حرف العين
عطارد بن حاجب بن زرارة بن عدس بن زيد بن عبد الله بن دارم بن مالك بن
পৃষ্ঠা - ১৮৩৯৭
" ذكر من اسمه (1) عطارد "
4703 - عطارد بن حاجب بن زرارة بن عدس بن زيد بن عبد الله بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم ويقال إن حاجبا (2) لقب زرارة وإنما لقب بذلك لكبر حاجبيه أبو عكرمة (3) التيمي (4) أسلم على عهد النبي (صلى الله عليه وسلم) ووفد عليه واستعمله على صدقات بني دارم ووفد على معاوية روى عنه محمد بن سيرين أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي أنا أبو عبد الله بن مندة أنا محمد بن يعقوب نا طاهر بن عمرو بن الربيع عن أبيه عن السري بن يحيى عن محمد بن سيرين عن رجل من بني تميم يقال له عطارد قال كانت لي حلة فقال عمر يا رسول الله لو اشتريت هذه الحلة للوفد وليوم العيد لم يرد أنبأ (5) أبو سعد المطرز وأبو علي المقرئ قالا أنا أبو نعيم نا سليمان بن أحمد (6) نا علي بن عبد العزيز نا حجاج بن منهال نا حماد بن سلمة عن محمد بن
_________
(1) ما بين معكوفتين زيادة منا
0 - (2) الاصل وم: حاجب
(3) عن الاصابة وتقرأ بالاصل وم: عكرثة
(4) ترجمته في: أسد الغابة 3 / 539 والاصابة 2 / 483 وجمهرة ابن حزم ص 232 مغازي الواقدي 3 / 973 ودلائل النبوة للبيهقي 5 / 313
(5) في م: أنبأنا
(6) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 18 / 95 رقم 22
পৃষ্ঠা - ১৮৩৯৮
زياد عن عبد الرحمن بن عمرو بن معاذ عن عطارد بن حاجب أنه أهدى إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) ثوب ديباج كساه إياه كسرى فدخل أصحابه فقالوا أنزلت عليك من السماء فقال وما تعجبون من ذا (1) لمنديل من مناديل سعد بن معاذ في الجنة خير من هذا ثم قال يا غلام اذهب به إلى أبي جهم بن حذيفة وقل له يبعث إلي بالخميصة
[8127] هذان الإسنادان غريبان وهذا المتن مذكور في حديث ابن عمر الصحيح الذي أخبرناه أبو العز أحمد بن عبد الله السلمي أنا أبو محمد الجوهري أنبأ أبو حفص عمر بن (2) محمد بن علي بن الزيات أنا أبو بكر جعفر بن محمد بن الحسن (3) بن المستفاض الفريابي أنا شيبان بن فروخ نا جرير بن حازم نا نافع عن ابن عمر قال رأى عمر عطارد التميمي يقيم بالسوق حلة سيراء (4) وكان رجلا يغشى الملوك فقال عمر يا رسول الله إني رأيت عطارط يقيم في السوق حلة سيراء فلو اشتريتها فلبستها لوفود العرب إذا قدموا عليك وأظنه قال ولبستها يوم الجمعة فقال له رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إنما يلبس الحرير في الدنيا من لا خلاق له في الآخرة فلما كان بعد ذلك أتي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بحلل سيراء فبعث إلى عمر بحلة وبعث إلى أسامة بن زيد بحلة وأعطى علي بن ابي طالب حلة وقال شققها خمرا بين نسائك فجاء عمر يحملها فقال يا رسول الله بعثت إلي بهذه وقلت بالأمس في حلة عطارد ما قلت قال إني لم أبعث بها إليك لتكتسها (5) ولكن بعثت بها إليك لتصيب بها فاما أسامة فراح في حلته فنظر إليه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نظر عرف أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (6) قد أنكر ما صنع فقال يارسول الله ما تنظر إلي وأنت بعثت بها إلي قال إني لم ابعث بها إليك لتلبسها ولكن بعثت بها إليك لتشققها خمرا بين نسائك
[8128]
_________
(1) الاصل: رداء والتصويب عن م والمعجم الكبير
(2) " بن محمد " ليس في م
