তারিখ দামেস্ক

حرف الميم

محمد بن خفيف بن أسفكشاد ابو عبد الله الضبي الشيرازي الصوفي شيخ بلاد

পৃষ্ঠা - ২৪৪৮৮
قال لنا أبو محمد بن الأكفاني توفي أبو الحسين محمد بن الخضر الفارضي يوم السبت لإحدى عشرة خلت من جمادى الأولى سنة أربع عشرة وأربعمائة حدث عن أبي عبد الله بن خالوية وأبي عبد الله ابن مروان وغيرهما 6318 - محمد بن خفيف بن أسفكشاد (1) أبو عبد الله الضبي الشيرازي الصوفي (2) شيخ بلاد فارس في وقته وأوحد اهل طريقته في عصره قدم دمشق وحدث عن حماد بن المبارك والحسين (3) المحاملي وأحمد بن محمد الأصبهاني وأبي الطيب النعمان بن أحمد الواسطي ومحمد بن جعفر التمار وأحمد بن سمعان وأبي عبد الله محمد بن أحمد بن سهل التريكاني القاضي وأظنه سمع منه بدمشق وأبي بكر محمد بن أحمد بن شاهدهرمز روى عنه أبو الحسن بن جهضم وابو عبد الله محمد بن عبد الله بن باكوية الشيرازي وأبو الفرج محمد بن عبد الله بن محمد الخرجوشي الشيرازي وأبو إسحاق إبراهيم بن الخضر السياح (4) الشيرازي وابو علي الحسن بن حفص الأندلسي وأبو الفتح أحمد بن عبد الله الكاتب وأبو الفضل محمد بن جعفر بن محمد بن عبد الكريم الخزاعي المقرئ أخبرنا أبو الحسن زيد بن الحسن بن زيد الموسوي الحسيني أنبأنا أبو شجاع محمد ابن سعدان بن عبد الله المقاريضي الشيرازي ببلاد فارس حدثنا الشيخ أبو الفتح أحمد بن عبد الله الكاتب قراءة عليه حدثنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن خفيف الزاهد رحمه الله حدثنا التريكاني محمد بن أحمد حدثنا أبو زرعة الرازي حدثنا عبد العزيز بن عبد الله العامري حدثنا مالك عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن شيخ من أهل الطائف قال سمعت _________ (1) كذا بالاصل ود و " ز " وفي المختصر: " أسعكشاذ " وفي سير أعلام النبلاء والوافي بالوفيات: اسفكشار (2) ترجمته في سير أعلام النبلاء 16 / 342 ومعجم البلدان (شيراز) والانساب (الشيرازي) واللباب (الشيرازي) وحلية الاولياء 10 / 385 والرسالة القشيرية ص 420، والوافي بالوفيات 3 / 42 وطبقات السبكي 3 / 149 والعبر 2 / 360 وتبيين كذب المفتري ص 190 شذرات الذهب 3 / 76 (3) بالاصل: الحسن تصحيف والمثبت عن د و " ز " وسير أعلام النبلاء (4) كذا رسمها بالاصل وتقرأ في د و " ز ": " النساخ " وفي سير أعلام النبلاء: الشياح
পৃষ্ঠা - ২৪৪৮৯
أبا هريرة يقول سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول قلب الشيخ شاب في حب اثنتين طول الأمل وحب المال [11101] أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن الحسن أنبأنا أبو سعد علي بن عبد الله بن ابي صادق أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن باكوية قال سمعت أبا أحمد الصغير قال سمعت أبا عبد الله بن خفيف يقول دخلت دمشق فقصدت الفقراء وسلمت عليهم وأحضر طعام فمددت يدي معهم وكان على صوف مصري وعمامة كحلي كان قد فتح على قبل دخولي إلى دمشق بأيام فتوهم واحد منهم ان معي معلوما (1) أو لي يسار فقال لي ألا تستحي من الله تأكل خبز الفقراء وأنت غني قال فقلت ما علمت أن للفقراء خبزا ولو علمت ما أكلت ثم أمسكت يدي فسمع الدقي فاستخف بالرجل استخفافا شديدا ثم عرفني إليهم فجاء الرجل معتذرا فقلت يا أخي إن خبز الفقراء لا مالك له وإنما هو لمن يأكل لأن الفقير لا يملك أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل أنبأنا محمد بن يحيى بن إبراهيم بن محمد أنبأنا أبو عبد الرحمن السلمي قال (2) محمد بن خفيف بن اسفكشاد الضبي أبو عبد الله المقيم بشيراز كانت أمة نيسابورية هو اليوم شيخ المشايخ وتاريخ الزمان لم يبق للقوم أقدم منه سنا ولا أتم حالا ووقتا صحب رويما (3) والجريري (4) وأبا العباس بن عطاء (5) ولقي الحسين بن منصور وهو أعلم المشايخ بعلوم الظاهر متمسكا (6) بعلوم الشريعة من الكتاب والسنة وهو فقية على مذهب الشافعي قال أبو عبد الله بن خفيف الأكل مع الفقراء قربة إلى الله وقال أبو عبد الله ما سمعت شيئا من سنن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) واستعملته حتى الصلاة على أطراف الأصابع وهي صعبة _________ (1) بالاصل ود و " ز ": " معلوم " (2) انظر طبقات السلمي ص 462 وسير أعلام النبلاء 16 / 342 (3) بالاصل ود و " ز ": " رويم " وهو أبو محمد رويم بن أحمد البغدادي سنة 303، راجع أخباره في الرسالة القشيرية ص 390 (4) هو أبو محمد أحمد بن محمد بن الحسين الجريري من أصحاب الجنيد راجع أخباره في الرسالة القشيرية ص 402 (5) هو أبو عبد الله أحمد بن عطاء الروذباري توفي سنة 369 في صور شيخ الشام راجع أخباره في الرسالة القشيرية ص 415 (6) كذا بالاصل ود و " ز " وفي سير أعلام النبلاء: " متمسك "
