তারিখ দামেস্ক

من النساء

سفانه بنت حاتم الطائية أخت عدي بن حاتم ويقال عمته وإن ثبت أن اسمها

পৃষ্ঠা - ৩১৫৭৭
9360 - سفانه بنت حاتم الطائية (1) أخت عدي بن حاتم (2) ويقال عمته وإن ثبت أن اسمها سفانة فهي أخته حكت عن النبي (صلى الله عليه وسلم) وقد قدمت الشام في طلب أخيها أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم أنا أبو الفضل أحمد بن علي ابن الفضل بن طاهر أنا رشأ بن نظيف أنا عبد الوهاب بن جعفر بن علي أنا محمد بن عبد الله بن أحمد بن ربيعة العبدي أنا أبي أنا محمد بن يونس بن موسى نا إسحاق بن إدريس الإسواري نا مسلمة بن علقمة نا داود بن أبي هند نا عامر الشعبي وسماك بن حرب عن عدي بن حاتم الطائي قال قدم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مهاجرا إلى المدينة فلما رأيت ذلك من أمره في علوه وأنه بعث (3) سرايا فتغير فلا يقوم لها شئ قلت لنفسي (4) يا نفس لو أني خلفت لي أجمالا فإن أغير على النعم والغنم كان عندي ما أتحمل عليه فخلفت عندي من الإبل ما أعلم أنه يحملني إن بليت ببلوى فبينا أنا ذات يوم جالس إذ جاءني راعي الإبل بعصاه فقلت له ما وراءك قال قد أغير على النعم فقلت ومن أغار عليها قال خيل محمد فقلت يا نفس هذا الذي كنت أحاذر وأين الفرار فقربت أجمالي وحملت أهلي لأنجو بهم وكنت نصرانيا فدخلت على عمتي فقلت ما عسى أن يصنع بمثل هذه وقد كبرت فحملت امرأتي فقالت لي عمي يا عدي أما تتقي ربك تنجو بامرأتك وتدع عمتك فقلت وما عسى أن يصنع بنا (5) وأنت امرأة قد كبرت فمضيت ولم ألتفت إلى عمتي حتى وردت الشام وانتهيت إلى قيصر وكان بأرض حمص فأدخلت عليه فقلت له إني رجل من العرب وأنا على دينك وهذا الرجل قد تناولنا ببلدنا فكان المفر منه إليك فقال لي قيصر اذهب _________ (1) انظر أخبارها في الاصابة: 4 / 329 وأسد الغابة 6 / 143 ومواضع عديدة من ترجمة أخيها عدي في تاريخ دمشق 40 / 66 (2) تقدمت ترجمته في كتابنا تاريخ مدينة دمشق طبعة دار الفكر 40 / 66 رقم 4659 (3) بالاصل و " ز ": " بست " وفي المختصر: " شب " والمثبت عن المطبوعة (4) ما بين معكوفتين سقط من الاصل و " ز " واستدرك لاقتضاء السياق عن المختصر (5) كذا بالاصل وفي " ز ": " بها " وفي المختصر: " نصنع بك " وفي المطبوعة: بك
পৃষ্ঠা - ৩১৫৭৮
فانزل في مكان كذا وكذا حتى نرى لك رأيا في أمره فنزلت بذلك الزمان فمكثت فيه حينا فإني في بعض أيام بهم وغم فإذا أنا بظعينة متوجهة نحونا فلما انتهت إلي نظرت فإذا هي عمتي فلما رأتني ابتدرتني فقالت لي يا عدي أما اتقيت ربك نجوت بامرأتك مما تحاذره وتركت عمتك فذكر الحديث وليس فيها أنها أسلمت أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنا أبو عمر السوسي أنا أحمد بن معروف أناالحارث بن أبي أسامة نا محمد بن سعد (1) أنا محمد بن عمر الأسلمي حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن أبي عمير الطائي وكان يتيم الزهري قال وأنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي نا عباد الطائي عن أشياخهم قالوا وكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قد بعث علي بن أبي طالب إلى الفلس (2) صنم لطئ يهدمه ويشن الغارات فخرج في مائتي فرس فأغار على حاضر آل حاتم فأصابوا ابنة حاتم فقدم بها على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في سبايا من طيئ وفي حديث هشام بن محمد أن الذي أغار عليهم وسبى ابنة حاتم في خيل النبي (صلى الله