من النساء
مرية ويقال مرية امرأة هشام بن عبد الملك ومروان بن محمد ويقال إنها بنت
পৃষ্ঠা - ৩১৮০৬
عيسى قال فخرجتا تمشيان متسترتين (1) فلما أن برزتا تركتا بعض التستر فبينما هما يمشيان إذ تسترت مريم قال وذلك حين دنت من القبر قال وجعلت أم يحيى لا تستتر (2) قالت لها مريم مالك لا تستترين قالت وممن أستتر قالت أوما ترين الرجل على قبر المسيح؟ قالت لها أم يحيى ما أرى أحدا قالت لا قال فرجت (3) مريم أن يكون جبريل قال ولم يكن لها عهد بجبريل بعد الوقعة الأولى فقالت لأم يحيى كما أنت لا تبرحي ومضت إلى القبر فلما انتهت إليه قال لها جبريل يا مريم أين تريدين قال فعرفته فقالت أريد قبر المسيح أسلم عليه وأحدث به عهدا قال يا مريم إن هذا ليس بالمسيح إن الله قد رفع المسيح وطهره من الذين كفروا ولكن هذا الفتى الذي ألقى عليه شبه عيسى فأخذ وقتل وصلب وعلامة ذلك أن أهله قد فقدوه فلا يدرون ما فعل فهم يبكون عليه فإذا كان يوم كذا وكذا فأتي غيضة كذا وكذا فإنك تلقين المسيح قال فرجعت إلى أختها وصعد جبريل قال فأخبرت أم يحيى أنه جبريل وما أخبرها جبريل من إتيان الغيضة من يوم كذا وكذا فلما كان ذلك اليوم الذي أمرها به فيه جبريل غدت مريم إلى الغيضة فإذا هي بعيسى في الغيضة فلما رآها أسرع إليها فأكب عليها فقبل رأسها وجعل يدعو لها كما كان يفعل وقال يا أمه إن القوم لم يقتلوني ولكن الله رفعني إليه وأذن لي في لقائك والموت يأتيك قريبا فاصبري واذكري (4) الله ثم صعد عيسى فلم تلقه إلا تلك اللقاة (5) حتى ماتت وبلغني أن مريم بقيت بعد رفع عيسى خمس سنين وكان عمرها ثلاثا وخمسين سنة (6)
9428 - مرية ويقال مرية امرأة هشام بن عبد الملك ومروان بن محمد ويقال إنها بنت مروان بن محمد أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الوحش سبيع بن المسلم عن رشأ بن
_________
(1) تقرأ بالاصل: " مشتريان " والمثبت عن المختصر والمطوعة
(2) بالاصل: " تستر " والمثبت عن المختصر والمطبوعة
(3) بالاصل: فرحت والمثبت عن المختصر وابن كثير
(4) بالاصل: " واذكر " والمثبت عن البداية والنهاية
(5) كذا بالاصل: لقاه وهي اللقية وفي البداية والنهاية
(6) في تاريخ الطبري: بقيت بعد رفعة (عيسى) ست سنين وكان جميع عمرها نيفا وخمسين سنة وذكر أنها حملت به وكان عمرها ثلاث عشرة وأن عيسى عاش إلى أن رفع اثنتين وثلاثين سنة وبقيت بعده ست سنوات (وإذا حسبنا أشهر الحمل) يصبح عمرها 52 سنة
পৃষ্ঠা - ৩১৮০৭
