من سمي بكنيته
أبو القاسم بن رزيق البغدادي
أبو قتادة بن ربعي يقال اسمه الحارث بن ربعي ويقال نعمان ابن ربعي وقيل
পৃষ্ঠা - ৩০৮৬৫
8772 - أبو القاسم بن رزيق البغدادي كان بأطرابلس من ساحل دمشق حكى عن الشبلي حكى عنه أبو الفضل السعدي نزيل مصر وهو محمد بن عيسى القاضي فقال حدثنا أبو القاسم بن رزيق البغدادي بطرابلس قال سمعت الشبلي ينشد * كادت سرائر سري أن تشير بما * أوليتني من سرور لا أسميه فصاح بالسر سر منك نرقبه * كيف السرور يسر دون مبديه فظل يلحظني سري لألحظه * والحق يلحظني أن لا أراعيه وأقبل الحق يفني اللحظ عن صفتي * وأقبل اللحظ يفنيني وأفنيه * (1)
8773 - أبو قتادة بن ربعي يقال اسمه الحارث بن ربعي ويقال نعمان ابن ربعي (2) وقيل عمرو بن ربعي (3) الأنصاري الخزرجي (4) فارس رسول الله (صلى الله عليه وسلم) روى عن النبي (صلى الله عليه وسلم) ومعاذ بن جبل روى عنه جابر بن عبد الله وأبو سعيد الخدرى وأنس بن مالك وابنه عبد الله بن أبي قتادة وسعيد بن المسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن وعمرو بن سليم الزرقي وعبد الله بن رباح الأنصاري وعلى بن رباح وعطاء بن يسار وعبد الله بن معبد الزماني وغيرهم (5) وقدم على معاوية قال أبو زرعة قدم علينا دمشق من الأنصار في إمرة معاوية أبو أيوب وأبو قتادة الحارث بن ربعي
_________
(1) عزيت الابيات بهامش مختصر ابن منظور إلى الحلاج
(2) استدركت عن هامش مختصر أبي شامة
وفي مختصر ابن منظور: نعمان بن عوف بن ربعي
(3) زيد بعدها في مختصر ابن منظور: وهو ابن بلدمة بن خناس الانصاري
(4) ترجمته في تهذيب الكمال 21 / 460 تهذيب التهذيب 6 / 436 وطبقات ابن سعد 6 / 15 وتاريخ خليفة (الفهارس) والجرح والتعديل 3 / 74 وأسد الغابة 5 / 250 والاصابة 4 / 158 والاستيعاب 4 / 161 (هامش الاصابة) والتاريخ الكبير 2 / 258
(5) انظر تهذيب الكمال 21 / 460 - 461 وفيه أسماء كثيرة أخرى رووا عنه
পৃষ্ঠা - ৩০৮৬৬
قال ابن سعد (1) في الطبقة الثانية أبو قتادة بن ربعي وساق نسبه من قبل أبيه وأمه إلى سلمة ثم قال واختلف علينا في اسم أبي قتادة فقال محمد بن إسحاق الحارث بن ربعي وقال عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري ومحمد بن عمر النعمان بن ربعي وقال غيرهما عمرو بن ربعي وقال في موضع آخر قال محمد بن عمر اسمه النعمان بن ربعي قال الهيثم بن عدي اسمه عمرو بن ربعي وقال غيرهما اسمه الحارث بن ربعي وهو أحد بني سلمة بن سعد بن الخزرج شهد أحدا والخندق وما بعد ذلك من المشاهد مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال ابن البرقي توفي سنة أربع وخمسين قال الحافظ أبو القاسم وقول من سماه الحارث أشهر وقائلوه أكثر قال أبو أحمد الحاكم مات بالمدينة سنة أربع وخمسين وهو ابن سبع وخمسين سنة ويقال صلى الله عليه على بن أبي طالب وقتل علي سنة أربعين ويقال كان بدريا ولا يصح ذلك (2) وقال أبو نعيم الأصبهاني أبو قتادة الأنصاري من خير فرسان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وكان يخضب بالصفرة توفي وله سنة وقال الخطيب وكان من أفاضل الصحابة لم يشهد بدرا وشهد ما بعدها وعاش إلى خلافة علي بن أبي طالب حضر معه قتال الخوارج بالنهروان (3) المدائن في صحبته ومات في خلافته وقيل بل بقي بعده زمنا طويلا قال البخاري (4)
_________
(1) طبقات ابن سعد 6 / 15
(2) تهذيب الكمال 21 / 461 نقلا عن الحاكم
(3) كلمة غير واضحة في مختصر أبي شامة
