তারিখ দামেস্ক

من سمي بكنيته

أبو الخير الأقطع التيناتي

أبو الخطاب

পৃষ্ঠা - ৩০৫২৪
8492 - أبو الخطاب من تابعي أهل دمشق أظنه حمادا وقد سبقت ترجمته (1) له ذكر 8493 - أبو الخير الأقطع التيناتي (2) (3) وتينات من نواحي المصيصة (4) نسب إليها لأنه أقام بها وأصله من المغرب وقيل إن اسمه حماد بن عبد الله وكان أسود من العباد المشهورين والزهاد المذكورين صحب أبا عبد الله الجلاء (5) وسكن جبل لبنان أيضا من نواحي دمشق ودخل أطرابلس حكى عنه أبو القاسم بكر بن محمد وأبو علي الأهوازي وغيرهما قال أبو عبد الرحمن السلمي أبو الخير التيناتي سكن جبل لبنان وتينات على أميال من المصيصة وأقام بها وكان يعرف بأبي الخير الأقطع وله آيات وكرامات وكان ينسج الخوض بإحدى يديه لا يدري كيف ينسجه وكان تأوي إليه السباع ويأنسون به (6) لم تزل ثغور الشام محفوظة أيام حياته إلى أن مضى لسبيله رحمه الله كان أبو الخير أصله من المغرب وله كرامات وآيات يطول شرحها وقال (7) في كتاب الطبقات _________ (1) ترجمته في تاريخ دمشق 15 / 158 رقم 1729 (2) التيناتي نسبة إلى تينات قرية بالقرب من أنطاكية وهو من أهل المغرب سكنها فنسب إليها كما في بغية الطلب 6 / 2909 (3) انظر أخباره في معجم البلدان (2 / 68 تينات) وصفة الصفوة 4 / 282 وحلية الاولياء 377 10 والطبقات الكبرى للشعراني 1 / 109 وبغية الطلب 6 / 2909 والرسالة القشيرية ص 394 (4) راجع معجم البلدان 2 / 68 (5) اسمه أحمد بن يحيى البغدادي سكن الرمة صحب ذا النون وأبا تراب وأباه يحيى الجلاء انظر أخباره في حلية الاولياء 10 / 314 (6) انظر حلية الاولياء 10 / 377 ومعجم البلدان 2 / 68 (7) القائل أبو عبد الرحمن السلمي والخبر في طبقات الصوفية ص 382 والطبقات الكبرى للشعراني 1 / 109
পৃষ্ঠা - ৩০৫২৫
ومنهم أبو الخير الأقطع وكان أوحد في طريقته في التوكل وكان يأنس إليه السباع والهوام وكان حاد الفراسة مات سنة نيف وأربعين وثلاثمائة قال أبو الخير (1) دخلت مدينة الرسول (صلى الله عليه وسلم) وأنا بفاقة فأقمت خمسة أيام ما ذقت ذواقا (2) فقدمت إلى القبر وسلمت على النبي (صلى الله عليه وسلم) وعلى أبي بكر وعمر Bهما وقلت أنا ضيفك الليلة يا رسول الله وتنحيت ونمت خلف المنبر فرأيت في المنام النبي (صلى الله عليه وسلم) وأبو بكر عن يمينه وعمر عن يساره (3) وعلي بن أبي طالب بين يديه فحركني علي وقال لي قم قد جاء رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال فقمت إليه وقبلت بين عينيه فدفع إلي رغيفا فأكلت نصفه فانتبهت (4) فإذا في يدي نصف رغيف وقال أبو الخير لن يصفو قلبك إلا بتصحيح النية لله تعالى ولن يصفو بدنك (5) إلا بخدمة أولياء الله تعالى وقال أبو الخير (6) ما بلغ أحد إلى حالة شريفة (7) إلا بملازمة الموافقة ومعانقة الأدب وأداء الفرائض وصحبة الصالحين وخدمة الفقراء الصادقين وقال حرام على قلب مأسور بحب الدنيا أن يسبح في روح الغيوب وقال (8) القلوب ظروف فقلب مملوء ايمانا فعلامته الشفقة على جميع المسلمين والإهتمام بما يهمهم ومعاونتهم على أن يعود صلاحه إليهم (9) وقلب مملوء نفاقا فعلامته (10) الحقد والغل والغش والحسد وقال (11) الدعوى رعونة لا يحتمل القلب إمساكها فيلقيها (12) إلى اللسان فتنطق _________ (1) الخبر في طبقات الصوفية للسلمي 382 والطبقات الكبرى للشعراني 1 / 109 وصفة الصوفة 4 / 