حرف الميم
محمد بن المبارك أبو عبد الله الصوري البصري
পৃষ্ঠা - ২৫৬৯৩
نصر أنبأنا أبو الميمون ثنا أبو زرعة (1) قال وشهدت جنازة محمد بن المبارك الصوري في شوال سنة خمس عشرة ومائتين فصلى عليه أبو مسهر بباب الجابية فلما فرغ أثنى عليه وقال يرحمه الله فإنه لم يزل فذكر جميلا 6982 - محمد بن المبارك أبو عبد الله الصوري البصري حدث بدمشق عن الفضل بن سعيد الأزرق وعلي بن محمد البصري وإسماعيل بن زياد روى عنه محمد بن الفيض الغساني أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة ثنا [عبد العزيز] (2) بن أحمد أنبأنا تمام بن محمد ثنا محمد بن سليمان بن يوسف بن سليمان ثنا محمد بن الفيض الغساني ثنا (3) أبو عبد الله بن المبارك الصوري البصري بدمشق ثنا الفضل بن سعيد الأزرق قال أتيت راهبا في جبل الأسود فناديته فأشرف علي فقلت له يا راهب بأي شئ يستخرج الأحزان قال بطول الانفراد وتذكر الذنوب وأخبرك أني ما رأيت شيئا أجلب لدواعي الحزن من أوكارها من الوحدة قال فقلت له وما ترى في المكتسب قال ذاك زاد المتقين قال قلت إنما أعني الطلب قال وأنا أيضا أعني الطلب قال قلت الرجل يلزم سوقا (4) من الأسواق ويكتسب الشئ يعود به على نفسه قال من أمر الدنيا أم من أمر الآخرة قال قلت من أمر الدنيا قال ذاك شئ قد كفيه الصديقون وهل ينبغي للمتقي أن يتشاغل عن الله عز وجل بشئ قال لنا محمد بن المبارك قال لي الفضل بن سعيد فلقيت رشدين بن سعد فحدثته حديث الراهب فقال صدق قرأت في كتاب الحكمة لا ينبغي للصديق أن يكون صاحب حانوت قال وحدثنا محمد بن المبارك حدثني علي بن محمد البصري (5) قال انتهيت إلى راهب في صومعته فناديته يا راهب متى ترحل الدنيا من القلب فصاح صيحة خر مغشيا
_________
(1) تاريخ أبي زرعة الدمشقي 1 / 282 وعن أبي زرعة في سير أعلام النبلاء 10 / 391 وتهذيب الكمال 17 / 187
(2) زيادة منا للايضاح
(3) من أول الخبر
إلى هنا سقط من " ز "
(4) بالاصل: سوق
(5) كذا بالاصل و " ز " وفي المختصر: النصري
পৃষ্ঠা - ২৫৬৯৪
عليه فارتقبته حتى أحسست إفاقته فقلت يا راهب أجبني قال أو سألتني عن شئ قلت نعم قال وما هو قال قلت لك متى ترحل الدنيا عن القلب فصاح صيحة أكبر من ذلك وغشي عليه أكثر من تلك فلما أن أفاق قلت له يا راهب أنا منذ اليوم منتظرك قال يا هذا [أو سألتني عن شئ قال قلت نعم قال وما هو قال قلت متى ترحل الدناي من القلب قال يا هذا] (1) والله لا ترحل الدنيا أبدا من القلب والعين تنظر إلى أهلها والأذن تسمع كلامهم هو والله ما أقول لك حتى تأوي مريد الله إلى أكناف الجبال وبطون الغيران مع الوحش يرد مواردها ويرعى مراعيها لا يرى أن النعمة على أحد أسبغ منها عليه وكيف وأنى له بالنجاة والتخلص وقد بقيت بين يديه عقبة صعود كؤود قال قلت قال إبليس متصديا على باب الله يريد أن يقطع ظهره بالغلبة حتى يقف من الله مواقف العابدين قال وحدثني محمد بن المبارك حدثني إسماعيل بن زياد قال قدم علينا راهب ونحن بعبادان (2) وكان من الشام فنزل دير أبي كبشة (3) فذكر لي من حسن كلامه ما شوقني إلى لقائه فأتيته وهو داخل الدير وحوله أناس وهو يقول إن لله عبادا سمت بهم هممهم نحو عظيم الذخائر فاحتقروا ما دون ذلك من الأخطار والتمسوا من فضل سيدهم توفيقا يبلغهم فإن استطعتم أيها المرتحلون عن قريب أن تأخذوا ببعض هبتهم (4) فإنهم قوم ملأت الآخرة قلوبهم فلم تجد الدنيا فيها ملتذا (5) فالحزن بثهم والدموع راحتهم والإشفاق سبيلهم وحسن الظن بالله قربانهم يحزنون لطول المكث في الدنيا إذا فرح أهلها فهم مسجونون وإلى الآخرة متطلعون قال فما سمعت موعظة كانت أحب (6) لقلبي منها قال وحدثني محمد بن المبارك حدثني علي بن محمد البصري قال قال عبد الواحد بن زيد: نزلنا على راهب بعبادان فقرانا فأحسن قرانا فلما أن كان الليل وهدأت العيون وثب
_________
(1) ما بين معكوفتين سقط من الاصل واستدرك عن " ز " والمختصر
(2) عبادان: بلدة تحت البصرة قرب البحر (راجع معجم البلدان)
(3) لم أقف عليه
(4) كذا بالاصل و " ز " وفي المختصر: هيئتهم
(5) كذا بالاصل و " ز " وفي المختصر: مكيدا
(6) كذا بالاصل وفي " ز " والمختصر: أخف