তারিখ দামেস্ক

من سمي بكنيته

أبو بكر الشبلي

পৃষ্ঠা - ৩০৪১৪
روى عنه يعقوب بن سفيان في مشيخته ولم يسمعه ويغلب على ظني أنه عثمان بن سعيد بن محمد بن بشير الصيداوي الذي تقدم ذكره في حرف العين (1) 8399 - أبو بكر الشبلي (2) (3) أحد شيوخ الصوفية المعدودين وزهادهم الموصوفين اختلف في اسمه فقيل دلف بن جعبر (4) ويقال ابن جحدر ويقال بل اسمه جعفر بن يونس كان فقيها على مذهب مالك بن أنس وكتب الحديث الكثير ثم صدف عن ذلك ولزم العبادة حتى صار رأسا في المتعبدين ورئيسا للمجتهدين وكان مقامه ببغداد وقد زرت قبره بها وقدم دمشق على ما بلغني في بعض الحكايات حكي عنه أبو بكر محمد بن أحمد بن الطبيب النصيبي المقرئ وأبو الحسين بن جميع الصيداوي وأبو عمرو بن علوان وأبو العباس الدامغاني ومحمد بن أحمد القصار وأبو بكر بن الحسن الأحنف البغدادي الصوفي وأبو الفرج غلام الشبلي وغيرهم وأسند أبو عبد الرحمن السلمي (5) عن الشبلي قال حدثنا محمد بن مهدي المصري حدثنا عمرو بن أبي سلمة حدثنا صدقة بن عبد الله عن طلحة بن زيد عن أبي فروة الرهاوي عن عطاء عن (6) أبي سعيد قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الق الله فقيرا ولا تلقه (7) غنيا قال يا رسول الله كيف لي بذلك قال ما سئلت _________ (1) راجع ترجمته في تاريخ دمشق - طبعة دار الفكر - 38 / 367 رقم 4596 (2) أخباره النبلاء 15 / 367 وشذرات الذهب 2 / 337 والعبر 2 / 240 ووفيات الاعيان 2 / 273 وصفة الصفوة 2 / 456 (3) الشبلي بكسر الشين المعجمة وسكون الباء المنقوطة بواحدة هذه النسبة إلى الشبلية قرية من قرى أشر وسنة بلدة عظيمة وراء سمرقند (4) كذا في مختصر أبي شامة (5) من طريقة رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 14 / 390 (6) في مختصر أبي شامة " بن " تصحيف والتصويب عن تاريخ بغداد (7) في تاريخ بغداد: تلقاه
পৃষ্ঠা - ৩০৪১৫
فلا تمنع ومما رزقت فلا تخبأ قال يا رسول الله كيف لي بذاك قال هو ذاك وإلا فالنار وقال الشبلي كنت وردت الشام من مكة فرأيت راهبا في صومعة فنظر الي فقلت له يا راهب لماذا حبست نفسك في هذه الصومعة قال ليثوب عملي فقلت يا راهب ولمن تعمل قال لعيسى قلت وبأي شئ استحق عيسى هذه العبادة منك من دون الله قال لأنه مكث أربعين يوما لم يطعم ولم يشرب فقلت له ومن يعمل ذلك يستحق العبادة له قال نعم قال الشبلي فقلت للراهب فاستوفها مني فمكثت أربعين يوما تحت صومعته لا آكل ولا أشرب فقال لي ما دينك قلت محمدي فنزل وأسلم على يدي وحملته إلى دمشق فقلت اجمعوا له أشياء فإنه قريب العهد بالإسلام وانصرفت وتركته مع الصوفية قال الحافظ أبو القاسم رحمه الله وقد كتب نحو هذه الحكاية عن أبي بكر (1) محمد بن اسماعيل الفرغاني وسقتها في ترجمته (2) وقد ورد وروده يعني الشبلي الشام من وجهين آخرين قال أبو الحسين (3) بن سمعون (4) قال لي االشبلي كنت باليمن وكان باب دار الإمارة (5) رحبة عظيمة وفيها خلق كثير قيام ينظرون إلى منظرة فإذا قد ظهر من المنظره شخص أخرج يده كالمسلم عليهم فسجدوا كلهم فلما كان بعد سنين كنت بالشام وإذا تلك اليد قد اشترت لحما بدرهم وحملته فقلت له أنت ذلك الرجل قال نعم من رأى ذاك ورأى هذا لا يغتر بالدنيا وقال سمعت الشبلي يقول كنت في قافلة بالشام فخرج الأعراب فأخذوها وأميرهم جالس يعرضون عليه _________ (1) استدركت على هامش مختصر أبي شامة (2) تقدمت ترجمته في تاريخ دمشق 52 / 116 رقم 6111 طبعة دار الفكر (3) تحرفت في مختصر ابن منظور إلى: الحسن (4) الخبر من طريقه رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 14 / 393 (5) في تاريخ بغداد: دار الامير
পৃষ্ঠা - ৩০৪১৬
فخرج جراب فيه لوز وسكر فأكلوا منه إلا الأمير فما كان يأكل فقلت له لم لا تأكل قال أنا صائم قلت تقطع الطريق وتأخذ الأموال وتقتل النفس وأنت صائم قال يا شيخ اجعل للصلح موضعا فلما كان بعد حين رأيته يطوف حول البيت وهو محرم كالشن (1) البالي فقلت أنت ذاك الرجل فقال ذاك الصوم بلغ بي إلى هذا قال أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي (2) دلف بن جعبر ويقال دلف بن جحدر ويقال دلف بن جعفر ويقال إن اسم الشبلي جعفر بن يونس سمعت الحسين بن يحيى الشافعي يذكر ذلك وهكذا رأيته على قبره مكتوبا ببغداد قال ابن عساكر (3) وأظن أن الأصح دلف بن جحدر وأبو بكر الشبلي أصله من أشر وسنة (4) ومولده بسر من رأى قال (5) سمعت محمد بن عبد الله بن شاذان يقول الشبلي من أهل أشر وسنة بها قرية يقال لها شبيلة أصله منها وكان خاله أمير الأمراء بإسكندرية قال السلمي (6) كان الشبلي مولده بسر من رأى وكان حاجب الموفق (7) وكان أبوه حاجب الحجاب وكان الموفق جعل لطعمته دماوند (8) قم لما قعد الموفق وكان ولي العهد من _________ (1) الشن: الخلق من كل آنية صنعت من جلد (2) الخبر نقلا عن السلمي في تاريخ بغداد 14 / 389 (3) زيادة منا (4) أشروستة بالضم ثم السكون وضم الراء وواو ساكنة وسين مهملة ونون: بلدة كبيرة بما وراء النهر (معجم البلدان) وجاء في صفة الصفوة: " سروسة " (5) القائل: أبو عبد الرحمن السلمي والخبر رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 14 / 389 (6) يعني أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي والخبر من طريقه رواه الخطيب في تاريخ بغداد 14 / 389 وابن الجوزي في صفة الصفوة 2 / 456 والمنتظم 14 / 50 - 51 (7) أبو أحمد الموفق ابن الخليفة المتوكل على الله وأخو الخليفة المعتمد على الله راجع تاريخ بغداد 2 / 127 (8) دماوند: لغة في دنباوند ودباوند: جبل قرب الري وكورة (معجم البلدان)
পৃষ্ঠা - ৩০৪১৭
