من سمي بكنيته
أبو ذر الغفاري
পৃষ্ঠা - ৩০৫৩৮
" حرف (1) الذال "
8495 - أبو ذر الغفاري (2) صاحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) اختلف في اسمه اختلافا كبيرا والأظهر أنه جندب بن جنادة وهو من أعيان الصحابة قديم الإسلام أسلم بمكة قبل الهجرة ورجع إلى بلاد قومه ولم يشهد مع النبي (صلى الله عليه وسلم) بدرا وحدث عنه بأحادبث كثيرة روى عنه أبو سريحة حذيفة بن أسيد الغفاري وابن عباس وابن عمر وأنس ومعاوية بن حديج ويزيد بن وهب والمعرور بن سويد وعبد الله بن الصامت ويزيد بن شريك وجبير بن نفير وأبو مسلم الخولاني وأبو إدريس الخولاني وموسى بن طلحة بن عبيد الله وأبو الأسود الدؤلي وخرشة بن الحر وربعي بن حراش وزر بن حبيش وأبو الشعثاء وأبو السليل ضريب بن نفير وغيرهم وشهد فتح بيت المقدس والجابية مع عمر بن الخطاب وقدم دمشق ورآه بها الأحنف بن قيس وقيل ببيت المقدس وقيل بحمص وذكر أبو بكر البلاذري قال (3) بنى معاوية الخضراء بدمشق فقال له أبو ذر إن كانت هذه من مال الله فهي الخيانة وإن كانت من مالك فهذا الإسراف فسكت معاوية وقال محمد بن سعد (4) أخبرنا محمد بن عمر حدثنا خالد بن حيان قال كان أبو ذر وأبو الدرداء في مظلتين من شعر بدمشق
_________
(1) سقط القسم الكبير من ترجمة أبي ذر الغفاري نستدرك القسم الساقط الكبير من ترجمة أبي ذر الغفاري نستدرك القسم الساقط من مختصر أبي شامة ووضعنا القسم المأخوذ عنه بين معكوفتين وسنشير إلى نهايته في موضعه
(2) ترجمته في تهذيب الكمال 21 / 213 وتهذيب التهذيب وتقريبه: 10 / والاصابة 4 / 62 والاستيعاب 4 / 61 (هامش الاصابة) وأسد الغابة 5 / 99 وطبقات ابن سعد 4 / 219 والتاريخ الكبير 2 / 221 وحلية الاولياء 1 / 156 وسير الاعلام: (3 / 378 ت 106) ط دار الفكر وأنساب الاشراف 6 / 166
(3) الخبر في أنساب الاشراف 6 / 167 طبعة دار الفكر
(4) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 4 / 236 وعن ابن سعد رواه الذهبي في سير الاعلام (3 / 380) ط دار الفكر
পৃষ্ঠা - ৩০৫৩৯
قال الأحنف بن قيس دخلت مسجد دمشق فإذا رجل يكثر الركوع والسجود قلت لا أخرج حتى أنظر أعلى شفع يدري هذا ينصرف أم على وتر فلما فرغ قلت يا أبا عبد الله أعلى شفع تدري انصرفت أم على وتر فقال إلا أدر فإن الله يدري إني سمعت خليلي أبا القاسم (صلى الله عليه وسلم) ثم بكى ثم قال سمعت خليلي أبا القاسم (صلى الله عليه وسلم) يقول ما من عبد يسجد لله سجدة إلا رفعه الله بها درجة وحط عنه بها خطيئة قلت من أنت رحمك الله قال أنا أبو ذر قال الأحنف فتقاصرت إلي نفسي مما وقع في نفسي عليه وقال أبو ذر قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) اتق الله حيثما كنت واتبع السنة الحسنة (1) وخالق الناس بخلق حسن قال أبو زرعة وممن نزل الشام من مصر أبو ذر جندب بن جنادة الغفاري نزل بيت المقدس يوم ارتحله عثمان إلى المدينة قال ابن سعد في الطبقة الثانية (2) وأبو ذر واسمه جندب بن جنادة وساق نسبه إلى غفار بن مليل بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار قال وكان خامسا في الإسلام ولكنه رجع إلى بلاد قومه فأقام بها حتى قدم على النبي (صلى الله عليه وسلم) بعد ذلك وتوفي لأربع سنين بقيت من خلافة عثمان وصلى عليه عبد الله بن مسعود بالربذة زاد غيره سنة اثنتين وثلاثين ووقع في طبقات ابن سميع أنه بدري وهو وهم فإن أبا ذر لم يشهد بدرا وقال البخاري (3) هاجر إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) حجازي ومات في الربذة في زمن عثمان
_________
(1) كلمة غير واضحة في مختصر أبي شامة
(2) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 4 / 219 و 224 و 226
(3) التاريخ الكبير للبخاري 2 / 221
পৃষ্ঠা - ৩০৫৪০
قال أبو أحمد الحاكم أبو ذر جندب بن جنادة ويقال برير بن جندب ويقال برير بن جنادة ويقال جندب بن عبد الله ويقال جندب بن السكن والمشهور جندب بن جنادة الحجازي له صحبة وأمه رملة بنت الوقيعة (1) من بني غفارأيضا قال ابن يونس شهد فتح مصر واختط بها حدث عنه من أهل مصر عمرو بن العاص وأبو بصرة الغفاري ومعاوية بن حديج (2) وذكر غيرهم قال ابن مندة ويقال إن اسم أبي ذر جنادة بن السكن روى عنه عمر بن الخطاب وجماعة من الصحابة قال أبو نعيم اختلف في اسمه ونسبه وكان يتعبد قبل مبعث النبي (صلى الله عليه وسلم) بثلاث (3) سنين يقوم بالليل مصليا حتى إذا كان آخر الليل سقط كأنه خرقة ثم أسلم بمكة في أول الدعوة وهو رابع الإسلام وهو أول من حيا النبي (صلى الله عليه وسلم) بتحية الإسلام وبايع النبي (صلى الله عليه وسلم) على أن لا تأخذه في الله لومة لائم ثم كان يشبه بعيسى بن مريم عبادة ونسكا لم يتلوث بشئ من فضول الدنيا حتى فارقها ثبت على العهد الذي بايع عليه النبي (صلى الله عليه وسلم) من التخلي عن فضول الدنيا والتبرئ منها كان يرى إقبالها محنة وهوانا وإدبارها نعمة وامتنانا حافظ على وصية الرسول (صلى الله عليه وسلم) له في محبة المساكين ومجالستهم ومباينة المكثرين في مفارقتهم كان يخدم النبي (صلى الله عليه وسلم) فإذا فرغ منه أوى إلى مسجده واستوطنه سيد من آثر العزلة والوحدة وأول من تكلم في علم الفناء والبقاء وكان وعاء ملئ علما فربط عليه كان رجلا آدم طويلا أبيض الرأس واللحية توفى بالربذة فولي غسله وتكفينه والصلاة عليه عبد الله بن مسعود في نفر كان منهم حجر بن الأدبر سنة اثنتين وثلاثين ودفن بها
_________
(1) في مختصر أبي شامة: " الرقيعة " والمثبت عن الاصابة وأسد الغابة
(2) في مختصر أبي شامة: خديج
(3) في مختصر أبي شامة: ثلاث
পৃষ্ঠা - ৩০৫৪১
وكان يؤاخي سلمان الفارسي لم تقل الغبراء ولم تظل الخضراء على ذي لهجة أصدق منه (1) قال أحمد بن حنبل (2) حدثنا إسماعيل حدثنا أيوب عن أبي قلابة عن رجل من بني عامر قال كنت كافرا فهداني الله إلى الإسلام وكنت أعزب عن الماء ومعي أهلي فتصيبني الجنابة فوقع ذلك في نفسي وقد نعت لي أبو ذر فحججت فدخلت مسجد منى فعرفته بالنعت (3) فإذا شيخ معروق (4) آدم عليه حلة (5) قطري (6) وقال الأحنف بن قيس (7) قدمت المدينة فدخلت مسجدها فبينما أنا أصلي إذ دخل رجل آدم طوال أبيض الرأس واللحية محلوق يشبه بعضه بعضا قال فخرج فاتبعته فقلت من هذا قالوا أبو ذر وفي صحيح مسلم (8) حدثنا هداب بن خالد الأزدي وقال محمد بن سعد (9) أخبرنا هاشم بن القاسم الكناني أبو النضر قالا (10) حدثنا سليمان بن المغيرة (11) أخبرنا حميد بن هلال عن عبد الله بن الصامت قال قال أبو ذر خرجنا من قومنا غفار وكانوا يحلون الشهر الحرام فخرجت أنا وأخي أنيس وأمنا فنزلنا على خال لنا فأكرما خالنا وأحسن إلينا فحسدنا قومه فقالوا إنك إذا خرجت عن
_________
(1) في الاستيعاب 4 / 64 (هامش الاصابة) روى بسنده إلى أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء أصدق لهجة من أبي ذر
(2) رواه أحمد بن حنبل في المسند 8 / 68 رقم 21362 طبعة دار الفكر والاصابة 4 / 63
(3) رسمها في مختصر أبي شامة: " ما النعب " وفي مختصر ابن منظور: " فالتفت " والمثبت عن مسند أحمد
(4) تحرفت في مسند أحمد إلى: " معروف " ومععروق: قليل اللحم
(5) زيادة عن المسند
(6) قطري: بكسر القاف وسكون الطاء: ضرب من البرود في حمرة
(7) رواه الذهبي في سير الاعلام 2 / 50
(8) صحيح مسلم (44) كتاب فضائل الصحابة (28) باب رقم 2473 (ج 4 / 1919)
(9) ورواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 4 / 219
(10) ما بين معكوفتين استدرك عن هامش مختصر أبي شامة
(11) ومن طريقه رواه الذهبي في سير الاعلام (3 / 380) ط دار الفكر
পৃষ্ঠা - ৩০৫৪২
اهبلك خالف إليهم أنيس فجاء خالنا فنثا (1) علينا الذي قيل له فقلت أما ما مضى من معروفك فقد كدرته ولا جماع لك (2) فيما بعد فقربنا (3) صرمتنا (4) فاحتملنا عليها وتغطى خالنا بثوبه فجعل يبكي فانطلقنا حتى نزلنا بحضرة مكة فنافر (5) أنيس عن صرمتنا وعن مثلها فأتيا الكاهن فخير (6) أنيس بصرمتنا ومثلها معها قال وقد صليت يا ابن أخي قبل أن ألقى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بثلاث سنين قلت لمن قال لله قلت فأين توجه قال أتوجه حيث يوجهني ربي أصلي عشاء حتى إذا كان من آخر الليل ألقيت كأني خفاء (7) حتى تعلوني الشمس فقال أنيس إن لي حاجة بمكة فاكفني فانطلق أنيس حتى أتى مكة فراث علي (8) ثم جاء فقلت ما صنعت قال لقيت رجلا بمكة على دينك يزعم أن الله أرسله قلت فما يقول الناس قال يقولون شاعر كاهن ساحر وكان أنيس أحد الشعراء قال أنيس لقد سمعت قول الكهنة فما هو بقولهم ولقد وضعت قوله (9) على أقراء الشعر (10) فما يلتئم على لسان أحد يعدو أنه (11) شعر والله إنه لصادق وإنهم لكاذبون قال قلت فأكفني حتى أذهب فأنظر زاد في رواية أخرى قال نعم وكن على حذر من أهل مكة فإنهم قد شنفوا (12) له وتجهموا (13) قال فأتيت مكة فتضعفت (14) رجلا منهم فقلت أين هذا الذي تدعونه الصابئ
_________
(1) فنثا علينا الذي قيل له: أي أشاعه وأفشاه
(2) في مختصر أبي شامة: " لي " والمثبت عن صحيح مسلم
(3) في سير الاعلام: فقدمنا
(4) الصرمة: القطعة من الابل
(5) نافر: حاكم يقال: نافرت الرجل منافرة إذا قاضيته والمنافرة المفاخرة والمحاكمة فيفخر كل واحد من الرجلين على الاخر
(6) في مختصر أبي شامة: " فأبى " والمثبت عن صحيح مسلم
(7) الخفاء: الكساء وجمعه أخفية
(8) أي أبطأ
(9) استدركت عن هامش مختصر أبي شامة
(10) واحدها قرء وأقراء الشعر: طرقه وأنواعه
(11) في صحيح مسلم: " بعدي أنه شعر " وفي طبقات ابن سعد: " بعيد أنه شعر "
(12) بدون إعجام في مختصر أبي شامة والمثبت عن صحيح مسلم 4 / 1923 وفي طبقات ابن سعد: شنعوا
(13) يعني قابلوه بوجوه غليظة وكريهة
(14) في ابن سعد: " فاستضعفت " وتضعفت " رجلا منهم: أي نظرت إلى أضعفهم
পৃষ্ঠা - ৩০৫৪৩
فأشار إلي فقال هذا الصابئ فمال علي أهل الوادي بكل مدرة وعظم حتى خررت مغشيا علي فارتفعت حين ارتفعت كأني نصب (1) أحمر فأتيت زمزم فغسلت عني الدماء وشربت من مائها ولقد لبثت يا بن أخي ثلاثين بين ليلة ويوم ما كان لي طعام إلا ماء زمزم فسمنت حتى تكسرت عكن بطني وما وجدت على كبدي سخفة (2) جوع قال فبينا أهل مكة في ليلة قمراء إضحيان (3) إذ ضرب الله على أسمختهم (4) فما يطوف بالبيت أحد منهم غير امرأتين فأتتا علي وهما يدعوان إسافا ونائلة فقلت هن مثل الخشبة غير أني لا أكني فانطلقتا تولولان وتقولان لو كان ها هنا أحد من أنفارنا فاستقبلهما رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأبو بكر وهما هابطان (5) قال ما لكما قالتا الصابئ بين الكعبة وأستارها قال ما قال لكما قالتا إنه قال لنا كلمة تملأ الفم (6) وجاء رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حتى استلم الحجر وطاف بالبيت هو وصاحبه ثم صلى فلما قضى صلاته كنت أول من حياه بتحية الإسلام فقال وعليك ورحمة الله ممن أنت قلت من غفار فأهوى بيده فوضع أصابعه على جبهته فقلت في نفسي كره أن أنتميت إلى غفار فذهبت آخذ بيده فقدعني (7) صاحبه وكان أعلم به مني فرفع رأسه ثم قال متى كنت ها هنا قلت منذ ثلاثين بين ليلة ويوم قال فمن كان يطعمك قلت ما كان لي طعام إلا ماء زمزم فسمنت حتى تكسرت عكن بطني فما وجدت على كبدي سخفة جوع فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنها مباركة أنها طعام طعم (8) فقال أبو بكر يا رسول الله ائذن لي في إطعامه الليلة فانطلق رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأبو بكر وانطلقت معهما ففتح أبو بكر بابا فجعل يقبض لنا من زبيب الطائف فكان ذلك أول طعام أكلته بها ثم غبرت ما غبرت (9) ثم أتيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال إنه قد وجهت لي
_________
(1) النصب: الحجر أو الصنم وقد كانوا ينصبونه في الجاهلية ويذبحون عليه فيحمر بالدم أراد أنهم ضربوه حتى أدموه
(2) سخفة الجوع: رقته وضعفه وهزاله
(3) ليلة إضحيان أي مضيئة ومنورة
(4) أسمختهم جمع سماخ وهو الخرق الذي في الاذن ويفضي إلى الرأس والمراد هنا: آذانهم
(5) في مختصر ابن منظور وسير الاعلام: هابطتان
(6) أي كلمة كبيرة عظيمة لا شئ أقبح منها
(7) قد عني صاحبه: أي كفني ومنعني
(8) طعام طعم: أي تشبع شاربها كما يشبعه الطعام
(9) أي بقيت ما بقيت
পৃষ্ঠা - ৩০৫৪৪
أرض ذات نخل لا أراها إلا يثرب فهل أنت مبلغ عني قومك عسى الله أن ينفعهم بك ويأجرك فيهم فأتيت أنيسا فقال ما صنعت فقلت صنعت أني أسلمت وصدقت قال ما لي (1) رغبة عن دينك فإني قد أسلمت وصدقت فأتينا أمنا فقالت لي (2) رغبة عن دينكما فإني قد أسلمت وصدقت فاحتملنا حتى أتينا قومنا غفارا فأسلم نصفهم قبل أن يقدم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) المدينة فقدم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) المدينة فأسلم (2) نصفهم الباقي وجاءت أسلم فقالوا يا رسول الله إخوتنا نسلم على الذي أسلموا عليه فأسلموا فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) غفارا غفر الله لها وأسلم سالمها الله رواه ابن عون (3) عن حميد بن هلال عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر قال صليت قبل أن يبعث النبي (صلى الله عليه وسلم) بسنتين قلت أين كنت توجه قال حيث وجهني الله كنت أصلي حتى إذا كان نصف الليل سقطت كأني خرقة فذكر الحديث نحو ما مضى إلى أن قال فانطلق أخي أنيس فأتى مكة فلما قدم قال أتيت رجلا تسميه الناس الصابئ هو أشبه الناس بك قال أبو ذر فأتيت مكة فرأيت رجلا هو أضعف القوم في عيني فقلت أين الرجل الذي يسميه الناس الصابئ فرفع صوته علي وقال صابئ صابئ فرماني الناس حتى كأني نصب أحمر فاختبأت بين الكعبة وبين أستارها فكنت فيها خمس عشرة من بين يوم وليلة فذكر الحديث في اجتماعه بالنبي (صلى الله عليه وسلم) نحو ما مضى وقال قال صاحبه يا رسول الله أتحفني (4) بضيافته الليلة رواه مسلم في الصحيح مختصرا ثم قال (5) وحدثني إبراهيم بن محمد بن عرعرة ومحمد بن حاتم قالا أخبرنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا المثنى بن سعيد عن أبي