(4) التاريخ الكبير للبخاري 2 / 258
পৃষ্ঠা - ৩০৮৬৭
قال لي أبو الوليد حدثنا عكرمة بن عمار عن إياس (1) بن سلمة عن أبيه أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال خير فرساننا أبو قتادة وخير رجالتنا سلمة وعن قتادة وعم عبد الله بن رباح عن أبي قتادة الأنصاري أنه قال بينما نحن مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في بعض أسفاره إذ مال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن راحلته فدعمته واستيقظ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثم سرنا فمال فدعمته بيدي فاستيقظ فقال أبو قتادة فقلت نعم يا رسول الله قال حفظك الله كما حفظتني منذ الليلة لا أرى إلا قد شققنا عليك تنح بنا عن الطريق أو قال مل بنا عن الطريق (2) روى أبو قتادة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا أقيمت الصلاة فلا تقوموا حتى تروني وعليكم بالسكينة أم أبي قتادة كبشة بنت مطهر بن حرام بن سواد بن غنم وقيل كبشة بنت عباد بن مطهر قال أبو يعلى حدثنا (3) حدثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن عبد الله بن رباح الأنصاري عن أبي قتادة قال خطب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عشية قال إنكم تسيرون عشيتكم وليلتكم وتأتون الماء غدا فانطلق الناس لا يلوى أحد على أحد في مسيرهم فإني أسير إلى جنب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حتى ابهار الليل (4) إذ نعس رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فمال على راحلته ثم سرنا حتى إذا تهور الليل (5) مال ميلة أخرى فدعمته من غير أن أوقظه فاعتدل عن راحلته ثم سرنا حتى إذا كان من السحر مال ميلة هي أشد من الميلتين حتى كاد (6) أن ينجفل (7) فدعمته فرفع رأسه فقال من هذا قلت أبو قتادة قال متى كان هذا مسيرك منى قلت هذا مسيري منك منذ الليلة قال حفظك به الله بما حفظت نبيه (صلى الله عليه وسلم) ثم قال اترانا نخفي على الناس هل ترى من
_________
(1) في مختصر أبي شامة: قيس والمثبت عن البخاري
(2) الاصابة 4 / 159 من هذا الطريق وسير الاعلام 2 / 453 - 454
(3) كلمة غير واضحة في مختصر أبي شامة
(4) ابهار الليل: انتضف
(5) تهور الليل أي ذهب أكثره كما يتهور بالبناء إذا تهدم (النهاية)
(6) في مختصر أبي شامة: حتى إذا كان ينجعل
(7) ينجفل أي كاد ينقلب عنها ويسقط
পৃষ্ঠা - ৩০৮৬৮
أحد قلت هذا راكب هذا آخر قال فاجتمعنا فكنا سبعة فاعتزل عن الطريق ثم وضع رأسه ثم قال احفظوا علينا صلاتنا فكان أول من انتبه والشمس في ظهره فقمنا فزعين فجعل بعضنا يهمس بعضا ما صنعنا في تفريطنا في صلاتنا فقال ما هذا الذي تهمسون قلنا يا رسول الله تفريطنا في صلاتنا فقال أما لكم في أسوة التفريط ليس في النوم التفريط لمن لم يصل الصلاة حتى يجئ وقت أخرى فإذا فعل ذلك فليصلها إذا انتبه لها ثم لصليها الغد لوقتها ثم نزل ثم دعا بمضيأة كانت عندي فتوضأ وضوءا دون وضوء ثم قال يا أبا قتادة احفظ ميضأتنا هذه فسيكون لها نبأ ثم صلى ركعتين قبل صلاة الفجر ثم صلى صلاة الفجر كما كان يصلى ثم قال اركبوا فركبنا فانتهينا إلى الناس حين تعالى النهار أو حين حميت الشمس شك سليمان وهم يقولون يا رسول الله هلكنا عطشا قال لا هلاك عليكم ثم نزل ثم قال أطلقوا لي غمرى (1) فأطلق له ثم دعا بالمضأة التى كانت عندي فجعل يصب على وأسقيهم فلما رأى القوم ما في الميضأة تكابوا (2) عليها فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أحسنوا الملأ كلكم سيروى فجعل يصب على فأسقيهم حتى ما في القوم أحد إلا شرب غيرى وغير رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال اشرب يا أبا قتادة فقلت يا رسول الله أشرب قبل أن تشرب قال إن ساقي القوم آخرهم فشربت وشرب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال (3) عبد الله بن رباح إني لفي مسجد الجامع أحدث هذا الحديث إذ قال عمران ابن حصين انظر أيها الفتى كيف تحدث فإني كنت أحد الركب تلك الليلة قلت أبا نجيد (4) فحدث القوم أنت أعلم قال من أنت قلت أنا من الأنصار قال فأنتم أعلم بحديثكم فحدث القوم فحدثتهم فقال لقد شهدت تلك الليلة ما شعرت أن أحدا حفظه كما حفظته قال سليمان الطبراني (5) حدثنا عبدة بنت عبد الرحمن بن مصعب بن ثابت بن عبد الله ابن أبي قتادة حدثني أبي عبد الرحمن عن أبيه مصعب عن ابيه ثابت عن أبيه عبد الله بن أبي
_________
(1) الغمر: القدح الصغير (النهاية)
(2) تكابوا عليها: أي ازداحموا
(3) ما بين معكوفتين زيادة عن مختصر ابن منظور
(4) أبو نجيد كنية عمران بن حصين بن عبيد بن خلف راجع ترجمته في تهذيب الكمال 14 / 381
(5) من طريقه رواه ابن حجر في الاصابة 4 / 158
পৃষ্ঠা - ৩০৮৬৯
قتادة عن أبيه أبي قتادة أنه حرس النبي ليلة بدر فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) اللهم احفظ أبا قتادة كما حفظ نبيك هذه الليلة وبإسناده عن أبي قتادة (1) قال أغار (2) المشركون على لقاح رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فركبت فأدركتهم فأظفر بهم وقتلت مسعدة فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حين رآني أفلح الوجه اللهم اغفر له ثلاثا ونفلني سلب مسعدة قال الطبراني لم يرو هذه الأحاديث عن أبي قتادة إلا ولده ولا سمعناها إلا من عبدة وكانت امرأة فصيحة عاقلة متدينة وقالت عبدة حدثني أبي عن أبيه عن جده عن أبيه قال قال أبو قتادة للنبي (صلى الله عليه وسلم) إني جيد السلاح وجيد القلب وفرسي قوي فأرسلني يا نبي الله يمنة ويسرة فقال إني أشفق عليك يا أبا قتادة قال ثم وقع في عينه سهم فأخرجه النبي (صلى الله عليه وسلم) وتفل في عينه قال ابن سعد أخبرنا عارم بن الفضل حدثنا حماد بن زيد بن أيوب عن محمد عن سيرين أن النبي (صلى الله عليه وسلم) أرسل إلى أبي قتادة فقيل يترجل ثم أرسل إليه فقيل يترجل ثم أرسل إليه فقيل يترجل فقال احلقوا رأسه فجاء فقال يا رسول الله دعني هذه المرة فوالله لأعتبنك فكان أول ما لقي قتل مسعدة (3) رأس المشركين أخبرنا معن بن عيسي حدثنا محمد بن عمرو عن محمد بن سيرين أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) رأى أبا قتادة يصلي ويبقي شعره فأراد أن يحزه فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إن تركته أن أرضيك فتركه فأغار مسعدة الفزارى على سرح أهل المدينة فركب أبو قتادة فلقي مسعدة فقتله أخبرنا معن بن عيسى حدثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم أن أبا قتادة قال حين توجه إلى اللقاح (4) * ألا عليك الخيل إن ألمت * إن لم أدافعها فجزوا لمتى * (5) قال الواقدي (6) حدثني يحيى بن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه عن أبيه قال قال أبو قتادة
_________
(1) الاصابة 4 / 158
(2) في الاصابة: انحاز
(3) هو مسعدة بن حكمة بن مالك بن حذيفة بن بدر الفزاري قاله ابن الاثير في أسد الغابة 5 / 251