পৃষ্ঠা - ২৪৪৯০
وقال أحمد بن يحيى الشيرازي ما أرى التصوف إلا ويختم بأبي عبد الله بن خفيف وقيل لأبي عبد الله بن خفيف إن فلانا يتكلم في التصوف بكلام عالي فقال إنه قام عليه التصوف رخيصا فهو يبيعه رخيصا نعي إلينا سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد أنبأنا أبو نعيم الحافظ قال (1) ومنهم أبو عبد الله بن خفيف الخفيف (2) الظريف له الفصول في الأصول (3) والتحقق والتثبت في الوصول لقي الأكابر والأعلام صحب رويما وأبا العباس بن عطاء وطاهر المقدسي وأبا عمر (4) الدمشقي كان شيخ الوقت حالا وعلما توفي سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة أخبرنا أبو المظفر بن القشيري قال قال لنا أبي الأستاذ أبو القاسم (5) ومنهم أبو عبد الله محمد (6) بن خفيف الشيرازي صحب رويما والجريري (7) وابن عطاء وغيرهم مات سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة شيخ الشيوخ واحد وقته قال ابن خفيف الإرادة استدامه الكد وترك الراحة وقال ليس شئ أضر بالمريد من مسامحة النفس في ركوب الرخص وقبول التأويلات وسئل عن القرب فقال قربك منه تعالى بملازمة الموافقات وقربك منه بداوم التوفيق أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد البروجردي أنبأنا أبو سعد الحيري أنبأنا أبو عبد الله ابن باكوية أنبأنا أبو عبد الله محمد بن خفيف الشيرازي قال اول من لقيت من المشايخ أبا العباس أحمد بن يحيى وعلي يده تبت وأول ما أمرني به كتابة الحديث وقال لي اختلف إلى أحمد بن أبان الراوى وإلي عبد الله بن جعفر الأزركاني وكان من كبار مشايخ شيراز _________ (1) رواه أبو نعيم في حلية الاولياء 10 / 385 (2) كذا بالاصل ود و " ز " وفي حلية الاولياء: الحنيف (3) في الحلية: الفصول في النصول (4) كذا بالاصل ود و " ز " والمختصر وفي الحلية: عمرو (5) رواه القشيري في الرسالة القشيرية ص 420 رقم 51 (6) زيد عن الرسالة القشيرية (7) بالاصل: الحريري تصحيف والتصويب عن د و " ز " والرسالة القشيرية
পৃষ্ঠা - ২৪৪৯১
في الديانة والرواية ثم دعاهما بعد ذلك وأوصاهما فربما كنت أدخل إلى أبي عبد الله الأزركاني فيقول لي يا أبا عبد الله هل لك ان تجعل يومنا للصلاة فاقول ما يأمر الشيخ وكان يقوم في ناحية من البيت وأقوم في ناحية نصلي (1) العصر ثم أقرا عليه شيئا من الحديث وأخرج من عنده فيسألني أحمد بن يحيى معاملته معي ويقول لي لا تحب أن يكون لك في ليلك ونهارك وقت ضائع فقبلت ما قال لي ثم أخذ بعد ذلك في رياضتي فأول رياضة كانت لي أنه حملني إلى السوق وجلس على باب المسجد حتى عبر قصاب واشترى قطعة لحم وقال لي احملها بيدك إلى المنزل وأرجع إلى عندي قال فأخذتها واستحييت من الناس فدخلت مسجدا وتركته بين يدي وأفكر بين حملها وبين أن اعطيها إلى الحمال فاستخرت الله وقلت لا أخالف هذا الشيخ فحملته (2) بيدي والناس يقولون أيش هذا وأنا أخجل وأسكت حتى حملته إلى منزله ورجعت إليه وأنا عرق مستحي (3) فقال لي يا بني كيف كانت نفسك في حمل ذلك اللحم بعد أن كان الناس ينظرون إليك بعين عظيم (4) وإنك من أولاد السلاطين فحدثته فتبسم وقال لي يا بني قد حمدت فعلك وستري بركته قال وخرجت يوما من الأيام إلى الصلاة وكنت حافي (5) على سبيل الرياضة فاستقبلني إبراهيم بن روزبة وكان من كبار المشايخ في الحديث ففاتحني في الكلام وقال (6) سقطت ثلجه (7) وجمدت رجلي ولم يعلم أني حافي فلم يزل يحدثني إلي أن أذنوا فلما أردت الأنصراف لم يمكنني المشي مما قد اثر في رجلي التزاقة على الجليد فعلم الشيخ واغتم وأوهمته أني في عافية فرجعت إلى البيت وبقيت أربعين يوما لا أقدر على النهوض واحتجت إلى المعالجات ثم قصدني بعد ذلك مؤمل (8) الجصاص وعمل لي خفا قصير الساق وجوربا وأخذ رجلي وألبسني وقال لي تعارض فإن هذه عقوبة وكان كما قال فإني كنت قد اعتقدت ابن لا ألبس شيئا سنة وأمشي حافي قال وكنت أذهب في حال إرادتي وكنت أجمع الخرق من الطرق و (9) المزابل وأغسله وأصلحت منه ما ألبسه فجمعت مرة من الخرق وأصلحت (10) منها مطبقة واشرتيت شقة بثلاثة دراهم وقعطت منها قميصا _________ (1) في " ز ": حتى يصلى العصر (2) كذا بالاصل ود وفي " ز ": فحملتها بيدي (3) كذا بالاصل ود و " ز " بإثبات الياء (4) الاصل ود وفي " ز ": بعين عظيمة (5) كذا بالاصل ود بإثبات الباء وفي " ز ": حلف (6) كذا بالاصل وفي د و " ز ": " وقد سقطت " وفي " ز " (7) ليست في " ز " (8) في " ز ": مؤملا (9) سقطت من الاصل ود وأضيفت عن " ز " (10) الاصل ود وفي " ز ": وجمعت