_________
(1) في صحيح مسلم: ما بي
(2) الزيادة بين معكوفتين عن صحيح مسلم للايضاح
(3) راجع صحيح مسلم 4 / 1923
(4) أتحفني بضيافته: أي خصني بها وأكرمني بذلك
(5) صحيح مسلم (44) كتاب فضائل الصحابة (28) باب رقم 2474 ج 4 / 1923 - 1924 وأسد الغابة 5 / 100 - 101 وابن سعد في الطبقات الكبرى 4 / 224 - 225
পৃষ্ঠা - ৩০৫৪৫
جمرة (1) عن ابن عباس قال لما بلغ أبا ذر مبعث النبي (صلى الله عليه وسلم) بمكة قال لأخيه اركب إلى هذا الوادي فاعلم لي علم هذا الرجل الذي يزعم أنه يأتيه الخبر من السماء واسمع من قوله ثم ائتني فانطلق الأخ (2) حتى قدم مكة وسمع من قوله ثم رجع إلى أبي ذر فقال رأيته يأمر بمكارم الأخلاق وكلاما ما هو بالشعر فقال ما شفيتني فيما أردت فتزود وحمل شنة (3) له فيها ماء حتى قدم مكة فأتى المسجد فالتمس النبي (صلى الله عليه وسلم) وهو لا يعرفه وكره أن يسأل عنه حتى أدركه الليل فاضطجع فرآه علي فعرف أنه غريب فلما رآه تبعه فلم يسأل واحد منهما صاحبه عن شئ حتى أصبح ثم احتمل قربته وزاده إلى المسجد فظل ذلك اليوم ولا يرى النبي (صلى الله عليه وسلم) حتى أمسى فعاد إلى مضجعه فمر به علي فقال له أما أنى للرجل أن يعلم منزله فأقامه فذهب به معه ولا يسأل واحد منهما صاحبه عن شئ حتى إذا كان يوم الثالثة (4) فعل مثل ذلك فأقامه علي معه ثم قال ألا تحدثني ما الذي أقدمك هذه البلد قال إن أعطيتني عهدا وثيقا لترشدني فعلت فأخبره فقال إنه حق وهو رسول الله فإذا أصبحت فاتبعني فإني إن رأيت شيئا أخاف عليك منه قمت كأني أريق الماء فإذا مضيت فاتبعني حتى تدخل مدخلي ففعل فانطلق يقفوه حتى دخل على النبي (صلى الله عليه وسلم) ودخل معه فسمع من قوله وأسلم مكانه فقال له النبي (صلى الله عليه وسلم) ارجع إلى قومك فأخبرهم حتى يأتيك أمري فقال والذي نفسي بيده لأصرخن بها بين ظهرانيهم فخرج حتى أتى المسجد فنادى بأعلى صوته أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وثار القوم فضربوه (5) حتى أضجعوه وأتى العباس فأكب عليه فقال ويلكم ألستم (6) تعلمون أنه من غفار وأن طرق تجارتكم (7) إلى الشام عليهم فأنقذه منهم ثم عاد
_________
(1) في مختصر أبي شامة: " حمزة " تصحيف والمثبت عن مصادر الخبر المتقدمة
وهونصر بن عمران بن عصام الضبعي راجع ترجمته في تهذيب الكمال 19 / 70
(2) كذا في أبي شامة وأسد الغابة وفي ابن سعد: " الرجل " وفي صحيح مسلم: الاخر
(3) الشنة: القربة البالية
(4) في ابن سعد وأسد الغابة: " اليوم الثالث " وفي صحيح مسلم: " يوم الثالث "
(5) في مختصر أبي شامة: يضربوه والمثبت عن صحيح مسلم
(6) في مختصر أبي شامة: ألست والمثبت عن مسلم
(7) في مختصر ابن منظور: تجارتكم
পৃষ্ঠা - ৩০৫৪৬
من الغد لمثلها وثاروا إليه فضربوه (1) فأكب عليه العباس فأنقذه وقال أبو قتيبة سلم بن قتيبة حدثنا المثنى بن سعيد القصير حدثني أبو جمرة قال قال ابن عباس ألا أخبركم بإسلام أبي ذر قلنا بلى قال قال كنت رجلا من غفار فبلغنا أن رجلا قد خرج بمكة يزعم أنه نبي فقلت لأخي انطلق إلى هذا الرجل فكلمه وائتني بخبره فانطلق فلقيه ثم رجع فقلت ما عندك قال والله لقد رأيته رجلا يأمر بالخير وينهى عن الشر فقلت لم تشفني من الخبر فأخذت جرابا وعصا ثم أقبلت إلى مكة فجعلت لا أعرفه وأكره أن أسأل وأشرب من ماء زمزم وأكون في المسجد فمر علي فقال كأن الرجل غريب قلت نعم قال فانطلق إلى المنزل فانطلقت معه لا يسألني عن شئ ولا أخبره فلما أصبحت غدوت إلى المسجد لأسأل عنه وليس أحد يخبرني عنه بشئ فمر به علي فقال ما آن للرجل أن يعود قلت لا قال ما أمرك وما أقدمك هذه البلدة قلت إن كتمته علي أخبرتك قال فإني أفعل قلت بلغنا أنه قد خرج رجل يزعم أنه نبي فأرسلت أخي ليكلمه (2) فرجع ولم يشفني من الخبر فأردت أن القاه قال أما أنك قد رشدت لأمرك هذا وجهي إليه فاتبعني فادخل حيث أدخل فإني إن رأيت أحدا أخافه عليك قمت إلى الحائط وامض أنت قال فمضى ومضيت معه حتى دخل ودخلت معه على النبي (صلى الله عليه وسلم) فقلت يا رسول الله أعرض علي الإسلام فعرضه علي فأسلمت مكاني فقال لي يا أبا ذر أكتم هذا الأمر وارجع إلى بلدك فإذا بلغك ظهورنا فأقبل قلت والذي بعثك بالحق لأصرخن ما بين أظهركم فجاء إلى المسجد وقريش فيه فقال يا معشر قريش إني أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده رسوله فقالوا قوموا إلى هذا الصابئ فقاموا فضربت لأموت وأدركني العباس فأكب علي ثم قال ويحكم تقتلون رجل من غفار ومتجركم وممركم على غفار فأقلعوا عني فلما أصبحت الغد رجعت فقلت ما قلت بلأمس فقالوا قوموا إلى هذا الصابئ فضربوني وأدركني العباس فأكب علي قال فكان هذا أول إسلام أبي ذر
_________
(1) في مختصر أبي شامة: يضربوه والمثبت عن مسلم
(2) في مختصر أبي شامة: " ليطهر " والمثبت عن البخاري
পৃষ্ঠা - ৩০৫৪৭
وقد روي عن ابن عباس من وجه آخر قال أبو يعلى الموصلي حدثنا قطن بن نسير (1) حدثنا جعفر بن سليمان الضبعي حدثنا أبو طاهر علي بن زيد المدني عن ابن عباس قال قال أبو ذر كان لي أخ يقال له أنيس (2) قال كاهن بمكة قال نعم فخرجنا إلى مكة فاجتمعنا عند الكاهن فكأنه فضل شعر أنيس فقال يا أخي رأيت بمكة رجل يزعم أنه نبي وهو على دينك قال ابن عباس قلت لأبي ذر ما كان دينك قال رغبت عن آلهة قومي التي كانوا يعبدونها فقلت أي شئ كنت تعبد قال لا شئ كنت أصلي من الليل حتى أسقط كأني خفاء حتى يوقظني حر الشمس قال أنيس وقد شانفه قومه يعني كرهوه قال أبو ذر فإني أريد أن آتيه قال فتجهزت ثم خرجت فقال لي أنيس لا تظهر أنك تطلبه أخاف عليك أن تقتل دونه قال فجئت حتى دخلت مكة مكثت بين الكعبة وأستارها خمسة عشرة ليلة ويوما أخرج كل ليلة فأشرب من ماء زمزم شربة فجاءت امرأتان تدعوان ليلة آلهتهما تقول إحداهما يا أساف هب لي غلام وتقول الأخرى يا نائلة (3) هب لي كذا وكذا فقلت هن بهن فتولتا تقولان إن الصابئ من الكعبة وأستارها إذ مر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأبو بكر يمشي وراءه فتكلم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بكلام (4) ما قلت فظننت أنه رسول الله فخرجت إليه فقلت السلام عليك يا رسول الله فقال وعليك رحمة الله ممن أنت قلت من غفار وكانت غفار يقطون على الحاج الطريق (5) فذكر نحو ما مضى قال وأقمت مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بمكة يعلمني الإسلام ومن القرآن فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إني أخاف عليك أن تقتل قلت لأتبعنك يا رسول الله وإن قتلت فسكت عني وذكر الحديث في ضرب قريش إياه قال (6) فجئت إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فرأى ما بي من حال فقال لي ألم أنهك فقلت يا رسول الله كانت حاجة في نفسي قضيتها فقال الحق بقومك فإذا بلغك ظهوري فأتني فجئت قومي وقد (7) عليهم فلقيت أنيسا فبكى وقال يا أخي
_________
(1) في مختصر أبي شامة: بشير
(2) كلمات غير مقروءة في مختصر أبي شامة
(3) أساف ونائلة صنمان كانت العرب في الجاهلية تزعم أنهما كانا رجلا وأمراة وكانا قد زنيا في الكعبة فمسخا
(4) كلمة غير واضحة في مختصر أبي شامة
(5) استدركت على هامش مختصر أبي شامة
(6) كلمة غير واضحة في مختصر أبي شامة
(7) غير واضحة في مختصر أبي شامة
পৃষ্ঠা - ৩০৫৪৮
ما كنت إذ ذاك إلا قد قتلت فما بطأك عنا ما صنعت ألقيت صاحبك الذي طلبت قلت أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله ثم ذكر إسلام أخيه وأمه وناس كثير من قومه وقال ابن سعد (1) أخبرنا محمد بن عمر حدثني أبو بكر عبد الله بن أبي سبرة عن يحيى بن شبل عن خفاف بن إيماء بن رحضة قال (2) كان أبو ذر رجلا يصيب الطريق وكان شجاعا يتفرد وحده بقطع (3) الطريق ويغير على الصرم (4) في عماية الصبح على ظهر فرسه أو على قدميه كأنه السبع فيطرق الحي ويأخذ ما أخذ ثم إن الله قذف في قلبه الإسلام وسمع بالنبي (5) (صلى الله عليه وسلم) وهو يومئذ بمكة يدعو مختفيا فأقبل يسأل عنه حتى أتاه في منزله وقبل ذلك ما قد طلب من يوصله إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فلم يجد أحدا فانتهى إلى الباب فاستأذن فدخل وعنده أبو بكر وقد أسلم قبل ذلك بيوم أو يومين وهو يقول يا رسول الله والله لا نستسر بالإسلام ولنظهرنه فلا يرد عليه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) شيئا فقلت يا محمد إلام تدعو (6) قال إلى الله وحده لا شريك له وخلع الأوثان وتشهد أني رسول الله قلت أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله ثم قال أبو ذر يا رسول الله إني منصرف إلى أهلي وناظر متى يؤمر بالقتال فألحق بك فإني أرى قومك عليك جميعا فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أصبت فانصرف فكان يكون بأسفل ثنية غزال فكان يعترض لعيرات قريش فيقتطعها فيقول لا أرد إليكم شيئا حتى تشهدوا (7) أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فإن فعلوا رد عليهم ما أخذ منهم وإن أبوا لم يرد عليهم شيئا فكان على ذلك حتى هاجر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ومضى بدرا وأحد ثم قدم فأقام بالمدينة مع النبي صلى الله عليه وسلم قال ابن سعد (8) أخبرنا محمد بن عمر حدثني نجيح أبو معشر قال
_________
(1) سقطت من مختصر أبي شامة
(2) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 4 / 222
(3) ابن سعد: يقطع
(4) الصرم: الجماعة ينزلون بإبلهم ناحية على الماء
(5) في مختصر أبي شامة: " رسول الله " وفوقها ضبة واستدرك على هامشه: " بالنبي " وهو يوافق رواية ابن سعد
(6) في مختصر أبي شامة: " ما تدعو " والمثبت عن ابن سعد
(7) كتب على هامش أبي شامة: " تقولوا " ثم شطبت وكتب فوقها " تشهوا " وهو ما أثبت وهو يوافق عبارة ابن سعد
(8) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 4 / 222 - 223
পৃষ্ঠা - ৩০৫৪৯
كان أبو ذر يتأله في الجاهلية ويقول لا إله إلا الله ولا يعبد الأصنام فمر عليه رجل من أهل مكة بعدما أوحى الله إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال يا أبا ذر إن رجلا بمكة يقول مثل ما تقول لا إله إلا الله ويزعم أنه نبي قال ممن هو قال من قريش قال فأخذ شيئا من بهش وهو المقل (1) فتزوده حتى قدم مكة فرأى أبا بكر يضيف الناس ويطعمهم الزبيب فجلس معهم فأكل ثم سأل من الغد هل أنكرتم على أحد من أهل مكة شيئا فقال رجل من بني هاشم نعم ابن عم لي (2) يقول لا إله إلا الله ويزعم أنه نبي قال دلني عليه قال فدله عليه والنبي (صلى الله عليه وسلم) راقد على دكان قد سدل ثوبه على وجهه فنبهه أبو ذر فانتبه فقال أنعم صباحا فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) عليك السلام قال له أبو ذر أنشدني ما تقول فقال ما أقول الشعر ولكنه القرآن وما أنا قلته ولكن الله قاله قال اقرأه علي فقرأ عليه سورة فقال أبو ذر أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فسأله النبي ممن أنت فقال من بني غفار فعجب النبي لأنهم يقطعون الطريق فجعل النبي (صلى الله عليه وسلم) يرفع بصره فيه ويصوبه تعجبا من ذلك لما كان يعلم منهم ثم قال إن الله يهدي من يشاء فجاء أبو بكر وهو عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأخبره بإسلامه فقال له أبو بكر ألست ضيفي بالأمس فقال بلى قال فانطلق معي فذهب مع أبي بكر إلى بيته فكساه ثوبين ممشقين فأقام أياما ثم رأى امرأة تطوف فذكر نحوا مما تقدم قال عكرمة (3) حدثنا أبو زميل عن مالك بن مرثد عن أبيه عن أبي ذر قال كنت رابع الإسلام أسلم قبلي ثلاثة وأنا الرابع فأتيت النبي (صلى الله عليه وسلم) فقلت سلام عليك يا نبي الله أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله فرأيت الاستبشار في وجه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال من أنت قلت أنا جندب رجل من بني غفار قال فرأيتها في وجه النبي (صلى الله عليه وسلم) حيث ارتدع كأنه ود أني كنت من قبيلة أرفع من قبيلتي قال وكنت من قبيلة فيها رقة كانوا يسرقون الحاج بمحاجن لهم قال جبير بن نفير (4)
_________
(1) في أبي شامة: شيئا من المقل والمثبت عن ابن سعد
(2) زيادة عن ابن سعد
(3) من طريق عكرمة بن عمار رواه الذهبي في سير الاعلام (3 / 384) ط دار الفكر والمعجم الكبير للطبراني 2 / 147 رقم 1617
