطّأ، وبكتاب التلخيص لأبي الحسن القابسي. علقت عنه أحاديث يسيرة. كان شيخا حسن المفاكهة «2» حلو المحاضرة، شديد التعصّب لمذهب أهل السنّة، كريم النفس، مطّرحا للتكلف، قويّ القلب. سمعت أبا تراب بن قيس بن حسين البعلبكّي يذكر: أنه كان يعتقد اعتقاد الحشوية «3» ، وأنّه كان شديد البغض ليوسف الفندلاوي لما كان يعتمده من الردّ عليهم، والتنقّص لهم، وأنه خرج إلى الحجاز، وأسر في الطريق، وألقي في جبّ، وألقي عليه صخرة، وبقي كذلك مدة يلقى إليه ما يأكل، وأنه أحسّ ليلة بحسّ، فقال: من أنت؟ فقال: ناولني يدك، فناوله يده، فأخرجه من الجبّ، فلما طلع إذا هو الفندلاوي، فقال: تب مما كنت عليه، فتاب، وصار من جملة المحبين له. __________ [10185] ترجمته في معجم البلدان 4/277 واللباب 2/442 والعبر 4/120 وسير أعلام النبلاء 20/209 والنجوم الزاهرة 5/282 وشذرات الذهب 4/136 وذيل ابن القلانسي ص 464 والبداية والنهاية 8/366 (وفيات سنة 543) . و «دوناس» تحرفت في معجم البلدان والنجوم الزاهرة إلى: درناس بالراء، وفي شذرات الذهب: دوباس، بالباء، وفي البداية والنهاية: دوباس أيضا. والفندلاوي ضبطت في اللباب بكسر الفاء وتسكين النون وفتح الدال المهملة نسبة إلى فندلاو. قال ياقوت: أظنه موضعا في المغرب تصحفت في شذرات الذهب والبداية والنهاية إلى: القندلاوي، بالقاف. انظر اللباب ومعجم البلدان.
পৃষ্ঠা - ৩৩৩৯১
وكان ليلة الختم في شهر رمضان يخطب خاطب في حلقته بالمسجد الجامع، ويدعو بدعاء الختم، وعنده الشيخ أبو الحسن علي بن المسلم «1» ، فرماهم بعض من كان خارج الحلقة بحجر، فلم يعرف من هو لكثرة من حضر، فقال الفندلاوي: اللهم اقطع يده. فما مضى إلّا يسير حتى أخذ خضير الركابي من حلقة الحنابلة، ووجد في صندوقه مفاتيح كثيرة قد أعدها لفتح الأبواب للتلصص «2» ، فأمر شمس الملوك «3» بقطع يديه، ومات من ذلك «4» . قتل الفندلاوي- رحمه الله- يوم السبت السادس من شهر ربيع الأول سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة بالنّيرب «5» تحت الرّبوة. وكان قد خرج مجاهدا للفرنج- خذلهم الله- وفي هذا اليوم نزلوا على دمشق حماها الله «6» ، ورحلوا بكرة يوم الأربعاء الذي يليه بعد أربعة أيام من نزولهم، وكان نزولهم بأرض قينية» ، وكان رحيلهم لقلة العلوفة، والحذر من العساكر المتواصلة لنجدة أهل دمشق من الموصل وحلب- ودفن تحت الرّبوة على الطريق، ثم نقل إلى مقبرة الباب الصغير، فدفن بها، وكان خروجه إليهم راجلا. فبلغني أن الأمير أمر «8» المتولي لقتالهم ذلك اليوم لقيه قبل أن يتلاقوا وقد لحقه مشقة من المشي، فقال له: أيها الشيخ الإمام، ارجع، فأنت معذور للشيخوخة، فقال: لا أرجع، بعنا واشترى منا، يريد قول الله عزّ وجل إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ [يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ] [سورة التوبة، الآية: 111] فما انسلخ النهار عنه حتى حصل له ما تمنى من بلوغ الشهادة التي توصله إلى ما يرجو من السعادة. قال أحمد بن محمّد القيرواني:
পৃষ্ঠা - ৩৩৩৯২
رأيت الشيخ الإمام حجة الدين في المنام جالسا في مكانه الذي كان يدرس فيه بالجامع، فأقبلت إليه وقبّلت يده، فقبّل رأسي، وقلت له: يا مولاي الشيخ، والله ما نسيتك، وما أنا فيك إلا كما قال الأول: فإذا نطقت فأنت أوّل منطقي وإذا سكتّ فأنت في إضماري فقال لي: بارك الله فيك. ثم قلت له: يا مولاي الشيخ الإمام، أين أنت؟ فقال: في جنات عدن، عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ «1» [سورة الحجر، الآية: 47] . [10186] يوسف بن رباح بن علي ابن موسى بن رباح بن عيسى بن رباح أبو محمّد البصري المعدل سمع بدمشق مع أبيه: عبد الوهاب بن الحسن، وبمصر: الحسن بن إسماعيل الضراب وغيره، وببغداد: أبا القاسم بن حبابة، وأبا طاهر المخلص، وابن أخي ميمي، وغيرهم، وبالبصرة: طاهر بن لبوة، ومحمّد بن العوام السيرافي، صاحب أبي خليفة الجمحي. روى عنه: أبو طاهر الباقلاني، وأبو بكر الخطيب. ووجدت سماعه بدمشق على بعض أصول عبد الوهّاب مع أبيه وأخويه علي والحسين. قال الخطيب «2» : [يوسف بن رباح بن علي بن موسى بن رباح بن عيسى بن رباح أبو محمّد الشاهد البصري قدم بغداد وحدّث بها] «3» . كتبنا عنه وكان سماعه صحيحا، ويقال: إنه كان معتزليا، وأقام ببغداد ثم خرج إلى الأهواز، فولي القضاء ومات بها، وبلغتنا وفاته في شعبان من سنة أربعين وأربعمئة. __________ [10186] ترجمته في تاريخ بغداد 14/328.
পৃষ্ঠা - ৩৩৩৯৩
قال ابن ماكولا في باب رباح «1» : [أما رباح] «2» بفتح الراء والباء المعجمة بواحدة: يوسف بن رباح [بن علي البصري، روى عن محمّد بن العوام السيرافي صاحب أبي خليفة] «3» وسمع بمصر الأذني والمهندس وغيرهما، وكان أحد شهود عمي، وكان يغشانا كثيرا ويبيت عندنا [وجالسته] ولم أسمع منه شيئا. [10187] يوسف بن رمضان بن بندار أبو المحاسن الفقيه الشافعي كان أبوه قرقوبيا من أهل مراغة «4» . وولد يوسف بدمشق، وخرج منها بعد البلوغ إلى بغداد، وتفقه بها. ثم صحب الشيخ أسعد الميهني «5» ، وأعاد له بعض دروسه. ثم ولي تدريس المدرسة النظامية ببغداد مدة. وبنيت له مدرسة بباب الأزج فكان يذكر فيها الدرس ومدرسة أخرى عند الطيوريين ورحبة الجامع، وانتهت إليه رئاسة أصحاب الشافعي ببغداد في وقته. وحدّث بشيء يسير عن أبي البركات هبة الله بن أحمد بن محمّد البخاري البزاز صاحب أبي طالب بن غيلان، وحدّث بكتاب الوجيز في التفسير تصنيف أبي الحسن الواحدي عن شيخنا أبي سعد إسماعيل بن أبي صالح أحمد بن عبد الملك المؤذن عنه وعقد مجلس التذكير ببغداد وأنا بها، وحضرت مجلسه فلم يكن فيه بالمجيد، فتركته. وكان يناظر مناظرة حسنة، وكانت فيه صلابة في الاعتقاد. وأرسله الخليفة المستنجد بالله رسولا، فأدركته وفاته وهو في الرسالة في شوال سنة ثلاث وستين وخمسمائة، وجاءنا نعيه إلى دمشق فصلي عليه بعد صلاة الجمعة صلاة الغائب، وعقد له العزاء في المسجد الجامع وحضره الأعيان والأئمة ولم يخلف بعده في العراق لأصحاب الشافعي- رضي الله عنه- مثله. __________ [10187] ترجمته في ذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي ص 382 رقم 1428 وسمى أباه عبد الله.
পৃষ্ঠা - ৩৩৩৯৪
[10188] يوسف بن الزبير المكي مولى عبد الله بن الزبير، ويقال: مولى الزبير حكى عن عبد الله بن الزبير، ويزيد بن معاوية، وعبد الملك بن مروان، وكان يقرأ الكتب. روى عنه مجاهد، وبكر بن عبد الله المزني. وذكر أبو محمّد عبد الله بن سعد القطربلي فيما قرأته بخطّه قال: روى حفص بن عمر حدّثنا حماد بن سلمة أخبرني حميد، عن بكر بن عبد الله المزني عن يوسف بن الزبير، وكان رضيع عبد الملك بن مروان، قال «1» : إني إلى جنب عبد الملك بن مروان، وهو تحت منبر يزيد بن معاوية، ويزيد بن يوصي مسلم بن عقبة، وحصين بن نمير، ويتقدم إليهما في قتال ابن الزبير، ويقول: قاتلاه، ثم قاتلاه، ثم قاتلاه، فإن لجأ إلى الكعبة فخرّباها عليه. قال: فرأيت عبد الملك يبكي وهو يقول: يا أمير المؤمنين، اتّق الله، ولا تحلّ حرم الله، قال: فلمّا انصرفناقلت له: أنت القائل لأمير المؤمنين كذا وكذا! والله لا يحلّ حرم الله، ولا يحرّق الكعبة غيرك. فقال: أعوذ بالله من هذا، ما أنا وهذا!؟ لا تزال تجيء بالشيء لا أدري ما هو. قلت: أنت والله صاحبها لا يزيد. قال: فو الله ما عبرت أيام قلائل وأنا تحت منبره وهو يعهد إلى الحجاج بن يوسف، ويقول: ائت ابن الزبير فقاتله، ثم قاتله، ثم قاتله. ثم إن لجأ إلى الكعبة فحرّقها عليه. قال: قلت: ألا تذكر يوم يزيد؟ فقال: دعني منك، فو الله لقد كان مني يومئذ الجد، وإنه مني الجد. [قال أبو عبد الله البخاري] «2» : [يوسف بن الزبير، مولى ابن الزبير عن ابن الزبير، روى عنه مجاهد، وقال عبد العزيز عن منصور عن مجاهد عن مولى لابن الزبير، يقال له يوسف بن الزبير، أو الزبير بن يوسف] «3» . __________ [10188] ترجمته في تهذيب الكمال 20/484 وتهذيب التهذيب 6/460 والجرح والتعديل 9/222 والتاريخ الكبير 8/372 وميزان الاعتدال 4/465.
