তারিখ দামেস্ক

مستدرك تاريخ مدينة دمشق

المستدرك من حرف الجيم

[9767] جبلة بن الأيهم بن جبلة بن الحارث بن أبي شمر، واسمه: المنذر بن الحارث

[9732] إسماعيل بن أبي موسى
[9733] إسماعيل بن يسار النسائي أبو فائد
পৃষ্ঠা - ৩২৪০৫
كثيرة من المسلمين وأهل الذمة، ودخلوا تفليس «1» وهزموا جبريل بن يحيى البجلي وقتلوا حرب بن عبد الله «2» . [9767] جبلة بن الأيهم بن جبلة بن الحارث بن أبي شمر، واسمه: المنذر بن الحارث وهو ابن مارية ذات القرطين، وهو ابن ثعلبة بن عمرو بن جفنة، واسمه: كعب بن عامر بن جارية بن امرىء القيس، ومارية هي بنت أرقم بن ثعلبة بن عمرو ابن جفنة. ويقال: جبلة بن الأيهم بن جبلة بن الحارث بن ثعلبة بن جفنة بن عمرو بن عامر ماء السماء بن حارثة الغطريف بن امرىء القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد أبو المنذر الغساني الحنفي. أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وقيل: إنه أرسل إليه شجاع بن وهب يدعوه إلى الإسلام وكان منزله الجولان «3» وغيره من أعمال دمشق، ودخل دمشق غير مرة وأسلم ثم تنصّر ولحق ببلاد الروم وكان آخر ملوك غسان، وقيل: إنه لم يسلم قط «4» . أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا محمّد بن العباس، أنا أحمد بن معروف، نا الحارث بن أبي أسامة، أنا محمّد بن سعد «5» ، أنا محمّد بن عمر الأسلمي، حدّثني معمر بن راشد، ومحمّد بن عبد الله، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس. __________ [9767] ترجمته في جمهرة ابن حزم ص 376 وتاريخ الطبري (الفهارس) والمحبر ص 276 و 372 والأغاني 15/157 وسير أعلام النبلاء 3/532 والبداية والنهاية 8/69 وشذرات الذهب 1/27 وتاريخ الإسلام (حوادث سنة 41- 60) ص 27 وتاريخ خليفة ص 98 وتاريخ اليعقوبي (الفهارس) والعقد الفريد (الفهارس) الوافي بالوفيات 11/53.
পৃষ্ঠা - ৩২৪০৬
قال: ونا أبو بكر عبد الله بن أبي سبرة، عن المسور بن رفاعة. قال: ونا عبد الحميد بن جعفر، عن أبيه قال: ونا عمر بن سليمان بن أبي حثمة «1» ، عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة «2» ، عن جدّته الشفاء. قال: ونا أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة، عن محمد بن يوسف، عن السائب بن يزيد، عن العلاء بن الحضرمي. قال: ونا معاذ بن محمّد الأنصاري، عن جعفر بن عمرو «3» بن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري، عن أهله، عن عمرو «4» بن أمية [الضمري، دخل] «5» حديث [بعضهم] «6» في حديث بعض قالوا: وكتب «7» رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جبلة بن الأيهم يدعوه إلى الإسلام، فأسلم، وكتب بإسلامه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهدى له هدية، ثم لم يزل مسلما حتى كان في زمن ابن عمر بن الخطاب، فبينا هو في سوق دمشق إذ وطىء رجلا من مزينة، فوثب المزني فلطمه، فأخذ وانطلق به إلى أبي عبيدة بنالجراح فقالوا: هذا لطم جبلة قال: فيلطمه. قالوا: أما يقتل؟ قال: لا، فقالوا: فما تقطع يده؟ قال: لا، إنّما أمر الله بالقود ... قال جبلة: أترون أني جاعل وجهي ندّا «8» لوجه جدي [جاء من عمق] «9» بئس الدين هذا! ثم ارتدّ نصرانيا وترحّل بقومه حتى دخل أرض الروم، فبلغ ذلك عمر فشقّ عليه وقال لحسان بن ثابت: أبا الوليد، أما علمت أن صديقك جبلة بن الأيهم ارتدّ نصرانيّا؟ قال: إنا لله وإنا إليه راجعون، ولم؟ قال: لطمه رجل من مزينة. قال: وحقّ له. فقام إليه عمر [بالدرة، فضربه] «10» بها. قال: عمق: موضع في ناحية المدينة. كذا في هذه الرواية.