قبيل أخيه حضر الشبلي يوما مجلس خير النخاس (1) وتاب فيه ورجع الى دماوند وقال أنا كنت حاجب الموفق وكان ولاني بلدتكم هذه فاجعلوني في حل فجعلوه في حل وجهدوا أن يقبل منهم شيئا فأبى وصار بعد ذلك واحد زمانه حالا ونفسا سمعت أبا سعيد السجزي يذكر ذلك كله قال الأستاذ أبو القاسم القشيري (2) ومنهم أبو بكر دلف بن جحدر الشبلي بغدادي المولد والمنشأ أصله من أشر وسنة صحب الجنيد ومن في عصره من العلماء (3) وكان نسيج وحده (4) حالا وظرفا وعلما مالكي المذهب عاش تسعا وثمانين سنة ومات سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة وقبره (5) ببغداد ومجاهداته في بدايته فوق الحد قال (6) سمعت الأستاذ أبا علي الدقاق (7) يقول بلغني أنه اكتحل بكذا وكذا من الملح ليعتاد السهر ولا يأخذه النوم ولو لم يكن من تعظيمه للشرع إلا ما حكاه بكران الدينوري في آخر عمره لكان كثيرا (8) كان الشبلي (9) إذا دخل شهر رمضان جد في الطاعات ويقول هذا الشهر عظمه ربي فأنا أولى من يعظمه (10) _________ (1) اسمه محمد بن إسماعيل من سامرا وإنما سمي خير النساج لانه خرج إلى الحج فأخذه رجل على باب الكوفة وقال له: أنت عبدي واسمك خير وكان أسود فلم يخالفه واستعمله الرجل في نسج الخز ثم تركه الرجل وبقي الاسم معلقا به انظر أخباره في الرسالة القشيرية ص 437 وحلية الاولياء 10 / 307 (2) الخبر رواه أبو القاسم القشيري في الرسالة القشيرية ص 419 رقم 49 (3) زيادة عن الرسالة القشيرية (4) في الرسالة القشيرية: شيخ وقته (5) في مختصر أبي شامة: " وقبر " والمثبت عن الرسالة القشيرية (6) القائل أبو القاسم القشيري والخبر في الرسالة القشيرية ص 420 (7) هو الحسن بن علي الدقاق أبو علي أخباره في الرسالة القشيرية (الفهارس) (8) وهو ما جاء في الرسالة القشيرية ص 307 - 308 سأل جعفر بن نصر بكران الدينوري: وكان يخدم الشبلي ما الذي رأيت منه؟ فقال: قال لي علي درهم مظلمة وقد تصدقت على صاحبه بألوف فما على قلبي شغل أعظم منه ثم قال: لي علي درهم مظلمة وقد تصدقت على صاحبه بألوف فما على قلبي شغل أعظم منه ثم قال: وضئني للصلاة ففعلت فنسيت تخليل لحيته وقد أمسك على لسانه فقبض على يدي وأدخلها في لحيته ثم مات فبكى جعفر وقال: ما تقولون في رجل لم يفته حتى في آخر عمره أدب من آداب الشريعة وانظر المنتظم 14 / 51 - 52 وصفة الصفوة 2 / 455 (9) الرسالة القشيرية ص 420 (10) في الرسالة القشيرية: فأنا أول من يعظمه من الناس
পৃষ্ঠা - ৩০৪১৮
وقال الشبلي مات أبي وخلف ستين ألف دينار سوى الضياع والعقار وغيرها فأنفقتها كلها ثم قعدت مع الفقراء (1) حتى لا أرجع إلى مادي ولا أستظهر بمعلوم وقال أحمد بن عطاء (2) سمعت الشبلي يقول كتبت الحديث عشرين سنة وجالست الفقراء عشرين سنة وكان يتفقه لمالك وكان له يوم الجمعة نظرة ومن بعدها صيحة فصاح يوما صيحة تشوش ما حوله من الخلق وكان يجنب حلقته حلقة أبي عمران الأشيب فقال الأبي الفرج العكبري ما للناس قال حردوا من صيحتك وحرد أبو عمران وأهل حلقته فقام الشبلي وجاء إلى أبي عمران فلما رآه أبو عمران قام إليه وأجلسه إلى جنبه (3) فأراد بعض أصحاب أبي عمران أن يرى الناس أن الشبلي جاهل فقال له يا أبا بكر إذا اشتبه على المرأة دم الحيض بدم الإستحاضة كيف تصنع فأجاب بثمانية عشر (4) جوابا فقام أبو عمران وقبل رأسه وقال يا أبا بكر أعرف منها اثني عشر وستة ما سمعت بها قط قال السلمي (5) سمعت أبا عبد الله الرازي يقول لم أر في الصوفية أعلم من الشبلي ولا أتم حالا من الكتاني (6) وقال السلمي (7) سمعت أبا العباس محمد بن الحسن البغدادي يقول سمعت الشبلي يقول أعرف من لم يدخل في هذا الشأن حتى أنفق جميع ملكه وغرق في هذه الدجلة التي ترون سبعين قمطرا (8) مكتوبا بخطه وحفظ الموطأ وقرأ (9) بكذا وكذا قراءة عنى به نفسه _________ (1) الخبر في صفة الصفوة 2 / 456 (2) من طريقه رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 14 / 393 والذهبي في سير الاعلام 15 / 368 (3) في تاريخ بغداد: بجنبه (4) ما بين معكوفتين سقط من مختصر أبي شامة واستدرك للايضاح عن تاريخ بغداد (5) الخبر في تاريخ بغداد 14 / 393 (6) أراد أبا بكر محمد بن علي الكتاني بغدادي الاصل توفي سنة 322 هـ أخباره في الرسالة القشيرية ص 427 ومواضع أخرى (7) تاريخ بغداد 14 / 393 ورواه الذهبي في سير الاعلام 15 / 369 (8) في مختصر أبي شامة: قمطر والمثبت عن تاريخ بغداد وسير الاعلام والقمطر: السفط وما تصان فيه الكتب (9) في سير الاعلام: وتلا
পৃষ্ঠা - ৩০৪১৯
قال أبو الحسين (1) زيد بن رفاعة الهاشمي (2) دخل أبو بكر بن مجاهد بن أبي بكر الشبلي فحادثه وسأله عن حاله فقال ابن مجاهد نرجو الخير يختم في كل يوم بين يدي ختمتان وثلاث (3) فقال له الشبلي أيها الشيخ قد ختمت في تلك الزاوية ثلاثة عشر ألف ختمة إن كان فيها شئ قبل فقد وهبته لك وإني لفي درسه منذ ثلاث وأربعين سنة ما انتهيت الى ربع القرآن قال أبو بكر بن محمد بن عمر (4) كنت عند أبي بكر أحمد بن موسى بن مجاهد المقرئ فجاء الشبلي فقام إليه أبو بكر بن مجاهد فعانقه وقبل بين عينيه فقلت له يا سيدي تفعل هذا بالشبلي وأنت وجميع من ببغداد يتصورونه بأنه مجنون فقال لي فعلت كما رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فعل به وذلك أني رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في المنام وقد أقبل الشبلي فقام إليه وقبل بين عينيه فقلت يا رسول الله أتفعل هذا بالشبلي قال لي نعم هذا يقرأ بعد صلاته " لقد جاءكم رسول من أنفسكم " (5) الآية ويتبعها بالصلاة علي قال الخطيب (6) سمعت أبا القاسم عبيد الله بن عبد الله بن الحسن الخفاف المعروف بابن النقيب يقول كنت يوما جالسا بباب الطاق أقرأ القرآن على رجل يكنى بأبي بكر المعيمش (7) وكان وليا لله فإذا بأبي (8) بكر الشبلي قد جاء إلى رجل يكنى بأبي الطيب الجلاء وكان من أهل العلم فسلم عليه وأطال الحديث معه وقام لينصرف فاجتمع قوم إلى أبي الطيب فقالوا نسألك أن تسأله أن يدعو لنا ويرينا شئ من آيات الله ومعهم (9) صاحبان له فألح أبو _________ (1) في مختصر أبي شامه: الخير والمثبت عن تاريخ بغداد (2) من طريقه روي الخبر في تاريخ بغداد 14 / 392 (3) في تاريخ بغداد: ترجو الخير تختم في كل يوم بين يدي ختمتين وثلاثا (4) الخبر باختلاف الرواية في تاريخ بغداد 14 / 395 (5) سورة التوبة الاية: 128 (6) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 14 / 394 (7) في تاريخ بغداد: العميش (8) في مختصر أبي شامة: " فإذا أبا بكر " والمثبت عن تاريخ بغداد (9) كذا في مختصر أبي شامة وفي تاريخ بغداد: ومعه
পৃষ্ঠা - ৩০৪২০