عليه وسلم) خالد بن الوليد ثم رجع الحديث إلى الأول قال وهرب عدي بن حاتم من خيل النبي (صلى الله عليه وسلم) حتى لحق بالشام وكان على النصرانية وكان يسير في قومه بالمرباع (3) وجعلت ابنة حاتم في حظيرة بباب المسجد وكانت امرأة جميلة جزلة فمر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وقامت إليه فقالت هلك الوالد (4) وغاب الوافد فامنن علي من الله عليك قال من أوفدك قالت عدي بن حاتم قال الفار من الله ومن رسوله وقدم وفد من قضاعة من الشام قالت فكساني النبي (صلى الله عليه وسلم) وأعطاني نفقة وحملني وخرجت معهم حتى قدمت الشام على عدي فجعلت أقول له القاطع الظالم احتملت بأهلك وولدك وتركت بقية والدك فأقامت عنده أياما وقالت له أرى أن تلحق برسول الله (صلى الله عليه وسلم) فخرج عدي حتى قدم على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يعني فسلم عليه وهو في المسجد فقال من الرجل قال عدي _________ (1) الخبر في طبقات ابن سعد 2 / 164 باختلاف الرواية (2) بالاصل و " ز ": القلس بالقاف والمثبت عن ابن سعد وضبطت اللفظة عنده بالقلم بالضم ثم السكون وضبطت في معجم البلدان بضم الفاء واللام وهو صنم لطيئ وكان بنجد قريبا من فيد (3) المرباع وهو ما كان يأخذه الرئيس في الجاهلية وهو ربع الغنيمة (تاج العروس: ربع) بالاصل: الواقد والمثبت عن " ز "
পৃষ্ঠা - ৩১৫৭৯
ابن حاتم فانطلق به إلى بيته وألقى له وسادة محشوة بليف وقال اجلس عليها فجلس ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) على الأرض وعرض عليه الإسلام فأسلم عدي واستعمله رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على صدقات قومه أخبرنا أبو بكر أيضا أنا الجوهري أنا أبو عمر أنا عبد الوهاب بن أبي حية أنا محمد بن شجاع أنا محمد بن عمر الواقدي (1) نا عبد الرحمن بن عبد العزيز قال سمعت عبد الله بن أبي بكر بن حزم يقول لموسى بن عمران بن مناج (2) وهما جالسان بالبقيع تعرف سرية الفلس قال موسى ما سمعت بهذه السرية قال فضحك ابن حزم ثم قال بعث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عليا في خمسين ومائة رجل على مائة بعير وخمسين فرسا وليس في السرية إلا أنصاري فيها وجوه الأوس والخزرج فاجتنبوا الخيل واعتقبوا (3) على الإبل حتى أغاروا على أحياء من العرب وسأل عن محلة آل حاتم فدل عليها (4) فشنوا الغارة مع الفجر فسبوا حتى ملأوا أيديهم من السبي والنعم والشاء وهدم الفلس وخربه (5) وكان صنما لطيئ ثم انصرف راجعا إلى المدينة قال عبد الرحمن بن عبد العزيز فذكرت هذه السرية لمحمد بن عمر بن علي فقال ما أرى ابن حزم زاد على أن نتف (6) من هذه السرية ولم يأتك بها قلت فائت بها أنت فقال بعث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) علي بن أبي طالب إلى الفلس ليهدمه في مائة وخمسين من الأنصار ليس فيهم مهاجري واحد ومعهم خمسون فارسا وظهر (7) فامتطوا الإبل وجنبوا الخيل وأمره أن يشن الغارات فخرج بأصحابه معه راية سوداء ولواء أبيض معهم القنا والسلاح الظاهر وقد دفع رايته إلى سهل بن حنيف ولواءه إلى جبار بن صخر السلمي وخرج بدليل من بني أسد يقال له حريث خريتا (8) فسلك بهم على طريق فيد (9) فلما _________ (1) الخبر رواه الواقدي في مغازيه 3 / 984 (2) بدون إعجام بالاصل " ز " أعجمت عن المغازي والاكمال لابن ماكولا 7 / 307 (3) أي تعاقبوا على الركوب واحدا بعد الاخر والعقبة: النوبة (راجع النهاية واللسان: عقب) (4) في المغازي: ثم نزل عليها (5) عند الواقدي: وهدموا الفلس وخربوه (6) عند الواقدي: ينقل (7) في المغازي: خمسون فرسا وظهرا (8) سقطت اللفظة من مغازي الواقدي والخريت: الدليل الحاذق بالدلالة (9) فيد: قريب من أجأ وسلمى جبلي طيئ (معجم البلدان)
