من النساء
عمارة أخت الغريض
পৃষ্ঠা - ৩১৬৭৭
علم (1) أن فيما جعله لنا ضررا على غيرنا ما جعله لنا وهو علام الغيوب قال هيهات هيهات يا أهل العراق فقهكم ابن أبي طالب فلن تطاقوا ثم أمر لها برد صدقاتهم فيهم (2) وإنصافهم وردها مكرمة " عمارة " (3)
9391 - عمارة أخت الغريض قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين أخبرني محمد بن مزيد نا حماد بن إسحاق عن أبيه عن عبد الله بن بكير العجلي عن من حدثه قال كانت للغريض أخت يقال لها عمارة وكانت من أحسن الناس وجها وغناء فاشتراها عبد الله بن جعفر بثلاثين ألفا ووقعت منه أحسن موقع ثم وفد إلى معاوية ومعه سائب خائر (4) وبديح (5) ونشيط (6) فلما ورد عليه سر به وأنس بمكانه وكان يسمر معه فبينا معاوية ليلة قد خرج من بعض دور حرمه إذ سمع غناء من نحو دار يزيد ابنه فسعى نحوه حتى قرب منه فإذا سائب خائر يغنيه (7) * بينا ينعتنني (8) أبصرنني * دون قيد الميل يعدو بي الأغر قالت الكبرى أتعرفن الفتى * قالت الوسطى نعم هذا عمر قالت الصغرى وقد تيمتها * قد عرفناه وهل يخفى القمر * فما فرغ من الصوت حتى طرب معاوية فضرب برجله الأرض وبعث إلى ابن جعفر فأحضره فقال له يا هذا ما جلبت علي بوفادتك بغلمانك المغنين (9) ثم دخل إلى يزيد
_________
(1) كذا بالاصل و " ز " والمطبوعة: علم الله
(2) سقطت من الاصل و " ز " وزيدت عن العقد الفريد
(3) زيادة عن " ز "
(4) بالاصل و " ز ": خاتر تصحيف والصواب ما أثبت انظر أخباره في الاغاني 8 / 321 ومواضع أخرى منها متفرقة
(5) انظر أخباره في الاغاني 8 / 214 و 15 / 173 - 174
(6) أنظر أخباره في الاغاني 15 / 174
(7) الابيات لعمر بن أبي ربيعة وهي من قصيدة بعنوان: وهل يخفى القمر؟ ديوانه ص 186 ط
بيروت
صادر
(8) في الديوان: يذكرنني
পৃষ্ঠা - ৩১৬৭৮
فلما رآه قاموا وفزعوا إليه فأعلموه فتناوم (1) ومضى معاوية فلما كان من الغد بعث إلى يزيد إن مكان القوم لم يخف علي عندك فلا تعاودن ذلك فلم يعاوده ومضى إلى عبد الله بن جعفر فسأله إخراجهم إليه ففعل وغنوه وخرجت عمارة فغنته فشغف بها وهم بطلبها منه ثم أمسك خوفا من أبيه وكراهية أن يرده ابن جعفر ولم تزل في نفسه حتى ولي الخلافة فوجه إليه سائب خاثر فأقام عنده أياما ثم ذكر له يزيد أمرها وما في نفسه منها فقال له عبد الله من قد علمت وهو بعيد المرام ولست أقدم عليه ولا مثلي يجسر على مخاطبته في مثل هذا ولكن عليك ببديح فدعا به وأبثه سره وسأله السعي له في ذلك فلما قدم عليه عبد الله بن جعفر صار إليه بديح فقال له إنك قد جنيت على نفسك جناية أنت فيها على حالين من مفارقة لذة لك وحال تؤثرها أو سقوط الجاه وخيبة الوفادة وعداوة الخليفة قال له ويحك وفيم ذلك فاخبره بالقصة فقال له أخرجت أحسن الناس وجها وغناء إلى شاب مترف غزل فهويها وذهبت بعقله كل مذهب فكتم ما يلقى خوفا من أبيه طول هذه المدة فاختر الجارية أو رأيه قال له فما الرأي عندك قال الرأي عندي أن تدعني أمضي إليه فأخبره أني قد أشرت عليك أن تديها له كأنك لم تعلم بذات نفسه وتبعث بها إليه ابتداء فيكون ذلك أجمل من أن تجشمه مسألة وشكوى بث وتتسلى عنها فإن لك في الجواري عوضا فقال ابن جعفر لا والله ما لي منها عوض وإن فراقها لفراق السرور ما بقيت ولكن أفعل فدخل بديح إلى يزيد مبادرا وبشره بالقصة فلما كان الليل بعث بها أبو جعفر إليه وقد زينها وحلاها وبعث بها مع قيمة جواريه وأمرها أن تقول له هذه الجارية كنت ملكتها وهي رضى لك ورأيت أن أؤثرك بها فبارك الله لك وسرك فلما وصلت إليه عظم قدر ابن جعفر عنده (2) ووهب لبديح ألفي دينار وقضى حوائج ابن جعفر لوفادته وزاده خمسمائة ألف درهم (3) قال أبو الفرج كانت عمارة من أحسن الناس وجها وغناء وأخذت عن ابن سريج وابن
_________
(1) بياض بالاصل والزيادة استدركت عن المطبوعة وفي " ز ": رآه
فأعلموه
ومضى
(2) سقطت من الاصل وزيدت عن " ز "
(3) قصة عمارة جارية عبد الله بن جعفر ذكرها المصنف بطولها من طريق آخر في ترجمة عبد الله بن جعفر 27 / 286 وما بعدها نقلا عن المعافى بن زكريا القاضي
وقد ذكرها القاضي الجريري في كتابه الجليس الصالح الكافي 2 / 336 بعدها