পৃষ্ঠা - ৩৩৩৯৫
[قال أبو محمّد بن أبي حاتم] «1» : [يوسف بن الزبير، مولى عبد الله بن الزبير المكي، كان يقرأ الكتب، روى عن عبد الله بن الزبير، روى عنه مجاهد، سمعت أبي يقول ذلك] «2» . [وذكره ابن حبان في الثقات. وقال ابن جرير: مجهول لا يحتج به] «3» . [قال الذهبي] «4» : [له حديث في النسائي، أخبرناه ابن عساكر عن أبي روح، أخبرنا تميم، أخبرنا أبو سعد، أخبرنا ابن حمدان، أخبرنا أبو يعلى حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا جرير، عن منصور عن مجاهد، عن يوسف بن الزبير، عن عبد الله بن الزبير قال: كانت لزمعة جارية يطؤها، وكانت تظن برجل يقع عليها، فمات زمعة وهي حبلى فولدت غلاما يشبه الرجل الذي كانت تظن به، فذكرته سودة لرسول الله صلى الله عليه وسلّم فقال: «أما الميراث فله، وأما أنت فاحتجبي منه فإنه ليس لك بأخ» ] «5» . [10189] يوسف بن سابور الأبلي سمع سعيد بن المسيب. روى عنه الزهري أو يونس بن يزيد الأيلي. وقدم الشراة من أعمال دمشق «6» . __________ [10189] ترجمته في التاريخ الكبير 8/33 والجرح والتعديل 9/223.والأيلي بفتح الهمزة وسكون الياء بلدة على ساحل بحر القلزم مما يلي ديار مصر (الأنساب) .
পৃষ্ঠা - ৩৩৩৯৬
قال البخاري «1» : يوسف بن سابور أنه كان بضاعته مع ناس من قومه بالشراة «2» أنباط «3» في القمح والشعير، فإذا جاءهم يتقاضاهم أطعموه قال: فقدمت المدينة، فسألت سعيد بن المسيب، فقال: لا تأكلوا ما كان عليهم حق، وقال عبد الله يعني ابن صالح حدّثني الليث حدّثني يونس عن ابن شهاب حدّثني يوسف. قال ابن أبي حاتم «4» : يوسف بن سابور، ويقال ابن «5» شابور، من أهل أيلة، قدم المدينة، روى عن سعيد بن المسيب، روى عنه يونس بن يزيد. وروى بعضهم عن الليث عن يونس بن يزيد عن الزهري عنه. سمعت أبي يقول: الصحيح عندي يونس بن يزيد عن يوسف نفسه سمعت أبي يقول ذلك. [10190] يوسف بن سعيد بن مسلّم أبو يعقوب المصيصي قدم دمشق وسمع بها أبا مسهر، وهشام بن عمار، ومحمّد بن المبارك الصوري، وخالد بن يزيد القسري، وحدّث عنهم وعن حجاج بن محمّد المصيصي الأعور، وعلي بن بكار، ومحمّد بن كثير، وهوذة بن خليفة، ومحمّد بن مصعب القرقساني، وأبي نعيم الفضل بن دكين وغيرهم. روى عنه أبو عبد الرّحمن النسائي في سننه، وأبو بكر بن زياد النيسابوري الفقيه، وأبو __________ [10190] ترجمته في تهذيب الكمال 20/488 وتهذيب التهذيب 6/261 واللباب 3/221 والجرح والتعديل 9/224 وتذكرة الحفاظ 2/583 وسير أعلام النبلاء 12/622 وشذرات الذهب 2/162. ومسلم بفتح اللام، كما في الخلاصة، وذكره الدارقطني في باب مسلّم بالتشديد.
পৃষ্ঠা - ৩৩৩৯৭
عوانة الإسفرايني، ويحيى بن محمّد بن صاعد، ومحمّد بن الربيع بن سليمان الجيزي وغيرهم. قال ابن أبي حاتم «1» : [يوسف بن سعيد بن مسلّم المصيصي روى عن علي بن بكار وحجاج بن محمّد وبشر بن المنذر] «2» كان بالمصيصة ولم أدخل المصيصة ولم نكتب عنه ثم كتب إلى أبي وأبي «3» زرعة وإليّ ببعض حديثه، وهو صدوق ثقة. وقال النسائي: هو حافظ ثقة «4» . وذكره الدارقطني في باب مسلّم- بالتشديد- وقال: حدّثنا عنه جماعة من شيوخنا «5» . [قال الذهبي] «6» : [ولد سنة نيف وثمانين ومئة، وتوفي في جمادى الآخرة سنة إحدى وسبعين ومئتين، من أبناء التسعين] «7» . [10191] يوسف بن السفر بن الفيض أبو الفيض كاتب الأوزاعي روى عن الأوزاعي، ومالك بن أنس، وبكر بن خنيس. روى عن هشام بن عمار، والعباس بن الوليد بن مزيد، وبقية بن الوليد، ومحمّد بن مصفى، ومحمّد بن وزير، والمسيب بن واضح، وسليمان بن عبد الرّحمن ابن بنت شر حبيل، وعبد الوهّاب بن نجدة، وهشام بن خالد الأزرق وغيرهم. __________ [10191] ترجمته في ميزان الاعتدال 4/366 والجرح والتعديل 9/223 والتاريخ الكبير 8/387 وفيه: ابن أبي السفر، والكامل لابن عدي 7/162 ولسان الميزان 6/322. وبن السفر: زيد بعدها في مختصر أبي شامة: بالسين المهملة وإسكان الفاء.
পৃষ্ঠা - ৩৩৩৯৮
قال البخاري ومسلم والدارقطني: هو منكر الحديث. وقال النسائي: ليس بثقة ولا مأمون. وقال محمّد بن أحمد بن حماد: أبو الفيض يوسف بن السفر كذاب. قال أبو أحمد بن عدي «1» : هذه الأحاديث التي رواها يوسف عن الأوزاعي بواطيل كلها. قال أبو أحمد الحاكم: روى عن الأوزاعي أحاديث شبيهة بالموضوعة. قال سليمان بن عبد الرّحمن: حدّثنا الوليد قال: ما أثبت الأوزاعي قط إلّا وحدثنا يوسف بن السفر عنده. وقد روى عن الأوزاعي أنه نفى مجالسته له. قال أبو زرعة: حدّثنا أبو مسهر قال: قيل للأوزاعي: ابن السفر يحدث عنك. قال: كيف وليس يجالسني. قال أبو زرعة: هذا متروك الحديث «2» . قال العباس بن الوليد: قال عقبة: قلت للأوزاعي يوسف بن السفر وابن أبي العشرين، قال: أما يوسف فما وطىء لي أسكفة «3» باب قط، وأما ابن أبي العشرين فإنما نحتاج إليه لخطه. قال حنبل بن إسحاق: سمعت يحيى بن معين يقول: قال أبو مسهر: كان ابن أبي السفر كذابا. قال ابن عدي «4» : حدّثنا ابن حماد، حدّثني سعد بن محمّد البيروتي قال: سمعت إنسانا قال لدحيم: ما تقول في يوسف بن السفر الذي روى عن الأوزاعي، وكان ينزل بيروت، قال: لا في السماء ولا في الأرض.
পৃষ্ঠা - ৩৩৩৯৯
وفي رواية: ليس بشيء. وقال إبراهيم ... «1» كان يكذب. قال أبو حاتم الرازي: هو ضعيف الحديث، وقال أيضا: هو منكر الحديث جدا، وسئل عنه أبو زرعة، فقال: ذاهب الحديث «2» . [قال ابن أبي حاتم] «3» : [يوسف بن السفر أبو الفيض الشامي كاتب الأوزاعي روى عن الأوزاعي روى عنه بقية بن الوليد، سمعت أبي يقول ذلك. حدّثني أبي قال: سمعت دحيما يقول: يوسف بن السفر ليس بشيء] «4» . قال يعقوب بن سفيان: لا يكتب حديثه إلّا للمعرفة. وقال النسائي والدارقطني: هو متروك الحديث. وقال البرقاني: هو متروك، يكذب. وقال أبو بكر البيهقي: هو في عداد من يضع الحديث «5» . [قال البخاري] «6» : [يوسف بن أبي السفر أبو الفيض كاتب الأوزاعي الشامي، منكر الحديث] «7» . [10192] يوسف بن العباس أبو يعقوب البصري قدم دمشق. وسمع بها سنة اثنتين وثمانين وأربعمئة أبا روح ياسين بن سهل بن محمّد الصوفي.
পৃষ্ঠা - ৩৩৪০০
حكى عنه أبو القاسم ابن صابر، ووصفه بالشيخ الزاهد. قال: وكان شيخا دينا صالحا. [10193] يوسف بن عبد الله بن سلام ابن الحارث أبو يعقوب المدني له رؤية، ولأبيه صحبة. روى عن النبي صلى الله عليه وسلّم حديثين. وروى عن عمار، وعلي، وأبيه، وأبي الدرداء. وشهد مؤتة بدمشق. وخويلة بنت مالك بن ثعلبة من الصحابة، وجدته أم معقل. روى عنه: عمر بن عبد العزيز، ومحمّد بن المنكدر، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وعون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود وغيرهم. قال: رأيت النبيّ صلى الله عليه وسلّم أخذ كسرة من خبز شعير، فوضع عليها تمرة، وقال: «هذه إدام هذه» ، فأكلها صلى الله عليه وسلّم «1» ، أكرم الخلق على ربّه [14434] . وقال: صحبت أبا الدّرداء أتعلّم منه، فلمّا حضرته الوفاة قال: آذن الناس بموتي، فآذنت الناس بموته، وجئت وقد امتلأت الدار، فقال: أخرجوني، فأخرجناه، قال: أجلسوني، فأجلسناه، فذكر حديثا. وقال: أتيت أبا الدّرداء، وكان في مرضه الذي قبض فيه، فقال لي: يابن أخي، ما أعلمك إلى هذا البلد؟ وما جاء بك؟ قلت: صلة «2» ما كان بينك وبين والدي عبد الله بن سلام، فقال أبو الدّرداء: بئس ساعة الكذب هذه، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول: «من توضّأ فأحسن الوضوء، ثم قام، فصلّى ركعتين، أو أربع ركعات، مكتوبة، أو غير مكتوبة، تمّ فيها الركوع والسجود- وفي رواية: يحسن فيهما الركوع والسجود- ثم يستغفر الله إلّا غفر له» [14435] . __________ [10193] ترجمته في تهذيب الكمال 20/491 وتهذيب التهذيب 6/262 وأسد الغابة 4/753 والإصابة 3/671 والاستيعاب 3/679 هامش الإصابة التاريخ الكبير 8/371 والجرح والتعديل 9/225.
