তারিখ দামেস্ক

من النساء

رحمة بنت أفراييم بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم ويقال رحمة بنت

পৃষ্ঠা - ৩১৫০৫
* لعمرك إنني لأحب دارا * تحل (1) بها سكينة والرباب أحبهما وأبذل بعد مالي * وليس للائمي فيها عتاب (2) ولست لهم وإن عتبوا مطيعا (3) * حياتي أو يغيبني التراب * وهي التي أقامت على قبر الحسين عليه السلام حولا ثم قالت * إلى الحول ثم اسم السلام عليكما * ومن يبك حولا كاملا فقد اعتذر * وسكينة اسمها آمنة أو أميمة وإنما سكينة لقب لقبتها أمها الرباب بنت امرئ القيس ولما توفي الحسين خطبت الرباب وألح عليها فقالت ما كنت لأتخذ حموا بعد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فلم تزوج وعاشت بعده سنة لم يظلها سقف بيت حتى بليت وماتت كمدا وكانت من أحمل النساء وأعقلهن وقيل إنها ماتت في زمن الحسين 9337 - رحمة (4) بنت أفراييم بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم ويقال رحمة بنت ميشا (5) بن يوسف بن يعقوب زوج أيوب (6) عليهم وعلى نبينا الصلاة والسلام كانت مع زوجها أيوب بأرض البثنية (7) لما شط إبليس على أيوب لم يسلط على زوجه ولا على عينيه ولا قلبه ولا لسانه فكان فلبه للشكر ولسانه للذكر وعيناه ينظر بهما إلى السماء فلما أصابه الجدري جاءت امرأته حتى جلست بين يديه وكانت امرأته رحمة (8) بنت ميشا بن يوسف وكانت أم ميشا أزليخا _________ (1) في الاغاني: " تكون " وفي رواية فيها 16 / 140: تحل (2) روايته في الاغاني: أحبهماا وأبذل جل مالي * وليس لعاتب عندي عتاب (3) صدره في الاغاني: فلست لهم وإن غابوا مضيعا (4) انظر أخبارها في تاريخ الطبري 1 / 194 والبداية والنهاية 1 / 254 لابن الاثير 1 / 103 (5) في ترجمة أيوب المتقدمة: منشا (6) تقدمت ترجمته في تاريخ مدينة دمشق طبعة دار الفكر 10 / 58 رقم 848 (7) البثنية: ويقال البثنة ذكرها ياقوت وقال: اسم ناحية من نواحي دمشق وقيل هي قرية بين دمشق وأذرعات وكان أيوب النبي صلى الله عليه وآله وسلم منها وقال ابن عساكر في ترجمة أيوب: هي من نواحي دمشق بقرب نوى (8) وقيل اسمها: ليا قاله الطبري 1 / 194
পৃষ্ঠা - ৩১৫০৬
امرأة يوسف وكان قبل يوسف امرأة فوطرقير العزيز الذي كان اشترى يوسف قلما جاءت امرأته إليه فجلست وجاء إبليس فجلس معها إلى أيوب فقالت رحمة يا أيوب قد هلك الولد وهي تبكي فجثا إبليس كأنه حاضن ولده ينوح على ولده وعلى أيوب يقول يا أيوب قد صبرنا على ذهاب المال فكيف بالولد وكيف لو رأيت حين رضخوا بالحجارة وكيف تفلقت الهام منهم وكيف سال الدماغ من مناخرهم وكيف رضت عظامهم وكيف تناثرت أحداقهم يا أيوب فكيف بالصبر بعد هؤلاء على ما نرى بك من هذا البلاء قال فالتفت إليهما فقال أما الولد فالله كان أرحم بهم مني ومنك أيتها المرأة يعني امرأته وأما المال فكان عارية أعارنيه ربي توسعت فيه ما دام عندي ثم قبضه فله الحمد وأما أنت يا أيها المتكلف فما بكاؤك ونوحك اذهب عني فإني قد رضيت بقضاء ربي وسلمت لأمره ثم قال لامرأته يا هذه دعيني عنك من جزعك والزمي الصبر