(4) رواه الذهبي في سير الاعلام (3 / 384) ط دار الفكر
পৃষ্ঠা - ৩০৫৫০
كان أبو ذر وعمرو بن عبسة كل واحد منهم (1) يقول أنا ربع الإسلام وقال وكان أبو ذر يقول لقد رأيتني ربع الإسلام لم يسلم قبلي إلا النبي (صلى الله عليه وسلم) وأبو بكر وبلال وعن موسى بن عقبة عن عطاء بن أبي مروان عن أبيه عن أبي ذر قال كنت في الإسلام خامسا قال الواقدي قالوا (2) وعبأ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أصحابه وصفهم صفوفا يعني يوم حنين ووضع الرايات والألوية في أهلها وسمى حامليها قال وكان في بني غفار راية يحملها أبو ذر قال (3) وكان أبو ذر يقول أبطأت في غزوة تبوك من أجل بعيري كان نضوا (4) أعجف فقلت أعلفه أياما ثم ألحق برسول الله (صلى الله عليه وسلم) فعلفته أياما ثم خرجت فلما كنت بذي المروة أذم بي (5) وتلومت عليه يوما فلم أر به حركة فأخذت متاعي فحملته على ظهري ثم خرجت أتبع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ماشيا في حر شديد وقد تقطع الناس فلا أرى أحدا يلحقه (6) من المسلمين وطلعت على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نصف النهار وقد بلغ مني العطش فنظر ناظر من الطريق فقال يا رسول الله هذا الرجل يمشي على الطريق وحده فجعل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول كن أبا ذر فلما تأملني القوم قالوا يا رسول الله هذا أبو ذر فقام رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حتى دنوت منه فقال مرحبا بأبي ذر يمشي وحده ويموت وحده ويبعث وحده فقال ما خلفك يا أبا ذر فأخبره خبر بعيره ثم قال إن كنت لمن أعز أهلي علي تخلفا لقد غفر الله لك يا أبا ذر بكل خطوة ذنبا إلى أن بلغتني ووضع متاعه عن ظهره ثم استسقى فأتى بإناء من ماء فشربه وعن عضيف بن الحارث (7) عن أبي الدرداء قال
_________
(1) في سير الاعلام: منهما
(2) رواه الواقدي في مغازيه 3 / 895 - 896
(3) القائل راوي الخبر هو هلال بن أمية الواقفي كما يفهم من مغازي الواقدي وقد نقل الخبر الواقدي 3 / 1000
(4) النضو: الدابة التي أهزلتها الاسفار وأذهبت لحمها (النهاية لابن الاثير)
(5) عند أبي شامة: " ادم " وفي مغازي الواقدي: " عجز بي " والمثبت عن مختصر ابن منظور
(6) مغازي الواقدي: يلحقنا
(7) من طريقه رواه الذهبي في سير الاعلام (3 / 385) ط دار الفكر
পৃষ্ঠা - ৩০৫৫১
كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يبتدئ أبا ذر إذا حضر ويتفقده إذا غاب وعن عبد الله بن عبيد بن عمير قال قال أبو ذر وكان أكثر أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) له سؤالا فذكر حديثا وعن حاطب قال (1) قال أبو ذر ما ترك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) شيئا مما صبه جبريل وميكائيل في صدره إلا قد صبه في صدري ولا تركت شيئا مما صبه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في صدري إلا صببته في صدر مالك بن ضمرة وقال أبو ذر لقد تركنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وما طائر يقلب جناحيه في السماء إلا وهو يذكرنا منه علما وقال سألت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن كل شئ حتى عن مسح الحصا فقال واحدة قال (2) أوصاني حبي بخمس أرحم المساكين وأجالسهم وأنظر إلى من تحتي ولا أنظر إلى من فوقي وأن أصل الرحم وإن أدبرت وأن أقول الحق وإن كان مرا وأن أقول لا حول ولا قوة إلا بالله قال عمر مولى غفرة ما أعلم بقي فينا من الخمس إلا هذه قولنا لا حول ولا قوة إلا بالله وعن عون بن مالك عن أبي ذر (3) أنه جلس إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال يا أبا ذر هل صليت الضحى قال لا قال قم فصل ركعتين فقام فصلى ثم جلس فقال يا أبا ذر تعوذ بالله من شياطين الإنس قلت يا رسول الله هل للإنس شياطين قال نعم يا أبا ذر ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة قلت ما هو قال لا حول ولا قوة إلا بالله
_________
(1) رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء (3 / 386) ط دار الفكر من هذا الطريق
(2) رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء (3 / 9 386 ط دار الفكر
(3) من طريق آخر وأتم من هذا رواه أحمد بن حنبل في المسند 8 / 132 رقم 21608
পৃষ্ঠা - ৩০৫৫২
وعن عبيد بن عمير عن أبي ذر قال دخلت المسجد فإذا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال يا أبا ذر ألا أوصيك بوصايا إن أنت حفظتها نفعك الله بها قلت بلى بأبي أنت وأمي قال جاور القبور تذكر بها وعيد الآخرة وزرها بالنهار ولا تزرها بالليل واغسل الموتى فإن في معالجة جسد خاو عظة وشيع الجنائز فإن ذلك يحرك القلب ويحزنه واعلم أن أهل الحزن في أمن الله وجالس أهل البلاء والمساكين وكل معهم ومع خادمك لعل الله يرفعك يوم القيامة والبس الخشن الصفيق (1) من الثياب تذللا لله عز وجل وتواضعا لعل الفخر والبطر لا يجدان فيك مساغا وتزين أحيانا في عبادة الله بزينة حسنة تعففا وتكرما فإن ذلك لا يضرك إن شاء الله وعسى أن يحدث لله شكرا وذكر أبو ذر هل كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يصافحكم إذا لقيتموه قال ما لقيني قط إلا صافحني (2) ولقد جئت مرة فقيل لي إن النبي (صلى الله عليه وسلم) طلبك فجئت فاعتنقني فكان ذلك أجود وأجود وقال (3) أرسل إلي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في مرضه الذي توفى فيه فأتيته فوجدته نائما (4) فأكببت عليه فرفع يده فالتزمني وسئل علي بن أبي طالب عن أبي ذر فقال (5) علم العلم ثم أوكى (6) فربط عليه ربطا شديدا وقال أيضا (7) أبو ذر وعاء ملئ علما ثم أوكى عليه فلم يخرج منه شئ حتى قبض وقال أيضا (8) وعى علما عجز فيه وكان شحيحا حريصا شحيحا على دينه حريصا على العلم وكان يكثر السؤال فيعطي ويمنع أما أنه قد ملئ له في وعائه حتى امتلأ
_________
(1) في مختصر أبي شامة: " الشقيق " والمثبت عن كنز العمال
(2) إلى هنا رواه أحمد بن حنبل في المسند 8 / 101 رقم 21500 من طريق رجل من عنزة
(3) رواه أحمد بن حنبل في المسند 8 / 101 رقم 21499 من طريق أيوب بن بشير عن فلان العنزي
(4) في المسند: مضطعا
(5) رواه الذهبي في سير الاعلام (3 / 387) ط دار الفكر
(6) أي شده بالوكاء والوكاء: سير أو خيط يشد به فم السقاء
(7) القائل: علي بن أبي طالب Bهـ والخبر عنه في سير الاعلام (3 / 387)
(8) سير أعلام النبلاء المصدر السابق
পৃষ্ঠা - ৩০৫৫৩
فلم يدروا ما يريد بقوله وعى علما عجز فيه أعجز عن كشفه أم عما عنده من العلم أم عن طلب ما طلب من العلم إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف أنه قال كان أبو ذر جالسا إلى جنب أبي بن كعب يوم الجمعة ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) يخطب فتلا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) آية لم يكن أبو ذر سمعها فقال أبو ذر لأبي متى أنزلت هذه الآية فلم يكلمه فلما أقيمت الصلاة قال لهأبو ذر ما منعك أن تكلمني حين سألتك فقال أبي إنه ليس لك من جمعتك إلا ما لغوت فانطلق أبو ذر إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأخبره فقال صدق أبي فقال أبو ذر استغفر الله وأتوب إليه فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) اللهم تب لأبي ذر وتب عليه (1) وعن أبي أمامة أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) دفع إلى أبي ذر غلاما فقال يا أبا ذر أطعمه مما تأكل واكسه مما تلبس فلم يكن عنده غير ثوب واحد فجعله نصفين فراح إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال ما شأن ثوبك يا أبا ذر فقال إن الفتى الذي دفعته إلي أمرتني أن أطعمه مما آكل وأكسوه مما ألبس وإنه لم يكن معي إلا هذا الثوب فناصفته فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أحسن إليه يا أبا ذر فانطلق أبو ذر فأعتقه فسأله رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما فعل فتاك قال ليس لي فتى قد أعتقته قال أجرك الله يا أبا ذر قال عبد الله بن مليل سمعت عليا يقول قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إنه لم يكن قبلي نبي إلا قد أعطاه الله سبعة رفقاء وزراء وأني أعطيت أربعة عشر فذكرهم وفيهم أبو ذر (2) وعن ابن بريدة (3) عن أبيه قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أمرت بحب أربعة من أصحابي وأخبرني الله أنه يحبهم علي وأبو ذر وسلمان والمقداد
_________
(1) سير أعلام النبلاء (3 / 387) ط دار الفكر
(2) رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء (3 / 387) ط دار الفكر
(3) رواه الذهبي المصدر السابق
পৃষ্ঠা - ৩০৫৫৪
وعن علي وأبي الدرداء وعبد الله بن عمرو بن العاص قالوا (1) قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر زاد علي طلب شيئا من الزهد عجز عنه الناس وعن أبي الزناد عن الأعرج عن ابي هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر من سره أن ينظر إلى تواضع وفي رواية إلى زهد عيسى بن مريم فلينظر إلى أبي ذر (2) وعن مالك بن مرثد عن أبيه قال قال أبو ذر قال لي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما تقل الغبراء ولا تظل الخضراء من ذي لهجة أصدق ولا أوفى من أبي ذر شبه عيسى بن مريم قال فقام عمر بن الخطاب فقال يا رسول الله أفنعرف ذلك له قال نعم فاعرفوه له وفي رواية أخرى عن أبي هريرة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) فإذا أردتم أن تنظروا إلى أشبه الناس بعيسى بن مريم هديا وبرا ونسكا فعليكم بأبي ذر وعن علي بن الحسين عن جابر بن عبد الله أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء بعد النبيين والصديقين على ذي لهجة أصدق من أبي ذر ولا خيرا من عمرح (3) وعن ابن مسعود قال قال النبي (صلى الله عليه وسلم) إن أبا ذر ليباري عيسى بن مريم في عبادته من سره أن ينظر إلى شبه عيسى بن مريم خلقا وخلقا فلينظر إلى أبي ذر وعن أنس قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما من نبي إلا له نظير في أمتي أبو بكر نظير إبراهيم وعمر نظير موسى وعثمان نظير هارون وعلي نظيري ومن سره أن ينظر إلى عيسى بن مريم فلينظر إلى أبي ذر الغفاري
_________
(1) راجع الاستيعاب 4 / 64 (هامش الاصابة) وسير الاعلام 2 / 59 وطبقات ابن سعد 4 / 228
(2) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 4 / 228 وسير أعلام النبلاء 2 / 59
(3) عقب أبو شامة بعده قال: أراد النبي صلى الله عليه وآله وسلم - والله أعلم - أن أبا ذر قد بلغ في مقام الصدق الدرجة العليا منه فليس أحد يفوقه في الصدق وهذا لا ينافي مساواة أحد له في ذلك
পৃষ্ঠা - ৩০৫৫৫
قال الزبير بن بكار حدثني ابن طلحة بن عبيد الله عن عن الرحمن بن أبي بكر الصديق قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أرحم أمتي أبو بكر الصديق وأحسنهم خلقا أبو عبيدة بن الجراح وأصدقهم لهجة أبو ذر وأشدهم في الحق عمر وأقضاهم علي (1) وعن مالك بن مرثد عن أبيه عن أبي ذر قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يا أبا ذر إني رأيت أني وزنت بأربعين أنت فيهم فوزنتهم وعن أبي الطفيل عامر بن واثلة عن عبد الملك ابن أخي أبي ذر عن أبي ذر قال والله ما كذبت على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولا أخذت إلا عنه أو عن كتاب الله عز وجل وقال والله إني لعلى العهد الذي فارقت عليه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما غيرت ولا بدلت قال يحيى بن أبي بكير حدثنا شعبة عن سعد بن إبراهيم عن أبيه أن عمر بن الخطاب قال لعبد الله بن مسعود وأبي الدرداء وأبي ذر ما هذا الحديث عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأحسبه حبسهم المدينة حتى أصيب رواه ابن ادريس عن شعبة فقال وأبي مسعود بدلا من أبي ذر وقال أبو ذر قال لي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (2) كيف أنت عند ولاة يستأثرون عليك قلت والذي بعثك بالحق أضع سيفي على عاتقي واضرب حتى ألحقك قال أفلا أدلك على ما هو خير لك من ذلك اصبر حتى تلحقني وفي رواية تنقاد لهم حيث قادون وتنساق لهم حيث ساقوك حتى تلقاني وأنت على ذلك وفي رواية (3) إذا بلع البناء (4) سلعا (5) فاخرج منها وضرب بيده نحو الشام ولا
_________
(1) قال أبو شامة: هذا والذي قبلهه منقطعان معضلان عن سفيان بن حسين هو الواسطي روى عن الزهري وأبي بشر وابن المنكدر قاله البخاري
(2) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 4 / 226
(3) طبقات ابن سعد 4 / 226 وسير الاعلام 2 / 63
(4) في ابن سعد: النبأ
(5) سلع: موضع بقرب المدينة
পৃষ্ঠা - ৩০৫৫৬
