তারিখ দামেস্ক

حرف الميم

محمود بن زنكي بن آق سنقر ابو القاسم بن أبي سعيد قسيم الدولة التركي

পৃষ্ঠা - ২৬৫৩৫
أحمد الحاكم أنا أبو العباس الثقفي أخبرني أبو يونس يعني محمد بن أحمد الجمحي أنا إبراهيم بن المنذر قال محمود بن الربيع مات سنة تسع وتسعين وهو ابن ثلاث وتسعين يكنى أبا محمد قرأت على ابي محمد السلمي عن عبد العزيز بن أحمد أنا مكي بن محمد بن الغمر أنا أبو سليمان بن زبر قال سنة تسع وتسعين فيها مات محمود بن الربيع الأنصاري يكنى أبا نعيم 7255 - محمود بن زنكي بن آق سنقر أبو القاسم بن أبي سعيد قسيم الدولة التركي الملك العادل نور الدين وناصر أمير المؤمنين (1) كان جده آق سنقر قد ولاه السلطان أبو الفتح ملك شاه بن ألب ارسلان حلب وولي غيرها من بلاد الشام ونشأ أبوه قسيم الدولة بعده بالعراق وندبه السلطان محمود بن محمد ابن ملك شاه بن ألب أرسلان برأي الخليفة المسترشد بالله أمير المؤمنين لولاية ديار الموصل والبلاد الشامية بعد قتل آقسنقر البرسقي وموت ابنه مسعود فظهرت كفايته وظهرت شهامته في مقاتلة العدو خذله الله وثبوته عند ظهور متملك الروم ونزوله على شيزر (2) حتى رجع إلى بلاده خائبا وحاصر أبوه قسيم الدولة دمشق مرتين فلم يتيسر له فتحها وفتح الرها والمعرة (3) وكفر طاب (4) وغيرها من الحصون الشامية واستنقذها من أيدي الكفار فلما انقضى أجله رحمه الله قام ابنه نور الدين أعزه الله مقامه في ولاية الإسلام ومولده على ما ذكر لي كاتبه أبو اليسر شاكر بن عبد الله التنوخي المعري وقت طلوع الشمس من يوم الأحد سابع عشر شوال سنة إحدى عشرة وخمسمائة ولما راهق لزم خدمة والده إلى أن انتهت مدته ليلة الأحد السادس من شهر ربيع الآخر سنة إحدى وأربعين وخمسمائة على قلعة جعبر (5) وكان محاصرا لها ونقل تابوته إلى مشهد الرقة فدفن بها _________ (1) ترجمته في سير أعلام النبلاء 20 531 ووفيات الاعيان 5 184 والكامل لابن الاثير (الفهارس) وتاريخ ابن القلانسي (الفهرس) والمنتظم 10 248 وشذرات الذهب 4 228 (2) شيزر: بتقديم الزاي على الراء قلعة تشتمل على كورة بالشام قرب المعرة بينها وبين حماة يوم (معجم البلدان) (3) المعرة يعني معرة النعمان مدينة مشهورة بين حلب وحماه (معجم البلدان) (4) كفرطاب: بلدة بين المعرة وحلب (معجم البلدان) (5) قلعة جعبر: على الفرات بين بالس والرقة قرب صفين (معجم البلدان)
পৃষ্ঠা - ২৬৫৩৬
وسير صبيحة الأحد الملك ألب رسلان ابن السلطان محمود بن محمد إلى الموصل مع جماعة من أكابر دولة أبيه وقال لهم إن وصل أخي سيف الدين غازي (1) إلى الموصل فهي له وأنتم في خدمته وإن تأخر فأنا أقرر أمور الشام وأتوجه إليكم ثم قصد حلب ودخل قلعتها المحروسة على أسعد طائر وأيمن بركة يوم الاثنين سابع ربيع الآخر ورتب في القلعة والمدينة النواب وأنعم على الأمراء وخلع عليهم وكان ابن جوسلين (2) قد عمل على أخذ الرها وحصل في البلد فوجه إليه أمراء دولته حتى استنقذها منه وخرج منها هاربا ولما استتب له الأمر ظهر منه بدل الاجتهاد في القيام بأمر الجهاد والقمع لأهل الكفر والعناد والقيام بمصالح العباد وخرج غازيا في أعمال تل باشر (3) فافتتح حصونا كثيرة وافتتح قلعة أفامية (4) وقلعة عزاز (5) وتل باشر ودلوك (6) ومرعش وقلعة عينتاب (7) ونهر الجوز وغير ذلك وحصن البارة (8) وقلعة الراوندان (9) وقلعة تل خالد (10) وحصن كفر لاثا (11) وحصن بسرفوت (12) بجبل