(4) اللقاح: الابل الحوامل ذوات الالبان
(5) الرجز في الاغاني 5 / 44 ونسبه إلى جحدر بن ضبيعة بن قيس قاله يوم فضة وكان بين بكر وتغلب وقيل إن قائله: صخر بن عمرو السلمي
(6) الخبر رواه محمد بن عمر الواقدي في المغازي 2 / 544
পৃষ্ঠা - ৩০৮৭০
إني لأغسل رأسي قد غسلت أحد شقيه إذ سمعت فرسي جروة تصهل وتبحث (1) بحافرها فقلت هذه حرب قد حضرت فقمت ولم أغسل شق رأسي الآخر فركبت وعلي بردة لي فإذا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يصيح الفزع الفزع قال وأدرك المقداد بن عمرو فسايرته ساعة ثم تقدمه فرسي وكانت أجود من فرسه وقد أخبرني المقداد وكان سبقني بقتل مسعدة محرزا يعني ابن نضلة قال أبو قتادة للمقداد أبا معبد أنا أموت أو أقتل قاتل محرز فضرب فرسه فلحقهم أبو قتادة ووقف له مسعدة وحمل عليه أبو قتادة بالقناة فدق صلبه ويقول خذها وأنا الخزرجي ووقع مسعدة ميتا ونزل أبو قتادة فسجاه ببردته وجنب فرسه معه وخرج يحضر في إثر المقداد حتى تلاحق الناس قال أبو قتادة فلما مر الناس نظروا إلى بردة أبي قتادة عرفوها فقالوا هذا أبو قتادة قتيل واسترجع أحدهم فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لا ولكنه قتيل أبي قتادة وجعل عليه بردته (2) ليعرفوا أنه قتيله (3) فخلوا بين أبي قتادة وبين قتيلة وسلبة وفرسه فأخذه كله وكان سعد (4) بن زيد يعني الاشهلى قد أخذ سلبه فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) لا والله أبو قتادة قتله ادفعه إليه فحدثني (5) عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه أبي قتادة قال لما أدركني النبي (صلى الله عليه وسلم) يومئذ ونظر إلي قال النبي (صلى الله عليه وسلم) يومئذ ونظر إلى قال اللهم بارك له في شعره وبشره وقال أفلح وجهك فقلت ووجهك يا رسول الله قال قتلت مسعدة قلت نعم قال فما هذا الذي وجهك قلت سهم رميت به يا رسول الله قال فادن منى فدنوت منه فبصق عليه فما ضرب (6) عليه قط ولا قاح فمات أبو قتادة وهو ابن سبعين وكأنه ابن خمس عشرة سنة قال وأعطاني يومئذ فرس مسعدة وسلاحة وقال بارك الله لك فيه أخبرنا ابن سعد أخبرنا معن بن عيسى حدثنا مالك بن أنس (7) عن يحيى بن سعيد
_________
(1) البحوث من الابل التي إذا سارت تبحث التراب بأيديها أخرا أي ترمي إلى خلفها (تاج العروس: بحث)
(2) في مختصر ابي شامة: " برده " وفي ابن منظور: " بردة " والمثبت عن المغازي
(3) في مختصر ابن منظور: قتله
(4) في مختصر أبي شامة: سعيد تصحيف والمثبت عن مغازي الواقدي
(5) القائل الواقدي والخبر في المغازي 2 / 545
(6) ضرب الجرح: اشتد وجعه (الاساس: ضرب)
(7) موطأ مالك 2 / 10، 12 والخبر من هذا الطريق رواه البيهقي في دلائل النبوة 5 / 148
পৃষ্ঠা - ৩০৮৭১
عن عمر بن كثير بن أفلح عن أبي محمد مولى أبي قتادة عن أبي قتادة الأنصاري ثم السلمي قال خرجنا مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عام حنين فلما التقينا كانت للمسلمين جولة قال (1) فرأيت (2) رجلا من المشركين قد علا رجلا من المسلمين فاستدرت له حتى أتيته من ورائه فضربته بالسيف على حبل عاتقة فأقبل علي فضمني ضمة وجدت فيها ريح الموت ثم أدركه الموت فأرسلني فلحقت عمر بن الخطاب فقلت له ما بال الناس قال امر الله ثم إن الناس رجعوا وجلس رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال من قتل قتيلا له عليه بينه فله سلبه فقمت ثم قلت من يشهد لي ثم جلست ثم قال ذلك