পৃষ্ঠা - ৩১৫৮০
انتهى بهم إلى موضع قال إن بينكم وبين الحي الذي تريدون يوما تاما وإن سرناه بالنهار وطئنا أطرافهم ورعاءهم (1) فأنذروا الحي فتفرقوا فلم تصيبوا منهم حاجتكم ولكن نقيم يومنا هذا في موضعنا حتى نمسي ثم نعتشي (2) ليلتنا على متون الخيل فنجعلها غارة حتى نصبحهم في عماية الصبح قالوا هذا الرأي فعسكروا وسرحوا إبلهم واصطنعوا وبعثوا نفرا منهم يتقصون (3) ما حولهم فبعثوا أبا قتادة والحباب بن المنذر وأبا نائلة فخرجوا على متون خيل لهم يطوفون حول العسكر فأصابوا غلاما أسود فقالوا ما أنت فقال أطلب بغيتي فأتوا به عليا فقال من أنت قال باغي (4) قال فشدوا عليه فقال أنا غلام لرجل من طيئ من بني نبهان أمروني بهذا الموضع وقالوا إن رأيت خيل محمد فطر إلينا فأخبرنا وأنا لا أدرك شرا (5) فلما رأيتكم أردت الذهاب إليهم ثم قلت لا أعجل حتى آتي أصحابي بخبر بين من عددكم وعدة خيلكم وركابكم ولا أخشى ما أصابني فلكأني كنت مقيدا حتى أخذتني طلائعكم قال علي أصدقنا ما وراءك قال أوائل الحي على مسيرة ليلة طرادة (6) تصبحهم (7) الخيل في مغارهم خبا (8) وعدوا قال علي لأصحابه ما ترون قال جبار بن صخر رأيي أن ننطلق على متون الخيل ليلتنا حتى نصبح القوم وهم غارون فنغير عليهم ونخرج بالعبد الأسود دليلا (9) ونخلف حرسا مع العسكر حتى يلحقونا إن شاء الله قال علي هذا الرأي فخرجوا بالعبد الأسود والخيل تعادي (10) وهو ردف بعضهم عقبة (11) ثم ينزل فيردف _________ (1) بالاصل: ودعاهم والمثبت عن " ز " والمغازي (2) كذا بالاصل و " ز " وفي المغازي: نسري (3) بالاصل: فيقصون والمثبت عن " ز " والمغازي (4) كذا بالاصل و " ز " (5) كذا بالاصل و " ز " (6) يعني طويلة (7) في المطبوعة: تصحبهم (8) الخب والخبب: ضرب من العدو وفي " ز ": خببا وعدوا والعبارة في المغازي: " تصحبهم الخيل ومغارها حين غدوا " (9) في المغازي: ليلا (10) بالاصل: " بعادا " وفي " ز ": " بعادا " وفي المغازي: " تعادا " (11) العقبة: النوبة
পৃষ্ঠা - ৩১৫৮১
آخر عقبة وهو مكتوف فلما ابهار (1) الليل كبت (2) العبد وقال قد أخطأت الطريق وتركتها ورائي فقال علي فارجع بنا إلى حيث أخطأت فرجع ميلا أو أكثر ثم قال أنا على خطأ فقال علي إنا منك على خدعة ما تريد إلا أن تتيهنا (3) عن الحي قدموه لتصدقنا أو لنضربن عنقك قال فقدم وسل السيف على رأسه فلما رأى الشر قال أرأيت إن صدقت أتنفعني قال نعم قال فإن صنعت ما رأيتم إنه أدركني ما يدرك للناس من الحياء فقلت أقبلت بالقوم أدلهم على الحي من غير محنة ولا خوف منهم (4) فلما رأيت منكم ما رأيت وخفت أن تقتلوني كان لي عذر (5) فأنا أحملكم على الطريق قالوا اصدقنا قال القوم منكم قريب فخرج بهم حتى انتهوا إلى أدنى الحي فسمعوا نباح الكلاب وحركة النعم في المراح والشاء فقال هذه الأصرام (6) وهي على فرسخ ينظر بعضهم إلى بعض قالوا فأين آل حاتم قال هم متوسطو الأصرام قال القوم بعضهم لبعض إن أفزعنا الحي تصايحوا وأفزع بعضهم بعضا فيغيب عنا إخوانهم في سواد الليل ولكن نمهل القوم (7) حتى يطلع الفجر معترضا (8) فقد قرب طلوعه فنغير فإن أنذر بعضهم بعضا لم يخف علينا أين أخذوا وليس عند القوم خيل يهربون