قالت يا سيدي أصير معك في الضيق والبلاء والشدة كما صبرت في الرخاء والنعيم وكذلك كان السلف من آبائنا إذا ابتلوا صبروا قال فانصرف إبليس خائبا منكسرا قال وتساقط جلد أيوب وتناثر لحمه وجرى الدود بين الجلد والعظم (1) وانقطع عنه ما كان فيه من نعيم الدنيا فكانت امرأته تتصدق (2) الكسرة واللقمة فتطعمه إياه وتطحن للناس بيدها وتأخذ بأجرها طعاما (3) فلم تزل على ذلك لا يغيرها عن حالها لأيوب من طول البلاء فجعل إبليس يجمع المردة وأصحابه ويطوف المشارق والمغارب يطلب المكيدة لأيوب لا يقدر على شئ يعلم أنه يصل إلى مكايدته إلا أتاه حتى أعياه ذلك فأتاه من قبل النصيحة والطب فجعل يختلف إليه في صورة رجل مسافر يعرض عليه أنواع المعاصي بسبب الطب فلا يجيبه أيوب إلى شئ فانطلق الخبيث إلى ثلاثة إخوة لأيوب كانوا مصافين له يحبونه في الله فقال لهم هل تعلمون ما نزل بأخيكم أيوب قالوا لا فقص عليهم قصة أيوب فقال لهم أرى لكم أن تنطلقوا إليه بطعام فإن امرأته تتصدق واحملوا إليه _________ (1) وبقي على هذه الحال حتى أنتن جسده فأخرجه أهل القرية من القرية إلى كناسة خارج القرية لا يقربه أحد إلا زوجته انظر الطبري 1 / 195 والبداية والنهاية 1 / 255 (2) تتصدق هنا بمعنى سأل راجع تاج العروس: صدق (3) البداية والنهاية 1 / 256 ثم إن الناس لم يكونوا يستخدمونها لعلمهم أنها امرأة أيوب خوفا أن ينالهم من بلائه أو تعديهم بمخالطته
পৃষ্ঠা - ৩১৫০৭
خمرا فإن شفاءه فيها فانطلقوا حتى إذا دنوا منه ولم تستطع دوابهم أن تدنو منه لنتن ريحه وما قد تغير من لونه ولم يبق من أيوب غير العينين ينظر بهما إلى السماء وعن ابن عباس إن إبليس حين أيس من أيوب جمع المردة فقال ويلكم أين مكركم وكيدكم الذي كنتم تضلون به بني آدم قالوا يا سيدنا قد اضمحل ذلك كله إنما بقيت واحدة أن تأتيه من قبل امرأته فلعل هي أن تخدعه وهو يرق لها فتظفر بحاجتك منه فانطلق إبليس فجلس لها على طريقها فقال لها يا رحمة أين المال إين البنيان أين النعيم أين السعة أين الخدم أين الولد فبكى معها وبكت فقال لها ما تستطيعين أن تكلميه أن يشرب شربة من خمر فإن فيها شفاءه ثم يتوب قال وسوس إليها وجرى منها مجراه من ابن آدم فانطلقت محمارة وجنتاها يرعد كل مفصل منها حتى جلست بين يدي أيوب فقالت يا أيوب أين المال أين السعة أين الولد أين الخدم ألا تنظر إلى ما صرنا إليه إنما هي شربه ثم تتوب فنظر إليها فقال لعن الله من وسوس إليك ومن علمك هذا لله علي إن عوفيت لأجلدنك مئة جلدة عقوبة لك بما فعلت (1) فلما أن رأت ندمت وذهب عنها الخبيث فوقعت على أيوب تلحسه وتقول يا سيدي هذا مكان العائذ من غضبك فلم تزل به حتى رضي عنها وعذرها وعن ابن عباس قال (2) قالت امرأة أيوب لأيوب إنك رجل مجاب الدعوة فادع الله أن يشفيك فقال كنا في النعماء سبعين سنة فدعينا نكون في البلاء سبعين سنة فمكث في ذلك البلاء سبع سنين (3) وعن ابن عباس أن أيوب اشتهى إداما من سمن أو لحم أو جبن أو لبن فلم تصب امرأته حتى باعت _________ (1) راجع ترجمة أيوب المتقدمة 10 / 67 (2) الخبر رواه المصنف في ترجمة أيوب النبي صلى الله عليه وآله وسلم المتقدمة من طريق أبي محمد بن أبي شريح بسنده إلى ابن عباس 10 / 63 - 64 (3) اختلفوا في مدة بلواه عن مجاهد أنه أول من أصابه الجدري ففي الطبري: سبع سنين وأشهرا وهو أيضا قول أنس وقال وهب: أنه ابتلي ثلاث سنين لا تزيد ولا تنقص وقال حميد: مكث في بلواه ثماني عشرة سنة راجع البداية والنهاية 1 / 256