283 (2) الذواق: طعم الشئ أي أنه لم يذق شيئا من طعام أو شراب (3) في صفة الصفوة وطبقات الصوفية: شماله (4) في صفة الصفوة وطبقات الصوفية: وانتبهت (5) في مختصر أبي شامة: و " وأن يصفو بذلك " والتصويب عن طبقات للسلمي (6) الخبر في صة الصفوة 4 / 284 وحلية الاولياء 10 / 378 (7) في مختصر أبي شامة: " شهية " تصحيف والصواب عن الحلية وصفة الصفوة (8) الخبر في حلية الاولياء 10 / 378 (9) في الحلية: ومعاونتهم على مصالحهم (10) في الحلية: وعلامته (11) رواه ابن الجوزي في صفة الصفوة 4 / 283 (12) في صفة الصفوة: فليلقها إلى اللسان
পৃষ্ঠা - ৩০৫২৬
بها ألسنة الحمقى (1) ولا يعرف الأعمى ما يبصره البصير من محاسنه وقباحه قال أبو القاسم القشيري (2) ومنهم أبو الخير الأقطع مغربي الأصل سكن تينات وله كرامات وفراسة حادة كان كبير الشأن قال أبو الحسين القيرواني (3) زرت أبا الخير التيناتي فلما ودعته خرج معي إلى باب المسجد فقال يا أبا الحسين (4) أنا أعلم أنك لا تحمل معك معلوما ولكن احمل هاتين التفاحتين فأخذتهما ووضعتهما في جيبي وسرت فلم يفتح لي بشئ ثلاثة أيام فأخرجت واحدة منهما فأكلتها ثم أردت أن أخرج الثانية فإذا هما في جيبي فكنت آكل منهما وتعودان إلى باب الموصل فقلت في نفسي إنهما تفسدان علي حال توكلي إذا صارتا معلوما لي فأخرجتهما من جيبي بمرة فنظرت فإذا فقير (5) ملفوف في عباءة يقول أشتهي تفاحة فناولتهما إياه فلما عبرت وقع لي أن الشيخ إنما بعث بهما إليه وكنت في رفقة في الطريق فانصرفت إلى الفقير فلم أجده قال أبو نعيم الأصبهاني (6) سمعت غير واحد ممن لقي أبا الخير يقول إن سبب قطع يده أنه كان عاهد الله ألا يتناول بشهوة نفسه شيئا مشتهيا (7) فرأى يوما بجبل لكام (8) شجرة زعرور فاستحسنها فقطع منها غصنا فتناول منها شيئا من الزعرور فذكر عهده فتركه (9) ثم كان يقول قطعت غصنا فقطع مني عضو _________ (1) إلى هنا الخبر في صفة الصفوة (2) رواه أبو القاسم القشيري في الرسالة القشيرية ص 394 (3) الخبر في صفة الصفوة 4 / 285 (4) في صفة الصفوة أنه رجل فقير يعرف بالانصاري (5) في صفة الصفوة: فإذا بعليل ينادي من الخراب (6) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الاولياء 10 / 278 (7) في مختصر أبي شامة: مشتها والمثبت عن حلية الاولياء (8) جبل اللكام: بالضم وتشديد الكاف ويروى بتخفيفها: الحبل المشرف على أنطاكية (معجم البلدان) (9) في الحلية: وتركه
পৃষ্ঠা - ৩০৫২৭
قال أبو ذر الهروي سمعت عيسى بن أبي الخير التيناتي بمصر وكان رجلا صالحا وقلت له لم كان أبوك أقطع قال ذكر لي أنه كان عبدا أسود قال فضاق صدري في الملك فدعوت الله فأعتقت فكنت أجئ إلى الإسكندرية فأحتطب وأتقوت بثمنه وكنت أدخل المسجد أقف على الحلق وأعلم أنهم لا يعلموني شيئا لأني عبد أسود فكنت أقف عليهم فيسهل الله على لسانهم ما كنت أريد أن أسأل عنه فأحفظه وأستعمل ذلك سمعت (1) مرة حكاية يحيى بن زكريا وما عملوا به فقلت في نفسي إن الله ابتلاني بشئ في بدني صبرت ثم خرجت إلى الثغر بطرطوس (2) وكنت آكل المباحات ومعي حجفة (3) وسيف وكنت أقاتل (4) العدو مع الناس فآواني الليل إلى غار هناك فقلت في نفسي إني أزاحم الطير في أكل المباحات فنويت ألا آكل فمررت بعد ذلك بشجرة فقطعت منها شيئا فلما أردت أن (5) آكله ذكرت فرميته ثم دخلت المغارة بالليل فإذا هناك (6) قطعوا