أرى أمراءك إلا يحولون بينك وبين ذلك فآخذ سيفي وأضرب به من حال بيني وبين أمرك قال لا ولكن تسمع وتطيع ولو لعبد حبشي فلما بلغ البناء سلعا خرج من المدينة حتى أتى الشام فتكاب الناس عليه فكتب معاوية إلى عثمان إن كان لك بالشام حاجة فأرسل إلى أبي ذر فكتب إليه عثمان يأمره بالقدوم عليه فقال سمعا وطاعة فلما قدم على عثمان قال له ها هنا عندي قال الدنيا لا حاجة لي فيها قال تأتي الربذة قال إن أذنت لي فلما قدم الربذة حضرت الصلاة فقيل له تقدم يا أبا ذر فقال من على هذا الماء قالوا هذا فإذا عبد حبشي قال أبو ذر الله أكبر أمرت أن أسمع وأطيع ولو لعبد حبشي فأنت عبد حبشي فتقدم فصلى خلفه أبو ذر وقال أبو ذر (1) كنت أخدم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثم آتي المسجد إذا أنا فرغت من عملي فاضطجع فيه فأتاني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأنا مضطجع فيه فضربني برجله فاستويت جالسا ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كيف تصنع إذا أخرجت منها قلت ألحق بأرض الشام قال كيف تصنع إذا أخرجت منها قلت آخذ سيفي فأضرب به من يخرجني قال فجعل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يده على منكبي ثم قال غفرا أبا ذر غفرا أبا ذر بل تنقاد معهم حيث قادوك وتنساق معهم حيث ساقوك ولو لعبد أسود قال فلما نفيت إلى الربذة أقمت الصلاة فتقدمهم رجل أسود كان فيها على بعض الصدقة فلما رآني أخذ يرجع ليقدمني فقلت كما أنت لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال قال لي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يا أبا ذر أنت رجل صالح وسيصيبك بعدي بلاء قلت في الله قال في الله قلت مرحبا بأمر الله وقال أبو ذر أمرنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ألا نغلب على أن نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر ونعلم الناس السنن قال عبد الله بن أبي قيس
_________
(1) رواه أحمد بن حنبل في المسند 10 / 440 رقم 27659 طبعة دار الفكر ورواه الذهبي في سير الاعلام (3 / 388) ط دار الفكر
পৃষ্ঠা - ৩০৫৫৭
خرجنا مع غضيف بن الحارث نريد بيت المقدس فأتينا أبا الدرداء فسلمنا عليه فقال أبو الدرداء الق أبا ذر فقل يقول لك أبو الدرداء اتق الله وخف الناس فقال أبو ذر اللهم غفرا إن كنا قد سمعنا فقد سمع وإن كنا قد رأينا فقد رأى أو ما علم أني بايعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على ألا تأخذني في الله لومة لائم قال أحمد بن حنبل حدثنا أبو المغيرة حدثنا صفوان عن أبي اليمان وأبي المثنى (1) أن أبا ذر قال بايعني رسول الله خمسا وواثقني سبعا وأشهد الله علي تسعا (2) ألا أخاف في الله لومة لائم ثم قال أبو المثنى قال أبو ذر فدعاني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال (3) هل لك إلى بيعة ولك الجنة قلت نعم وبسطت يدي فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو يشترط علي أن لا تسأل الناس شيئا قلت نعم قال ولا سوطك إن سقط منك حتى تنزل إليه فتأخذه قال الطبراني حدثنا إبراهيم بن محمد بن عوف حدثنا محمد بن المصفى حدثنا بقية عن صفوان بن عمرو عن أبي اليمان قال لما قفل الناس عام غزوة قبرس وعليهم معاوية ومعه أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الذين كانوا بالشام فخرج إلى الكنيسة التي إلى جانب أنطرسوس التي يقال لها كنيسة معاوية وبمقامه عندها دعيت كنيسة معاوية فقام في الناس قبل أن يتفرقوا إلى أجنادهم فقال إنا قاسموا غنائمكم على ثلاثة أسهم سهم للسفن فإنها مراكبكم وسهم للقبط فإنكم لم يكن لكم حيلة إلا بهم وسهم لكم فقام أبو ذر فقال كلا والله لا نقسم سهامنا على ذلك أتقسم للسفن وهي مما أفاء الله علينا وتقسم للقبط وإنما هم خولنا والله ما أبالي من قال أو ترك لقد بايعني رسول الله خمسا (4) وأوثقني سبعا وأشهد الله علي سبعا ألا تأخذني في الله لومة لائم فقال معاوية تقسم الغنائم جميعا على المسلمين
_________
(1) من هذا الطريق رواه أحمد بن حنبل في المسند 8 / 119 رقم 21565 والذهبي في سير الاعلام 2 / 61
(2) في مختصر أبي شامة: سبعا
(3) زيادة عن مسند أحمد
(4) في مختصر أبي شام: على خمسا
পৃষ্ঠা - ৩০৫৫৮
قال الطبراني هكذا روى هذا الحديث صفوان عن عبد الرحمن بن نفير عن أبيه قال بشر بن بكر (1) حدثنا الأوزاعي حدثني أبو كثير حدثني أبي قال أتيت أبا ذر وهو جالس عند الجمرة الوسطى وقد اجتمع الناس عليه يستفتونه فأتاه رجل فوقف عليه فقال ألم ينهك أمير المؤمنين عن الفتيا فرفع رأسه إليه ثم قال أرقيب أنت علي لو وضعتم الصمصامة على هذه وأشار بيده إلى قفاه ثم ظننت أن أنفذ كلمة سمعتها من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قبل أن تجيزوا علي لأنفذتها وفي رواية (2) أن رجلا أتى أبا ذر فقال إن المصدقين يعني جباة الصدقة إزدادوا علينا فنغيب عنهم بقدر ما ازدادوا علينا قال قف مالك عليهم فقل ما كان لكم من حق فخذوه وما كان باطلا فذروه فما تعدوا عليك جعل في ميزانك يوم القيامة وعلى رأسه فتى من قريش فقال أما نهاك أمير المؤمنين عن الفتوى فذكر ما سبق وعن ثعلبة بن الحكم عن علي قال (3) لم يبق اليوم أحد لا يبالي في الله لومة لائم غير أبي ذر ولا نفسي ثم ضرب بيده على صدره عن أبي الطفيل عن ابن أخي أبي ذر قال أخبرني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه لن يسلط أحد على قتلي ولن يفتنونني عن ديني وأخبرني أني أسلمت فردا وأموت فردا وأبعث يوم القيامة فردا قال الأحنف بن قيس (4) أتيت المدينة ثم أتيت الشام فجمعت فإذا أنا برجل لا ينتهي إلى سسارية إلا فر أهلها (5) يصلي ويخف صلاته فجلست إليه قال قم عني لا أغرك بشر فقلت كيف تغرني بشر قال إن هذا يعني معاوية نادى مناديه أن لا يجالسني أحد
_________
(1) رواه الذهبي في سير الاعلام من هذا الطريق 2 / 64
(2) رواه أبو نعيم في حلية الاولياء 1 / 160
(3) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 4 / 231 وسير أعلام النبلاء 2 / 64
(4) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 4 / 229
(5) في ابن سعد: خر أهلها
পৃষ্ঠা - ৩০৫৫৯
وفي رواية كنت جالسا في حلقة بمسجد المدينة فأقبل رجل لا تراه حلقة إلا فروا حتى انتهى إلى الحلقة التي كنت فيها ففروا وثبت فقلت من أنت فقال أنا أبو ذر صاحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قلت فيما يفر الناس منك قال إني أنهاهم عن الكنوز قلت فإن أعطيتنا قد بلغت وارتفعت أفتخاف علينا منها قال أما اليوم فلا ولكن يوشك أن يكون أثمان دينكم فإذا كان أثمان دينكم فدعوهم وإياها وقال (1) قدمت المدينة فبينما أنا في حلقة فيها ملأ من قريش إذ جاء رجل أخشن الثياب أخشن الجسد أخشن الوجه فقام عليهم فقال بشر الكنازين برضف (2) يحمى عليهم في نار جهنم فيوضع على حلمة ثدي أحدهم حتى يخرج من نغض (3) كتفه ويوضع على نغض كتفه حتى يخرج من حلمة ثديه يتجلجل قال فوضع القوم رؤوسهم فيما رأيت أحدا منهم رجع إليه (4) شيئا فأدبر فتبعته حتى جلس إلى سارية فقلت ما رأيت هؤلاء إلا كرهوا ما قلت لهم فقال إن هؤلاء لا يعقلون شيئا إن خليلي أبا القاسم دعاني فقال يا أبا ذر فأجبته فقال ترى أحدا فنظرت ما علي من الشمس وأنا أظنه يبعث بي في حاجة له فقلت أراه فقال ما يسرني أن لي مثله ذهبا أنفقه كله إلا ثلاثة دنانير ثم هؤلاء يجمعون الدنيا لا يعقلون شيئا فقلت ما لك ولإخوانك قريش لا تعتريهم وتصيب منهم قال لا وربك ما أسألهم دنيا ولا أستفتيهم عن دين حتى ألحق بالله ورسوله قال مالك بن أوس بن الحدثان (5) قدم أبو ذر من الشام فدخل المسجد وأنا جالس فسلم علينا وأتى سارية فصلى ركعتين تجوز فيهما ثم قرأ " ألهاكم التكاثر " حتى ختمها واجتمع الناس عليه فقالوا له يا أبا ذر حدثنا ما سمعت من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال لهم سمعت حبيبي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول في الإبل صدقتها وفي البقر صدقتها وفي البر صدقة من (6) جمع دينارا أو
_________
(1) يعني الاحنف بن قيس والخبر من طريقه في سير أعلام النبلاء (3 / 390) ط دار الفكر
(2) الرضف الواحدة رضفة وهي الحجارة المحماة
(3) النغض: العظم الرقيق الذي على طرف الكتف
(4) في مختصر أبي شامة: " إلى " والمثبت عن سير الاعلام
(5) رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء (3 / 391) ط دار الفكر
(6) في مختصر أبي شامة: " في " والمثبت عن سير الاعلام
পৃষ্ঠা - ৩০৫৬০
درهما أو تبرا أو فضة لا يعده لغريم ولا للنفقة (1) في سبيل الله كوي به قلت يا أبا ذر انظر ما تخبر عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فإن هذه الأموال قد فشت فقال من أنت يا ابن أخي فانتسبت له قال قد عرفت نسبك الأكبر ما تقرأ " والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله " (2) وفي روايه قدم أبو ذر من الشام وأنا جالس مع عثمان بن عفان في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فجاء أبو ذر فسلم عليه فقال عثمان كيف أنت يا أبا ذر قال بخير فكيف أنت ثم ولى وهو يقول " ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر " (3) ورفع صوته وكان صلب الصوت حتى ارتج المسجد بقراءة السورة كلها حتى مالت القراءة إلى سارية من سواري المسجد فصلى ركعتين فتجوز فيهما فاحتوشه الناس وقالوا حدثنا عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وجلست قبالة وجهه فذكر نحو ما تقدم قال عبيد الله بن شميط سمعت أبي يقول بلغنا أن أبا ذر كان يقول وهو في مجلس معاوية لقد عرفنا خياركم من شراركم ولنحن أعرف بكم من البياطرة بالخيل فقال رجل يا أبا ذر أتعلم الغيب فقال معاوية دعوا الشيخ فالشيخ أعلم منكم من خيارنا يا أبا ذر قال خياركم أزهدكم في الدنيا وأرغبكم في الآخرة وشراركم أرغبكم في الدنيا وأزهدكم في الآخرة حدثنا عبد الله بن الصامت قال (4) دخلت مع أبي ذر في رهط من غفار على عثمان من الباب الذي لا يدخل عليه منه فتخوفنا عثمان عليه فانتهى إليه فسلم عليه وقال أحسبتني منهم يا أمير المؤمنين والله ما أنا منهم ولا أدركهم لو أمرتني أن آخذ بعرقوتي (5) قتب لأخذت بهما حتى أموت ثم استأذنه إلى الربذة فقال نعم نأذن لك
_________
(1) في مختصر أبي شامة: النفقة
(2) سورة التوبة الاية: 34
(3) سورة التكاثر الايتان 1 و 2
(4) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 4 / 232
(5) العرقوتان خشبتان تضمان ما بين واسط الرحل والمؤخرة وقال: الليث: وللقتب عرقوتان وهما خشبتان على عضديه من جانبيه (تاج العروس: عرق)
পৃষ্ঠা - ৩০৫৬১
وقال ضمرة بن شوذب عن سليمان عن حميد بن هلال عن عبد الله بن الصامت ابن أخي أبي ذر قال (1) دخلت مع أبي ذر على عثمان فلما دخل إليه حسر عن رأسه وقال والله ما أنا منهم يا أمير المؤمنين يريد الخوارج قال ابن شوذب سيماهم التسبيت يعني الحلق فقال له عثمان صدقت يا أبا ذر إنما أرسلت إليك لتجاورنا بالمدينة قال لا حاجة لي في ذلك ائذن لي إلى الربذة قال نعم ونأمر لك بنعم من نعم الصدقة تغدو عليك وتروح قال لا حاجة لي في ذلك تكفي أبا ذر صريمته (2) فلما خرج من عنده قال دونكم معاشر قريش دنياكم فاخذموها (3) ودعونا وربنا حدثني غزوان أبو حاتم قال (4) بينا أبو ذر عند عثمان ليؤذن له إذ مر به رجل من قريش فقال يا أبا ذر ما يجلسك ها هنا قال يأبى هؤلاء أن يأذنوا لنا فدخل الرجل فقال يا أمير المؤمنين ما بال أبي ذر على الباب لا يؤذن له فأمر فأذن له فجاء حتى جلس ناحية القوم وميراث عبد الرحمن يقسم فقال عثمان لكعب يا ابا إسحاق أرأيت المال الذي أدي زكاته هل يخشى على صاحبه فيه تبعة فقال لا فقام أبو ذر ومعه عصا فضرب بها بين أذني كعب ثم قال يا ابن اليهودية أنت تزعم أنه ليس عليه حق في ماله إذا أدى (5) الزكاة والله تعالى يقول " ويؤثرون على أنفسهم " (6) الآيه " ويطعمون الطعام على حبه " (7) و " في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم " (8) فجعل يذكر نحو هذا من القرآن فقال عثمان للقرشي إنما نكره أن نأذن لأبي ذر من أجل ما ترى
_________
(1) رواه أبو نعيم في حلية الاولياء 1 / 160 وابن سعد 4 / 232
(2) الصريمة تصغير صرمة وهي القطيع من الابل والغنم
(3) كذا في مختصر أبي شامة وفي سير الاعلام: " فاعذموها " واخذموها يعني اقطعوها والخذم: سرعة القطع
(4) رواه الذهبي في سير الاعلام (3 / 392) ط دار الفكر
(5) في سير الاعلام: آتى
(6) سورة الحشر الاية: 9
(7) سورة الدهر الاية: 8
(8) سورة المعارج الايتان 3، 4
পৃষ্ঠা - ৩০৫৬২
قال سيف بن عمر عن محمد بن عون عن عكرمة عن ابن عباس قال (1) كان أبو ذر يختلف من الربذة إلى المدينة مخافة الأعرابية (2) فكان يحب الوحدة والخلوة فدخل على عثمان وعنده كعب الأحبار فقال عثمان ألا ترضون من الناس بكف الأذى حتى يبذلوا المعروف وقد ينبغي للمؤدي الزكاة ألا يقتصر عليها حتى يحسن إلى الجيران والإخوان ويصل القرابات فقال كعب من أدى الفريضة فقد قضى ما عليه فرفع أبو ذر محجنه فضربه فشجه فاستوهبه عثمان فوهبه له وقال يا أبا ذر اتق الله واكفف يدك ولسانك وقد كان قال له يا ابن اليهودية ما أنت وما ها هنا والله لتسمعن مني أو لا أدخل عليك والله لا يسمع أحد من اليهود إلا فتنوه قال زيد بن وهب حدثني أبو ذر قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا بلغ البناء سلعا فارتحل إلى الشام فلما بلغ البناء سلعا قدمت الشام وكنت بها فتلوت هذه الآية " والذين يكنزون الذهب والفضة " (3) فقال معاوية هذه للكفار فقلت هي لأهل الإسلام فكتب إلى عثمان إن هذا يفسد فكتب إلي عثمان فقدمت المدينة فأجفل الناس ينتظرونني كأنهم لم يروني قط فقال لي عثمان لو ارتحلت إلى الربذة قال فارتحلنا إلى الربذة وفي رواية (4) مررت بالربذة فإذا أنا بأبي ذر فقلت ما أنزلك هذا قال كنت بالشام فاختلفت أنا ومعاوية في هذه الآية " والذين يكنزون الذهب والفضة " فقال معاوية نزلت في أهل الكتاب وقلت نزلت فينا وفيهم فكان بيني وبينه في ذلك كلام فكتب يشكوني إلى عثمان فكتب إلي عثمان أن أقدم المدينة فقدمت المدينة فكثر الناس علي كأنهم لم يروني قبل ذلك فذكر ذلك لعثمان فقال إن شت تنحيت فكنت قريبا قال فذلك أنزلني هذا المنزل ولو أمر علي حبشي لسمعت وأطعت قال موسى بن عبيدة (5) أخبرني ابن نفيع (6) عن ابن العباس قال