الثالثة فقمت فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما لك يا أبا قتادة فاقتصصت عليه القصة فقال رجل من القوم صدق يا رسول الله وسلب ذلك القتيل عندي فارضة منه وأعضيها فقال أبو بكر صديق لا ها الله (3) إذا يعمد إلى أسد من أسد الله يقاتل عن الله وعن رسوله فيعطيك سلبه فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) صدق فأعطه إياه قال أبو قتادة فأعطانيه فبعت الدرع فابتعت به مخرفا في بني سلمة فإنه لأول مال تأثلته في الإسلام (4) قال أحمد بن حنبل حدثنا بهز بن أسد أبو الأسود العمي حدثنا حماد بن سلمة أخبرنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك قال وقال أبو قتادة يا رسول الله ضربت رجلا على حبل العاتق وعليه درع فأجهضت عنه فانظر من أخذها فقام رجل فقال أنا أخذتها فارضة منها وأعطنيها قال وكان
_________
(1) سقطت من مختصر أبي شامة
(2) ما بين معكوفتين استدرك عن هامش مختصر أبي شامة
(3) لا ها الله: ها للتنبيه وقد يقسم بها يقال: ها الله ما فعلت كذا
قال ابن مالك: فيه شاهد على جواز الاستغناء عن واو القسم بحرف التنبيه قال: ولا يكون ذلك إلا مع الله
(4) عقب أبو شامة بعد إيراده الحديث: قلت: هذا حديث صحيح من حديث مالك متفق عليه أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي ولاهل العربية في هذه اللفظة بعد القسم بحث مليح دقيق ويرون أنه بلفظ ذا الذي هو اسم إشارة لا لفظ إذا الذي هو حرف جواب وجزاء
وقال أبو عبد الله الحميدي عقيب هذا الحديث في الجمع بين الصحيحين: سمعت بعض أهل العلم فيما مضى من الزمان وقد أرى ذكر هذا الحديث فقال: لو لم يكن من فضيلة أبي بكر الصديق إلا هذا فإنه بثاقب علمه وشدة صرامته وقوة أنصافه وصحة توفيقه وصدق تحقيقه بادر إلى القول بالحق فزجر وأفتى وحكم وأمضى وأخبر في الشرعية عن المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم بحضرته وبين يديه بما صدقه فيه وأجرأه على قوله وهذا من خصائصه الكبرى إلى ما لا يحصى من فضائله الاخرى
পৃষ্ঠা - ৩০৮৭২
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لا يسأل شيئا إلا أعطاه أو سكت فسكت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال عمر لا والله لا يفيئها الله على أسد من أسده ويعطيكها فضحك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وقال صدق عمر وقال أحمد بن منصور بن سيار حدثنا أبو الوليد عكرمة بن قتادة بن يحيى بن عبد الله ابن أبي قتادة حدثني أبي عن أبيه عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبي قتادة أنه قال خرجت مع النبي (صلى الله عليه وسلم) في غزوة حنين فلما التقينا جعل رجل من المشركين يفعل بالمسلمين ويذر ثم وجد غمزا في بطنه فخرج من الصف فخرجت في إثره فبدرني وفي يده سيفه وترسه وفي يدي وسيفي وترسي فأقبل علي بوجهه فقال أما ترى ما أصنع بأصحابك منذ اليوم ارجع فأقبلت إليه وما أكلمه فأقبل إلى يرمي بزبد كزبد البعير فلما دنا مني حمل على ضربتين ضربة اتقيتها بترسي فعض ترسي على سبفه وضربته ضربة على حبل عاتقه فجافته فلما وجد طعم الموت خلى سيفه ثم ضمني إليه فو الذي أكرم محمدا بما أكرمه به لولا أن نفسه عجلت لظننت أن نفسي تخرج قبل نفسه قال رجعت إلى موضعي فقاتلت مع النبي (صلى الله عليه وسلم) حتى هزمهم الله قال ثم جمعت الأسلاب فكان الرجل عليه سلب كامل فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من عرف