الطريق ودخلوا إلى الغار قبلي ولم أعلم فلما دخلت إلى هناك فإذا نحن بصاحب الشرطة يطلبهم فدخل الغار فأخذهم وأخذني معهم فقدموا جميعا فقطعوا فلما قدمت قالت اللصوص لم يكن هذا الأسود معنا وكان أهل الثغر يعرفونني فغطى الله عنهم حتى قطعوا يدي فلما مدوا رجلي قلت يا رب هذه يدي قطعت لعقد عقدته فما بال رجلي فكأنه كشف عنهم وعرفوني وقالوا هذا أبو الخير واغتموا (7) فلما أرادوا أن يغمسوا يدي في الزيت امتنعت وخرجت ودخلت الغار وبت ليلة عظيمة فأخذني النوم فرأيت النبي (صلى الله عليه وسلم) في النوم فقلت يا رسول الله فعلوا بي وفعلوا فأخذ يدي المقطوعة فقبلها فأصبحت ولا أجد ألم الجرح وقد عوفيت قال أبو جهضم حدثتي أبو بكر بن محمد قال _________ (1) كذا في مختصر أبي شامة وفي مختصر ابن منظور: ذكرت (2) طرسوس مدينة بثغور الشام بين أنطاكية وحلب وبلاد الروم (معجم البلدان) (3) الحجفة: الترس جمعها الحجف (4) في مختصر ابن منظور: أغزو (5) زيادة للايضاح (6) كلمة غير واضحة في مختصر أبي شامة (7) الطبقات الكبرى للشعارني 1 / 109 باختلاف الرواية
পৃষ্ঠা - ৩০৫২৮
كنت عند الشيخ أبي الخير بالتينات فبسط محادثته لي إلى أن هجمت عليه فسألته عن سبب قطع يده وما كان منه فقال يد جنت فقطعت فظننت أنه كانت له صبوة في حداثته في قطع طريق أو نحوه مما أوجب ذلك فأمسكت ثم اجتمعت معه بعد ذلك بسنين مع جماعة من الشيوخ فتذاكروا مواهب الله لأوليائه وأكثروا كرامات الله لهم إلى أن ذكروا طي المسافات فتبرم الشيخ بذلك فقال لم يقولون فلان مشى إلى مكة في ليلة وفلان (1) مشى في يوم أنا أعرف عبدا من عبيد الله حبشيا كان جالسا في جامع أطرابلس ورأسه في جيب مرقعته فخطر له طيبة الحرم فقال في سرة يا ليتني كنت بالحرم ثم أمسك عن الكلام فتغامز الجماعة وأجمعوا على أنه ذلك الرجل وقال أبو القاسم بكر بن محمد كنت عند أبي الخير التيناتي وجماعة اجتمعوا على أن يسألوه (2) عن سبب قطع يده فقال يد جنت فقطعت فقيل قد سمعنا منك هذا مرارا كثيرة أخبرنا كيف سببه فقال نعم أنتم تعلمون أني من أهل المغرب فوقعت في مطالبة السفر فسرت حتى بلغت إسكندرية فأقمت بها اثنتي عشر سنة ثم سرت منها إلى أن صرت بين شطا (3) ودمياط (4) فأقمت أيضا اثنتي عشر سنة فقيل له مكانك إلى ها هنا انتهينا الإسكندرية بلد عامر أمكن أن تقيم بها بين شطا ودمياط لا زرع ولا ضرع أي شئ كان قوتك اثنتي عشرة سنة فقال نعم كان في الناس خير في ذلك الزمان وكان يخرج من مصر خلق كثير يرابطون بدمياط وكنت قد بنيت كوخا على شط الخليج فكنت أجئ من الليل إلى الليل إلى تحت السور فإذا أفطر المرابطون نفضوا سفرهم (5) خارج السور فأزاحم الكلاب على قمامة السفر فآخذ كفايتي فكان هذا قوتي في الصيف فقالوا ففي الشتاء قال نعم كان بنبت _________ (1) استدركت على هامش مختصر أبي شامة (2) في مختصر أبي شامة: يسألونه (3) شطا: بالفتح والقصر وقيل: شطاة: بليدة بمصر (معجم البلدان) (4) دمياط: مدينة قديمة بين تنيس ومصر على زاوية بين بحر الروم ونهر النيل (معجم البلدان) (5) سفرهم: السفرة بالضم طعام المسافر المعد للسفر والسفرة ما يوضع فيه الاديم والسفرة التي يؤكل عليها وسميت لانها تبسط إذا أكل عليها (تاج العروس)
পৃষ্ঠা - ৩০৫২৯