(3) الاصل: الحسين تصحيف والتصويب عن م ترجمته في سير أعلام النبلاء 14 / 96
(4) السيراء - كعنباء - نوع من البرود فيه خطوط صفر أو يخالطه حرير والذهب وقيل هو ثوب مسير (انظر تاج العروس بتحقيقنا: سير)
(5) كذا بالاصل وسقطت اللفظة من م وفي المختصر: لتلبسها
(6) قوله: " نظرا عرف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم " استدرك عن هامش الاصل وبعده صح
পৃষ্ঠা - ১৮৩৯৯
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل وأبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم (1) أنبأ إبراهيم بن منصور أنبأ أبو بكر بن المقرئ قالا أنا أبو يعلى نا شيبان نا جرير نا نافع عن ابن عمر قال رأى عمر بن الخطاب عطارد التميمي يقيم في السوق وقال ابن المقرئ بالسوق حلة سيراء وكان رجيغشى الملوك ويصيب منهم فقال عمر يا رسول الله إني رأيت عطارد يقيم في السوق حلة سيراء فلو اشتريتها فكسيتها لوفد العرب إذا قدموا عليك وأظنه قال وتلبسها يوم الجمعة فقال له رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إنما يلبس الحرير في الدنيا من لا خلاق له في الآخرة فلما كان بعد ذلك أتي رسول الله بحلل سيراء فبعث إلى عمر بحلة وبعث إلى أسامة بحلة وأعطى عليا حلة وقال شققها خمرا (2) بين نسائك فجاء عمر بحلته فقال يا رسول الله بعثت إلي بهذه وقد قلت في حلة عطارد ما قلت فقال إني لم أبعث بها إليك لتلبسها ولكن بعثت بها إليك لتصيب منها وأما أسامة فراح في حلته فنظر إليه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نظرا فعرف أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قد أنكر ما صنع فقال يا رسول الله ما تنظر إلي وأنت بعثت بها إلي قال إني لم ابعث بها إليك لتلبسها ولكني بعثت بها إليك لتشققها خمرا بين نسائك
[8129] رواه مسلم عن شيبان (3) قرأت على ابي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنبأ أبو عمر بن حيوية أنا أحمد بن معروف أنا أبو بكر الحسين بن فهم نا محمد بن سعد قال في الطبقة الرابعة عطارد بن حاجب بن زرارة بن عدس بن زيد بن عبد الله بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم وكان في وفد بني تميم الذين قدموا على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقدموه فخطب وفخر فأمر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثابت بن قيس بن شماس فأجابه اخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية
_________
(1) بعدها في م: قالا أملانا أبو سعد الاديب أنبأنا أبو عمرو بن حمدان
ح وأخبرنا أبو عبد الله الاديب
(2) خمرا بضم الميم ويجوز إسكانها جمع خمارا وهو ما يوضع على رأس المرأة
(3) صحيح مسلم 37 كتاب اللباس والزينة (2) باب (ح 2068) 3 / 1639
পৃষ্ঠা - ১৮৪০০
أنا أحمد بن معروف أنا الحارث بن أبي أسامة ثنا محمد بن سعد أنا محمد بن عمر (1) نا محمد بن عبد الله عن الزهري قال ثنا عبد الله بن يزيد عن سعيد بن عمرو (2) قالا بعث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بشر (3) بن سفيان ويقال النحام العدوي (4) على صدقات بني كعب من خزاعة فجاء وقد حل بنواحيهم بنو عمرو بن جندب بن العنبر (5) بن عمرو بن تميم فجمعت خزاعة مواشيها للصدقة فاستنكر ذلك بنو تتميم وأبو وابتدروا القسي وشهروا السيوف فقدم المصدق على النبي (صلى الله عليه وسلم) فأخبره فقال ملهؤلاء القوم فابتدر لهم عيينة (6) بن بدر فبعثه النبي (صلى الله عليه وسلم) في خمسين فارسا من