سلبا فليقم فليأخذه قال فهممت بالقيام ثم ثبت قال فعلت ذلك مرة أو مرتين فرمقني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال يا أبا قتادة مالى أراك تهم بالقيام ثم تجلس فقلت لا شئ يا رسول الله قال أشهد لتخبرني قلت يا رسول الله إن رجلا من المشركين كان يفعل في المسلمين ويذر فخرج من الصف وخرجت فقتلته وكان عليه سلب كامل فلم أره يا رسول الله فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من أخذ سلب قتيل أبي قتادة فقال رجل من الصحابة أنا يا رسول الله فأرضه عنى قال فسكت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولم يقل شيئا فقام عمر بن الخطاب فقال لا والله لا يقوم أسد من أسد الله عز وجل يقاتل في الله ورسوله (صلى الله عليه وسلم) ويكون غيره أسعد بسلب قتيله فقام الرجل فجاء به فقال هو ذا يارسول الله فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) خذه يا أبا قتادة قال أبو قتادة فأخذته فبعته بسبع أواق من ذهب فاشتريت مخرفا (1) في بني سلمة فكان أول مال اعتقدته (2) في الإسلام من نائل (3) (4)
_________
(1) رواه أحمد بن حنبل في المسند 4 / 380 رقم 12976 دار الفكر وسير الاعلام 2 / 455
(2) المخرف: الحائط من النخل
(3) أي: اقتنيته
(4) الزيادة عن مختصر ابن منظور
(5) زيد في مختصر ابن منظور: وفي رواية: فبعته من حاطب بن أبي بلتعة
পৃষ্ঠা - ৩০৮৭৩
قالبن سعد (1) ثم سرية أبي قتادة بن ربعي إلى خضرة (2) وهى أرض بني محارب بنجد في شعبان سنة ثمان من مهاجر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قالوا بعث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أبا قتادة ومعه خمسة عشر رجلا إلى غطفان وأمره أن يشن عليهم الغارة فسار الليل وكمن النهار فهجم على حاضر منهم عظيم فأحاط بهم (3) فصرخ رجل منهم يا خضرة وقاتل منهم رجال فقتلوا من أشرف (4) لهم واستاقوا النعم فكانت الإبل مئتي بعير والغنم ألفي شاة وسبوا سبيا كثيرا وجمعوا الغنائم فأخرجوا الحمس فعزلوه وقسموا ما بقي على أهل السرية فأصاب كل رجل اثنا عشر بعيرا فعدل البعير بعشر من الغنم وصارت في سهم أبي قتادة جارية وضيئة فاستوهبها منه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فوهبها له فوهبها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لمحمية بن جزء وغابوا في هذه السرية خمس عشرة ليلة وقال ابن سعد (5) ثم سرية أبي قتادة بن ربعي إلى بطن إضم في أول شهر رمضان سنة ثمان من مهاجر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (6) قالوا لما هم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بغزو أهل مكة بعث أبا قتادة في ثمانية نفر سرية إلى بطن إضم وهي فيما بين ذي خشب وذي المروة وبينها وبين المدينة ثلاثة برد ليظن ظان أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) توجه إلى تلك الناحية ولأن تذهب بذلك الأخبار وكان في السرية محلم بن جثامة الليثي فمر عامر بن الأضبط الأشجعي فسلم بتحية الإسلام فأمسك عنه القوم وحمل عليه محلم بن جثامة فقتله وسلبة بعيرة ومتاعه ووطب لبن كان معه فلما لحقوا بالنبي (صلى الله عليه وسلم) نزل فيهم القرآن " يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقي إليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة (7) " إلى آخر الآية
_________
(1) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 2 / 132 - 133