حول الكوخ من هذا البردي (1) الجافي فيخصب في الشتاء فأقلعه فما كان منه في التراب يخرج غضا أبيض فآكله وأرمي بالأخضر الجافي فكان هذا قوتي إلى أن نوديت (2) في سري يا أبا الخير تزعم أنك لا تزاحم الخلق في أقواتهم وتشير إلى التوكل وأنت في وسط العموم جالس فقلت إلهي وسيدي ومولاي وعزتك لا مددت يدي إلى شئ مما تنبت الأرض حتى تكون أنت الموصلي إلى رزقي من حيث لا أكون أنا أتولى فيه فأقمت اثنى عشر يوما أصلي الفرض وأتنفل (3) ثم عجزت عن النافلة فأقمت اثني عشر يوما أصلي الفرض لا غير ثم عجزت عن القيام فأقمت اثني عشر يوما أصلي جالسا ثم عجزت عن الجلوس فرأيت إن طرحت نفسي ذهب فرضي فلجأت إلى الله بسري وقلت إلهي وسيدي ومولاي أفرضت علي فرضا تسألني عنه وضمنت لي رزقا فتفضل علي برزقي ولا تؤاخذني بما اعتقدته فوعزتك لأجتهدن ألا (4) أخالف عقدي الذي عقدته معك فإذا بين يدي رغيفان وربما قال قرصان بينهما شئ ولم يذكر الشئ فكنت آخذه على دوار وقتي من الليل إلى الليل ثم طولبت بالمسير إلى الثغر فسرت حتى دخلت مصر وكان ذلك يوم الجمعة فوجدت في صحن الجامع قاصا يقص على الناس وحوله حلقة فوقفت أسمع ما يقول فذكر قصة زكريا والمنشار وما كان من خطاب الله له حين هرب منهم فنادته الشجرة إلي يا زكريا فانفرجت له فدخلها ثم أطبقت عليه ولحقه العود فتعلق بطرف عبائه وناداهم إلي فهذا زكريا ثم أخرج إليهم حيلة المنشار فنشرت الشجرة حتى بلغت رأس زكريا فأن منه أنة أوحى الله تعالى يا زكريا لئن صعدت منك إلي أنة ثانية لأمحونك من ديوان النبوة فعض زكريا على الصير (5) حتى قطع بشطرين فقلت في نفسي لقد كان زكريا صابرا إلهي وسيدي ومولاي لئن ابتليتني لأصبرن ثم سرت حتى دخلت أنطاكية فرآني بعض أخواني وعلم أني أريد الثغر فدفع إلي سيفا وترسا وحربة للسبيل فدخلت الثغر وكنت حينئذ أحتشم من الله أن أرى وراء سور خيفة العدو فجعلت مقامي بالنهار في غابة أكون فيها وأخرج بالليل إلى شط البحر فأغرز الحربة على _________ (1) البردي بالفتح نبات معروف واحدته بردية (تاج العروس) (2) في مختصر أبي شامة: توفرت تصحيف واثبتنا ما جاء في مختصر ابن منظور (3) تنفل فلان: صلى النوافل والنافلة: ما تفعله مما لم يجب عليك ومنه نافلة الصلاة (تاج العروس: نفل) (4) في مختصر أبي شامة: أن لا أخالف (5) الصير: الشق
পৃষ্ঠা - ৩০৫৩০
الساحل وأشد الترس إليها محرابا وأتقلد سيفي وأصلي إلى الغداة فإذا صليت الصبح غدوت إلى الغابة فكنت فيها نهاري أجمع فبدرت في بعض الأيام فبصرت بشجرة بطم قد بلغ بعضه أخضر وبعضه أحمر قد وقع عليه الندى وهو يبرق فاستحسنته وأنسيت عقدي مع الله وقسمي به أني لا أمد يدي إلى شئ مما تنبت الأرض فرددت يدي إلى الشجرة فقطعت منها عنقودا وجعلت بعضه في فمي ألوكه فذكرت العقد فرميت ما في يدي وبزقت ما في فمي وقلت حلت المحنة ورميت الترس والحربة وجلست موضعي يدي على رأسي فما استقر جلوسي حتى دار بي فرسان وقالوا لي قم فساقوني إلى أن أخرجوني إلى الساحل وإذا أمير بناس (1) جماعة على خيول ورجاله كثير وبين أيديهم جماعة سودان كانوا يقطعون الطريق قبل ذلك اليوم في ذلك المكان فأسرى إليهم أمير بناس في موضع الأكواخ فكبسهم في السجن وأخذ من كان منهم في الأكواخ وافترقت الخيل تطلب من هرب منهم في الغابة فوجدوني أسود معه سيف وترس وحربة فساقوني فلما قدمت إلى الأمير وكان رجلا تركيا قال لي أيش أنت ويلك قلت عبد من عبيد الله فقال للسودان تعرفونه قالوا لا قال بلى هو رئيسكم وإنما تفدونه بنفوسكم