পৃষ্ঠা - ২৪৪৯২
ولبسته فوق المطبقة أتجمل بها فدخل فقير وكان رث الحال فنزعت القميص وألبسته إياه ورجعت إلى بيتي وجلست عريانا فبقيت شتوتي على ذاك ومنع الناس عني ولم يفتح علي شئ البته ثم حمل إلى بعد ذاك قميص فلبسته ودخلت إلى المشايخ فقالوا لي أين كنت قلت كان من امري كيت وكيت فجعلوها مسألة وتكلموا عليها وقالوا ما كان سبب الإيثار (1) فتكلم كل واحد بشئ فمنهم من جعل عقوبة للإخراج ومنهم من صحح الإخراج وجعلوا السبب (2) اختيار التصفية ثم اتفقوا على أنني كنت احق به وإنما نزعت عن مستحق ودفعت إلى غير مستحق ففتشت عن ذلك فكان الرجل معه معلوما وأنا كنت مجردا قال وسمعت أبا عبد الله يقول كنت في ابتدائي بقيت أربعين شهرا أفطر كل ليلة بكف باقلى فمضيت يوما وافتصدت فخرج من عرقي شبيه ماء اللحم وغشي علي فتحير الفصاد وقال ما رأيت جسدا بلا دم إلا هذا (3) أخبرنا أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم أنبأنا أبي الإستاذ الإمام أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري قال سمعت أبا عبد الله بن باكوية الشيرازي يقول سمعت ابا أحمد الصغير رحمه الله يقول (4) دخل يوما من الأيام فقير فقال للشيخ أبي عبد الله بن خفيف رحمه الله بي وسوسة فقال الشيخ رحمه الله عهدي بالصوفية يسخرون من الشيطان الآن الشيطان يسخر بهم قال وسمعت أبي يقول سمعت محمد بن عبد الله الشيرازي يقول سمعت أبا أحمد الصغير يقول سمعت أبا عبد الله بن خفيف يقول (5) كنت في حال حداثتي استقبلني بعض الفقراء فرأى في أثر الضر والجوع فأدخلني داره وقدم إلي لحما طبخ بالكشك واللحم متغير (6) فكنت آكل الثريد وأتجنب اللحم لتغيره فلقمني لقمة فأكلتها بجهد ثم لقمني ثانية فبلعتة بمشقة فرأى ذلك مني وخجل وخجلت لأجله فخرجت وانزعجت في الحال للسفر فأرسلت إلى والدتي من يحمل إلى مرقعتي فلم تعارضني الوالدة ورضيت _________ (1) رسمها بالاصل ود: " الانسا " والمثبت عن " ز " (2) رسمها بالاصل ود: " الانسا " والمثبت عن " ز " (3) تبيين كذب المفتري ص 191، وسير أعلام النبلاء 16 / 343 (4) الرسالة القشيرية ص 421 (5) الخبر في الرسالة القشيرية ص 293 - 294 تحت عنوان: أحكام السفر 6 - () في الرسالة القشيرية: وكان اللحم متغير الطعم
পৃষ্ঠা - ২৪৪৯৩
بخروجي فارتحلت من القادسية مع جماعة من الفقراء الفقهاء ونفذ ما كان معنا وأشرفنا على التلف فوصلنا إلى حي من احياء العرب ولم نجد شيئا واضطررنا إلى أن اشترينا منهم كلبا بدنانير وشووه وأعطوني قطعة من لحمه فلما أردت أكله فكرت في حالي فوقع لي أنه عقوبة خجل ذلك الفقير فتبت في نفسي وسكت ودلونا على الطريق فمضيت وحججت ثم رجعت معتذرا إلى الفقير أخبرنا أبو بكر محمد بن احمد بن الحسن أنبأنا أبو سعد علي بن عبد الله أنبأنا أبو عبد الله بن باكوية قال سمعت ابا أحمد الصغير قال سمعت أبا عبد الله بن خفيف يقول خرجت في سفرتي الأولى واحتملت في المركب ولي ست عشرة (1) سنة ورجعت سريعا لأجل والدتي واشتغلت بالرياضات والمجاهدات وكنت آوي إلي مسجد سليمان وإلي كهف بالقرب منه فدخلت يوما من الأيام إلى المدينة وقد أثرت (2) على الفاقة فاستقبلني فقير من أصحابنا وحلفني أن أدخل إلى منزلة فقدم إلى لحما قد طبخ بالكشك (3) وكان اللحم متغير الرائحة فكنت آكل الثريد وأترك اللحم ولا أظهر له أن اللحم متغير كي لا يحتشم فلقمني لقمة لحم وتحملت بلعها ولقمني ثانية فظهر في وجهي الكراهة فخجل الفقير وأغتممت أنا لخجلة وانزعجت انزعاجا عظيما فبعثت إلى والدتي وقلت إن أردت أن تودعيني فالحقيني بباب الدرب واحملي معك مرقعتي فجاءت ومعها المرقعة فلبستها وودعتها فما عارضتني وتعجبت من سكوتها بعدما عرفت من إشفاقها علي ومشيت ولم أدخل بغداد من شدة انزعاجي ودخلت الكوفة ولم أقم بها وخرجت إلى القادسية فرأيت جماعة من أهل خراسان فتعلقوا بي وقالوا نمشي معك وأنا متحير أنظر سبب ما أزعجني فتهنا في الطريق وما زلنا تائهين حتى نفذ زاد القوم وأشرفوا على التلف فرجعنا إلى رحلة من العرب وقد بلغ الجوع للتلف (4) فطلبوا الطعام فلم يقدروا عليه وبلغ بهم الجهد إلى أن اشتروا كلبا بدنانير وذبحوه وشووه وأعطوني من لحمه قطعة فلما أردت أن آكله علمت أنه عقوبة ذلك الفقير ثم دلونا على الطريق فذهبت وحججت ورجعت إلى عند والدتي واعتذرت إلى الفقير وقصصت عليه القصة فتعجبوا منه _________ (1) بالاصل ود و " ز ": ستة عشر سنة (2) الاصل ود: " أثر " والمثبت عن " ز " (3) في " ز ": بالكسكس (4) كذا بالاصل ود وفي " ز ": وقد بلغ بنا الجوع إلى حد التلف