_________
(1) رواه الذهبي في سير الاعلام (3 / 392) ط دار الفكر
(2) يعني توطن البادية بعد الهجرة
(3) سورة التوبة الاية: 34
(4) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 4 / 226
(5) من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء (3 / 392)
(6) كذا في مختصر أبي شامة وسير الاعلام ولم أعرفه
পৃষ্ঠা - ৩০৫৬৩
استأذن أبو ذر على عثمان وأنا عنده فتغافلوا عنه ساعة فقلت يا أمير المؤمنين هذا أبو ذر بالباب يستأذنك فقال ائذن له إن شئت إنه يؤذينا ويبرح بنا قال فأذنت له فجلس على سرير مرمول (1) من هذه البحرية فرجف به السرير وكان عظيما طويلا فقال له عثمان أما إنك الزاعم أنك خير من أبي بكر وعمر قال ما قلت قال عثمان إني أنزع عليك بالبينة قال والله ما أدري ما بينتك وما تأتي به وقد علمت ما قلت قال فكيف قلت إذا قال قلت سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول إن أحبكم إلي وأقربكم مني الذي يلحق بي على العهد الذي عاهدته عليه وكلكم قد أصاب من الدنيا وأنا على ما عاهدني عليه وعلى الله تمام النعمة وسأله عن أشياء فأخبره بالذي يعلمه فأمره أن يرتحل إلى الشام فيلحق بمعاوية فكان يحدث بالشام فاستهوى قلوب الرجال فكان معاوية ينكر بعض شأن رعيته وكان يقول لا يبيتن عند أحدكم دينار ولا درهم لا تبر ولا فضة إلا شئ ينفقه في سبيل الله أو يعده لغريم وإن معاوية بعث إليه بألف دينار في جنح الليل فأنفقها فلما صلى معاوية الصبح دعا رسوله الذي أرسله إليه فقال اذهب إلى أبي ذر فقل أنقذ جسدي من عذاب معاوية أنقذك الله من النار فإني أخطأت بك قال يا بني قل له يقول لك أبو ذر والله ما أصبح عندنا منه دينار ولكن أنظرنا ثلاثا حتى نجمع لك دنانيرك فلما رأى معاوية أن قوله صدق فعله كتب إلى عثمان أما بعد فإن كان لك بالشام حاجة أو بأهله فابعث إلى أبي ذر فإنه قد أوغل (2) صدور الناس فكتب إليه عثمان أقدم علي فقدم عليه المدينة قال شداد بن أوس (3) كان أبو ذر يسمع الحديث من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فيه الشدة ثم يخرج إلى قومه يسلم عليهم ثم إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يرخص فيه بعد فلم يسمعه أبو ذر فتعلق أبو ذر بالأمر الشديد قال زيد بن خالد الجهني (4) كنت جالسا عند عثمان إذ أتاه شيخ يقال له أبو ذر
_________
(1) يعني منسوج بالسعف والحبال ويقال أيضا: سرير مرمول: إذا كان مزينا بالجواهر
(2) في سير الاعلام: أوغل
(3) رواه أحمد بن حنبل في المسند 6 / 80 رقم 17137 بسنده إلى شداد بن أوس وسير الاعلام (3 / 393) ط دار الفكر
(4) الخبر من طريقه في سير أعلام النبلاء (3 / 394) ط دار الفكر
পৃষ্ঠা - ৩০৫৬৪
فلما رآه عثمان قال (1) مرحبا وأهلا يا أخي فقال أبو ذر مرحبا وأهلا بأخي (2) لقد أغلظت علينا في العزيمة وأيم الله لو عزمت علي أن أحبو لحبوت ما استطعت إني خرجت مع النبي (صلى الله عليه وسلم) ذات ليلة متوجها نحو حائط بني كلاب (3) فأتيته (4) فلما جاء وصفه له فجعل يصعد بصره (5) ثم قال لي ويحك بعدي فبكيت فقلت يا رسول الله وإني لباق بعدك قال نعم فإذا رأيت البلاء قد علا سلعا فالحق بالمغرب أرض قضاعة فإنه سيأتي عليك يوم قاب قوس أو قوسين أو رمح أو رمحين خير من كذاوكذا قال عثمان أحببت أن أجعلك مع أصحابك خفت عليك جهال الناس قال كلا ولكنه أمر من معاوية ويوم ما لكم من معاوية قال سلمة بن نباتة الحارثي خرجنا عمارا أو حجاجا فمررنا بالربذة فابتغينا أبا ذر فلم نجده في بيته فنزلنا قريبا فمر علينا يحمل معه عظم جزور فذهب إلى بيته ثم أتانا فجلس فقال إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال لي اسمع وأطع من كان عليك ولو كان عبدا حبشيا مجعدا فأبلاني الله أن نزلت على هذا الماء وعليه مال الله وعليهم رجل حبشي ولا أراه إلا مجعدا والله ما علمت أنه رجل صدق وقال له معروفا ملهم من مال الله كل يوم أو ثلاثة أيام جزور ولي من كل جزور عظم فقال له القوم وما لك يا أبا ذر قال كذا وكذا من الغنم أحدهما يرعاها ابن لي والأخرى يرعاها عبدي وهو عتيق إلى الحول فذكر كذا وكذا من الإبل قالوا والله إن أكثر الناس عندنا أمر أصحابك قال والله ما لهم في مال الله حق إلا لي مثله وفي رواية فنزلت هذا الماء وعليه رقيق من رقيق مال الله وعليهم عبد حبشي قال عبد الله بن سيدان السلمي (6)
_________
(1) ما بين معكوفتين استدرك عن سير الاعلام ومكانه في مختصر أبي شامة: " فتعلق أبو ذر بالامر الشديد "
(2) الزيادة اقتضاها السياق عن سير الاعلام
(3) في سير الاعلام: بني فلان
(4) كلمة غير مقروءة في أبي شامة
(5) كلمة غير واضحة عند أبي شامة
(6) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 4 / 227 والذهبي في سير الاعلام 2 / 71
পৃষ্ঠা - ৩০৫৬৫
تناجى أبو ذر وعثمان حتى ارتفعت أصواتهما ثم انصرف أبو ذر متبسما (1) فقال الناس ما لك ولأمير المؤمنين قال سامع مطيع ولو أمرني أن آتي صنعاء أو عدن ثم استطعت أن أفعل لفعلت وأمره عثمان أن يخرج إلى الربذة وفي رواية (2) لو أن عثمان أمرني أن أمشي على رأسي لمشيت وفي رواية ألا أجلس ما جلست ما حملتني رجلاي ولو كنت على بعير يعني موثقا ما اطلقت نفسي حتى يكون هذا الذي يطلقني وقال (3) قال أبو ذر لعثمان أمير المؤمنين افتح الباب لا تحسبني من قوم يمرقون كما يمرق السهم من الرمية يعني الخوارج وفي رواية لما قدم أبو ذر على عثمان من الشام قال يا أمير المؤمنين أتحسب أني من قوم والله ما أنا منهم ولا أدركتهم يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية ولا يرجعون إليه حتى يرجع السهم على فوقه سيماهم التحليق والله لو أمرتني أن أقوم ما قعدت ما ملكتني رجلاي ولو أوثقتني بعرقوتي قتب ما حللته حتى تكون أنت الذي تحلني وقال أبو سعد (4) أخبرنا يزيد بن هارون أخبرنا العوام بن حوشب حدثني رجل من أصحاب الأجر عن شيخين هم من بني ثعلبة رجل وامرأته قالا نزلنا الربذة فمر بنا شيخ أشعث أبيض الرأس واللحية فقالوا هذا من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فاستأذناه أن نغسل رأسه فأذن لنا واستأنس بنا فبينا نحن كذلك إذ أتاه نفر من أهل العراق حسبته قال من أهل الكوفة فقالوا يا أبا ذر فعل بك هذا الرجل وفعل فهل أنت ناصب له راية فنكلمك (5) برجال ما شئت فقال يا أهل الإسلام لا تعرضوا علي ذاكم ولا تذلوا السلطان فإنه من أذل السلطان فلا توبة له والله لو أن عثمان صلبني على أطول خشبة وأطول جبل لسمعت وأطعت وصبرت واحتسبت ورأيت أن
_________
(1) في مختصر ابن منظور: مبتسما
(2) سير الاعلام 2 / 71
(3) راوي الخبر عبد الله بن الصامت وهو في سير الاعلام 2 / 71
(4) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 4 / 227 وسير أعلام النبلاء 2 / 71 - 72
(5) كذا في مختصر أبي شامة وعلى هامشه: " فنكلمك " وعند ابن سعد: فلنكمل
পৃষ্ঠা - ৩০৫৬৬
ذلك خبر لي ولو سيرني ما بين الأفق إلى الأفق أو قال ما بين المشرق والمغرب (1) لسمعت وأطعت وصبرت واحتسبت ورأيت أن ذلك خير لي ولو ردني إلى منزلي لسمعت وأطعت وصبرت واحتسبت ورأيت أن ورأيت أن ذلك خير لي وعن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم قال كنت عند أبي الدرداء إذ جاءه رجل من أهل المدينة فسأله فقال إني تركت أبا ذر يسير إلى الربذة فقال أبو الدرداء إنا لله وإنا إليه راجعون لو أن أبا ذر قطعني عضوا عضوا ما هجته مما سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول فيه قال الحافظ أبو القاسم رحمه الله ولم يسير عثمان أبا ذر لكنه خرج هو إلى الربذة لما تخوف من الفتنة التي حذره النبي (صلى الله عليه وسلم) فلما خرج عقيب ما جرى بينه وبين أمير المؤمنين عثمان ظن أنه هو الذي أخرجه ثم أسند عن عبد الله بن الصامت قال قالت أم ذر (2) والله ما سير عثمان أبا ذر ولكن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال إذا بلغ البناء سلعا فاخرج منها فلما بلغ البناء سلعا وجاوز خرج أبو ذر إلى الشام وذكر الحديث في رجوعه ثم خروجه إلى الربذة وموته بها وعن ضمرة عن ابن شوذب عن غالب القطان قال (3) قلت للحسن يا أبا سعيد أعثمان رحمه الله أخرج أبا ذر قال معاذ الله قال يزيد بن هارون (4) أخبرنا محمد بن عمرو قال سمعت عراك بن مالك قال قال أبو ذر أني لأقربكم مجلسا من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوم القيامة وقال إني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول إن أقربكم مني مجلسا يوم القيامة من يخرج من الدنيا بهيئة (5) ما تركته فيها وإنه والله ما منكم أحد إلا قذ تشبث منها بشئ
_________
(1) في مختصر ابن منظور: والغرب
(2) رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء (3 / 394) ط دار الفكر
(3) سير الاعلام 2 / 72
(4) من ذا الطريق رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 4 / 228 - 229 والذهبي في سير الاعلام (3 / 395) ط دار الفكر وحلية الاولياء 1 / 161 - 162
(5) عند ابن سعد وسير الاعلام: كهيئة
পৃষ্ঠা - ৩০৫৬৭
قال مالك بن دينار قال أبو ذر للنبي (صلى الله عليه وسلم) والذي بعثك بالحق لا لقيتك إلا على الذي فارقتك عليه قال الحارث بن سالم سمعت أنسا يقول قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لأبي ذر إن بين أيدينا عقبة كؤودا لا يجاوزها إلا المخفون قال أبو ذر أنا منهم يا رسول الله فقال له النبي (صلى الله عليه وسلم) لك موت ويوم وليلة قال لا قال فأنت من المخفين عن أبي ذر قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يكون في جهنم عقبة كؤودا لا يقطعها إلا المخفون قلت أمن المخفين أنا يا رسول الله قال عندك طعام يوم قلت نعم قال أعندك طعام غد قلت نعم قال أعندك طعام بعد غد قلت لا قال لو كان عندكم طعام ثلاثة أيام لكنت من المثقلين وقال أبو ذر كان قوتي على عهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في كل جمعة صاعا فلست بزائد عليه حتى ألقاه قال إبراهيم التيمي دخل شاب من قريش على أبي ذر فقالوا له فضحتنا بالدنيا وأغضبوه فقال ما لي وللدنيا وإنما يكفيني صاع من طعام في كل جمعة وشربة من ماء في كل يوم قال المعرور بن سويد (1) نزلنا الربذة فإذا رجل عليه برد وعلى غلامه برد مثله فقلنا له لو أخذت برد غلامك هذا فضممته إلى بردك هذا فلبسته كانا حلة واشتريت لغلامك برد غيره قال إني سأحدثكم عن ذلك كان بيني وبين وبين صاحب لي كلام وكانت أمه أعجمية فنلت منها قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يعذره مني فقال لي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يا أبا ذر ساببت فلانا فقلت نعم قال ذكرت أمه فقلت من ساب الرجال ذكر أبوه وأمه فقال لي إنك امرؤ فيك جاهلية قلت على حال ساعتي من الكبر قال على حال ساعتك من الكبر إنهم أخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه من طعامه وليلبسه من لباسه ولا يكلفه ما يغلبه
_________
(1) رواه أحمد بن حنبل في المسند بسنده إلى المعرور بن سويد 8 / 99 رقم 21488 والذهبي في سير الاعلام 3 / 395 ط دار الفكر
পৃষ্ঠা - ৩০৫৬৮
قال ابن سعد (1) أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا من سمع إسماعيل بن أبي حكيم عن سليمان بن يسار قال قال أبو ذر حدثان إسلامه لابن عمه يا ابن الأمة فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) ما ذهبت عنك أعرابيتك بعد (2) حدثنا سعيد بن عطاء بن أبي مروان عن أبيه عن أبي ذر (3) أنه رآه في نمرة (4) مؤتزرا بها قائما يصلي فقلت يا أبا ذر ما لك ثوب غير هذه النمرة قال لو كان لي رأيته علي قلت رأيت عليك منذ أيام ثوبين فقال يا بن أخي أعطيتهما من هو أحوج مني اليهما قلت والله إنك لمحتاج إليهما قال اللهم غفرا إنك لمعظم للدنيا ألست ترى علي هذه البردة ولي أخرى للمسجد ولي أعنز نحلبها ولي أحمرة نحمل (5) عليها ميرتنا وعندنا من يخدمنا ويكفينا مهمة طعامنا فأي نعمة أفضل مما نحن فيه قال عفان (6) حدثنا همام حدثنا قتادة عن أبي قلابة عن أبي أسماء الرحبي أنه دخل على أبي ذر وهو بالربذة وعنده امرأة له سوداء شعثة (7) ليس عليها أثر المجاسد والخلوق فقال ألا تنظرون إلى ما تأمرني به هذه السسويداء (8) تأمرني أن آتي العراق فإذا أتيت العراق مالوا علي بدنياهم ألا وإن خليلي عهد إلي أن دون جسر جهنم طريقا ذا دحض (9) ومزلة وإنا أن نأتي عليه وفي أحمالنا اقتدار وفي رواية اضطمار أحرى أن ننجو من أن نأتي عليه ونحن مواقير