عليها ونحن على متون الخيل قالوا الرأي ما أشرت به قال فلما اعترضوا الفجر أغاروا عليهم فقتلوا من أشرف (9) واستاقوا الذرية والنساء وجمعوا النعم والشاء ولم يخف عليهم أحد تغيب فملؤا أيديهم قال تقول جارية من الحي وهي ترى العبد الأسود وكان اسمه أسلم وهو موثق ما له هبل هذا عمل رسولكم أسلم لاسلم هو جلبهم عليكم وولهم على عورتكم قال يقول الأسود اقصري يا ابنة الأكارم ما دللتهم حتى قدمت ليضرب عنقي قال _________ (1) بالاصل و " ز " والمغازي: " انهار " والصواب ما أثبت ابهار الليل انتصف وتراكمت ظلماته (2) كذا بالاصل و " ز " وفي المغازي: كذب (3) كذا بالاصل و " ز " وفي المغازي: تثنينا (4) في المغازي: ولا حق فآمنهم (5) بالاصل: عدد والمثبت عن " ز " والمغازي (6) الاصرام واحدتها الصرمة والصرم: الابيات المجتمعة والجماعة والفرقة من الناس القليلة والقطعة من الابل (7) زيادة للايضاح عن المغازي (8) بالاصل: معرضا والمثبت عن المغازي و " ز " (9) في المغازي: فقتلوا من قتلوا وأسروا من أسروا
পৃষ্ঠা - ৩১৫৮২
فعسكر القوم وعزلوا الأسرى فهم ناحية وعزلوا الذرية وأصابوا آل حاتم أخت عدي ونسيات معها فعزلوهن على حدة فقال أسلم لعلي ما تنتظر بإطلاقي قال تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله قال أنا على دين قومي هؤلاء الأسرى ما صنعوا صنعت قال ألا تراهم موثقين فنجعلك معهم في رباطك قال نعم أنا مع هؤلاء موثق أحب إلي من أن أكون مع غيرهم مطلقا يصيبني ما أصابهم فضحك اهل السرية منه فأوثق وطرح مع الأسرى وقال أنا معهم حتى تروا فيهم ما أنتم راؤون فقائل يقول له من الأسرى لا مرحبا بك أنت جئتنا بهم وقائل يقول مرحبا بك وأهلا ما كان عليك أكثر مما صنعت لو أصابنا الذي أصابك لفعلنا الذي فعلت وأشد منه ثم قد آسيت بنفسك وجاء العسكر فاجتمعوا فقربوا الأسرى فعرضوا عليهم الإسلام فمن أسلم ترك ومن أبى ضربت عنقه حتى أتوا على العبد الأسود فعرضوا عليه الإسلام فقال والله إن الجزع من السيف للؤم وما من خلود قال يقول رجل من الحي ممن أسلم يا عجبا منك ألا كان هذا حيث أخذت فلما قتل من قتل منا وسبي من سبي منا (1) وأسلم من أسلم راغبا في الإسلام تقول ما تقول ويحك أسلم واتبع دين محمد قال فإني أسلم وأتبع دين محمد فأسلم فترك وكان بعد ذلك قد بقي حتى كانت الردة فشهد مع خالد بن الوليد اليمامة فأبلى بلاء حسنا قال وسار علي إلى الفلس فهدمه وخربه ووجدوا في بيته ثلاثة أسياف رسوب والمخزم وسيف يقال له اليماني وثلاثة أدرع وجردوه وكان عليه ثياب يلبسونه إياها (2) وجمعوا السبي فاستعمل أبا قتادة واستعمل عبد الله بن عتيك السلمي على الماشية الرثة ثم اساروا حتى نزلوا ركك (3) فاقتسموا السبي والغنائم وعزل للنبي (صلى الله عليه وسلم) صفيا (4) رسول والمخزم ثم صار له بعد السيف الآخر وعزل الخمس وعزل آل حاتم فلم يقسمهم حتى قدم بهم المدينة قال الواقدي (5) فحدثت هذا الحديث عبد الله بن جعفر الزهري (6) فقال حدثني ابن _________ (1) زيادة عن المغازي (2) زيادة عن المغازي للايضاح (3) ركك: محلة من محال سلمى أحد جبلي طيئ (معجم البلدان) وتحرفت بالاصل و " ز " إلى " رعكا (4) الصفي: ما كان يأخذه رئيس الجيش ويختاره لنفسه من الغنيمة قبل القسمة (النهاية) (5) مغازي الواقدي 3 / 988 (6) بالاصل: الزبيري تصحيف والتصويب عن " ز " والمغازي
পৃষ্ঠা - ৩১৫৮৩