العرب ليس فيهم مهاجر (7) ولا أنصاري فأغار عليهم فأخذ منهم أحد عشر رجلا وإحدى عشرة امرأة وثلاثين صبيا فجلبهم (8) إلى المدينة وقدم فيهم عدة من رؤساء بني تميم عطارد بن حاجب والزبرقان بن بدر وقيس بن عاصم وقيس بن الحارث ونعيم بن سعد والأقرع بن حابس ورباح بن الحارث وعمرو بن الأهتم ويقال كانوا تسعين أو ثمانين رجلا فدخلوا المسجد وقد أذن بلال بالظهر والناس ينتظرون خروج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فعجلوا واستبطأوه فنادوه يا محمد اخرج إلينا فخرج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأقام بلال فصلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثم أتوه فقال الأقرع يا محمد ائذن لي * فو الله إن حمدي لزين * وإن ذمي لشين * فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كذبت ذاك الله تبارك وتعالى ثم خرج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فجلس وخطب خطيبهم وهو عطارد بن حاجب فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لثابت بن قيس بن شماس أجبه *] فأجابه ثم قالوا يا محمد ائذن لشاعرنا فأذن له فقام الزبرقان بن بدر فأنشد فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لحسان بن ثابت أجبه فأجابه بمثل شعره فقالوا والله لخطيبه أبلغ من خطيبنا ولشاعره أشعر من شاعرنا ولهم أحكم منا ونزل فيهم " إن الذين ينادونك من وراء
_________
(1) انظر مغازي الواقدي 3 / 973 - 974
(2) بالاصل وم: عمر والمثبت عن مغازي الواقدي
(3) في مغازي الواقدي: بسر بن سفيان الكعبي
(4) كذا بالاصل وم وفي المختصر: ويقال: نعيم بن عبد الله النحام ومثله في مغازي الواقدي
(5) بالاصل: " العير " والمثبت عن م والمختصر وفي مغازي الواقدي: العتير
(6) سقطت من م وفي مغازي الواقدي: عيينة بن حصين الفزاري
(7) بالاصل وم: " مهاجري " والمثبت عن مغازي الواقدي
(8) في مغازي الواقدي: فحملهم
পৃষ্ঠা - ১৮৪০১
" الحجرات " أكثرهم لا يعقلون " (1) وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في قيس بن عاصم هذا سيد أهل الوبر ورد عليهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الأسرى والسبي وأموالهم بالجوائز كما كان يجيز للوفد أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي (2) أنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب نا أحمد بن عبد الجبار نا يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال وقدمت وفود العرب على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقدم عليه عطارد بن حاجب بن زرارة التميمي في أشراف من بني تميم منهم الأقرع بن حابس والزبرقان بن بدر وعمرو (3) بن الأهتم والحبحاب (4) ونعيم بن زيد وقيس (5) بن الحارث وقيس بن عاصم في وفد عظيم من بني تميم وفيهم عيينة بن حصن الفزاري وكان الأقرع وعيينة شهدا مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حنينا والفتح والطائف فلما قدم وفد بني تميم دخلا معهم فلما دخل وفد بني تميم المسجد نادوا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من رواء الحجرات (6) أن أخرج إليه يا محمد فآذى ذلك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من صياحهم فخرج إليهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقالوا يا محمد جئناك لنفاخرك فأذن لشاعرنا وخطيبنا فقال نعم أذنت لخطيبكم فليقم فقام عطارد بن حاجب فقال الحمد لله