الطيب عليه في المسألة واجتمع الناس بباب الطاق (1) فرفع الشبلي يده إلى الله تعالى ودعا بدعاء لم يفهم ثم شخص إلى السماء فلم يطبق جفنا على جفن إلى وقت الزوال وكان دعاؤه وإبتداء إشخاص بصره إلى السماء ضحى النهار فكبر الناس وضجوا بالدعاء والابتهال ثم مضى الشبلي إلى سوق يحيى وإذا برجل يبيع حلواء وبين يديه طنجير (2) فيه عصيدة تغلي فقال الشبلي لصاحب له هل تريد من هذه العصيدة قال نعم فأعطى الحلاوي درهما وقال أعط هذا ما يريد (3) ثم قال تدعني أعطيه رزقه قال الحلاوي نعم فأخذ الشبلي رقاقة وأدخل يده في الطنجير (4) والعصيدة تغلي فأخذ منه بكفه وطرحها على الرقاقة ومشى الشبلي إلى أن جاء إلى مسجد أبي بكر بن مجاهد فدخل على أبي بكر فقام إليه أبو بكر (5) فتحدث أصحاب ابن مجاهد بحديثهما وقالوا لأبي بكر أنت لم تقم لعلي بن عيسى الوزير وتقوم للشبلي فقال أبو بكر ألا أقوم لمن يعظمه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) رأيت النبي (صلى الله عليه وسلم) في النوم فقال لي يا أبا بكر إذا كان في غد فسيدخل عليك رجل من أهل الجنة فإذا جاءك فأكرمه قال ابن مجاهد فلما كان بعد ذلك بليلتين (6) أو أكثر رأيت النبي (صلى الله عليه وسلم) في المنام فقال لي يا أبا بكر أكرمك الله كما أكرمت رجلا من أهل الجنة فقلت يا رسول الله بم استحق الشبلي هذا منك فقال هذا رجل يصلي كل يوم خمس صلوات يذكرني في إثر كل صلاة ويقرأ " لقد جاءكم رسول من أنفسكم " الآية يفعل ذلك منذ ثمانين سنة أفلا أكرم من يفعل هذا قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن جعفر الرازي كان أهل بغداد يقولون عجائب الدنيا ثلاث إشارات الشبلي ونكت المرتعش (7) وحكايات جعفر _________ (1) باب الطاق ينسب إلى طاق أسماء وهو بالجانب الشرقي من بغداد بين الرصافة ونهر المعلى (راجع معجم البلدان: طاق أسماء 4 / 5) (2) الطنجير: بالكسر وهو معروف فارسيته باتيله والطنجرة مثله (تاج العروس) (3) في مختصر أبي شامة: تريد والمثبت عن تاريخ بغداد (4) في مختصر أبي شامة: الطنجر والمثبت عن تاريخ بغداد (5) الزيادة عن تاريخ بغداد (6) في تاريخ بغداد: بثلاثين (7) هو عبد الله بن محمد المرتعش أبو محمد نيسابوري من محلة الحيرة كان يقيم في مسجد الشونيزية ومات ببغداد سنة 329 أخباره في الرسالة القشيرية ص 431
পৃষ্ঠা - ৩০৪২১
قال أبو بكر الزبير بن محمد بن عبد الله رأيت النبي (صلى الله عليه وسلم) في المنام فقلت يا رسول الله ما تقول في الجنيد (1) قال جمع العلم قلت فالشبلي قال إن صحا انتفع به كثير من الناس قلت فالحلاج قال استعجل قال الشبلي كان بدء أمري أني نوديت يا أبا بكر ليس لهذا أردناك ولا بهذا أمرناك فتركت خدمة المعتضد ونظرت في الناسخ والمنسوخ والتأويل والتفسير والتحليل والتحريم وسمعت الحديث والفقه وكتاب المبتدأ وغير ذلك ثم أبدت علي خفقة أذهبت ما سوى الله فإذا الله الله وقال كنت في أول بدايتي أكتحل بالملح فلما زاد علي الأمر أحميت الميل فاكتحلت به وقال أطع الله يطعك كل شئ قال برهان الدينوري (2) حضر الشبلي يوما ومعه صبي فقال للصبي قم نم فقال الصبي إني آنس برؤيتك فأشتهي (3) النظر إليك إلى أن تنام فقال إن جاريتي قالت عددت عليك ستة أشهر لم تنم فيها قال أبو (4) جعفر الفرغاني (5) سمعت الجنيد يقول لا تنظروا إلى أبي بكر الشبلي بالعين التي ينظر بعضكم إلى بعض فإنه عين من عيون الله قال أبو عمر (6) الأنماطي سمعت الجنيد يقول _________ (1) الجنيد بن محمد بن الجنيد أبو القاسم العالم المربي انظر أخباره في حلية الاولياء 10 / 255 (2) من طريقه رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 14 / 394 (3) في تاريخ بغداد: وأشتهي (4) سقطت من مختصر أبي شامة وزيدت للايضاح انظر الحاشية التالية (5) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 14 / 395 (6) كذا عند أبي شامة وفي تاريخ بغداد: أبو عمران والخبر في تاريخ بغداد 14 / 395
পৃষ্ঠা - ৩০৪২২
لكل قوم تاج وتاج هؤلاء القوم الشبلي قال أبو عمرو بن علوان سمعت الجنيد يقول جزى الله الشبلي عني خيرا فإنه ينوب عني في أمر الفقراء شيئا كثيرا قال السلمي سمعت عبد الله بن علي يقول أخبرني أبو الحسين الفارسي أن الجنيد قال إذا كلمتم الشبلي فكلموه من وراء الترس فإن سيوف الشبلي تقطر دما فقال له ابن عطاء هو هكذا يا أبا القاسم قال نعم يا أحمد ما ظنك بشخص السيوف في وجهه والأسنة في ظهره والسهام عن يمينه وشماله والنار تحت قدميه قال فزعقت قال عبد الله بن يوسف الصباغ كنت مع أبي في الدكان نصبغ فلما كان يوم من الأيام خرجت فإذا على باب الدكان شيخ جالس فقلت مازحا الشيخ قد صلى الظهر قال نعم والحمد لله قلت أين صليت قال بمكة فدخلت إلى أبي فقلت يا أبه رجل بباب الدكان قال صليت الظهر بمكة فخرج أبي فلما رآه رجع وقال هذا الشبلي قال أبو الحسين بن سمعون اعتل الشبلي فقال علي بن عيسى للمقتدر بالله الشبلي عليل فأنفذ إليه بطبيب يحمل إليه ما يصف له فلما كان يوم قال الطبيب للشبلي والله لو كان دواؤك في قطعة من لحمي ما عسر علي ذلك قال له الشبلي دوائي في دون ذلك قال وما هو قال تقطع الزنار قال فإذا قطعت الزنار تبرأ قال نعم قال أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فأخبر الخليفة بذلك فقال (1) أنفذنا بطبيب إلى عليل وما علمنا أنا أنفذنا بعليل إلى طبيب قال أبو القاسم عيسى بن علي بن عيسى الوزير (2) _________ (1) في مختصر أبي شامة: قال (2) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 14 / 392 من هذا الطريق وباختلاف الرواية في حلية الاولياء 10 / 304
পৃষ্ঠা - ৩০৪২৩
كان ابن مجاهد يوما عند أبي فقيل له الشبلي قال يدخل فقال ابن مجاهد سأسكته الساعة بين يديك وكان من عادة الشبلي إذا لبس شيئا خرق فيه موضعا (1) فلما جلس قال له ابن مجاهد يا أبا بكر أين في العلم إفساد ما ينتفع به قال له الشبلي أين في العلم " فطفق مسحا بالسوق والأعناق " (2) قال فسكت ابن مجاهد فقال له أبي أردت أن تسكته فأسكتك ثم قال له قد أجمع الناس أنك مقرئ الوقت أين في القرآن الحبيب لا يعذب حبيبه قال فسكت ابن مجاهد فقال له أبي قل يا أبا بكر فقال قوله تعالى " وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم " (3) فقال ابن مجاهد كأنني ما سمعتهما (4) قط قال السلمي سمعت أبا عبد الله الرازي يقول قال أبو العباس بن شريح يوما للشبلي يا أبا بكر أنت مع جودة خاطرك وفهمك لو شغلته بشئ من علوم الفقه فقال أنا أشتغل بعلم يشاركني فيه مثلك قال القشيري (5) سمعت أبا حاتم السجستاني يقول سمعتأبا نصر السراج يقول سئل الشبلي فقيل له أخبرنا عن توحيد مجرد بلسان حق مفرد فقال ويحك من أجاب عن التوحيد بالعبارة فهو ملحد ومن أشار فهو ثنوي (6) ومن أومأإليه فهو عابد وثن ومن نطق فيه فهو غافل (7) ومن سكت عنه فهو جاهل ومن توهم (8) أنه واصل فليس له حاصل ومن رأى (9) أنه قريب فهو بعيد (10) ومن تواجد فهو ناقد وكل ما ميزتموه _________ (1) العبارة في حلية الاولياء: أخبرت أنك تحرق الثياب والخبز والاطعمة وما ينتفع به الناس في منافعهم ومصالحهم (2) سورة ص الاية: 33 (3) سورة المائدة الاية: 18 (4) في تاريخ بغداد: سمعتها (5) الخبر في الرسالة القشيرية ص 301 ورواه أبو نعيم الحافظ في حلية الاولياء 10 / 374 (6) ثنوي من أتباع الثنوية وهم أصحاب ماني وأشياعه وهم يقولون بوجود مبدئين أساسيين متضادين لا ينفكان وهما في حالة صراع دائمة وهما مبدأ الخير ومبدأ الشر وقيل مبدأ النور ومبدأ الظلمة (7) في مختصر أبي شامة: عاقل تصحيف ن والمثبت عن الرسالة القشيرية وحلية الاولياء (8) في الرسالة القشيرية: وهم (9) في مختصر أبي شامة: أرى والمثبت عن الرسالة القشيرية (10) في حلية الاولياء: ومن أرى أنه عتيد فهو بعيد