পৃষ্ঠা - ২৪৪৯৪
قال (1) وسمعت أبا أحمد الكبير يقول سمعت أبا عبد الله بن خفيف يقول خرجت من شيراز في السفرة الثالثة فتهت في البادية وحدي وأصابني من الجوع والعطش ما اسقط من أسناني ثمانية وانتثر شعري كله ثم وقعتإلى فيد وأقمت بها حتى (2) تماثلت وخرجت إلى مكة ومضيت إلى بيت المقدس وأقمت ما اتفق ثم دخلت الشام فبت في مسجدا إلى جنب دكان صباغ وبات معي في المسجد رجل به قيام فان يخرج ويدخل إلى الصباح فلما أصبحنا صاح الناس وقالوا نقب في دكان الصباغ وأخذ ما فيه فدخلوا المسجد ورأونا فسألوا (3) الخبر فقال الرجل المبطون الذي كان في المسجد لا (4) أدري إن هذا الرجل طول الليل كان يدخل يخرج وما كنت قد خرجت إلا مرة تطهرت فأخذوني ولا زالوا (5) يجروني ويضربونني ويقولون تكلم فاعتقدت التسليم فكانوا يغتاظون من سكوتي فحملوني إلى دكان الصباغ وكان أثر رجل اللص في الرماد فقالوا ضع رجلك فيه فوضعت فكان على قدر رجلي فزادهم غيظا وجاء السلطان (6) وحمل الزيت ونصبوا القدر وغلى وحمل السكين ومن يقطع اليد واستجمع الناس فرجعت إلى نفسي وإذا هي ساكنة فقلت في نفسي إذا أرادوا قطع يدي سألتهم أن يقطعوا يساري لأكتب بيميني شيئا فجاء الأمير وجلس وجعل يهددني ويكلمني بالصولة فنظرت إلية فعرفته وكان مملوكا لوالدي فكلمني بالعربية وكلمته بالفارسية فنظر إلى وقال أبو الحسين وكنت أكنى في صباي بأبي الحسين فضحكت فعرفني من ضحكي فأخذ يلطم رأسه ووجه فاشتغل الناس به وإذا بصيحة وقعت إن اللصوص قد فمشيت والناس ورائي وأنا ملطخ بالدماء جائع لي أيام لم أتناول (7) فرأتني أخذوا عجوز فقيرة فقالت لي أدخل الدار (8) واغسل هذا الدم منك فدخلت دارها ولم يرني (9) القوم وغلقت الباب وغسلت وجهي ويدي وإذا الأمير قد أقبل يطلبني فدخل ومعه جماعة وجر من منطقتة سكينا _________ (1) القائل: أبو عبد الله بن باكويه ومن طريقه روي الخبر في سير أعلام النبلاء 16 / 343 - 344 (2) كتبت فوق الكلام بين السطرين بالاصل (3) في " ز " ود: فسألونا الخبر (4) بالاصل ود: " قال: لا أدري " والمثبت عن " ز " (5) بالاصل ود: " زال " والمثبت عن " ز " (6) في " ز ": وجاءوا إلى السلطان (7) كذا بالاصل وفي د: " لم أتناول شيئا " وفي " ز ": لم أتناول طعاما (8) في الاصل ود: " ادخل لي الدار " والمثبت عن " ز " 9 - () بالاصل ود: " ولم يروني القوم " وفي " ز ": " يراني " والمثبت عن سير الاعلام
পৃষ্ঠা - ২৪৪৯৫
وحلف بالله لئن مسكني إنسان لأقتلن نفسي بهذا السكين فانقبض الناس عنه فضرب بيده رأسه ووجهه مائة صفعة حتى منعته أنا ثم أعتذر وجهد بي كل الجهد أن أقبل منه شيئا فأبيت وهربت ليومي من المدينة فحدثت بعض المشايخ فقال هذا عقوبة انفرادك فما دخلت بعدها بلدا فيه فقراء إلا قصدتهم أنبأنا أبو القاسم عبد الرحمن بن طاهر بن سعيد بن فضل الله أنبأنا أبو شجاع محمد ابن سعدان أنبأنا أبو الحسن علي بن بكران الصوفي أنبأنا أبو الحسن علي الديلمي قال سمعت الشيخ يعني ابن خفيف يقول كنت في البادية فأصابني السموم (1) ولم يكن معي ماء ولا زاد فطرحت نفسي ونمت كالسكران قال فانتبهت وإذا عند رأسي قطعة تمر وركوتي ملأي ماء ففرحت وتوهمت أنها آية ظهرت لي فكنت أستقل بها حتى دخلت المدينة ففي بعض الأيام كنت جالسا عند القبر فإذا ببدويين دخلا المسجد فقصدا القبر فقال أحدهما للآخر هذا صاحبنا فجاءا (2) وسلما علي وقالا رأينك في موضع كذا وكذا وقد ضر بك السموم فحركناك فلم تنتبه فتركنا عندك الماء والتمر قال فقلت في نفسي ما اصطدنا شيئا وخاب ظننا فكان يمزح إذا حكى هذه الحكاية ويقول هذه كانت من آياتي قال الديلمي وسمعت أحمد بن محمد وهو ثقة أمين قال كان بي وجع القولنج وأعياني علاجه وأعيى الأطباء معالجته فما رأيت فيه براء فرأيت الشيخ يعين ابن خفيف في النوم وذاك بعد موته فقال لي ما لك فقلت بي هذه العلة وقد أعيتني وأعيا الأطباء ومعالجته (3) فقال لي لا عليك فإدا وتبرأ ولا يوجعك بعد قال فلما أصبحت انحلت طبيعتي من غير دواء وأقامني مجالس وسكن الوجع قال وسمعت عبد الرحيم يقول كان الشيخ يذكر الكرامات يوما فقال ما عرفت لنفسي شيئا منهم إلا مرة واحدة وذلك أنا كنا شيعنا الحاج وكنت أنا وصاحب لي فلما بلغنا دار سار (4) موضعا كان يجمتع فيه الحاج في الصحراء قال فقعدنا نتذاكر في الكرامات وطال جلوسنا وذهب الحاج فعبر علينا بعد الحاج فارسان مشيعان للحاج _________ (1) السموم: الريح الحارة (2) الاصل: " فجاء " والمثبت عن د و " ز " (3) كذا بالاصل ود وفي " ز ": معالجتها (4) كذا رسمها وفي د: " دارنسار " وفي " ز ": " دا يسار " ولم أجده