الذي جعلنا ملوكا الذي له الفضل علينا والذي وهب لنا أموالا عظاما نفعل فيها المعروف وجعلنا أعز أهل المشرق وأكبره عددا وأشده (7) عدة فمن مثلنا في الناس ألسنا رؤوس الناس وأولي فضلهم فمن فاخرنا فليعد مثل ما عددنا فلو شئنا لأكثرنا من الكلام ولكنا نستحيي من الإكثار لما أعطانا أقول هذا الآن فائتوا بمثل قولنا وامر أفضل من أمرنا ثم جلس فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لثابت بن قيس بن شماس قم فأجبه فقام وقال الحمد لله الذي في السموات والأرض خلقه قضى فيهن (8) أمره ووسع كرسيه علمه ولم يكن شئ قط
_________
(1) سورة الحجرات الاية: 4
(2) أخرجه البيهقي في دلائل النبوة ط بيروت 5 / 313 تحت عنوان: وفد عطارد بن حاجب في بني تميم
(3) الاصل: وعمر والتصويب عن م ودلائل النبوة
(4) الاصل: والخباب وفي م: " الحباب " والمثبت عن دلائل النبوة وفيها: الحبحباب بن يزيد
(5) الزيادة عن م ودلائل النبوة للايضاح
(6) الاصل: الحجاب والمثبت عن م ودلائل النبوة
(7) كذا بالاصل وم وفي دلائل النبوة: وأيسره
(8) الاصل: فيهم والمثبت عن م ودلائل النبوة
পৃষ্ঠা - ১৮৪০২
إلا من فضله ثم كان من فضله أن جعلنا ملوكا واصطفى من خير خلقه رسولا أكرمه نسبا وأصدقه حديثا وأفضله حسبا فأنزل عليه كتابه وائتمنه على عباده (1) فكان خيرة الله من العالمين ثم دعا الناس إلى الإيمان بالله فآمن به المهاجرون من قومه وذوي رحمه أكرم الناس أحسابا وأحسنهم (2) وجوها وخير الناس فعلا ثم كان أول الخلق إجابة واستجابة لله حين دعاه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نحن فنحن أنصار رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ووزراء رسوله نقاتل الناس حتى يؤمنوا فمن آمن بالله ورسوله منع ماله ودمه ومن نكث جاهدناه في الله أبدا وكان قتله علينا يسيرا أقول هذا وأستغفر الله للمؤمنين والمؤمنات والسلام عليكم أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأ الحسن (3) بن علي أنا أبو عمر بن حيوية أنا عبد الوهاب بن عيسى أنا محمد بن شجاع نا محمد بن عمر قال (4) وبعث ابن اللبيبة الأرحبي (5) إلى بني ذبيان وبعث رجلا من بني سعد بن هذيم على صدقاتهم فخرج بشر (6) بن سفيان على صدقات بني كعب ويقال إنما سعى عليهم نعيم بن عبد الله النحام العدوي فجاء وقد حل بنواحيهم بنو جهيم (7) من بني تميم و (7) بنو عمرو بن جندب بن العنبر (8) بن عمرو بن تميم فهم يشربون معهم على غدير لهم بذات الأشطاط (9) ويقال وجدهم على عسفان ثم أمر بجمع مواشي خزاعة ليأخذ منها للصدقة قال فحشرت عليه خزاعة الصدقة من كل ناحية واستكثرت ذلك بنو تميم وقالوا ما هذا أتؤخذ أموالكم منكم بباطل وتجيشوا وتقلدوا القسي وشهروا السيوف فقال الخزاعيون نحن قوم ندين بدين الإسلام وهذا من ديننا فقال التميميون والله لا يصل إلى بعير منها أبدا فلما رآهم المصدق هرب منهم فانطلق موليا وهو يخافهم والإسلام يومئذ لم يعم العرب قد بقيت بقايا من العرب فهم يخافون السيف (10) لما فعل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بمكة
_________
(1) دلائل النبوة: خلقه
(2) الاصل وم: وأحسنه والمثبت عن الدلائل
(3) الاصل: الحسين تصحيف والسند معروف
(4) مغازي الواقدي 3 / 973 وما بعدها
(5) كذا بالاصل وم وفي م ومغازي الواقدي: ابن اللتبية الازدي
(6) كذا بالاصل وم والمختصر وفي مغازي الواقدي: بسر
(7) ما بين حاصرتين سقط من الاصل وم وزيد عن الواقدي