পৃষ্ঠা - ৩০৪২৪
بأوهامكم (1) وأدركتموه بعقولكم في أتم معانيكم فهو مصروف مردود إليكم محدث مصنوع مثلكم قال السلمي سمعت عبد الله بن موسى السلامي يقول سمعت الشبلي يقول جل الواحد المعروف قبل الحدود وقبل الحروف قال القشيري هذا صريح من الشبلي أن القديم سبحانه لا حد لذاته ولا (2) وقال الشبلي (3) في قوله تعالى " ادعوني أستجيب لكم " (4) ادعوني بلا غفلة أستجيب لكم بلا مهلة قال السلمي (5) سمعت عبد الله بن محمد الدمشقي يقول كنت واقفا في مجلس الشبلي في جامع المدينة ببغداد فوقف سائل على مجلسه وحلقته وجعل يقول يا الله يا جواد فتأوه الشبلي وصاح وقال كيف يمكنني أن أصف الحق بالجود ومخلوق يقول في شكله (6) * تعود بسط الكف حتى لو أنه * ثناها لقبض لم تجبه (7) أنامله تراه (8) إذا ما جئته متهللا * كأتك تعطيه الذي أنت سائله (9) ولو لم يكن في كفه غير روحه * لجاد بها فليتق الله سائله * * هو البحر من أي النواحي أتيته * فلجته المعروف والجود ساحله * ثم بكى وقال بلى يا جواد فإنك أوجدت تلك الجوارح وبسطت تلك الهمم ثم مننت بعد ذلك على أقوام بالاستغناء عنهم وعما في أيديهم بك (10) فإنك الجواد كل _________ (1) في الرسالة القشيرية: بخيالكم (2) كلمتان ممحوتان في مختصر أبي شامة ولم أعثر على قول القشيري في الرسالة القشيرية (3) الخبر في حلية الاولياء 10 / 368 (4) سورة غافر الاية: 60 (5) الخبر والشعر في حلية الاولياء 10 / 373 (6) الابيات لابي تمام وهي في ديوانه من قصيدة طويلة يمدح المعتصم ص 219 (7) في الديوان: تطعه (8) هذا البيت ليس في ديوان أبي تمام وهو لزهير بن أبي سلمى من قصيدة طويلة يمدح حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري ص 142 بشرح ثعلب ط دار الهيئة العامة وقوله: متهللا: مستبشرا (9) في الحلية: آمله (10) زيادة عن حلية الاولياء
পৃষ্ঠা - ৩০৪২৫
الجواد فإنهم يعطون عن محدود وعطاؤك لا حد له ولا صفة فيا جواد (1) يعلو كل جواد وبه جاد كل من جاد وقال الشبلي (2) ما قلت الله قط إلا واستغفرت الله من قولي الله قال السلمي سمعت علي بن عبد الله البصري يقول وقف رجل على الشبلي فقال أي صبر أشد على الصابر فقال الصبر في الله قال لا قال الصبر لله قال لا قال الصبر مع الله قال لا قال فأيش قال الصبر عن الله فصرخ الشبلي صرخة كادت روحه أن تتلف وسئل الشبلي عن المحبة فقال الميم محو الصفات والحاء حياة القلوب بذكر الله والباء بلى الأجساد والهاء هيمان القلوب في ذات الله قال ابن بندار بن الحسين سمعت الشبلي يقول يوم الجمعة وهو يتكلم على الناس وقد سأله شاب فقال يا أبا بكر لم تقول الله ولا تقول لا إله إلا الله قال الشبلي أخشى أن أؤخذ في كلمة الجحود فلا أصل إلى كلمه الإقرار قال الشاب أريد حجة أقوى من هذه فقال يا هذا قال الله تعالى " قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون " (3) قال فزعق الشاب زعقة فقال الشبلي الله فزعق الثانية فقال الشبلي الله فزعق الثالثة فمات فاجتمع إليه أبواه فقدماه إلى الخليفة وادعيا عليه الدم فقال له الخليفة يا أبا بكر ماذا صنعت فقال يا أمير المؤمنين روح جنت فرنت ودربت فعلمت ودعيت فأجابت فما ذنبي فصاح الخليفة ثم أفاق فقال خليا سبيله لا ذنب له هذا قتيل لا دية له ولا قود قال الأسلمي سمعت أبا بكر الأبهري (4) الفقيه ببغداد يقول سمعت الشبلي يقول الانبساط بالقول مع الحق ترك الأدب وترك الأدب يوجب الطرد ومن لم يراع أسراره مع الحق لا يكاشف عن عين الحقيقة بذرة _________ (1) في مختصر أبي شامة: " يا جوادا " والمثبت عن حلية الاولياء (2) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 14 / 390 وسير الاعلام 15 / 368 (3) سورة الانعام الاية: 91 (4) هو عبد الله بن طاهر الابهري أبو بكر من أقران الشبلي ومن مشايخ الجبل عالم ورع توفي حوالي سنة 330 هـ أخباره في الرسالة القشيرية ص 390
পৃষ্ঠা - ৩০৪২৬
قال أبو العباس الدامغاني أوصاني الشبلي فقال (1) الزم الوحدة وامح اسمك عن القوم واستقبل الجدار حتى تموت قال السلمي سمعت محمد بن الحسن البغدادي يقول (1) كان الشبلي يقول لمن (2) يدخل عليه عندك خبر (3) أو عندك أثر وينشد * أسائل عن سلمى (4) هل من خبر * بأن (5) له علما بها أين تنزل * ثم يقول لا وعزتك ما في الدارين عنك مخبر وقال ما أحد يعرف الله قيل كيف قال لو عرفوه لما اشتغلوه عنه بسواه قال الحافظ أبو بكر البيهقي أخبرنا أبو زكريا بن ابي إسحاق المزكي أخبرنا والدي قال أنبأني صديقي أبو محمد جعفر بن محمد الصوفي قال كنت عند جنيد فدخل الشبلي فقال جنيد من كان الله همه طال حزنه فقال الشبلي يا أبا القاسم لا بل من كان همه زال حزنه قال البيهقي قول جنيد محمول على دار الدنيا وقول الشبلي محمول على الآخرة وقول الجنيد محمول على حزنه عند رؤية التقصير في نفسه في القيام بواجباته وقول الشبلي محمول على سروره بما أعطي من التوفيق في الوقت حتى جعل الهم هما واحدا والله أعلم وسئل الشبلي عن الزهد فقال (6) تحويل القلب عن الأشياء إلى رب الأشياء وقال ليكن همك معك لا يتقدم ولا يتأخر وسئل لم سموا الصوفية فقال لمصافاة أدركتهم من الحق فصفوا فمن صفا فهو صافي وقيل للشبلي يا أبا بكر أوصني فقال كلامك كتابك إلى ربك فانظر ما تملي فيه _________ (1) الخبر في طبقات الشعراني 1 / 105 (2) في مختصر أبي شامة: لم (3) في مختصر أبي شامة: " خيرا وعندك أثر " والمثبت يوافق ما جاء في طبقات الشعراني وعبارتها: أعندك خبر أو عندك أثر (4) في طبقات الشعراني: ليلى (5) في طبقات الشعراني: يخبرنا (6) طبقات أبي عبد الرحمن السلمي ص 343
