حرف الطاء
طالوت ملك بني إسرائيل
পৃষ্ঠা - ১১১৪৭
/ ذكر من اسمه طالوت /
2945 - طالوت ملك بني إسرائيل (1) واسمه بالسريانية شاول بن امال بن ضرار بن يحرب بن أفيح بن أسن بن بنيامين بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم وقيل كان اسمه شارك وإنما سمي طالوت لطوله (2) وهو الذي ذكر الله 4 قصته في القرآن ومحاربته لجالوت وكان داود عليه السلام زوج ابنته وقد تقدم في ترجمة داود النبي (صلى الله عليه وسلم) أن النهر الذي جاوزه عند قنطرة أم حكيم بنت الحارث بن هشام عند قصر أم حكيم والصحيح أن النهر بين الأردن وفلسطين أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأ أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد أنا جدي أبو بكر محمد بن أحمد أنا محمد بن يوسف الهروي نا محمد بن حماد الظهراني أنا عبد الرزاق أنا معمر عن قتادة في قوله تبارك وتعالى " إن الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه " (3) قال فهو نهر بين الأردن وفلسطين " فمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه فإنه مني إلا من اغترف غرفة بيده " (3) قال كان الكفار يشربون فلا يروون وكان المسلمون يغترفون غرفة فتجزيهم بذلك (4)
_________
(1) انظر أخباره في مروج الذهب 1 / 51 وتاريخ الطبري 1 / 247 والبداية والنهاية بتحقيقنا 2 / 8 والكامل لابن الأثير بتحقيقنا 1 / 151 (2) ثمة اختلاف في اسمه وفي سلم نسبه راجع مصادر ترجمته ولكن في الكل على أنه من سبط بنيامين بن يعقوب
(3) سورة البقرة الآية: 249
(4) بين أن الغرفة كافة ضرر العطش عند الحزمة الصابرين على شظف العيش الذين همهم في غير الرفاهية
পৃষ্ঠা - ১১১৪৮
أنبأنا أبو تراب حيدرة بن أحمد بن الحسين الأنصاري نا أحمد بن علي بن ثابت أنا محمد بن أحمد بن رزقويه أنا أحمد بن عبدي الحداد نا الحسن عن علي نا إسماعيل نا إسحاق أنا جويبر ومقاتل عن الضحاك عن ابن عباس ح قال وأنا عثمان بن الساج عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله جل وعز " ألم تر إلى الملأ من بني إسرائيل من بعد موسى إذ قالوا لنبي لهم " (1) يعني ألم يخبرنا محمد عن الملأ من بني إسرائيل من بعد موسى إذ قالوا لنبي لهم أشمويل " (2) ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله قال هل عسيتم إن كتب عليكم القتال أن لا تقاتلوا قالوا وما لنا لا نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا " (1) يعني أخرجتنا العمالقة كان رأس العمالقة يومئذ جالوت " فلما كتب عليهم القتال تولوا إلا قليلا منهم " (1) فسأل نبيهم الله عز وجل أن يبعث لهم ملكا قال وأنا إسحاق أنا أبو إلياس عن وهب عن قعنب قال بعث الله لهم طالوت ملكا راعي حمر وكان فقيرا ليس عنده مال وخرج من قريته يطلب حمارين له أضلهما فلما أدركه الليل ولم يجدهما وتمادى به الطلب فدخل مدينة بني إسرائيل واضطره الجوع فأوى إلى أشمويل وكان مأوى المساكين فأوحى الله عز وجل إلى أشمويل أني قد بعثت إليك هذا الذي ينشد الحمار ملكا على بني إسرائيل فقال لهم إن الله عز وجل قد بعث لكن ملكا طوله هذه القصبة