পৃষ্ঠা - ২৪৪৯৬
فلما طال جلوسنا وفرغنا من الكلام قلت قوموا بنا الساعة فإنا ندرك الحاج نحوهم (1) أول منزل من البلد فقمنا وسرنا قليلا فالتفت فإذا نحن قدام الحاج والحاج وراءنا ورأيت الفارسين ورأءنا ببعيد قال أبو الفتح يعني عبد الرحيم وإلى يومنا هذا لم أحكه أزيد من سمعه معي وكان أبو عبد الله محمد بن أحمد المعروف بأميرويه حاضرا فقال أنا سمعت من الشيخ هذه الحكاية والرجل الذي كان معه كان اليسع أو أخوه الإصطخريين فاتفق سماعي من التقيين جميعا آخر الجزء السابع والعشرين بعد الأربع مائة من الأصل (2) أخبرنا أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم أنبأنا أبي الأستاذ أبو القاسم القشيري (3) حدثنا أبو عبد الله بن باكوية قال قال أبو عبد الله بن خفيف دخلت بغداد قاصدا إلى الحج وفي رأسي نخوة الصوفية ولم آكل الخبز أربعين يوما ولم أدخل على الجنيد ففرحت ولم أشرب إلى زبالة (4) وكنت على طهارتي فرأيت ظبيا على رأس البئر وهو يشرب وكنت عطشان فلما دنوت من البئر ولي الظبي (5) وإذا الماء في أسفله فمشيت فقلت يا سيدي ما لي محل هذا الظبي فسمعت من خلفي جربناك فلم (6) تصبر أرجع وخذ الماء فرجعت وإذا البئر ملأى ماء فملأت (7) ركوتي وكنت أشرب منه وأتطهر _________ (1) كذا رسمها بالاصل وفي د " بحريم " وفي " ز ": بحريم " ولم أجده (2) كتب بعدها في " ز ": بلغت سماعا بقراءتي وعرضا على سيدنا العالم الورع أبي البركات الحسن بن محمد ابن الحسن بن هبة الله بإجازته من عمه المؤلف وابنه أبي سعيد عبد الله وكتب محمد بن يوسف بن محمد البرزالي الاشبيلي وسمع النصف الاخير منه أبو العباس أحمد بن يوسف بن عبد الله التلمساني يوم الثلاثاء الحادي عشر من شهر رجب سنة ثمان عشرة وستمئة بالمسجد الجامع بدمشق حرسها الله تعالى في مجلس واحد والحمد لله وحده وصلاته على محمد نبيه ورسوله وسلامه (بياض عدة أسطر) (3) الرسالة القشيرية ص 301 (4) بياض بالاصل وفي " ز ": " زيارته " والمثبت عن الرسالة القشيرية وزبالة: منزل معروف بطريق مكة من الكوفة (انظر معجم البلدان للحموي) (5) الاصل: الظبية والمثبت عن " ز " (6) بالاصل: " حربا مما " وفي " ز ": " صوتا يقول لما تصبر " والمثبت عن الرسالة القشيرية (7) بالاصل: ملات والمثبت عن " ز "
পৃষ্ঠা - ২৪৪৯৭
إلى المدينة ولم ينفذ ولما استقيت سمعت هاتفا يقول إن الظبي جاء بلا ركوة ولا حبل وأنت جئت مع الركوة فلما رجعت من الحج دخلت الجامع فلما وقع بصر الجنيد على قال لو صبرت لنبع الماء من تحت رجلك لو صبرت صبر ساعة صبر ساعة أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين قال سمعت أبا الحسن (1) علي بن حمزة بن علي العلوي يقول سمعت أبا عبد الله محمد بن عبد الله الشيرازي يقول (2) نظر أبو عبد الله بن خفيف يوما إلى ابن مكتوم وجماعة من أصحابه يكتبون شيئا فقال ما هذا فقالوا نكتب كذا وكذا فقال اشتغلوا بتعلم شئ ولا يغرنكم كلام الصوفية فإني كنت أخبئ محبرتي في جيب مرقعتي والكاغد (3) في حجرة سراويلي وكنت أذهب خفيا إلى أهل العلم فإذا علموا بي خاصموني وقالوا لا يفلح ثم أحتاجوا إلى بعد ذلك أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن الحسين أنبأنا علي بن عبد الله بن أبي صادق أنبأنا أبو عبد الله بن باكوية قال ونظر يعني ابن خفيف يوما إلى ابن مكتوم فذكر نحوها قال وأنبأنا أبن باكوية قال وسمعت أبا عبد الله يقول وهو يعظ أصحابه قال كنت في بدايتي ربما كنت أقرأ في ركعة واحدة عشرة آلاف مرة " قل هو الله احد " ربما كنت أقرأ في ركعة واحدة القرآن كله (4) وربما كنت أصلي من الغداة إلى العصر ألف ركعة سمعت أبا المظفر بن القشيري يقول سمعت أبي يقول سمعت أبا عبد الله الصوفي يقول سمعت أبا عبد الله بن خفيف يقول (5) وربما كنت أقرأ في ابتداء أمري في ركعة واحدة عشرة آلاف مرة " قل هو الله أحد " وربما كنت أقرأ في ركعة واحدة القرآن كله وربما كنت أصلي من الغداة إلى العصر ألف ركعة أخبرنا أبو بكر البروجردي أنبأنا أبو سعد الحيري أنبأنا أبو عبد الله بن باكوية قال _________ (1) في " ز ": الحسين (2) الخبر في سير أعلام النبلاء 16 / 346 وتبيين كذب المفتري ص 191 (3) الكاغد: الورق معرب وفي سير الاعلام: الورق بدل الكاغد (4) إلى هنا روي الخبر في سير أعلام النبلاء 16 / 346 من طريق ابن باكويه (5) الرسالة القشيرية ص 421