نظيف ونقلته من خطه أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن الحسين بن محمد بن سيبخت البغدادي نا أبو بكر محمد بن يحيى بن العباس الصولي حدثني ميمون بن إبراهيم حدثني عيسى بن سهل نا طلحة بن عبد الرحمن أن أباه أخبره قال قال إبراهيم بن المهدي دخلت على الخيزران أم الرشيد فوجدتها على نمط (1) أرضي والنمط على بساط أرمني وعن يمين البساط ويساره نمارق (2) أرمنية وعلى أعلى نمرقة فيها زينب بنت سليمان بن علي وعلى سائر النمارق أمهات أولاد المنصور والمهدي والهادي ونسوة من نساء بني هاشم والبساط والنمط والنمارق في صحن الدار المعروفة بدار الخيزران وهي التي صارت لأم محمد بنت الرشيد ثم صارت بعد ذلك لأشناس مولى أمير المؤمنين إذ وقفت امرأة على طرف البساط فسلمت ثم قالت يا زوج أمير المؤمنين وأم أمير المؤمنين وابنة أمير المؤمنين أنا مرية زوج هشام بن عبد الملك ثم مروان بن محمد من بعده نكبها الزمان وزلت بها النعل حتى أصارها الدهر إلى عارية ما يسترها مما هو عليها قال إبراهيم فبينت زينب الدموع تدور في عين الخيزران وخافت أن يدخلها رقة عليها فقطعت على مرية الكلام أن قالت يا أم أمير المؤمنين اتقي الله أن يدخله رقة لهذه الملعونة فتتبوئي مقعدك من النار ثم التفتت إلى مرية فقالت لها بل فدام ما أنت فيه يا مرية كأنك أنسيت دخولي عليك بحران (3) وأنت جالسة في صحن دار مروان بن محمد على هذا النمط وتحته هذا البساط وعن يمين نمطك هذا ويساره هذه النمارق عليها أمهات جبابرتكم وبعض جواريكم وقد مثلت في المكان الذي أنت ماثلة [فيه] (4) وأنا أسألك وأتضرع إليك في استيهاب جثة إبراهيم الإمام من مروان لأن لا يمثل (5) بها وقولك وأنت مكحلة في وجهي ما للنساء والدخول في أمر الرجال ثم أمرت بإخراجي من دارك بغلظة فلجأت إلى مروان فوجدته على حال أشد تعطفا على رحمة منك وقال لي لقد ساءني وفاة ابن عمي وما أردت المثلة به وكيف يمثل الرجل بابن عمه وخيرني بين إطلاق تجهيزه له
_________
(1) النمط: محركة ظهارة فرش ما أو ضرب من البسط وثوب صوف يطرح على الهودج (القاموس)
(2) النمارق جمع نمرقة وهي الوسادة
(3) حران: بتشديد الراء مدينة مشهورة عظيمة وهي قصبة ديار مضر وهي على طريق الموصل والشام والروم (معجم البلدان)
(4) سقطت من الاصل وزيدت عن المطبوعة
(5) بالاصل: تمثل
পৃষ্ঠা - ৩১৮০৮
وبين تسليمه إلي فاخترت تسليمه إلي وأمر لي بجهاز فقبلته منه قال فالتفت مرية إلى زينب فقالت لها كأنك يا بنت سليمان حمدت لي عاقبة أمري في قطيعة رحمي فأردت أن تزيني قطيعة الرحم لأم أمير المؤمنين ثم التفتت إلى الخيزران فقالت لقد صدقت فيما ذكرت عني وذلك الفعل مني أحلني هذا المحل والسعيد من اتعظ بغيره وخرجت فوجهت الخيزران من عدل بها إلى ناحية من دارها إلى أن انصرفت زينب بنت سليمان ثم أدخلتها فأحسنت إليها حتى بلغت في أيامها من حسن الحال أعلى (1) ما كانت عليه في أيام بني أمية أخبرنا أبو الفرج غيث بن علي الخطيب في كتابه وحدثني أبو إسحاق إبراهيم بن طاهر بن بركات عنه أنا أبو طاهر مشرف بن علي بن الخضر التمار (2) إجازة أنا أبو خازم (3) محمد بن الحسين بن الفراء قال قرأت على محمد بن أحمد بن رزق نا إسماعيل ابن علي حدثني محمد بن موسى بن حماد البربري نا أبو موسى محمد بن الفضل بن يعقوب كاتب عيسى بن جعفر ووصيه