তারিখ দামেস্ক

مستدرك تاريخ مدينة دمشق

حرف الباء

[9732] إسماعيل بن أبي موسى
[9733] إسماعيل بن يسار النسائي أبو فائد
পৃষ্ঠা - ৩২৩১৮
حرف الباء [9734] بحيرى الراهب الذي حذّر على النّبي صلى الله عليه وسلم من الروم، وردّه من أرض بصرى «1» ، وكان على دين المسيح، على نبينا وعليه أفضل الصلاة والسلام. توفي قبل البعث، كان يسكن قرية يقال لها: الكفر، بينها وبين بصرى ستة أميال تعرف اليوم بدير بحيرى «2» ؛ وقيل: كان يسكن البلقاء بقرية يقال لها: ميفعة «3» وراء زيزاء «4» . عن ابن عباس: إن أبا بكر الصديق صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثمان عشرة، والنبي صلى الله عليه وسلم ابن عشرين، وهم يريدون الشام في تجارة، حتى إذا نزلوا منزلا فيه سدرة «5» قعد رسول الله صلى الله عليه وسلم __________ [9734] انظر أخباره في تاريخ الطبري 1/519 والبداية والنهاية والكامل لابن الأثير وتاج العروس: بحر، ودلائل النبوة للبيهقي 2/24 وما بعدها، ودلائل النبوة لأبي نعيم ص 168 (ح رقم 108) والخصائص للسيوطي 1/141 وسيرة ابن هشام 1/191 وطبقات ابن سعد 1/119 وأسد الغابة 1/199 والإصابة 1/209 (595) و 1/260 (791) (ط دار الفكر) . وبحيرى في تاج العروس: بحيراء الراهب، كأمير ممدودا، هكذا ضبطه الذهبي وشرح المواهب، وفي رواية بالألف المقصورة، وفي أخرى كأمير، وأما تصغيره فغلط، كما صرحوا به.
পৃষ্ঠা - ৩২৩১৯
في ظلّها، ومضى أبو بكر إلى راهب يقال له بحيرى يسأله عن شيء، فقال له: من الرجل الذي في ظلّ السّدرة؟ فقال له: ذلك محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، فقال: هذا والله نبي، ما استظلّ تحتها بعد عيسى بن مريم إلّا محمد. ووقع في قلب أبي بكر اليقين والتصديق، فلما نبّىء النبي صلى الله عليه وسلم اتّبعه «1» . حدث أبو داوود سليمان بن موسى «2» : أن أبا طالب عمّ رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج به إلى الشام، فلما مروا بقرية يقال لها: ميفعة من أرض البلقاء، وفيها راهب يقال له: بحيرى، فخرج إليهم بحيرى، وكانوا قبل ذلك يقدمون فلا يخرج إليهم ولا يلتفت، فجعل يتخلّلهم «3» حتى انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: هذا سيّد العالمين، هذا رسولربّ العالمين، هذا الذي بعثه الله رحمة للعالمين. فقال شيوخ من قدم معه من قريش: وما علمك؟ قال: علمي أنكم لما أشرفتم من العقبة لم يبق شجرة ولا حجر إلّا خرّ ساجدا ولا يسجد «4» إلّا لنبي، وأعرفه بالصّفة وبخاتم النبوة مثل التفاحة أسفل من غضروف كتفه، ثم انطلق بحيرى فأتاهم بطعام «5» ، والنبي صلى الله عليه وسلم في رعيه إبل أصحابه، فقال: أرسلوا إليه، فأرسلوا إليه، فقال بحيرى: انظروا عليه غمامة تظله! فانتهى إليهم وقد علموه على الشجرة فيء الشجرة، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم ومال إليه فيء الشجرة، فقال: انظروا إلى فيء الشجرة كيف مال إليه! فبيناهم يأكلون وهو قائم عليهم؛ إذ هو بفوارس «6» من الروم مقبلين، فلما رآهم بحيرى استقبلهم، فقال: ما جاء بكم؟ فقالوا: جئنا لأنه بلغنا أن هذا النبي خارج في هذا الشهر، فلم يبق طريق من طرق الروم إلّا وقد بعث عليه قوم وبعثنا إلى هذه الطريق. فقال: ما وراءكم أفضل لكم، قال: أرأيتم أمرا أراد الله أن يمضيه يستطيع أحد ردّه؟
পৃষ্ঠা - ৩২৩২০
فتبعوه وأقاموا وأتاهم بحيرى فقال: أيكم ولي هذا الغلام؟ فأشاروا إلى أبي طالب. فقال: إنهم إن رأوه عرفوه، فقتلوه، فرده أبو طالب. وذكر حديث بحيرى لما عمل الطعام ودعاهم إليه، وقد ذكرناه في ترجمة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال في آخره: وكان رجال من يهود «1» قد رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ وعرفوا صفته، فأرادوا أن يغتالوه، فذهبوا إلى بحيرى فذاكروه أمره فنهاهم أشد النهي، وقال لهم: أتجدون صفته؟ قالوا: نعم. قال: فما لكم إليه سبيل، فصدقوه، وتركوه، ورجع أبو طالب فما خرج به سفرا بعد ذلك خوفا عليه. [9735] بختريّ بن عبيد ابن سليمان الطّابخي الكلبي من أهل القلمون «2» من قرية الأفاعي «3» . [روى عن: سعد بن مسهر، وأبيه عبيد بن سلمان. روى عنه: إسماعيل بن عياش، وحماد أبو يحيى السكوني، وسلمة بن بشر بن صيفي الدمشقي، وسليمان بن عبد الرحمن ابن بنت شرحبيل، ومحمد بن أبي السري العسقلاني، ومحمد بن المبارك الصوري، وهشام بن عمار، والوليد بن مسلم] «4» . [قال أبو محمد بن أبي حاتم] «5» : [البختري بن عبيد بن سلمان الطابخي روى عن أبيه عن أبي هريرة، روى عنه الوليد بن مسلم، وسليمان بن شرحبيل، ومحمد بن المتوكل العسقلاني وهشام بن عمار، سمعت أبي يقول ذلك. __________ [9735] ترجمته في تهذيب الكمال 3/14 وتهذيب التهذيب وتقريبه 1/439 (685) (ط دار الفكر) وميزان الاعتدال 1/313 (1317) (ط دار الفكر) ومعجم البلدان (القلمون 4/391) والجرح والتعديل 1/1/427 والكامل لابن عدي 2/57. وعبيد، بالضم، مصغرا، وفي معجم البلدان: عبيد الله. في تهذيب الكمال: «الطانجي» والطابخي بالموحدة بعد الألف ثم معجمة (الخلاصة) .
পৃষ্ঠা - ৩২৩২১
قال أبو محمد: روى عنه إسماعيل بن عياش، وروى هو عن أبيه عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم. سألت أبي عنه: فقال: هو ضعيف الحديث، ذاهب] «1» . حدث البختري بن عبيد عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رجل من الناس: يا رسول الله ما العاديات ضبحا؟ فأعرض عنه، ثم رجع إليه من الغد. فقال: ما الموريات قدحا؟ فأعرض عنه، ثم رجع الثالثة، فقال: ما المغيرات صبحا؟ فرفع العمامة أو القلنسوة عن رأسه بمخصرته «2» فوجده مفزعا «3» رأسه. فقال: «لو وجدته طامّا «4» رأسه لوضعت الذي فيه عيناه» ففزع الملأ من قوله. فقالوا: يا نبي الله ولم؟ قال: «إنه سيكون أناس من أمتي يضربون القرآن بعضه ببعض ليبطلوه ويتبعون ما تشابه منه، ويزعمون أن لهم في أمر ربهم سبيلا ولكلّ دين مجوس، وهم مجوس أمتي وكلاب النار» . فكان يقول: هم القدرية [14040] . وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سمّوا أولادكم فإنهم من أطفالكم» «5» - والمحفوظ: أفراطكم «6» [14041] . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أشربوا أعينكم الماء ولا تنفضوا أيديكم من الماء، فإنها مراوح الشيطان» [14042] . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: «إنك لأول من يقاتل الخوارج، فلا تتبعن مدبرا، ولا تجهز على جريح» [14043] . وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
পৃষ্ঠা - ৩২৩২২
«إذا أعطيتم الزكاة فلا تنسوا ثوابها أن تقولوا: اللهم اجعلها مغنما ولا تجعلها مغرما» ] «1» . [قال أبو نصر ابن ماكولا] «2» : [أما البختري أوله باء مفتوحة معجمة بواحدة وخاء معجمة وتاء معجمة باثنتين فوقها فهو: البختري بن عبيد بن سلمان الطابخي، حدث عن أبيه، حدث عنه هشام بن عمار] «3» . كان فيه ضعف. [قال أبو أحمد بن عدي] «4» . [بختري بن عبيد بن سلمان الطابخي: روى عنه الوليد بن مسلم وسليمان بن عبد الرحمن، وهشام بن عمار، ومحمد بن أبي السري] «5» . وروى عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قدر عشرين حديثا عامتها مناكير، فيها: «اشربوا أعينكم الماء» ، وفيها «الأذنان من الرأس» «6» . [9736] بخت نصّر بن بيت بن جوذرز الملك البابلي. دخل دمشق ومضى منها إلى بيت المقدس فخرّبها وسبى أهلها وحملهم إلى بابل وقيل إنه آمن بعد ذلك. حدث مجاهد قال: كان من قصة بخت نصر أنه كان يتيما بأرض بابل لا يؤبه له، وكان فيما ذكروا من جيش __________ [9736] انظر أخباره في تاريخ الطبري (الفهارس) والبداية والنهاية (الفهارس) . ومروج الذهب 1/235 والكامل لابن الأثير 1/175.
