حرف الميم
محمد بن إسماعيل أبو بكر الفرغاني
পৃষ্ঠা - ২৪১৯৯
واستخلف موضعه على قضاء صيدا رجل يعرف بابن عيسى (1) فخرج إلى صيدا من قبل أبي عبد الله محمد بن بن الوليد قاضي دمشق في يوم الثلاثاء لثلاث وعشرين ليلة مضت من رجب
6111 - محمد بن إسماعيل أبو بكر الفرغاني (2) أحد مشايخ الصوفية من أستاذي أبي بكر الدقي (3) وكان من مجتهدي أهل التصوف في العبادة وخلو اليد من العلوم حكى عن أبي الحارث الفيض بن الخضر الأولاسي حكى عنه أبو بكر محمد بن داود الدقي وأبو بكر الهلالي أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد الفقية حدثنا نصر بن إبراهيم أنبأنا أبو نصر أحمد بن عبد الله السلمي أنبأنا أبو الحسن بن جهضم حدثنا أبو بكر محمد بن داود حدثني محمد بن إسماعيل الفرغاني قال سمعت أبا الحارث الأولاسي يقول دخلت مسجد طرسوس فرأيت فتيين جلوسا (4) يتكلمان في علم الألفة وسوء أدب الخلق وحسن صنيع الله تعالى إليهم لدمان نفوسهما فيما يجب الله تعالى عليهما فقال أحدهما لصاحبة يا أخي قد تحدثنا في العلم فتعال حتى نعامل الله تعالى به فيكون لعلمنا فائدة ومنفعة فعزما على أن لا يتناولا شيئا مسته أيدي بني أدم ولا ما للخليقة فيه ضع قال أبو الحارث فقلت وأنا معكما فقالا إن شئت فخرجنا من طرسوس وجئنا إلى جبل لكام (5) فأقمنا فيه ما شاء الله قال أبو الحارث اما أنا فضعفت نفيس وقام العلم بين عيني لئن مت على ما أنت عليه مت ميتة جاهلية فتركت صاحبي ورجعت إلى طرسوس ولزمت ما كنت أعرفه من صلاح نفسي وأقام صاحباي باللكام سنة فلما كان بعد مدة دخلت المسجد فإذا أنا بأحد الفتيين جالسا في المسجد فسلمت عليه فقال يا أبا الحارث خنت الله تعالى في عهدك
_________
(1) كذا بالاصل وفي " ز ": أبي عيسى
(2) ترجمته في العبر 2 / 310 وسير أعلام النبلاء 15 / 290 والنجوم الزاهرة 3 / 279 وشذرات الذهب 2 / 329 والرسالة القشيرية ص 290
والفرغاني بفتح الفاء وسكون الراء نسبة إلى فرغانة وهي ولاية وراء الشاش
3 - () هو محمد بن داود الدينوري أبو بكر المعروف بالدقي أقام بالشام وعاش أكثر من مئة سنة توفي بعد سنة 350 (الرسالة القشيرية ص 412)
(4) بالاصل ود و " ز ": جلوس وفوقها ضبة في " ز "
(5) جبل اللكام: هو الجبل المشرف على أنطاكية وطرسوس وتلك العثور (معجم البلدان)
পৃষ্ঠা - ২৪২০০
ولم تف به أما إنك لو صبرت معنا أعطيت ثلاثة أحول فقد أعطينا فقلت وما الثلاثة قال طي الأرض والمشي على الماء والحجبة إذا أردنا واحتجب عني عقيب كلامه فقلت بالذي أوصلك إلى ما قد رأيت إلا ظهرت لي حتى أسألك عن مسألة فظهر لي وقال سل يا أبا الحارث وأوجز فقلت كيف لي بالرجوع إلى هذه الحالة ترى إن ر جعت قبلت فقال هيهات يا أبا الحارث بعد الخيانة لا تقبل الأمانة فكوى قلبي بكيه لا تخرج من قلبي حتى ألقى الله جل وعز كتب إلي أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل بن عبد الغافر يذكر أن أبا بكر محمد بن يحيى بن إبراهيم المزكي أخبرهم حدثنا أبو عبد الرحمن السلمي قال محمد بن إسماعيل الفرغاني أبو بكر من مشايخ الدقي وأقرانه مات سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة كتب إلي