পৃষ্ঠা - ২৪৪৯৮
سمعت أبا عبد الله يقول ما سمعت شيئا من سنن النبي (صلى الله عليه وسلم) إلا استعملته حتى الصلاة على أطراف الأصابع قال وأنبأنا ابن باكوية قال سمعت أبا العباس الكرجي قال سمعت أبا عبد الله يقول ضعفت عن القيام في صلاة النوافل وقد جعلت بدل كل ركعة ركعتين لقول النبي (صلى الله عليه وسلم) صلاة القاعد نصف صلاة القائم [11102] أخبرنا أبو المظفر بن القشيري أنبأنا أبي قال (1) سمعت ابن باكوية يقول سمعت أبا العباس الكرجي (2) يقول سمعت ابا عبد الله بن خفيف يقول ضعفت في القيام في النوافل وقد جعلت بدل كل ركعة من أورادي ركعتين قاعدا (3) للخبر صلاة القاعد على النصف من صلاة القائم أنبأنا أبو القاسم عبد الرحمن بن طاهر الميهني أنبأنا أبو شجاع المقاريضي أنبأنا علي بن بكران أنبأنا علي الديلمي قال بعض المشايخ قال كان بالشيخ قديما وجع الخاصرة فكان إذا أخذه أقعده عن الحركة فكان إذا أقيمت الصلاة يحمل على الظهر إلى المسجد ليصلي فقيل له في ذلك لو خففت على نفسك لكان لك سعة في العلم فقال إذا سمعتم حي على الصلاة ولا تروني في الصف فاطلبوني في المقابر (4) قال وسمعت عبد الرحمن يقول ما رأيت الشيخ قط فاتته تكبيرة الإحرام في جميع صلواته منذ رأيته سمعت أبا المظفر بن القشيري (5) يقول سمعت أبي يقول سمعت أبا عبد الله بن باكوية الصوفي يقول سمعت أبا أحمد الصغير يقول أمرني أبو عبد الله بن خفيف أن أقدم إليه كل ليلة عشر (6) حبات زبيب لإفطاره فليلة أشفقت عليه فحملت إليه خمس عشرة حبة فنظر إلى وقال من أمرك بهذا فأكل عشر حبات وترك الباقي _________ (1) الرسالة القشيريية ص 421 (2) كذا بالاصل و " ز " وفي الرسالة القشيرية: الكرخي (3) بالاصل: قاعد والمثبت عن " ز " والرسالة القشيرية (4) سير أعلام النبلاء 16 / 346 (5) الرسالة القشيرية ص 143 - 144 (6) بالاصل: " عشرة " والمثبت عن " ز " والرسالة القشيرية
পৃষ্ঠা - ২৪৪৯৯
أخبرنا (1) أبو بكر محمد بن أحمد أنبأنا علي بن عبد الله أنبأنا عبد الله بن باكوية حدثنا أبو أحمد الصغير قال كان أمرني أن أقدم إليه كل ليلة عشر حبات زبيب لإفطاره قال فشفقت عليه ليلة فجعلتها خمس عشرة حبة فنظر إلى وقال من أمرك بهذا وأكل منها عشر حبات وترك الباقي قال وأنبأنا ابن باكوية ح قال وسمعت أبا المظفر يقول سمعت أبي يقول سمعت أبا عبد الله بن باكوية الصوفي يقول سمعت أبا عبد الله بن خفيف يقول ما وجبت على زكاة الفطر أربعين سنة (2) ولي قبول عظيم بين الخاص والعام أخبرنا أبو بكر البروجردي أنبأنا أبو سعد الحيري أنبأنا أبن باكوية قال سمعت أبا أحمد الكبير قال كان أبو عبد الله إذا أراد أن يخرج إلى صلاة الجمعة يقول لي هات ما عندنا فأحمل إليه كل ما قد فتح من الذهب والفضة وغيره فيفرقه كله ثم يخرج إلى صلاة الجمعة وكان كل سنة في أوان يخرج جميع ما عنده من الثياب حتى لا يبقي لنفسه ما يخرج به إلى برا (3) أنبأنا أبو القاسم عبد الرحمن بن طاهر بن سعيد أنبأنا محمد بن سعدان أنبأنا علي ابن بكران الصوفي أنبأنا أبو الحسن علي الديلمي قال سمعت أبا بكر المفيد بجرجرايا يقول كنت في مجلس أبي سعيد ابن الأعرابي بمكة إذ دخل أبو عبد الله محمد بن خفيف رحمه الله المجلس فجلس فأقبل عليه الشيخ أبو سعيد يسأله عن حاله فلما علم انه أبو عبد الله أخذ بيده ليصدره بجنبه فامتنع فاجتهد به وقال اريد أن أسمع منك المسألة التي في الرد على أبي بكر بن بردا سار (4) أو غيره قال أحمد الشك مني فقال أبو عبد الله إن كان ولا بد فجي نتحول إلى مجلس غير هذا فتحولنا إلى مجلس آخر فسمعا منه المسألة بقراءة الشيخ أو كما قال _________ (1) الخبر التالي سقط من " ز " (2) تبيين كذب المفتري ص 192 وسير أعلام النبلاء 16 / 346 (3) كذا بالاصل و " ز " تقول العرب: جلست برا وخرجب برا قال أبو منصور (الازهري) وهذا من كلام المولدين وما سمعته من فصحاء العرب بالبادية (راجع تهذيب اللغة للازهري ولسان العرب) (4) كذا رسمها بالاصل و " ز "