পৃষ্ঠা - ৩১৫০৮
قرنا من شعرها فعند ذلك نادى أيوب ربه وذلك أن امرأته أتته بشهوته فلما رأى ذلك قال لها من أين لك هذا فكشفت عن رأسها فقالت بعت قرنا من شعري (1) فقال عند ذلك إلهي أبتليتني بذهاب المال والولد ثم البلاء في جسدي ثم صيرتني أن أعيش من شعر حليلتي فارض عني وإن كان هذا رضى لك فزدني وأنت أرحم الراحمين قد ترى ما نزل بي فذلك قوله " وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين " (2) يقول الله " فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر " (3) قال ابن عباس جاءه جبريل عليه السلام فقال السلام عليك يا أيوب رب العزة يقرئك السلام ويقول " أركض برجلك " (4) اليمين قال فضرب بها الأرض فتناثر كل دود عليه من قرنه إلى قدميه ونبعت عين من تحت رجله اليمنى ثم قال اركض برجلك اليسرى قال فضرب بها الأرض فتناثر ما كان بقي من الدود ونبعت عين من تحت قدمه اليسرى فقال جبريل قم فادخل هذه العين " هذا مغتسل " فاغتسل فيه فاغتسل فيها فخرج منها صحيحا سليما نشيطا على حسنه وجماله وشبابه واشرب من الأخرى وهي اليمنى " بارد وشراب " قال فشرب منها فخرج كل شئ كان في بطنه وجرت النضرة في بشره وشعره قال وكسي ورد الله عليه أمواله وخدمه ومثلهم معهم وصارت منازله وجنانه وخدمه على ما كان وفسح الله له فيها مثلهم يقول الله تعالى " ومثلهم معهم " (5) قال وجلس جبريل معه يحدثه إذ جاءته امرأته فرأت منازلها ومجالسها وأنكرت المكان الذي تركت فيه أيوب وكانت تركته على زبل يتمرغ في الرماد فصكت وجهها ودعت بالويل وقالت من رأى المبتلى فقال أيوب أما تعرفينه لو رأيته فقالت أما في حال صحته وشبابه كأنه أشبه الناس بك قال جبريل فهو هو قال أيوب قد من الله علي ورد علي مالي وخدمي وأهلي ومثلهم معهم قالت فأين الولد وكان له ثلاثة عشر ولدا فأوحى الله إليه عند مقالتها أين الولد قال يا أيوب إن شئت بعثتهم لك وإن شئت أقررتك في الجنة وأعطيتك بدلهم في الدنيا مثلهم فقالا جميعا _________ (1) انظر البداية والنهاية 1 / 256 (2) سورة الانبياء الاية: 83 (3) سورة الانبياء الاية: 84 (4) سورة ص الاية: 42 (5) سورة ص من الاية: 43
পৃষ্ঠা - ৩১৫০৯