(2) خضرة بفتح أوله وكسر ثانيه (راجع معجم البلدان 2 / 377)
(3) في مختصر أبي شامة: " به " والمثبت عن ابن سعد
(4) أي ظهر لهم منهم
(5) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 2 / 133
(6) ما بين معكوفتين زيادة عن ابن سعد
(7) سورة النساء الاية: 94
পৃষ্ঠা - ৩০৮৭৪
فمضوا ولم يلقوا جمعا فانصرفوا حتى انتهوا إلى ذي خشب فبلغهم أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قد توجه إلى مكة فأخذوا على يين (1) حتى لقوالا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بالسقيا (2) قال أبو سلمة بن عبد الرحمن كان أبو قتادة من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وفرسانه قال أبو سعيد الخدري أخبرني من هو خير منى أبو قتادة أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال لعمار بن ياسر تقتلك الفئة الباغية (3) قال أبو يعلى الموصلي حدثنا عبد الأعلى حدثنا حماد بن سلمة حدثنا أبو جعفر الحطمي عن محمد بن كعب القرظي أن أبا قتادة كان له عهلى رجل دين فكان يأتيه يتقاضاه فيختبئ منه فجاء ذات يوم وثم صبي فسأل عنه فقال نعم هو في البيت يأكل خزيرة (4) فناداه يا فلان اخرج إلى فإني قد أخبرت أنك ها هنا فخرج إليه فقال ما يغيبك عنى فقال إني معسر وليس عندي شئ قال الله إنك معسر قال نعم فبكي أبو قتادة وقال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول من ترك لغريمة أو محا عن غريمه كان في ظل العرش يوم القيامة (5) قال أبو العباس السراج حدثنا قتيبة حدثنا عبد العزيز بن محمد عن أسيد بن أبي أسيد عن أبيه قال قلت لأبي قتادة ما لك لا تحدث عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كما يحدث عنه الناس فقال أبو قتادة سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال من كذب علي فليسهل لجنبه مضجعا من النار وجعل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول ذلك ويمسح الأرض بيده (6) قال ابن سعد (7) أخبرنا أبو الوليد الطيالسي حدثنا عكرمة بن عمار حدثني عبد الله
_________
(1) في طبقات ابن سعد: " يبين " وبين: ناحية من أعراض المدينة على بريد منها (معجم البلدان 5 / 454)
(2) السقيا: قرية في طريق مكة (انظر معجم ما استعجم للبكري)
(3) رواه الذهبي في سير الاعلام 2 / 452
(4) الخزيرة مرقة وهي أن تصفى بلالة النخالة ثم تطبخ (اللسان)
(5) عقب أبو شامة بعد الحديث: قلت: وفي الصحيح أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم امتنع من الصلاة على ميت كان عليه دين
فقال أبو قتادة: هو علي يا رسول الله فصلى عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم
(6) رواه الذهبي في سير الاعلام 2 / 452 من طريق الدراوردي
(7) رواه الذهبي في سير الاعلام 2 / 452 من طريق ابن سعد
পৃষ্ঠা - ৩০৮৭৫
ابن عبيد بن عمير أن عمر بن الخطاب بعث أبا قتادة فقتل ملك فارس بيده وعليه منطقته ثمنها خمسة عشر ألف درهم فنفلها إياه عمر قال ابن سعد أخبرنا أبو بكر عبد الله بن أبي أويس حدثني سليمان بن أبي بلال عن أسيد بن أبي أسيد البراد عن أمة قالت قلنا لأبي قتادة فذكر نحوه وقال من كذب على متعمدا قال وجعل النبي (صلى الله عليه وسلم) يقوله وهو يمسح الأرض وعن كعب بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه قال قلت لأبي قتادة حدثني بشئ سمعته من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال إني أخشى أن يزل لساني