পৃষ্ঠা - ৩৩৪০১
قال ابن سعد: في الطبقة الخامسة من أهل المدينة «1» : يوسف بن عبد الله بن سلام، وهو رجل من بني إسرائيل من ولد يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الرحمن صلوات الله عليهم. وكان يوسف ثقة. وله أحاديث صالحة وكان يروي عن جدته أم معقل. قال يوسف بن عبد الله بن سلام «2» : سمّاني رسول الله صلى الله عليه وسلّم يوسف، وأقعدني في حجره، ومسح برأسي- وفي رواية: ومسح على رأسي- ودعا لي بالبركة. قال أبو زرعة الدمشقي، حدّثنا خلف بن هشام، حدّثنا حماد بن زيد، عن يحيى بن سعيد قال: غدوت على يوسف بن عبد الله بن سلام في يوم عيد، فقلت له: كيف كانت الصلاة على عهد عمر؟ قال: كان يبدأ بالخطبة قبل الصلاة. قال أبو زرعة: فعرضته على يحيى بن معين فلم يعرفه. قال أبو زرعة: وهو من حسان ما حدث به يحيى بن سعيد. قال أحمد بن عبد الله العجلي: يوسف بن عبد الله بن سلام، مدني، تابعي، ثقة. كان يوسف بن عبد الله بن سلام ثقة، ومات في خلافة عمر بن عبد العزيز. [قال خليفة بن خياط] «3» : [ومن موالي بني هاشم بن عبد مناف: يوسف ومحمّد ابنا عبد الله بن سلام] «4» . [قال البخاري] «5» : [يوسف بن عبد الله بن سلام، قال عمر بن حفص بن غياث نا أبي عن محمّد بن أبي يحيى عن يزيد الأعور ابن أبي أمية عن يوسف بن عبد الله بن سلام قال: رأيت
পৃষ্ঠা - ৩৩৪০২
النبي صلى الله عليه وسلّم أخذ كسرة من شعير فوضع عليها تمرة، فقال: «هذه إدام هذه» ، فأكلها. حدّثني به عمر بن حفص قال: حدّثني أبي روى عنه يحيى بن سعيد الأنصاري] «1» . [قال ابن أبي حاتم] «2» : [يوسف بن عبد الله بن سلام المديني أبو يعقوب، رأى النبي صلى الله عليه وسلّم وليست له صحبة، روى أن النبي صلى الله عليه وسلّم أخذ تمرة، وكان البخاري قال في كتابه إن له صحبة. سمعت أبي يقول: ليست له صحبة له رؤية، وروى عن عثمان رضي الله عنه، روى عنه ابن المنكدر، وعمر بن عبد العزيز، ويحيى بن أبي الهيثم، ويزيد بن أبي أمية الأعور، والنضير بن قيس، سمعت أبي يقول ذلك] «3» . قال خليفة بن خياط: توفي في خلافة عمر بن عبد العزيز. [قال أبو أحمد الحاكم: كناه الواقدي أبا يعقوب] «4» . قال ابن سعد في الطبقة الثانية من أهل المدينة: يوسف بن عبد الله بن سلام يكنى أبا يعقوب، روى عن عثمان. قال ابن البرقي: ومن قريظة والنضير ومما خلط الأوس وهما أخوان قريضة والنضير ابنا الخزرج، ورفع في نسبهما إلى عازر بن عزرا ثم قال: أخبرنا بنسبه ابن هشام: عبد الله بن سلام ويوسف بن عبد الله بن سلام. قال أبو القاسم البغوي وأبو الحسن الدارقطني وغيرهما: روى عن النبي صلى الله عليه وسلّم أحاديث. [10194] يوسف بن عبد العزيز بن علي بن عبد الرّحمن أبو الحجاج اللّخمي الميورقي الأندلسي الفقيه المالكيّ رحل إلى بغداد، وتفقّه بها مدة وعلق عن الإمام الكيا، وقدم علينا دمشق سنة خمس __________ [10194] ترجمته في معجم البلدان 5/246. والميورقي: هذه النسبة إلى ميورقة، بالفتح ثم الضم وسكون الواو والراء، جزيرة في شرقي الأندلس بالقرب منها جزيرة يقال لها منورقة (معجم البلدان المصدر نفسه) .
পৃষ্ঠা - ৩৩৪০৩
وخمسمئة وحدثنا بها عن أبي [بكر] «1» أحمد بن علي بن بدران الحلواني، وأبي الخير المبارك بن الحسين بن أحمد الغسال «2» المقري، وأبي الغنائم محمّد بن علي بن ميمون النرسي، وأبي الحسين بن الطيوري. وعاد إلى الإسكندرية ودرس بها مدة، وانتفع به جماعة. [10195] يوسف بن عروة بن عطية السعدي من أهل دمشق، ولي إمرة مكة لمروان بن محمّد، ولم يزل عليها حتى جاءت بيعة أبي العباس «3» . [10196] يوسف بن علي أبو القاسم الهذلي المغربي المقرىء صاحب كتاب الكامل في القراءات. لم يذكره الحافظ أبو القاسم «4» . [10197] يوسف بن عمر بن محمّد ابن الحكم بن أبي عقيل الثّقفيّ ابن ابن عم الحجاج بن يوسف بن أبي عقيل. ولي اليمن لهشام بن عبد الملك، ثم ولاه العراقين. وأقرّه الوليد بن يزيد. ووفد على الوليد، وطلب أن يضمّ إليه خراسان، ففعل. وكانت له بدمشق دار بناحية سوق الغزل العتيق. بلغني أنّ يوسف بن عمر كان قد أخذ مع آل الحجاج ليعذّب، ويطلب منه المال، __________ [10197] انظر أخباره في تاريخ الطبري (الفهارس) ، والكامل لابن الأثير (الفهارس) وتاريخ الإسلام (121- 140) ص 315 ووفيات الأعيان 7/101 والتنبيه والأشراف ص 281 وشذرات الذهب 1/172 وتاريخ خليفة (الفهارس) وأنساب الأشراف 9/100 وما بعدها.
পৃষ্ঠা - ৩৩৪০৪
فقال: أخرجوني أسأل، فدفع إلى الحارث بن مالك الجهضمي يطوف به، وكان مغفّلا، فانتهى إلى دار لها بابان، فقال له يوسف: دعني أدخل هذه الدار، فإن فيها عمّة لي أسألها، فأذن له، فدخل، وخرج من الباب الآخر، وهرب، وذلك في خلافة سليمان بن عبد الملك «1» . قال خليفة «2» : ولى هشام اليمن يوسف بن عمر الثّقفيّ، فقدمها لثلاث بقين من شهر رمضان سنة ست ومائة، فلم يزل واليا حتى كتب إليه في سنة عشرين ومائة بولايته على العراق، [فسار] «3» واستخلف ابنه الصلت بن يوسف، ثم ولاها أخاه القاسم بن عمر، فلم يزل واليا حتى مات هشام. قال «4» : وجمع هشام العراق ليوسف بن عمر الثّقفيّ سنة عشرين ومائة. قال الليث «5» : في سنة عشرين ومائة نزع خالد بن عبد الله القسري وأمّر يوسف بن عمر على أهل العراق. قال ابن عياش في تسمية من ولي العراق وجمع له المصران: يوسف بن عمر. قال الأصمعي: ثم قام يزيد بن عبد الملك، فعزل يوسف، وولّى منصور بن جمهور. قال البخاري: كانت ولاية يوسف بن عمر سنة إحدى وعشرين ومائة إلى سنة أربع وعشرين ومائة. قال عبد الله بن صالح العجلي: أخبرنا الحكم بن عوانة الكلبي عن أبيه قال «6» :
পৃষ্ঠা - ৩৩৪০৫
لم يؤيد الملك بمثل كلب، ولم تقل «1» المنابر بمثل قريش، ولم تطلب الترات بمثل تميم، ولم ترع الرعاية بمثل ثقيف، ولم تسدّ الثغور بمثل قيس، ولم تهج الفتن بمثل ربيعة، ولم يجب الخراج بمثل اليمن. قال العتبي: حدّثني رجل من قريش قدم علينا الكوفة يكنى أبا عمرو الأموي قال: سمعت يوسف بن عمر يقول في خطبته «2» : اتّقوا الله عباد الله، فكم من مؤمّل ما لا يبلغه، وجامع ما لا يأكله، ومانع ما سوف يتركه. ولعلّ من باطل جمعه، ومن حقّ منعه، أصابه حراما، وورّثه عدوّا، واحتمل إصره «3» ، وباء بوزره، وقدم على ربّه أسفا قد خسر الدنيا والآخرة. قال ابن أبي خيثمة حدّثنا محمّد بن يزيد هو الرفاعي قال: سمعت أبا بكر بن عياش يقول: بعث يوسف بن عمر إلى ابن أبي ليلى «4» يستقضيه على الكوفة، وكانوا لا يولون على القضاء إلّا عربيا، فقال: عربي أو مولى؟ فقال: أصابتنا يد في الجاهلية، فقال: لو كذبتني في نفسك صدقتك في غيرك، لم تزل العرب يصيبها هذا في الجاهلية، فقد وليتك القضاء بين أهل الكوفة، وأجريت عليك مائة درهم في الشهر «5» ، فاجلس لهم بالغداة والعشي، فإنما أنت أمين «6» للمسلمين. قال الأصمعي «7» : قال يوسف بن عمر لأعرابي «8» ولاه عملا: يا عدوّ الله، أكلت مال الله! فقال له: فمال من آكل منذ خلقت إلى الساعة؟ والله لو سألت الشيطان درهما واحدا ما أعطانيه!