أيوب وامرأته يا رب دعهم في الجنة وأعطنا غيرهم (1) قال قد فعلت قال ابن عباس فمن زعم أن أولاده نشروا وبعثوا فقد كذب (2) وقال جبريل إن الله يأمرك أن تأخذ " بيدك ضغثا (3) فاضرب به ولا تحنث " (4) وذلك أنه أمره أن يأخذ ضغثا فيه مئة ساق من عيدان القت (5) فيضرب به امرأته لليمين التي حلف عليها (6) قال ابن عباس ولا يجوز ذلك لأحد بعد أيوب إلا الأنبياء قال وبعث الله سبحانه (7) فأمطر عليه في داره بعد صلاة العصر حتى توارت بالحجاب جراد الذهب وفي حديث عكرمة قال أتى إبليس فقيل له هذا أيوب قد خلينا بينك وبينه فأت فيه بما قدرت عليه من شئ إلا اثنتين قال إبليس وأي شئ هاتين الثنتين التي منعتنيها قال قال له الرسول يقول لك ربك ليس لك أن تخرج نفسه ثم تعيدها وليس لك على امرأته سلطان قال وعلم الله بما يلقى أيوب مما لم يعلم إبليس فجعل امرأته عونا له قال إبليس فنعم قال وكان أيوب هو بنى المصلى الذي كانوا يصلون فيه وكان منزله فيه وكان ذا ماشية ورقيق وكان إمامهم قال فأقبل على ماشيته فأفناها قال فلا يرى من أيوب شيئا يحبه قال ثم أقبل على رقيقه فأفناهم فلا يرى شيئا يحبه قال ثم أقبل على ولده فأفناهم فلا يرى شيئا يحبه قال فأقبل على أيوب في بدنه فابتلاه بلاء شديدا فلما اشتد بأيوب البلاء وذهبت ماشيته ورقيقه وولده فلم يبق إلا هو وامرأته قال لها يا هذه انظري إلى ما آمرك به فاصنعيه قالت وما هو قال احمليني فألقيني في _________ (1) انظر البداية والنهاية 1 / 258 وقيل: أحياهم الله بأعيانهم وروى ابن عباس عن نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم في قوله (ووهبنا له أهله ومثلهم معهم) قال: يا بن عباس رد الله امرأته إليه وزاد في شأنها حتى ولدت له ستة وعشرين ذكرا راجع ترجمة أيوب المتقدمة 10 / 77 (2) انظر الحاشية السابقة (3) الضغث كالعثكال وهي قبضة من قضبان مختلفة يجمعها أصل واحد مثل الاسل (4) سورة ص الاية: 44 (5) القت: الفصفصة وهي الرطبة من علف الدواب (6) وكان قد أقسم لما جاءته بطلب من إبليس تحاول أن تسقيه شربة من خمر فيها شفاؤه قال لها: لله علي إن عافاني لاجلدنك مئة جلدة راجع ترجمة أيوب المتقدمة 10 / 67 (7) كذا
পৃষ্ঠা - ৩১৫১০
القرية قالت يا أيوب ألا تتقي الله قد نزل بك ما ترى وأنا امرأة ضعيفة تأمرني أن أخرج من منزلنا الذي هو منزلنا قال نعم أطيعيني فإني أخاف أن أكون قد شققت على أهل هذا المصلى فاحتملته فألقته في القرية قال فاشتد ريحه فدعاها فقال يا هذه لا أحسبني إلا قد شققت على أهل هذه القرية يمرون فيجدون ريحي فيؤذيهم قالت يا أيوب اتق الله أنا امرأة ضعيفة ليس معي غيري قالت فأين أذهب بك نرى أن نكون مع الناس قال نعم انظري إلى هذه الكساحة (1) الخارجة من القرية فاحمليني فألقيني عليها ولا تؤذي أهل القرية فلا أحسبني إلا قد شققت عليهم فأطيعيني فاحتملته فألقته على الكساحة قال وألح عليه إبليس لا يرى منه شيئا يحب لا يراه إلا صابرا قال فلا أدري ما قال لامرأته يوما فجاء منها شئ (2) فآلى ليجلدنها مئة جلدة إن برئ قال واشتد به البلاء فقالت له امرأته والله إني لأعلم أن الله لم يفعل بك هذا من هوانك عليه هو ربك ولكنه أراد أن يبتليك كما ابتلى أباك إبراهيم لينظر أتصبر وتشكر قال فتريدين ماذا قالت ادع الله فوالله ليكشفن عنك ذا البلاء قال فكم مضى من عمري قالت كذا وكذا قال فقد كنت في تلك النعمة والرفاهية والخير فما ابتلاني بعد ذلك قال فجزعت وقالت يا أيوب فإنك تريد أن تصبر على قدر ذلك (3) فأصبحت يوما