فاطلبوه حيث ما كان من أسباط بني إسرائيل فهو عليكم وكان طول القصبة ثماني أذرع فلما دفعها إليهم فلم يعذروا في الطلب ولم يبالغوا وقالوا لنبيهم لم نجد هذا فقال لهم نبيهم هو طالوت صاحب الحمار فقالوا أين هو قال عهدي به البارحة فلما وجدوه قاسوه بالقصبة وكان قدرها قالوا له من أي سبط أنت قال من سبط ابن يامين فنفروا من ذلك وكرهوه قال وأنا إسحاق أنا سعيد عن قتادة عن الحسن في قول الله عز وجل " ألم تر إلى الملأ من بني إسرائيل من بعد موسى إذ قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملكا نقاتل في "
_________
- والمغترف بيده غرفة: الآخذ منها قدر الحاجة
وقال بعض المفسرين: الغرفة: بالكف الواحد والغرفة: بالكفين
(1) سورة البقرة الآية: 246
(2) وهو قول أكثر المفسرين وقيل: شمعون وقيل هما واحد وقيل: يوشع وهذا بعيد
পৃষ্ঠা - ১১১৪৯
" سبيل الله قال " قال كان نبيهم أشمويل بن أبال بن علقمة " هل عسيتم إن كتب عليكم القتال أن لا تقاتلوا " قال إنما سألوا ذلك أنهم كانوا في مدينة لهم قد بارك الله لهم في مكانهم (1) لا يدخله عليهم عدو ولا يحتاجون إلى غيره قال كان أحدهم يجمع التراب على صخرة ثم يبذر فيه الحب فيخرج الله عز وجل منه ما يأكل سنة هو وعياله ويكون لأحدهم الزيتونه فيعصر منها ما يأكل هو وعياله سنة فلما عظمت أحداثهم وانتكهوا محارم الله عز وجل وجاروا في الحكم نزل بهم عدوهم فخرجوا إليهم وأخرجوا التابوت وكان يكون التابوت أمامهم في القتال فقدموا التابوت فسبي التابوت وكان عليهم ملكا يقال له إيلاف فأخبر الملك أن التابوت قد سبي واستلب فمالت عنقه فمات كمدا عليه فمرجت أمورهم فظهر عدوهم وأصيب من أبنائهم ونسائهم فعند ذلك قالوا " ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله قال هل عسيتم " فسأل الله عز وجل نبيهم أن يبعث لهم ملكا فأوحى الله عز وجل إليه أن انظر القرن (2) الذي في بيتك فيه الدهن فإذا دخل عليك رجل يفنش الدهن الذي في القرن فإنه ملك بني إسرائيل فادهن رأسه منه وملكه عليهم فجعل ينظر من ذلك الرجل الداخل عليه وكان طالوت رجلا دباغا (3) من سبط ابن يامين لم يكن فيه نبوة ولا ملك فخرج طالوت يطلب حمارا مع غلام له فمر ببيت أشمويل النبي فدخل عليه مع غلامه فذكر له أمر حماره إذ نش الدهن في القرن فقام إليه النبي (صلى الله عليه وسلم) فأخذه ثم قال لطالوت قرب رأسك فقربه فدهنه فقال يا منشد الحمار هذا خير لك مما تطلب أنت ملك بني إسرائيل الذي أمرني ربي أن أملكه عليهم وكان اسم طالوت بالسريانية مبارك وخرج من عنده فقال الناس ملك طالوت فماتت عظماء بني إسرائيل النبي (صلى الله عليه وسلم) فقالوا له ما شأن طالوت يملك علينا وليس له من بيت النبوة ولا المملكة وقد عرفت أن الملك والنبوة في آل لاوي وآل يهوذا قال " إن الله اصطفاه عليكم " (4) للذي سبق له أنه ملككم " وزاده بسطة في العلم والجسم " (4) فيه تقديم يعني في الجسم والعلم كان أطولهم بسطة رجل
_________
(1) في الطبري 1 / 274 " في جبلهم من إيليا "
(2) القرن بالتحريك: الجعبة من جلود تكون مشقوقة ثم تخرز