পৃষ্ঠা - ৩০৪২৭
وقال سهو طرفة عين عن الله شرك بالله قال السلمي سمعت منصور بن عبد الله يقول سئل الشبلي وأنا حاضر هل يبلغ الإنسان بجهده إلى شئ من طرق الحقيقة أو الحق فقال لا بد من الإجتهاد والمجاهدة ولكنهما لا يوصلان إلى شئ من الحقيقة لأن الحقيقة ممتنعة عن أن تدرك بجهد واجتهاد فإنما هي مواهب يصل العابد إليها بإيصال الحق إياه لا غيره وأنشد على أثره * أسائلكم عنها فهل من مخبر * فما لي بنعم بعد مكثتنا علم فلو كنت أدري أين خيم أهلها * وأي بلاد الله أو ظعنوا أموا إذا لسلكنا مسالك الريح خلفها * ولو أصبح نعم ومن دونها النجم * قال السلمي (1) وحكي عن بعضهم قال كنت يوما في حلقة الشبلي فسمعته يقول الحق يفنيبما به يبقي ويبقي بما (2) به يفني ويفني بم (3) فيه بقاء ويبقى بما فيه فناء فإذا أفنى عبدا عن إياه أوصله به وأشرفه على أسراره وبكى وأنشد على أثره * لها في طرفها لحظات سحر * تميت به وتحيي من تريد * وسئل الشبلي ما (4) علامة صحة المعرفة قال نسيان كل شئ سوى معروفه قيل (5) وما علامة صحة المحبة قال العمى عن الشئ سوى محبوبه وقال (6) ليس للمعارف علاقة (7) ولا لمحب سلوى (8) ولا لعبد (9) دعوى ولا لخائف قرار ولا لأحد (10) من الله فرار _________ (1) الخبر رواه السلمي في الطبقات ص 350 (2) في مختصر أبي شامة: ما (3) انظر الحاشية السابقة (4) في مختصر أبي شامة: ما (5) الخبر في الرسالة القشيرية ص 321 باختلاف الرواية (6) الخبر في الرسالة القشيرية ص 312 وطبقات الشعراني 1 / 104 وحلية الاولياء 10 / 368 (7) مطموسة في مختصر أبي شامة واستدركت اللفظة عن الرسالة القشيرية (8) كذا في مختصر أبي شامة وفي الرسالة القشيرية: " شكوى " وفي حلية الاولياء: سكون (9) في الحلية: ولا للصادق دعوى (10) في الحلية: ولا للخلق من الله فرار
পৃষ্ঠা - ৩০৪২৮
قال الحسن الفرغاني سألت الشبلي ما علامة العارف فقال صدره مشروح وقلبه مجروح وجسمه مطروح (1) والعارف الذي عرف الله وعرف مراد الله وعمل لما أمر الله وأعرض عما نهى الله ودعا عباد الله إلى الله والصوفي من صفا قلبه فصفا وسلك طريق المصطفى ورمى الدنيا خلف القفا وأذاق الهوي طعم الجفا والتصوف التآلف والتطرف والإعراض عن التكلف وقال أيضا هو التعظيم لأمر الله والشفقة على عباد الله وقال أيضا الصوفي من صفا من الكدر وخلص من الغير وامتلأ من الفكر وتساوى عنده الذهب والمدر وقيل له ما علامة القاصد قال أن لا يكون للدرهم راصد وقيل له في أي شئ أعجب قال قلب عرف ربه ثم عصاه (2) وقال المعارف تبدو فتطمع ثم تخفى فتؤيس فلا سبيل إلى تحصيلها ولا طريق إلى الهرب منها فإنها تطمع الآيس وتؤيس الطامع وسئل (3) إلى ماذا تحن قلوب أهل المعارف فقال إلى بدايات ما جرى لهم في الغيب من حسن العناية وأنشد * سقيا لمعهدك الذي لو لم يكن * ما كان قلبي للصبابة معهدا * وقال الدنيا خيال وظلها وبال وتركها جمال والإعراض عنها كمال والمعرفة بالله اتصال وسئل (4) ما الفرق بين رق العبودية ورق المحبة فقال كم بين عبد إذا عتق (5) صار حرا وعبد كلما عتق (6) ازداد رقا _________ (1) إلى هنا الخبر رواه الذهبي في سير الاعلام 15 / 369 (2) الخبر في صفة الصفوة 2 / 458 (3) الخبر في طبقات أبي عبد الرحمن السلمي ص 354 (4) الخبر والشعر في تاريخ بغداد 14 / 391 من طريق هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري (5) كذا في مختصر أبي شامة وفي تاريخ بغداد: أعتق (6) انظر الحاشية السابقة
পৃষ্ঠা - ৩০৪২৯
وقال * لتحشرن عظامي بعد إذ بليت * يوم الحساب وفيها حبكم علق * وسئل هل يتسلى (1) عن حبيبه دون مشاهدته فأنشأ يقول * والله لو أنك توجتني * بتاج كسرى ملك المشرق ولو بأموال الورى جدت لي (2) * أموال من باد ومن قد بقي وقلت لي (3) لا نلتقي ساعة * اخترت يا مولاي أن نلتقي * وسئل هل يعرف المحب أنه محب قال نعم إذا كتم حبه ثم ظهر عليه مع كتمانه وأنشد * قد يسحب الناس أذيال الظنون بنا * وفرق الناس فينا قولهم فرقا فكاذب قد رمى بالظن غركم * وصادق ليس يدري أنه صدقا * قال زيد بن رفاعة الهاشمي (4) سمعت أبا بكر الشبلي ينشد في جامع المدينة يوم الجمعة والناس حوله * يقول خليلي كيف صبرك عنهم * فقلت وهل صبر فتسأل عن كيف بقلبي هوى أذكى من النار حره * وأحلى (5) من التقوى وأمضى من السيف * قال أبو جعفر الفرغاني (6) كنت أنا وأبو العباس بن عطاء وأبو محمد الجريري (7) جلوسا عند الجنيد إذ أقبل الشبلي وهو متغير (8) فلم يتكلم مع أحد وقصد الجنيد فوقف على رأسه وصفق بيديه وقال (9) _________ (1) كلمة مطموسة في مختصر أبي شامة (2) استدركت عن هامش مختصر أبي شامة (3) سقطت من مختصر أبي شامة وزيادة لتقويم الوزن (4) الخبر والشعر في تاريخ بغداد 14 / 393 - 394 (5) في تاريخ بغداد: وأصلي (6) الخبر والشعر في حلية الاولياء 10 / 367 باختلاف الرواية (7) هو أحمد بن محمد بن الحسين الجريري أبو محمد من كبار أصحاب الجنيد انظر أخباره في الرسالة القشيرية ص 402 (8) في الحلية: سكران (9) البيتان من ثلاثة أبيات في الحلية 10 / 367 ووفيات الاعيان 2 / 273 والبداية والنهاية 11 / 216
পৃষ্ঠা - ৩০৪৩০
* عودوني الوصال والوصل عذب * ورموني بالصد والصد صعب لا وحسن (1) الخضوع عند التلاقي * ما جزا من يحب ألا يحب * قال فضرب الجنيد برجله الأرض وقال هو ذاك يا أبا بكر هو ذاك وخر مغشيا عليه (2) قال عامر الدينوري كنت جالسا عند الشبلي فاجتاز أبو بكر بن داود الأصبهاني فسلم عليه فقال له الشبلي أنت الذي أنشدت (3) لك وحقيقته لنا * موقف للرقيب لا أنساه * لست أح (4) باه مرحبا بالرقيب من غير وعد * جاء يجلو علي من أهواه لا أحب الرقيب إلا لأني * لا أرى من أحب حتى أراه * فقال ابن داود ما علمت أن لله فيها إشارة حتى نبهني الشبلي عليها وسئل الشبلي عن حقيقة التوكل فقال حفظ العبد حركات همته من الطلب بما ضمنه الباري عز وجل من رزقه وقال الشبلي ذكر الله على الصفاء ينسي العبد مرارة البلاء وقال ذكر الغفلة يكون جوابه اللعن وأنشد (5) * ما إن ذكرتك إلا هم يلعنني (6) * ذكري وسري وفكري عند ذكراكا (7) حتى كأن رقيبا منك يهتف بي * إياك ويحك والتذكار إياكا * وقال ليس مع العالم إلا ذكر قال الله تعالى " إن هو إلا ذكر للعالمين " (8) _________ (1) في وفيات الاعيان: وحق (2) الزيادة عن الحلية وفي وفيات الاعيان: أنه أجابه فقال: وتمنيت أن أرا * ك فلما رأيتكا غلبت دهشة السرو * ر فلم أملك البكا (3) مطموسة في مختصر أبي شامة (4) مطموس في مختصر أبي شامة لم يظهر من اللفظة الاولى إلا حرفان ومن الاخيرة " باه " (5) البيتان في الرسالة القشيرية ص 223 لبعضهم (6) في الرسالة القشيرية: يزجرني (7) عجزه في الرسالة القشيرية: قلبي وسري وروحي عند ذكراكا (8) سورة يوسف الاية: 104