পৃষ্ঠা - ৩৩৪০৬
عن خالد بن سعيد قال: جاءت امرأة إلى يوسف بن عمر الثّقفيّ، فقالت: إن ابنا لي يعقّني، قال: ويفعل ذلك؟ قالت: نعم. فقال لحرسيين على رأسه: انطلقا معها حتى تأتيا به. فخرجا معها. فقيل للمرأة: ويحك! أهلكت ابنك، إن الأمير يقتله. وندموا على ما فعلت. فلقيت عباديا أشقر أزرق، فقالت للحرسيين: خذاه، فإنه ابني! فأخذا بضبعيه «1» ، فقالا: يا عدو الله، أجب الأمير، قال: بأي جرم؟ قالا: تعقّ أمك، قال: إنها ليست لي بأمّ، فقالا: كذبت. وأدخلاه على يوسف، فلمّا نظر إلي قال: شقّا عنه. وضربه مئة سوط، ثم قال: لا تخرج بها إلّا على عنقك. فحمل المرأة على عنقه، فخرج بها، فلقيه عبادي آخر، وهيعلى عنقه، فقال: فلان، ما هذه ويلك! قال: هذه أمي رزقنيها السلطان. وخشيت المرأة أن يفطن بها، فنزلت، وانسلّت، ومضى العبادي بأسوأ ما يكون من الحال. قال المدائني «2» : ثم قدم يوسف بن عمر على العراق، فكان يطعم كل يوم على خمسمائة خوان «3» ، وكانت مائدته وأقصى الموائد سواء، يتعهد ذلك ويتفقّده «4» . وكان طعامه ألوانا وشواء، وكانت فرنية «5» وأزره، فرأى يوما فرنية «6» قد ذهب عنها السكر، فقال سكر، فلم يمكن، فضرب صاحب الطعام ثلاثمائة سوط والناس يأكلون، فكانوا بعد ذلك معهم خرائط فيها سكر مدقوق، فكلما نفد سكر عن صحنه نثروا عليها. وكان يغشى بعد العصر، فيحضر الشامي والعراقي، لا يردعه أحد «7» . قال: وقال بشر بن عيسى: حدّثني أبي قال «8» :
পৃষ্ঠা - ৩৩৪০৭
ازدحم الناس عشية في دار يوسف، وهم يتعشون، فدفع رجل من أهل الشام «1» رجلا بقائم سيفه. ورآه يوسف فضربه مائتين، وقال: يابن اللخناء، تدفع الناس عن طعامي!؟ قال «2» : ودخل عبد أسود مقيّد دار يوسف، والناس يأكلون، فدفعه رجل، ونظر إليه يوسف، فصاح به: دعه «3» . فجلس يأكل مع الناس. ودعا بالأسود حين فرغوا، فأمر بحلّ قيده، وأمر رجلا أن يشتريه، وقال للأسود: إن باعك مولاك فأنت لنا، وإن لم يرد بيعك فاحضر طعامنا كلّ يوم. وانطلق الرجل مع المقيّد، فاشتراه، فأعتقه يوسف. وقال الحجاج: حضرت طعام يوسف، فكنت أعتذر، فقال: يا حجاج، كل كما تأكل الرجال، قلت: إنّ غلامي جاءني بحبارى «4» قد صاده، فأكلت منه، فقال للحاجب: لا أرى وجهه! فحجبت. وكلّمت غير واحد ليشفع لي، فلم أكلّم أحدا إلّا قال: لا أتعرّض ليوسف. فرفعت قصّة، وقعدت في أصحاب الحوائج، فلمّا دنوت قال: ما فعل الحبارى؟ قلت: لا آكل حبارى أبدا. فقال للحاجب: أعده كما كان. قال: فكنت أتجوّع، وأحضر طعامه، فإذا رآني آكل ضحك. قال وهب بن جرير «5» حدّثنا حيان بن زهير، أبو زهير العدوي، حدّثنا أبو الصيداء صالح بن طريف قال: لمّا قدم يوسف بن عمر العراق، فأتاهم خبره بخراسان، بكى أبو الصّيداء صالح بن طريف، فاشتد بكاؤه، وقال: هذا الخبيث، شهدته ضرب وهب بن منبّه حتّى قتله. قال محمّد بن جرير «6» : قيل إنّ يزيد بن الوليد دعا مسلم بن ذكوان، ومحمّد بن سعيد بن مطرّف الكلبي،
পৃষ্ঠা - ৩৩৪০৮
فقال لهما: إنه بلغني أنّ الفاسق يوسف بن عمر قد صار إلى البلقاء، فانطلقا فأتياني به. فطلباه فلم يجداه، فرهّبا ابنا له، فقال: أنا أدلكما عليه، إنّه انطلق إلى مزرعة له على ثلاثين ميلا، فأخذا معهما خمسين رجلا من جند البلقاء، فوجداه «1» . وكان جالسا، فلما أحسّ بهم هرب وترك بغلته «2» ، ففتّشا، فوجدا نسوة «3» ألقين عليه قطيفة خزّ، وجلسن على حواشيها حاسرات، فجروا برجله، فجعل يطلب إلى محمّد بن سعيد أن يرضي عنه كلبا، ويدفع إليه عشرة آلاف دينار، ودية كلثوم بن عمير، وهانىء بن بسر «4» . فأقبلا به إلى يزيد، فلقيه عامل لسليمان على نوبة من نوائب الحرس، فأخذ بلحيته، فهزّها، ونتف بعضها- وكان من أعظم الناس لحية، وأصغرهم قامة فأدخلاه على يزيد، فقبض على لحية نفسه- وإنها حينئذ لتجوز سرّته- وجعل يقول: نتف والله، يا أمير المؤمنين، لحيتي، فما بقي منها «5» شعرة. فأمر به يزيد، فحبس في الخضراء، فدخل عليه محمّد بن راشد، فقال: أما تخاف أن يطلع عليك بعض من قد وترت، فيلقي عليك حجرا، فيقتلك؟ قال: لا والله، ما فطنت لهذا، فنشدتك الله ألا كلمت أمير المؤمنين في تحويلي إلى محبس «6» غير هذا، وإن كان أضيق منه. فأخبرت يزيد، فقال: ما غاب عنك من حمقه أكثر، وما حبسته إلّا لأوجه به إلى العراق، فيقام للناس «7» ، وتؤخذ المظالم من ماله، ودمه. قال محمّد بن جرير «8» ، فحدّثني أحمد بن زهير، حدّثنا عبد الوهّاب بن إبراهيم حدّثنا [أبو] «9» هاشم مخلد بن محمّد قال: أرسل يزيد بن خالد القسري مولى لخالد يكنى أبا الأسد في عدة من أصحابه، فدخل
পৃষ্ঠা - ৩৩৪০৯
السجن، فأخرج يوسف بن عمر، فضرب عنقه. وذكر أن ذلك كان في سنة سبع وعشرين ومائة. قال خليفة: وهو ابن نيف وستين سنة «1» . [10198] يوسف بن عمرو الشّعيثي ثم النّصري، من بني نصر بن معاوية رهط أبي زرعة شاعر له ذكر في حرب أبي الهيذام. ذكره أبو الحسين الرازي فيما أفاده بعض أهل دمشق عن أبيه عن جده وبعض أهل بيته من المربين. قال: وقال يوسف بن عمرو الشّعيثي- من بني نصر بن معاوية-: إذا خطرت هوازن عن يميني وذبيان الغطارف «2» عن يساري وناديت القبائل من معدّ رأيت الأرض ترجف من حذاري وأعطتني المقادة كلّ أرض على قسر وذلّت لاقتساري وما ركب المطايا عن عريب كهذا الحيّ، فاعلم، من نزار وقال: يا قيس عيلان بني الأحماس وعصمة الناس غداة الباس كواشر الأنياب والأضراس كشر الأسود في وجوه الناس __________ [10198] الشعيثي بضم الشين المعجمة وفتح العين المهملة وسكون الياء المنقوطة بنقطتين من تحتها. هذه النسبة إلى شعيث، بطن من بلعنبر بن عمرو بن تميم. (الأنساب) . ونصر بن معاوية بن بكر بن هوزان بن مالك بن عوف (الأنساب) .
পৃষ্ঠা - ৩৩৪১০
[10199] يوسف بن القاسم بن يوسف ابن فارس بن سوار أبو بكر الميانجي الشافعي الفقيه قاضي دمشق، ولي القضاء بها نيابة عن القاضي أبي الحسن علي بن النعمان «1» ، قاضي نزار الملقب بالعزيز، وكان بينه وبين أبي عبد الله محمّد بن الوليد القاضي منازعات في ولاية القضاء، وكان شيوخ المدينة يميلون مع الميانجي، والأحداث يميلون مع ابن الوليد. روى عن أبي خليفة، وأبي يعلى الموصلي، وزكريا بن يحيى الساجي، وعبدان الجواليقي، ومحمّد بن إسحاق السراج، ومحمّد بن إسحاق بن خزيمة، ومحمّد بن الحسن بن قتيبة، ومحمّد بن جرير الطبري، والقاسم بن زكريا المطرز، ومحمّد بن محمّد الباغندي، وأبي القاسم البغوي، وأبي محمّد بن صاعد، وأبي بكر بن أبي داود، وأبي عروبة الحراني، وخلق سواهم. ورحل رحلة واسعة. روى عن ابن أخيه أبو مسعود صالح بن أحمد بن القاسم، وأبو سليمان بن زبر، وهو من أقرانه، وعبد الوهّاب الكلابي، وأبو الحسن بن عوف، ومكي بن محمّد بن الغمر، وعبد الوهّاب الميداني، وعبد الرّحمن بن عمر بن نصر، وأبو نصر بن الجنيدي، وتمام بن محمّد، وأبو نصر ابن الجبّان، وأبو علي وأبو الحسين ابنا أبي نصر، وأبو بكر ابن الطيان وغيرهم. [كان الميانجي مسند الشام في وقته] «2» . قال عبد العزيز الكتاني: وكان ثقة نبيلا، حدّثنا عنه عدة فوق الأربعين «3» . توفي في شعبان سنة خمس وسبعين وثلاثمائة، ومولده قبل التسعين والمائتين. وكان ثقة نبيلا مأمونا. انتقى عليه عبد الغني بن سعيد المصري الحافظ. __________ [10199] ترجمته في الأنساب (5/425) ومعجم البلدان 5/238، واللباب 3/278 والعبر 2/372 وسير أعلام النبلاء 16/361 وتاريخ الإسلام (351- 380) ص 584 وشذرات الذهب 3/86 والنجوم الزاهرة 4/148 وتذكرة الحفاظ 3/971. الميانجي: بفتح الميم والياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفتح النون هذه النسبة إلى موضعين، الأول منسوب إلى موضع بالشام (الأنساب) ومعجم البلدان المصدر نفسه.
