حرف الصاد
صدقة بن يزيد
পৃষ্ঠা - ১০৭৫৪
2873 - صدقة بن يزيد حكى عنه ابنه عبيد الله بن صدقة أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد الفقيه نا نصر بن إبراهيم الزاهد أنا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد بن عمر النصيبي نا أبو بكر أحمد بن محمد الواسطي أخبرني أبو حفص عمر بن علي بن الحسن العتكي قال قرأت على أبي الحسن أحمد بن عمير الدمشقي حدثكم عبد الله بن محمد بن عبيد القرشي نا محمد بن الحسين قال العتكي وقرأت على الحسن بن الحسين المقدسي حدثكم إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد حدثني محمد بن الحسين نا العمر بن عبد الرحمن نا عبيد الله بن صدقة بن يزيد عن أبيه قال نظرت إلى ثلاثة أقبر على شرف من الأرض بناحية أطرابلس كذا قال إبراهيم بن الجنيد قال أحمد بن عمير أنطابلس أحدها مكتوب عليه * وكيف يلذ العيش من هو موقن * بأن المنايا بغتة ستعاجله وتسلبه ملكا عظيما ونخوة * وتسكنه القبر الذي هو آهله * على القبر الثاني مكتوب * وكيف يلذ العيش من هو عالم * بأن إله الخلق لا بد سائله فيأخذ منه ظلمه لعباده * ويجزيه بالخير الذي هو فاعله * وعلى القبر الثالث مكتوب * وكيف يلذ العيش من هو صائر * إلى جدث تبلي الشباب منازله وتذهب حسن الوجه من بعد ضوئه * سريعا وتبلى جسمه ومفاصله * فإذا هي القبور مسنمة على قدر واحد بعضها إلى جنب بعض فنزلت بالقرب منها فقلت لشيخ بها لقد رأيت عجبا قال وما ذاك قلت هذه القبور قال حدثها أعجب مما رأيت عليها قلت فحدثني قال كانوا ثلاثة إخوة واحد (1) يصحب السلطان (2) ويؤمر على الجيوش والمدن وآخر تاجر مطاع في تجارته وآخر زاهد قد
_________
(1) بالأصل: " وأخذ " ولعل الصواب ما أثبتناه
(2) بالأصل: للسلطان
পৃষ্ঠা - ১০৭৫৫
تخلى وتفرد لعبادة ربه فحضرت العابد الوفاة فأتاه أخوه صاحب السلطان وكان عبد الملك بن مروان قد ولاه بلادنا وأتاه التاجر فقالا له توصي بشئ (1) قال والله ما لي مال أوصي فيه ولا علي دين فأوصي به ولا أخلف من الدنيا عرضا فقال ذو السلطان هذا مالي يا أخي فاعهد إلي بما أحببت فأمسك عنه وقال التاجر قد عرفت مكسبي ولعل في قلبك غصة من الخير لم تبلغها إلا بالاتفاق فاحكم في مالي بما أنفذه لك قال لا حاجة لي في مالكما ولكن أعهد إليكما عهدا فلا تخالفاه إذا مت فادفناني على نشز (2) من الأرض واكتبا على قبري: * وكيف يلذ العيش من هو عالم * بأن إله العرش لا بد سائله فيأخذ منه ظلمه لعباده * ويجزيه بالخير الذي هو فاعله * ثم زورا قبري ثلاثة أيام لعلكما تتعظان ففعلا ذلك وكان أخوه يركب في جنوده حتى يأتي قبره فيقرأ عليه ويبكي فلما كان اليوم الثالث أتى القبر فلما أراد الانصراف سمع داخل القبر هدة (3) أرعبته وأفزعته فانصرف مذعورا وجلا فلما كان الليل رأى أخاه في منامه فقال أي أخي ما الذي سمعت في قبرك قال تلك هذه المقمعة (4) قيل لي رأيت مظلوما فلم تنصره فأصبح فدعا أخاه وخاصته فقال ما رأى أخي أراد بما أوصانا أن يكتب على قبره إلا لنعتبر