পৃষ্ঠা - ৩০৪৩১
وسئل من أقرب أصحابك إليك قال ألهجهم (1) بذكر الله وأقومهم بحق الله وأسرعهم مبادرة في مرضاة الله قال أبو نصر محمد بن علي الطوسي سمعت الشبلي يوما في مجلسه وقد غلبه حاله جثا على ركبتيه وهو يقول * إذا نحن أدلجنا وأنت إمامنا * كفى لمطايانا بذكرك هاديا * وقطع المجلس وسمعته يوما ينشد وهو في في مثل هذه الحال * إذا أبصرتك العين من بعد غاية * وعارض فيك الشك أثبتك القلب ولو أن ركبا أمموك لقادهم * نسيمك حتى يستدل بك الركب * فقطع المجلس أيضا بمثل هذا وسئل الشبلي عن التصوف فقال تريح القلوب بمراوح الصفاء وتجليل الخواطر بأردية الوفاء والتخلق بالسخاء والبشر في اللقاء وقال السلمي سمعت أبي (2) والسجزي يقولان بلغنا أن رجلا قال للشبلي (3) من أصحابك وهم في المسجد الجامع فقال الشبلي مر بنا إليهم فمر الرجل معه حتى دخل المسجد فرأى الشبلي قوما عليهم المرقعات والفوط (4) فقال هؤلاء هم قال نعم فأنشأ يقول * أما الخيام فإنها كخيامهم * وأرى نساء الحي غير نسائها * قال عيسى بن علي الوزير دخل الشبلي على أبي فدفع إليه صرة فيها أربعون دينارا فقال له خذ هذه نفقة للصوفية فأخذها وخرج فقيل لأبي إنه عبر على الجسر فرأى رجلا صوفيا قد وقف على دكان الحجام يقول له قد احتجت إليك ساعة أتفعل ذلك من أجل الله فقال له أدخل _________ (1) غير مقروءة في مختصر أبي شامة واستدركت اللفظة عن هامشه (2) مطموس في مختصر أبي شامة (3) مطموس في مختصر أبي شامة (4) الفوط جمع فوطة: وهي ثوب قصر غليظ يكون مئزرا والفوطة: ثوب من صوف والفوط: ثياب تجلد من السند أو مآزر مخططة
পৃষ্ঠা - ৩০৪৩২
فدخل إليه فأصلح وجهه وحلق رأسه وحجمه والشبلي بباب الدكان فلما فرغ وجاء الرجل ليخرج قال الشبلي للحجام خذ هذه الصرة أجرة خدمتك لهذا الرجل فقال الرجل إنما فعلت ذلك من أجل الله فقال له إن فيها أربعين دينارا فقال الحجام ما أنا بالذي أحل عقدا عقدته بيني وبين الله بأربعين دينارا فلطم الشبلي وجهه وقال كل أحد خير من الشبلي حتى الحجام قال الخطيب (1) أخبرني أبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن الرازي بنيسابور أخبرنا (2) علي (3) بن جعفر السيرواني دخلت أنا وفقير على الشبلي فسلمنا عليه فقال إلى أين تريدان فقلنا البادية فقال على أي حكم فقال صاحبي على حكم الفقراء فقال احذروا ألا تسبقكم همومكم ولا تتأخر قال أبو الحسن السيرواني (4) فجمع لنا العلم كله في هذه الكلمة قال أبو حاتم الطبري (5) سمعت أبا بكر الشبلي يقول في وصيته وإن أردت أن تنظر إلى الدنيا بحذافيرها فانظر إلى مزبلة فهي الدنيا فإذا (6) أردت أن تنظر إلى نفسك فخذ كفا من تراب فإنك منها (7) خلقت وفيها (8) تعود ومنها تخرج ومتى أردت أن تنظر ما أنت فانظر ما يخرج منك في دخولك الخلاء فمن كان حاله كذلك لا يجوز أن يتطاول ويتكبر (9) على من هو مثله قال أبو طالب العلوي كنت مع الشبلي بباب الطاق فجاء رجل راكب وبين يديه غلام فقال رجل لرجل _________ (1) الخبر رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 14 / 392 (2) ما بين معكوفتين زيادة للايضاح عن تاريخ بغداد (3) في مختصر أبي شامة: " أحمد " والمثبت عن تاريخ بغداد (4) هذه النسبة بكسر السين المهملة وسكون الياء وفتح الراء نسبة إلى السيروان (الانساب: واللباب) (5) الخبر من طريقه رواه ابن الجوزي في صفة الصفوة 2 / 459 (6) في صفة الصفوة: وإذا (7) في صفة الصفوة: منه (8) في صفة الصفوة: وفيه تعود ومنه تخرج (9) في صفة الصفوة: أو يتكبر
পৃষ্ঠা - ৩০৪৩৩
من هذا قال صقعان الأمير ومسخرته فغدا الشبلي فقبل فخذه فرمى الرجل نفسه من الفرس فقال يا سيدي أحسبك ما عرفتني قال بلى قد عرفتك أنت تأكل الدنيا بما تساويه اركب فأنت خير ممن يأكل الدنيا بالدين قال أبو بكر الرازي (1) سمعت الشبلي يقول ما أحوج الناس إلى سكرة فقيل أي سكرة فقال سكرة (2) تغنيهم عن ملاحظات أنفسهم وأفعالهم وأحوالهم (3) والأكوان وما فيها وأنشد * وتحسبني حيا وإني لميت * وبعضي من الهجران يبكي على (4) بعض * وسئل عن متابعة الإسلام فقال أن تموت عند نفسك وقال ليس في الوقت مرح الوقت جد كله وقال من فني عن نفسه وقام الحق بتوليه لا ينكر له تقليب الأعيان واتخاذ المفقود وقال احذر أماكن الإتصال فإنها خدع كلها وقف بحيث وقف العوام تسلم وقال لا أشك إلا أني قد وصلت ولا أشك إلا أن الوصل دوني ولكن أبكي ثم أنشأ يقول * فيبكي إن نأوا شوقا إليهم * ويبكي إن دنوا خوف الفراق فتسخن (5) عينه عند التنائي (6) * وتسخن عينه عند التلاقي * وسئل الشبلي ما الحيلة قال ترك الحيلة لأن الحيلة إما رشوة أو قرار وهما بعيدان عن طرق الحقيقة فاطلب الدواء من حيث جاء الداء فلا يقدر على شفائك إلا من أعلك وأنشد (7) _________ (1) الخبر والشعر في تاريخ بغداد 14 / 394 من هذا الطريق ورواه أبو نعيم الحافظ في حلية الاولياء 10 / 372 (2) ما بين معكوفتين زيادة عن تاريخ بغداد وحلية الاولياء (3) في مختصر ابن منظور: تفنيهم (4) في مختصر أبي شامة: إلى والمثبت عن حلية الاولياء وتاريخ بغداد (5) تسخن عينه: سخنة العين نقيض قرتها وقد سخنت وسخونا وسخنة فهو سخين العين وأسخن الله عينه أي أبكاه نقيض اقر عينه (تاج العروس) (6) تناءوا: تباعدوا ومصدره التنائي (تاج العروس: نأى) (7) البيتان في وفيات الاعيان 2 / 274
পৃষ্ঠা - ৩০৪৩৪