পৃষ্ঠা - ৩৩৪১১
[10200] يوسف بن محمّد بن عروة بن محمّد ابن عطية- ويقال: يوسف بن عروة- السّعدي من أهل دمشق. كان واليا ببعلبك. ثم ولاه مروان بن محمّد مكة والمدينة والطائف. ذكره سعيد بن كثير بن عفير، وقد تقدم «1» . [10201] يوسف بن محمّد بن مقلد بن عيسى أبو الحجاج التّنوخي، المعروف بابن الجماهري وتكنى بعد أبا الفتح، ويعرف بابن بنت الدوانيقي سمع معنا من بعض شيوخنا بدمشق أبي محمّد ابن الأكفاني، وأبوي الحسن الفقيهين «2» ، وأبي الفتح الفقيه، وعبد الكريم بن حمزة وطاهر بن سهل وغيرهم. ثم رحل إلى بغداد وأنا بها فسمع من أبي القاسم بن الحصين وأبي بكر الأنصاري، وأبي غالب بن البنا وجماعة سواهم، وتفقه بالمدرسة النظامية على الشيخ أبي منصور بن الرزاز، واستوطن بغداد، وتصوّف وصحب الشيخ أبا النجيب «3» ، وكان يناظر في مسائل الخلاف، ويعقد المجلس للتذكير، ويتردد من بغداد إلىالموصل للوعظ. ثم رجع إلى دمشق في آخر عمره، وهو مريض بعلة الاستسقاء، فعدته في المنزل الذي كان فيه، فقرأ لابني أبي الفتح ثلاثة أحاديث من حفظه. وقال لنا في مرضه الذي مات فيه: أنا أبرأ إلى الله من اعتقاد التشبيه وأدين بالتنزيه، ولا.... «4» غير أني لدى ترك الخوض في ذلك طلبا للسلامة ومات في صفر سنة ثمان وخمسين وخمسمائة، وأنشد شعرا لنفسه «5» . __________ [10201] الدوانيقي كذا في مختصر أبي شامة، وفي مختصر ابن منظور: الدونقي.
পৃষ্ঠা - ৩৩৪১২
[10202] يوسف بن محمّد بن أبي منصور أبو الهيثم الأستراباذي المقرىء قدم دمشق وحدّث بها وبصور. عن أبي الحسن بن الطفال النيسابوري، وأبي عبد الله شعيب بن أحمد بن المنهال المصري، وأبي عمرو عثمان بن أبي بكر بن حمود السفاقسي، وأبي العباس إسماعيل بن عبد الرّحمن بن النحاس. روى عنه عبد العزيز الكتاني، وأبو الفتح نصر بن إبراهيم. [10203] يوسف بن محمّد بن يوسف الثقفي ابن أخي الحجاج بن يوسف. كان خال الوليد بن يزيد «1» ، فلمّا أفضى الأمر إليه ولّاه مكّة، والمدينة والطائف سنة خمس وعشرين ومائة. وحج بالناس في هذه السنة «2» . قال خليفة «3» : كتب الوليد إلى محمّد «4» بن هشام بن إسماعيل، وهو والي مكة لهشام بن عبد الملك، فقدم عليه، واستخلف على المدينة محمّد بن أبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم. فعزله الوليد، وجمعها ليوسف بن محمّد بن يوسف مع مكة والطائف حتى قتل الوليد. __________ [10203] انظر أخباره في البداية والنهاية 6/507 وتاريخ خليفة (الفهارس) وتاريخ الطبري (حوادث سنة 125) .
পৃষ্ঠা - ৩৩৪১৩
قال أبو بكر بن عياش: وحج بالناس يوسف بن محمّد بن الحكم بن أبي عقيل الثقفي سنة خمس وعشرين ومئة «1» . قال يعقوب بن سفيان «2» : فلمّا ثارت الفتنة، وبايع أهل الآفاق ليزيد بن الوليد نزع يوسف بن محمّد عن المدينة، فاستعمل عليها عبد العزيز بن عبد الله بن عمرو بن عثمان «3» . وقد قيل: افتعل كتابا فولي المدينة. [10204] يوسف بن ماهك المكي الفارسي- وقيل: إنه يوسف بن مهران روى عن ابن عباس، وابن عمر، وعبد الله بن عمرو، وعائشة، وأم هانىء، وعبيد بن عمير، وحفصة بنت عبد الرّحمن بن أبي بكر، وعبد الله بن صفوان الجمحي، وأبيه ماهك بن بهزاد، وأمه مسيكة [المكية] «4» ، وعائشة بنت طلحة بن عبيد الله. روى عنه: أبو بشر جعفر بن أبي وحشية، وإبراهيم بن مهاجر، وعبد الله بن عثمان بن خثيم، وجعفر بن سليمان الضبعي، وابن جريج، وعمرو بن مرة، وغيرهم. قال يعقوب بن سفيان «5» : حدّثنا آدم، حدّثنا شعبة حدّثنا أبو بشر أنه سمع يوسف بن ماهك يقول: رأيت ابن عمر في جنازة رافع بن خديج. حضر وفاة عمر بن عبد العزيز، وقال: بينا نحن نسوي التراب على قبر عمر بن عبد العزيز إذ سقط علينا رقّ من السماء فيه __________ [10204] ترجمته في تهذيب الكمال 20/501 وتهذيب التهذيب 6/266 وطبقات ابن سعد 5/470 والجرح والتعديل 9/229 وتاريخ خليفة (الفهارس) والمعرفة والتاريخ 1/223 وسير أعلام النبلاء 5/68 وشذرات الذهب 1/147 والتاريخ الكبير 8/375. يوسف بن مهران قال المزي: والصحيح أنه غيره.
পৃষ্ঠা - ৩৩৪১৪
مكتوب: بسم الله الرحمن الرحيم. أمان من الله لعمر بن عبد العزيز من النار. قال يحيى بن معين: حدّثنا حجاج عن ابن جريج أخبرني يوسف بن ماهك قال: إني عند عائشة أم المؤمنين إذ جاء رجل، فقال لها: يا أم المؤمنين، أرني «1» مصحفك؟ قالت: لم؟ قال: لعلي أؤلف القرآن عليه، فإنا نقرؤه عندنا غير مؤلف. قالت: وما يضرك أيّه قرأته قبل؟ قال: فأخرج له المصحف، فأمللت أنا عليه السور. قال خليفة «2» : في الطبقة الثانية من أهل مكة: يوسف بن ماهك من الأبناء. مات سنة ثلاث عشرة ومائة. قال ابن سعد في كتابه الصغير كذلك في الطبقة الثانية من أهل مكة: يوسف بن ماهك. قال الهيثم بن عدي توفي سنة عشر ومئة. وقال الواقدي: توفي سنة ثلاث عشرة ومئة. وقال ابن سعد في كتابه الكبير «3» : في الطبقة الثانية من تابعي أهل [مكة «4» : يوسف بن ماهك، روى عن أمه واسمها مسيكة. أخبرنا محمّد بن عمر قال: مات يوسف بن ماهك سنة ثلاث عشرة ومئة. قال: وسمعت غيره يقول: مات سنة أربع عشرة ومئة، وكان ثقة قليل الحديث. وقال ابن سعد في الطبقة الثانية من تابعي أهل] البصرة «5» : يوسف بن مهران روى عن ابن عباس، وكان ثقة. قليل الحديث «6» . [قال ابن سعد:] «7»
পৃষ্ঠা - ৩৩৪১৫
[أخبرنا حجاج بن محمّد عن ابن جريج قال: قلت لعطاء هذا يوسف بن ماهك يتمنى الموت، فعاب ذلك، وقال: ما يدريه على أي شيء هو منه؟ أخبرنا موسى بن إسماعيل قال: حدّثنا عمر بن أبي خليفة قال: حدّثني أم يوسف بنت ماهك قالت: أوصى يوسف حين حضره الموت أن يكفن في ثيابه، وأن يجمّع فيها، وأن لا يجعلوا على وجهه حنوطا، ولا على الثوب الذي ينشر على السرير، وقال: شدوا رجليّ بعمامة] «1» . [أخبرنا عفان قال: حدّثنا حماد بن زيد عن علي بن زيد أنه ذكر يوسف بن مهران فقال: كان يشبّه حفظه بحفظ عمرو بن دينار] «2» . قال الحافظ أبو القاسم: فرق ابن سعد بين يوسف بن ماهك، ويوسف بن مهران، فجعلهما ترجمتين، فذكر ابن ماهك في المكيين، وذكر ابن مهران في البصريين- والله أعلم. قال يعقوب بن سفيان «3» : يوسف بن ماهك ويوسف بن مهران واحد، شعبة يقول: ابن ماهك، وحماد بن سلمة يقول: ابن مهران. يرويان عن علي بن زيد عنه، وهو مكي. قال البخاري «4» : يوسف بن ماهك المكي [سمع أم هانىء وابن عباس وابن عمر روى عنه جعفر بن إياس، وإبراهيم بن المهاجر] «5» أصله فارسي نزل مكة «6» . وقال ابن أبي حاتم «7» :
পৃষ্ঠা - ৩৩৪১৬
يوسف بن ماهك القرشي [روى عن ابن عباس، وابن عمر، وعبد الله بن عمرو، وعائشة، وأم هانىء، روى عنه أبو بشر جعفر بن إياس، وإبراهيم بن مهاجر، ويحيى بن أبي كثير، وعبد الله بن عثمان بن خثيم، سمعت أبي يقول ذلك. ذكره أبي عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين أنه قال: يوسف بن ماهك ثقة] «1» . وقال الكلاباذي: نزل مكة ولم يكن له ولاء ينتمي إليه. وقال ابن أبي خيثمة: سمعت ابن الغلابي يقول: كان يوسف بن ماهك ينزل الحضرميين، فقيل: مولى لهم، ويقال: ليس مولى، وهو مولى. وقال الأحوص بن المفضل بن غسان: حدّثنا أبي قال: كان شعبة يحدث عن علي بن زيد عن يوسف بن مهران وقد حدث ابن أبي عروبة عن يوسف بن مهران قال: سمعت من يذكر من علمائنا قال: كان يوسف بن ماهك فارسيا نزل شعب الحضارمة، ولم يكن له ولاء. قال المفضل: وذكر أن يوسف بن ماهك مولى لا إلى الحضرمي، وكان ينزل شعب الحضارمة بمكة، وأن أخته ولدت في بني زهرة. قال يحيى بن معين: كان شعبة يحدث عن علي بن زيد عن يوسف بن ماهك وكان حماد بن سلمة يقول: يوسف بن مهران. وقال يحيى أيضا: يوسف بن مهران ليس يروي عن علي بن زيد. وقال ابن خراش: يوسف بن ماهك ثقة، وقال بعد ذلك: يوسف بن ماهك هو يوسف بن مهران، لم يرو عنه إلّا علي بن زيد، ويوسف بن ماهك من أهل مكة رجلجليل، حدّث عنه عطاء بن أبي رباح، وابن جريج، وعمرو بن دينار، وعمرو بن مرة، وأيوب السختياني، وهو ثقة عدل. قال الحافظ أبو القاسم:
পৃষ্ঠা - ৩৩৪১৭
قد ذكرنا أن ابن سعد فرّق بينهما، فذكر يوسف بن ماهك في المكيين، وابن مهران في البصريين، والصحيح أن الذي روى عنه علي بن زيد يوسف بن مهران لم يحدث عنه غيره. وقول شعبة وهم. قال أحمد بن حنبل: حدّثنا عفان، حدّثنا حماد بن زيد قال: سمعت علي بن زيد ذكر عن يوسف بن مهران قال: كان يشبه حفظه بحفظ عمرو بن دينار. قال الهيثم بن عدي: حدّثني ابن عياش قال: لم يكن بعد أصحاب عبد الله بن مسعود أفقه من أصحاب ابن عباس، وكان منهم سعيد بن جبير، وطاوس، وعطاء، ومجاهد، وعكرمة، وعبد الرّحمن بن سابط الجمحي، ويوسف بن ماهك، ومقسم، وكريب، وشعبة، وعمير، موالي ابن عباس، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة. قال عثمان بن سعيد الدارمي: سألته يعني يحيى بن معين عن يوسف بن ماهك؟ فقال: ثقة. مات ابن ماهك سنة عشر، أو ثلاث عشرة أو أربع عشرة «1» . [10205] يوسف بن مخلد حكى عن أبي عمرو مؤذن مسجد زرّا «2» . حكى عنه أحمد بن أبي الحواري. [10206] يوسف بن مكي بن علي بن يوسف أبو الحجاج الحارثي الفقيه الشافعي إمام جامع دمشق. كان أبوه حائكا من أهل الباب الشرقي. ونشأ يوسف من صباه نشأ حسنا، فحفظ القرآن، وقرأه بروايات، وتفقه مدة طويلة عند الفقيه أبي الحسن السّلمي وسمع منه الحديث ومن غيره ثم رحل إلى بغداد، فسمع بها أبا طالب الزّينبي، وأبا الغنائم بن المهتدي، وأبا سعد بن الطيوري «3» وغيرهم، وكان يسمع مع أخي أبي الحسين رحمه الله، __________ [10206] الدارس في تاريخ المدارس 1/315.
