حرف الفاء
الفتج بن خاقان بن عرطوج أبو محمد التركي
পৃষ্ঠা - ২২৫১৭
*
5578 - الفتج بن خاقان بن عرطوج (1) أبو محمد التركي (2) قدم على دمشق مع المتوكل معادله على جمازة (3) ثم نزل بالمزة (4) فلما رحل المتوكل عن دمشق ولاها الفتح بن خاقان فاستخلف بعده كلباتكين (5) التركي وكان أديبا ظريفا له شعر حسن وكان من السماحة في الغاية وكان على خاتم المتوكل وقتل معه حكى عن المتوكل روى عنه أبو زكريا يحيى بن حكيم الأسلمي شيئا من شعره وأبو العباس محمد بن يزيد المبرد وأحمد بن يزيد المؤدب ولم يذكره الخطيب في تاريخه (6) أخبرنا أبو العز السلمي إذنا ومناولة وقرأ علي إسناده أنبأنا محمد بن الحسين أنبأنا المعافى بن زكريا (7) حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي أنبأنا محمد بن القاسم قال دخل المعتصم يوما إلى خاقان بن عرطوج (8) يعوده فرأى الفتح ابنه وهو صبي لم يثغر (9) فمازحه ثم قال أيما أحسن داري أم داركم فقال الفتح يا سيدي دارنا إذا كنت فيها أحسن فقال المعتصم لا أبرح والله حتى أنثر عليه مائة ألف درهمففعل ذلك
_________
(1) كذا بالاصل وت: عرطوح بالعين المهملة وفي فوات الوفيات: غرطوج
(2) ترجمته في: مروج الذهب (الفهارس) ومعجم الادباء 16 / 174 وفوات الوفيات 3 / 177 وتاريخ الطبري (الفهارس) والبداية والنهاية (الفهارس) والكامل لابن الاثير (الفهارس) وتاريخ بغداد 12 / 389 وسير أعلام النبلاء 82 4 12
(3) الاصل: حماره تصحيف والتصويب عن ت
(4) المزة: من قرى دمشق بينها وبين دمشق نصف فرسخ (راجع معجم البلدان وغوطة دمشق لمحمد رد علي)
5 - () رسمها مضطرب بالاصل والمثبت عن ت
(6) الذي ورد في تاريخ بغداد 12 / 389 الفتح بن خاقان وزير المتوكل قتل معه
وكتب مصححه بهامشه: " هذه الترجمة وجدت بهامش الصميصاطية فقط "
(7) الخبر في الجليس الصالح الكافي 1 / 269
(8) في الجليس الصالح الكافي 1 / 269
(9) لم يثغر أي تنبت أسنانه
পৃষ্ঠা - ২২৫১৮
قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف وأنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الوحش سبيع بن المسلم عنه أنبأنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم حدثنا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي حدثنا أبو العيناء قال قال الفتح بن خاقان غضب علي المعتصم ثم رضي عني وقال ارفع حوائجك لتقضى فقلت يا أمير المؤمنين ليس شئ من عرض الدنيا وإن جل يفي برضا أمير المؤمنين وإن قل فأمر فحشي فمي جوهرا أخبرنا أبو الحسين بن كامل قال كتب إلي أبو جعفر بن المسلمة يذكر أن أبا عبيد الله محمد بن عمران بن موسى المرزباني أخبرهم إجازة قال أبو محمد الفتح بن خاقان القائد أديب ظريف شاعر له شعر مليح وهو الغالب على المتوكل والمقتول معه وهو القائل (1) * بني الحب على الجور فلو * أنصف المعشوق (2) فيه لسمج ليس يستملح في وصف الهوى * عاشق يحسن تأليف الحجج * وله (3) * أيها العاشق المعذب صبرا * فخطايا أخي الهوى مغفوره زفرة في الهوى أحط لذنب * من غزاة وحجة مبرورة * كتب إلي أبو محمد بن السمرقندي وحدثنا أبو طاهر إبراهيم بن الحسن عنه حدثنا أبو بكر الخطيب قال حدثت عن أبي عبيد الله محمد بن عمران بن موسى المرزباني حدثني أحمد بن محمد بن الخطيب إما هو الجوهري أو المعروف بالمكي عن أبي العباس المبرد قال ما رأيت أحرص على العلم من ثلاثة الجاحظ والفتح بن خاقان وإسماعيل بن إسحاق القاضي فأما الجاحظ فإنه كان إذا وقع في يده كتاب قرأه من أوله إلى آخره أي كتاب كان وأما الفتح فكان يحمل الكتاب في حقه فإذا قام من بين يدي المتوكل ليبول أو