قال حدثني أبي قال كنت آلف زينب بنت سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس وأكتب عنها أخبار أهلها وكانت لها جارية يقال لها كتاب فوقعت في نفسي فبكرت إليها يوما وقلت لي حاجة قالت سلني ما أحببت فقلت إن كتابا جاريتك قد شغلت قلبي علي فهبيها إلي فقالت اقعد أحدثك حديثا كان أمس أنفع لك من كل كتاب على ظهر الأرض وأنت من كتاب على وعد كنت أمس عند الخيزران وعادتها إذا كنت عندها أن تجلس في عتبة الرواق (4) المقابل للإيوان وأجلس بإزائها وفي الصدر مجلس للمهدي معد وهو يقصدنا في كل وقت فيجلس ساعة ثم ينهض فبينما نحن كذلك إذ دخلت عليها جارية من جواريها اللاتي كن يحجبها فقالت أعز الله السيدة بالباب امرأة لها جمال وخلقة حسنة ليس وراء ما هي عليه من سوء الحال [غاية] (5) تستأذن عليك وقد سألتها عن اسمها فامتنعت أن تخبرني فالتفتت إلي
_________
(1) بالاصل: على والمثبت عن المطبوعة
(2) تحرفت بالاصل إلى: النجار قياسا إلى سند مماثل
(3) تحرفت بالاصل إلى: حازم والصواب " خازم " بالخاء المعجمة انظر سير أعلام النبلاء (14 / 483 ت 4752) ط دار الفكر ترجمة ابن أخيه محمد بن محمد بن الحسين أبي خازم
(4) الرواق: بالضم وبكسر الراء: مقدم البيت وشقة البيت التي دون الشقة العليا (القاموس)
(5) سقطت من الاصل واستدركت للايضاح عن المختصر والمطبوعة
পৃষ্ঠা - ৩১৮০৯
الخيززران فقالت من ترين فقلت أدخليها فإنه لا بد من فائدة أو ثواب فدخلت امرأة كأجمل النساء وأكملهن لا تتوارى فوقفت إلى جانب عضادة الباب (1) فسلمت متضائلة ثم قالت أنا مرية بنت مروان بن محمد الأموي فقالت زينب وكنت متكئة واستويت جالسة فقلت مرية فإياك لا حيا الله ولا قربك فالحمد لله الذي أزال نعمتك وهتك سترك ولذلك تذكرين يا عدوة الله حين أتاك عجائز أهل بيتي يسألنك (2) أن تكلمي صاحبك في الإذن لي في الدفن لإبراهيم بن محمد فوثبت عليهن وأسمعتهن (3) ما أسمعت وأمرت بإخراجهن فأخرجن على الجهة التي أخرجن عليها؟ قال فضحكت فما أنسى حسن ثغرها وعلو صرتها (4) بالقهقهة ثم قالت إي بنت عم أي شئ أعجبك من حسن صنيع الله لي على العقوق حتى أردت أن تتأسي في فيه الله إني فعلت بنساء من أهل بيتك ما فعلت فاسلمني الله إليك ذليلة جائعة عريانة فكان هذا مقدار شكرك الله على ما أولاك بي ثم قالت السلام عليكم وولت فصاحت بها الخزران ليس هذا لك علي استأذنت وإلي قصدت فما ذنبي فرجعت وقالت لعمري لقد صدقت يا أخية وكان مما ردني إليك ما أنا عليه من الضر والجهد قالت زينب فنهضت إليها الخيزران لتعانقها فقالت ما في لذلك موضع مع الحال التي أنا عليها قال فقالت لها الخيزران فالحمام إذا وأمرت جماعة من جواريها بالدخول معها إلى الحمام وتنظيفها فدخلت فطلبت ماشطة ترمي ما على وجهها من الشعر فخرجت جارية من جواري الخيزران وهي تضحك فقالت لها الخيزران ما يضحكك قالت أضحك يا سيدتي من هذه