পৃষ্ঠা - ৩৩৪১৮
ثم حج من بغداد، وعاد طريق الشام، ولزم الفقيه أبا الفتح نصر الله بن محمّد المصيصي «1» ، وكان يعيد درسه بالزاوية الغربية، وأوصى له بالتدريس فيها، فلم ينفذ وصيته، ودرس فيها مسعود الطريثيثي «2» المعروف بالقطب، وكان يعيد له درسه، وأعاد الدرس فيها لأبي البركات بن عبد الفقيه «3» ولأخي أبي الحسين «4» الحافظ ولأبي سعد بن أبي عصرون الفقيه «5» ، وحدّث مع أخي ببعض مسموعاته ببغداد. وعلقت عنه شيئا يسيرا، وكان ثقة مستورا. وكان قد نصب للإمامة في جامع دمشق بعد موت أبي محمّد بن طاوس في المحرم سنة ست وثلاثين وخمسمائة، وكان قبل ذلك يؤم في مسجد العميد ابن الجسطار «6» بالباب الشرقي مدّة، ثم انتقل إلى إمامة الجامع. وكان قد كتب كتبا كثيرة من كتب العلم في الأصول والفروع. وكان إذا غاب خلفه أبو القاسم العمري الفارسي الصوفي. ولمّا عزم الناس على الحج سنة خمس وخمسين كان عندي في يوم عيد الفطر، فجرى ركب الحج، فقال: لو استفتيت لأفتيت، إن الخروج إلى الحج في هذا العام معصية لقلة الماء في الطريق. فما مضت إلّا أيام حتى عزم على الحج، وحكى لي فضالة بن نصر الله الفرضي عنه أنه قال: أمضي فلعلي أموت في الطريق وحكى لي عنه أنه بعد أن خرج عاد إلى البيت يطلب نطعا له، فقال له أهله: ما تصنع بنطع في الشتاء؟ فقال: لعلي أموت، فأغسل عليه، فكان كما وقع في نفسه. توفي يوسف صبيحة يوم السبت السادس من صفر سنة ست وخمسين وخمسمائة بوسادة «7» عند مرجعه من الحج، ودفن من يومه.
পৃষ্ঠা - ৩৩৪১৯
[10207] يوسف بن موسى بن عبد الله بن خالد بن حمّول- بفتح الحاء المهملة وتشديد الميم- أبو يعقوب المرورّوذي حدّث بدمشق وغيرها عن علي بن حجر، وإسحاق بن راهويه، وعبد الله بن خبيق، وأحمد بن صالح، وأحمد بن منيع، ونصر بن علي الجهضمي، وأبي كريب، وأبي مصعب الزهري، وأبي حفص الفلاس، وإسحاق بن منصور الكوسج، وغيرهم. وحدّث ببغداد. روى عنه أبو القاسم بن أبي العقب، وجعفر بن عدبّس، والحسن بن حبيب، وأبو بكر الشافعي، وأبو الحسين الرازي، وأبو حامد بن الشرقي، وأبو عبد الله بن الأخرم، وأبو العباس بن عقدة، وأبو علي الحسين بن علي الحافظ، وأبو العباس الدغولي، وأبو محمّد بن صاعد، وأبو جعفر محمّد بن صالح بن هانىء، وأحمد بن يوسف بن خلاد النصيبي وغيرهم. قال ابن أبي العقب: حدّثنا بدمشق سنة اثنتين وثمانين ومئتين. قال أبو أحمد الحاكم: سمع أبا جعفر أحمد بن صالح المصري وعبد الملك بن شعيب بن الليث بن سعد الفهمي. قدم نيسابور سنة ست وتسعين ومئتين سمع منه أبو بكر أحمد بن علي الرازي. قال الحاكم أبو عبد الله: من أعيان محدثي خراسان والمشهورين بالطلب والرحلة. روى عنه مشايخها وأكثر أبو العباس بن عقدة عنه «1» . قال الخطيب «2» : سافر إلى العراق والحجاز والشام ومصر وحدّث ببغداد «3» ، وكان من أعيان محدثي خراسان، مشهورا بالطلب والرحلة في الحديث إلى الآفاق البعيدة وقدم بغداد __________ [10207] ترجمته في تاريخ بغداد 14/308 والمنتظم 13/92 وسير أعلام النبلاء 14/51 والأنساب (المروالروذي) 5/264. وكذا جاء في مختصر أبي شامة: حمول، باللام، والذي في تاريخ بغداد والأنساب: حموك، بالكاف، وفي الاكمال: حمّوك، بالكاف.
পৃষ্ঠা - ৩৩৪২০
وحدّث بها، فروى عنه من أهلها: محمّد بن عمرو البختري الرزاز، ومحمّد بن عبد الله بن عتاب، وأبو بكر الشافعي، وكان ثقة. قال ابن ماكولا «1» : [أما حمّوك] «2» [بحاء مهملة وميم مشددة فهو أبو يعقوب يوسف بن موسى بن عبد الله بن خالد بن حمّوك المروروّذي من أعيان محدثي خراسان، حدّث عن ابن راهويه، وعلي بن حجر، وأبي معمر الهذلي، وخلق كثير في الآفاق. روى عنه جماعة منهم ابن عقدة وأبو حامد بن الشرقي وأبو بكر بن علي وأبو بكر الشافعي] «3» ، توفي بمروروذ منصرفه من الحج سنة ست وتسعين ومئتين. [قال ابن قانع مات في سنة ست وتسعين ومئتين] «4» . [10208] يوسف بن مهرويه كاتب الوليد بن يزيد ذكره أبو الحسين محمّد بن عبد الله بن الجنيد في تسمية كتاب دمشق، ولم يزد. [10209] يوسف بن الهيذام بن عامر ابن عمارة بن خريم أبو عامر المري حدث بدمشق. كتب عنه أبو الحسين محمّد بن عبد الله في الدفعة الثانية، وقال: كان شيخا صالحا. مات ببيروت مرابطا في سنة تسع عشرة وثلاثمائة. [10210] يوسف بن ياروخ القائد ابن زوجة الأمير ساتكين والي دمشق في أيام منصور الملقب بالحاكم قيل إنه ولي دمشق لمنصور أيضا قبل ساتكين سنة ست وأربعمئة وعزل سديد الدولة أبي منصور سنة ثمان وأربعمئة. __________ [10210] ترجمته في تحفة ذوي الألباب 2/25 وذيل ابن القلانسي ص 69 وأمراء دمشق ص 101 وسماه يوسف بن رباح.
পৃষ্ঠা - ৩৩৪২১
[10211] يوسف بن يحيى بن الحكم ابن أبي العاص بن أمية الأموي له ذكر. [10212] يوسف بن يعقوب أبو عمرو النيسابوري حدّث بمصر عن أبي الربيع خالد بن يوسف السمتي. روى عنه: أبو علي محمّد بن محمّد بن آدم. قال ابن يونس: قدم علينا مصر، وحدّث بها سنة تسعين ومئتين. [10213] يوشع بن نون بن أفرائيم بن يوسف بن يعقوب ابن إسحاق بن إبراهيم الخليل عليهم السلام وهو فتى موسى بن عمران صلى الله عليه وسلّم، والخليفة بعده على أمته. ورد مع موسى أرض كنعان بالبلقاء من نواحي دمشق «1» . وبلغني أنّ يعقوب دعا لجده أفرائيم ولذريته، فولد له نون بن أفرائيم، وولد لنون يوشع بن نون. قال محمّد بن إسحاق: وهو فتى موسى الذي كان معه، صاحب أمره، نبّأه الله- عزّ وجل- في زمن موسى، وكان بعده نبيا. وهو الذي افتتح أريحا، وقتل من بها من الجبابرة، واستوقف الشمس في يومه الذي فتح الله له فيه، لبقية بقيت من الجبابرة، ليستأصلهم، خشي أن يحول الليل بينه وبين ذلك، فوقفت له الشمس «2» بإذن الله- عزّ وجل- حتى استأصلهم. ثم خلف بعد موسى على بني إسرائيل بأمر الله- عزّ وجل- يقيم فيهم التوراة، وأحكام الله التي حكم بها فيهم «3» . قال عبد الرزّاق: أخبرنا معمر عن أبي إسحاق الهمداني عن عمرو بن ميمون الأزدي: __________ [10213] انظر أخباره في البداية والنهاية 1/372 والكامل لابن الأثير 1/143 وتاريخ الطبري 1/257.