পৃষ্ঠা - ২৪৫০০
أخبرنا أبو بكر محمد بنأحمد أنبأنا علي بن عبد الله أنبأنا محمد بن عبد الله قال سمعت علي بن أبي بوية قال قال لي مؤمل الجصاص سمعت جعفر الحذاء وقد نظر إلى أبي عبد الله بن خفيف وكان (1) في حدة أرادته فقال يذهب التصوف من فارس مع هذا الغلام قال وأنبأنا محمد قال سمعت أبا عبد الله بن خفيف يحكي لعيسى بن يزول (2) القزويني قال كنت يوما في الجامع أتكلم في مقامات الأولياء وكان عهدي بالطعام أسبوعا فأخذني البول فما ملكت نفسي حتى قمت وخرجت فلما بلغت السوق بلت في سراويلي فقلت لنفسي يا خسيس مثلك يتكلم في مقامات الأولياء ثم بكى فلما أفاق من بكائه قال أظن أن هذه الآية نزلت في الكذابين من الصوفية ويقول الأشهاد هؤلاء الذي كذبوا على ربهم أنبأنا أبو القاسم عبد الرحمن بن طاهر الميهني أنبأنا أبو شجاع محمد بن سعدان أنبأنا أبو الحسن علي بن بكران الصوفي أنبأنا أبو الحسن علي بن الديلمي أخبرني (3) أبو أحمد الصغير قال كنت أخدم الشيخ (4) وليس معي في داره أحد ولا يتقدم إليه أحد غيري أو من أقدمه فاصبحت يوما وصليت الصبح في الغلس وجلست على الباب أقرأ في المصحف وقد أخرجت رأسي من الباب أستضئ من الغلس قال فجاء أبو أحمد الكاغدي البيضاوي وقال أيها الشيخ أريد الخروج فادع لي فدعا له ومضى خطوات فدعاه الشيخ فرجع إليه وناوله أرغفه حارة وقال كل هذا في الطريق قال أبو أحمد فتحيرت وعلمت انه لا يدخل إليه ألا من أدخلته فغدوت (5) وراء الكاغدي وقلت أرني هذا الخبز فأراني فإذا هو رقاق حار فمما أدركني من الوسواس لم أصبر فلما كان العصر قلت أيها الشيخ ذاك الخبز من اين قال فقال لا تكن صبيا أحمق ذاك جاء به إنسان فهبته ان أستزيده وسكت أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن الحسن أنبأنا علي بن عبد الله أنبأنا محمد بن عبد الله بن عبيد الله حدثنا أبو نصر الطرسوسي وكان شيرازيا إلا أنه لقب بهذا لأنه أقام _________ (1) من هنا إلى قوله: " يحكي لعيسى " سقط من " ز " (2) أعجمت عن " ز " (3) في " ز ": أخبرنا (4) زيد في " ز ": أبا عبد الله بن خفيف (5) في " ز ": فعدوت
পৃষ্ঠা - ২৪৫০১
بطرسوس سنين قال مات لأبي عبد الله بن خفيف ابن يقال له عبد السلام فما بقي بشيراز من الخاص والعام والجند والأمراء أحد (1) إلا حضروا جنازته فلم يجسر أحد أن (2) يعزيه لما كان في نفوسهم أن مثله لا يعزى قال وأنبأنا محمد قال سمعت ابا أحمد الكبير قال صحبت أبا عبد الله ستين سنة عشرون لا أفارقه ليلي ولا نهاري وأربعون سنة أصلي معه الصلوات الخمس فما رأيته غضب إلا ثلاث مرات قيل له إن أبا ميمون المعدل تكلم في مشايخ الصوفية فغضب ومرة سئل عن قول أبي زيد انسلخت من جلدي كما انسلخت الحية من جلدها فسكت ثم قال مغضبا سئل بندار بن الحسين عن هذه المسألة فتكلم في أبي يزيد (3) ولم يتكلم في المسألة ومرة قتلوا في مسجده كلبا فغضب ودعا عليهم قال وأنبأنا محمد قال سمعت ابا العباس قال سمعت أبا عبد الله يقول كنت بالبصرة مع جماعة من أصحابنا فوقف علينا صاحب مرقعة أعور فقال من منكم ابن خفيف فأشاروا إلي فقال تأذن لي أن أسألك مسألة فقلت لا قال ولم فقلت لأن النبي (صلى الله عليه وسلم) ما خير بين أمرين إلا اختار أيسره (4) وأيسره أن لا تسألني ولا احتاج أجيبك فقال لا بد فقلت هذا غير ذاك فقل الآن ما شئت أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الرحمن السلمي قال قال أبو عبد الله بن خفيف (5) حقيقة القناعة ترك الشرف (6) إلى المفقود والاستغناء بالموجود وقال أيضا القناعة الاكتفاء بالبلغة أخبرنا أبو بكر البروجردي أنبأنا علي بن عبد الله أنبأنا أبو عبد الله بن باكوية أنبأنا أبو أحمد الكبير قال سمعت أبا عبد الله يقول لا ينفك العبد عما يحجبه عن الله إلا بالعلم ولو أردت وصفت لك كيف انقطع من انقطع عن الله وكيف وصل من وصل إليه وكيف ذهب من ذهب وكيف رجع من رجع وأنا منقطع عن الله وليس يوفقني للرجوع إليه وبكى وأبكى الناس _________ (1) زيادة منا (2) زيادة عن المختصر (3) كذا بالاصل و " ز " وتقدم قريبا: أبي زيد (4) في " ز ": أيسرهما وأيسرهما (5) الرسالة القشيرية ص 160 (6) كذا بالاصل و " ز " والمختصر وفي الرسالة القشيرية: " النشوف " ولعل الصواب: " التشرف " والتشرف للشئ: التطلع والنظر إليه وحديث النفس وتوقعه (راجع لسان العرب)
পৃষ্ঠা - ২৪৫০২