পৃষ্ঠা - ৩২৪০৭
وروى غيره عن الواقدي: أنه أقام على نصرانيته إلى أن شهد اليرموك في خلافة عمر بن الخطاب مع الروم، ثم أسلم بعد ذلك «1» ، وكذا ذكر ... «2» أيضا. وذكر عن الواقدي في كتاب الصوائف أن جبلة لم يسلم.... «3» عمر أن لا يأخذ منه الجزية، ويقبل منه الصدقة فامتنع عنه، فلحق بالروم فالله أعلم والأظهر بأنه أسلم ثم تنصّر. كتب إليّ أبو علي بن نبهان ثم أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد البلاقلاني قالا: نا أبو علي بن شاذان، نا عبد الله بن إسحاق، أنا عبد الله بن إسحاق ابن إبراهيم البغوي. ح وأخبرنا أبو البركات أيضا، أنا طراد بن محمّد، أنا أحمد بن علي بن الحسين بن البنا، نا حامد بن محمد بن عبد الله الهروي قالا: أنا علي بن عبد العزيز بن المرزبان، نا أبو عبيد، نا أبو مسهر الدمشقي، نا سعيد بن عبد العزيز قال: قال عمر بن الخطاب لجبلة بن الأيهم الغساني: يا جبيلة! فلم يجبه، ثم قال: يا جبلة فلم يجبه مرتين. ثم قال: يا جبلة [فأجابه، قال: اختر] «4» مني إحدى ثلاث: إمّا أن تسلم فيكون لك ما للمسلمين وعليك ما عليهم، وإما أن تؤدي الخراج، وإما أن تلحق بالروم، قال: ولحق بالروم. أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصواف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال: جبلة بن الأيهم الغساني أبو المنذر. أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو علي بن شاذان «5» ، أنا أبو جعفر أحمد بن يعقوب بن يوسف الأصبهاني المعروف ببرذويه قال: فحدّثني أبو طالب محمّد بن علي بن دعبل الخزاعي عن العباس بن هشام بن محمّد الكلبي، عن أبيه، عن عوانة قال:
পৃষ্ঠা - ৩২৪০৮
كان جبلة بن الأيهم الغساني من ملوك آل جفنة وكان سيّدا فأسلم في زمن عمر بن الخطاب، فبينما هو على حاله إذ تصارع هو ورجل من العرب، فلطمه جبلة فهشم أنفه فحاكمه الرجل إلى عمر بن الخطاب، فحكم عليه بالقصاص، فأنف جبلة وخرج حتى لحق بأرض الروم، فغزا المسلمون الروم وحاصروا بمدينة من المدائن، فأشرف عليهم جبلة بن الأيهم فقال: أفيكم أحد من أهل المدينة من الأنصار ثم من الخزرج؟ فقال رجل: نعم، أنا من الأنصار ثم من الخزرج، فقال: ما فعل صاحبكم حسان بن ثابت؟ قال: تركته حيا وقد كفّ بصره، قال: فرمى إليه بصرّة فيها ألف دينار وقال: احملها إليه فإن وجدته حيا فأقرئه مني السلام وأعطه..... «1» وإن وجدته ميتا.... «2» وأنظمها على قبره. قال: وقال غيره.... «3» على قبره قال: فقدمت المدينة فأتيت حسان بن ثابت فسلم عليه فقال: إني لأجد منك ريح آل جفنة.... قلت: إن جبلة يقرأ عليك السلام قال: فمدّ يده إليّ، فقلت: ما تريد.... «4» هات ما معك.... «5» السلام قط إلّا مع صلته وهي ألف دينار فناوله، وأخبره بما قال فقال: لوددت أنك وجدتني ميتا.... «6» فلي قبولي، ثم قال «7» : إن ابن جفنة من بقية معشر لم يغذهم آباؤهم باللّوم «8» [قال الكلبي: «9» ذكروا أنه لما أسلم جبلة بن الأيهم الغسّاني من ملوك جفنة في خلافة عمر بن الخطاب، كتب إلى عمر يعلمه بإسلامه ويستأذنه في القدوم عليه، فلما وصل كتابه إلى عمر