أبو علي الحداد يخبرني عن ابي بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن صالح أنبأنا أبو منصور المظفر بن أحمد بن محمد (1) أنبأنا أبو الفرج عبد الواحد بن بكر الورثاني (2) قال (3) سمعت محمد بن داود الدقي (4) يقول سمعت أبا بكر محمد بن إسماعيل الفرغاني يقول كنت كثيرا ما أدخل على الدير الذي بجبل طور سيناء فدخلت إليه فأتاني مطرانهم بأحداث عليهم أثر التعبد والاجتهاد فقال لي يت بت بكر هؤلاء قوم يأكلون في ثلاثة أيام أكلة واحدة فقلت له حسن لو كان هذا علي ثم أتاني بأقوام كأنهم نشروا من القبور فقال لي يا أبا بكر هؤلاء يأكل أحدهم من السبوع إلى السبوع أكله فرايت في كلامهم شبة الصولة على الإسلام أي فما في الإسلام من يفعل هذا فقلت لهم كم صبر مسيحكم هذا قالوا ثلاثين يوما وكنت جالسا تحت قنطرة في وسط الدير فلم أزل جالسا أربعين يوما لم آكل ولم أشرب (5) فخرجت إلى مطرانهم فقال يا هذا قم أخرج فقد أفسدت قلوب كل من (6) في الدير فقلت ما أبرح أو أتم ستين يوما فألحوا على فخرجت
_________
(1) بالاصل: " بن علي محمد "
تصحيف والمثبت عن " ز " ود
(2) إعجامها مضطرب بالاصل ود و " ز " وتقرأ: الورياني تصحيف والمثبت والضبط عن الانساب وهذه النسبة إلى ورثان قرية من قرى شيراز في ظن السمعاني
ذكره وترجمه السمعاني
(3) الخبر من طريقه في النجوم الزاهرة 3 / 279 - 280 وسير أعلام النبلاء 15 / 291
(4) في النجوم الزاهرة: الرقي تصحيف
(5) كذا وهذا بعيد أن يبقى الانسان مدة أربعين يوما ممتنعا عن الطعام والشراب
(6) سقطت من الاصل وأضيفت عن " ز " ود
পৃষ্ঠা - ২৪২০১
أخبرنا أبو الفتح الفقية حدثنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم بن لفظه قال وقال أبو بكر محمد بن إسماعيل الفرغاني قدمنا مكة ونزلنا في دير قبل دمشق ونزل معنا قوم من اهل الدنيا ولهم رواء ومنظر وفي الدير قائم فيه راهب قال فرأيناهم وقد قدموا لأهل الدنيا خبزا أبيض وسمكا وجبنا وزيتونا وخلا وزيتا (1) أو أشياء ظريفة ونحن قعود من ناحية علينا خلقان ما يلتفتون إلينا ولا يعبأون بنا فلما فرغوا من إكرام أولياء أهل الدنيا قال الراهب قدموا لأولئك شيئا يأكلون فأحضروا لنا خبرا أسود وأحسبه قال وملحا أو عدسا (2) قال محمد بن إسماعيل فقلت لأولئك كلوا ولم آكل أنا والراهب ينظر إلي فقال لي يا مسلم لم لا تأكل فقلت له يا راهب أيما أجل عندكم أهل الدنيا أو (3) الزاهدون فيها قال لا بل الزاهدون فيها فقلت له كذبت فقال وكيف فقلت له أحضر لأهل الدنيا الخبز الأبيض والأدم (4) الطيب وأحضر للزهاد الخبز الأسود والأدم (5) الدون فتبينت أن أهل الدنيا في نفسك أجل من الزاهدين في الدنيا قال قلت له ما تقول في عيسى فقال ما تقول أنت فيه قال فقلت له بشر يأكل الطعام ويتغوط ويبول ويمشي في الأسواق فقال لي ما هو عندي بشر قال فقلت له وأيش دليل ذلك قال كان يأكل في كل أربعين يوما وبشر لا يقدر على هذا قال فقلت له وأنت في كم تأكل قال في كل عشرة أيام قال فقلت له ففي هذا الدير من يصبر مثلك فقال لا قال فقلت له هذه لقوة يقينك (6) وضعف يقين غيرك كذلك عيسى صبر أربعين ينوما ولم تقدر أنت على ذلك لأنه نبي ولأنه أقوى يقينا منك ثم قلت له إن أقمت أنا عندك أربعين يوما (7) لم آكل ولم أشرف تؤمن أن عيسى بشر وأن الذي أنت عليه باطل فقال لي إن أقمت أربعين يوما لا تأكل ولا تشرب أسلمت قال محمد بن إسماعيل فأقمت حذاءه أربعين يوما فلما كان ويوم واحد وأربعين أشرب على بالغداة وقال لي يا أبا بكر أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا
_________
(1) بالاصل: " وزيتونا " والمثبت عن " ز " ود
2 - () بالاصل ود: " وملح أو عدس " تصحيف والتصويب عن " ز "
(3) بالاصل: " والزاهدون " والمثبت عن " ز " ود
(4) كذا بالاصل ود: الادم
وفي " ز ": " الادام " والادم محركة: التمر البرني
(5) راجع الحاشية السابقة
(6) الذي بالاصل: " هذه العوه يغنيك " والمثبت عن " ز " ود
(7) زيادة عن " ز " ود
للايضاح
পৃষ্ঠা - ২৪২০২
عبده ورسوله وأسلم وجئناه بحبال وأنزلناه من الصومعة وذهبنا به إلى دمشق واشتهر بذلك وضممته إلى قوم يعلمونه أمر دينه وقد رويت هذه الحكاية على وجه آخر أخبرنا بها أبو الفتح الفقية حدثنا نصر بن إبراهيم الزاهد لفظا قال وقال أحمد بن علي الرستمي كان أبو بكر الفرغاني من اجل الصوفية وكان من رسمه أنه يسيح وكان معه كوز ضيق الرأس فيه قميص لطيف رقيق فإذا اشتهى دخول مدينة تنظف وتتطهر وأخرج ذلك القميص فلبسه وكان يسافر بمفتاح منقوش فإذا دخل المدينة أو القرية عمد إلى مسجد يصلي فطرح المفتاح بين يديه فكل من يراه توهم انه تاجر قد نزل (1) بعض الخانات فلا يفطن له إلا الخلصان من أولياء الله عز وجل فدخل مصر مرة على هذا الزي فعرف بها واجتمع إليه الصوفية فكان يوما يتكلم عليها إذ عرض له خاطر السفر فقام من مجلسه وخرج معه نحو من سبعين رجلا من الصوفية فمشى في يومه فراسخ لا يعرج إلى أحد فيقطع (2) من كان خلفه وبقي منهم قليل فالتفت إليهم فقال كأني بكم وقد جعتم وعطشتم فقالوا نعم فعدل بهم إلى دير فيه صومعه لراهب فلما دخلوا أشرف الراهب على أصحابه فناداهم فقال أطعموا رهبان المسلمين فإن بهم قلة صبر على الجوع فغضب من ذلك غضبا شديدا ورفع رأسه إليه وقال أيها الكافر هل لك إلى خصلة يتبين فيها الصابر من الجازع قال وما ذاك قال تنزل من صومعتك فتناول من الطعام ما أحببت ثم تدخل معي بيتا ونغلق علينا الباب ويدلى إلينا من الماء قدر ما يتطهر به فأول من يظهر جزعه ويستغيت من جوعه ويستفتح الباب يدخل في دين صاحبه كائنا من كان على أني لم أذق من ثلاث ذواقا قال الراهب لك ذلك فنزل من صومعته فأكل ما أحب وشرب ثم دخل مع أبي بكر بيتا وغلق الباب عليهما والصوفية والرهبان يرصدونهما لا يسمعون لهما بحس (3) أربعين يوما فلما كان في اليوم الحادي والأربعين سمعوا خشخشة الباب وقد تعلق بحده (4) ففتحوا الباب فإذا الراهب قد تلف جوعا وعطشا وإذا هو يستغيث بهم إشارة فسقوه واتخذوا له حريرة (5) فصبرها في حلقه وأبو بكر الفرغاني ينظر إليهم فلما
_________
(1) كذا بالاصل و " ز " وفي المختصر: " ترك "
(2) في القاموس المحيط: وقطع الخيل تقطيعا: سبقها
(3) رسمها بالاصل: " بحسن " والمثبت عن " ز " ود
(4) رسمها بالاصل و " ز " ود: " بجديه " وفوقها في " ز ": " ضبة " والمثبت عن المختصر