_________
(1) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 4 / 225
(2) ما بين معكوفتين استدرك عن هامش مختصر أبي شامة
(3) الخبر رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 4 / 235
(4) النمرة: شملة فيها خطوط بيض وسود
(5) في ابن سعد: نحتمل
(6) من طريقه رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 4 / 236 والذهبي في سير الاعلام (3 / 395) ورواه الامام أحمد في مسنده 8 / 95 رقم 21473 طبعة دار الفكر
(7) كذا عند أبي شامة وعلى هامشه: " مشنقة " وفي سير الاعلام: " مشعثة " وفي ابن سعد: " مشنفة " وفي المسند: مسغبة
(8) عند أبي شامة: السوداء والمثبت عن ابن سعد والمسند
(9) الدحض: الزلق المزلة
পৃষ্ঠা - ৩০৫৬৯
قال عبد الله بن خراش رأيت أبا ذر بالربذة في ظلة له سوداء وتحته امرأة له سحماء وهو جالس على قطعة جوالق فقيل له يا أبا ذر إنك امرؤ ما يبقى لك ولد فقال الحمد لله الذي يأخذهم في الفناء ويدخرهم في دار البقاء قالوا يا أبا ذر لو اتخذت امرأة غير هذه قال لأن أتزوج امرأة تضعني أحب إلي من امرأة ترفعني قالوا له لو اتخذت بساطا ألين من هذا قال اللهم غفرا خذ مما خولت ما بدا لك وعن عمرو بن ميمون بن مهران عن أبيه عن رجل من بني سليم قال جاورت أبا ذر بالربذة وله فيها قطيع إبل له فيها راع ضعيف فقلت يا أبا ذر ألا أكون لك صاحبا أكف راعيكم وأقتبس بعض ما لعل الله ينفعني به فقال له أبو ذر إن صاحبي من أطاعني فما كنت لي مطيعا فأنت لي صاحب وإلا فلست لي بصاحب قلت وما الذي تسألني الطاعة فيه قال لا أدعوك لشئ من مالي إلا توخيت أفضله قال فلبثت معه ما شاء الله فذكر له في أهل الماء حاجة فقال ائتني ببعير من الإبل فتصفحت الإبل فإذا أفضلها فحلها ذلول فهممت بأخذه فذكرت حاجتهم إليه فتركته وأخذت ناقة ليس في الإبل بعد الفحل أفضل منها فجئت بها فحانت منه نظرة فرآني فقال يا اخا بني سليم جنبني يا أخا بني سليم اجتنبني فلما فهمتها خليت الناقة ثم رجعت إلى الإبل فأخذت الفحل فجئت به فقال لجلسائه من رجلان يحتسبان عملهما فقال رجلان نحن فقال إما لا فأنيخاه ثم أعقلاه ثم انحراه ثم عدوا بيوت الماء فجزئوا لحمه على عددهم واجعلوا بيت أبي ذر بيتا مما تفعلون فلما فرقوا اللحم دعاني فقال ما أدري حفظ وصيتي فظهرت بها (1) أم نسيت فأعذرك قلت ما نسيت وصيتك ولكن لما تصفحت الإبل وجدت أفضلها فحلها فهممت بأخذه ثم ذكرت حاجتكم إليه فتركته قال ما تركته إلا لحاجتي إليه قلت ما تركته إلا لذلك قال أفلا أخبرك بيوم حاجتي إليه يوم أوضع في حفرتي فذلك يوم حاجتي إن في المال ثلاثة شركاء القدر لا يستأمرك أن يذهب بخيرها أو بشرها والوارث ينتظر متى يوضع رأسك فيستفيئها (2) وأنت ذميم وأنت الثالث فإن استطعت أن أكون أعجز الثلاثة فلا
_________
(1) يعني أنك استخفيت بها
(2) يستفيئها من الفئ يعني يأخذها
পৃষ্ঠা - ৩০৫৭০
تكن مع أن الله تعالى قال " لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون " (1) وإن هذا الجمل كان مما أحب من مالي فأحببت أن أقدمه لنفسي (2) أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن رحمه الله قال أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن بقراءتي عليه عن أبي إسحاق إبراهيم بن عمر البرمكي أنا محمد بن العباس بن حيوية أنا أبو الحسن الساجي أنا أبو علي الفقيه نا محمد بن سعد (3) نا سليمان بن حرب نا أبو هلال نا قتادة عن سعيد بن أبي الحسن أن أبا ذر كان عطاؤه أربعة آلاف فكان إذا أخذ عطاءه دعا خادمه فسأله عما يكفيه للسنة فاشتراه ثم اشترى فلوسا مما بقي وقال إنه ليس من وعاء ذهب (4) أو فضة يوكى عليه إلا وهو يتلظى على صاحبه أخبرنا أبو غالب (5) أنا أبو محمد الجوهري أنبأ أبو عمر بن حيوية وأبو بكر بن إسماعيل قالا ثنا يحيى بن محمد بن صاعد نا الحسين بن الحسن أنا عبد الله بن المبارك (6) أنبأ معمر عن يحيى بن أبي كثير عن رجل من أهل الشام أنه دخل على أبي ذر وهو يوقد تحت قدر له من حطب قد أصابه مطر ودموعه تسيل فقالت له امرأته لقد كان لك عن هذا مندوحة فلو شئت (7) لكفيت (8) فقال فأنا أبو ذر وهذا عيشي فإن رضيت وإلا فتحت كنف الله قال فكأنما ألقمها حجرا حتى إذا أنضج ما في قدره جاء بصحفة فكسر فيها خبز له غليظا ثم جاء بالذي كان في القدر فكدره عليه ثم جاء به إلى امرأته فقال لي ادن فأكلنا (10) جميعا (11) ثم أمر جاريته أن تسقينا فسقتنا
_________
(1) سورة آل عمران الاية: 92
(2) إلى هنا ينتهي الاخذ عن مختصر أبي شامة ونعود إلى الاصل المعتمد بين أيدينا نسخة سليمان باشا ونعود إلى ما بقي فيها من ترجمة أبي ذر
(3) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 4 / 230
(4) في ابن سعد: " من وعى ذهبا "
(5) بياض بالاصل
(6) رواه عبد الله بن المبارك في الزهد والرقائق ص 208 - 209 رقم 589
(7) تقرأ بالاصل: نسبت والمثبت عن ابن المبارك
(8) غير مقروءة بالاصل والمثبت عن ابن المبارك وفي مختصر أبي شامة: كفيت
(9) كذا بالاصل والزهد وابن المبارك وفي مختصر أبي شامة " فكبه "
(10) بالاصل: فأكلها والمثبت عن الزهد والرقائق ومختصر أبي شامة
(11) بالاصل: جميعها والمثبت عن الزهد والرقائق
পৃষ্ঠা - ৩০৫৭১
مذقة من لبن معزاة فقلت يا أبا ذر لو اتخذت في بيتك عيشا فقال عباد الله أتريد (1) لي من الحساب أكثر من هذا العيش هذا مثال نرقد عليه وعباءة نبسطها وكساء نلبسه وبرمة (2) نطبخ فيها وصحفة نأكل فيها وربطة فيها زيت وغرارة (3) فيها دقيق أتريد لي من الحساب أكثر من هذا قلت فإن عطاءك أربع مائة دينار وأنت في شرف من العطاء فأين يذهب عطاؤك فقال لي أما إني لن أعمي عليك لي في هذه القرية وأشار إلى قرية بالشام ثلاثون فرسا فإذا خرج عطائي اشتريت لهم علفا وأرزاقا لمن يقوم عليها ونفقه لأهلي فإن بقي منها شئ اشتريت بها فلوسا فجعلته عند نبطي ها هنا فإن احتاج أهلي إلى لحم أخذوا منه وإن احتاجوا إلى شئ أخذوا منه ثم أحمل عليها في سبيل الله ليس عند آل أبي ذر دينار ولا درهم (4) أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين نا أبو الحسين (5) بن المهتدي أنبأ أبو أحمد محمد بن عبد الله بن أحمد بن القاسم بن جامع أنا أبو علي محمد بن سعيد بن عبد الرحمن الرقي نا هلال بن العلاء نا أبي نا سليمان بن صهيب الرقي عن فرات عن ميمون قال (6) لما احتضر أبو ذر قال لامرأته أين تلك النفقة قال فجاءت بثلاثة عشر درهما قال فأمر بها (7) فوضعت مواضعها (8) ثم قال إن كانت محرقتي ما بين عاتقي إلى ذقني أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو الحسين بن بشران أنبأ الحسين بن صفوان نا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا حدثني شريح ثنا يزيد بن هارون أنبأ محمد بن عمرو عن محمد بن المنذر (9) قال
_________
(1) كذا بالاصل وفي الزهد: أتريدون من الحساب
(2) البرمة: قدر من حجارة
(3) الغرارة: الجوالق
(4) بالاصل: " دنيا ولا ذر " والمثبت: " دينار ولا درهم " عن الزهد والرقائق
(5) بالاصل: الحسن
(6) تاريخ الرقة ص 132
(7) الاصل: به والمثبت عن مختصر أبي شامة
(8) الاصل: موضعيا والمثبت عن مختصر أبي شامة
(9) الاصل: المنكدر والمثبت عن مختصر أبي شامة
পৃষ্ঠা - ৩০৫৭২
بعث حبيب بن مسلمة إلى أبي ذر وهو بالشام ثلاثمائة دينار وقال استعن بها على حاجتك فقال أبو ذر ارجع بها إليه ما أحد أغنى بالله منا ما لنا إلا ظل يتوارى به وتلة من غنم تروح علينا ومولاة لنا تصدقت علينا بخدمتها ثم إني لأتخوف الفصل أنبأنا أبو علي الحداد وغيره قالوا أنا أبو بكر بن ريذة أنا أبو القاسم الطبراني (1) نا محمد بن عبد الله الحضرمي نا أبو حصين (2) عبد الله بن أحمد بن يونس حدثني أبي نا أبو بكر بن عياش عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين قال بلغ الحارث رجل كان بالشام من قريش (3) أن أبا ذر كان به عوز فبعث إليه ثلاثمائة دينار فقال ما وجد عبدا لله هو أهون عليه مني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول من مات وله أربعون فقد ألحف ولآل أبي ذر أربعون درهما وأربعون شاة وماهنان (4) قال أبو بكر بن عياش يعني خادمين أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الواحد الدينوري أنا علي بن عمر بن محمد بن الحسين أنا أبو بكر بن شاذان أنا أبو القاسم البغوي نا أحمد بن حنبل نا عباد بن العوام عن عاصم بن كليب حدثني سلمة بن نباتة قال خرجنا إما حجاجا وإما عمارا فمررنا بأبي ذر فمر بنا عشاء فجلس إلينا فقال له بعضنا يا أبا ذر ما مالك قال لي من الإبل كذا ومن الغنم كذا احداهما يراعاها ابن لي والأخرى يرعاها عبد لي وهو عتيق إلى الحول أخبرنا أبو القاسم زاهر وأبو بكر وجيه ابنا طاهر قالا أنا أبو نصر عبد الرحمن بن علي بن محمد بن موسى أنا أبو زكريا يحيى بن إسماعيل بن يحيى الحربي أنا عبد الله بن الحسن بن الشرقي نا عبد الله بن هاشم نا وكيع ثنا سفيان (5) بن عمار بن معاوية الدهني عن أبي شعبة قال مر قوم بأبي ذر بالربذة فعرضوا عليه (6)
_________
(1) رواه أحمد بن سليمان الطبراني في المعجم الكبير 2 / 150 رقم 1630
(2) تقرأ بالاصل: حصن والمثبت عن المعجم الكبير
(3) غير مقروءة بالاصل والمثبت عن المعجم الكبير
(4) في المعجم الكبير: وما هنين
(5) من هذا الطريق روي في الطبقات الكبرى لابن سعد 4 / 235
(6) في مختصر أبي شامة: علي
পৃষ্ঠা - ৩০৫৭৩
النفقة فقال أبو ذر عندنا أعنز نحلبها وأحمرة (1) ننتقل عليها ومحررة تخدمنا وفضل عباءة إني لأخاف الحساب فيها أنبأنا أبو عبد الله محمد بن علي بن أبي العلاء نا أبو بكر الخطيب أنا أبو الحسين (2) بن بشران أنا عثمان بن أحمد الدقاق نا محمد بن أحمد بن النضر نا معاوية بن عمرو عن أبي إسحاق الفزاري عن الأوزاعي عن يحيى (3) قال كان لأبي ذر ثلاثون فرسا يحمل عليها وكان يحمل على خمسة عشر منها فغزوا عليها ويصلح آلة بقيتها فإذا رجعت أخذها فأصلح آلتها وحمل على الأخرى وعن أبي إسحاق عن جسر بن الحسن قال كان عطاء أبي ذر أربعة آلاف فكان يشتري عشرين فرسا فيرتبطها بحمص فكان يحمل على عشر عاما وعشر عاما أخبرنا (4) أبو الحسين عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي الحديد أنبأ جدي أبو عبد الله الحسن بن أحمد أنا أبو علي الحسن بن علي بن إبراهيم الأهوازي أنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن إسماعيل بن يوسف الشيباني نا أبو بكر محمد بن سليمان الربعي ثنا أبو الحسن محمد بن الفيض ثنا إبراهيم بن هشام حدثني أبي عن جدي قال خرج أبو الدرداء إلى السوق يشتري قميصا فلقي أبا ذر فقال أين تريد يا أبا الدرداء قال أريد أن أشتري قميصا قال وبكم قال بعشرة دراهم قال فوضع يده على رأسه ثم قال ألا إن أبا الدرداء من المسرفين ألا إن أبا الدرداء من المسرفين قال فالتمست مكانا أتوارى فيه فلم أقدر فقلت يا أبا ذر لا تفعل مر معي فاكسني أنت قال وتقبل قلت نعم فأتى السوق فاشترى قميصا بأربعة دراهم قال فانصرفت حتى إذا كنت بين منزلي والسوق لقيت رجلا لا يكاد يواري سوأته فقلت له اتق الله ووار سوأتك فقال والله ما أجد ما أوري به سوأتي فألقيت إليه الثوب ثم انصرفت إلى السوق فاشتريت قميصا بأربعة دراهم ثم انصرفت إلى منزلي فإذا خادمة على الطريق تبكي قد اندق إناؤها فقلت ما يبكيك فقالت اندق إنائي وأبطأت على أهلي فذهبت معها إلى
_________
(1) في مختصر أبي شامة: وأحمر
(2) بالاصل: الحسن
(3) من طريق يحيى بن أبي كثير رواه الذهبي في سير الاعلام (3 / 396) ط دار الفكر
(4) الخبر التالي تقدم في ترجمة أبي الدرداء راجع تاريخ مدينة دمشق 47 / 157 طبعة دار الفكر
পৃষ্ঠা - ৩০৫৭৪
السوق فاشتريت لها سمنا بدرهم (1) فقالت يا شيخ أما إذا فعلت ما فعلت فامش معي إلى أهلي فإني قد أبطأت وأنا أخاف أن يضربوني قال فمشيت معها إلى مواليها (2) فدعوت فخرج إلي مولاها فقال ما عناك يا أبا الدرداء فقلت خادمتكم (3) أبطأت عنكم وأشفقت أن تضربوها فسألتني أن آتيكم لتكفوا عنها قال فأنا أشهد أنها حرة لوجه الله لممشاك معها قال قلت أبو ذر أرشد مني حين كساني قميصا وكسا مسكينا قميصا وأعتق رقبة بعشرة دراهم أخبرنا (4) أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو العباس الأصم نا الخضر هو ابن أبان (5) نا سيار (6) هو أبي حكم نا جعفر قال سمعت ثابت البناني يقول بنى أبو الدرداء مسكنا تدرأ بظله (7) فمر عليه أبو ذر فقال له ما هذا تعمر دارا أمر الله بخرابها لأن أكون رأيتك تتمرغ في عذرة أحب إلي من أن أكون رأيتك فيها فلما فرغ أبو الدرداء من بنائه قال إني قائل على بنائي هذا شيئا * بنيت دارا ولست عامرها * لقد علمت إذ بنيت أين داري * قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي إسحاق البرمكي أنبأ أبو عمر بن حيوية أنا أحمد بن معروف أنبأ أبو علي بن الفهم نا محمد بن سعد (8) أنا عبد الله بن عمرو أبو معمر المنقري ثنا عبد الوارث بن سعيد عن الحسين المعلم عن ابن بريدة قال لما قدم أبو موسى الأشعري لقي أبا ذر فجعل أبو موسى يلزمه وكان الأشعري رجلا خفيف اللحم وكان أبو ذر رجل أسود كث الشعر فجعل الأشعري يلزمه ويقول أبو ذر إليك عني ويقول الأشعري مرحبا بأخي ويدفعه أبو ذر ويقول لست بأخيك إنما كنت أخاك قبل أن تستعمل قال ثم لقي أبا هريرة فالتزمه وقال مرحبا بأخي فقال له