(8) كبذا الاصل وبدون إعجام في م وفي مغازي الواقدي العتير
(9) الاصل: الاول المثبت عن م والواقدي وفي معجم البلدان: وغدير الاشطاط قريب من عسفان
(10) زيادة عن م والواقدي
পৃষ্ঠা - ১৮৪০৩
وحنين وقد كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أمر مصدقيه أن يأخذوا العفو منهم ويتوقوا كرائم أموالهم فقدم المصدق على النبي (صلى الله عليه وسلم) فأخبره الخبر وقال يا رسول الله إنما كنت في ثلاثة نفر فوثبت خزاعة على التميميين فأخرجوهم من محالهم وقالوا لولا قرابتكم ما وصلتم إلى بلادكم ليدخلن علينا بلاء من عداوة محمد وعلى أنفسكم حيث تعرضون لرسل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تردونهم على صدقات أموالنا فخرجوا راجعين إلى بلادهم فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من لهؤلاء القوم الذي فعلوا ما فعلوا فانتدب أول الناس عيينة (1) بن حصن الفزاري فقال أنا والله لهم أتبع آثارهم ولو بلغوا ببرين (2) حتى آتيك بهم إن شاء الله فترى فيهم رأيك أو يسلموا فبعثه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في خمسين فارسا من العرب ليس فيها مهاجر واحد ولا أنصاري فكان يسير بالليل ويكمن لهم بالنهار خرج على ركوبة حتى انتهى إلى العرج (3) فوجد خبرهم أنهم قد عارضوا إلى أرض بني سليم فخرج في أثرهم حتى وجدهم قد عدلوا من السقيا يؤمون أرض بني سليم في صحراء قد حلوا وسرحوا مواشيهم والبيوت خلوف ليس فيها أحد إلا النساء ونفير فلما رأوا الجمع ولوا وأخذوا منهم أحد عشر رجلا ووجدوا في المحلة من النساء إحدى عشرة امرأة وثلاثين صبيا فجلبهم إلى المدينة فأمر بهم النبي (صلى الله عليه وسلم) فحبسوا في دار رملة بنت الحارث فقدم منهم عشرة من رؤسائهم العطاد بن حاجب بن زرارة والزبرقان بن بدر وقيس بن عاصم وقيس بن الحارث ونعيم بن سعد وعمرو بن الأهتم والأقرع بن حابس ورياح بن الحارث بن مجاشع (4) فدخلوا المسجد قبل الظهر فلما دخلوا سألوا عن سبيهم فأخبر بهم فجاؤوهم فبكى الذراري والنساء فرجعوا حتى دخلوا المسجد ثانية ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) يومئذ في بيت عائشة وقد أذن بلال بالظهر بالأذان الأول والناس ينتظرون خروج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فعجلوا خروجه فنادوا يا محمد أخرج إلينا فقام إليهم بلال فقال إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يخرج الآن فاشتهر (5) أهل المسجد أصواتهم فجعلوا يخفقون بأيديهم فخرج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأقام بلال الصلاة وتعلقوا به يكلمونه فوقف رسول الله (صلى الله عليه وسلم) معهم بعد إقامة بلال الصلاة مليا وهم يقولون أتيناك بخطيبنا وشاعرنا فاستمع منا فتبسم النبي (صلى الله عليه وسلم) ثم مضى فصلى
_________
(1) الاصل: عتيبة والتصويب عن م والواقدي
(2) ببرين: رمل معروف في ديار بني سعد بن تميم (معجم ما استعجم) وفي معجم البلدان: من أصقاع البحرين
(3) العرج: موضع بين مكة والمدينة قيل: على أربعة أميال من المدينة
(4) تقدم أنمهم عشرة والاسماء التي ذكرت ثمانية فقط (؟)
(5) الاصل: " فاستشهد " واللفظة غير واضحة في م لسوء التصوير والمثبت عن المختصر ومغازي الواقدي
পৃষ্ঠা - ১৮৪০৪