بشئ لم يقله رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إني سمعته يقول من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار قال خليفة (1) في تسمية عمال على مكة عزل علي خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة المخزومي عن مكة وولاها أبا قتادة الأنصاري ثم عزله وولى قثم بن عباس فلم يزل عليها واليا حتى قتل علي قال عبد الرزاق (2) أخبرنا معمر عن عبد الله بن محمد بن عقيل أن معاوية لما قدم المدينة لقيه أبو قتادة الأنصاري فقال تلقاني الناس كلهم غيركم يا يا معشر الأنصار فما منعكم أن تلقوني قالوا لم يكن لنا دواب قال معاوية فأين النواضح (3) فقال أبو قتادة عقرناها في طلب أبيك يوم بدر ثم قال أبو قتادة إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال لنا سترون بعدي أثره (4) فقال معاوية فما أمركم قال أمرنا أن نصبر حتى نلقاه قال فاصبروا حتى تلقوه فقال عبد الرحمن بن حسان حين بلغه ذلك * ألا أبلغ معاوية بن حرب * أمير المؤمنين ثنا كلام فإنا صابرون ومنظروكم * إلى يوم التغابن والخصام *
_________
(1) تاريخ خليفة بن خياط ص 201
(2) أخرجه عبد الرزاق في المصنف الجامع رقم 19909، ورواه الذهبي في سير الاعلام 2 / 452 - 453 من طريق معمر
(3) النواضح: الابل التي يستقى عليها الواحد: ناضح
(4) أي أنه سيستأثر عليكم فيفضل غيركم عليكم في نصيبه من الفئ
পৃষ্ঠা - ৩০৮৭৬
قال الشعبي دخل أبو قتادة بن ربعي على معاوية وعنده عبد الله بن مسعدة بن حكمة ابن مالك بن حذيفة بن بدر الفزاري فجلس فوقع رداء أبي قتادة على ظهر عبد الله فنفضه نفضا شديدا فقال أبو قتادة من هذا يا أمير المؤمنين قال بخ هذا عبد الله بن مسعدة بن حكمه قال نعم أنا والله دفعت جفر (1) أبي هذا في بطنه يوم أغار على سرح المدينة (2) أرسل مروان إلى أبي قتادة وهو على المدينة (3) أن اغد معي حتى تريني مواقف النبي (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه فانطلق مع مروان حتى قضي حاجته قال يعقوب بن سفيان (4) حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسماعيل بن أبي خالد عن موسى بن عبد الله بن يزيد أن عليا صلى على أبي قتادة فكبر عليه سبعا وكان بدريا قال البيهقي (5) هكذا روي وهو غلط لأن أبا قتادة بقي بعد علي مدة طويلة قال الخطيب (6) وقوله كان بدريا خطأ لا شبهة فيه لأن أبا قتادة لم يشهد بدرا ولا نعلم أهل المغازي اختلفوا في ذلك قال حنبل بن إسحاق حدثنا غسان بن الربيع قال وبلغني أنه توفي أبو قتادة سنة ثمان وثلاثين في خلافة علي وصلى عليه علي قال الواقدي (7) ولم أر بين ولد أبي قتادة وأهل البلد عندنا اختلافا أن أبا قتادة توفي بالمدينة وروى أهل الكوفة أنه توفي بالكوفة وعلي بن أبي طالب بها وهو صلى عليه والله أعلم قال الواقدي أيضا في هذا الحديث خصلتان موته بالكوفة وإنما مات بالمدينة سنة خمس وخمسين وبين هذا وبين ما يقولون ثماني عشرة سنة وقبره ببني سلمة معروف ليس بين أحد فيه اختلاف وليس من أهل بدر
_________
(1) كذا في مختصر أبي شامة
(2) تقدم قريبا أن أبا قتادة قتل مسعدة بن حكمة
(3) الزيادة للايضاح عن مختصر ابن منظور
(4) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ 1 / 215 وانظر سير الاعلام 2 / 453
(5) رواه البيهقي في السنن الكبرى 4 / 36 ونقله الذهبي في سير الاعلام 2 / 453 نقلا عن البيهقي
(6) راجع تاريخ بغداد 1 / 161
(7) سير أعلام النبلاء 2 / 453