حرف الشين
شقيق بن إبراهيم أبو علي الأزدي البلخي الزاهد
পৃষ্ঠা - ১০৩৬৪
" ذكر من اسمه شقيق "
2757 - شقيق بن إبراهيم أبو علي الأزدي البلخي الزاهد (2) أحد شيوخ التصوف له قدم فيه موصوف وكلام في التوكل معروف صحب إبراهيم بن أدهم وحدث عنه وعن أبي هاشم كثير بن عبد الله الأبلي (3) وعباد بن كثير وأبي حنيفة النعمان بن ثابت وإسرائيل بن يونس بنأبي إسحاق روى عنه حاتم بن عنوان بن يوسف الأصم البلخي (4) وأبو سعيد محمد بن عمرو بن حجر البلخي وعبد الصمد بن يزيد المعروف بمردويه البغدادي والحسين بن داود بن معاذ البلخي ومعاذ بن عيسى الهروي وأحمد بن عبد الله النيسابوري وابنه محمد بن شقيق ومحمد بن أمان البلخي مستملي وكيع وأبو صالح مسلم بن عبد الرحمن البلخي مستملي عمر بن هارون البلخي ومحمود بن يزيد الخراساني وقيل محمود عن الخراساني عن شقيق أخبرنا أبو غالب محمد بن إبراهيم بن محمد الجرجاني وأبو نصر الحسين بن
_________
(1) من قوله: كذا ذكره - إلى هنا سقط من الاكمال المطبوع لابن ماكولا
(2) ترجمته في حلية الأولياء 8 / 58 ميزان الاعتدال 2 / 279 فوات الوفيات 2 / 105 وفيات الأعيان 2 / 275 الوافي بالوفيات 16 / 173 سير الأعلام 9 / 313 وانظر بالحاشية فيهما أسماء مصادر أخرى ترجمت له
(3) بالأصل: " الايلي " خطأ والصواب عن سير الأعلام وذكره السمعاني في الأنساب وترجم له
والأبلي نسبة إلى الأبلة بلدة قديمة على أربعة فراسخ من البصرة
(4) ترجمته في سير الأعلام 11 / 484
পৃষ্ঠা - ১০৩৬৫
رجاء بن محمد بن الحسن بن محمد بن سليم الأصبهاني القارئ قالا أنا أبو عمرو بن منده ح وأخبرتنا أم البهاء فاطمة ححبببه (1) بنت أبي الوفاء بن عمرو بن ماجه قالت أنا شجاع بن علي قالا أنبأ أبو عبد الله بن منده أنبأ عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن الرازي وفي حديث شجاع الزورني ثنا محمد بن فارس أبو عبد الله ثنا حاتم الأصم يعني البلخي عن شقيق بن إبراهيم البلخي عن إبراهيم بنأدهم عن مالك بن دينار عن أبي مسلم الخولاني وقال شجاع بنأبي صالح عن عمر بن الخطاب قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لو صليتم حتى تكونوا كالحنايا (2) وصمتم حتى تكونوا كالأوتار ثم كان الاثنان أحب إليكم من الواحد لم تبلغوا الاستقامة مالك بن دينار لم يسمع من ابي مسلم أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر قال قرئ على سعيد بن محمد بن أحمد البحيري أنبأ أبو الحسين عبد الله بن أحمد الحنبلي الفقيه أنبأ أبو بكر محمد بن عمر بن حفص ثنا علي بن محمد أبو الحسن النيسابوري ثنا أحمد بن عبد الله أنبأ شقيق بن إبراهيم البلخي عن عباد بن كثير عنأبي الزبير عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لا تجلسوا (3) عند كل عالم إلا عالم يدعوكم من الخمس إلى الخمس من الشك إلى اليقين ومن الكبر إلى التواضع ومن العداوة إلى النصيحة ومن الرياء إلى الإخلاص ومن الرغبة إلى الزهد (4) وروى عن حاتم عن شقيق أخبرنا أبو غالب محمد بن إبراهيم بن محمد وأبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل وأبو محمد نوشتكين بن عبد الله الشهرياري قالوا أنبأ عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق أنبأأبي أنبأ محمد بن أحمد بن عبد الرحمن
_________
(1) كذا رسمها بالأصل
(2) الحنايا جمع حنية أو حني وهما القوس فعيل بمعنى مفعول لأنها محنية أي مطعوفة (النهاية)
(3) عن حلية الأولياء 8 / 72 وبالأصل: لا تخلوا
(4) في الحلية: الرهبة
পৃষ্ঠা - ১০৩৬৬