بالناس الظهر ثم انصرف إلى بيته فركع ركعتين ثم خرج فجلس في صحن المسجد وقدموا عليه (1) وقدموا عطارد بن حاجب التميمي فخطب فقال الحمد لله الذي له الفضل علينا والذي جعلنا ملوكا وأعطانا الأموال نفعل فيها المعروف وجعلنا أعز أهل المشرق وأكثرهم مالا وأكثرهم عددا فمن مثلنا في الناس ألسنا رؤوس الناس وذوي فضلهم فمن يفاخر فليعدد مثل ما عددنا ولو شئنا لأكثرنا من الكلام ولكنا نستحي من الإكثار فيما أعطانا الله أقول هذا لأن يؤتى بقول هو أفضل من قولنا فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لثابت بن قيس قم فأجب خطيبهم فقام ثابت وما كان درى من ذلك بشئ وما هيأ قبل ذلك ما يقول فقال الحمد لله الذي السموات والأرض خلقه قضى فيهما أمره ووسع كل شئ علمه فلم يك (2) شئ إلا من فضله ثم كان مما قدر الله أن جعلنا ملوكا اصطفى لنا من خلقه رسولا أكرمهم نسبا وأحسنهم زيا وأصدقهم حديثا أنزل عليه كتابه وائتمنه على خلقه وكان خيرته من عباده فدعا إلى الإيمان فآمن المهاجرون من قومه وذوي رحمه أصبح الناس وجها وأفضل الناس فعالا ثم كنا أول الناس إجابة حين دعا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فنحن أنصار الله ورسوله نقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فمن آمن بالله ورسوله منع منا ماله ودمه ومن كفر بالله ورسوله جاهدناه في ذلك وكان قتله علينا يسيرا أقول قولي هذا وأستغفر الله للمؤمنين والمؤمنات ثم جلس فقالوا يا رسول الله ائذن لشاعرنا فأذن له فأقاموا الزبرقان بن بدر فقال (3) * نحن الملوك فلا حي يقاربنا (4) * فينا الملوك وفينا تنصب البيع وكم قسرنا من الأحياء كلهم * عند النهاب وفضل الخير (5) يتبع ونحن نطعم عند القحط ما أكلوا * من السديف إذا لم يؤنس القزع (6) وننحر الكوم عبطا في أرومتنا (7) * للنازلين إذا ما أنزلوا شبعوا
_________
(1) زيادة عن مغازي الواقدي سقطت من الاصل وم
(2) الاصل وم: يكن
(3) الابيات في مغازي الواقدي 3 / 977 وسيرة ابن هشام 4 / 208 وديوان حسان بن ثابت ط بيت ص 144 والبداية والنهاية بتحقيقنا 5 / 51
(4) في سيرة ابن هشام والديوان والبداية والنهاية: نحن الكرام فلا حي يعادلنا والبيع جمع بيعة وهي موضع الصلاة
(5) في المصادر الثلاثة السابقة: العز
(6) القزع محركة: السحاب الرقيق
(7) الكرم جمع كرماء وهي العظيمة السنام من النوق
وعبطا من غير غلة
পৃষ্ঠা - ১৮৪০৫
* فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أجبهم يا حسان بن ثابت فقام فقال (1) * إن الذوائب من فهر وإخوتهم * قد شرعوا (2) سنة للناس تتبع يرضى بها كل من كانت سريرته * تقوى الإله وبالأمر الذي شرعوا قوم إذا حاربوا ضروا عدوهم * أو حاولوا النفع في أشياعهم نفعوا سجية تلك منهم غير محدثة * إن الخلائق فاعلم شرها البدع لا يرقع الناس ما أوهت أكفهم * عند الدفاع ولا يوهون ما رقعوا ولا يضنون عن جار بفضلهم * ولا ينالهم في مطمع طبع إن كان في الناس سباقون بعدهم * فكل سبق لأدنى سبقهم تبع أكرم بقوم رسول الله شيعتهم * إذا تفرقت الأهواء والشيع أعفة ذكرت في الوحي عفتهم * لا يطمعون ولا يرديهم طمع كأنهم في الوغى والموت مكتنع (3) * أسد ببيشة (4) في أرساغها فدع لا فرح (5) إن أصابوا في عدوهم * وإن أصيبوا فلا خور (6) ولا جزع وإن (7) أصبنا الحي لم ندب لهم * كما يدب إلى الوحشية الذرع نسموا إلى الحرب نالتنا مخالبها * إذا الزعانف (8) من أطرافها خشعوا خذ منهم ما أبوا عفوا إذا غضبوا * ولا يكن همك الأمر الذي منعوا فإن في (9) حربهم فاترك عداوتهم * سما غريضا (10) عليه الصاب والسلع أهدى لهم مدحا قلب يؤازره * فيما أحب لسان حائك صنع وأنهم أفضل الأحياء كلهم * إن جد بالناس جد القول أو شمعوا (11) * وكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قد أمر بمنبر فوضع في المسجد ينشد عليه حسان وقال إن الله