أبي عون قال كان في السبي أخت عدي بن حاتم لم تقسم فأنزلت دار رملة بنت الحارث وكان عدي بن حاتم قد هرب حين سمع بحركة علي وكان له عين بالمدينة فحذره فخرج إلى الشام وكانت أخت عدي إذا مر النبي (صلى الله عليه وسلم) تقول يا رسول الله هلك الوالد وغاب الوافد فامنن علينا من الله عليك كل ذلك يسألها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من وافدك فتقول عدي ابن حاتم فيقول الفار من الله ورسوله حتى يئست فلما كان يوم الرابع مر النبي (صلى الله عليه وسلم) فلم تكلم فأشار إليها رجل قومي فكلميه فكلمته فأذن لها ووصلها وسألت عن الرجل الذي أشار إليها فقيل علي وهو الذي سباكم أما تعرفينه فقالت لا والله ما زلت مدنية طرف ثوبي على وجهي وطرف ردائي على برقعي من يوم أسرت حتى دخلت هذه الدار ولا رأيت وجهه ولا وجه أحد من أصحابه أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد ثم أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أحمد ابن الحسن بن خيرون قالا أنا أبو القاسم بن بشران أنا محمد بن أحمد بن الحسن أنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة نا المنجاب بن الحارث أنا أبو عامر العقدي (1) عن عبد العزيز بن أبي رواد (2) قال المنجاب وأنا إبراهيم بن يوسف أنا زياد عن ابن إسحاق قال (3) قال عدي بن حاتم فيما بلغنا ما رجل من العرب كان أشد كراهية لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) حين سمع به مني أما أنا فكنت امرءا شريفا وكنت نصرانيا وكنت أسير في قومي بالمرباع وكنت في نفسي على دين فكنت ملكا في قومي للذي كان يصنع أبي (4) فلما سمعت برسول (5) الله (صلى الله عليه وسلم) كرهته فقلت لغلام لي وكان راعي الإبل لا أبا لك أعدد لي من إبلي جمالا ذللا (6) سمانا مسان (7) فاحبسها قريبا مني فإذا سمعت بجيش محمد قد وطئ هذه البلاد _________ (1) بالاصل و " ز ": الاسدي تصحيف والصواب ما أثبت واسمه عبد الملك بن عمرو القيسي أبو عامر العقدي البصري ترجمته في تهذيب الكمال 12 / 69 (2) بالاصل: رواء والمثبت عن " ز " (3) الخبر في سيرة ابن هشام 4 / 225 وما بعدها (4) كذا بالاصل و " ز " وفي سيرة ابن هشام: لما كان يصنع بي (5) بالاصل: " رسول " والمثبت عن " ز " وابن هشام (6) ذلل جمع ذلول وهو الجمل السهل الذي قد ريض (7) سقطت اللفظة من سيرة ابن هشام
পৃষ্ঠা - ৩১৫৮৪
فآذني ففعل ثم إنه أتاني ذات غداة يوم (1) فقال يا عدي ما كنت صانعا إذا غشيتك خيل محمد فاصنعه الآن (2) فإني قد رأيت رايات فسألت عنها فقالوا هذه جيوش محمد قال قلت قرب لي أجمالي فقربها لي فاحتملت بأهلي وولدي ثم قلت ألحق بالشام (3) فسلكت الجوشية (4) وخلفت (5) ابنة لحاتم في الحاضر فلما قدمت الشام أقمت بها وتخالفني خيل لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) فتصيب ابنة حاتم فيمن أصابت فقدم بها على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في سبايا طيئ وقد بلغ رسول الله (6) هربي إلى الشام قال فجعلت ابنة حاتم في حظيرة بباب المسجد كانت تحبس السبايا فيها فمر بها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقامت إليه وكانت امرأة جزلة فقالت يا رسول الله هلك الوالد وغاب الوافد فامنن علي من الله عليك قال ومن وافدك قالت عدي بن حاتم قال الفار من الله ومن رسوله قالت ثم مضى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وتركني حتى إذا كان الغد مر بي فقلت له مثل ذلك فقال مثل ما قال بالأمس حتى إذا كان بعد الغد مر بي وقد يئست منه قالت فأشار إلي