(5) الحريرة: الحساء من الدقيق والدسم وقيل: دقيق يطبخ بلبن أو دسم (تاج العروس بتحقيقنا: حرر)
পৃষ্ঠা - ২৪২০৩
رجعت إليه نفسه قال أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ففرح أبو بكر وجعل يتكلم على من في الدير من النصارى حتى أسلموا عن آخرهم وقدم بغداد ومعه الراهب ومن أسلم من أولئك النصارى أنبأنا أبو القاسم النسيب وغيره عن أبي علي الأهوازي حدثنا عبدان بن عمر المنبجي حدثنا أبو بكر محمد بن داود الدقي قال (1) ما رايت كان أحسن من أبي بكر بن إسماعيل الفرغاني ممن يظهر الغني في الفقر كان يلبس قميصين أبيضين ورداء وسراويل ونعلا نظيفا وعمامة وفي يده مفتاح وليس له بيت ينطرح في المساجد يطوي الخمس والست وكان إذا جنه الليل ينزع تلك الثياب ويلبس ثوبين كانا معه لم يقصر ينام فيهما أنبأنا أبو جعفر محمد بن محمد بن عبد العزيز أنبأنا الحسين بن إبراهيم بن الحكاك أنبأنا الحسين بن علي الشيرازي أنبأنا أبو الحسن بن جهضم حدثني أبو بكر محمد بن داود قال ما رأيت في الفقر أحسن من أبي بكر بن إسماعيل ألفرغاني وكان ممن يظهر الغنى في الفقر يلبس قميصين أبيضين ورداء وسراويل ونعلا نظيفا وعمامة وفي يده مفتاح كبير حسن وليس له بيت يأوي فيه ينطرح في المساجد ويطوي الخمس والست دائما آخر الجزء الحادي والعشرين بعد الأربع مائة من الأصل (2) أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد الفقية الشافعي حدثنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم الفقية أخبرني القاضي أبو الحسن علي بن عبيد الله (3) الهمداني في كتابة حدثنا أبو القاسم بكير بن محمد المنذري حدثنا أبو بكر الدقي قال كان أبو بكر الفرغاني يأكل المنبوذ (4) إلى
_________
(1) سير أعلام النبلاء 15 / 291 وطبقات الاولياء ص 303
(2) كتب بعدها في " ز ": (بياض مقدار سطر) ثم: سماعا بقراءتي وعرضا بالاصل على الفقيه العالم مفتي الشام أبي منصور عبد الرحمن بن محمد بن الحسن بن هبة الله الشافعي بإجازته في الملحق ونصفه الاول وسماعه نصفه الثاني من عمه المصنف والفقهاء العلماء أبو الطاهر إبراهيم بن هبة الله بن المسلم الحيري الشافعي وابنه نجم الدين أبو محمد عبد الرحيم وأبو موسى عيسى بن سليمان بن عبد الله الرعيني الرندي وأبو محمد عبد العزيز بن عثمان بن أبي الطاهر الاربلي وأبو حامد الحسين بن علي بن بهاء الدين الحافظ أبي محمد القاسم بن الحافظ أبي القاسم علي مؤلف هذا الكتاب وعبد الرحمن بن يونس بن إبراهيم التونسي وكتب محمد بن يوسف بن محمد البزالي الاشبيلي وذلك في مجلس واحد يوم الاثنين السابع من شهر رمضان سنة ثمان عشرة وستمئة بمقصورة الصحابة من جامع دمشق حرسها الله تعالى والحمد لله وحده وصلاته على محمد نبيه وسلامه
(3) كذا بالاصل ود وفي " ز ": عبد الله
(4) المنبوذ: المطروح والذي لا يؤكل من حزال شاة كانت أو غيرها وذلك لانه ينبذ والمنبوذ: الملقى
(راجع تاج العروس: بتحقيقنا: نبذ)
পৃষ্ঠা - ২৪২০৪