أنبأنا أبو القاسم الميهني انبأنا أبو شجاع أنبأنا أبو الحسن الصوفي أنبأنا علي الديلمي قال وسمعت عبد الرحيم يقول سمعت الشيخ يقول سألت الله أن ألقاه ولا يكون لي شئ ولا لأحد على شئ ولا يكون على بدني (1) من اللحم شئ فمات رحمه الله وهو كذلك قال عبد الرحيم توفي الشيخ وله سبعة عشرة يوما لم يأكل شيئا وكنا نشم من فمه رائحة المسكت وروائح الطيب شيئا ما شممت مثله قط قال فتأملت حوالينا وقلت لعل بخورا قد ترك بقربة فما رأيت شيئا فقدمت وجهي إلى وجهه وفمه فشممت من فيه تلك الرائحة (2) فقلت لأصحابنا قدموا وجوهكم وشموا فمه فشموا فمه فوجدوه كما وجدت وكانت الجماعة الحاضرة أبو (3) الطيب محمد بن الحسن القزويني وأبو أحمد الكبير وابو أحمد الصغير والحسن بن إسحاق الصواف (4) وأميروية وأبو سعيد فكل هؤلاء شهدوا انه كان كما قال أبو الفتح عبد الرحيم وقال أبو سعيد وحلف بالله أنه كان به صداع شديد فلما شممت تلك الرائحة سكن الوجع من ساعته وقال عبد الرحيم لما قرب خروج روحه كان له سنة وأربعة أشهر لم يتحرك فمد رجله وتمدد هو من تلقاء نفسه وبعد ساعات مات رحمه الله (5) قال وسمعت أميروية يقول عددت عليه تلك الليلة مرارا كثيرة كلما اشتغلنا بالحديث وغفلنا كان يقول لا إله إلإ الله فكان يذكر (6) بالله وهو في النزع فلما مات حمل على المغتسل وحضر غسله أبو أحمد الكبير وأبو محمد الصغير وأبو الطيب القزويني وابو الفتح وأبو علي الحسن وأبو مكتوم وأميروية وغسل وكفن قال فلما أصبحنا حضر أبو العباس أحمد بن منصور فتقدم وصلى عليه في حجرته وصلينا عليه معه وكان قد أوصى أن يصلي عليه هبة الله أبو بكر العلاف فإن لم يحضر فابو علي الحلبي الفقية الشافعي فإن لم يحضر فأبو على إمام الجامع وخطيبه قال فلما تعالى النهار حمل على السرير وضبب السرير بضبات حديد وجلس على السرير الحسن بن بندوية رئيس القصابين _________ (1) بالاصل و " ز ": " يدي " والمثبت عن طبقات الاولياء (2) كذا بالاصل وفي " ز ": الروائح (3) بالاصل: " أبا الطيب " والمثبت عن " ز " (4) في " ز ": الصوفي (5) في " ز ": وبعد ساعات رحمه الله خرجت روحه (6) في " ز ": يذكرنا بالله
পৃষ্ঠা - ২৪৫০৩
والحسن بن إسحاق بحفظونه عن الناس وكان هذا الحسن أعني ابن بندوية رئيس القصابين وله صحبة للصوفية يرجع إلى دين وفضل وكان معروفا بالقوة فكان يمنع الناس عن التعلق بكفنه أو بمس السرير فدخل تحت السرير من القصابين والخياطين على التقريب خمسين خمسين وستين ستين (1) يدخل تحته قوم ويخرج قوم كل شاطر قوي يدعى الفتوة والقوة كلما تعب قوم خرجوا ودخل قوم آخرون وشدوا (2) أيديهم بعضهم إلى بعض وحوالي هؤلاء فرسان الديلم والأتراك والخدم والحاشية بالعصي والدبابيس يمنعون الناس عنه وعن السرير وحدثني بعض أصحابنا ممن كان يدعي القوة قال أردت أن أدخل بين هؤلاء لأحمل معهم السرير فلما أن حصلت كاد عظامي تتفتت (3) فخرجت ولم اقدر أن أصل إلى السرير وحمل إلى المصلى وصلى عليه أبو بكر العلاف ثم أبو علي الحلبي ثم صلى عليه نقيب نقباء العلوية أبو إسحاق (4) ثم أبو علي الخطيب ثم صلى عليه غيرهم حتى صلى عليه نحو من مائة مرة واجتمع في جنازته اليهود والنصارى والمجوس وصلي عليه ودفن في التربة في أقل من ساعتين زمانيتين فتعجب الناس منه وما شككنا انه لا يدفن ساعات النهار كلها وسمعت جماعة الموثوقة بقولهم يقولون (5) جميع ما ذكرت من خبر وفاته وذكروا كلهم أنه مات ليلة الثلاثاء الثالث والعشرين من شهر رمضان سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة رحمه الله عليه وعلى روحه الطاهره الزكية وسمعت الشيخ يقول وقد سأله بعض الناس كم يعد الشيخ من سنة فقال خمس وتسعون وعاش بعدما سمعت منه هذا نحو العشر سنين (6) هذا فيما سمعت منه وحدثني أميرويه قال سمعت أبا (7) القاسم عبد القهار بن محمد المعروف بالصفار لما توفي الشيخ يقول كان للشيخ مائة وأربع سنين فقيل له ومن أين لك قال دخلت يوما داره ورايت مكتوبا على عتبة باب بيت في داره بخط الشيخ تاريخ مولده فحسبت (8) وإذا هو مائة وأربع سنين (9) _________ (1) في " ز ": خمسين وخمسين وستين وستين (2) في " ز ": وشددوا (3) في " ز ": وكان عظامي فتتت (4) من قوله: العلاف إلى هنا سقط من " ز " (5) سقطت من الاصل ود واستدركت عن " ز " (6) كذا بالاصل ود وفي " ز ": العشرين سنة (7) في د و " ز ": فإذا (8) سقطت من الاصل واستدركت عن د و " ز " (9) عقب الذهبي في سير أعلام النبلاء على تاريخ خليفة وفاته قال: والاصح أنه عاش خمسا وتسعين سنة