পৃষ্ঠা - ৩২৩২৩
نمرود «1» صاحب إبراهيم، وكان لزنية، بغت أمه فكان من شأنه أن دانيال الأكبر «2» وكان قد قرأ التوراة ذات يوم فأتى على هذه الآية فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ وَكانَ وَعْداً مَفْعُولًا [سورة الإسراء، الآية: 5] قال: فطوى التوراة فقال: يا رب من هذا الذي يكون خراب بيت المقدس على يديه وهلاك بني إسرائيل؟ قال «3» : فأري في المنام أن يتيما بأرض بابل يقال له بخت نصر عليلا فقيرا قضيت ذلك على يديه فلما أصبح تجهز بمال عظيم، ثم خرج نحو أرض بابل حتى وردها، وملكها يومئذ سنحاريب «4» . فدخل عليه، فقال: من أنت ومن أين أقبلت؟ قال: أقبلت من أرض بني إسرائيل وحملت معي أموالا أقسمها في فقراء أهل أرضك ويتاماهم. قال: فأنزله وأكرمه، وجعل يلطف اليتامى والفقراء فيعطيهم ويسأل عن أسمائهم حتى قسم مالا كثيرا فكان لا يظفر ببخت نصّر حتى أعياه ذلك فبعث من يطلبه في قرى بابل ومدائنها فلا يظفر به حتى أيس منه، فأقام ببابل رجاء أن يظفر به. قال: فخرج غلامه ذات يوم إلى بعض قرى بابل للميرة «5» ، قال: فمرّ بغلام مريض على طريق الناس قد اتخذ له عريش «6» ، وقد فرش له الرماد، به الذّرب «7» يسيل الماء الأصفر منه، فلمّا نظر إليه غلام دانيال رأى منظرا فظيعا فقال له: ما حالك يا غلام؟ قال: أنا غلام يتيم قد كنت أكدّ على أمّ لي عجوز حتى أصابني ما ترى فعجزت عني فوضعتني ها هنا يعطف الناس عليّ والمارة فأصيب الشيء والكسرة. فقال له: وما اسمك؟ قال: ما تسأل عن اسمي؟ قال: إنّ مولاي قسم مالا كثيرا في اليتامى والمساكين فكيف غبت عنه؟ قال
পৃষ্ঠা - ৩২৩২৪
بخت نصر: هي أرزاق، قال: فأخبرني عن اسمك حتى أخبره بحالك فيعطيك كما يعطي غيرك، قال: اسمي بخت نصر. قال: فلما انصرف الغلام إلى سيده فأخبره بما رأى. قال دانيال: هذا بغيتي وأسرّ في نفسه، وانطلق معه غلامه إليه. فقال له: ما اسمك؟ قال: اسمي بخت نصّر، وأنا غلام يتيم من أهل بيت شرف، ولكن انقلب علينا الزمان وأصابتنا الشدة فعجزت أمي عني فألقتني هذا الموضع. قال: فأمر غلامه فغسله وطيّبه وكساه، ثم حمله حتى جاء به إلى أمه، وأجرى عليها حتى برأ وصحّ، وكان قبل أن ينزل به المرض يخرج مع أتراب له إلى البراري فيحتطب، فكانوا يؤمّرونه على أنفسهم فيحتطبون له، ويحملونه فيما بينهم حتى ينتهوا إلى القرية، فيحتزمون له حزمة فكان يدخلها السوق فيبيعها، فكان منها معيشته ومعيشة أمه، فلما صحّ قال له دانيال: يا بخت نصّر هل تعلم أنّي قد أحسنت إليك؟ قال: نعم. قال: فما رأيك إن وصلت إليّ مكافأتي هل أنت مكافيّ؟ قال: يا سيدي هل صنع أحد بأحد إلّا دون ما صنعت بي، ومن أين أقدر على مكافأتك! قال: أخبرني إن ملكت يوما من الدهر بابل وغزوت بلاد بني إسرائيل فلي الأمان منك ولأهل بيتي؟ قال: نعم. غير أنّي أظن أن هذا منك استهزاء! قال دانيال: لا بل هو الجدّ مني. قالت أمه: يا سيدي، إن كان الذي تقول حقا فأنت الملك وهو تبع لك، فقال دانيال: أتكتب لي كتابا أمانا لي ولأهل بيتي يكون كتابك علامة بيني وبينك وبين أهل بيتي وأعطيك عشرين ألف درهم؟ قال: نعم. قال: فكتب له بخت نصّر كتابا أمانا بخط يده ولأهل بيته، وجهز بالذهب، وأعطاه دانيال عشرين ألف درهم، ثم ودّع الملك ولحق ببلاده، فعمد بخت نصّر ففرّق تلك الدراهم في الغلمة الذين كان يترأس عليهم، فكساهم واشترى لهم الدوابّ، وكان ظريفا كاتبا أديبا، فانطلق إلى سنحاريب «1» الملك، فانتسب له ولزم بابه في أصحابه، فكان يوجّهه في أموره وكان مظفّرا حتى بدا لسنحاريب أن يغزو بيت المقدس، فبعث جواسيسه يأتونه بخبر الأرض، فانطلق بخت نصّر فركب حمارا ثم جاء حتى دخل على الملك، فقال: أيها الملك إنك تبعث عيونا إلى أرض بني إسرائيل فأحبّ أن أنطلق أنا بنفسي، فإني أنا أعلم منهم بالأمر الذي تدرك به حاجتك. قال له الملك: ألا أعلمتني فكنت أستعملك عليهم، ولكن امضه. فمضى حتى
পৃষ্ঠা - ৩২৩২৫
وردها، فكان أصحابه يسألون عن الحصون وعن العدة والرجال والمدخل والمخرج وكان بخت نصّر يسأل بقوله: هل فيكم اليوم أنبياء وكتب تقرؤونها؟ قالوا: نعم. قال: أفتطيعون أنبياءكم؟ قالوا: لا. قال: أفتقيمون كتبكم؟ قالوا: لا. قال: فانصرف، وانصرف أصحابه، فأعلموا الملك ما عاينوا. وقال بخت نصّر: أيها الملك إنّ فيهم أنبياء لا يطيعونهم وكتبا لا يقيمونها فإن نصرت فبهذا. قال سنحاريب: إنه ليس للقوم بنا يدان، وسأغزوهم بجنود لا قبل لهم بها، وكان من قصته ما كان. يروى أن بخت نصّر دخل الشام ومصر في ست مئة ألف وهو راكب على أسد أحمر متعمّم بثعبان، متقلّدا سيفا طوله عشرة أشبار في عرض شبر «1» ، أخضر النّصل «2» ، يقطر منه الماء شبه الشّرر، غمده «3» من ذهب مرصّع بصنوف الجوهر والياقوت الأحمر، منقوش عليه هذه الأبيات: وأنت إن لم ترج أو تتّقي كالميت محمولا على نعشه لا تنجش الشرّ فتصلى به فقلّ من يسلم من نجشه «4» وأخمد الشّرّ فإن هجته فاحرص لأعدائك في جشّه «5» للبحر أقراش لها صولة فاحذر على نفسك من قرشه «6» إذا طغى الكبش بشحم الكلى أدخل رأس الكبش في كرشه وناطح الكبش له ساعة تأخذه أنطح من كبشه فكم نجا من يد أعدائه وميّت مات على فرشه
পৃষ্ঠা - ৩২৩২৬
من يفتح القفل بمفتاحه نجا من التّهمة في فشّه «1» ونابش الموتى له ساعة تأخذه أنبش من نبشه والبغي صرّاع له صولة تستنزل الجبّار عن عرشه قال ابن المبارك: رئي لقمان يعدو خلف بخت نصّر فراسخ، فقيل له: يا وليّ الله تعدو خلف هذا الكافر؟ قال: لعلّي أسأله في مؤمن فيجيبني فيه. [قال إسحاق بن بشر: قال وهب بن منيه] «2» : لما فعل بخت نصّر ما فعل- يعني ما ذكر في ترجمة إرميا «3» - قيل له: كان لهم صاحب يحذّرهم ما أصابهم، ويصفك وخبرك لهم، ويخبرهم أنك تقتل مقاتلتهم، وتسبي ذراريهم، وتهدم مساجدهم، وتحرق كنائسهم، فكذّبوه، واتهموه، فضربوه، وقيّدوه، وحبسوه، فأمر بخت نصّر فأخرج إرميا من السجن، فقال له: أكنت تحذّر هؤلاء القوم ما أصابهم؟ قال: نعم. قال: فأنّى علمت ذلك؟ قال: أرسلني الله تعالى إليهم فكذّبوني. قال: كذّبوك وضربوك وسجنوك! قال: نعم. قال: بئس القوم قوم كذّبوا نبيّهم، وكذّبوا رسالة ربّهم، فهل لك أن تلحق بي فأكرمك، وأواسيك، وإن أحببت أنك تقيم في بلادك فقد أمّنتك. قال له إرميا: إنّي لم أزل في أمان الله منذ كنت لم أخرج منه ساعة قطّ، ولو أن بني إسرائيل لم يخرجوا منه لم يخافوك ولا غيرك لو لم يكن لك عليهم سلطان. فلما سمع بخت نصّر قوله تركه. فأقام إرميا بأرض إيليا «4» ، وأخرج أهل بيت دانيال الأكبر كتاب أمان بخت نصّر فأمضاه لهم، وأخرج بهم معه فكانوا خمسة أنفس: دانيال بن
পৃষ্ঠা - ৩২৩২৭
حزقيل وميشائيل «1» ، وميخائيل، وعيصو، وحربيوس «2» ، ويقال: كان عزير «3» معهم، وعزرائيل. والله أعلم. وكانوا شبابا لم يبلغوا الحلم، دانيال بن حزقيل كان أعطاه الله الحكمة، وكان عبدا صالحا كريما على الله عز وجل. وقال ابن عباس: إنه مزّق كتاب دانيال فنشأ هؤلاء الغلمة فكانوا وصفاء وكان أكبرهم دانيال، وهو دانيال الحكيم الذي أنقذ الله به بني إسرائيل من أرض بابل فعمد بخت نصّر- حين سمع كلام دانيال وحكمته «4» ونظر إليه- إلى جبّ في فلاة من الأرض، فألقى فيه دانيال مع شبلين، وأطبق عليه الجبّ وهو مغلول، وقتل على دم يحيى بن زكريا سبعين ألف، وذلك أنّ ما بعث الله تعالى بخت نصّر عليهم عقوبة لهم بما قتلوا يحيى وزكريا؛ وذلك أنه مرّ بالموضع الذي قتل فيه يحيى وزكريا، فرأى دماءهما تغلي، فسأل عن ذلك؟ فقالوا: هي دماء نبيّين، ولا تسكن حتى يقتل فبكل واحد منهما سبعون ألفا، فلما قتل بخت نصّر على دمائهما هذه العدّة سكنت تلك الدّماء «5» . قال ابن عباس: لم يقتل كهلا ولا وليدا ولا امرأة، إنما قتل أبناء الحرب وقادة الجيوش حتى استكمل هذه العدّة، ودانيال في الجبّ مع الشّبلين سبعة أيام، فأوحى الله إلى نبيّ من بني إسرائيل كان بالشام «6» ، فقال: انطلق فاستخرج دانيال من الجبّ، فقال: يا رب! ومن يدلّني عليه؟ فقال: هو في موضع كذا وكذا يدلّك عليه مركبك، فركب أتانا له وخرج حتى انتهى إلى ذلك الموضع، فدارت به حمارته ثلاث مرات في أرض ملساء، فعرف أن بغيته فيها، فقال: يا صاحب الجبّ، فأجابه دانيال، فقال: قد أسمعت فما تريد؟ قال: أنا رسول الله إليك
পৃষ্ঠা - ৩২৩২৮
لأستخرجك من هذا الموضع، فقال دانيال: الحمد لله الذي لا ينسى من ذكره، الحمد لله الذي لا يكل من توكّل عليه إلى غيره، والحمد لله الذي يجزي بالإحسان إحسانا، والحمد لله الذي يجزي بالإساءة غفرانا، والحمد لله الذي يكشف ضرّنا عن كربنا «1» ، ثم استخرجه، وإن الشّبلين لعن يمينه وعن شماله يمشيان معه، وإن ذلك النّبي لفي ناحية يفرق منهما، حتى عزم عليهما دانيال أن يرجعا إلى الغيضة «2» . قال ابن عباس: من قال عند كل سبع: اللهم ربّ دانيال ورب الجبّ، وربّ كلّ أسد مستأسد، احفظني واحفظ عليّ، لم يضره سبع. وحدث قتادة عن كعب: أن بخت نصّر انطلق بدانيال معه إلى أرض بابل يصدر عن رأيه، حتى قيل له: إنه مخالف لك ولا يأكل لحم الخنزير. قال: فدعاه إلى طعامه فأبى أن يأكله، فسجنه في السجن حتى رأى رؤياه التي قطع بها على ما سنذكره. وحدّث وهب: أن بخت نصّر سار ببني إسرائيل وكنوز بيت المقدس إلى أرض بابل، فأقام إرميا بأرض إيلياء وهي خراب، فكان يبكي وينوح على بيت المقدس، وكان يساعده عليه الخطّاف «3» - فيطوف حوله، فمن ثمّ نهي عن قتله، وكانت بقايا من بني إسرائيل متفرقين بلغهم أمر إرميا ومقامه بإيلياء، فاجتمعوا إليه، فقالوا: قد عرفنا الآن أنك نصحتنا، ولو أطعناك لم يصبنا ما أصابنا فمرنا بأمرك. فقال لهم: أقيموا في أرضنا فنستغفر الله ونتوب إليه لعله يتوب علينا، فقالوا: إنا نخاف أن يسمع بنا بخت نصّر، فيبعث إلينا من يتخطّفنا، ونحن شرذمة قليلون،