(3) زيد في الكامل لابن الأثير 1 / 152 وقيل: كان سقاء يسقي الماء ويبيعه (وهو قول عكرمة والسدي)
ونقل القرطبي في أحكامه: أنه كان مكاريا وكان عالما
(4) سورة البقرة الآية: 247
পৃষ্ঠা - ১১১৫০
وقال الحسن لم يكن بأعلمهم ولكن كان أعلمهم بالحرب فذلك قوله " في العلم " أنه كان مجربا " والله يؤتي ملكه من يشاء " يعني الملك بيد الله عز وجل يضعه الله حيث يشاء ليس أن تخبروا وكان طالوت رجلا قيرا مغمورا فيهم بالدين فمن ذلك قالوا " ولم يؤت سعة من المال " (1) وكيف يكون له الملك علينا وهو مغمور بالدين قالوا ما آية ذلك نعرفه أنه ملك قال آيته " أن يأتيكم التابوت " (2) فقالوا إن رد علينا التابوت فقد رضينا وسلمنا وكان الذين أصابوا التابوت أسفل من جبل إيليا فيما بينهم وبين مصر وكانوا أصحاب أوثان وكان فيهم جالوت وكان له جسم وخلق وقوة في البطش وشدة في الحرب فلما وقع التابوت في أيديهم يجعلوا التابوت في قرية من قرى فلسطين فوضعوه في بيت أصنامهم فأصبحت أصنامهم منكوسة وكان لهم صنم كبير أصنامهم من ذهب وكان له حدقتان من ياقوتتين حمراوين فخر ذلك الصنم ساجدا للتابوت واتجرت حدقتان على وجنتيه يسيل منها الماء فلما دخلت سدنة بيت أصنامهم ورأوا ذلك نتفوا شعورهم ومزقوا جيوبهم وأخبروا ملكهم وسلط الله عز وجل النار على أهل تلك القرية فتجئ الفأرة إلى الرجل فتأكل جوفه وتخرج من دبره وهو نائم حتى طافت عليهم فماتوا فقالوا ما أصابنا هذا إلا في سبب هذا التابوت فأرادوا حرقه فلم تحرقه النار وأرادوا كسره فلم يحك فيه الحديد فقالوا أخرجوه عنكم فوضعوه على ثورين على عجلة فسيبوه فساقته الملائكة إليهم وذكر أبو حذيفة في حديث قبل هذا رواه عن عثمان بن أبي الساج عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس أن أشمويل بن حبة بن بال بن علقمة وعصبته يزعمون أنه كان من ولد يهصر بن قاحت ويقال فاهت بن لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليه الصلاة والسلام أنبأنا أبو القاسم العلوي أنا أبو الحسن (3) بن أبي الحديد أنا أبو عبد الله محمد بن يوسف نا محمد بن حماد نا عبد الرزاق أنا معمر عن قتادة في قوله
_________
(1) سورة البقرة الآية: 247
(2) سورة البقرة الآية: 248
(3) بالأصل: أبو الحسين
পৃষ্ঠা - ১১১৫১
تعالى " ابعث لنا ملكا " " قال لهم نبيهم إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا قالوا أنى يكون له الملك علينا " (1) قال وكان من سبط لم يكن فيهم ملك ولا نبي فقال " إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم " قال وقال معمر وأما قوله " قال لهم نبيهم " قال قتادة كان نبيهم الذي بعد موسى (صلى الله عليه وسلم) يوشع بن نون وهو الرجلين اللذين أنعم الله عليهما قال وأحسبه قال هو فتى موسى (صلى الله عليه وسلم) أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأ أبو طاهر أحمد بن الحسن وأبو الفضل بن خيرون قالا أنا عبد الملك بن محمد أنا أبو علي بن الصواف نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة نا إبراهيم بن سعيد ثنا أبو أحمد نا شريك عن عمران عن عكرمة قال كان طالوت سقاء يبيع الماء