رجل خلفه قومي فكلميه قالت فقمت فقلت يا رسول الله هلك الوالد وغاب الوافد فامنن علي من الله عليك قال قد فعلت لا تعجلي بخروج حتى تجدي من قومك من يكون لك ثقة حتى (7) يبلغك إلى بلادك ثم ذنيني قالت فسألت عن الرجل الذي أشار إلي أن كلميه فقيل علي بن أبي طالب قالت وأقمت حتى قدم نفر من بلي أو من قضاعة وإنما أريد أن آتي الشام قالت فجئت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقلت يا رسول الله قد قدم رجال من قومي لي فيهم ثقة وبلاغ قالت فكساني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وحملني وأعطاني نفقة فخرجت معهم حتى قدمت الشام قال أبو عامر في حديثه وقد كنت أسلمت فحسن إسلامها _________ (1) كذا بالاصل و " ز " وفي السيرة: " ذات غداة " وسقطت لفظة " يوم " (2) زيادة عن سيرة ابن هشام (3) في السيرة: ألحق بأهل ديني من النصارى بالشام (4) الجوشية وقال: ابن هشام: ويقال الحوشية والذي بالاصل: " الخوسية " وفي " ز ": " الحوسية " والمثبت عن السيرة والجوشية: جبل للضباب قرب خربة من أرض نجد (5) بالاصل: وحلفت والمثبت عن " ز " والسيرة (6) ما بين معكوفتين سقط من الاصل واستدرك للايضاح عن " ز " والسيرة (7) زيادة عن سيرة ابن هشام
পৃষ্ঠা - ৩১৫৮৫
قال عدي فوالله إني لقاعد في أهلي إذ نظرت إلى ظعينة (1) تصوب (2) إلي تؤمنا قال فقلت ابنة حاتم فإذا هي هي (3) فلما وقفت علي انسحلت (4) القاطع الظالم ارتحلت بأهلك وولدك وتركت بقية والدك أختك وعورتك قال قلت يا خية (5) لا تقولي إلا خيرا فوالله ما لي من عذر ولقد صنعت ما ذكرت قال ثم نزلت فأقامت عندي قال فقلت لها وكانت امرأة حازمة ماذا ترين في أمر هذا الرجل قالت أرى والله أن نلحق (6) به سريعا فإن يكن الرجل نبيا فللسابق (7) إليه فضله وإن يكن ملكا فلن نذل في عز اليمن وأنت أنت قال قلت والله إن هذا الرأي قال فخرجت حتى أقدم على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) المدينة فدخلت عليه وهو في مسجده فسلمت عليه فقال من الرجل (8) قال قلت عدي بن حاتم قال أبو عامر في حديثه فرحب به النبي (صلى الله عليه وسلم) وقربه (9) وكان يتألف شريف القوم ليتألف به قومه قال ابن إسحاق في حديثه فقام رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فانطلق به إلى بيته قال فوالله إنه لعامد بي (10) إليه إذ لقيته امرأة كبيرة ضعيفة فاستوقفته فوقف لها طويلا نكلمه في حاجتها قال قلت في نفسي والله ما هذا بملك قال ثم مضى حتى إذا دخل بيته تناول وسادة من أدم محشوة ليفا فقدمها إلي فقال اجلس على هذه قالت بل أنت فاجلس قال فقال بل أنت فاجلس عليها قال فجلست عليها وجلس رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بالأرض قال قلت في نفسي ما هذا بأمر ملك _________ (1) الظعينة: المرأة في هودجها (2) تصوب إلي: أي تقصد تؤم (3) بالاصل و " ز ": " هي هيه " والمثبت عن سيرة ابن هشام (4) بالاصل: " استحلت " وفي " ز ": " اسبحلب " والمثبت عن السيرة وقوله: انسحلت أي اخذت في اللوم بكلام فيه حدة (5) كذا بالاصل و " ز " وفي السيرة: أي أخية (6) في السيرة: تلحق (7) بالاصل: فليسابق والمثبت عن " ز " والسيرة (8) بالاصل: الرجال والمثبت عن " ز " والسيرة (9) بالاصل: وقوله والمثبت عن " ز " (10) بالاصل و " ز ": لعامدي والمثبت عن السيرة
পৃষ্ঠা - ৩১৫৮৬