পৃষ্ঠা - ৩২৩২৯
ولكن ننطلق إلى ملك مصر «1» ، فنستجيره، وندخل في ذمته. فقال إرميا: ذمّة الله أوفى الذّمم لكم، وإنكم لا يسعكم أمان أحد في الأرض إن أخافكم الله، وإن أمان الله هو أوسع لكم. قالوا: إن الأمر كما تقول، لو كان الله راضيا عنا، ولكن الله ساخط علينا، ولسنا نأمن سطوته أن يسلمنا إلى عدوّنا، فانطلقوا إلى ملك مصر. فأوحى الله إلى إرميا أنهم لو أطاعوا أمرك ثم كنت أطبقت عليهم السماء والأرض، لجعلت لهم من بينهما مخرجا، وما كنت لأخفرك لو أطاعوك، وإنّي لأقسم بعزّتي لأعلمنّهم أنه ليس لهم ملجأ ولا محيص إلّا طاعتي، واتّباع أمري، فلما وردوا على ملك مصر شكوا إليه شأنهم. فقال: أنتم في ذمّتي وجواري، فسمع بذلك بخت نصّر، فأرسل إلى ملك مصر أن لي قبلك عبيدا أبقوا «2» مني، فابعث بهم إليّ مصفّدين وإلّا فأذن بحرب، فكتب إليه ملك مصر: إنك كاذب ما هم بعبيد. إنهم أبناء الأحرار، وأهل النبوّة والكتاب، ولكنك ظلمتهم واعتديت، فلما سمع بذلك إرميا رحمهم، فبادر إليهم ليشهدهم. فأوحى الله إليه: إني مظهر بخت نصّر على هذا الملك الذي اتخذوه حرزا «3» . فقال لهم ذلك إرميا، فإن لم تطيعوني أسركم بخت نصّر وقتلكم، فإنّ آية ذلك أن الله قد أراني موضع سرير بخت نصّر الذي يضعه فيه بعد ما يظفر بمصر وملكها، ثم عمد فدفن أربعة أحجاز في الموضع الذي يضع بخت نصّر فيه سريره، ثم قال: تقع كلّ قائمة من سريره على حجر منها. قال: فلجّوا في رأيهم، فسار بخت نصّر، فأسر الملك «4» وبني إسرائيل، وقتل جنوده، وقسم الفيء، وأراد قتل الأسارى وقد وضع سريره في ذلك الموضع، فوقعت كلّ قائمة منه على حجر من تلك الأحجار التي دفن إرميا. فقال له بخت نصّر: ألا أراك مع أعدائي بعد أن أمّنتك وأكرمتك؟! قال له إرميا: إنما جئتهم محذّرا أخبرتهم خبرك، وقد وضعت لهم علامة من تحت سريرك، وأيتهم هذا المكان الذي يوضع فيه سريرك، فإنّ تحت كل قائمة حجرا دفنته، فلما رفع سريره وجد مصداق ما قال، فقال لإرميا: لو أعلم أن فيهم خيرا لوهبتهم لك، وما بي إلى قتلهم من حاجة، ولكن أقتلهم غضبا
পৃষ্ঠা - ৩২৩৩০
لك إذ كذبوك، واتهموا نصيحتك، فقتلهم ثم لحق بأرض بابل، فأقام إرميا بمصر، واتخذ بها جنينة وزرعا يعيش منه. فأوحى الله تعالى إليه: إن لك عن الزرع والمقام بأرض مصر شغلا، فكيف تسعك أرض وأنت تعلم سخطي على قومك ولا يحزنك هذا البلاء الذي يصبّ على إيلياء وأهلها، فالحق بها حتى يلغ كتابي أجله، فإنّي رادّ بني إسرائيل تارة أخرى إلى الأرض المقدسة، ومستنقذهم من عدوهم وناظر كيف يعملون. فخرج أرميا مذعورا حتى أتى بيت المقدس، فأوحى الله إليه: سأعمره وأرفعه، وإني باعث ملكا يقال له كورش «1» من أرض فاقرس، حتى ينزل بقومه ورجاله حتى يعمرها، ويبني قصورها ومساجدها، ويكشف عن أنهارها، ويغرس أعنابها ونخلها وزيتونها، فتوجه كورش إليها في جمع له ومعه ثلاثون ألف قيّم يستعملون الناس، كل قيّم على ألف عامل ومعهم ما يحتاجون إليه، ولما رأى إرميا عمارتها سأل ربه أن يقبضه إليه، فمات إرميا، وأنقذ الله بني إسرائيل، بعد مئة سنة، من أرض بابل على يدي دانيال. وقال كعب: كان سبب استنقاذ بني إسرائيل من أرض بابل أن بخت نصرّ لما صدر من بيت المقدس بالأسارى، وفيهم دانيال وعزير وأربعة وصفاء غلمان لم يبلغوا الحلم غير دانيال، واتخذ بني إسرائيل خولا «2» زمانا طويلا، وإنه رأى رؤيا فزع منها، فدعا كهنته وسحرته، فأخبرهم بما أصابه من الكرب بما في رؤياه، وسألهم أن يعبروها «3» له، فقالوا له: قصّها علينا. قال: قد أنسيتها فأخبروني بتأويلها. فقالوا: إنا لا نقدر على أن نخبرك بتأويلها حتى تقصها علينا، فغضب، وقال لهم: اخترتكم واصطفيتكم لمثل هذا، اذهبوا فقد أجّلتكم ثلاثة أيام، فإنّ أتيتموني بتأويلها وإلّا قتلتكم، وشاع ذلك في الناس، فبلغ دانيال وهو مسجون. فقال لصاحب السجن وهو إليه محسن: هل لك أن تذكرني للملك فإن عندي علم رؤياه. وإنّي لأرجو أن تنال بذلك عنده منزلة تكون سبب عاقبتي. قال له صاحب السجن: إنّي أخاف عليك سطوة الملك، لعل غمّ السجن حملك على أن تتروّح «4» بما ليس عندك فيه علم، مع
পৃষ্ঠা - ৩২৩৩১
أني أظن إن كان أحد عنده من هذه الرؤيا علم فأنت هو. قال دانيال: لا تخف عليّ، فإن لي ربا يخبرني بما شئت من حاجتي، فانطلق صاحب السجن، فأخبر بخت نصّر بذلك، فدعا دانيال، فأدخل عليه «1» ، ولا يدخل عليه أحد إلّا سجد له، فوقف دانيال فلم يسجد له، فقال الملك لمن في البيت: اخرجوا، فخرجوا، فقال بخت نصّر لدانيال: أخبرني عما يمنعك أن تسجد لي، قال دانيال: إن لي ربا آتاني هذا العلم الذي سمعت به على أن لا أسجد لغيره، فخشيت أن أسجد لك فينسلخ عني العلم، ثم أصير في يديك أميّا لا ينتفع بي، فتقتلني، فرأيت بترك سجدة أهون من القتل، وخطر سجدة أهون من الكرب والبلاء الذي أنت فيه، فتركت السجود نظرا لي ولك، فقال بخت نصّر: لم يكن قطّ أوثق في نفسي منك حين وفيت لإلهك، وأعجب الرجال عندي الذين يوفون لأربابهم بالعهود، فهل عندك علم بهذه الرؤيا التي رأيت؟ قال: نعم. عندي علمها وتفسيرها. رأيت صنما «2» عظيما رجلاه في الأرض ورأسه في السماء. أعلاه من ذهب، ووسطه من فضة، وسفله من نحاس، وساقاه من حديد، ورجلاه من فخار «3» ، فبينا كنت تنظر إليه قد أعجبك حسنه، وإحكام صنعته، قذفه الله حتى طحنه «4» ، فاختلط ذهبه، وفضته، ونحاسه، وحديده، وفخّاره، حتى يخيل لك أنه لو اجتمع جميع الإنس والجن على أن يميزوا بعضه من بعض لم يقدروا على ذلك، ولو هبّت ريح لأذرّته، ونظرت إلى الحجر الذي قذف به يربو ويعظم، ويكبر حتى ملأ الأرض كلها، فصرت لا ترى إلّا السماء والحجر، قال له بخت نصّر: صدقت هذه الرؤيا فما تأويلها؟ فقال دانيال: أما الصنم فأمم مختلفة في أول الزمان وفي وسطه وفي آخره، وأما الذهب فهذا الزمان وهذه الأمة التي أنت فيها، وأنت ملكها، وأما الفضة، ابنك من بعدها تملّكها، وأما النحاس فأما الروم، وأما الحديد ففارس، وأما الفخّار فأمتان تملكها امرأتان، إحداهما في مشرق اليمن، والأخرى في غربي الشام، وأما الحجر الذي قذف به الصنم، فدين يقذف الله به هذه
পৃষ্ঠা - ৩২৩৩২
الأمم في آخر الزمان ليظهره عليها، يبعث الله نبيا أمّيا من العرب، فيدوّخ الله به الأمم والأديان كما رأيت الحجر دوّخ أصناف الصنم، ويظهره على الأديان والأمم، كما رأيت الحجر ظهر على الأرض وانتشر فيها حتى ملأها، فيحق الله به الحق، ويزهق به الباطل، ويهدي به أهل الضلال، ويعلّم به الأميين، ويقوّي به الضّعفة، ويعز به الأذلّة، وينصر به المستضعفين، قال له بخت نصّر: ما أعلم أحدا استعنت به منذ وليت الملك على شيء غلبني غيرك، ولا لأحد عندي يد أعظم من يدك، وأنا جازيك بإحسانك، فاختر من ثلاث خلال أعرضهن عليك: واحدة إن أحببت أن أردّك إلى بلادك وأعمر لك كل شيء خرّبته، وإن أحببت كتبت لك أمانا تأمن به حيث ما سلكت، وإن أحببت أن تقيم معي، فأواسيك. قال: أما قولك: تردّني إلى بلادي وتعمر لي ما خربت؛ فإنها أرض كتب الله عليها الخراب وعلى أهلها الفناء إلى أجل معلوم، وليس تقدر على أن تعمر ما خرب الله عز وجل، ولا تردّ أجلا أجّله الله حتى يبلغ الكتاب أجله، وينقضي هذا البلاء الذي كتب الله على إيلياء وأهلها، وأما قولك: إنك تكتب لي أمانا آمن به حيث ما توجهت؛ فإنه لا ينبغي أن أطلب مع أمان الله أمان مخلوق، وأما ما ذكرت من مواساتك؛ فإن ذلك أوفق لي يومي هذا حتى يقضي الله فينا قضاءه، فجمع بخت نصّر ولده وحشمه وأهل العلم والرأي، فقال لهم: هذا رجل حكيم قد فرّج الله عني الكرب الذي عجزت عنه به، وإنّي قد رأيت أن أوليه أمركم، فخذوا من أدبه وحكمته، وأعظموا حقه، فإن جاءكم رسولان أحدهما مني والآخر من دانيال، فآثروا حاجته على حاجتي، ونزل منه دانيال بأفضل المنازل، وجعل تدبير ملكه إليه، فلما رأى ذلك عظماء أهل بابل حسدوا دانيال، واجتمعوا إلى بخت نصّر، فقالوا له: لم يكن على الأرض ملك أعزّ من ملكنا ولا أعظم، ولا قوم أهيب في صدور أهل الأرض منا حتى دانت لنا الأرض، واعترفت لنا الأمم، فليس يطمع فينا أحد، وإنا نخبرك أن الأمم قد طمعوا فينا منذ قلّدت أمر ملكك هذا العبد الإسرائيلي، وإنك لم تفعل هذا حتى أنكرت عقلك ورأيك، وعجزت عن السياسة، وقد نصحناك، فقال لهم بخت نصّر: ما أنكرت عقلي ولا رأيي، ولا تزيدني الأيام إلّا تجربة وعلما، ولكنه كان نزل بي ما رأيتم، فعجز عنه رأيي، وعجزتم أنتم، ففرّج عني، فماذا تنقمون أن عمدت إلى أحكم أهل الأرض فاستعنت به مع رأيي، وكلّ ذلك أريد به صلاح أمركم وقوام ملككم؟ قالوا: فإن كان كما تقول، أفليس يخبرك أن له ربا عظيما هو الذي يدبّر له أمره ويطلعه على الغيب؟ قال بخت نصّر: بلى، يزعم أنّ له ربا لولاه لم يك شيئا، ولا يعلم شيئا. قالوا له: هذا العبد الضعيف قدر على أن يتخذ إلها يخبره بما شاء،
পৃষ্ঠা - ৩২৩৩৩