وقد اشتد بأيوب البلاء حتى ما يقدر على المنطق وذهل عنه أهل المصلى فقالوا هذا المبتلى سبع سنين على الكساحة أشهر وسبعة أيام (4) وقد أغفلناه لا نتعاهده انطلقوا بنا نتعاهده ونسلم عليه ونسأله أله حاجة فأقبلوا بجماعتهم وغدت امرأته حتى تقضي ما تطلب له وبقي وحده وانتهوا إليه فلم يستطيعوا يدنون منه ساعة ولا يسمعونه (5) قالوا فكيف نصنع نرجع فقال بعضهم أغفلناه هذه السنوات فلما جئناه ورأيناه ورآنا ننصرف ولا نكلمه فقال بعضهم نضع ثيابنا على أنفنا وندنو منه فنكلمه ثم ننصرف عنه ونعرض عليه الحاجة قال فأخذوا على أنفهم ودنوا منه حيث _________ (1) الكساحة: الكناسة (2) في الكامل لابن الاثير أن إبليس قال لزوجته اتبعيني واسجدي لي أرده وأشفيه وانظر ترجمة أيوب المتقدمة 10 / 67 - 68 (3) انظر ترجمة أيوب المتقدمة 10 / 64 باختلاف الرواية (4) كذا وقيل في مدة بلائه أقوال أخرى انظر ما لاحظناه قريبا (5) كان قد أنتن وقذر جسده الطبري 1 / 195
পৃষ্ঠা - ৩১৫১১
يسمعونه الكلام فلما رأوه عاينوا عظيما لم يروه قبل ذلك في أحد حتى رأوا الدواب تخترق فيه فقال رجل يا أيوب لو علم الله فيك خيرا لم يبتلك بما نرى وانصرفوا عنه راجعين قال فعرض لربه بالدعاء فقال " إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين " (1) قال ونزل عليه جبريل فخرق له الأرض بجناحيه فنبعث له عينان فقال يا أيوب اشرب من هذه واغتسل في هذه قال فشرب واغتسل فإذا أيوب أحسن ما كان صورة وأتمه ونهض عنه جبريل قال ففكر أيوب في بلاء امرأته عنده وحسن صنيعها إليه وصبرها عليه قال لا أبرح حتى تجئ قال فقعد في فئ شئ وأقبلت امرأته من حاجتها ولم تره فانطلقت والهة إلى القرية تسعى ثم عادت والهة لا تعقل ومرت بأيوب فقالت يا عبد الله هل رأيت ذاك المبتلى الملقى على الكساحة قال يقول لها أيوب وماذا تخشين عليه قالت صدقت ولكن أخشى أن يكون كلب أو سبع اجتره قال فما تمالك أيوب أن بكى وقال هل تعرفينه لو رأيته فنظرت إليه فقالت والله إنك لأشبه خلق الله به إذ كان صحيحا قال فأنا ايوب قالت أنت أيوب قال أنا أيوب ألم أخبرك أن الله أراد أن يتم نعمته علي قال فرجع إلى محرابه وحكى وهب بن منبه قال (2) قال إبليس لامرأة أيوب بم أصابكم ما أصابكم قالت بقدر الله قال وهذا أيضا فاتبعيني فاتبعته (3) فأراها جميع ما ذهب منهم في واد فقال اسجدي لي وأرد عليكم فقالت إن لي زوجا أستأمره فأخبرت أيوب فقال أما آن لك أن تعلمي ذاك الشيطان لئن برئت (4) لأضربنك مئة جلدة (5) وعن ابن المسيب أنه بلغه أن أيوب على نبينا وعليه الصلاة والسلام كان حلف ليجلدن امرأة له في أن _________ (1) سورة الانبياء الاية: 83 (2) الخبر رواه المصنف في ترجمة أيوب المتقدمة 10 / 67 - 68 والكامل لابن الاثير 1 / 104 - 105 (3) زيادة للايضاح عن المصدرين السابقين (4) في الكامل لابن الاثير: شفيت (5) إلى هنا الرواية في ترجمة أيوب المتقدمة وزيد عند ابن الاثير: وأبعدها وقال لها: طعامك وشرابك علي حرام لا أذوق مما تأتيني به شيئا فابعدي عنى لا أراك فذهب عنه