لأقطعن أيديكم وأرجلكم فقدموهم فلم يزل يقدم رجلا رجلا يقطع أيديهم حتى انتهى إلي آخرهم فقال لي تقدم مد يدك فمددتها فقطعت ثم قال لي مد رجلك فمددتها فرفعت سري (2) إلى السماء وقلت إلهي وسيدي ومولاي يد جنت رجلي أيش عملت فإذا بفارس قد أقبل وقف على الحلقة ورمى نفسه إلى الأرض وصاح أيش تعملون تريدون أن تنطبق الخضراء على الغبراء هذا رجل صالح يعرف بأبي الخير المناجي وكنت حينئذ أعرف بالمناجي فرمى الأمير نفسه عن فرسه وأخذ يدي المقطوعة من الأرض يقبلها وتعلق بي يقبل صدري ويشهق ويبكي ويقول ما علمت سألتك بالله اجعلني في حل فقلت جعلتك في حل من أول ما قطعتها هذه يد جنت فقطعت (3) فقال أبو الخير وهو يبكي وأي مصيبة أعظم من مصيبتي هذه يعني قطعت يدي وأنقطع عني (4) _________ (1) كلمة غير مقروءة في مختصر أبي شامة (2) كذا في مختصر أبي شامة وفي الطبقات الكبرى للشعراني: ثم رفعت رأسي (3) انظر الحكاية باختلاف في الطبقات الكبرى للشعراني 1 / 109 - 110 (4) كلمة غير مقروءة في مختصر أبي شامة
পৃষ্ঠা - ৩০৫৩১
وقال أبو الخير (1) جاورت بمكة سنة من السنين ومر علي بها شدائد وهمت نفسي بالسؤال فهتف بي هاتف أما يستحي الوجه الذي تسجد لي به أن تبذله لغيري فجلست وقال أبو الخير من أنس بالله لم يستوحش من شئ قال أبو سعد إسماعيل بن علي الواعظ سمعت جماعة من مشايخنا أن يوما صلوا خلف أبي الخير الأقطع فلما سلم قال رجل لحن الشيخ ففي نصف الليل خرج إلى البراز فرأى أسدا والشيخ يطعمه فغشي على الرجل فقال الشيخ منهم من يكون لحنه في قلبه ومنهم من يكون يلحن بلسانه قال السلمي (2) سمعت جدي إسماعيل بن نجيد (3) يقول دخل على أبي (4) الخير الأقطع بعض البغداديين وقعدوا يتكلمون بين يديه وضاق صدره فخرج فلما خرج جاء السبع ودخل البيت فسكتوا وانضم بعضهم إلى بعض وتغيرت ألوانهم فدخل عليهم أبو الخير وقال يا سادتي أي تلك الدعاوى قال أبو القاسم القشيري وأبو الخير التيناتي مشهور بالكرامات حكي عن (5) إبراهيم الرقي (6) أنه قال قصدته مسلما فصلى صلاة المغرب فلم يقرأ الفاتحة مستويا فقلت في نفسي ضاعت سفرتي فلما سلمت خرجت للطهارة فقصدني السبع فعدت إليه فقلت إن الأسد قصدني فخرج وصاح على الأسد وقال ألم أقل لك لا تتعرض لضيفاني فتنحى وتطهرت فلما رجعت قال اشتغلتم بتقويم الظاهر فخفتم الأسد واشتغلنا بتقويم القلب فخافنا الأسد قال الحاكم أبو عبد الله الحافظ بكرت يوما إلى أبي عثمان المغربي (7) فقعدت معه إلى أن أذنوا لصلاة الظهر ثم _________ (1) الخبر رواه ابن الجوزي في صفة الصفوة 4 / 283 (2) الخبر من طريقه رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الاولياء 10 / 337 (3) هو إسماعيل بن نجيد بن أحمد بن يوسف أبو عمرو النيسابوري ترجمته في سير أعلام النبلاء (12 / 281 ت 3302 ط دار الفكر (4) في مختصر أبي شامة " أبو " خطأ والصواب عن حلية الاولياء (5) زيادة اقتضاها السياق (6) هو إبراهيم بن داود الرقي أبو إسماعيل من كبار مشايخ الشام انظر أخباره في الرسالة القشيرية ص 415 (7) اسمه سعيد بن سلام المغربي أبو عثمان واحد زمانه لم يوصف قبله مثله توفي بنيسابور سنة 373، أخباره في الرسالة القشيرية ص 434
পৃষ্ঠা - ৩০৫৩২