أخبرناه عاليا أبو القاسم تميم بن أبي سعيد أنا أبو سعد الجنزرودي أنا أبو عمرو بن حمدان أنا أبو يعلى الموصلي نا يحيى بن معين نا أبو أحمد الزبيري عن شريك حدثنا أبو الفضل بن ناصر لفظا وأبو عبد الله بن البنا قراءة عن أبي المعالي محمد بن عبد السلام الأصبهاني أنا علي بن محمد بن خرقة نا محمد بن الحسين نا ابن أبي خيثمة قال سئل يحيى بن معين عن عمران الذي روى عن عكرمة قال كان طالوت سقاء فلم يدر من عمران أخبرنا أبو الوحش سبيع بن المسلم وأبو تراب حيدرة بن أحمد على كتابيهما قالا أنا أبو بكر الخطيب أنا أبو الحسن بن رزقويه أنا أحمد بن سيدي نا الحسن بن علي نا إسماعيل نا إسحاق أنا عثمان بن الساج عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال وضعوه على عجل حلي ثم سيبوه فساقته الملائكة حتى أدخلوه محلة بني إسرائيل فذلك قوله عز وجل " أن يأتيكم التابوت " (3) إلى قوله " تحمله "
_________
(1) سورة البقرة الآية: 247
(2) عقب ابن كثير في البداية والنهاية بتحقيقنا 2 / 7 على قولمن قال أنه يوشع: قال: وهذا بعيد لما ذكره الإمام أبو جعفر بن جرير في تاريخه أن بين موت يوشع وبعثة شمويل أربعمئة سنة وستين سنة فالله أعلم
(3) سورة البقرة الآية: 248
পৃষ্ঠা - ১১১৫২
" الملائكة " (1) فكان في التابوت " سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون " (1) قال أما البقية فرصراص (2) الألواح وعصا موسى وعمامة هارون وقباء هارون الذي كان فيه علامات السياط في الغلول وكان فيه طست من ذهب وكان فيه صاع بن ثمر الجنة وكان يفطر عليه يعقوب وأما السكينة فكانت مثل رأس هرة من زبر جدة خضراء أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفر بن السبط أنا أبي أبو سعد المظفر بن الحسن أنا أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن علي أنا أبو جعفر محمد بن إبراهيم نا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي نا سفيان بن عيينة عن سلمة بن كهيل عن أبي الأحوص قال قال علي السكينة ريح هفافة لها وجه كوجه الهرة ولها جناحان وروى سفيان الثوري الحكاية الأولى عن سلمة كذلك وروى الثانية عن ابن أبي نجيح كما أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنا جدي أنا أبو عبد الله محمد بن يوسف الهروي نا محمد بن حماد نا عبد الرزاق أنبأ الثوري عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال لها جناحان وذنب مثل ذنب الهرة قال وقال عبد الرزاق سألنا الثوري عن قوله تبارك وتعالى " وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون " قال منهم من يقول البقية قفيز من ورضاض الألواح ومنهم من يقول العصا والنعلان قال وأنا عبد الرزاق نا معمر في قوله تبارك وتعالى " تحمله الملائكة " قال تحمله حتى تضعه في بيت طالوت و " سكينة من ربكم " أي وقار و " بقية مما ترك آل موسى وآل هارون " قال والبقية عصا موسى ورضاض الألواح أنبأنا أبو الوحش سبيع بن المسلم وأبو تراب حيدرة بن أحمد قالا ثنا أبو بكر الخطيب أنا أبو الحسن بن رزقويه أنا أحمد بن سيدي نا الحسن بن علي نا إسماعيل أنا إسحاق أنا جويبر عن الضحاك ولم يذكره عن ابن عباس قال كانت