بني عليم (13) وغز حصن إنب (14) فقصده الأبرنس متملك أنطاكية وكان من أبطال العدو وشياطينهم فرحل عنها ولقيهم دونها فكسرها وقتله _________ (1) ترجمته في سير أعلام النبلاء 20 194 (2) رسمها مضطرب وغير واضح بالاصل وصورتها: " حمرسس " والمثبت عن م و " ز " (3) تل باشر: قلعة حصينة وكورة واسعة في شمالي حلب (معجم البلدان) (4) رسمها بالاصل: " عليم " والمثبت عن م و " ز " وأفامية: مدينة حصينة من سواحل الشام وكورة من كور حمص (معجم البلدان) (5) عزاز: بفتح أوله وهي بليدة وفيها قلعة ولها رستاق شمالي حلب (معجم البلدان) (6) دلوك: بضم أوله بليدة من نواحي حلب بالعواصم (معجم البلدان) (7) عينتاب: وفي معجم البلدان: عين تاب: قلعة حصينة ورستاق بين حلب وأنطاكية (8) البارة: بليدة وكورة من نواحي حلب وبها حصن (معجم البلدان) (9) تحرفت بالاصل إلى: " الدلوندان " وفي م: " الراونداي " والمثبت عن معجم البلدان وهي قلعة حصينة وكورة طيبة معشية مشجرة من نواحي حلب (10) تل خالد: قلعة من نواحي حلب (معجم البلدان) (11) كفر لاثا بلدة ذات جامع ومنبر في سفح جبل عاملة من نواحي حلب (معجم البلدان) (12) بدون إعجام بالاصل وفي م: " بشر قوت " والمثبت عن معجم البلدان: وبسر فوت حصن من أعمال حلب في جبال بني عليم (13) تحرفت بالاصل إلى: أفامية والمثبت عن م (14) إنب: حصن من أعمال عزاز من نواحي حلب (معجم البلدان)
পৃষ্ঠা - ২৬৫৩৭
وثلاثة آلاف فرنجي كانوا معه وبقي ابنه صغيرا مع أمه بأنطاكية وتزوجب بابرنس آخر فخرج نور الدين في بعض غزواته فأسر الإبرنس الثاني وتملك أنطاكية ابن الأبرنس الأول وهو بيمنت ووقع في أسره في نوبة حارم (1) وباعه نفسه بمال عظيم أنفقه في الجهاد وأظهر بحلب السنة حتى أقام شعار الدين وغير البدعة التي كانت لهم في التأذين وقمع بها الرافضة المبتدعة ونشر فيها مذاهب أهل السنة الأربعة وأسقط عنهم جميع المرمن ومنعهم من التوثب في الفتن وبنى بها المدارس ووقف الأوقاف وأظهر فيها العدل والإنصاف وقد كان صالح المعين الذي كان بدمشق وصاهره واجتمعت كلمتهما على العدو لما وازره وحاصر دمشق مرتين فلم يتيسر له فتحها ثم قصدها الثالثة فتم له صلحها وسلم أهلها إليه البلد لغلاء الأسعار والخوف من استعلاء كلمة الكفار فضبط أمورها وحصن سورها وبنى بها المدارس والمساجد وأفاض على أهلها الفوائد وأصلح طرقها ووسع أسواقها وأدر الله على رعيته ببركته أرزاقها وبطل منها الأنزال ورفع (2) عن أهلها الأثقال ومنع ما كان يؤخذ منهم من المغارم كدار بطيخ وسوق البقل وضمان النهر والكيالة وسوق الغنم وغير ذلك من المظالم وأمر بترك ما كان يؤخذ على الخمر من المكس ونهى عن شربه وعاقب عليه بإقامة الحد والحبس واستنقذ من العدو خذلهم الله ثغر بانياس وغيره من المعاقل المنيعة كالمنيطرة (3) وغيرها بعد الأياس وبلغني أنه في الحرب رابط الجأش ثابت القدم شديد الانكماش حسن الرمي بالسهام صليب الضرب عند ضيق المقام يقدم أصحابه عند الكره ويحمي منهمزمهم عند الفرة ويتعرض بجهده للشهادة لما نرجو بها من كمال السعادة ولقد حكى عنه بعض من خدمه مدة ووازره على فعل الخير أنه سمعه يسأل الله أن يحشره من بطون السباع وحواصل الطير فالله يقي مهجته من الأسواء ويحسن له الظفر بجميع الأعداء فلقد أحسن إلى العلماء وأكرمهم وقرب المتدينين واحترمهم وتوخى العدل في الأحكام والقضايا وألان كنفه وأظهر رأفته بالرعاية وبنى في أكثر مملكته آدر العدل _________ (1) حارم: حصن تجاه أنطاكية من أعمال حلب (معجم البلدان) (2) بالاصل: دفع والمثبت عن م و " ز " (3) المنيطرة: حصن بالشام قريب من طرابلس (معجم البلدان)