_________
(1) زيد بعدها في مختصر أبي شامة: وإناء بدرهم
(2) في مختصر أبي شامة: إلى أهلها
(3) كذا بالاصل وفيما تقدم: " خادمكم " وفي مختصر أبي شامة: خادمكم
(4) الخبر التالي تقدم في ترجمة أبي الدرداء راجع تاريخ مدينة دمشق 47 / 138
(5) غير واضحة بالاصل والمثبت عن الخبر المتقدم
(6) بالاصل غير مقروءة والمثبت عن الخبر المتقدم
(7) في الخبر المتقدم: قدر بسطة
(8) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 4 / 230 والذهبي في سير الاعلام 2 / 74
পৃষ্ঠা - ৩০৫৭৫
أبو ذر إليك عني هل كنت عملت لهؤلاء قال نعم قال هل تطاولت في البناء أو اتخذت زرعا أو ماشية قال لا قال أنت أخي أنت أخي أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف أنا الحسن بن إسماعيل أنا أحمد بن مروان نا أبو بكر عبد الله بن أبي الدنيا ثنا أبو قدامة عن سفيان الثوري قال قال أبو ذر لك في مالك شريكان أيهما جاء أخذ ولم يؤامرك الحدثان والقدر كلاهما يمر على الغث والسمين والورثة ينتظرون متى تموت فيأخذون ما (1) تحت يديك وأنت تقدم لنفسك فإن استطعت ألا تكون أحسن الثلاثة (2) نصيبا فافعل أخبرنا أبو القاسم أنا رشأ أنا الحسن أنا أحمد وأخبرنا أبو القاسم الشحامي أنبأ أبو بكر البيهقي أنا أبو الحسين بن بشران أنا أبو علي رضوان قالا نا أبي الدنيا ثنا زياد بن أيوب نا سعيد بن عامر عن جعفر بن سليمان وفي رواية الشحامي حفص بن سليمان قال دخل رجل على أبي ذر فجعل يقلب بصره في بيته فقال يا أبا ذر أين متاعكم وفي حديث رشأ ما أرى في بيتك متاعا ولا غير ذلك من الأثاث فقال إن لنا بيتا نوجه إليه صالح متاعنا قال إنه لا بد لك من متاع ما دمت ها هنا فقال إن صاحب المنزل لا يدعنا فيه أنبأنا أبو غالب شجاع بن فارس الذهلي أنا أبو طالب العشاري وأبو الحسن بن الملطي قالا أنا أبو عبد الله بن دوست نا أبو طالب وأبو الحسين بن أخي ميمي قالا أنا أبو علي البردعي نا أبو بكر بن أبي الدنيا ححدثني محمد بن الحسين نا عبد الله بن محمد التيمي نا عبد الجبار بن النضر السلمي عن بعض رجاله قال جاء غلام لأبي ذر قد كسر رجل شاة له فقال له أبو ذر من كسر رجل هذه الشاة قال أنا قال ولم قال لأغيظك فتضربني فتأثم فقال أبو ذر لأغيظن من حرضك على غيظي قال فأعتقه
_________
(1) في مختصر أبي شامة: من
(2) بالاصل: لليلته والمثبت عن مختصر أبي شامة
পৃষ্ঠা - ৩০৫৭৬
أخبرنا أبو حفص عمر بن ظفر (1) أحمد المغازلي (2) أنبأ أبو الفوارس طراد بن محمد بن علي الزينبي أنا أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري أنا أبو علي إسماعيل بن محمد الصفار نا أحمد بن منصور الرمادي نا عبد الرزاق أنبأ زكريا بن إسحاق عن ابن أبي نجيح عن أبيه عن رجل من بني بكر قال كان أبو بكر ينزل علينا فيحج من مكة ماشيا أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف نا الحسن بن إسماعيل أنا أحمد بن مروان ثنا جعفر بن محمد الصايغ نا سعيد بن سليمان نا صالح بن عمر حدثني علي بن مسعدة حدثني عبد الله الرومي عن أم مطلق قالت (3) أخبرنا أبو محمد الحسن بن أبي بكر أنا أبو عاصم الفضيل بن يحيى أنبأ أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن محمد أنا أبو عبد الله محمد بن عقيل ثنا الصوفي يعني أحمد بن يحيى نا زيد هو ابن حباب حدثني علي بن مسعدة نا عبد الله الرومي حدثتني أم مطلق أنها دخلت على أبي ذر فناولته شيئا من دقيق وسويق فجعله في طرف ثوبه وقال ثوابك على الله فقلت لها يا أم طلق كيف رأيت هيئة أبي ذر قالت شعثا شحبا وفي يده صوف منفوش وعودين قد وضع أحدهما على الآخر وهو يغزله من ذلك الصوف قرأت على أبي غالب البنا عن أبي إسحاق البرمكي أنا أبو عمر السوسي أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن فهم نا ابن سعد (5) أنبأ محمد بن عمر نا يزيد بن علي الأسلمي حدثني عيسى بن عميلة الفزاري أخبرني من رأى أبا ذر يحلب غنيمة له فيبدأ
_________
(1) الاصل: طور تصحيف والمثبت عن مشيخة ابن عساكر 155 / ب
(2) بالاصل: المعاولي
(3) رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء (3 / 396 - 396) ط دار الفكر
(4) بالاصل: به
(5) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 4 / 235 - 236
পৃষ্ঠা - ৩০৫৭৭
بجيرانه وأضيافه قبل نفسه (1) ولقد رأيته ليلة حلب ما بقي في ضروع غنمه شئ إلا مصره وقرب إليهم تمرا وهو يسير ثم تعذر إليهم وقال لو كان عندنا ما هو أفضل من هذا لجئنا به قال وما رأيته ذاق تلك الليلة شيئا أخبرنا أبو القاسم العلوي أنا أبو الحسن المصري (2) أنا أبو بكر المالكي نا ابن أبي الدنيا نا إسحاق بن إسماعيل نا سفيان عن ابن جدعان عن من سمع أبا ذر في مسجد المدينة يقول لرجل بما تخوفني فوالله الفقر أحب إلي من الغنى ولبطن الأرض أحب إلي من ظهرها أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر أحمد بن الحسين أنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن الفضل بن محمد قدم علينا حاجا نا خلف بن محمد نا عبد الله بن محمود المروزي نا الحسين بن حريث نا الفضل بن موسى السيناني (3) نا حميد وهو الأكاف عن رجل من محارب اسمه يحيى بن يونس بن عبيد عن الحسين عن أبي ذر قال أحب الإسلام وأهله وأحب الفقراء وأحب الغريب من كل قلبك وادخل في عموم الدنيا واخرج منها بالصبر ولا يأمن رجل أن يكون على خير فيرجع إلى شر فيموت بشر ولا تيأس من رجل (4) يكون على شر فيرجع إلى الخير فيموت بخير وليردك عن الناس ما تعرف من نفسك أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو الحسين بن بشران أنا أبو الحسين إسحاق بن أحمد الكاذي نا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي نا عبيد الله بن أحمد أخبرني أبو سعد منصور بن علي بن عبد الرحمن الحجري (5) أنا أبو منصور سعد بن عبد الحميد البوسنجي أنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن منصور الخطيب
_________
(1) تقرأ بالاصل: " بعيشه " والمثبت عن ابن سعد
(2) غير مقروءة بالاصل واستدرك على هامشه: المصري
(3) تحرفت بالاصل إلى: الشيباني والصواب ما أثبت ترجمته في تهذيب الكمال 15 / 91
(4) في مختصر أبي شامة: ولا ييأس رجل
(5) ضبطت بفتحتين عن مشيخة ابن عساكر 246 / ب
পৃষ্ঠা - ৩০৫৭৮
العالي (1) أنا أبو عبد الله محمد بن الحسن البندجاني (2) وأبو القاسم منصور بن العباس الفقيه قالا أنا أبو سليمان داود بن الوسيم البوسنجي حدثني أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي حدثني عبيد الله بن محمد القرشي قال (3) سمعت شيخا يقول بلغنا أنا أبا ذر كان يقول يا أيها الناس إني عليكم ناصح إني عليكم شفيق صلوا في ظلمة الليل لوحشة القبور وصوموا في الدنيا لحر يوم النشور وتصدقوا مخاففة يوم عسير يا أيها الناس إني لكم ناصح إني عليكم شفيق أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد أنبأ أبو طاهر بن محمود أنا أبو بكر بن المقرئ نا محمد بن جعفر نا عبيد الله بن سعد نا ابن عائشة قال حدثنا شيخ يكنى أبا زكريا عن بعض رجاله قال كان أبو ذر يقول يا أيها الناس إني لكم ناصح إني عليكم شفيق صلوا في ظلام الليل لوحشة القبور وصوموا في حر الدنيا لحر يوم النشور وتصدقوا مخافة يوم عسير لعظائم الأمور أخبرنا أبو القاسم الحسيني أنا أبو الحسن المصري أنا أبو بكر الدينوري نا محمد بن موسى نا محمد بن الحارث عن المدائني قال قال عمر بن الخطاب لأبي ذر يا أبا ذر من أنعم الناس بالا قال برئ في التراب (4) قد أمن العقاب وبشر بالثواب قال صدقت يا أبا ذر أخبرنا أبو محمد الحسن بن أبي بكر أنا الفضيل (5) بن يحيى أنا ابن أبي شريح أنا محمد بن عقيل بن الأزهر نا عمر بن شبة نا غندر نا شعبة عن يونس بن حباب قال سمعت مجاهدا يحدث عن أبي ذر قال لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا ولما ساغ لكم الطعام والشراب ولا نمتم على الفرش ولا حنثتم النساء وخرجتم إلى الصعدات تحارون وتبكون ولوددت أن الله خلقني شجرة تعضد أخبرنا أبو القاسم وأبو بكر زاهر ووجبه الشحاميان قالا أنا أبو نصر عبد الرحمن
_________
(1) ترجمته في سير الاعلام 17 / 381
(2) الاصل: " البيدخاني " ولعل الصواب ما أثبت نسبة إلى بندجان مدينة بفارس (معجم البلدان)
(3) رواه أبو نعيم في حلية الاولياء 1 / 165 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل
(4) كذا بالاصل ومختصر أبي شامة وفي المختصر لابن منظور: الثواب
(5) بالاصل: الفضل تصحيف
পৃষ্ঠা - ৩০৫৭৯
وعلي بن محمد الشاهد أنا أبو (1) حدثني إسماعيل بن يحيى أنا عبد الله بن محمد ابن (2) نا (3) عبد الله بن هاشم بن حيان (4) نا وكيع نا أبي عن إبراهيم بن مهاجر عن أبي ذر قال وددت أني كنت شجرة تعضد ووددت أني لم أخلق أخبرنا أبوا (5) الحسن الفقيهان وأبو المعالي الحسسين بن حمزة قالوا أنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنا جدي أبو بكر أنا أبو بكر الخرائطي نا الحسن بن عرفة نا عباد بن عباد المهلبي نا يونس بن عبيد أن رجلا أتى أبا ذر فقال أنت أبو ذر قال نعم قال فسكت وسكت ثم قال إن تملي خيرا فيكتب لك خير من السكوت ثم سكت ساعة ثم قال والسكوت خير من أن تملي شرا ثم سكت ساعة ثم قال والجليس الصالح خير من الجليس السوء ثم سكت ساعة ثم قال والوحدة خير من جليس السوء أخبرنا أبو الحسن الفرضي وأبو المعالي بن الشعيري أنا أبو الحسن السلمي أنا جدي أنا الخرائطي نا سعدان بن يزيد البزار نا الهيثم بن جميل نا شريك عن أبي المحجل عن (6) بن عمران (7) قال رأيت أبا ذر جالسا في المسجد وحده محتبي (8) بكساء صوف فقال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الوحدة خير من جليس السوء ثم قال والجليس الصالح خير من الوحدة ثم قال والسكوت خير من إملاء الشر ثم قال وإملاء الخير خير من السكوت
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أبو بكر بن مالك نا عبد الله بن أحمد (9) حدثني محمد بن مهدي الأيلي نا أبو الدرداء نا مهدي بن
_________
(1) كلمة غير مقروءة بالاصل ورسمها: " رمد "
(2) كلمة غير مقروءة بالاصل وصورتها: " انحفس "
(3) زيادة منا
(4) تقرأ بالاصل: ثان ولعل الصواب ما أثبت راجع وكيع بن الجراح في تهذيب الكمال 19 / 391 وترجمة عبد الله بن هاشم بن حيان العبدي في تهذيب الكمال 10 / 596
(5) بالاصل: أبو
(6) كلمة غير معجمة بالاصل
(7) كلمة غير مقروءة بالاصل
(8) كذا بالاصل
(9) رواه أحمد بن حنبل في المسند 8 / 137 رقم 21631 طبعة دار الفكر
পৃষ্ঠা - ৩০৫৮০
ميمون (1) عن واصل مولى أبي عيينة عن يحيى بن عقيل عن يحيى بن يعمر عن أبي الأسود الديلي قال قد رأيت أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فما رأيت بأبي ذر شبيها أخبرنا أبو بكر اللفتواني وأبو صالح (2) وأبو الفضل محمد بن عبد الواحد المغازلي قالوا أنا أبو محمد التميمي أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد ثنا علي بن محمد بن عبيد أنا محمد بن إبراهيم بن يحيى المقرئ الطحان بالكوفة نا عبيد بن يعيش نا يونس وهو ابن بكير نا عبيد بن عيينة العنقزي عن وهب بن عبد الله بن كعب بن سور عن عبد الملك بن أبي ذر عن أبي ذر قال إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عهد إلي أني أحشر أمة على حدة أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي قالت أنا أبو طاهر بن محمود أنا أبو بكر بن المقرئ أنا محمد بن جعفر نا عبيد الله بن سعد نا يعقوب بن إبراهيم ثنا أبي عن ابن إسحاق (3) عن بريدة بن سفيان ومحمد (4) بن كعب القرظي قالا لما صار أبو ذر إلى الربذة وأصابه قدره لم يكن معه أحد إلا امرأته وغلامه فأوصاهما أن أغسلاني وكفناني وضعاني على قارعة الطريق فأول ركب يمر بكم فقولوا هذا أبو ذر صاحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأعينونا على دفنه فلما مات فعلا ذلك به ثم وضعاه على قارعة الطريق فأقبل عبد الله بن مسعود في رهط من أهل العراق عمارا (5) فلم يرعهم إلا بجنازة على ظهر الطريق قد كادت الإبل أن تطأها فقام إليهم الغلام فقال هذا أبو ذر صاحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأعينونا (6) على دفنه فاستهله عبد الله يبكي فقال صدق رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تمشي وحدك وتموت (7) وحدك وتبعث وحدك (8) ثم نزل هو وأصحابه فواروه
_________
(1) في مسند أحمد: " الابلي حدثنا داود بن ميمون " خطأ راجع ترجمة مهدي بن ميمون في تهذيب الكمال 18 / 425 وفيها روى عن
وواصل مولى أبي عيينة
وروى عنه: وأبو داود سليمان بن داود الطيالسي
(2) كلمة غير مقروءة بالاصل
(3) رواه ابن هشام في السيرة 4 / 168 وابن سعد في الطبقات الكبرى 4 / 234 والطبري في تاريخه 3 / 107
(4) كذا بالاصل وفي ابن سعد وتاريخ الطبري: " عن محمد " بدلا من: " ومحمد "
(5) بالاصل: عمار خطأ والمثبت عن الطبري وابن سعد
(6) الاصل: فأعيننا
(7) بياض بالاصل استدركت اللفظة عن الطبري وابن سعد
(8) سقطت من الاصل واستدركت عن الطبري وابن سعد