فكيف لا تقدر أنت في مثل خطرك وعظم ما أوتيت من الملك على أن تتخذ إلها، فيخبرك بحاجتك ويكفيك ما أهمّك، وتستغني به عن الناس، ونحن لك على ذلك مؤازرون؟ قال بخت نصّر: فأنتم وذاك. قالوا: فأعطا الطاعة والسلطان حتى نفرغ مما تريد، ففعل بهم ذلك، فعلموا صنما طوله في السماء سبعون ذرعا وعرضه عشرون ذراعا من الألواح ثم دسروه «1» بالحديد والمسامير، وألبسوه الذهب، وكلّلوه بالياقوت وألوان الجوهر، ثم صنعوا له عيدا عظيما، وذبحوا له الذبائح، وواعدوا الناس لذلك اليوم يجتمعون فيه، فيعبدون ذلك الصنم ويسجدون له، واتخذوا أخدودا في الأرض، فأوقدوا فيها نارا عظيمة، وهم أصحاب الأخدود، وكانت الأخدود باليمن وببابل، فأما الذي كان باليمن فاتخذه يوسف ذو نواس الحميري «2» ، وهو الذي ملك حمير، وكان صاحب عنفصير «3» ، وهو الذي قتل الناس وأحرقهم بالنار ليدعوا الإسلام «4» . وكانت الأخدود الأخرى ببابل اتخذها بخت نصر، فلما اجتمع الناس يوم عيدهم، أمروهم بالسجود لذلك الصنم فسجدوا، فمن أبي حرّقوه في تلك الأخدود، وكان بخت نصّر سبى من إيلياء سبعين ألف غلام، فقسمهم في ملوك بابل، ما خلا دانيال وميشائيل وميخائيل وعيصو ومرنيوس «5» فأقاموا بذلك زمانا يستخدمونهم حتى أدرك الوصفاء، فأنكر أهل بابل شأنهم، فقالوا لبخت نصّر: إنا أنكرنا شأننا منذ أدرك عبيدنا، فإنا نحب أن تنفيهم منا فتخرجهم عنا، أو تأذن لنا فنقتلهم. فقال لهم: أنتم وذاك. قال: فقتلوهم جميعا، وبقي هؤلاء العدّة التي في يدي الملك «6» ، فكانوا يدعون الله ويقولون: يا رب قد عذبت آباءنا
পৃষ্ঠা - ৩২৩৩৪
بذنوبهم فما بالنا؟! فأوحى الله إلى دانيال: إنّي مخلّصهم، فعطف عليهم بخت نصّر فلم يقتلهم، فلما أخرجوا صنمهم ليوم عيدهم، دعوا هؤلاء العدّة من بني إسرائيل، فقالوا لهم: اسجدوا لآلهتنا، فقالوا: إنّ هذا ليس بإله نسجد له، إنما هو خشب عملته الرجال، فإن شئتم سجدنا للذي خلقه فاغتنموا خلافهم ليحرقوهم وليغيظوا بهم دانيال، فكتفوهم ثم رموا بهم في تلك النار فباتوا فيها حتى أصبحوا، فاطّلع بخت نصّر عليهم من قصره، فرأى فيها خمسة نفر في النار، ورأى خامسهم خلقا عظيما له ريش، فرأى النار قد عادت جليدا، وإذا صاحب الريش يكنفهم ويلحفهم بريشه من برد الجليد، فلما نظر بخت نصّر إلى ذلك امتلأ رعبا، فدعا قومه فقال: كم كنتم ألقيتم في النار؟ قالوا: أربعة. قال: فإنّ معهم خامسا له ريش وهيبة وجسم لا يقدر قدرها. قالوا: ليس لنا به علم، فدعا دانيال، فسأله. فقال: هؤلاء الأربعة أعرفهم فمن الخامس صاحب الريش؟ قال دانيال: الخامس الذي وكله الله بالظّل والبرد والثلج والجليد، وهذه الخزائن بيده، فأرسله إلى هؤلاء الفتية حتى صيّر النار جليدا حتى لا يضرّهم برد الجليد. وقيل: إن دانيال قال لبخت نصّر لما سأله عن الخامس، قال: ذاك جبريل بعثه الله إليهم يروّح عنهم ويؤنسهم، وقيل: إن بخت نصّر قال لدانيال: ألا أعلمتني حين عرض لهم فأحول بينهم وبين ما صنعوا بهم! قال دانيال: حملني على ذلك الرفق بك لما أدخل عليك أهل مملكتك ووثقت لهم بنصر الله، وأن الله لم يخذلهم، وأردت أن يرى قومك عزة الله وسلطانه وكيف يعزّ أولياءه، فأمر بهم فأخرجوا من النار. قال وهب: لما وقفوا بين يدي بخت نصّر قال: كيف بتّم البارحة؟ قالوا: بأفضل ليلة مرت علينا منذ خلقنا، قال بخت نصّر: وهي أفضل من لياليكم في بلادكم؟ قالوا له: سبحان الله ومتى كنا نطمع في بلادنا ملائكطة الرحمن أن يلحفونا بالريش، ويردون عنا أذى البرد، ويستغفرون لنا، ويصافحونا! فأمرهم أن يلحقوا بدانيال فأكرمهم، فلم يزالوا حتى أتى على ذلك ثلاث سنين، ثم إن بخت نصّر رأى رؤيا أهول وأعظم مما كان رأى، فأرسل إلى عظماء قومه، فقال لهم: إني قد رأيت في مضجعي هذا ولم أتحوّل عنه رؤيا فيما يخيّل إليّ أشدّ من الأولى، وخشيت أن يكون فيها هلاكي وهلاككم، وذهاب ملككم وقد نسيتها فما ترون؟ فجعلوا علة عجزهم دانيال، فقالوا: إنك عمدت إلى أسحر العالمين فوضعته عند رأسك، فهو يفزعك بسحره، ويريك الأحلام لينال منك المنزلة والكرامة، فشأنك وشأنه، وقد عمّرت قبله زمانا لا ترى شيئا تكرهه. وأنت مستغن برأيك، فأدخلت على نفسك هذا البلاء، فقال لهم بخت نصّر: أما عندكم غير هذا؟ قالوا: لا. قال: اخرجوا عني، ثم دعا دانيال، فقال:
পৃষ্ঠা - ৩২৩৩৫
إنّي قد رأيت في مضجعي هذا ولم أتحوّل عنه رؤيا قد نسيتها هي عندي أعظم من الأولى فهل عندك علمها؟ قال: نعم. قال: إذا فاقصصها عليّ، قال دانيال: رأيت شجرة عظيمة أصلها ثابت وفرعها ذاهب في السماء، في فرعها طير السماء كلّه، وفي ظلّها وحوش الأرض وسباعها كلّها، فبينا أنت تنظر إليها، وقد أعجبك حسنها وعظمها وخضرتها، والذي جمع الله في فرعها من الطير، وفي ظلها من الوحوش؛ إذ أقبل ملك يحمل حديدا كأنه الفأس على عاتقه، وهو يؤمّ الشجرة؛ إذ ناداه ملك من فوقه من باب من أبواب السماء فقال له: ما أمرك ربك في هذه الشجرة؟ قال: أمرني أن لا أدع منها شيئا، فناداه الملك من فوقه: إنّ الله يأمرك أن لا تستأصلها من أصلها خذ بعضها وأبق بعضها، فنظرت إلى الملك قد ضرب رأسها بالفأس فانقطع منها بعض أغصانها، وتفرّق ما كان فيها من الطير، وما كان في ظلّها من السباع، وبقي الجذع متغيّرا قد تغيّر حسنه وخضرته لا هيئة له. قال بخت نصّر: هذه الرؤيا التي رأيتها فما تأويلها؟ قال دانيال: أنت الشجرة، وما رأيت في رأسها من الطير فولدك وأهلك وحشمك، وما رأيت في ظلّها من السباع والوحوش فخولك وعبيدك ورعيّتك، كانوا في ظلّلك وملكك، وقد أغضبت الله فيمابايعت هؤلاء عليه من عمل هذا الصنم، فإنهم لن يأتوا بمثل الله أبدا، فذكر الله بك عند ما أراد من هلاكك فصفح عنك، ثم رأيت الملك وقد همّ أن يستأصل الشجرة من أصلها، فناداه الآخر من فوقه أن يأخذ منها ويبقي منها، وكذلك يصنع الله بك يأخذ منك ويبقي. قال بخت نصّر: وكيف يفعل بي؟ قال: يبتليك ببدنك، يعرّفك به قدرته، فلا يدع صورة مما خلق وأخرى فيها الروح إلّا مسخك فيها، فلبثت في ذلك البلاء سبع سنين، ولو شاء أن يجعل ذلك في أوشك من طرفة عين لفعل، ولكن ليطول عليك البلاء ويعرفك أنه ليس لك من دونه وال، ولا يملك لك أحد معه شيئا، ثم لا يحوّلك في صورة من تلك الصور إلّا كنت ملك ذلك الجنس وتعلوه وتقهره، فإذا انقضت السبع سنين رجعت إنسانا كما كنت أول مرة، فقال بخت نصّر: فهل يقبل ربك مني توبة أو فدية أو رجعة؟ فقال: لا، حتى يعرّفك قدرته وينفذ قضاءه فيك. قال: فلما قال هذا اعتزل ملكه وأهله ووكّل ابنه، وأمره أن يكون السائس دانيال، وأغلق عليه أبوابه وقعد يبكي على نفسه، فمكث في البكاء سبعة أيام، فلما غمّه البكاء ظهر فوق بيته يتروّح من غمّ ما هو فيه، فساعة ظهر أنبت الله له ريشا وزغبا، وجعل له مخاليب ومنقارا، فصار عقابا، ثم ذهب يطير فلا يقوم له طير في السماء إلّا قهره، وتحدّث به أصحاب النّسور الذين يصيدون الطير فقالوا: إنه حدث في السماء طير عظيم على صورة العقاب لا يقوم له شيء ولا يطيقه إنسان، ثم حوّله
পৃষ্ঠা - ৩২৩৩৬
فرسا، فتحدّث به أصحاب الأرمال «1» ، وقالوا: إنه حدث في المروج حصان من الخيل ما رأينا مثله عظما وجسما، لا يقوم له شيء، ولا يرومه إنسان، فجعل لا يمسخ في شيء إلا ذكر عظمه وقوته وتحدّث بذلك، فلم يزل في ذلك سبع سنين وولده وملكه على حاله لم يتغيروا، ولم يحدثوا فيه شيئا، وكان يأمرهم دانيال أن لا يغيّروا من أمره شيئا حتى يرجع إليهم. وفي رواية، وكان إذا مسخ في جنس ذكرا فاشتهى الإناث واغتلم حوّله أنثى، فأحرم «2» واشتهى الذكور حوّله الله ذكرا، فكان لا يصل إلى شهوته من الجماع، ولا يوصل إليه. قالوا: وكان آخر خلق مسخ فيه بخت نصّر البعوضة، فأقبل في صورتها يطير حتى دخل بيته، فحوّله الله إنسانا، فاغتسل بالماء ولبس المسوح «3» ، وألقى جفن «4» سيفه، ثم خرج به صلتا «5» يتوكأ عليه حتى برز إلى جنّاته، فأمر بجمع قومه فاجتمعوا كأجمع ما كانوا قطّ، ثم قال: يا أيها الناس إنّي وإياكم كنا نعبد من دون الله ما لا يضرنا ولا ينفعنا، ولا يخلقنا ولا يرزقنا، ولا يميتنا ولا يحيينا، ولا يملك لنا من الله شيئا، وإنّه قد تبيّن لي من قدرة الله في نفسي أن لا إله إلّا إله بني إسرائيل، فمن بايعني على هذا أو أجابني إليه، فأنا منه وهو مني، وأنا وهو في الحق سواء، ومن أبى وخالف ضربته بسيفي هذا، وأشار به إليهم- وكان فيهم مهيبا- حتّى يحكم الله بيني وبينه، ألا وإنّي قد أجّلتكم يومي هذا، فإذا أصبحت فأجيبوني، ثم انصرف عنهم، فساعة دخل بيته وقعد على فراشه قبض الله روحه. فقال وهب بن منبّه:
পৃষ্ঠা - ৩২৩৩৭
سألني ابن عباس عن قصة بخت نصّر فقصصتها عليه، فقال ابن عباس: ما شبّهت إيمانه إلّا بإيمان سحرة فرعون حين قالُوا: آمَنَّا بِرَبِّ هارُونَ وَمُوسى [سورة طه، الآية: 70] . وكان وهب بن منبّه يقول: لما مسخ بخت نصّر كان في ذلك يعقل عقل الإنسان، ثم ردّ الله روحه فدعا إلى توحيد الله، وقال: كل إله باطل إلّا إله السماء. قال بكار: فقيل لوهب: أمؤمنا مات؟ فقال: وجدت أهل الكتاب قد اختلفوا فيه، فقال بعضهم: قد آمن قبل أن يموت، وقال بعضهم: قتل الأنبياء، وحرّق الكتب، وخرّب بيت المقدس، فلن تقبل منه التوبة. وقيل: إن بخت نصّر لما قتل بني إسرائيل وخرّب بيت المقدس، وسار بسبايا بني إسرائيل إلى أرض بابل، فسامهم سوء العذاب، فأراد أن يتناول السماء، فجمع بني إسرائيل وعظماء أهل بابل ممن عنده علم، فقال لهم: إنّي قد قهرت أهل الأرض، فأريد أن أتناول ملك السماء، فهل عندكم علم أو حيلة أصعد إلى السماء؟ فقالوا: لا. فقال لهم: انطلقوا فاطلبوا لي حيلة أصعد بها إلى السماء. فسلّط الله عليه بعوضة، فدخلت منخره، فوقعت في دماغه فلم تزل البعوضة تعذّبه وتأكل دماغه، فلم يزل ينطح رأسه على الحجر حتى مات، ثم أوصى أن شقّوا هامته فينظروا ما كان فيه. قال: ففعلوا، فرأوا قدرة الله، فإذا هم ببعوضة قد تعلّقت بدماغه. والله أعلم أي ذلك كان. قالوا: وملك بخت نصّر خمس وأربعون سنة، منها تسع عشرة سنة قبل خراب أورشلم- وهي بيت المقدس- وسباء بابل، وست وعشرون سنة بعد الخراب. قالوا: كان أمره بعد ما رفع عيسى بن مريم، وقيل: كان قبل عيسى بن مريم، وقيل: كان قبل الاسكندر والمسيح بأكثر من ثلاث مئة سنة. قالوا: ومن زمن آدم إلى سبي بابلأربعة آلاف وتسع مئة وثمان عشرة سنة.