أن ضعفت قوته قال فقال لنا (1) كنت جالسا يوما بين الظهر والعصر والناس يتنفلون وليس يمكنني الصلاة قائما فأبكاني ذلك بكاء شديدا أسفا على الصلاة ثم حملتني عيني فإذا شخصين دخلا علي فقال أحدهما لصاحبه إن أبا بكر يبكي على الصلاة فقال الآخر لي يا أبا بكر لم تبكي فقلت أسفا على الصلاة قال لا تبك فإن هذا الأمر ليس على هذا أسس فقلت يرحمك الله فعلى ماذا أسس فقال على من أين ولمن يعني الورع أخبرنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن عبد العزيز المكي في كتابة أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن يحيى بن إبراهيم بن الحكاك أنبأنا الحسين بن علي بن محمد الشيرازي أنبأنا علي بن عبد الله بن جهضم حدثني أبو بكر محمد بن داود حدثني أبو بكر بن إسماعيل الفرغاني قال كنت آكل من المنبوذ وأتقوته حتى ضعفت نفسي فلما كان ذات يوم جمعة كنت جالسا في جامع دمشق داخل المقصورة بين الأولى والعصر والناس وقوف يصلون أسفت على القيام وما يفوتني منه فبينا أنا كذلك إذا بالمحراب قد أنشق وخرج منه شخصان وجلسا بحذائي فقال أحدهما للآخر أبو بكر نراه يبكي فقال الآخر ولم فقال على ما يفوته من القيام فقال الآخر هذا الأمر لم يوضع على هذا فقال له صاحبه فعلى ماذا وضع فأصغيت إليهما فقال وضع هذا الأمر على لمن ومن أين ثم غابا عني فعلمت أنهما ظهرا لي بعظة قال وأنبانا ابن جهضم حدثني الشيخ الصالح أبو بكر الهلالي حدثني أبو بكر بن إسماعيل الفرغاني قال كنت أدفع إلى شدة الفاقة أياما كثيرة وربما كنت أسقط مفشيا على وكنت حينئذ قليل الدراية وكنت أنظر إلى أظفار أصابعي كمدة (2) من الجوع فقلت ذات يوم في نفسي لو علمتني اسمك الأعظم سألتك به إذا حلت بي فاقة متلفة فأنا يوما بدمشق على باب البريد جالسا رأيت رجلين وقفا على باب المسجد فوقع في نفسي أنهما ملكان فوقفا بحذائي فقال أحدهما للآخر تريد أعلمك أسم الله الأعظم فقال الآخر نعم فأصغيت إليهما فقال هو أن تقول يا الله يا الله فقلت قد تعلمت ورجعت كما كنت فقال أحدهما ليس كما تقول أنت ولكن بصدق اللجأ قال الشيخ أبو بكر صدق اللجأ يكون مثل الغريق في لج البحر لم يبق شئ يتعلق به ولا له ملجأ إلا الله عز وجل
_________
(1) في " ز ": أنا
(2) الكمد: بالتحريك تغير اللون وذهاب صفائه وبقاء أثره (تاج العروس: كمد)
পৃষ্ঠা - ২৪২০৫
أنبأنا أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان انبأنا أبو عبد الله محمد بن علي بن أحمد السلمي أنبأنا أبو علي أحمد بن عبد الرحمن بن أبي نصر أنبأنا محمد بن عبد الله بن زبر حدثنا الدقي محمد بن داود الدينوري قال سمعت أبا بكر الفرعاني بدمشق يقول جاءني مائتا دينار من العراق ميراث فجعلت أفرقها على المستورين فقالت لي زوجتي تفرق هذه المائتي دينار وتردنا إلى الفقر قال ما أبيع مذهبي بمائتي دينار قالت فاجعل لابنك الصغير عشرين دينارا فإن عاش كانت له وإلا صارت لمن هي له قال فأعطيتها عشرين دينار وزنها وعددها واحد قال فقدم علي نفسان من إخواني فاشتغل قلبي بهم فدفعت من الدنانير إليهم على أن أرد عليها إذا وجدت أو (1) كنت أخذت سرا (2) منها قال فرأيت في النوم كأني قد خرجت إلى دير مران (3) فإذا بقصر دون الجامع عليه بوابين فقلت لمن هذا القصر فقالوا هو لك يا أبا بكر قال قلت ما هو لي من أين هو لي وأنا رجل فقير قال هو لك بالدينارين اللذين