পৃষ্ঠা - ২৬৫৩৮
وأحضرها القضاة والفقهاء للفصل وحضرها بنفسه في أكثر الأوقات واستمع من المتظلمين الدعاوي والبينات طلبا للإنصاف والفضل وحرصا على إقامة العدل وأدر على الضعفاء والأيتام الصدقات وتعهد ذوي الحاجة من أولي التعفف بالصلات حتى وقف وقوفا على المرضى والمجانين وأقام لهم الأطباء والمعالجين وكذلك على جماعة العميان ومعلمي الخط والقرآن وعلي ساكني الحرمين ومجاوري المسجدين وأكرم أمير المدينة الحسين وأحسن إليه وأجرى عليه الضيافة لما قدم عليه وجهز معه عسكرا لحفظ المدينة وقام لهم بما يحتاجون إليه من المؤونة وأقطع أمير مكة إقطاعا سنيا وأعطى كلا منهما ما يأكله هنيا مريا ورفع عن الحجاج ما كان يؤخذ منهم من المكس وأقطع أمراء العرب الإقطاعات لئلا يتعرضوا للحجاج بالنحس وأمر بإكمال سور مدينة الرسول واستخراج العين التي بأحد وكانت قد دفنتها السيول ودعي له بالحرمين واشتهر صيته في الخافقين وعمر الربط والخانقاهات والبيمارستانات وبنى الجسور في الطرق والخانات ونصب جماعة من المعلمين لتعليم يتامى المسلمين وأجرى الأرزاق على معلميهم وعليهم (1) وبقدر ما يكفيهم وكذلك صنع لما ملك سنجار وحران والرها والرقة ومنبج وشيزر وحماه وحمص وبعلبك وصرخد وتدمر فما من بلد منها إلا وله فيه حسن أثر وما من أهلها أحد إلا نظر له أحسن نظر وحصل الكثير من كتب العلوم ووقفها على طلابها وأقام عليها الحفظة من نقلتها وطلابها وأربابها وجدد كثيرا من ذي السبيل وهدى بجهده إلى سواء السبيل وأجهد نفسه في جهاد أعداء الله وبالغ في حربهم وتحصل في اسره جماعة من أمراء الفرنج خذلهم الله كجوسلين وابنه وابن أنفونس (2) وقومص أطرابلس وجماعة من ضربهم وكان متملك الروم قد خرج من قسطنطينية وتوجه إلى الشام طامعا في تسلم أنطاكية فشغله عن مرامه الذي رامه بالمراسلة إلى أن وصل أخوه قطب الدين في جنده من _________ (1) استدركت على هامش الاصل وبعدها صح (2) في " ز ": وابن القيس
পৃষ্ঠা - ২৬৫৩৯
المواصلة وجمع له الجيوش والعساكر وأنفق فيهم الأموال والذخائر فأيس الروم من بلوغ ما كان يرجو وتمنى منه المصالحة لعساه ينجو فاستقر رجوعه إلى بلاده ذاهبا فرجع من حيث جاء خائبا ولم يقتل بالشام مع كثرة عسكره مقتله ولم يرع من زرع حارم ولا غيرها سنبلة وحمل إلي بيت مال المسلمين من التحف ما حمل ولم يبلغ أمله وضل ما عمل وغزا معه أخوه قطب الدين في عسكر الموصل وغيرهم من المجاهدين فكسر الفرنج والروم والأرمن وأذاقهم كؤوس المنية بالأسنة والصوارم فأبادهم حتى لم يفلت منهم غير الشديد الذاهل وكانت عدتهم ثلاثين ألفا بين فارس وراجل ثم نزل على قلعة حارم فافتتحها ثانية وحواها وأخذ أكبر قرى عمل أنطاكية وسباها وكان قبل ذلك قد كسرهم بقرب بانياس وقتل جماعة من أبطالهم وأسر كثيرا من فرسانهم ورجالهم وقد كان شاور السعدي أمير جيوش مصر وصل إلى جنابه مستجيرا لما عاين الذعر فأحسن جواره وأكرمه وأظهر بره واحترامه وبعث معه جيشا كثيفا يرده إلى درجته فقتلوا خصمه ولم يقع منه الوفاء بما قرر من جهته واستجاش بجيش العدو طلبا للبقاء في السمو ثم وجه إليه بعد ذلك جيشا آخر فأصر على المسامقة له وكابر واستنجد