* إن الذين بخير كنت تذكرهم * هم أهلكوك (1) وعنهم كنت أنهاكا لا نطلبن دواء عند غيرهم (2) * فليس يحييك إلا من توفاكا * واجتاز الشبلي بدرب سليمان عند الجسر في شهر رمضان فسمع البقلي ينادي من كل لون فحال لونه وأخذه السماع وأنشأ يقول * فيا ساقي القوم لا تنسني * ويا ربة الحدر غني رمل وقد كان شئ يسمى السرور * قديما سمعنا به ما فعل خليلي إن دام هذا الصدود * على ما أراه سريعا قتل * وفي رواية * خليلي إن دام هم النفوس * على ما تراه قليلا قبل مؤمل دنيا لتبقى له * فمات المؤمل قبل الأمل * وقال الشبلي لولا أن الله خلق الدنيا على العكس لكان منفعة الإهليلج (3) في اللوزينج وقال كن مع مولاك مثل الصبي مع أمه تضربه ويمسكها ويقول يا أمي لاأعود وقال ما ظنك بمعان هي شموس كلها بل الشموس فيها ظلمة وقيل له يا أبا بكر الرجل يسمع الشئ ولا يفهم معناه فيؤاخذ عليه لم هذا فأنشأ يقول * رب ورقاء (4) هتوف بالضحى * ذات شجو صدحت في فنن ذكرت إلفا ودهرا صالحا * فبكت حزنا فهاجت حزني فبكائي ربما أرقها * وبكاها ربما أرقني ولقد تشكو (5) فما أفهمها * ولقد أشكو (6) فما تفهمني _________ (1) في الوفيات: كنت أذكرهم قضوا عليك (2) صدره في الوفيات: لا تطلبن حياة غير حبهم (3) الاهليلج: معرب إهليله ثمر معروف وهو على أقسام منه أصفر ومنه أسود وهو البالغ النضيج وله منافع جمة (تاج العروس) (4) الورقاء: الحمامة جمع وراقى ووراق (5) في مختصر أبي شامة: أشكو (6) في مختصر أبي شامة: تشكو
পৃষ্ঠা - ৩০৪৩৫
غير أني بالجوى (1) أعرفها * وهي أيضا بالجوى تعرفني * وقال الشبلي الوجد اصطلام (2) ثم قال * الوجد عندي جحود * ما لم يكن عن شهود وشاهد الحق عندي * يفني شهود الوجود * قال السلمي (3) سمعت عبد الله بن محمد الدمشقي يقول حضرت مع الشبلي ليلة في مجلس سماع وحضره المشايخ فغنى قوال شيئا فصاح الشبلي والقوم سكوت فقال له بعض المشايخ يا أبا بكر أليس هؤلاء يسمعون معك ما لك من بين الجماعة فقام وتواجد وأنشأ يقول (4) * لو يسمعون كما سمعت كلامها (5) * خروا لعزة ركعا وسجودا * وقال (6) * لي سكرتان (7) وللندمان واحدة * شئ خصصت به من بينهم وحدي * قال سمعت أبا العباس البغدادي يقول كنا جماعة من الأحداث نصحب أبا الحسين بن أبي بكر الشبلي وهو حدث ونكتب الحديث فأضافنا ليلة أبو الحسين فقلنا بشرط ألا (8) يدخل علينا أبوك فقال لا يدخل فدخلنا داره فلما أكلنا إذا نحن بالشبلي وبين كل أصبعين من أصابعه شمعة ثماني شموع فجاء وقعد في وسطنا فاحتشمنا منه فقال يا سادة عدوني فيما بينكم طست شمع ثم قال أين غلامي أبو العباس فتقدمت إليه فقال لي غن الصوت الذي كنت تغني _________ (1) الجوى: الحرقة وشدة الوجد من عشق أو حزن (2) الاصطلام: الصلم: القطع المستأصل واصطلمه: استأصله (3) الخبر في طبقات الاولياء ص 206 باختلاف الرواية (4) البيت لكثير عزة وهو في ديوانه ص 76 (ط بيروت) (5) كذا في مختصر أبي شامة وفوقها علامة تحويل إلى الهامش وكتب عليه: " حديثها " والمثبت يوافق رواية الديوان (6) البيتلابي نواس وهو في ديوانه ص 27 من قصيدة مطلعها: لا تبك ليلى ولا تطرب إلى هند * واشرب على الورد من حمراء كالورد (7) في الديوان: نشوتان (8) في مختصر أبي شامة: أن لا يدخل
পৃষ্ঠা - ৩০৪৩৬
* ولما بلغ الحير * ة حادي جملي حارا فقلت أحطط بها رحلي * ولا تحفل بمن سارا * فغنيته فتغير (1) فألقى الشموع من يده وخرج قال أبو يعقوب الخراط كنت في حلقة الشبلي فبكى رجل حتى علا صوته وبكى الشبلي وأهل الحلقة ببكائه وأنشأ يقول * أنافعي دمعي فأبكيكا * هيهات ما لي طمع فيكا لو كنت تدري بالذي نالني * أقصرت عن بعض تجنيكا * وقيل للشبلي (2) كم تهلك نفسك بهذه الدعاوي ولا تدعها فقال * إني وإن كنت قد أسأت بي ال * يوم لراج للعطف منك غدا أستدفع الوقت بالرجاء وإن * لم أر منكم ما أرتجي أبدا أغر نفسي بكم وأخدعها * نفس (3) ترى الغي فيكم رشدا * وسئل هل يقع بين الإلفين تهاجر فقال يزاد رشدا ثم أنشأ يقول * هجرتك لا قلى (4) مني ولكن * رأيت بقاء ودك في الصدود كهجر الحائمات الورد لما * رأت أن المنية في الورود * وسئل عن قوله تعالى " ولله على الناس حج البيت " (5) فوصفه بصفة تضبط عنه ثم قال * لست (6) من جملة المحبين إن لم * أجعل القلب بيته والمقاما وطوافي إجالة السر فيه * وهو ركني إذا أردت استلاما * قال أبو السري وقفت يوم عيد على حلقة الشبلي عليه فجاء حدث من أولاد _________ (1) استدركت عن هامش مختصر أبي شامة (2) الخبر والشعر في طبقات الصوفية ص 347 (3) في طبقات الصوفية: نفسا (4) قلى: وقلى زيدا قلى بالكسر مقصور وقلاء: أبغضه وقلاه في الهجر قلى (تاج العروس) (5) سورة آل عمران الاية: 97 (6) في مختصر أبي شامة: ليس
পৃষ্ঠা - ৩০৪৩৭
الوزراء حسن الوجه والزي وكثر الناس فلما رآه الشبلي قال من نظر اعتبارا سلم ومن نظر اختيارا فتن ثم قال له مر من عندي وإلا أخرق ثيابك قال الخطيب (1) أخبرني التنوخي حدثني أبو الحسن علي بن محمد بن أبي صابر الدلال قال وقفت على الشبلي في قبة الشعراء في جامع المنصور والناس مجتمعون عليه فوقف عليه في الحلقة غلام لم يكن ببغداد في ذلك الوقت أحسن وجها منه يعرف بابن مسلم فقال له تنح فلم يبرح فقال له الثانية تنح يا شيطان عنا فلم يبرح فقال له الثالثة تنح وإلا والله خرقت كل ما عليك وكان (2) عليه ثياب في غاية الحسن تساوي جملة كبيرة (3) فانصرف الفتى (4) وقيل خرج الشبلي يوما من منزله وعليه خريق (5) وأطمار (6) فقيل له ما هذا فقال * فيوما ترانا في الخزوز (7) نجرها * ويوما ترانا في الحديد عوابسا ويوما ترانا في الثريد نبسه (8) * ويوما ترانا نأكل الخبز يابسا * وقال الشبلي ضاق صدري ببغداد فضاقت علي أوقاتي فوقع لي أن أنحدر إلى البصرة فاكتريت سمارية (9) وركبت فيها فلما بلغت البصرة وخرجت من السمارية زاد _________ (1) الخبر رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 12 / 95 - 96 في ترجمة أبي الحسن علي بن محمد بن أبي صابر الدلال (2) في تاريخ بغداد: وكانت (3) في تاريخ بغداد: كثيرة (4) زيد بعدها في تاريخ بغداد: فقال الشبلي ونحن نسمع: طرحوا اللحم للبرزا * ة على ذروتي عدن ثم لاموا البزاة لم * خلعوا فيهم الرسن لو أرادوا صلاحنا 8 ستروا وجهه الحسن (5) خرق الثوب يخرقه: جابه ومزقه وخرق الثوب خرقا: شقه (6) أطمار واحدها طمر بالكسر الثوب الخلق أو هو الكساء البالي من غير الصوف (تاج العروس) (7) الخزوز الخز من الثياب ما ينسج من صوف وإبريسم (8) البس اتخاذ البسيسة بأن يلت السويق أو الدقيق أو الاقط المطحون بالسمن أو الزيت ثم يؤكل ولا يطبخ (تاج العروس) (9) سمارية: جاء في تاج العروس: سمر: والسميرية ضرب من السفن
পৃষ্ঠা - ৩০৪৩৮