পৃষ্ঠা - ৩২৩৩৮
[9737] [بختيار السلار نائب طغتكين «1» على دمشق. كان ورعا نزها حسن السيرة، وافر الحرمة، يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، كثير المحاسن. حزن الناس عليه لما مات، وولي ابنه عمر السلار بعده سنة إحدى عشرة وخمسمئة] . [9738] بخيت «2» بن محمد بن حسّان البسريّ «3» [قال ابن ماكولا] «4» : [أما «5» ] بخيت أوله باء مضمومة وخاء معجمة مفتوحة وآخره تاء معجمة باثنتين من فوقها هو: بخيت بن أبي عبيد البسري. [حكى عن أبيه] «6» : من أهل بسر «7» . كان أبوه من كبار الزهاد. [حكى عن أبيه. روى عنه أبو بكر الهلالي، وأبو العباس أحمد بن معز الصوري الجلودي، وأبو زرعة الحسيني، ومعاذ بن أحمد الصوري، وأبو بكر محمد بن منصور بن بطيش الغساني. وأبو بكر بن معمر الطبراني. __________ [9737] استدركت ترجمته بكاملها عن الوافي بالوفيات 10/86. [9738] تقدمت ترجمته في 52/278 رقم 6206.
পৃষ্ঠা - ৩২৩৩৯
حدث عن أبيه بكتاب: قوام الإسلام، وبكتاب الطبيب] «1» . قال أبو بكر الهلالي: اجتمع أصحاب الحديث بطبريّة إلى بخيت بن أبي عبيد البسري، فسألوا أن يملي عليهم حديثا، فقال: ما أحبّ أن ألقى الله وأنا صاحب حديث. قالوا: فاحك لنا عن أبيك شيئا، فقال: سمعت أبي يقول: البيت خال والكباش تنتطح فمن نجا برأسه فقد ربح «2» [9739] بدر بن الهيثم بن خالد بن عبد الرحمن وقيل: بدر بن الهيثم بن نصر مولى بني هاشم الدّمشقي. حدّث عن سليمان بن عبد الرحمن بسنده عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «طاعة الإمام حقّ على المرء المسلم، ما لم يأمر بمعصية الله، فإذا أمر بمعصية الله عزّ وجل فلا طاعة له» [14044] . [9740] بدر بن عبد الله أبو النّجم مولى المعتضد بالله المعروف بالحمامي وبالكبير. قدم دمشق من مصر ممدّا لأميرها طغجّ بن جفّ «3» الفرغاني في خلافة المكتفي من __________ [9740] ترجمته في تاريخ بغداد 7/105 والوافي بالوفيات 10/94 وأمراء دمشق في الإسلام ص 35 والأنساب (الحمامي) 2/255 وولاة مصر للكندي ص 268، 271، 280، 281. وتحفة ذوي الألباب 1/331 والنجوم الزاهرة 3/205. والحمامي بفتح الحاء المهملة وتخفيف الميم هذه النسبة إلى الحمام، - التي هي الطيور- واقتنائها (الأنساب) .
পৃষ্ঠা - ৩২৩৪০
قبل الطّولونية لما حاصر القرمطيّ «1» دمشق، فلقيه بكناكر «2» ، فقتل القرمطي، وانظرف إلى طبريّة راجعا إلى مصر، ثم رجع من الطريق واليا على دمشق من قبل هارون بن خمارويه ابن أحمد بن طولون، فقدمها في شعبان سنة تسعين ومئتين. [قال أبو بكر الخطيب] «3» : أخبرنا أبو نعيم، حدثنا أبو بكر محمد بن بدر الأمير حدثنا أبي أبو النّجم بدر الكبير عن عبيد الله بن محمد بن رماحس قال: حدثنا أبو عمرو زياد بن طارق قال: سمعت أبا جرول زهير بن صرد الجشمي قال «4» : لما أسرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين يوم هوازن، وذهب يفرّق السّبي، أتيته فأنشأت أقول: امنن علينا رسول الله في كرم فإنّك المرء ترجوه وننتظر «5» امنن على بيضة قد عاقها «6» قدر مشتّت «7» شملها في دهرها غير أبقت لنا الحرب هتافا «8» على حزن على قلوبهم الغمّاء والغمر «9» إن لم تداركهم «10» نعماء تنشرها يا أرجح الناس حلما حين يختبر امنن على نسوة قد كنت ترضعها إذ فوك يملؤه «11» من محضها الدّرر
পৃষ্ঠা - ৩২৩৪১
إذ أنت طفل صغير «1» كنت ترضعها وإذ يزينك ما تأتي وما تذر لا تجعلنّا كمن شالت نعامته «2» واستبق منا فإنا معشر زهر إنا لنشكر للنّعماء إذا كفرت «3» وعندنا بعد هذا اليوم مدّخر فألبس «4» العفو من قد كنت ترضعه من أمهاتك إن العفو مشتهر يا خير من مرحت كمت الجياد به عند الهياج إذا ما استوقد الشّرر إنا نؤمّل عفوا منك تلبسه هذي البريّة إذ تعفو وتنتصر فاعف «5» عفا الله عما أنت راهبه يوم القيامة إذ يهدى لك الظّفر «6» فلما سمع هذا الشعر، قال صلّى الله عليه وسلّم: «ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم» . وقالت قريش: ما كان لنا فهو لله ولرسوله، وقالت الأنصار: ما كان لنا فهو لله ولرسوله [14045] . قال أبو نعيم الحافظ «7» : بدر الأمير أبو النجم [يعرف ببدر الأستاذ الكبير، مولى أمير المؤمنين المعتضد أحمد بن طلحة] «8» قدم أصبهان سنة ثلاث وثمانين ومئتين لإخراج عمر بن عبد العزيز أخي أحمد بن عبد العزيز إلى مدينة السلام، وقدمها أيضا واليا عليها سنة خمس وتسعين ومئتين في رمضان، فتولاها إلى صفر من سنة ثلاث مئة، وكان عادلا حسن السيرة، منع من نزول الجند في الدّور إلّا بالكراء الوافي، وكان يقرّب أهل العلم، ويرفع منهم. وقال أبو نعيم أيضا: كان عبدا صالحا مجاب الدّعوة «9» .
পৃষ্ঠা - ৩২৩৪২
قال أبو بكر الخطيب «1» : [بدر أبو النجم مولى المعتضد بالله المعروف بالحمامي، ويسمى بدر الكبير] «2» ولي الإمارة في بلدان جليلة، وكان له من السلطان منزلة كبيرة، وتولّى الأعمال بمصر مع ابن طولون، إلى أن فسد أمر ابن طولون وقتل، فقدم بدر بغداد، فأقام بها مدّة، ثم ولّاه السلطان بلاد فارس، فخرج إلى عمله وأقام هناك إلى أن توفي. [وقد حدث عن هلال بن العلاء الرقي، وعبيد الله بن محمد بن رماحس الرملي. روى عنه ابنه محمد بن بدر] «3» . حدّث جحظة «4» قال: كنت بحضرة المعتضد ذات يوم، فأمرني أن أغنّي صوتا فغنّيت، ثم استعاده دفعة أخرى، وطرب له طربا شديدا، فأمر لي بمئة درهم، وقال: عرّجوا به على بدر- يريد صاحب جيشه- فقلت: لعله أن يوجد مما أطلق لي حقّ الجراية «5» ، فلما وثب أمير المؤمنين حملني الخادم إلى قصر بدر، فرأيت مجلسا أحسن من مجلس الخليفة، وفيه من الغناء طرائقه، فلما رآني وثب وأجلسني في دسته «6» وقال له الخادم: هذه تحفة أمير المؤمنين، فأكرمني، فغنيّته ثلاثة أصوات، فلما سمعهنّ أمر لي بمئة ألف درهم، وعشرة تخوت «7» ثياب، وشهريّ «8» ليّن الركوب، وغلام أسود. وانصرفت وعدت إلى مجلس أمير المؤمنين في الغد، فغنيته صوتا فأطربه، فأمر لي بالجائزة فقلت: يا أمير المؤمنين ويعرج بي علي بدر، فقال: ذلك لا يعاود.
পৃষ্ঠা - ৩২৩৪৩
[قال أبو بكر الخطيب: أنبأنا إبراهيم بن مخلد] «1» ، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي قال «2» : ورد الخبر في ربيع الأول سنة إحدى عشرة وثلاث مئة بموت بدر غلام ابن طولون المعروف ببدر الحمامي، وكان أميرا على بلاد فارس كلها وكورها، وقد طالت أيامه بها، وصلحت بمكانه، والسلطان حامد لأمره فيها، وشاكر إلى مكانه بها، فورد الخبر بوفاته، وأن ابنه محمدا قام بالأمر هناك، وسكن الناس، وضبط ما تهيأ له ضبطه، فأمر السلطان أن يكتب إليه بالولاية مكان أبيه [ويكتب إلى من معه من القواد بالسمع والطاعة، فنفذت الكتب بذلك] «3» ، وتأمّر على بلاد فارس، وأطاعه الناس. وقيل: مات بدر بشيراز وهو أمير على فارس «4» . [9741] بدر بن عبد الله أبو النّجم الأرمني التاجر المعروف بالشّيحي، عتيق عبد المحسن بن محمد قدم دمشق دفعات. [سمع أبا جعفر ابن المسلمة، وأبا بكر الخطيب، وأبا الغنائم ابن المأمون، وعدة. روى عنه: السمعاني، وابن عساكر، وأبو موسى المديني، وابن الجوزي، ومحمد بن هبة الله الوكيل] «5» . حدّث عن أبي محمد الصّريفيني بسنده عن شعبة عن ثابت قال: __________ [9741] ترجمته في الأنساب (الشيحي) ، واللباب (الشيحي) 2/221 وتحرف فيه إلى: «برد» وسير أعلام النبلاء 14/530 (4798) (ط دار الفكر) والنجوم الزاهرة 5/262 والمنتظم 17/330 وفيات سنة 532. والشيحي بكسر الشين المعجمة وسكون الياء المثناة التحتية وفي آخرها الحاء المهملة، هذه النسبة إلى شيحة وهي قرية من قرى حلب. تصحفت في المنتظم إلى الشيخي. بالخاء المعجمة: عبد المحسن بن محمد بن علي بن أحمد بن علي بن شهدانكه أبو منصور الشيحي البغدادي، ترجمته في سير الأعلام 14/204 (4478) (ط دار الفكر) .
পৃষ্ঠা - ৩২৩৪৪
كان أنس ينعت لنا صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم يقوم فيصلي فإذا قال: سمع الله لمن حمده، يقوم حتى نقول قد نسي. [قال ابن الجوزي] «1» : [كان سماعه صحيحا] «2» . [قال الذهبي] «3» : [كان عريا من الفضيلة، يقال: طلب منه أن يجيز، فقال: كم ذا! ما بقي عندي إجازة. عاش ثمانين سنة] «4» . [قال السمعاني] «5» : [كتبنا عنه أجزاء] «6» . توفي بدر ببغداد في ليلة السبت التاسع من رمضان سنة اثنتين وثلاثين وخمسمئة [ودفن بباب حرب عند مولاه] «7» . [9742] [بدر بن عبد الله الأرمني المعروف بأمير الجيوش الأمير الوزير الجمالي. اشتراه جمال الملك بن عمار الطرابلسي ورباه، فترقت به الأحوال إلى الملك. [ولي «8» إمرة دمشق للمستنصر «9» فقدمها يوم الأربعاء ثالث عشرين شهر ربيع الآخر __________ [9742] ترجمته في سير الأعلام 14/158 (4444) (ط دار الفكر) والكامل لابن الأثير (الفهارس) والبداية والنهاية (الفهارس) والوافي بالوفيات 10/95 والنجوم الزاهرة 5/141 العبر 3/320 وفيات الأعيان 2/448 وتحفة ذوي الألباب 2/46 وأمراء دمشق للصفدي ص 35 وتاريخ ابن القلانسي ص 91 وشذرات الذهب 3/383. وسقطت ترجمته بكاملها من مختصر ابن منظور.