_________
(1) سورة البقرة الآية: 248
(2) كذا بالأصل وفي الطبري والكامل لابن الأثير: رضاضة وفي البداية والنهاية: رضاض ورضاض الشئ: فتاته
পৃষ্ঠা - ১১১৫৩
هرة رأسها من زمردة وظهرها من در وبطنها من ياقوت وذنبها وقوائمها من لؤلؤ فالله أعلم قال فإذا أرادوا القتال قدموا التابوت ثم يكون أعلامهم وراياتهم خلف التابوت وهم وقوف خلف ذلك ينتظرون تحريك التابوت فتصيح الهرة فيسمعون صراخا كصراخ الهرة فيخرج من التابوت ريح هفافة فيرفع التابوت بين السماء والأرض ويخرج منها لسانات ظلمة ونور فتضئ على المسلمين وتظلم على الكفار فيقاتل القوم ينصرون فلما رأوا التابوت قد رد عليهم أقروا لطالوت بالملك واستوسقوا له على التابوت فخرجوا بهم طالوت وجدوا في حرب عدوهم ولم يتخلف عنه إلا كبير وضرير ومعذور ودخل في صنعة لا بد له من التخلف فقالوا لبعضهم إن الجباب والآبار لا تحلمنا فادع الله لنا أن يجري لنا نهرا فدعا ربه فأجرى لهم نهرا من الأردن يقال له سهم أشمويل " اعلموا أن الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه " فاقتحم فيه " فليس مني " وقال لطالوت ليس ممن يقاتل معك فردهم عنك " ومن لم يطعمه فإنه مني " يقاتل معك فامض بهم فذلك قوله عز وجل " إلا من اغترف غرفة بيده " (1) وكانت الغرفة للرجل ودوابه وعياله تملأ قريبة قال فشربوا منه إلا قليلا منهم قال وأخبرني جويبر عن الضحاك عن ابن عباس قالوا كانوا مائة ألف وثلاث آلاف وثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا فشربوا منه كلهم إلا ثلاثمائة وثلاثة عشر عدة أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) يوم بدر قال فردهم طالوت ومضى في ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا (2) فلما جاور النهر يعني طالوت والذين آمنوا معه قالوا " لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده قال الذين يظنون أنهم ملاقوا الله " يعني يؤمنون ويوقنون بالبعث " كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين " (3)
وكان أشمويل النبي (صلى الله عليه وسلم) دفع إلى طالوت درعا فقال له من استوى هذا الدرع عليه فإنه يقتل جالوت بإذن الله عز وجل ونادى منادي طالوت من قتل جالوت زوجته انشى وله نصف ملكي ومالي وكان إخوة داود معه وهم أربعة إخوة وكان إيشا أبو
_________
(1) سورة البقرة الآية: 249
(2) انظر الطبري 1 / 243 وفي البداية والنهاية 2 / 10 بضعة عشر وثلاثمائة مؤمن
(3) سورة البقرة الآية: 249 يعني بها الفرسان منهم والفرسان أهل الايمان والإيقان الصابرون على الجلاد والطعان والجدال
পৃষ্ঠা - ১১১৫৪