علي ما كنت أجده ببغداد أضعاف ذلك فركبت تلك السمارية ورجعت ألى بغداد فلما بلغت دار الخليفة إذا بجارية تغنى له في التاج (1) * أيا قادما من سفرة البحر مرحبا * أناديك لا أنساك ما هبت الصبا قدمت على قلبي كما قد تركته * كئيبا حزينا بالصبابة متعبا * فلما سمعت غناءها طرحت نفسي في دجلة فقيل أدركوا الرجل فأخذت إلى الشط فقال المقتدر من هذا فقالوا أبو بكر الشبلي فحملت إليه ووقفت بين يديه فقال يا أبا بكر تبلغنا عنك في كل وقت أعاجيب فما هذا فقصصت عليه القصة وخرجت وفي رواية فصاح صيحة ووقع في دجلة مغشيا عليه فقال الخليفة الحقوه واحملوه فحمل إلى بين يديه فقال له أمجنون أنت فقال يا أمير المؤمنين كان من أمري كيت وكيت فتحيرت فيما هو يجري علي فبكى الخليفة مما رأى من حرقته قال أبو الصقر الصوفي دخلت على شيخ من شيوخنا أهنئه يوم عيد فرأيت عنده نخالة وهندباء (2) وخلا فشغل ذلك قلبي فخرجت من عنده ودخلت على أحد أرباب الدنيا فذكرت ذلك له فدفع إلى صرة فيها دراهم فقال احملها إليه فعدت ودخلت إليه فأخبرته فقال وما الذي رأيت من حالي قلت رأيت هندباء وخلا ونخالة فقال كأنك افتقدت (3) منزلي وكذلك لو كانت في بيتي حرمة أكنت تفتقدها قم فاخرج أشهد لا كلمتك شهرا قال فخرجت فنطح الباب وجهي ففتحته فمسحت الدم ومشيت فلقيني الشبلي فقلت يا أبا بكر رجل مشى في طاعة الله ينطح وجهه ما يوجب هذا قال لعله أراد أن يجئ إلى شئ صاف فيكدره وقال للشبلي رجل يا أبا بكر اليوم يوم العيد فأنشأ يقول _________ (1) التاج: اسم لدار مشهورة جليلة المقدار واسعة الاقطار ببغدادمن دور الخلافة المعظمة كان أول من وضع أساسه وسماه بهذه التسمية أمير المؤمنين المعتضد (معجم البلدان) (2) الهندباء بكسر الهاء وفتح الدال وقد تكسر مقصور ويمد: بقلة معروفة نافعة للمعدة والكبد والطحال أكلا (القاموس) (3) افتقد الشئ وتفقده: تطلب ما كان غائبا عنه
পৃষ্ঠা - ৩০৪৩৯
* الناس بالعيد قد سروا وقد فرحوا * وما سررت به والواحد الصمد لما تيقنت أني لا أعاينكم * غمضت طرفي فلم أنظر إلى أحد * قال السلمي وبلغني أن الشبلي كان واقفا على قبر الجنيد فسئل عن مسألة فنظر إلى الرجل ونظر إلى القبر وقال * وإني لأستحييه والترب بيننا * كما كنت أستحييه حين يراني * وقيل له أن فلانا رجلا من أصحابه مات فجاءة فقال * قضى الله في القتلى قصاص دمائهم * ولكن دماء العاشقين جبار (1) * ومات أخ من أخوان الشبلي فعز عليه فرجع من (2) جنازته وهو يقول * سأودع الإحسان بعدك والنهى * إذ حان منك البين والتوديع ولأستقل لك الدموع صبابة * ولو أن دجلة لي عليك دموع * وحكايات الشبلي رحمه الله كثيرة في إنشاده للشعر الحسن والتمثل به والطرب عليه والتواجد في مسامعه وأنشد * كادت سرائر سري أن تشير بما * أوليتني من سرور لا أسميه فصاح بالسر سر منك ترقبه * كيف السرور بسر دون مبديه فظل يلحظني فكري لألحظه * والحق يلحظني أن لا أراعيه * وأقبل الحق يفني اللحظ عن صفتي * وأقبل اللحظ يفنيني وأفنيه * وقال * وكم كذبة لي فيك لا أستقلها * أقول لمن ألقاه إني صالح وأي صلاح بي وجسمي ناحل * وقلبي مشغوف ودمعي سافح * وقال _________ (1) ذهب دمه جبارا الجبار بالضم: الهدر في الديات والساقط من الارض والجبار من الحروب: ما لا قود فيها ولا دية (تاج العروس: جبر) (2) في مختصر أبي شامة: عن
পৃষ্ঠা - ৩০৪৪০
* ذكرتك لا أني نسيتك لمحة * وأيسر ما في الذكر ذكر لساني وكدت بلا وجد (1) أموت من الهوى * وهام علي القلب بالخفقان فلما أراني (2) الوجد أنك حاضر * شهدتك موجودا بكل مكان فخاطبت موجودا بغير تكلم * ولاحظت معلوما بغير عيان * وقال * إني عجبت وما في الحب من عجب * فيه الهموم وفيه الوجد والكلف أرى الطريق قريبا حين أسلكه * إلى الحبيب بعيدا حين أنصرف * قال جعفر الخلدي أحسن أحوال الشبلي أن يقال له مجنون وقال الشبلي * كلما قلت قد دنا حل قيدي * قدموني وأوثقوا المسمارا * وقال لأصحابه ذات يوم ألست عندكم مجنونا وأنتم أصحاء زاد الله في جنوني وزاد في صحتكم ثم قال (3) * قالوا جننت بمن تهوى (4) فقلت لهم * ما لذة العيش إلا للمجانين (5) * وقال أيضا * بي جنون الهوى وما بي جنون * وجنون الهوى جنون الجنون * قال أبو نصر الهروي (6) كان الشبلي يقول إنما يحفظ هذا الجانب بي يعني من الديالمة فمات هو يوم الجمعة وعبرت الديالمة إلى الجانب الشرقي يوم السبت مات هو وعلي بن عيسى في يوم واحد قال منصور بن عبد الله (7) _________ (1) في مختصر أبي شامة: " وجه " والمثبت عن مختصر ابن منظور (2) في مختصر أبي شامة: رآني نعيم الحافظ 10 / 372 (3) البيت في حلية الاولياء لابي نعيم الحافظ 10 / 372 (4) في الحلية: جننت على ليلى (5) عجزه في حلية الاولياء: الحب أيسره ما للمجانين (6) الخبر من طريقه رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 14 / 396 (7) من طريقه الخبر والشعر في تاريخ بغداد 14 / 395 - 396
পৃষ্ঠা - ৩০৪৪১
دخل قوم على الشبلي في مرضه الذي مات فيه فقالوا كيف تجدك (1) يا أبا بكر فقال * إن سلطان حبه * قال لا أقبل الرشا فسلوه فديته * لم بقلبي (2) تحرشا * وسأل جعفر بن نصير (3) بكران الدينوري وكان يخدم الشبلي ما الذي رأيت منه يعني عند وفاته (4) فقال قال لي علي درهم مظلمة وتصدقت عن صاحبه بألوف فما على قلبي شغل أعظم (5) منه ثم قال وضئني للصلاة ففعلت فنسيت تخليل لحيته وقد أمسك على لسانه فقبض على يدي وأدخلها في لحيته ثم مات فبكى جعفر وقال ما تقولون في رجل لم يفته في آخر عمره أدب من آداب الشريعة وفي رواية ما يمكن أن يقال في رجل لم يذهب عليه تخليل لحيته في الوضوء في وقت نزع (6) روحه وقيل دخل عليه قوم من أصحابه وهو في الموت فقالوا قل لا إله إلا الله فأنشأ يقول (7) * إن بيتا (8) أنت ساكنه * غير محتاج إلى السرج وجهك المأمول حجتنا * يوم يأتي الناس بالحجج لا أتاح الله لي فرجا * يوم أدعو منك بالفرج * قال بكير صاحب الشبلي (9) _________ (1) في مختصر أبي شامة: نجدك والمثبت عن تاريخ بغداد (2) في تاريخ بغداد: بقتلى (3) الخبر من طريقهه رواه أبي بكر الخطيب في تاريخ بغداد 14 / 396 وأبو نعيم في الحلية 10 / 371 وابن الجوزي في صفة الصفوة 2 / 459 والمنتظم 14 / 51 (4) الزيادة للايضاح عن تاريخ بغداد وصفة الصفوة والمنتظم (5) في مختصر أبي شامة: " أعظم شغل منه " والمثبت عن تاريخ بغداد وصفة الصفوة والمنتظم (6) في حلية الاولياء: نزوع روحه (7) البيتان الاول والثاني في تاريخ بغداد 14 / 396 (8) في تاريخ بغداد: كل بيت (9) الخبر من طريقه في تاريخ بغداد 14 / 396 - 397 والمتظم 14 / 52 وفيه: أبو بكر غلام الشبلي وكان يعرف ببكير