পৃষ্ঠা - ৩০৫৮১
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا المخلص أنا أبو بكر بن سيف أنا السري بن يحيى أنا شعيب بن إبراهيم نا سيف بن عمر عن إسماعيل بن رافع عن محمد بن كعب (1) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قيل له عام (2) تبوك تخلف أبو ذر وهو في الطريق فطلع فقال يرحم الله أبا ذر يمشي وحده ويموت (3) وحده ويبعث وحده قال فلما حضرت أبا ذر الوفاة وذلك في سنة ثمان في ذي الحجة من إمارة عثمان نزل بأبي ذر فلما أشرف قال لابنته استشرفي يا بنية فهل ترين أحد قالت لا قال فما جاءت ساعتي بعد ثم (4) أمرها فذبحت شاة ثم قصبتها (5) ثم قال لها إذا جاءك الذين يدفنونني فقولي لهم إن أبا ذر يقسم عليكم ألا تركبوا حتى تأكلوا فلما نضجت قدرها قال لها انظري هل ترين أحدا قالت نعم هؤلاء ركب مقبلون قال استقبلي بي الكعبة ففعلت وقال (6) بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله ثم خرجت ابنته فتلقتهم وقالت رحمكم الله اشهدوا أبا ذر قالوا وأين هو فأشارت لهم إليه وقد مات فادفنوه فقالوا نعم ونعمة عين لقد أكرمنا الله بذلك وإذا ركب من أهل الكوفة فيهم ابن مسعود فمالوا (1) إليه وابن مسعود يبكي ويقول صدق رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يموت وحده ويبعث وحده فغسلوه وصلوا عليه ودفنوه فلما أرادوا أن يرتحلوا قالت لهم ابنته إن أبا ذر يقرأ عليكم السلام وأقسم ألا تركبوا حتى تأكلوا ففعلوا وحملوهم حتى أقدموهم مكة ونعوه إلى عثمان فضم ابنته إلى عياله وقال يرحم الله أبا ذر قال نا سيف عن القعقاع بن الصلت عن رجل عن كليب عن الحلحال بن ذري قال (7) خرجنا حجاجا مع ابن مسعود سنة إحدى وعشرين ونحن أربعة عشر راكبا حتى أتينا
_________
(1) رواه الطبري في تاريخه 2 / 629 حوادث سنة 32 (طبعة بيروت)
(2) بالاصل: " على تبوك "
(3) بياض بالاصل
(4) بالاصل: " بعده أمرها " والمثبت والزيادة عن الطبري
(5) بدون إعجام بالاصل والمثبت عن مختصر ابن منظور وأبي شامة وفي تاريخ الطبري: " طبختها "
وقصب الجزار الشاة: قطعها عضوا عضوا
(6) بالاصل: فمالا
(7) الخبر في تاريخ الطبري 2 / 629 - 630
পৃষ্ঠা - ৩০৫৮২
على الربذة فإذا امرأة قد تلقتنا فقالت اشهدوا أبا ذر ولا شعرنا بأمره ولا بلغنا فقلنا وأين أبو ذر فأشارت إلى خباء فقلنا ما له فقالت فارق المدينة لأمر قد بلغه فيها ففارقها فقال ابن مسعود ما دعاه إلى الأعراب قالت أما إن أمير المؤمنين قد كره ذلك ولكن كان يقول بعد وهي مدينة فمال ابن مسعود إليه وهو يبكي فغسلناه وكفناه وإذا خباؤه منضوح بمسك فقلنا للمرأة ما هذا قالت كانت مسكه فلما حضر قال إن الميت يحضره شهود يجدون الريح ولا يأكلون فدوفي (1) تلك السمكة بماء ثم رشي بها الخباء واطبخي هذا اللحم فإنه سيشهدني قوم صالحون يلون دفني (2) فاقريهم فلما دفناه دعينا إلى الطعام فأكلنا وأردنا احتمالها فقال ابن مسعود أمير المؤمنين منا (3) قريب فنستأمره فقدمنا مكة فأخبرناه بالخبر فقال يرحم الله أبا ذر وغفر له نزوله بالربذة ولما صدر خرج فأخذ طريق الربذة وضم عياله إلى عياله وتوجه نحو المدينة وتوجهنا نحو العراق وعدتنا ابن مسعود وأبو مقرر التميمي وبكر بن عبد الله التميمي والأسود بن يزيد النخعي وعلقمة بن قيس النخعي والحلحال بن ذري الضبي والحارث بن سويد التميمي وعمرو بن عتبة بن مرقد السلمي وابن ربيعة السلمي (4) وسويد بن مثعبة التميمي وزياد بن معاوية النخعي وأخو (5) القرثع (6) وأخو معضد الشيباني وأبو رافع المزني قال (7) ابن سعد (8) قال محمد بن إسحاق آخى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بين أبي ذر الغفاري وبين المنذر بن عمرو أحد بني ساعدة وهو المعنق ليموت قال وأنكر محمد بن عمر هذه المؤاخاة بين أبي ذر والمنذر بن عمرو وقال لم
_________
(1) داف الطيب دوفا: خلطه
(2) بالاصل: " يكون كفني " خطأ والمثبت عن الطبري
(3) رسمها بالاصل: " فنأمر " والمثبت عن الطبري
(4) رسمها بالاصل " المرمى " والمثبت عن الطبري
(5) بالاصل: " وأبو " وكتب فوقها " أخو "
(6) الاصل: " وأبو " وكتب فوقها " أخو "
(7) الاخبار التالية استدركت بين معكوفتين عن مختصر أبي شامة
(8) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 4 / 225
পৃষ্ঠা - ৩০৫৮৩
تكن المؤاخاة إلا قبل بدر فلما نزلت آية المواريث انقطعت المؤاخاة وأبو ذر حين أسلم رجع إلى بلاد قومه فأقام بها حتى مضت بدر وأحد والخندق ثم قدم على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) المدينة بعد ذلك أخبرنا يزيد بن هارون أخبرنا سفيان بن حسين بن الحكم بن عتيبة عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر قال (1) كنت ردف رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو على حمار وعليه بردعة أو قطيفة أخبرنا (2) عبد الله بن يزيد فذكر حديث أبي ذر قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يا أبا ذر إني أراك ضيفا وإني أحب لك ما أحب لنفسي لا تأمرن على اثنين ولا تولين مال يتيم وفي حديث آخر أن أبا ذر سأل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الإمرة فقال إنك ضعيف وإنها أمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها فأدى الذي عليه فيها أخبرنا كثير بن هشام حدثنا جعفر بن برقان حدثنا غالب بن عبد الرحمن قال لقيت رجلا قال كنت أصلي مع أبي ذر في بيت المقدس فكان إذا دخل خلع خفيه فإذا بزق أو تنخع تنخع عليهما قال ولو جمع ما في بيته لكان رداء هذا الرجل أفضل من جميع ما في بيته قال جعفر فذكرت هذا الحديث لمهران (3) بن ميمون فقال ما أراه كان ما في بيته يساوي درهمين أخبرنا (4) عفان أخبرنا حماد بن سلمة أخبرنا عاصم الأحول عن أبي عثمان النهدي قال رأيت أبا ذر يميد على راحلته وهو مستقبل مطلع الشمس فظننته نائما فدنوت منه فقلت أنائم أنت يا أبا ذر فقال لا بل كنت أصلي أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم أنا أبو الفضل الرازي أنا جعفرر بن عبد الله نا محمد بن هارون نا محمد بن إسحاق نا عفان بن مسلم ثنا وهيب نا عبد الله بن عثمان بن خثيم عن مجاهد عن إبراهيم بن الأشتر أن أبا ذر حضره الموت وهو بالربذة فبكت امرأته فقال (5) ما يبكيك فقالت أبكي
_________
(1) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 4 / 227 - 228
(2) الخبر رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 4 / 231
(3) في مختصر أبي شامة: " لميمون بن مهران " والمثبت عن ابن سعد
(4) طبقات ابن سعد 4 / 236
(5) في مختصر أبي شامة: فقالت
পৃষ্ঠা - ৩০৫৮৪
لأنه لا بد لي من تكفينك وليس عندي ثوب يسع لك كفنا (1) فقال لا تبكي فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ذات يوم يقول وأنا عنده في نفر يقول ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض تشهده عصابة من المؤمنين فكل من كان معي في ذلك المجلس مات في جماعة وقرية ولم يبق منهم غيري وقد أصبحت بالفلاة أموت (2) الطريق فإنك سوف ترين ما أقول لك وإني والله ما كذبت ولا كذبت قالت وأني ذلك وقد انقطع الحاج قال (3) الطريق (4) هي كذلك إذ هي تقوم تخب بهم رواحلهم كأنهم الرخم فأقبل القوم حتى وقفوا عليها فقالوا ما لك قالت امرؤ من المسلمين تكفنونه وتؤجرون فيه قالوا ومن هو قالت أبو ذر قال ففدوه بآبائهم وأمهاتهم ثم وضعوا أسيافهم في نحورها يبتدرونه فقال أبشروا أنتم النفر الذين قال فيكم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال أبشروا سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول ما من امرأين من المسلمين هلك بينهما ولدان أو ثلاثة فاحتسبا وصبرا فيردان النار أبدا ثم قال أصبحت اليوم حيث ترون ولو أن ثوبا من ثيابي يسعني لم أكفن إلا فيه فأنشدكم الله لا يكفنني رجل منكم كان أميرا أو عريفا أو بريدا فكل القوم كان نال من ذلك شيئا إلا ولي من الأنصار كان مع القوم قال أنا صاحبه الثوبين في عيبتي من غزل أمي وأحد ثوبي هذين اللذين علي قال أنت صاحبي فكفني أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو محمد أحمد بن علي بن الحسن وأبو طاهر أحمد بن محمد بن إبراهيم وأخبرنا أبو عبد الله محمد أنبأ أبي قالا أنا أبو القاسم إسماعيل بن الحسن بن عبد الله نا الحسين بن إسماعيل نا يوسف بن موسى نا يحيى بن سليم الطائفي حدثني عبد الله بن عثمان بن خثيم عن مجاهد عن إبراهيم (5) عن أبيه عن أم ذر أنها قالت لما حضر أبا ذر الوفاة قالت بكيت فقال ما يبكيك قالت قلت وما لي لا
_________
(1) العبارة في مختصر أبي شامة: قلت: ومالي لا أبكي وأنت تموت بفلاة من الارض ولا يدان لي بتغيبك وليس معنا ثوب يسعك كفنا
(2) غير واضحة بالاصل وفي ابن سعد: فراقبي الطريق
(3) غير واضحة بالاصل
وفي ابن سعد: راقبي الطريق
(4) بياض بالاصل مقدار كلمة
(5) بياض بالاصل
والذي تقدم وفي طبقات ابن سعد 4 / 232 - 233 إبراهيم بن الاشتر
পৃষ্ঠা - ৩০৫৮৫
أبكي وأنت تموت بفلاة من الأرض ولا يد لي بتكفينك (1) وليس معنا ثوب يسعك كفنا ولا لك فقال لا تبكي وأبشري فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول لا يموت بين امرأين مسلمين ولدان أو ثلاثة ويحتسبا فيريان (2) النار أبدا وإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول لنفر أنا فيهم ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض تشهده عصابة من المؤمنين وليس من أولائك النفر أحد إلا وقد مات في قرية وجماعة وإني أنا الذي أموت بالفلاة والله ما كذبت ولا كذبت فأبصري (3) الطريق فقلت أنى وقد ذهب الحاج وانقطعت الطريق قال فقال انظري فكنت اشتد إلى الكثب فأقوم عليه ثم أرجع إليه فأمرضه قالت فبينما أنا كذلك إذا أنا برجال على رواحلهم كأنهم الرخم فألحت بثوبي فأسرعوا إلي ووضعوا السياط في نحورها يستبقون إلي فقالوا ما لك يا أمة الله فقلت امروء من المسلمين تكفنونه يموت قالوا من هو قلت أبو ذر قالوا صاحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قلت نعم قالت ففدوه بآبائهم وأمهاتهم وأسرعوا إليه حتى دخلوا عليه فسلموا عليه فرحب بهم وقال أبشروا فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول لا يموت بين امرأين من المسلمين ولدان أو ثلاثة فيصبرا ويحتسبا فيريان (4) النار أبدا وسمعته يقول لنفر أنا فيهم ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض تشهده عصابة من المؤمنين وليس من أولئك النفر أحد إلا وقد هلك في قرية وجماعة وإني أنا الذي أموت بفلاة والله ما كذبت ولا كذبت وإنه لو كان عندي ثوب يسعني كفنا أو لامرأتي ثوب يسعني كفنا لم أكفن إلا في ثوب هو لي أو لها وإني أنشدكم الله لا يكفني منكم رجلكان أميرا ولا عريفا أو بريدا أو نقيبا قال فليس على القوم أحد إلا وقد قارف من ذلك شيئا إلا فتى من الأنصار قال أنا أكفنك بكذا (5) مما ذكرت شيئا أكفنك في ردائي هذا وفي ثوبين في عيبتي من غزل أمي قال أنت صاحبي قال فكفني قال فكفنه الأنصاري ودفنه في النفر الذين هم معه منهم حجر بن الأدبر ومالك الأشتر في نفر كلهم يماني
_________
(1) فوقها ضبة بالاصل وفي مختصر أبي شامة وابن سعد: بتغييبك
(2) كذا بالاصل: فيريا
(3) في ابن سعد: فراقبي الطريق
(4) بالاصل: فيريا
(5) كلمة غير واضحة بالاصل
পৃষ্ঠা - ৩০৫৮৬
أنبأنا أبو سعد (1) المطرز وأبو علي الحداد قالا أنا أبو نعيم نا سليمان بن أحمد (2) نا أبو الزنباع نا يحيى بن بكير (3) مات أبو ذر بالربذة سنة اثنين وثلاثين واسمه جندب بن جنادة قال ونا أبو حامد النيسابوري نا محمد بن إسحاق أخبرني يونس المديني نا إبراهيم بن المنذر قال توفي أبو ذر الغفاري واسمه جندب بن جنادة ويقال (4) لأربع سنين بقين من خلافة عمر وصلى عليه ابن مسعود بالربذة قرأت على أبي عبد الله يحيى بن الحسن عن أبي تمام علي بن محمد أنا أحمد بن عبيد بن الفضل أنبأ محمد بن الحسين بن محمد نا ابن أبي خيثمة أنا المدائني قال أبو ذر مات بالربذة وصلى عليه ابن مسعود سنة اثنتين وثلاثين قال قدم ابن مسعود المدينة فأقام عشرة أيام فمات بعد عاشرة (5) أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا أبو الحسن (6) السيرافي أنا أحمد بن إسحاق نا أحمد بن عمران نا موسى نا خليفة قال (7) وأبو ذر مات فيها يعني سنة اثنتين وثلاثين قبل ابن مسعود ابن مسعود صلى على أبي ذر أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا ثابت بن بندار أنبأ أبو العلاء الواسطي أنا أبو بكر البابسيري أنا أبو أمية الأحوص بن المفضل نا أبي قال ومات أبو ذر وعبد الله بن مسعود سنة اثنتين وثلاثين قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي محمد التميمي أنا مكي بن محمد أنا أبو سليمان الربعي قال وقال المدائني وأبو موسى وعمرو والهيثم بن عدي مات سنة اثنتين وثلاثين أبو الدرداء وأبو ذر وكعب الأحبار وذكر أسانيده
_________
(1) سقطت من الاصل
(2) رواه سليمان بن أحمد الطبراني في المعجم الكبير 2 / 148 رقم 1620
(3) بالاصل: بكر والمثبت عن المعجم الكبير
(4) بياض بالاصل بمقدار كلمة
(5) سير الاعلام 2 / 74
(6) بالاصل: الحسين تصحيف
(7) تاريخ خليفة بن خياط ص 166 - 167