دفعت إلى فلان وفلان قال فانتبهت فقلت إن صح منامي فالدنانير ما نقصت قال فحللتها فإذا وزنها عشرون وعددها عشرون ما نقصت (4) سمعت أبا المظفر بن القشيري يقول سمعت أبي الأستاذ أبا القاسم يقول سمعت محمد بن أحمد بن محمد الصوفي يقول سمعت عبد الله بن علي التميمي يقول حكي عن محمد بن إسماعيل الفرغاني أنه قال (5) كنا نسافر منذ عشرين سنة أنا وأبو بكر الزقاق والكتاني (6) لا نختلط بأحد ولا نعاشر أحد فإذا قدمنا بلدا فإن كان فيه شيخ سلمنا عليه وجالسناه إلى الليل ثم نرجع إلى مسجد فيصلي الكتاني من أول الليل إلى آخره ويختم القرآن ويجلس الزقاق مستقبل (7) القبلة وكنت استلقي متفكرا ثم نصبح ونصلي صلاة الفجر على وضوء العتمة فإذا وقع معنا إنسان ينام كنا نراه أفضلنا أنبأنا أبو جعفر المكي أنبأنا الحسين بن يحيى أنبأنا الحسن بن علي بن محمد
_________
(1) كذا بالاصل ود وفي " ز ": " وكنت " وهو أشبه
(2) في د: سره
(3) دير مران: تقدم التعريف به (راجع معجم البلدان)
(4) ما بين معكوفتين سقط من الاصل واستدرك عن " ز " ود
(5) رواه القشيري في الرسالة القشيرية ص 290 (ط
بيروت)
(6) في الرسالة القشيرية: ومحمد الكتاني
(7) في الرسالة القشيرية: مستقبلا القبلة
পৃষ্ঠা - ২৪২০৬
أنبأنا علي بن عبد الله بن جهضم حدثني أبو القاسم عبد السلام بن محمد بن أبي موسى حدثني أحمد بن محمد الزيادي وقد جرى ذكر جنيد (1) بن محمد رحمه الله فقال لم أر في الصوفية أعقل من جنيد (2) بن محمد القواريري ولا أفقه من النوري أبي الحسين محمد بن (3) محمد النوري ولا أرق ولا أشد اجتماعا من ابن عفان ولا أحسن إرادة من ابن إسماعيل الفرغاني أبي بكر ولا أشد فقرا من ابن الخلنجي أبي يعقوب لعلي ما رأيت معه قطعة قط ولا رأيت أدق علما من ابي عبد الرحمن الحمال رأيت جنيد بن محمد وجماعة بين يديه جلوس وهو يتكلم عليهم أنبأنا أبو سعد بن الطيوري عن عبد العزيز بن علي الأزجي (4) ح وأنبأنا أبو جعفر المكي أنبأنا الحسين بن يحيى بن إبراهيم انبأنا الحسين بن علي ابن محمد (5) قالا انبأنا علي بن عبد الله بن جهضم حدثني محمد بن داود قال سمعت أبا بكر الفرغاني يقول رآني ابن زبان وأبو يعقوب الأذرعي آخذ من الصدقة في مسجد الجامع في شهر رمضان فقالا يا أبا بكر في دنيانا ما يقوم بأمرك فلا تأخذ من خبز الصدقة فإن هذا مشتبه علينا فقلت ما لي إلى مالكم حاجة ولا آخذ هذا الخبز لنفسي إنما في جواري امرأة طلبت من خبز الصدقة فلم تعط فكتبت أسمي آخذ الخبز وأمضي به إليها قال ابن جهضم حكيت هذه الحكاية لبعض النساك فقال هذا أشد من الذبح
_________
(1) كذا بالاصل ود وفي " ز ": حميد
(2) كذا بالاصل ود وفي " ز ": حميد تصحيف وهو الجنيد بن محمد بن الجنيد النهاوندي البغدادي القواريري الصوفي
ترجمته في سير أعلام النبلاء 14 / 66
(3) كذا بالاصل و " ز " ود والذي في سير أعلام النبلاء 14 / 70 أحمد بن محمد الخراساني البغوي النوري الزاهد
وانظر حلية الاولياء 10 / 249
(4) كذا بالاصل و " ز " وفي د: عن عبد العزيز بن علي الازجي بن عدي الحافظ قال سمعت الحسن بن الحسن البزار
(5) كذا بالاصل وفي " ز ": " حمد " وفي د: الحسن بن علي بن محمد