_________
(1) من قصيدته المشهورة ديوانه ص 145 والمصادر الاخرى السابقة
(2) الاصل ومغازي الواقدي وفي الديوان وسيرة ابن هشام والبداية والنهاية: بينوا
(3) الموت مكتنع: أي دان (شرح السيرة لابي ذر)
(4) بيشة: من عمل مكة مما يلي اليمن من مكة على خمس مراحل (انظر معجم البلدان)
(5) الديوان: " لا فخر " وفي سيرة ابن هشام: لا يفخرون إذا نالوا
(6) خور: الضعفاء وفي سيرة ابن هشام: ولا هلع بدل: جزع
(7) الديوان وسيرة ابن هشام: إذا أصبنا
(8) الزعانف: أطراف الناس وأتباعهم
(9) زيادة عن الديوان والمصادر
(10) الديوان وسيرة ابن هشام: شرا يخاض
(11) شمعوا: مزحوا أو هزلوا
وأصل الشمع: الطرب واللهو
পৃষ্ঠা - ১৮৪০৬
ليؤيد حسان (1) وخلا الوفد بعضهم إلى بعض فقال قائلهم تعلمن والله أن هذا الرجل مؤيد مصنوع له والله لخطيبه أخطب من خطيبنا ولشاعرهم أشعر من شاعرنا ولهم أحلم منا وكان ثابت بن قيس من أجهر الناس صوتا وأنزل الله على نبيه (صلى الله عليه وسلم) في رفع أصوات أالتميميين ويذكر أنهم نادوا النبي (صلى الله عليه وسلم) من وراء الحجرات فقال " يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي " إلى قوله " أكثرهم لا يعقلون " (2) يعني تميما حين نادوا النبي (صلى الله عليه وسلم) وكان ثابت حين نزلت هذه الآية لا يرفع صوته عند النبي (صلى الله عليه وسلم) فرد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الأسرى والسبي وقام عمرو بن الأهتم يومئذ فهجا قيس بن عاصم كانا جميعا في الوفد وكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قد أمر لهم بجوائز وكان يجيز الوفد إذ قدموا عليه ويفضل بينهم من العطية على قدر ما يرى فلما أجازهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال هل بقي منكم من لم نجزه فقالوا غلام في الرحل فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أرسلوه نجزه فقال قيس بن عاصم إنه لا شرف له قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وإن كان فإنه وافد وله حق فقال عمرو بن الأهتم شعرا يريد قيس بن عاصم * ظللت مفترشا هلباك (3) تشتمني * عند الرسول فلم تصدف ولم تصب إنا وسؤددنا عود سؤددكم * مخلف بمكان العجب والذنب إن تبغضونا فإن الروم أصلكم * والروم لا تملك البغضاء للعرب * أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن أنا أبو الحسن (4) السيرافي أنا أحمد بن إسحاق (5) نا أحمد بن عمران نا موسى نا خليفة قال (6) سنة تسع فيها قدمت على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وفود العرب فقدم عطارد بن حاجب بن زرارة والزبرقان بن بدر وقيس بن عاصم وعمرو بن الأهتم في أشراف من أشراف تميم وبلغني أن عطارد بن حاجب كان مع سجاح بنت الحارث بن سويد التي تنبأت في بني تميم فقال عطارد (7) *
_________
(1) زيد في م ومغازي الواقدي: " بروح القدس ما دافع عن نبيه " وسر رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ والمسلمون بمقام ثابت وشعر حسان
(2) سورة الحجرات الاية: 6
(3) الهلباء والهلب: شعر الذنب (شرح السيرة لابي ذر)
(4) الاصل: الحسين والتصويب عن م
(5) الزيادة لتقويم السند عن م
(6) تاريخ خليفة بن خياط ص 93
(7) البيت في أسد الغابة 3 / 540 والاصابة 2 / 284