قلت آذيت الشيخ قال ثم أقبل علي فقال أنا لا أعرف الناس قد كان رجل بمكة يحمل إلي الطعام ثلاث سنين وأنا لا أعرف اسمه ولكن أجدني قد أنست إليك فاعلم أن طريق السالكين أحكم من طريق أهل الروايات هذا الأسود الذي كان بالشام يعني أبا الخير الأقطع خرج إليه إبراهيم بن المولد (1) من العراق فوصل إليه عند المساء فنزل وتطهر وصلى معه صلاة العتمة فازدرى به لقراءته ففطن أبو الخير لذلك فلما جن عليه الليل أخذ إبراهيم ركوته وذهب يجدد وضوءا (2) فبينا هو على ذلك إذ جاء سبع فوقف عليه فترك إبراهيم ركوته وعدا إلى المسجد فأدركه أبو الخير فقال ما لك قال سبع فخرج أبو الخير وأخذ بأذن السبع وقال با أبا الحارث ألم أقل لك لا تؤذ الناس وأخذ ركوة إبراهيم وردها إليه قال أبو القاسم بكر بن محمد ورد على أبي الخير رجل فقيه من العراق فلما وجبت صلاة العشاء خرج إلى المسجد وضيفه معه فتقدم الشيخ فصلى بهم وكان في لسانه عجمة الحبش فلما فرغ من الصلاة قام الفقيه فأعاد الصلاة التي صلاها خلفه فلما كان من غد قدم الشيخ ضيفه فقال تقدم صل بنا الصبح فإنك تحقق القراءة أكثر مني فتقدم الرجل وصلى بالشيخ ولجماعة ثم خرج الرجل بين الآجام (3) فإذا به يصرخ فخرج الشيخ فدخل الأجمة فإذا بالرجل ملقى على ظهره والسبع على صدره فتقدم الشيخ إلى السبع فأخذ أذنه وقال ويحك تخيف ضيفي ونحاه عن صدره فأقام الرجل مغشيا عليه ساعة وحمل إلى المسجد فلما أفاق قال له الشيخ يا هذا لو حققت يقينك كما حققت قراءتك لكنت أحد رجال الله ففطن الرجل وقال أيها الشيخ التوبة فقال يا هذا لا يعرج إلى السماء إلا كما نزل منها محققا ولي اجتهادي (4) فصوب يقينك كما صوبت قراءتك ارفع سوء الظن عن عباد الله فقال سمعا لك وطاعة قال أبو ذر الهروي سألت عيسى بن أبي الخير كيف كان حديث السبع معك قال كان أبي يخرج خارج الحصن وعنده آجام _________ (1) هو إبراهيم بن أحمد بن محمد أبو الحسن الزاهد الصوفي انظر أخباره في حلية الاولياء 10 / 364 (2) استدركت عن هامش مختصر أبي شامة (3) الاجام واحدتها أجمة بالتحريك الشجر الكثير الملتف (القاموس) (4) كذا في مختصر أبي شامة وفي مختصر ابن منظور: اجتهادك
পৃষ্ঠা - ৩০৫৩৩
كثيرة وسباع وكان أبي يضرب السبع ويقول لا تؤذ أصحابي فلما كان ذات يوم قال ادخل القرية فأتني بعيش (1) فتركت ما أمرني واشتغلت ألعب مع الصبيان بجفنة (2) العشاء فغضب علي فقال لأحملنك وأبيتنك في الأجمة فأخذني تحت ابطه وحملني إلى أجمة بعيدة لا أهتدي للطريق منها ورماني هناك ورجع فلم أزل أبكي وأصيح ثم أخذني النوم فانتبهت قريب السحر فإذا أنا بالسبع إلى جنبي وأبي قائم يصلي فلما فرغ قال له قم فإن رزقك على الساحل فقام السبع ومضى ثم نمت فلما أصبحت انتهيت وأبي قد ذهب فخرجت من الأجمة وعرفت الطريق وجئت إلى أبي قال أبو الحسن بن زيد ما كنا ندخل على أبي الخير وفي قلبنا سؤال إلا تكلم علينا من ذلك الموضع من غير أن نسأله قال حمزة بن عبد الله العلوي دخلت على أبي الخير التيناتي وكنت اعتقدت في نفسي أن أسلم عليه وأخرج ولا آكل عنده طعاما فلما خرجت من عنده ومشيت إذا به خلفي وقد حمل طبقا عليه طعام فقال يا فتى كل هذا فقد خرجت الساعة من اعتقادك قال أبو الحسن علي بن محمود الزوزني الصوفي كان أبو الخير التيناتي صاحب مشاهدة وكان يسميني غلام الله وكنت أنبسط إليه فقلت يا سيدي بأيش وصلت إلى هذا الحال فقال رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في النوم فقبل صدري فأنا أرى من خلفي كما أرى من قدامي قال وسمعت العراقي