পৃষ্ঠা - ৩৩৪২২
في قوله تعالى: وَإِذْ فَرَقْنا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْناكُمْ [سورة البقرة، الآية: 50] ، قال: لمّا أتى موسى البحر قال له رجل من أصحابه يقال له يوشع بن نون: أين أمرك ربك يا موسى؟ فو الله ما كذبت ولا كذّبت. ففعل ذلك ثلاث مرّات، وأوحى الله إلى موسى: أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْبَحْرَ [سورة الشعراء، الآية: 67] ، فضربه، فانفلق، ثم سار موسى ومن معه، فأتبعهم فرعون في طريقهم، حتى إذا تتامّوا فيه أطبقه الله عليهم. فذلك قوله: وَأَغْرَقْنا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ. قال ابن عباس: حدّثني أبيّ بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم «1» : «إنّ موسى- عليه السّلام- ذكّر الناس يوما، حتى إذا فاضت العيون، ورقّت القلوب ولّى، فأدركه رجل، فقال: يا رسول الله، هل في الأرض أحد أعلم منك؟ قال: لا، فعتب الله عليه إذ لم يردّ العلم إلى الله، فأوحى الله إليه: إنّ لي عبدا أعلم منك، قال: أي ربّ، وأين؟ قال: بمجمع البحرين، قال: يا ربّ، اجعل لي علما أعلم ذلك به، قال: خذ حوتا ميتا حيث ينفخ الله فيه الروح- وفي رواية: حيث يفارقك الحوت- فذاك قوله تعالى: وَإِذْ قالَ مُوسى لِفَتاهُ [سورة الكهف، الآية: 60] يوشع بن نون. فبينا هو في ظل صخرة إذ تضرّب «2» الحوت وموسى نائم، قال فتاه: لا أوقظه، حتى إذا استيقظ نسي «3» أن يخبره، وتضرّب الحوت حتّى دخل البحر فأمسك الله عليه جرية البحر حتى كان أثّر في حجر- وحلّق إبهاميه واللّتين تليانهما- لَقَدْ لَقِينا مِنْ سَفَرِنا هذا نَصَباً [سورة الكهف، الآية: 62] ، قال: قد قطع الله عنك النّصب «4» ، وأخبره، فرجعا، فوجدا خضرا على طنفسة خضراء على كبد البحر «5» مسجى بثوبه، قد جعل طرفه تحت رجليه، وطرفه تحت رأسه، فسلم عليه موسى، فكشف عن وجهه، وقال: هل بأرضك من سلام؟ من أنت؟ قال: أنا موسى، قال: موسى بني إسرائيل؟ قال: نعم، قال: فما شأنك؟ قال: جئت لتعلّمني مِمَّا عُلِّمْتَ - وذكر الحديث.
পৃষ্ঠা - ৩৩৪২৩
قال عبد الرزّاق: أخبرنا معمر عن قتادة قال: قيل لموسى إن آية لقياك إياه أن تنسى بعض متاعك. فخرج موسى وفتاه يوشع بن نون، وهو أحد الرجلين اللذين.... «1» الله عليهما. قال: وأحسبه قال: هو فتى موسى. وحكى إسحاق بن بشر عن سعيد عن قتادة عن الحسن، وجويبر عن أبي سهل عن الحسن قال: إنّ الله لم يقبض موسى حتى أحبّ الموت، وذلك أنه لم يكن في الأنبياء أكرم، ولا أهيب، ولا أعظم عنده من موسى، فأراد الله أن يحبب الموت إلى موسى، ويزهّده في الحياة بتحويل النبوة عنه «2» . قال: وأخبرنا إسحاق عن موسى بن عبيدة، عن محمّد بن كعب القرظيّ «3» : أنه حين حولت النبوة إلى يوشع أحبّ موسى الموت، فكان يغدو ويروح يوشع على موسى، فيقول له موسى: يا نبيّ الله، أحدث الله إليك اليوم شيئا؟ فيقول يوشع: يا صفيّ الله «4» ، صحبتك كذا وكذا سنة، فهل سألتك عن شيء يحدث الله إليك حتى تكون أنت تبديه لي «5» ؟ فلما رأى موسى الجماعة عند يوشع أحبّ الموت «6» . قال المعافى بن زكريا «7» : حدّثنا أحمد بن العباس العسكري حدّثنا عبد الله بن أبي سعيد «8» حدّثنا أبو الأصبغ، حدّثنا ضمرة عن ابن عطاء عن عطاء قال: أوحى الله إلى موسى بن عمران أنّ يوشع هو القائم على الناس بعدك، فقال: يا رب، أزرع أنا، ويحصد يوشع؟ أأرعى أنا الغنم، حتى إذا صلحت واستوت صارت إلى يوشع؟!
পৃষ্ঠা - ৩৩৪২৪
فقال الله له: إن أيام يوشع مخرجتك من الدنيا، فقال: يا رب، فأنا أكون ممن قبل يوشع، فقيل له: فاصنع به كما كان يصنع بك، فقال: نعم. وكان من رسم يوشع أن ينبّه موسى للصلاة، فجاء موسى إلى باب يوشع، فقال: يا يوشع، فضرب الله على أذنه، فلم ينتبه، وجعل بنو إسرائيل يمرّون على موسى، فقال: يا رب، مائة موتة أهون من ذلّ ساعة. وانتبه يوشع، فلما رأى موسى فزع «1» وقال: يا نبي الله، أنت واقف ها هنا؟! ومضى موسى إلى الجبل، واتبعه يوشع، فجعل موسى يوصيه: اصنع ببني إسرائيل كذا، وافعل كذا. ثم قال له: ارجع [فأبى] «2» ، قال: فخلع موسى نعليه، فرمى بهما، فقال: جئني بنعليّ، فذهب ليجيء بهما، فأرسل الله نورا حال بين يوشع وموسى، فلم يصل إليه، فرجع يوشع إلى بني إسرائيل، فأخبرهم، فجاؤوا إلى الموضع من الجبل فإذا موسى قد قبض، وقد رصفت «3» الحجارة عليه. قال أحمد بن أبي الحواري حدّثنا مروان عن سعيد بن عبد العزيز قال: لمّا كان قبل موت موسى انقطع الوحي عنه، ونزل جبريل إلى يوشع. قال: وكان إذا خرج موسى إلى البيعة «4» إلى الحكم بين بني إسرائيل توكأ على يوشع، فإذا جلس في البيعة قام يوشع على رأسه. قال: فلما نزل الوحي إلى يوشع، وخرج إلى البيعة للحكم بين بني إسرائيل توكأ على موسى، فلمّا أن دخل البيعة للحكم بينهم قام موسى على رأسه. قال: فقال موسى: يا رب، إنّي لا أطيق هذا الذلّ كله، فاقبضني إليك. وعن سفيان بن عيينة عن أبي سعيد عن عكرمة عن ابن عباس قال «5» : لمّا أمر موسى بالمسير إلى قرية الجبارين، واسمها أريحا «6» -، فلما دنا منها بعث اثني عشر رجلا من أصحابه رؤساء اثني عشر سبطا، فلمّا دخلوا قرية الجبّارين دخل منهم رجلان حائط رجل من الجبّارين، فجاء، فدخل الحائط، فأبصر آثارهما، فأتبعهما حتى أخذهما،
পৃষ্ঠা - ৩৩৪২৫
فجعلهما في كميه، ثم دخل بهما على ملكهم، فنثرهما، فلمّا رآهما ملك الجبارين قال: اذهبوا فاجهدوا علينا! فخرجوا حتى أتوا موسى، فأخبروه، فقال: اكتموا علينا. فجعل الرجل يخبر أخاه وأباه وصديقه ويقول اكتم عليّ. فأشعر ذلك في عسكرهم، ولم يكتم منهم إلّا رجلان: يوشع بن نون، وكالب بن يوفنا، وهما اللذان أنزل الله فيها: قالَ رَجُلانِ مِنَ الَّذِينَ يَخافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا [سورة المائدة، الآية: 23] . فقال أصحاب موسى: لسنا نقاتلهم، فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقاتِلا إِنَّا هاهُنا قاعِدُونَ [سورة المائدة، الآية: 24] ، فنزل: فَإِنَّها مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ [سورة المائدة، الآية: 25] ، فتاهوا أربعين سنة، فهلك موسى وهارون في التّيه، وكلّ من جاوز الأربعين «1» ، فلمّا مرّت الأربعون ناهضهم يوشع بن نون، وهو الذي قام بالأمر من بعد موسى، وهو الذي افتتحها، وهو الذي قيل له: إنّ اليوم يوم الجمعة، فهموا بافتتاحها، ودنت الشمس للغروب، فخشي إن دخلت عليه ليلة السبت أن يسبتوا، فنادى الشمس: إنّي مأمور. وإنّك مأمورة، فوقفت حتى افتتحها. قال: فوجدوا فيها من الأموال ما لم يروا مثله، فقرّبوه للنار فلم تأكله، فقال أفيكم غلول، فدعا رؤساء الأسباط، وهم اثنا عشر رجلا، فبايعهم، فالتصقت يد رجل منهم بيده. فقال: الغلول في أصحابك، فبايعهم كما بايعت، فمن التصقت يده بيدك فالغلول عنده، فبايعهم، فالتصقت يده بيد رجل منهم، فقال: الغلول عندك، فأخرجه، فأخرج رأس بقرة من ذهب، لها عينان من ياقوت، وأسنان من لؤلؤ مرصعة [فقرب] مع القربان، فأتت النار، فأكلته. قال أحمد بن حنبل «2» : حدّثنا أسود بن عامر أخبرنا أبو بكر- يعني ابن عياش- عن هشام عن ابن سيرين عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «إنّ الشمس لم تحبس على بشر إلّا ليوشع ليالي سار إلى بيت المقدس» [14436] . قال أحمد: لم أسمعه إلّا من الأسود، وأبو بكر يضطرب في حديث هؤلاء الصغار، فأما حديثه عن أولئك الكبار فما أقر به عن أبي حصين وعاصم وانه لمضطرب عن أبي إسحاق أو نحو ذلك. قال: ليس هو مثل سفيان وزائدة وزهير، وكان سفيان فوق هؤلاء وأحفظ.