পৃষ্ঠা - ৩২৪০৯
سرّه ذلك، وكتب إليه يأذن له في القدوم عليه، فخرج جبلة في خمسين ومئة «1» رجل من أهل بيته حتى إذا كانوا من المدينة على ميلين عمد إلى أصحابه فحملهم على الخيل وقلّدها قلائد الفضة وألبسهم الديباج وسرق الحرير «2» ، ولبس تاجه فيه قرطا مارية وهي جدته. قال: وبلغ عمر بن الخطاب، فبعث إليه بالنزل هناك، ثم دخل المدينة في هيئته. قال: فلم تبق بكر ولا عانس إلّا خرجت تنظر إلى جبلة وموكبه، فأقبل حتى دخل على عمر بن الخطاب، فسلّم عليه ورحّب به عمر، وسرّ بإسلامه وبقدومه، ثم أقام أياما، وأراد عمر الحج من عامه ذلك، فخرج جبلة معه مشهورا بالموسم ينظر إليه الناس ويتعجّبون من هيئته وكماله. قال: فبينا جبلة يطوف بالبيت إذ وطىء رجل من بني فزارة إزاره من خلقه فانحلّ، فما ورع جبلة أن رفع يده فهشم أنف الفزاري «3» ، فولّى الفزاريّ والدماء تشخب من أنفه حتى استعدى عليه عمر بن الخطاب، فبعث إلى جبلة فأتاه، فقال له: يا جبلة هشمت أنف الرجل؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين، اعتمد حلّ إزاري، ولولا حرمة الكعبة لضربت بالسيف بين عينيه، فقال له عمر: أما أنت فقد أقررت، فإمّا أن ترضي الرجل، وإلا أقدته منك، قال: تصنع ماذا؟ قال عمر: إمّا أن يهشم أنفك كما هشمت أنفه، وإمّا أنترضيه. قال جبلة: أو خطير هو لي «4» ؟ قال: نعم. قال: وكيف وأنا ملك وهو سوقة؟ قال عمر: الإسلام قد جمعك وإياه، فلست تفضله إلا بالعافية «5» . قال جبلة: والله لقد ظننت يا أمير المؤمنين أن سأكون في الإسلام أعزّ مني في الجاهلية. قال عمر: هو ما ترى إما أن تقيده أو ترضيه. قال جبلة: إذا أتنصّر. قال عمر: إن فعلت قتلتك. قال: لم؟ قال: لأنك قد دخلت في الإسلام فإن ارتددت قتلتك. قال: فلما رأى جبلة أن عمر لا تأخذه في الله لومة لائم وليست له حيلة، واجتمع من حيّ الفزاري وحيّ جبلة على باب عمر جمع كثير حتى كادت تكون فتنة عظيمة، فقال: أنا أنظر في هذا الأمر ليلتي هذه، وانصرف إلى منزله، وتفرّق الناس، فلما ادلهمّ الليل عليهم تحمّل جبلة في أصحابه من ليلته إلى الشام، وأصبحت المدينة منه ومن قومه بلاقع، ثم أتى الشام فتحمّل في
পৃষ্ঠা - ৩২৪১০
خمس مئة أهل بيت نم عكّ وجفنة حتى دخل القسطنطينيّة في زمن هر قل فتنصّر هو وقومه فلما رأى ذلك هر قل أقطعه حيث شاء وأجرى عليه من النّزل ما شاء، وجعله من سمّاره ومحدثيه، وظنّ أنه فتح من الفتوح عليه عظيم، فمكث دهرا، ثم إنّ عمر بدا له أن يكتب إلى هر قل كتابا يدعوه إلى الله عز وجل وإلى الإسلام، فكتب إليه ووجه به مع رجل من أصحابه «1» ، فأتى هر قل، فأعطاه كتاب عمر، فسرّ به وأجاب إلى كل خير من غير أن يجيب إلى الإسلام، ولما أراد صاحب عمر الخروج من عنده، قال هرقل يا عربي قال: قل ما تشاء؟ قال: هل لقيت ابن عمك؟ قال: من ابن عمي؟ قال: جبلة بن أيهم الغسّاني. قال: لا، قال: فألقه وانظر إلى حاله، قال صاحب عمر: فأتيت جبلة بن أيهم، فما إخالني رأيت بباب هرقل من السرور والبهجة ما رأيت بباب جبلة، فلما استأذنت عليه أذن لي، فدخلت، فقام إليّ ورحّب بي وألطفني وعانقني وعاتبني في ترك النزول عليه. قال: وإذا هو في بهو عظيم فيه من التماثيل والهول ما لا أحسن أصفه، وإذا هو في جماعة على سرير من ذهب وأربع قوائمه أسد من ذهب، وإذا هو رجل أصهب «2» ذو سبال «3» ، وإذا هو قد أمر بالذهب الأحمر فسحك «4» فذرّ في لحيته، واستقبل مجلسه ذلك عين الشمس، فما أحسبني رأيت شيئا قطّ أحسن منه، ثم أجلسني على شيء لم أتبيّنه فلما تبيّنته إذا هو كرسيّ من ذهب، فانحدرت عنه، فقال: ما لك؟ قلت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن هذا وشبهه، قال: وسألني عن الناس، وألحف في السؤال عن عمر، ثم جعل يتنهّد حتى عرف الحزن فيه، فقلت: ما يمنعك من الرجوع إلى قومك وإلى الإسلام؟ قال: بعد الذي كان! قلت: نعم، وكان الأشعث بن قيس الكندي ارتدّ عن الإسلام فضرهم بالسيف ومنعهم الزكاة، ثم دخل في الإسلام وزوّجه أبو بكر الصديق، فقال: دع هذا عنك، ثم أومأ إلى وصيف قائم على رأسه فولى يحضر فما شعرنا إلّا بالصناديق يحملها الرجال، فوضعت أمامنا مائدة من ذهب فاستعفيت منها، فأمر بمائدة خلنج «5» فوضعت
পৃষ্ঠা - ৩২৪১১
أمامي، وسعى علينا من كل حارّ وبارد في صحاف ذهب وفضّة، قال: وأداروا علينا الخمر فاستعفيت منها، فأمر برفعها، فلما فرغنا من الطعام، أتي بطشت من ذهب وإبريق من ذهب فتوضّأ، ثم أومأ إلى وصيف له فولّى يحضر، فما كان إلا هنيهة حتى أقبل عشر جوار فقعد خمس على يمينه وخمس عن يساره على كراسي العاج، قال: ثم سمعت وشوشة خلفي، فإذا عشر أخر لم أر مثلهن حسنا وجمالا أفضل من الأول، فقعد خمس عن يمينه وخمس عن يساره على كراسي الخزّ والوشي، ثم أقبلت جارية من أحسن ما تكون من الجواري بطائر أبيض مؤدب، في يدها اليمنى جام ذهب فيه مسك وعنبر سحينان «1» وفي يدها اليسرى جام من فضّة فيه ماء ورد وزنبق لم أشمّ مثله فنفرت بالطائر فانحدر في جام المارود والزنبق، فأعقب بين ظهره وبطنه وجناحيه فلم يدع منه شيئا إلا احتمله، ثم نفرت «2» به حتى سقط على صليب في تاج جبلة «3» ، ثم رفرف بجناحيه فلم يبق عليه شيء إلّا كان على جبلة على رأسه ولحيته. قال: ثم دعا بمكّوك «4» طويل من ذهب شرب فيه خمسة خمرا أعدها عدا، ثم استهل واستبشر ثم قال للجواري: أطربنني قال: فخفقن بعيدانهن، واندفعن يغنّين «5» : لله درّ عصابة نادمتهم يوما بجلّق في الزمان الأوّل «6» أولاد جفنة عند «7» قبر أبيهم قبر ابن مارية الكريم المفضل يسقون من ورد البريص «8» عليهم صهبا «9» تصفّق بالرحيق السّلسل بيض الوجوه كريمة أحسابهم شمّ الأنوف من الطراز الأول