পৃষ্ঠা - ৩২৩৪৫
سنة خمس وخمسين وأربعمئة، فأقام فيها إلى أن جرى بينه وبين الجند والرعية ما خاف منه على نفسه، فخرج منها هاربا إلى ليلة الأربعاء لأربع عشرة ليلة خلت من شهر رجب سنة ست وخمسين. ثم إنه قدمها مرة ثانية في سنة ثمان وخمسين وأربعمئة في يوم الأحد سادس شعبان واليا عليها وعلى الشام بأسره، فوقع الخلاف بينه وبينهم مرة ثانية في يوم الجمعة تاسع عشرين جمادى الأولى سنة ستين وأربعمئة فهرب وخرب القصر الذي خارج باب الجابية خرابا لم يعمر بعده، وولي دمشق بعد هروبه عنها. وفي المرة الثانية جرت بينهم حروب وأحرق أهل البلد القصر. ونهبوا ما فيه ثم عاد إلى دمشق مقاتلا في يوم الأربعاء ثامن عشرين شهر رمضان سنة ستين، وأقام على مسجد القدم بعسكر يكثر عدده وتوجه إلى مصر] . [قال الذهبي] «1» : [قيل «2» : بل ركب البحر من صور إلى دمياط لما علم باضطراب أمور مصر، وشدة قحطها فهجمها بغتة، وسرّ بمقدمه المستنصر الإسماعيلي وزال القطوع عنه، والذل الذي قاساه من ابن حمدان «3» وغيره، فلوقته قتل عدة أمراء كبار في الليل، وجلس على تخت الولاية، وقرأ القارىء: وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ [سورة آل عمران، الآية: 123] [ولم يتم الآية، فقال المستنصر: لو أتمها ضربت عنقه] » وردت أزمة الأمور إليه، فجهز جيشا إلى دمشق، فلم يظفروا بها. أنشأ بالاسكندرية جامع العطارين، وكان بطلا شجاعا مهيبا من رجال العلم] . [كان من الرجال المعدودين في ذوي الآراء وقوة العزم والشهامة وكان وزير السيف والقلم، وإليه قضاء القضاة والتقدم على الدعاة، وساس الأمور أحسن سياسة] «5» . [قصد علقمة بن عبد الرزاق العليمي باب بدر فرأى عليه أشراف الناس وكبارهم
পৃষ্ঠা - ৩২৩৪৬
وشعراءهم فلم يحصل لأحد دخول إليه، فبينا هم كذلك إذ خرج بدر يريد الصيد، فخرج علقمة في أثره وأقام إلى أن رجع من صيده، فلما أقبل علا نشزا من الأرض، ثم جعل في عمامته ريشتي نعامة، ولما قرب منه أومأ برقعة كانت معه وأنشأ فيها يقول: نحن النجار وهذه أعلاقنا درّ وجود يمينك المبتاع قلّب وفتشها بسمعك إنما هي جوهر تحتاره الأسماع كسدت علينا بالشآم وكلما قلّ النفاق تعطل الصناع فأتاك يحملها إليك تجارها ومطيها الآمال والأطماع حتى أناخوها ببابك والرجا من دونك السمسار والبياع فوهبت ما لم يعطه في دهره هرم ولا كعب ولا القعقاع وسبقت هذا الناس في طلب العلى فالناس بعدك كلهم أتباع يا بدر أقسم لو بك اعتصم الورى ولجوا إليك جميعهم ما ضاعوا فالتفت بدر إلى أصحابه وخاصته وقال: من أحبني فليخلع على هذا الشاعر. قال علقمة: فو الله لقد خرجت من عنده ومعي سبعون بغلا تحمل الخلع، وأمر لي بعشرة آلاف درهم] «1» . [مات بمصر سنة ثمان وثمانين وأربع مئة] «2» . [9743] [بدر الإخشيذي مولى الأخشيذ محمد المعروف ببدير ولي دمشق من قبل مولاه الإخشيذ في أيام الراضي في ذي الحجة سنة سبع وعشرين وثلاثمائة. فقدم محمد بن رائق وزعم أن المتقي ولاه دمشق، فجلا بدير عن دمشق بعد وقعة وقعت بينهما، ثم وليها ثانية في سنة ست وثلاثين وثلاثمائة من قبل كافور، وليها سنة ثم عزل __________ [9743] ترجمته في تحفة ذوي الألباب 1/355 والوافي بالوفيات 10/94 وأمراء دمشق ص 17. وقد سقطت ترجمته من مختصر ابن منظور.
পৃষ্ঠা - ৩২৩৪৭
عنها، ووليها أبو المظفر الحسن بن طغج، وقبض على بدير في سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة] «1» . [9744] [بدر الشّمولي مولى شمول الكافوري ولي إمرة دمشق نيابة عن أبي محمود المغربي «2» الذي كان أمير الأمراء بالشام في أيام المعز يوم الأربعاء لسبع عشرة ليلة خلت من المحرم سنة أربع وستين وثلاثمائة، فأقام بها أياما ثم عزل عنها في مستهل ربع الأول من السنة] . [9745] بدر العطار أبو النجم ولي إمرة دمشق خلافة لأبي الفتح مظفر المنيري لما استدعي إلى مصر، وذلك في يوم الاثنين لثلاث بقين من شهر ربيع الأول سنة إحدى وأربعمئة. قال ابن النحوي: ثم وليها في سنة ست وأربعمئة خلافة لأبي عبد الله محمد بن بزال «3» حين سار عنها معزولا بساتكين «4» ، ثم وليها في شهر رجب سنة إحدى عشرة وأربعمئة بعد فتنة ولي العهد، وولي بعده أبو المطاع بن حمدان «5» ولايته الثالثة. وكانت مدة ولاية بدر الأولى ستة أشهر إلّا خمسة أيام، وقدم بدر واليا على الغوطتين «6» والشرطة، وجبل سنير «7» ، يوم الأحد لست خلون من شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وأربعمئة] . __________ [9744] ترجمته في تحفة ذوي الألباب 1/389 وأمراء دمشق ص 36. وقد سقطت ترجمته من مختصر ابن منظور. وشمول بن عبد الله أبو الحسن الكافوري، مولى كافور الإخشيذي ترجمته في تحفة ذوي الألباب 1/369. [9745] سقطت ترجمته من مختصر ابن منظور. واستدركت ترجمته من تحفة ذوي الألباب 2/20- 21 وأمراء دمشق ص 36 وانظر تاريخ ابن القلانسي ص 66.
পৃষ্ঠা - ৩২৩৪৮
[9746] [بدر الخرشني كان أمير الأمراء ببغداد إلى أن تغلب بجكم التركي «1» ومحمد بن رائق «2» فخرج بدر إلى الشام، فولاه الإخشيذ محمد بن طغج «3» إمرة دمشق سنة ثلاثين وثلاثمائة في أيام المستكفي، وكانت ولايته لها شهرين، ومات سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة، فقلد الإمرة الإخشيذ لأبي عبد الله الحسين بن لؤلؤ] «4» . [9747] بديح مولى عبد الله بن جعفر [كان يقال له بديح المليح. وله صنعة يسيرة، وإنما كان يغني أغاني غيره. وقد روى بديح الحديث عن عبد الله بن جعفر] «5» . من أهل المدينة. حدث بديح قال: كان عبد الله بن جعفر يحدثنا قال: فأقبل علي بن أبي طالب من سفر، فلقيناه غلمة من بني عبد المطلب، فينا الحسن والحسين، فلما دفعنا إليه تناولني فضمّني إليه، فقال: يابن أخي إني معلّمك كلمات سمعتهنّ من رسول الله صلى الله عليه وسلم، من قالهنّ عند وفاته دخل الجنة: «لا إله إلّا الله الحليم الكريم- ثلاث مرات- الحمد لله رب العالمين- ثلاث مرات- تبارك الذي بيده الملك يحيى ويميت وهو على كل شيء قدير» [14046] . وعن بديح: أن عبد الله بن جعفر قدم على عبد الملك بن مروان، فأهدى له رقيقا من رقيق المدينة، فقال له يحيى بن الحكم وهو عنده: إنما أهديت لأمير المؤمنين وحشا من وحش رقيق الحجاز. __________ [9746] سقطت ترجمته من مختصر ابن منظور. واستدركت ترجمته عن تحفة ذوي الألباب 1/346 وانظر أمراء دمشق ص 145 ومعجم البلدان 2/359 والنجوم الزاهرة 3/279. والخرشني هذه النسبة إلى خرشنة، بلد قرب ملطية من بلاد الروم (معجم البلدان 2/359) . [9747] انظر أخباره في الأغاني 15/174، وفي مواضع أخرى فيها، انظر الفهارس العامة، والإكمال 1/216 وأنساب الأشراف 2/312 و 314 والوافي بالوفيات 10/103 والجرح والتعديل 1/1/437.
পৃষ্ঠা - ৩২৩৪৯
وقال له يحيى بن الحكم «1» : ما فعلت خبثة «2» - يعني المدينة؟ قال له عبد الله بن جعفر: سماها رسول الله صلى الله عليه وسلم طيبة وسميتها خبثة! وفي رواية: خالفت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما رأى الله إلّا سيخالف بينك وبينه «3» . [قال أبو الحسن المدائني: دخل عبد الله بن جعفر على معاوية ومعه بديح، فقال لبديح: هات بعض هناتك، فغنّى، فحرك معاوية رجليه، فقال ابن جعفر: ما هذا يا أمير المؤمنين؟ قال: إن الكريم طروب «4» . [قال أبو محمد بن أبي حاتم] «5» : [بديح مولى عبد الله بن جعفر روى عن عبد الله بن جعفر، روى عنه عيسى بن عمر بن موسى. سمعت أبي يقول ذلك] «6» . قال الأصمعي: قال الوليد بن عبد الملك لبديح: خذ بنا في المنى، فو الله لأغلبنّك قال: لا تغلبني. قال: بلى لأفعلنّ، قال: فستعلم، قال الوليد: فإني أبدا أتمنّى ضعف ما تتمنّى أنت فهات، قال: فإني أتمنّى سبعين كفلا من العذاب، ويلعنّي الله لعنا كبيرا، فعليك ضعف ذلك. قال: غلبتني قبّحك الله. [قال ابن ماكولا] «7» : [أما بديح بضم الباء وبالدال المهملة المفتوحة فهو بديح مولى عبد الله بن جعفر بن أبي طالب. روى عنه] «8» .
পৃষ্ঠা - ৩২৩৫০
[قال المدائني عن ابن جعدبة قال بديح: أتى ابن قيس الرقيات منزل عبد الله بن جعفر عليهما السلام، فقال: يا بديح، استأذن لي، قال: فوجدته نائما، فجئت فوضعت وجهي بين قدميه، ثم نبحت نباح الكلب الهرم، فقال: مالك ويلك؟ قلت: جعلني الله فداك ابن قيس بالباب وكرهت أن يرجع حتى يدخل إليك. فقال: أحسنت أدخله، فدخل، فأنشده: تقدت بي الشهباء نحو ابن جعفر سواء عليها ليلها ونهارها تزور فتى قد يعلم الله أنه تجود له كف يرجى انهمارها فإن مت لم يوصل صديق ولم تقم طريق من المعروف أنت منارها فقال: يا بديح أجر على الشهباء وصاحبها نزلا واسعا، وأمر لابن قيس بسبع مئة دينار ومطرف خز مملوء ثيابا من خز ووشي] «1» . [قال البخاري] : [بديح مولى عبد الله بن جعفر بن أبي طالب الهاشمي عن عبد الله بن جعفر أن النبي صلى الله عليه وسلم سمي المدينة طيبة. قال لنا عمر بن عبد الوهاب عن جويرية، وعن عيسى بن عمر بن موسى، قال عمر: عن بديح إن شاء الله] «2» . [9748] بديع بن عبد الله أبو الحسن مولى الميانجي حدّث عن مولاه القاضي أبو بكر يوسف بن القاسم المعيانجي بسنده عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أحبّوني لحبّ الله عز وجل، وأحبّوا أهل بيتي لحبيّ» [14047] .