المرأة ومن تحكمها علينا وانتهارها لنا فإنها تفعل من ذلك فعلا ما تفعلينه أنت فلم تزل حتى خرجت من الحمام فوافتها الخلع (5) والطيب فأخذت من الثياب ما أرادت ثم تطيبت وخرجت إلينا فعانقتها الخيزران وأجلستها في الموضع الذي يجلس فيه أمير المؤمنين المهدي إذا دخل فقالت لها الخيزران هل لك في الطعام فإنا لم نطعم [بعد] (6) فقالت والله ما فيكن أحد أحوج إليه مني فعجلوه فأتي بالمائدة فجعلت تأكل
_________
(1) عضادة الباب: جانب العتبة منه
(2) بالاصل: يسلنك
(3) بالاصل: وأسمعتيهن
(4) في المختصر: صوتها
والصرة: بالكسر أشد الصياح (القاموس)
(5) الخلع واحدتها خلعة وهي ما يخلع على الانسان وخيار المال (القاموس)
(6) استدركت عن هامش الاصل وبعدها صح
পৃষ্ঠা - ৩১৮১০
غير محتشمة وتلقمنا وتصنع بين أيدينا ثم غسلنا أيدينا فقالت لها الخيزران من وراءك مما تغتنين (1) به فقالت ما خارج هذه الدار أحد من خلق الله بيني وبينه سبب فقالت الخيزران إن كان هذا هكذا فقومي بنا حتى تختاري لنفسك مقصورة من مقاصيرنا وأحول إليها جميع ما تحتاجين إليه ثم لا نفترق حتى يفرق بيننا الموت فقامت وطفنا بها في المقاصير (2) فاختارت أوسعها وأنزهها ولم نبرح حتى حول إليها جميع ما تحتاج إليه من الفرش والكساء والخزائن والرقيق ثم جعلناها فيها وخرجنا عنها فقالت الخيزران إن هذه المرأة قد كانت فيما كانت فيه وقد مسها ضر وليس يغسل ما في قلبها إلا المال فاحملوا إليها خمسمائة ألف درهم فحملت إليها ووافانا المهدي فسألنا عن الخبر فحدثته حديثها وما لقيتها به فوالله ما أنتظر أن أعرفه الجواب حتى وثب في وجهي مغضبا فقال زينب الله إن هذا مقدار شكرك لله على نعمته وقد أمكنك الله من مثل هذه المرأة على هذه الحال التي هي عليها فوالله لولا محلك من قلبي لحلفت أن لا أكلمك أبدا قالت فقلت قد اعتذرت إليها ورضيت ثم قصصت عليه قصتها كلها وما فعلت الخيزران بها فقال لخادم كان معه احمل إليها مائة بدرة (3) وأدخل إليها أبلغها مني السلام وقل لها والله ما سررت من دهري مثل سروري اليوم بمكانك وأنا أخوك ومن يوجبك حقك فلا تدعي حاجة إلا سألتها ولولا أني أكره أن أحشمك لصرت إليك مسلما عليك وقاضيا لحقك فمضى الخادم بالمال والرسالة فأقبلت إلينا معه فسلمت على المهدي وشكرت له فعله وأثنت على الخيزران عنده وقالت ما علي من أمير المؤمنين حشمة أنا في عدة حرمه وقعدت ساعة ثم قامت (4) إلى منزلها فحلقها عند الخيزران كأنها لم تزل في ذلك القصر فهذا الحديث خير لك من كتاب وقد وهبت لك كتابا قم فانصرفت من عندها
_________
(1) غير واضحة بالاصل وفي المختصر: تعنين والمثبت عن المطبوعة
(2) المقاصير واحدتها مقصورة وقيل في جمعها: مقاصر
والمقصورة: الدار الواسعة المحصنة أو هي أصغر من الدار ولا يدخلها إلا صاحبها (القاموس)
(3) البدرة: كيس فيه ألف أو عشرة آلاف درهم
راجع الصحاح
(4) في المطبوعة: عادت