_________
(1) البيتان في معجم الادباء 16 / 184 وقال ياقوت الحموي: وهذان البيتان يرويان لعلية بنت المهدي
(2) في معجم الادباء: المحبوب
(3) البيتان في معجم الادباء 16 / 184 وفوات الوفيات 3 / 179
পৃষ্ঠা - ২২৫১৯
ليصلي أخرج الكتاب فنظر فيه وهو يمشي حتى يبلغ الموضع الذي يريد ثم يصنع مثل (1) ذلك في رجوعه إلى أن يأخذ مجلسه وأما إسماعيل بن إسحاق فإني ما دخلت عليه قط إلا وفي يده كتاب ينظر فيه أويقلب الكتب لطلب كتاب ينظر فيه أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي وغيره عن أبي بكر الخطيب أنبأنا محمد بن محمد بن المظفر بن السراج أنبأنا محمد بن عمران بن موسى المرزباني أخبرني محمد بن يحيى حدثني يحيى بن البحتري قال قال لي أبي كان أول ما مدحت به الفتح بن خاقان هب الدار ردت رجع ما أنت قائله (2) فأنشدته إياها في سنة ثلاث وثلاثين بعد أن أقمت شهرا لا أصل إلى إنشاده وهومع ذاك يجري علي ويصلني ثم جلس جلوسا عاما وحضرت وحدي فأنشدته فرأيته يبتسم عند كل بيت جيد فعلمت أنه يعلم الشعر وكان ذلك أعجب إلي من جميع ما وصلني به وكان أول ما اهتز له حين بلغت قولي وقد قلت للمعلي إلى المجد طرفه * دع المجد فالفتح بن خاقان شاغله أطل بنعماه فمن ذا يطاوله * وعم بجداوه فمن ذا يساجله أمنت به الدهر الذي كنت أتقي * ونلت به القدر الذي كنت آمله ولما حضرنا سدة الإذن أخرت * رجال عن الباب الذي أنا داخله فأفضيت من قرب إلى ذي مهابة * أقابل بدر الأفق حين أقابله فسلمت واعتاقت جناني هيبة * تنازعني القول الذي أنا قائله فلما تأملت الطلاقة وانثنى * إلي ببشر آنستني مخايله دنوت فقبلت الثرى (3) من يد امرئ * جميل محياه سباط أنامله (4)
_________
(1) بالاصل: بعد والمثبت عن المختصر
(2) البيت للبحتري في ديوانه ط بيروت 1 / 52 مطلع قصيدة يمدح بن خاقان ويصف دخوله إليه وسلامه عليه وعجزه: وأبدى الجواب الربع عما تسائله (3) في الديوان: الندى
(4) سباط أنامله أي منبسط الكف يكنى به أنه كريم ومعطاء
পৃষ্ঠা - ২২৫২০
صفت مثل ما يصفو المدام خلاله * ورقت كما رق النسيم شمائله * قال فلما فرغت سره ما سمع وأمر لي بخمسة آلاف درهم وقال أمير المؤمنين يخرج إلى المصلى لصلاة الفطر ويخطب فاعمل شعرا تنشده إياه إذا رجع فلما جاء الفطر وركب ورجع أوصلني إليه فدخلت فأنشدته أبر على الأنواء نائلك الغمر (1) فلما بلغت قولي وحال عليك الحول بالفطر مقبلا * فباليمن (2) والإقبال (3) قابلك الفطر لعمري لئن زرت (4) المصلى بجحفل * يرفرف في أثناء راياته النصر عليك ثياب المصطفى ووقاره * وأنت به أولى إذا حصحص الأمر ولما صعدت المنبر اهتز واكتسى * ضياء وإشراقا كما سطع الفجر بهرت قلوب السامعين بخطبة * هي الزهر المبثوث واللؤلؤ النثر فما ترك المنصور نصرك عندها * ولا خانك السجاد فيها ولا الحبر جزيت جزاء المحسنين عن الهدى * وتمت لك النعمى وطال لك العمر * فقال المتوكل للفتح هذا شاعرك فجعل يصفني له ثم حاوره فعلمت أنه في صلتي إلى أن أمر لي بعشرة آلاف درهم فأخذتها من وقتي وخصصت بالفتح حتى كنت أشفع للناس إليه ثم صيرني بعد في جلساء المتوكل قال المرزباني أما القصيدة الأولى فأنشدنيها أبو عبد الله الحكيمي وعبد الله بن جعفر قالا أنشدنا البحتري قال وأنبأنا المرزباني أنشدني أبو بكر الصولي حدثني الحسين بن علي حدثني البحتري قال كنت أمدح المتوكل بمثل مدائحي في الفتح بن خاقان مقويا لفظي غير مرسل نفسي