يحكي إني كنت ماضيا إلى التينات أزور الشيخ فالتقيت بإنسان بغدادي فقال لي إلى أين تمضي فقلت إلى التينات أزور الشيخ فقال إن نقم بزيارة إليه الساعة ندخل عليه ويقدم (3) لنا الخبز واللبن وأنا لا أتمكن من أكله فإني صفراوي فدخلنا على الشيخ فقام _________ (1) العبش: الطعام (2) إعجامها مضطرب في مختصر أبي شامة ورسمها: بجبنة (3) العبارة في مختصر أبي شامة: " فقال: أنا هم بنية الزيارة الساعه فدخل عليه وتقدم " صوبنا العبارة عن مختصر ابن منظور
পৃষ্ঠা - ৩০৫৩৪
ودخل إلى بيته وجاء على يده قصعة فيها لبن وخبز وقال كل أنت هذا وفي يده الأخرى رمان حلو وحامض فتركه بين يدي البغدادي فقال كل أنت هذا ثم قال لي من أين صحبت هذا فإنه بدعي (1) وما كنت سمعت منه شيئا فلما كان بعد عشر سنين رأيته بتنيس (2) وهو تاجر وإذا به معتزلي محض قال عبد العزيز الحبراني وكان يمشي حافيا في أسفاره قال خرجت من البصرة حافيا ونعلي بيدي إذا وصلت إلى بلد تحظيت فيهما وإذا خرجت حملتهما بيدي إلى أن دخلت الثغر فلما عدت من الغزو وأردت الخروج من الثغر أحببت أن ألقى أبا بكر التيناتي فعدلت إلى التينات فسألت صبيا على باب الزقاق كيف الطريق إلى مسجد الشيخ فقال ما أكثركم قد آذيتم هذا الشيخ الزمن (3) كم تأكلون خبز هذا الضعيف فوقع في قلبي من قوله فاعتقدت ألا آكل (4) طعاما ما دمت بتينات وأتيته فبت عنده ليلتين ما قدم لي شئ ولا عرض علي شيئا (5) فلما خرجت وصرت بين الزيتون إذ به يصيح خلفي قف فالتفت فإذا به فقلت أنا أرجع إليك فاستقبلته فدفع إلي ثلاثة أرغفة ملطوخة بلبن (6) وقال لي كل هذه فقد خرجت من عقدك ثم قال أما سمعت قول النبي (صلى الله عليه وسلم) إن الضيف إذا نزل نزل برزقه فقلت بلى قال فلم شغلت قلبي بقول صبي فاعتذرت إليه وسرت وقال أبو الحسن العراقي قدم أبو الخير تنيس فقال لي قم نصعد السور نكبر فصعدت معه ثم قلت في نفسي ونحن على السور هذا عبد أسود قد نال ما هو فيه فالتفت إلي وقال " يعلم ما في أنفسكم فاحذروه " (7) فلما سمعت ذلك فزعت وغشي علي فمر وتركني فلما أفقت _________ (1) بدعي يعني أنه صاحب بدعة والبدعة بالكسر: الحدث في الدين بعد الاكمال أو هي ما استحدث بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم من الاهواء والاعمال وقال ابن الاثير: البدعة: بدعتان: بدعة هدى وبدعة ضلالة ضلال (انظر تاج العروس: بدع) (2) تنيس: بكسرتين وتشديد النون: جزيرة في بحر مصر قريبة من البر ما بين الفرما ودمياط (معجم البلدان) (3) الزمن: الزمانة: العاهة: زمن زمنا فهو زمن وزمين وأزمن الله فلانا: جعله زمنا أي مقعدا أو ذا عاهة (تاج العروس: زمن) (4) في مختصر أبي شامة: أن لا آكل (5) ليست في مختصر أبي شامة زيادة للايضاح (6) في مختصر أبي شامة: بين (7) سورة البقرة الاية: 235
পৃষ্ঠা - ৩০৫৩৫
جعلت أذم نفسي وأستغفر مما جرى في نفسي فجاءني فقال " وهو الذي يقبل التوبة عن عباده " (1) فقمت معه قال أبو ذر الهروي وسمعت عيسى بن أبي الخير سمعت أبي يقول الآن يدخل رجل عليه ثياب ذكرها فلما كان بعد ساعة قال أبي بين يديه ظلمة نعوذ بالله فلما ذخل سلم عليه أبي وقال من أين أتيت قال من الجبل الفلاني قال وما تعمل هناك قال أتزهد وأتعبد قال وأيش هذه الظلمة بين يديك فقال الرجل ليس إلا خير فسكت ثم رفع رأسه فقال أعوذ بالله أرى في عنقك رأسا ما هذا فبكى الرجل ولطم