পৃষ্ঠা - ৩৩৪২৬
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم «1» : «إنّ نبيا من الأنبياء قاتل مدينة، حتى إذا كاد أن يفتحها، وخشي أن تغرب الشمس فقال لها: أيّتها الشمس، إنّك مأمور، وإنّي عبد مأمور، عزمت عليك لما ركدت عليّ ساعة من النهار. قال: فحبسها الله عليه «2» حتى فتح المدينة. وكانوا إذا أصابوا غنائم قرّبوها للقربان، فجاءت نار، فأكلتها، فلمّا أصابوا، وضعوا، فلم تجىء النار تأكلها، فقالوا: يا نبيّ الله، ما لنا لا يتقبل منا قرباننا؟ قال: فيكم غلول، قالوا: يا نبي الله، وكيف نعلم عند من الغلول وهم اثنا عشر سبطا؟ قال: يبايعني رأس كل سبط. فلصق كفّا النبي صلى الله عليه وسلّم بكف رجل منهم، فقال: عندك الغلول؟ فقال: نعم عندي، قال: ما هو؟ قال: رأس ثور من ذهب، أعجبني، فغللته. قال: فجاء به، فوضع مع الغنائم، فجاءت النار، فأكلته» . فقال كعب: صدق الله ورسوله، هكذا والله في الكتاب- يعني التوراة. ثم قال: يا أبا هريرة، حدّثكم رسول الله صلى الله عليه وسلّم أيّ نبي كان؟ قال: لا، قال كعب: هو يوشع بن نون، فتى موسى. فحدّثكم أيّ مدينة هي؟ قال أبو هريرة: لا، قال كعب: هي مدينة أريحا [14437] . وفي رواية قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «جاهد نبيّ من الأنبياء مدينة عليها سبعة أسوار، فافتتح ستّة، وبقي سور منها، ودنت الشمس أن تغرب، فقال: اركدي يا شمس، فإنك مأمورة، فركدت حتى افتتحها. وكان إذا افتتح قرية أخذ الغنائم فوضعها، فجاءت نار بيضاء، فأخذته، فعمد إلى الغنائم، فوضعها، فلم تأت النار، فقال: فيكم غلول. وكان معه اثنا عشر سبطا، فبايع رؤوسهم، وقال: اذهبوا أنتم، فبايعوا أصحابكم، فمن لصقت يده بيد أحد منكم فليأت به، فذهبوا، فبايعوا، فالتصقت يده بيد رجلين، فاعترفا، وقالا: عندنا رأس ثور من ذهب» . قال أبو يعلى الموصلي: حدّثنا أبو كريب حدّثنا عبد الله بن المبارك عن معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم «3» :
পৃষ্ঠা - ৩৩৪২৭
«غزا نبي من الأنبياء، فقال لقومه: لا يتبعني رجل له بضع امرأة، وهو يريد أن يبني بها، ولم يبن بها ولا رجل له غنم له خلفات وهو ينتظر أولادها، ولا رجل بنى بيوتا ولم يرفع سقوفها، قال: فغزا، فلما دنا من القرية قال للشمس: أنت مأمورة، وأنا مأمور، اللهم احبسها علينا. قال: فواقع القوم وظفر، فجمعت الغنائم، فجاءت النار لتأكلها، فلم تطعمها، قال: إن فيكم غلولا» . وفي رواية: «لا يغز معي رجل تزوج امرأة لم يبن بها، ولا رجل له غنم ينتظر ولادها، ولا رجل بنى بناء لم يفرغ منه، فلما أتى المكان الذي يريده وجاء عنده العصر فقال للشمس: أنت مأمورة وأنا مأمور، اللهم احبسها عليّ ساعة، فحبست له ساعة حتى فتح الله عليه» . وذكر الحديث نحو ما مضى. وقال: «فلصقت يده بيد رجلين أو ثلاثة فأخرجوا مثل رأس بقرة من ذهب فألقوه في الغنيمة فجاءت النار فأكلته» . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «لم تحل الغنيمة لأحد كان قبلنا، وذلك أن الله رأى ضعفنا وطيبها لنا، وزعموا أن الشمس لم تحبس لأحد قبله ولا بعده» . وروى يونس بن بكير عن أسباط بن نصر الهمذاني عن إسماعيل بن عبد الرّحمن القرشي قال: لما أسري برسول الله صلى الله عليه وسلّم، وأخبر قومه بالرفقة والعلامة في العير، قالوا: فمتى تجيء، قال: «يوم الأربعاء» فلمّا كان ذلك اليوم أشرفت قريش ينتظرون قد ولّى النهار ولم تجىء، فدعا النبي صلى الله عليه وسلّم، فزيد له في النهار ساعة، وحبست الشمس، فلم تردّ الشمس على أحد إلّا «1» على رسول الله صلى الله عليه وسلّم، يومئذ، وعلى يوشع بن نون حين قاتل الجبارين يوم الجمعة، فلمّا أدبرت الشمس خاف أن تغيب قبل أن يفرغ منهم، ويدخل السبت، فلا يحل له قتالهم فيه، فدعا الله فرد له الشمس حتى فرغ من قتالهم. وحكى إسحاق بن بشر بإسناده عن كعب: أن يوشع بن نون لما حاصر أهل أريحا وافق ذلك يوم الجمعة فقيل لأهل أريحا إن غدا سبتهم وهم يعظمون السبت، فإذا كان عشية الجمعة بعد ما تنصرف الشمس لم يقاتلوا،
পৃষ্ঠা - ৩৩৪২৮
وعكفوا ليلة السبت، ويوم السبت على سبتهم، فهجم عليهم فقتلهم، فنزلوا في آخر النهار يوم الجمعة، فخاف يوشع إن غابت الشمس حرم عليهم قتالهم، فقام يدعو الله ليحبس له الشمس حتى يقضي فيهم قضاءه. قال: فحبس الله عليه الشمس حتى فرغوا من عدوهم وظهروا عليه، ودخلوا مدينتهم، فأقاموا بها أربعين ليلة، قال: فمن يومئذ اختلط حساب المنجمين، ومن نظر في هذا العلم من قياس الشمس والساعات. قال كعب: وكان الله كسا هارون قباء فيه اثنا عشر علما كهيئة الكواكب، لكل سبط منهم علم، فإذا غلّ أحد من الأسباط تحول علم ذلك السبط عن نوره، فصار مظلما، فيعلم أن سبط فلان قد غلّ. وكان ذلك القباء مع يوشع، فلمّا كان يوم أريحا ردت رايته، وانهزم أصحابه، وكانوا إذا غلوا انهزموا. فدعا بالقباء، فنظر، فإذا علامة منها قد تغيّرت، فدعا رأس ذلك السّبط، فقال: ما حملكم على أن غللتم؟ وهو.... «1» قال: فطلبوا الرجل الذي غلّ، فأصابوه، فإذا قطيفة قد غلها، فأحرقوه وإياها بالنار. قال: وقال غير كعب: أحرق القطيفة وكانت منسوجة بالذهب والدر، فأوحى الله إليه أن ضع الكمين «2» وشد عليهم، فإنّ الله يكفيكهم. قال: فهو أوّل من وضع الكمين. وفتح الله عليهم، ودخلوا، فأوحى الله إلى يوشع أن اقتل جبابرتها، ولا تستبق منهم أحدا، ففعل، وأقام أربعين سنة حتى فتحت لهم بلاد الشام، وفتح يوشع إحدى وثمانين مدينة، ثم انصرف إلى بلادهم وأرضهم التي كانت وراثة آبائهم التي كتبها الله لهم، وهي الأرض المقدسة، آمنين على أنفسهم. ورفعت الحرب عن بني إسرائيل، فلبثوا أربعين سنة يوشع بين أظهرهم، وهم أحسن ما كانوا هيبة في جميع حالاتهم. وذكر أبو بكر الخطيب بإسناد مجهول قال: قيل لعلي بن أبي طالب: هل كان للنجوم أصل؟ قال: نعم، كان نبي من الأنبياء يقال له يوشع بن نون، قال له قومه: لا نؤمن بك حتى تعلّمنا بدء الخلق وآجاله. فأوحى الله إلى غمامة، فأمطرتهم.
পৃষ্ঠা - ৩৩৪২৯
واستنقع «1» على الجبل ماء صاف. ثم أوحى إلى الشمس والقمر والنجوم أن تجري في ذلك الماء، ثم أوحى إلى يوشع أن يرتقي هو وقومه إلى الجبل، فارتقوا، فأقاموا على الماء حتى عرفوا بدء الخلق وآجاله بمجاري الشمس والقمر والنجوم، وساعات الليل والنهار، فكان أحدهم يعلم متى يموت، ومتى يمرض، ومن الذي يولد له، ومن الذي لا يولد له، فبقوا كذلك «2» برهة من دهرهم، ثم إنّ داود قاتلهم على الكفر، فأخرجوا إلى داود في القتال من لم يحضر أجله، فكان يقتل من أصحاب داود، ولا يقتل من هؤلاء أحد. فدعا داود الله، فحبست الشمس عليهم، فزاد في النهار، فاختلطت الزيادة بالليل والنهار، فلم يعرفوا قدر الزيادة، فاختلطعليهم حسابهم. قال علي: فمن ثمّ كره النظر في علم النجوم. قال الخطيب في إسناد هذا الحديث غير واحد مجهول. وعن الوضين بن عطاء قال: أوحى الله إلى يوشع بن نون: إنّي مهلك من قومك مائة ألف، وأربعين ألفا من خيارهم، وستين ألفا من شرارهم. قال: يا رب، تهلك شرارهم، فما بال خيارهم؟ قال: إنهم يدخلون على الأشرار فيؤاكلونهم، ويشاربونهم، ولا يغضبون لغضبي. قال إسحاق بن بشر: ثم قسم يوشع الأرض المقدسة، وما غلب عليه من الأسباط من بني إسرائيل، وقتل يوشع من ملوك بني كنعان أحدا وثلاثين «3» ملكا من سبعة أسباط، وكان على العماليق السميدع بن هزبر، فقتل، فقال الشاعر في ذلك: ألم تر أنّ العملقيّ بن هزبر بآية أمسى لحمه قد تمزّعا تداعى عليه من يهود قبائل ثمانون ألفا حاسرين ودرّعا ثم مات يوشع بن نون، واستخلف كالب بن يوفنا «4» .
পৃষ্ঠা - ৩৩৪৩০
قال أبو جعفر الطبري «1» : كان عمر يوشع بن نون مائة سنة، وستا وعشرين سنة، وتدبيره أمر بني إسرائيل قبل أن يتوفّى موسى إلى أن توفي يوشع سبعا «2» وعشرين سنة. وقال غير أبي جعفر: دبّر يوشع أمر بني إسرائيل إحدى وثلاثين سنة، ومات وله مائة وعشر سنين «3» ، ودفن في جبل كنعان.