পৃষ্ঠা - ৩২৪১২
يغشون حتى ما تهرّ كلابهم لا يسألون عن السواد المقبل «1» قال: فطرب ثم قال: هل تعرف هذا الشعر؟ قلت: لا، قال: قاله ابن الفريعة حسان بن ثابت شاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم فينا وفي ملكنا، قال: قلت: نعم أما إنه ضرير كبير، قال: ثم سكت هنيّة ثم قال: أطربنني، فخفقن بعيدانهنّ واندفعن يغنّين «2» : لمن الدار أقفرت «3» بمعان بين فرع «4» اليرموك فالصّمّان «5» فالقريّات من بلاس فداريّ افسكّاء فالقصور الدواني «6» فحمى «7» جاسم إلى مرج ذي الصّف ر مغنى قبائل وهجان تلك دار العزيز بعد ألوف «8» وحليل عظيمة الأركانصلوات المسيح في ذلك الدّي ر دعاء القسّيس والرهبان «9» ذاك مغنى لآل جفنة في الدّه ر محاه «10» تعاقب الأزمان قال: هل تعرف هذه المنازل ومن قائلها؟ قلت: لا، قال: يقولها ابن الفريعة فينا وفي ملكنا ومنازلنا بأكناف غوطة دمشق حسان بن ثابت. قال: ثم سكت طويلا، ثم قال: بكّينني. قال: فوضعن عيدانهنّ، ونكّسن رؤوسهن. واندفعن يقلن «11» :
পৃষ্ঠা - ৩২৪১৩
تنصّرت الأشراف من عار لطمة وما كان فيها لو صبرت لها ضرر تكنّفني فيها لجاج ونخوة وبعت بها العين الصحيحة بالعور فيا ليت أمي لم تلدني وليتني رجعت إلى القول الذي قاله عمر «1» ويا ليتني أرعى المخاض بقفرة وكنت أسيرا في ربيعة أو مضر ويا ليت لي بالشام أدنى معيشة أجالس قومي ذاهب السمع والبصر أدين بما دانوا به من شريعة وقد يصبر العود الكبير على الدّبر قال: وانصرف الجواري وجعل يده على وجهه يبكي حتى نظرت إلى دموعه تحول على لحيته كأنها فصيص اللؤلؤ. قال: وبكيت معه، ثم نشف دموعه بكمه ومسح وجهه، ثم قال: يا جارية هاتي، فأتت بخمس مئة دينار هرقلية، قال: ادفع به إلى حسان بن ثابت وأقرئه مني السلام، ثم قال: يا جارية هاتي، فأتته بخمس مئة دينار هرقلية قال: خذها صلة لك، فأبيت عليه، قلت: لا أقبل صلة رجل ارتدّ عن الإسلام وأمير المؤمنين عليه ساخط، فحرص بي، فأبيت عليه «2» ، ثم ودع وقال: أقرىء عمر بن الخطاب مني والمسلمين السلام، ثم خرجت من عنده فأتيت عمر، فقال: هيه ما يصنع هرقل؟ فخبرته، ثم قال: هل لقيت جبلة ابن أيّهم الغسّاني؟ قلت: نعم قال: وتنصر؟ قلت: نعم. قال: أو رأيته يشرب الخمر؟ قلت: نعم، قال: أبعده الله، تعجل فانية بباقية فما ربحت تجارته، فما الذي سرّح به معك؟ قلت: وجّه إلى حسان بن ثابت خمس مئة دينار، واقتصصت عليه القصّة من أولها إلى آخرها. قال: هاتها، فدفعتها إليه، فقال: يا غلام ادع لي حسان بن ثابت، فدعي، فلما دخل عليه وكان ضريرا ومعه قائده، قال: السلام عليك يا أمير المؤمنين إني لأجد روائح آل جفنة عندك. قال: نعم، قد أتاك الله من جبلة بمعونة، ونزع لك منه على رغم أنفه، قال: فأخذها وولّى وهو يقول «3» : إنّ ابن جفنة من بقية معشر لم يغذهم أباؤهم باللّوم «4» لم ينسني بالشام إذ هو ربّها لا» لا ولا متنصّرا بالروم