قال أبو عامر في حديثه فدخل الإسلام في قلبي وأحببت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حبا لم أحبه شيئا قط قال ولم يكن في البيت إلا خصاف (1) ووسادة أديم وقال في حديثه فلم يجلس عليها ولم أجلس عليها ثم أقبل علي فقال هيه يا عدي بن حاتم أفررت أن توحد الله وهل من أحد غير الله هيه يا عدي بن حاتم أفررت أن تكبر الله ومن أكبر من الله هيه يا عدي بن حاتم أفررت أن تعظم الله ومن أعظم من الله هيه يا عدي بن حاتم أفررت أن تشهد أن لا إله إلا الله وهل من إله غير الله هيه يا عدي بن اتم أفررت أن تشهد أن محمدا رسول الله قال فجعل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول نحو هذا وأنا أبكي قال ثم أسلمت (2) قال ابن إسحاق في حديثه ثم قال إيه يا عدي بن حاتم ألم تك ركوسيا (3) قال قلت بلى قال فإن ذلك لم يكن يحل لك في دينك قال قلت أجل والله وعرفت أنه نبي مرسل يعلم ما يجهل قال ثم قال لعله (4) يا عدي بن حاتم إنما يمنعك من دخول في هذا الدين ما ترى من حاجتهم فوالله لأوشك (5) أن يفيض فيهم يعني المال حتى لا يوجد من يأخذه ولعله أن يمنعك من ذلك ما ترى من كثرة عدوهم (6) وقلة عددهم فوالله ليوشكن أن تسمع بالمرأة تخرج من القادسية على بعيرها حتى تزور البيت لا تخاف ولعلك إنما يمنعك من دخول فيه إنك ترى أن الملك والسلطان في غيرهم وأيم الله ليوشكن أن تسمع بالقصور من أرض بابل البيض (7) قد فتحت عليهم قال فأسلمت فكان عدي يقول مضت اثنتان وبقيت الثالثة ووالله لتكونن (8) لقد رأيت القصور البيض من ارض بابل وقد فتحت عليهم ورأيت المرأة تخرج على بعيرها لا تخاف إلا الله حتى تحج هذا البيت من القادسية وايم الله لتكونن الثالثة ليفيضن (9) المال حتى لا يوجد من يأخذه _________ (1) الخصاف جمع خصفة وهي جلة التمر التي تعمل من الخوص (2) قول أبي عامر العقدي المتقدم ليس في سيرة ابن هشام (3) الركوسي من الركوسية وهم قوم لهم دين بين دين النصارى والصابئين (راجع تاج العروس واللسان: ركس) (4) في السيرة: لعلك (5) في السيرة: ليوشكن المال أن يفيض (6) بالاصل و " ز ": عددهم والمثبت عن السيرة (7) في السيرة: بالقصور البيض من أرض بابل (8) إعجامها ناقص بالاصل والمثبت عن " ز " والسيرة (9) بالاصل و " ز ": ليبيضن والمثبت عن السيرة
পৃষ্ঠা - ৩১৫৮৭
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور أنا أبي أبو العباس الفقيه أنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي الشهرزوري المالكي إملاء نا أبو علي أحمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن الأصبهاني العدل بالري أنا أحمد بن محمد بن إسحاق حدثني سالم (1) بن معاذ بن سلم (2) نا سليمان بن الربيع الكوفي نا عبد الحميد بن صالح البرجمي نا زكريا ابن عبد الله بن يزيد الصهباني عن أبيه عن كميل بن زياد النخعي عن علي بن أبي طالب أنه قال يا سبحان الله ما أزهد كثيرا من الناس في الخير عجبت لرجل يجيئه أخوه المسلم في حاجة لا يرى نفسه للخير أهلا فلو أنا لا نرجو جنة ولا نخشى نارا ولا ثوابا ولا عقابا لكان ينبغي لنا أن نطلب مكارم الأخلاق فإنها تدل على سبل النجاح فقام رجل فقال فداك أبي وأمي يا أمير المؤمنين سمعته من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال نعم وما هو خير منه لما أتينا بسبايا طئ ووقفت (3) جارية جماء حواء لعساء (4) لمياء (5) عيطاء (6) شماء الأنف معتدلة القامة درماء الكعبين جدلة الساقين لفاء العجزين خميصة الخصرين مصقولة المتنين ضامرة الكشحين فلما رأيتها أعجبت بها فقلت لأطلبن إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن يجعلها من فيئي فلما تكلمت نسيت جمالها لما رأيت من فصاحتها فقالت يا محمد إن رأيت أن تخلي عني فلا تشمت بي أحياء العرب فإني ابنة سيد قومي وإن أبي كان يفك العاني ويحمي الذمار ويقري الضيف ويشبع الجائع ويفرج عن المكروب ويفشي السلام ويطعم الطعام ولم يرد طالب حاجة قط أنا ابنة حاتم طئ قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يا جارية هذه صفة المؤمن حقا لو كان أبوك إسلاميا لترحمنا عليه خلوا عنها فإن أباها كان يحب مكارم الأخلاق والله يحب مكارم الأخلاق فقام أبو بردة بن نيار فقال يا رسول الله الله يحب مكارم الأخلاق قال يا أبا بردة لا يدخل الجنة أحد إلا يحسن الخلق _________ (1) كذا بالاصل وفي " ز ": سلم (2) كذا بالاصل و " ز " وفي المطبوعة: سالم (3) بالاصل والمختصر: " وقعت " والمثبت عن " ز " (4) بالاصل: حمراء لعصاء والمثبت عن " ز " (5) بالاصل: لفاء والمثبت عن " ز " (6) في الاصل: غبطا والمثبت عن " ز "
পৃষ্ঠা - ৩১৫৮৮
أخبرناه عاليا أبو المظفر بن القشيري نا أبي الأستاذ أبو القاسم إملاء أنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ حدثني أبو بكر محمد بن عبد الله بن يوسف العماني نا أبو سعيد عبيد بن كثير بن عبد الواحد الكوفي نا ضرار بن صرد نا عاصم بن حميد عن أبي حمزة وهو الثمالي (1) عن عبد الرحمن بن جندب عن كميل بن زياد النخعي قال قال علي بن أبي طالب يا سبحان الله ما أزهد كثيرا من الناس في خير عجبا لرجل يجيئه أخوه المسلم في الحاجة فلا يرى نفسه للخير أهلا فلو كان لا يرجو حسابا ولا يخشى عذابا لكان ينبغي له أن يسارع في مكارم الأخلاق فإنها تدل على سبيل النجاح فقام إليه رجل فقال فداك أبي وأمي يا أمير المؤمنين أسمعته من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال نعم وما هو خير منه لما أتي بسبايا طئ وقفت جارية جماء حواء (2) لعساء لفاء عيطاء شماء الأنف معتدلة القامة والهامة درماء الكعبين جدلة الساقين لفاء الفخذين (3) خميصة الخصرين ضامرة الكشحين مصقولة المتنين قال فلما رأيتها أعجبت بها وقلت لأطلبن إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ليجعلها في فيئي فلما تكلمت أنسيت جمالها لما رأيت من فصاحتها فقالت يا محمد إن رأيت أن تخلي عني ولا تشمت بي أحياء العرب فإني ابنة سيد قومي فإن أبي كان يحمي الذمار ويفك (4) العاني ويشبع الجائع ويكسو العاري ويقري الضيف ويطعم الطعام ويفشي السلام ولم يرد طالب حاجة قط أنا ابنة حاتم طئ فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) يا جارية هذه صفة المؤمن لو كان أبوك مسلما لترحمنا عليه خلوا عنها فإن أباها كان يحب مكارم الأخلاق فقام أبو بردة بن نيار فقال يا رسول الله الله يحب مكارم الأخلاق فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) والذي نفسي بيده لا يدخل الجنة أحد إلا يحسن الخلق قال الأستاذ قوله جماء أي كثيرة شعر الرأس وقوله لعساء إذا كان في لونها أدنى سواد مشرب حمرة ويقال لعساء الشفة أي حمراؤها حمرة تضرب إلى السواد وقوله لفاء أي كثيرة شعر الرأس وشجرة لفاء ملتفة الأغصان وقوله عيطاء أي طويلة العنق في _________ (1) اسمه ثابت بن أبي صفية دينار أبو حمزة الثمالي راجع ترجمته في تهذيب الكمال 3 / 233 (2) بالاصل و " ز " هنا: " حمراء " (3) بالاصل: " العجزين " والمثبت عن " ز " (4) بالاصل: ويقبل والمثبت عن " ز "