পৃষ্ঠা - ৩২৩৫১
[9749] برد «1» بن سنان أبو العلاء القرشي «2» مولاهم من أهل دمشق سكن البصرة. [روى عن إسحاق بن قبيصة بن ذؤيب الخزاعي، وبديل بن ميسرة العقيلي، وبكير بن فيروز، وراشد بن سعد المقرائي، وسليمان بن حبيب المحاربي، وسليمان بن موسى الدمشقي، وعبادة بن نسي، وعبدة بن أبي لبابة، وعطاء بن أبي رباح، وعطية مولى السلم بن زياد، وعمرو بن شعيب، ومحمد بن جحادة، ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري، ومكحول، وميمون بن مهران، ونافع مولى ابن عمر، وواثلة بن الأسقع، وأبي هارون العبدي. روى عنه: إسماعيل بن علية، وإسماعيل بن عياش، وبشر بن المفضل، وبقية بن الوليد، وثابت بن يزيد الأحوال، وحاتم بن وردان، وحفص بن غياث، وحماد بن زيد، وحماد بن سلمة، وسعيد بن أبي عروبة، وسفيان الثوري، وسفيان بن عيينة، وشريك بن عبد الله، وطلحة بن زيد الرقي، والعباس بن الفضل الأنصاري، وعبثر بن القاسم، وعبد الله بن عقيل الثقفي، والأوزاعي، وعبد السلام بن حرب، وعلي بن عاصم الواسطي، والعلاء بن برد بن سنان، وقدامة بن شهاب، وكهمس بن المنهال، ومحرز بن عبد الله، ومعتمر بن سليمان، وهشام الدستوائي، ويحيى بن حمزة الحضرمي] «3» . [قال أبو محمد بن أبي حاتم] «4» : [برد بن سنان أبو العلاء شامي، سكن البصرة روى عن مكحول، وسليمان بن موسى، ونافع، وعبادة بن نسي، وإسحاق بن قبيصة. روى عنه الثوري، وحماد بن سلمة، سمعت أبي يقول ذلك.
পৃষ্ঠা - ৩২৩৫২
حدثنا عبد الرحمن أنا عبد الله بن أحمد بن حنبل فيما كتب إليّ قال: سألت أبي عن برد بن سنان فقال: صالح الحديث. ذكره أبي عن إسحاق بن منصور الكوسج عن يحيى بن معين أنه قال: برد [بن سنان] أبو العلاء ثقة. سألت أبي عن برد فقال: كان صدوقا وكان قدريا. سئل أبو زرعة عن برد بن سنان فقال: لا بأس به، بصري] «1» . [قال محمد بن إسماعيل البخاري] «2» : [برد بن سنان أبو العلاء الشامي، سمع مكحولا، وعبادة بن نسي، والزهري، روى عنه الثوري، قال لي عمرو بن علي: مات سنة خمس وثلاثين ومئة. قال أبو عبد الله: كان برد بن سنان قدم البصرة] » . [قال خليفة بن خياط] «4» : [وممن أتى الشامات، الطبقة الرابعة، برد بن سنان، مولى قريش مات سنة خمس وثلاثين ومئة. دمشقي] «5» . [قال إسحاق بن منصور ومعاوية بن صالح عن يحيى بن معين: ثقة. وقال عباس الدوري عن يحيى: ليس بحديثه بأس، وكان شاميا نزل البصرة. قيل كما كان حديثه؟ قال: نحو مئتي حديث. قال إبراهيم بن عبد الله بن الجنبيد: قلت ليحيى بن معين: برد بن سنان، كيف حديثه؟ قال: ليس به بأس. قال المفضل بن غسان عن يحيى بن معين: محمد بن راشد ممن هرب من مروان «6» ،
পৃষ্ঠা - ৩২৩৫৩
وهرب منه برد بن سنان وعيسى بن سنان، وليس بأخيه، فأقاموا بالبصرة ولم يرجعوا، فذاك سماع البصريين من برد بن سنان، يعني لأجل قتل الوليد. قال عمرو بن علي عن يزيد بن زريع: ما رأيت شاميا أوثق من برد. قال يعقوب بن سفيان: سألت عبد الرحمن بن إبراهيم أي أصحاب مكحول أعلى؟ فقال: - وذكر جماعة- ثم قال: ولكن زيد بن واقد وبرد بن سنان من كبارهم. وقال النسائي: ليس به بأس] «1» . حدّث عن نافع عن ابن عمر: أنه كان يؤاجر أرضه حتى ذكر رافع بن خديج أن النبيّ صلى الله عليه وسلم نهى عن كراء الأرضين، فترك ذلك [14048] . وحدّث برد بن سنان عن عطاء بن أبي رباح عن جابر بن عبد الله: أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم يعلّمه الصلاة، فجاء جبريل حين زالت الشمس، فتقدم جبريل، ورسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه، والناس خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلّى الظهر، ثم جاءه حين صار الظّل كأنه مثل شخص الرجل، فتقدّم جبريل، ورسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه، والناس خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصلى العصر، ثم جاءه جبريل حين وجبت «2» الشمس، فتقدّم جبريل، ورسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه، ثم جاءه حين غاب الشّفق، فتقدّم جبريل، ورسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه، والناس خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصلّى المغرب، ثم جاءه حين غاب الشّفق، فتقدم جبريل ورسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه، والناس خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصلى العشاء، ثم أتاه اليوم الثاني جبريل حين صار الظّل كأنه مثل شخص الرجل، فتقدم جبريل ورسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه، والناس خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصلى الظهر، ثم جاءه حين صار الظّل مثل الرجل، فتقدّم جبريل ورسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه، والناس خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصلّى العصر، ثم جاءه حين وجبت الشمس لوقت واحد، فتقدّم جبريل ورسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه، والناس خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى المغرب. قال: ثم قمنا نحو ثلث الليل، فتقدم جبريل ورسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه، والناس خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصلى العشاء الآخرة، ثم جاءه حين أضاء الفجر
পৃষ্ঠা - ৩২৩৫৪
وأضاء الصبح، فتقدم جبريل ورسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه، والناس خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصلّى الغداة، ثم قال: ما بين صلاتين وقت. قال: فسأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة؟ فصلى بهم كما صلى به جبريل، ثم قال: «أين السائل عن الصلاة؟ ما بين الصلاتين وقت» [14049] . توفي برد بن سنان سنة خمس وثلاثين ومئة «1» . ووثّقه قوم، وضعّفه آخرون قليلون، وكان قدريّا. [9750] بركات بن عبد العزيز بن الحسين بن أحمد أبو الحسن بن أبي محمد الأنماطي كان مستورا حافظا للقرآن، ولم يكن الحديث من شأنه. حدّث عن أبي بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب بسنده عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تجوّزوا في الصلاة فإن خلفكم الضّعيف والكبير وذا الحاجة» [14050] . ولد بركات ليلة نصف شعبان سنة خمس وأربعين وأربع مئة بدمشق. قال: وكان شيخا مغفّلا. حكى أبو الحسين القيسي أنه قال له: إن الناس يقولون: إن صلاتي كافرة، فقال له: إنما يقولون إنها بدعة. فقال: هو هذا. وكان يديم الخروج إلى مغارة الدّم، ويصلي بمن يكون فيها النوافل جماعة، ولم يفرّق بين بدعة وكافرة، وحكي أنّه كان يعمّم الصبيان يوم العيد. توفي يوم السبت ثامن عشر من رمضان سنة إحدى وثلاثين وخمس مئة. [9751] بركات بن عبد الواحد بن محمد بن عمرو ابن حميد بن صدقة بن معترف الهمذاني الدّمشقي سكن مصر.
পৃষ্ঠা - ৩২৩৫৫
حدّث عن عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بسنده عن عثمان بن عفان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من مات وهو يعلم أن لا إله إلا الله دخل الجنة» [14051] . [9752] بركات بن علي بن الحسين ابن مسعود أبو سعد الأردبيلي قدم دمشق مع أخيه أبي عمرو مسعود سنة إحدى وثمانين وأربع مئة. أنشد أبو سعد بركات لأبي القاسم عبد الكريم بن هوزان القشيري: وإذا سقيت من المحبّة جرعة ألقيت من فرط الخمار خماري كم تبت جهدا ثم لاح عذاره فخلعت من ذاك العذار عذاري [9753] بركة «1» الأردنّيّ ويقال: الأزديّ [قال محمد بن إسماعيل البخاري] «2» : [بركة الأردني الشامي، سمع مكحولا قوله، روى عنه محمد بن مهاجر] «3» . [قال أبو محمد بن أبي حاتم] «4» . [بركة الأزدي روى عن عمر بن عبد العزيز، ومكحول. روى عنه محمد بن مهاجر الأنصاري، سمعت أبي يقول ذلك] «5» . [قال ابن ماكولا] «6» : وأما بركة مثل الذي قبله إلا أن باءه مضمومة وراء ساكنة فهو بركة الأردني. روى عن مكحول. قال البخاري: حدث عن محمد بن مهاجر] «7» . __________ [9753] ترجمته في الجرح والتعديل 1/1/439 والتاريخ الكبير 1/2/147 والإكمال لابن ماكولا 1/234.
পৃষ্ঠা - ৩২৩৫৬
قال: توضّأ مكحول في منزلي، فأتيته بمنديل، فأبى أن يتمندل، وتمسّح ببرقة «1» قبائه «2» وقال: إنّ فضل الوضوء بركة؛ وأنا أحبّ أن لا تعدو البركة ثوبي. بركة بضم الباء وتسكين الراء. [9754] بريدة بن الحصيب بن عبد الله بن الحارث ابن الأعرج بن سعد بن رزاح بن عديّ بن سهم بن مازن بن الحارث ابن سلامان بن أسلم بن أفصى، أبو عبد الله، ويقال: أبو سهل، ويقال: أبو ساسان، ويقال: أبو الحصيب الأسلمي صاحب سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أسلم حين اجتاز به النبيّ صلى الله عليه وسلم مهاجرا إلى المدينة «3» ، وشهد غزوة خيبر، وأبلى يومئذ، وشهد فتح مكة، وكان معه أحد لواءي أسلم، واستعمله النبي صلى الله عليه وسلم على صدقات قومه؛ وكان يحمل لواءي أسامة «4» لمّا بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى أرض البلقاء بطلب قتلة أبيه بمؤتة. وخرج مع عمر إلى الشام لما رجع من سرغ «5» أميرا على ربع أسلم «6» . [روى عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه ابنه سليمان بن بريدة، وعامر الشعبي، وعبد الله بن أوس الخزاعي، وابنه عبد الله بن بريدة، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن مولة، ونفيع أبو داود الأعمى، وأبو المليح بن أسامة الهذلي، وأبو المهاجر] «7» . __________ [9754] الحصيب بمهملتين مصغرا كما في تقريب التهذيب. وترجمته في تهذيب الكمال 3/30 وتهذيب التهذيب وتقريبه 1/452 (703) (ط دار الفكر) والوافي بالوفيات 10/124 والاستيعاب 1/173 هامش الإصابة، وأسد الغابة 1/209 والإصابة 1/218 (629) (ط دار الفكر) والجرح والتعديل 1/1/424 والتاريخ الكبير 1/2/141 وطبقات ابن سعد 4/241 و 7/365 وسير أعلام النبلاء 4/101 (187) (ط دار الفكر) .