داود وحبس داود عنده وسرح ثلاثة أخوة داود مع طالوت وكان الله عز وجل سبب هذا الأمر على يدي داود بن إيشا وهو ولد حصرون بن فارض بن يهود بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم الصلاة والسلام أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنا محمد بن هبة الله أنا محمد بن الحسين أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب نا سعيد بن أبي مريم عن (1) ابن لهيعة حدثني يزيد بن أبي حبيب حدثني أسلم أبو عمران أنه سمع أبا أيوب الأنصاري يقول قال لنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ونحن بالمدينة هل لكم أن نخرج فنلقى العير لعل الله يغنمنا قلنا نعم فخرجنا فلما سرنا يوما أو يومين أمرنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن نتعاد ففعلنا فإذا نحن ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا فأخبرنا النبي (صلى الله عليه وسلم) بعدتنا فسر بذلك وحمد الله وقال عدة أصحاب طالوت قال وأنا يعقوب نا عبد العزيز بن عمران نا ابن وهب أخبرني حيي (2) بن عبد الله المعافري عن أبي عبد الرحمن الحبلي (3) عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن النبي (صلى الله عليه وسلم) خرج يوم بدر بثلاثمائة (4) وخمسة عشر من المقاتلة كما خرج طالوت هذا مختصر وأخبرتنا به بتمامه أم المجتبى العلوية قالت أنا إبراهيم بن منصور أنا أبو بكر بن المقرئ نا أبو يعلى نا أبو خيثمة نا الحسن هو ابن موسى أنا ابن لهيعة حدثني يحيى عن أبي عبد الرحمن الحبلي (5) عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خرج يوم بدر بثلاثمائة وخمسة عشر من المقاتلة كما خرج طالوت فدعا لهم حين خرج لملكهم إنهم حفاة فاحملهم اللهم إنهم عراة فاكسهم اللهم جياع فاطعمهم ففتح الله يوم بدر فانقلبوا حين انقلبوا وما منهم رجل إلا بحمل أو حملين واكتسوا وشبعوا
_________
(1) زيادة منا للإيضاح
(2) بالأصل: " يحيى خطأ والصواب ما أثبت: " حيي " ترجمته في تهذيب الكمال 4 / 313
(3) بالأصل: " البجلي " خطأ والصواب ما أثبت واسمه عبد الله بن يزيد أبو عبد الرحمن الحبلي ترجمته في تهذيب الكمال 10 / 642
(4) بالأصل: ثلاثمئة
(5) بالأصل: الجيلي خطأ انظر ما مر فيه
পৃষ্ঠা - ১১১৫৫
أنبأنا أبو الوحش سبيع بن مسلم وأبو تراب حيدرة بن أحمد قالا ثنا أبو بكر الخطيب أنا أبو الحسن بن رزقوية أنا أحمد بن سيدي نا الحسن بن علي نا إسماعيل بن عيسى أنا إسحاق بن بشر أنا أبو إلياس عن وهب بن منبه قال لما تقدم داود دخل يده في مخلاته فإذا ثلث الحجارة الثلاثة صارت حجرا واحدا قال فأخرجه فوضعه في مقلاعه وأوحى الله إلى الملائكة أن أعينوا عبدي داود وانصروه قال فتقدم داود وكبر قال فأجابه الخلق غير الثقلين الملائكة وحملة العرش فمن دونهم فسمع جالوت وجنده شيئا ظنوا أن الله قد حشر عليهم أهل الدنيا وهبت ريح وأظلمت عليهم وألقت بيضة جالت وقذف داود الحجر في مقلاعه ثم أرسله فصار الحجر ثلاثة فأصاب أحدهم جبهة جالوت فنفذها منه فألقاه قتيلا وذهب الحجر الآخر فأصاب ميمنة جند جالوت فهزمهم والثالث أصاب الميسرة فهزمهم وظنوا أن الجبال قد خرت عليهم فولوا مدبرين وقتل بعضهم بعضا ومنح الله بني إسرائيل أكتافهم حتى أبادوهم وانصرف طالوت ببني إسرائيل مظفرا قد نصرهم الله على عدوهم فزوج ابنته من داود (2) وقاسمه نصف ماله وكان لا يرى رأيه فاجتمعت بنو إسرائيل فقالوا تخلع طالوت وتجعل علينا داود فإنه من آل يهودا وهو أحق بالملك من هذا فلما أحس طالوت بذلك وخاف على ملكه أراد أن يغتال