نفسه وقال أعلم أني بليت في شبابي بقتل وقد تبت من ذلك من سنين فما الحيلة قال ارجع إلى الجبل وأخلص النية لله فلعله يقبل توبتك وقال أبو الخير كنت واقفا أركع فإذا أنا بإبليس اللعين قد جاء في صورة حية عظيمة فتطوق بين يدي سجودي فنفضته وقلت يا لعين لولا أنك نجس لسجدت على ظهرك وقال كنت بأطرابلس الشام بعد عشاء الآخرة وقد مضى من الليل وقت فذكرت الحرم وطيبة (2) فاشتد شوقي إليه فقلت أيش أعمل الساعة فسجدت ورفعت رأسي فإذا أنا في المسجد الحرام وقال أشرفت على (3) فرأيت أكثر أهلها أصحاب (4) والمرقعات قال فسمعت بعد ذلك عن بعض الفقراء أنه قال ما استوجبوا ذلك إلا بقلة (5) قال أبو بكر بن محمد سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن عبد الله ويعرف بابن أم راغب قال دخلت على الشيخ أبي الخير التيناتي في مسجده فإذا هو مع شخص يحدثه فقال _________ (1) سورة الشورى الاية: 25 (2) طيبة: المدينة النبوية وطيبة بالكسر: اسم بئر زمزم (تاج العروس) (3) كلمة غير مقروءة في مختصر أبي شامة (4) كلمة غير مقروءة في مختصر أبي شامة (5) كلمة غير مقروءة في مختصر أبي شامة
পৃষ্ঠা - ৩০৫৩৬
لي يا إبراهيم اخرج ورد الباب فخرجت وجلست بالباب طويلا وكانت بي حاجة إليه فقلت في نفسي إن كانا في سر فقد فرغا ففتحت الباب ودخلت وإذا به جالس وحده فقلت حبيبي أين الرجل الذي كان معك فإنه لم يخرج فقال يا بني هو لا يخرج من الباب فقلت من هو قال هو الخضر فبكيت فقال لم تبكي قلت لو عرفت لسألته الدعاء ثم مضت مديدة ففتح على الشيخ نقود تركية فقال يا بني لو حملت إلى الأذنة فبعته وابتعت به حوائج ذكرها فانحدرت فاشتريت الحوائج وحملتها في كساء على ظهري فلقيت رجلا في الطريق فسلم علي وقد بقي إلى التينات ستة أميال فقال يا أخي قد تعبت فناولني أحمل عنك فناولته فحملها وجعل يحادثني بأخبار الصالحين حتى بلغنا التينات فدفعها وودعني وقال تقرأ على الشيخ مني السلام فقلت حبيبي أقول من قال هو يعرف فلما دخلت على الشيخ قال لي يا إبراهيم ما استحييت حملته ستة أميال ما حسدتك وحسدتني على كلامه إياي فبكيت وقلت هو هو قال هو هو ولا حيلة تبكي إذا لم تلقه وتبكي إذا لقيته قال أبو الحسن جعفر بن هارون السيرواني أنفذ أبو علي المستولي إلى أبي الخير الأقطع صرة دنانير مع أبي عوانة فأخذ الصرة فقسمها وجعلها قسمين ثم أخذ قسما وقال هذا يصلح لنا وذاك لا يصلح لنا فرد ما رده من الدنانير إلى أبي علي فدعا بوكلائه وقال من أين حملت هذه الدنانير قالوا وقفت على بغلة فبعناها على بعض الأخشادية فقال أبو علي من ها هنا أتينا قال أبو ذر سمعت عيسى يقول كان خيثمة بن سليمان يبعث كل سنة لي شيئا فلما كان بعض السنين بعث لي ذلك مع رجل فإذا بين الدراهم التي بتينات وبين الذي معه صرف فباع ما معه بدراهم تينات وأخذ الزيادة لنفسه ثم جاء إلي وأعطاني فخرج أبو الخير إلى طرابلس من يومه فإذا بخيثمة قد خرج إلى الصحراء لبعض شأنه فلما رآه عرفه وترجل له وقبل رأسه وقال له ما الذي أقدمك فقال كنت تبعث لنا في كل سنة بشئ طيب وهذا ليس بطيب والذنب للرسول ولكن لا تعاقبه ولا تستعمله أبدا وترك تلك الدراهم عنده ورجع فرجع الرسول بعد أيام قال خيثمة وكنت كتبت اليوم الذي رأيت فيه أبا الخير فقال قدمت تينات وسلمت إليه ما أمرتني في يوم كذا وكذا قال وهو اليوم الذي جاءني أبو الخير وبين تينات وبين