পৃষ্ঠা - ৩২৩৫৭
[قال البخاري] «1» : [بريدة بن حصيب الأسلمي، له صحبة، نزل البصرة. قال لي عياش: حدثنا عبد الأعلى قال: ثنا الجريري عن أبي نضرة قال: كنت بسجستان فإذا بريدة الأسلمي فجلست إليه. قال لي محمد بن مقاتل: أخبرنا معاذ حدثنا عبد الله بن مسلم الباهلي من أهل مرو، سمعت عبد الله بن بريدة يقول: مات والدي بمرو وقبره بجصين «2» وقال: هو قائد أهل المشرق يوم القيامة ونورهم. مات في خلافة يزيد بن معاوية، ومات بعده الحكم بن عمرو الغفاري ودفن إلي جنبه] «3» . [قال أبو محمد بن أبي حاتم «4» . [بريدة بن الحصيب الأسلمي، أبو سهل، له صحبة، وقع إلى البصرة ثم سكن مرو، ومات بمرو وولده ثم، روى عنه عبد الله بن مولة وابناه سليمان وعبد الله. سمعت أبي يقول ذلك] «5» . حدّث بريدة الأسلمي أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يتطيّر من شيء «6» وكان إذا بعث عاملا سأل عن اسمه؛ فإن أعجبه فرح بذلك ورئي بشر ذلك في وجهه؛ وإن كره اسمه رئي كراهية ذلك في وجهه. روى بريدة: أنه دخل على معاوية رجل يتناول عليا ويقع فيه؛ قال فقال: يا معاوية، تأذن في الكلام؟ قال فقال: تكلّم- وهو يرى أنه سيقول مثل ما قال صاحبه- فقال: سمعت
পৃষ্ঠা - ৩২৩৫৮
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إني لأرجو أن أشفع عدد كلّ شجرة ومدرة» أفترجوها أنت يا معاوية ولا يرجوها عليّ؟ قال فقال: اسكت، فإنك شيخ قد ذهب عقلك. قال أحمد بن سنان: نزل بريدة بن الخصيب الأسلمي مرو عن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قاله له: «كن في بعث المشرق، ثم في بعث خراسان، ثم اسكن مدينة مرو» . فقدمها، وأقام بها إلى أن توفي. وأوصى أن لا يدفن على جادّة. فحفر له على جادّة، فسقط، ثم تنحّوا به عن الجادّة، فدفنوه في زمن معاوية؛ وله عقب من ولده [14052] . ودفن بمرو رجلان من أصحاب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: بريدة والحكم الغفاريّ. قال أحمد بن عثمان- وهو ابن الطّوسي: بريدة اسمه عامر «1» بن خصيب، بضم الحاء المهملة وفتح الصاد المهملة. وقيل: إنّ بريدة مات في زمن يزيد بن معاوية سنة اثنتين أو ثلاث وستين «2» . حدث بريدة قال: كانت قريش جعلت مئة من الإبل لمن يأخذ نبيّ الله صلى الله عليه وسلم فيردّه عليهم حين توجّه إلى المدينة. فركب بريدة في سبعين راكبا من أهل بيته من بني سهم، فتلقّى نبيّ الله صلى الله عليه وسلم، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: «من أنت؟» قال: بريدة. فالتفت إلى أبي بكر فقال: «يا أبا بكر، برد أمرنا وصلح» «3» ؛ قال: «ثم ممّن؟» قال: من أسلم؛ قال لأبي بكر: «سلمنا» قال: «ثمّ ممّن؟» قال: من بني سهم. قال: «خرج سهمك» «4» [14053] . قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتطيّر، ولكن يتفاءل. وفي رواية: قال بريدة للنبيّ صلى الله عليه وسلم: فمن أنت؟ قال: «أنا محمد بن عبد الله، رسول الله» . فقال بريدة: أشهد أن لا إله إلا الله
পৃষ্ঠা - ৩২৩৫৯
وأنك عبده ورسوله. فأسلم بريدة وأسلم الذين معه جميعا، فلما أن أصبح قال بريدة للنبيّ صلى الله عليه وسلم: لا تدخل المدينة إلّا معك لواء. قال: فحلّ عمامته ثم شدّها برمح، ثم مشى بين يديه حتى دخل المدينة؛ فقال بريدة: يا رسول الله تنزل عليّ؟ قال: «أما إنّ ناقتي هذه مأمورة» . قال: فسارت حتى وقفت على باب أبي أيّوب فبركت. قال بريدة: الحمد لله الذي أسلمت بنو سهم طائعين غير مكرهين [14054] . حدّث محمد بن عمر الواقدي عمن ذكره من شيوخه قال: قال أبو بكر الصديق «1» : يا رسول الله، نعم الرجل بريدة لقومه، عظيم البركة عليهم، مررنا به ليلة مررنا ونحن مهاجرون إلى المدينة، فأسلم معه من قومه من أسلم. فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نعم الرجل بريدة لقومه وعزّ قومه» ، إنّ خير القوم من كان مدافعا عن قومه ما لم يأثم، فإنّ الآثم لا خير فيه» [14055] . وغزا بريدة مع النبي صلى الله عليه وسلم ستّ عشرة غزوة «3» . حدّث بريدة قال «4» : شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح خيبر، فكنت فيمن صعد الثّلمة «5» ، فقاتلت حتى رأى بلائي ومكاني، وأبليت وعليّ ثوب أحمر، وما علمت أنّي ركبت في الإسلام ذنبا أعظم منه للشّهرة «6» . حدّث بريدة قال: لما كان يوم خيبر «7» أخذ اللواء أبو بكر، فرجع ولم يفتح له، فلما كان الغد أخذه عمر، فرجع ولم يفتح له، وقتل محمود بن مسلمة «8» . فرجع الناس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
পৃষ্ঠা - ৩২৩৬০
«لأدفعنّ لوائي غدا إلى رجل يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله، لن يرجع حتى يفتح له» . فبتنا طيّبة أنفسنا أنّ الفتح غدا. فصلّى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الغداة، ثم دعا باللواء، وقام قائما فما منّا من رجل له منزلة من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلّا يرجو أن يكون ذلك الرجل؛ حتى تطاولت أنا لها، فدفعت رأسي لمنزلة كانت لي منه؛ فدعا عليّ بن أبي طالب وهو يشتكي عينه. قال: فمسحها ثم دفع إليه اللواء؛ وقال بريدة: إنه كان صاحب مرحب «1» . وعن بريدة قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم وللحكم الغفاري «2» : «أنتما عينان لأهل المشرق، وبكما يحشر أهل المشرق» . فقدما مرو وماتا بها [14056] . وعنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: يا بريدة إنّه لا يكلّ بصرك، ولا يذهب سمعك، أنت نور لأهل المشرق. وعن ابن بريدة قال: كان بريدة ربع الإسلام. قال أبو عبد الله: وإنما يعني بقوله ربع الإسلام، أن يكون الأول رسول الله صلى الله عليه وسلم، والثاني أبو بكر، والثالث عامر بن فهيرة مولى أبي بكر، والرابع بريدة الأسلمي. حدّث رجل من بكر بن وائل قال «3» : كنت مع بريدة الأسلميّ بسجستان، قال: فجعلت أعرّض بعليّ وعثمان وطلحة والزّبير لأستخرج رأيه؛ قال: فاستقبل القبلة، فرفع يديه فقال: اللهمّ اغفر لعثمان، واغفر لعليّ بن أبي طالب، واغفر لطلحة بن عبيد الله، واغفر للزّبير بن العوام. قال: ثم أقبل عليّ فقال لي: لا أبا لك، أتراك قاتلي!؟ قال فقلت: والله ما أريد قتلك، ولكن هذا أردت منك. قال: قوم سبقت لهم من الله سوابق، فإن يشأ يغفر لهم بما سبق لهم، [فعل] «4» ، وإن يشأ يعذبهم بما أحدثوا فعل. حسابهم على الله عزّ وجلّ.
পৃষ্ঠা - ৩২৩৬১
وكان بريدة يقول «1» : لا عيش إلا طراد الخيل للخيل. قال عبد الله بن مولة «2» «3» : بينا أنا أسير بالأهواز على دابّة لي، فإذا بين يديّ رجل على دابّة له وهو يقول: اللهمّ ذهب قرني من هذه الأمّة، اللهمّ ألحقني بهم. فلحقته فقلت له: وأنا معك يرحمك الله. قال: اللهم وصاحبي هذا إن أراد ذلك؛ قال: يا بن أخي، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «خير أمّتي قرن بعثت فيهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم» [14057] . قال بعض رواته: ولا أدري ذكر الثالثة أم لا. «ثم يظهر فيهم السّمن، ويزهقون «4» الشهادة ولا يسألونها» . قال: فإذا الرجل بريدة. قال عبد الله بن بريدة «5» : مات والدي بمرو، وقبره بجصّين «6» ؛ وهو قائد أهل المشرق يوم القيامة ونورهم. قال لي بريدة: قال النبيّ صلى الله عليه وسلم: «أيما رجل من أصحابي مات ببلدة فهو قائدهم ونورهم يوم القيامة» «7» [14058] . [روي لبريدة نحو من مئة وخمسين حديثا] «8» .
পৃষ্ঠা - ৩২৩৬২
[قال ابن سعد] «1» : أخبرنا محمد بن عمر قال: فحدثني هاشم بن عاصم الأسلمي قال: حدثني المنذر بن جهم قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد علم بريدة بن الحصيب صدرا من سورة مريم، وقدم بريدة ابن الحصيب بعد أن مضت بدر وأحد على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فتعلم بقيتها، وأقام مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان من ساكني المدينة، وغزا معه مغازيه بعد ذلك. أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأسارى المريسيع فكتفوا وجعلوا ناحية واستعمل بريدة بن الحصيب عليهم. وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بريدة بن الحصيب على أسلم وغفار يصدّقهم] «2» . عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا بريدة ستكون بعوث فعليك ببعث خراسان، ثم عليك مدينة مرو، فإنه لا يصيب أهلها سوء، لأن ذا القرنين بناها» ] «3» . [9755] بريد الكلبّي ثم العليميّ والد البطريق بن بريد. حدث عن أبيه أو عن عمّه الوليد- شك- قال: كنت بالمدينة، فأصابتنا عكّة «4» أوفى الناس منها على جبل سلع «5» ، يلتمسون الرّوح «6» __________ [9755] تقدمت ترجمة ابنه البطريق في 10/324 رقم 931 وسماه: بطريق بن بريد بن مسلم بن عبد الله. والعليمي بضم العين المهملة وفتح اللام وياء ساكنة، هذه النسبة إلى عليم، بطن من عذرة، وهو عذرة بن اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة، انظر الأنساب (العليمي) واللباب العليمي) . وضبطت بريد بضم الباء وفتح الراء عن الإكمال 1/227.
পৃষ্ঠা - ৩২৩৬৩
فجلست إلى شيخ قد جلس الناس إليه، كأنّ رأسه ولحيته ثغامة «1» ، فسلّمت؛ فقال: ممّن؟ فانتسبت له، فقال: ومن أيّ الأجناد؟ فقلت: من الشام. فقال: والله يا أخا أهل الشام، ليخرجنّ إليكم الروم، فليخرجنكم منها كفرا كفرا «2» ، وليقفنّ فوارس من الرومعلى جبلنا هذا؛ فليتشمّر أهل المدينة، ثم لينزلنّ الله نصره.
পৃষ্ঠা - ৩২৩৬৫
[9531] أحمد بن إبراهيم بن عبد الله القرشي 15 [9532] أحمد بن إبراهيم بن عبد الوهاب بن بشير ابن عبد الله بن الحسن بن يزيد بن عبد الله أبو الطيب المعروف بابن عبادل الشيباني 15 [9533] أحمد بن إبراهيم بن فيل أبو الحسن البالسي ثم الأنطاكي 16 [9534] أحمد بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن بكار ابن عبد الملك بن الوليد بن بسر بن أبي أرطاة أبو عبد الملك القرشي البسري 18 [9535] أحمد بن إبراهيم بن محمد بن صالح بن سنان أبو جعفر ابن أبي إسحاق القرشي 20 [9536] أحمد بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن علي بن بندار ابن عباد بن أيمن، أبو الحسين بن أبي إسحاق الدينوري 21 [9537] أحمد بن إبراهيم بن موسى المصاحفي 21 [9538] أحمد بن إبراهيم بن هشام بن ملّاس بن قسيم أبو عبد الله النميري، وقيل الغسّاني 22 [9539] أحمد بن إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى أبو حارثة الغسّاني 22 [9540] أحمد بن إبراهيم بن يوسف بن داود بن سليمان ابن أيوب بن سعيد بن سعد بن عبادة بن دحيم أبو الحسن الخزرجي، ويعرف بابن اللحياني 22 [9541] أحمد بن إبراهيم بن يونس بن محمد بن يونس أبو الحسين المقدسي الخطيب 23 [9542] أحمد بن إبراهيم، أبو جعفر الحلواني 23 [9543] أحمد بن إبراهيم، أبو العباس البغدادي المقرىء 23 [9544] أحمد بن إبراهيم، أبو سليمان الحرّاني 25 [9545] أحمد بن إبراهيم، أبو بكر البيروتي المؤدّب 25 [9546] أحمد بن إبراهيم، أبو بكر الصوفي الشيخ الصالح 25 [9547] أحمد بن إبراهيم، أبو العباس الحلبي الصفّار 26 [9548] أحمد بن إبراهيم، أبو بكر السّميرمي 26