داود فيقتله فأشار عليه بعض وزرائه أنك لا تقدر على قتله إلا أن تساعدك ابنتك فدخل طالوت على ابنته فقال لها يا بنية إني أريد أمرا أحب أن تساعديني عليه قالت وما ذاك يا أبة قال إني أريد أن أقتل داود فإنه فرق علي الناس واختلفوا فقالت يا أبت زعمت أنك تريد أن تقتل داود لما أفسد عليك واعلم أن داود رجل له صولة شديدة لغضب أمر عليك إن لم تستطع (3) قتله إن ظفر بك قتلك (4) فإذا أنت قد لقيت الله قايلا لنفسك مستحلا لدم داود وعجبا منك وممن أعرف من حلمك وسداد رأيك كيف إسلامك إلى هذا الرأي القصير وهذه الحيلة الضعيفة بالتقدم على داود
_________
(1) في الكامل لابن الأثير: فوقع الحجبر بين عينيه فنقب رأسه فقتله ولم يزل الحجر يقتل كل من أصابه ينفذ منه إلى غيره فانهزم عسكر جالوت
(2) ذكر في مروج الذهب 1 / 52 أن طالوت أبى أن يفي لداود ما تقدم من شرطه فلما رأى ميل الناس إليه زوجه ابنته وسلم إليه ثلث الجباية وثلث الحكم وثلث الناس
(3) بالأصل: تستطيع
(4) بالأصل: قتله
পৃষ্ঠা - ১১১৫৬
وأنت تعلم أنه أشد أهل الأرض نفسا وأنسله عند الموت فقال طالوت إني لأسمع قول امرأة مفتونة بزوج قد منعتها الفتنة وحبها إياه أن تقبل عن أبيها تناصحه واعلمي (1) أني لم أدعك إلى ما دعوتك إليه من أمر داود إلا وقد عرفت أني لم أنظر فيه نظر مثلي وقد وطنت نفسي على قطع ظهره إما أن أقتلك وإما أن تقتليه قالت فامهلني حتى إذا وجدت فرصة أعلمتك قال وأنا إسحاق أنا جويبر عن الضحاك عن ابن عباس أنها انطلقت فاتخذت زقا على صورة داود وملأته خمرا ثم طيبته بالمسك والعنبر وأنواع الطيب ثم اضطجعت الزق على سرير داود لحفته بلحاف داود وأفشت إلى داود ذلك وأدخلت داود المخدع وعلمت أن أباها سيندم على قتله إن قتله قال فأعلمت طالوت فقال هلم إلى داود فاقتله قال فجاء طالوت حتى دخل البيت ومعه السيف فقالت هو ذاك شأنك وشأنه قال فوضع السيف على قلبه ثم اتكأ عليه حتى أنفذه فانتضح الخمر ونفح منه ريح المسك والطيب قال يا داود طبت ميتا وكنت أطيب وأنت حي منك ميتا وكنت طاهرا نقيا وندم فبكي وأخذ السيف فأهوى به إلى نفسه ليقتلها فاحتضنته ابنته فقالت له يا أبة ما لك قد ظفرت بعدوك وقتلته وأراحك الله عز وجل منه وصفا لك الملك قال با بنية قد علمت أن الحسد والبغي حملاني على قتله وصرت من أهل النار وإن بني إسرائيل لا يرضون بذلك فإني قاتل نفسي قالت يا أبة أفكان يسرك أنك لم تكن قتلته قال نعم فأخرجت داود عن البيت وقالت يا أبة إنك لم تقتله وهذا داود وقال داود قد علمت أن الشيطان قد زين لك هذا قال وندم طالوت (2)
قال ونا إسحاق أنا ابن سمعان بن مكحول قال زعم أهل الكتاب الأول إن طالوت طلب التوبة إلى الله وجعل يلتمس التنصل (3) من ذلك الذنب إلى الله عز وجل وأنه أتى عجوزا (4) من عجائز بني إسرائيل كانت تحسن الاسم الذي يدعى الله عز وجل
_________
(1) بالأصل: واعلم
(2) انظر روايات أخرى لمحاولة طالوت قتل داود في الطبري 1 / 279 والكامل لابن الأثير بتحقيقنا 1 / 153 - 154 والبداية والنهاية بتحقيقنا 2 / 11
(3) رسمها بالأصل: " النصمل " ولعل الصواب ما أثبت
(4) بالأصل: عجوز