بالعدو خذله الله فأنجدوه وضمن لهم الأموال الخطيرة حتى عاضدوه وانكفأ جيش المسلمين إلى الشام راجعا وحدث متملك الفريج نفسه بملك مصر طامعا فتوجه إليها بعد عامين راغبا في انتهاز الفرصة فأخذ بلبيس (1) وخيم من مصر بالفرصة فلما بلغه ذلك تدخل جهده في توجيه الجيش إليها وخاف من تسلط عدو الدين عليها فلما سمع العدو خذله من الله بتوجه جيشه رجعوا خائبين وأصبح أصحابه بمصر لمن عاندهم غالبين وأمل أهل أعمالها بحصول جيشه عندهم وانتعشوا وزال عنهم ما كانوا قد خشوا واطلع من شاور على المخامرة وأنه راسل العدو طمعا منه في المظافرة وأرسل إليهم ليردهم ليدفع جيش المسلمين بجندهم فلما خيف من شره ومركه لما عرف من غدره وختره وانفتح الأسر في ذلك واستبان تمارض الأسد ليقتنص الثعلبان فجاءه قاصدا لعيادته جاريا في خدمته على عادته فوثب جورديك وبزغش موليا نور الدين فقتلا شاور واراحا العباد والبلاد من شره وأما شاور فإنه أول من تولى القبض عليه ومد يده الكريمة إليه بالمكروه وصفا الأمر لأسد الدين وملك وخلعت _________ (1) بلبيس: مدينة بينها وبين الفسطاط عشرة فراسخ على طريق الشام (معجم البلدان)
পৃষ্ঠা - ২৬৫৪০
عليه الخلع وحل واستولى أصحابه على البلاد وجرت أموره على السداد وظهر منه حميد السيرة وحسن الآثار وسيعلم الكافر لمن عقبى الدار وظهرت كلمة أهل السنة بالديار المصرية وخطب فيها للدولة العباسية بعد اليأس واراح الله من بها من الفتنة ورفع عنهم المحنة فالحمد لله على ما منح وله الشكر على ما فتح ومع ما ذكرت من هذه المناقب كلها وشرحت من دقها وجلها فتح فهو حسن الخط والبنان متأت لمعرفة العلوم بالفهم والبيان كثير لمطالعتها مائل إلى نقلها مواظب حريص على تحصيل كتب الصحاح والسنن مقتن لها بأوفر الأعواض والثمن كثير المطالعة للعلوم الدينية متبع للآثار النبوية مواظب على الصلوات في الجماعات مراع لأدائها في الأوقات مؤد لفروضها ومسنوناتها معظم لفقدها في جميع حالاتها عاكف على تلاوة القرآن على الأيام حريص على فعل الخير من الصدقة والصيام كثير الدعاء والتسبيح راغب في صلاة التراويح عفيف البطن والفرج مقتصد في الإنفاق والخرج متحري في المطاعم والمشارب والملابس متبري من التباهي والتماري والتنافس عري عن التجبر والتكبر برئ من التنجم والتطير مع ما جمع الله له من العقل المتين والرأي الصويب الرصين والاقتداء بسيرة السلف الماضين والتشبه بالعلماء والصالحين والاقتفاء لسيرة من سلف منهم في حسن سمتهم والاتباع لهم في حفظ حالهم ووقتهم حتى روى حديث المصطفى (صلى الله عليه وسلم) وأسمعه وكان قد استجيز له ممن سمعه وجمعه حرصا منه على الخير في نشر السنة والتحديث ورجاء أن يكون ممن حفظ على الأمة أربعين حدثيا كما جاء في الحديث فمن رآه شاهد من جلال السلطنة وهيبة الملك ما يبهره فإذا فاوضه رأى من لطافته وتواضعه ما يحيره ولد حكى عنه في صحبه في حضره وسفره أنه لم يكن يسمع منه كلمة فحش في رضاه ولا في ضجره وإن أشهى ما إليه كلمة حققال يسمعها أو إرشاد إلى سنة يتبعها يحب الصالحين ويؤاخيهم ويزور مساكنهم لحسن ظنه بهم فإذا احتلم مماليكه أعتقهم وزوج ذكرانهم بإناثهم ورزقهم ومتى تكرتت الشكاية إليه من أحد ولاته أم بالكف عن أذى من تكلم بشكاته فمن لم يرجع منهم إلى العدل قابله بإسقاط المرتبة والعزل فلما جمع الله له من شريف الخصال تيسر له ما يقصده من جميع الأعمال وسهل