_________
(1) مطلع قصيدة للبحتري في ديوانه ط بيروت 2 / 54 و 341 قالها يمدح المتوكل على الله
وعجزه: وبنت بفخر ما يشاكله فخر (2) بالاصل: فاليمن والمثبت عن الديوان
(3) في الديوان: والايمان
(4) في الديوان 2 / 55 " لقد ذدت " وفيه 2 / 342 لقد زرث
পৃষ্ঠা - ২২৫২১
فقال لي الفتح وكان والله ما علمت قوي الأدب حسن المعرفة بالشعر ليس بك حاجة في مدح أمير المؤمنين إلى مثل هذا لين كلامك حتى يفهم عنك فإنه يلذ ما يفهم فعلمت أنه قد نصحني فمدحته بأشعاري التي فيها (1) * لي حبيب قد لج في هجري جدا * وأعاد الصدود منه وأبدا * ومنها قولي (2) * لم لا ترق لذل عبدك * وخضوعه فتفي بوعدك * ومنها قولي (3) * عن أي ثغر تبتسم * وبأي طرف تحتكم * (4) فحظيت عنده وقربت من قلبه وتوفرت علي صلاته قال وأنبأنا المرزباني أخبرني محمد بن يحيى حدثني أحمد بن عبد الرحمن حدثني وهب بن وهب حدثني البحتري (5) قال قال لي المتوكل قل في شعرا وفي الفتح فإني أحب أن يحيا معي ولا أفقده فيذهب عيشي ولا يفقدني فيذل فقل في هذا المعنى فقلت أبياتي (6) سيدي أنت كيف أخلفت وعدي * وتثاقلت عن وفاء بعهدي * فقلت فيها لا أرتني الأيام فقدك يا فتح * ولا عرفتك ما عشت فقدي أعظم الرزء أن تقدم قبلي * ومن الرزء أن تؤخر بعدي حسدا أن تكون إلفا لغيري * إذا تفردت بالهوى فيك وحدي * فقتلا معا وكنت حاضرا فربحت هذه الضربة وأومأ إلى ضربة في ظهره فقال أحسنت والله يا بحتري وجئت بما في نفسي لما أنشدته من أمر الفتح وأمر لي بألف دينار
_________
(1) مطلع قصيدة في ديوان البحتري ط بيروت 1 / 22 يمدح المتوكل على الله
(2) مطلع قصيدة ديوانه 1 / 15 يمدح المتوكل
(3) الاصل: تحتلم والمثبت عن الديوان
(4) الاصل: تحتلم والمثبت عن الديوان
(5) الخبر والابيات في معجم الادباء 16 / 178 - 179 وفوات الوفيات 3 / 178
(6) الابيات في ديوانه 1 / 218 - 219
পৃষ্ঠা - ২২৫২২
وقال غير وهب الراوي للخبر قال البحتري قد كنت عملت هذه الأبيات في غلام لي كنت أكلف به فلما أمرني المتوكل بما أمر تنحيت فقلت الأبيات وأريته أني عملتها في وقتي وما غيرت فيها إلا لفظة واحدة فإني كنت قلت لاأرتني الأيام فقدك ما عشت فجعلته يا فتح أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن العلاف وأخبرني أبو المعمر المبارك بن أحمد عنه ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو علي بن أبي جعفر وأبو (1) الحسن بن العلاف قالا أنبأنا أبو القاسم بن بشران أنبأنا أحمد بن إبراهيم أنبأنا محمد بن جعفر (1) حدثنا العباس بن الفضل الربعي حدثنا ابن الجهم (2) قال إني عند المتوكل يوما والفتح جالس إذ قيل له فلان النخاس (3) بالباب فأذن له فدخل ومعه وصيفة فقال له أمير المؤمنين ما صناعة هذه قال تقرأ بألحان فقال الفتح اقرئي لنا خمس آيات فاندفعت تقول قد جاء نصرالله والفتح * وشق عنا الظلمة الصبح خدين ملك ورجا دولة * وهمه الإشفاق والنصح الليث إلا أنه ماجد * والغيث إلا أنه سمح وكل باب للندى مغلق * فإنما مفتاحه الفتح * قال فوالله لقد دخل أمير المؤمنين من السرور ما قام إلى الفتح فوقع عليه يقبله ووثب الفتح يقبل رجله فأمر أمير المؤمنين بشرائها وأمر لها بجائزة وكسوة وبعث بها إلى الفتح فكانت أحظى جواريه عنده فلما قتل الفتح رثته بهذه الأبيات
_________
(1) ما بين الرقمين مكرر بالاصل
(2) الخبر والشعر في معجم الادباء 16 / 185 من طريق أبي بكر محمد بن جعفر الخرائطي بسنده إلى علي بن الجهم
(3) الاصل: النحاس والمثبت عن معجم الادباء