ونراجع ونتوب وإني أشهدكم أني لا أقيم بين ظهرانيكم أبدا فترك الإمارة ولزم العبادة وبلغ ذلك عبد الملك فقال خلوه وما اختار لنفسه وكان مأواه البراري والجبال وبطون الأودية فحضرته الوفاة وهو مع بعض الرعاء فأتى الراعي أخاه فاعلمه فأتاه فحمله إلى منزله قبل موته فقال يا آخي ألا توصي إلي فقال ما لي مال ولا علي دين فأوصيك ولكن أعهد إليك إذا أنا مت فاجعل قبري إلى جنب قبر أخي واكتب عليه: * وكيف يلذ العيش من هو موقنا * بأن المنايا بغتة ستعاجله وتسلبه ملكا عظيما ونخوة * وتسكنه البيت الذي هو آهله *
_________
(1) بالأصل: شئ
(2) بالأصل: " نشر " والصواب ما أثبت والنشر: المرتفع من الأرض (اللسان)
(3) هدة: صوت شديد تسمعه من سقوط ركن أو حائط أو ناحية جبل (اللسان)
(4) المقمعة: جمعها مقامع: وهي سياط تعمل من حديد رؤوسها معوجة (اللسان)
পৃষ্ঠা - ১০৭৫৬
ثم تعاهد قبري وادع الله عز وجل لي لعله أن يرحمني فلما مات فعل به أخوه ذلك فلما كان في اليوم الثالث من إتيانه القبر أراد أن ينصرف فسمع وجبة (1) من القبر كادت أن تذهل عقله فرجع مرعوبا فلما كان الليل رأى أخاه في منامه قال فوثبت إليه لما تداخل قلبي من السرور فقال أتيتنا زائر أم راغبا قال هيهات بعد المزار واطمأنت بنا الدار فليس لنا مزار فقلت كيف أنت قال بكل خير وما أجمع التوبة لكل خير قلت فكيف أخي قال مع الأئمة الأبرار قال قلت فما أمرنا قبلكم قال من قدم شيئا وجده فاغتنم وجدك قبل فقرك فأصبح أخوه الثالث معتزلا للدنيا وفرق ماله وقسم متاعه وأقبل على طاعة الله عز وجل فقال يا بني ما لأبيك مال فأوصي فيه ولكن أعهد إليك إذا أنا مت أن تدفني مع عميك وأن تكتب على قبري: * وكيف يلذ العيش من هو صائر * إلى جدث تبلي الشباب منازله وتذهب رسم الوجه من بعد ضوئه * سريعا ويبلى جسمه ومفاصله * ثم تعاهد قبري ثلاثة وادع الله عز وجل لي ففعل ذلك الفتى ذلك فلما كان اليوم الثالث سمع من القبر صوتا هاله وانصرف مهموما فلما كان الليل رأى أباهفي منامه فقال له يا بني أنت عندنا عن قليل والأمر جد فاستعد وتأهب لرحيلك وطول سفرك وحول جهازك من المنزل الذي أنت عنه ظاعن إلى المنزل الذي أنت له قاطن ولا تغتر بما اغتر به البطالون من طول آمالهم فقصروا في أمر معادهم فندموا عند الموت وأسفوا على تضييع العمر ولا الندامة عند الموت نفعتهم ولا الأسف على التقصير أنقذهم أي بني فبادر ثم بادر ثم بادر قال الشيخ فدخلت على الفتى صيحة ثالثة رؤياه فقصها علي وقال ما أرى الأمر الذي قال أبي إلا قد أظلني فجعل يفرق ماله ويقضي دينه واستحل معاملته وودعهم وداع من أيقن أمرا فهو يتفجعه وكان يقول قال أبي بادر ثم بادر ثم بادر ولا أحسبها إلا ثلاثة أشهر وثلاثة أيام ولعلي لا أدركها لأنه أنذرني بالمبادرة (2) ثلاثا فلما كان في آخر اليوم الثالث دعا أهله وولده فودعهم ثم استقبل القبلة وتشهد وجعل يدعو ويستغفر فلما وجد الموت سجى نفسه ومد الثوب على وجهه ثم مات من
_________
(1) الوجبة: صوت الشئ يسقط (اللسان)
(2) بالأصل: المبادرة