من المجهولين
رجل من الفصحاء
পৃষ্ঠা - ৩১৩২৯
أفرغت ما في صلبك فقلت والله لأوفينك ما وفيتها فلا عبتها ثم توركتها حتى إذا أردت الإنزال أخرجته فأمسكته فنزا الماء حتى حاذى رأسها فقلت أيكون هذا ممن أفرغ ما صلبه ثم تناولت عشر حصيات فكلما صرت إلى الفراغ ناولتها حصاة حتى أتيت على العشر فسألتها كم في يدك فقالت تسع فقلت لا بل عشر فقالت والله لا أحسب لك ما لم يصل إلي فضحك هشام حتى استلقى على فراشه ثم إني سألته كيف أنت اليوم فقال هيهات والله إني لأظل اليومين والثلاثة وما في الثاني طائل (1) ثم ضرب بيده على فخده وقال * قد كبرت بعد شباب سني * وأضعف الأزلم (2) مني ركني والدهر يبلي جده ويفني * وأعرضت أم عيالي عني إذ عز عندي ما تريد مني * وقالت الحسناء يوما ذرني ولم ترد ذرني ولكن نكني * لكنها عن ذاك كانت تكني *
9214 - رجل من الفصحاء وفد على هشام وفد على هشام بن عبد الملك ووعظه أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله إذنا ومناولة وقرأ علي إسناده أنا محمد بن الحسين أنا المعافي بن زكريا القاضي (3) نا محمد بن الحسن بن دريد نا أبو عثمان عن العتبي قال صعد رجل إلى هشام بن عبد الملك في خضراء معاوية فمثل بين يديه لا يتكلم فقال له هشام ما لك لا تتكلم قال هيبة الملك وبهر الدرج فلما رجعت نفسه إليه قال له هشام تكلم وإياك ومدحنا فقال لست أمدحك (4) إنما احمد الله فيك ثم قال إن الدنيا ذمت بأعمال العباد إذا أساءوا (5) ولم تحمد بأعمالهم فيها إذا أحسنوا وإن الدنيا لم تكتم
_________
(1) بالأصل: " ظانك " والمثبت عن مختصر ابن منظور
(2) يعني الدهر
(3) رواه المعافى بن زكريا الجريري في الجليس الصالح الكافي 3 / 101 - 102
(4) في الجليس الصالح: أحمدك
(5) بالأصل: " شاءوا " والمثبت عن الجليس الصالح
পৃষ্ঠা - ৩১৩৩০
بما فيها فتذم ولكن إنما جهرت به فأخذها من أخذها بذلك وهي عليه وتركها من تركها لذلك وهي له وإن الدنيا نادت أهلها بأنها تاركه من أخذها ومفارقه من صحبها ومخربة عمران من عمرها فمن زرع فيها شرورا (1) حصد حزنا ومن ابر فيها هوى اجتنى ندامة وإنما هي لمن زهد فيها اليوم وأعرض عنها وآثر الحق عليها وأخذها من أخذها بعد البيان منها والإخبار عن نفسها فعز نفسه وسماها غزارة وكذب نفسه وسماها كذابة وزهد فيها آخرون فصدقوا مقالتها ورأوا آثارها في فعالها فأخذوا منها قليلا وقدموا فيها كثيرا وسلموا من الباطل وصارت لهم عونا على الحق في غيرها فلم تحمد بإحسان من أحسن فيها وهي له وذمت بإساءة من أساء فيها وهي عليه فأنت أحق بإساءتك فيها إذ كان الإحسان لك دونها فأطرق هشام يفكر في كلامه واملس الرجل فلم يره قال القاضي (2) من أبر فيها هوى أي لقح يقال أبرت النخل وأبرته إذا لقحته (3) ومنه قول النبي (صلى الله عليه وسلم) من باع نخلا مؤبرا
[13686] وقوله سكة مأبورة وقال الشاعر (4) * لا تأمنن قوما وترتهم * وبداتهم بالغشم والظلم أن يأبروا نخلا لغيرهم * والشئ تحقره وقد ينمي * وقوله فاملس معناه زال عن موضعه بسهولة وهو مأخوذ من الملامسة يقال أملس من كذا وتملس أي زال بسرعة لملاسة موضعه وأنه ليس فيها اجزاء لها نتوء ونبو وتضاريس ويقال في هذا المعنى انملص وتملص وكأنه من الدحض والزلق ويقال إن هذا الوجه أفصح الكلامين ومنه إنملصت المرأة فأزلقت إذا أسقطت جنينها ومنه الخبر الوارد أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قضى في إملاص المرأة بغرة (5) عبد أو أمة وذلك إذا ضربت فأسقطت جنينا ميتا وهذا الخبر مما ينبه على الحذر من غرور الدنيا وقال الله تعالى ذكره " يا أيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور " (6)
_________
(1) تحرفت بالأصل إلى: سرورا
(2) يعني المعافي بن زكريا الجريري صاحب كتاب الجليس الصالح الكافي
(3) كذا بالأصل وفي الجليس الصالح: ألقحته
(4) نسبها بحواشي الجليس الصالح: ألقحته
(4) نسبها بحواشي الجليس الصالح إلى: الحارث بن وعلة
(5) زيادة عن الجليس الصالح
(6) سورة فاطر الآية: 5