السرخسي وقال إسماعيل الأشناني بن حسن ثنا محمد بنأبي صالح الهروي ثنا معاذ بن عيسى الهروي ثنا شقيق بن إبراهيم زاد إسماعيل البلخي نا إبراهيم بن أدهم عن محمد بن زياد عنأبي هريرة قال دخلت على النبي (صلى الله عليه وسلم) وهو يصلي جالسا فقلت يا رسول الله أراك تصلي جالسا فما أصابك قال الجوع يا أبا هريرة فبكيت قال لا تبك يا أبا هريرة فإن شدة الحساب لا تصيب الجائع إذا احتسب أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد بن البغدادي أنبأ أبو سهل حمد بن أحمد بن عمر الصيرفي أنبأ أبو عمر عبد الله بن محمد بنأحمد بن عبد الوهاب أنبأ أبو جعفر محمد بن شاذان بن سعدويه ثنا أبو علي الحسين بن داود البلخي الفزاري نا شقيق بن إبراهيم الزاهد في الدنيا الراغب في الآخرة المداوم على عبادة ربه ثنا أبو هاشم الأبلي (1) عن أنس بن مالك قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من قضى حاجة المسلم في الله كتب الله له عمر الدنيا سبعة آلاف صيام نهاره وقيام ليله أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن بيان أنبأ عبد الملك بن محمد بن بشران أنبأ محمد بن الحسين الآجري بمكة ثنا جعفر (2) الصندلي أنبأ الفضل بن زياد ثنا عبد الصمد بن يزيد قال سمعت شقيق بن إبراهيم يقول لقيت إبراهيم بن أدهم في بلاد الشام فقلت يا إبراهيم تركت خراسان فقال ما تهنيت بالعيش إلا في بلاد الشام أفريدنني من شاهق إلى شاهق أي من جبل إلى جبل فما يراني يقول موسوس ومن يراني يقول ملاح ومن يراني يقول جمال في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنبأ أبو القاسم بن منده أنبأ أبو علي إجازة ح قال وأنبأ أبو طاهر بن سلمة أنبأ علي بن محمد قالا أنبأ عبد الرحمن بن محمد بن إدريس (3) قال شقيق بن إبراهيم البلخي الزاهد روى عن إبراهيم بن أدهم روى عنه حاتم الأصم وعبد الصمد بن يزيد المعروف بمردويه البغدادي أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل بن عبد الغافر أنبأ أبو بكر محمد بن
_________
(1) بالأصل: الإيلي خطأ والصواب ما أثبت وقد مر قريبا
(2) بياض بالأصل
(3) الجرح والتعديل 4 / 373
পৃষ্ঠা - ১০৩৬৭
يحيى بن إبراهيم المزكي أنبأ أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي قال شقيق بن إبراهيم الأزدي أبو علي من أهل بلخ حسن الكلام في التوكل وغيره كان أستاذ حاتم الأصم صحب إبراهيم بنآدم وغيره وهو من أشهر مشايخ خراسان بالتوكل ومنه وقع أهل خراسان إلى هذه الطرق سمعت أبا المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم بن هوازن يقول سمعت أبي أبا القاسم يقول (1) ومنهم أبو علي شقيق بن إبراهيم البلخي من مشايخ خراسان له لسان في التوكل وكان أستاذ حاتم الأصم سمعت الشيخ أبا عبد الرحمن السلمي يقول سمعت أبا الحسين بن أحيد العطار البلخي يقول سمعت أحمد بن محمد البخاري يقول قال حاتم الأصم (2) كان شقيق بن إبراهيم موسرا وكان يتفتى ويعاشر الفتيان وكان علي بن عيسى بن ماهان أمير بلخ وكان يحب كلاب الصيد ففقد كلبا من كلابه فسعى برجل أنه عنده وكان الرجل في جوار شقيق فطلب الرجل وضرب (3) فدخل دار شقيق مستجيرا فمضى شقيق إلى (4) الأمير وقال خلوا سبيله فإن الكلب عندي ارده إليكم إلى ثلاثة أيام فخلوا سبيله وانصرف شقيق مهتما لما صنع فلما كان اليوم الثالث كان رجل غائبا من بلخ رجع فوجد في الطريق كلبا عليه قلادة فأخذه وقال أهديه إلى شقيق فإنه يشتغل بالتفتي فحمله إليه فنظر شقيق فإذا هو كلب الأمير فسر به وحمله إلى الأمير وتخلص من الضمان فرزقه الله الانتباه وتاب مما كان فيه وسلك طريق الزهد قال القشيري (5) وقيل كان سبب توبته (6) أنه كان من أبناء الأغنياء خرج للتجارة إلى أرض الترك وهو حدث ودخل بيت الأصنام فرأى خادما للأصنام قد حلق رأسه وليحته وليس ثيابا أرجوانية فقال شقيق للخادم إن لك صانعا حيا عالما
_________
(1) الرسالة القشيرية ط بيروت ص 397
(2) المصدر السابق ص 397 - 398
(3) الرسالة القشيرية: فهرب
(4) زيادة عن الرسالة القشيرية
(5) المصدر السابق ص 397
(6) في الرسالة القشيرية: زهده
পৃষ্ঠা - ১০৩৬৮
فاعبده ولا تعبد هذه الأصنام التي لا تضر ولا تنفع فقال إن كان كما تقول فهو قادر على أن يرزقك ببلدك فلم تعنيت (1) إلى ما ها هنا للتجارة فانتبه شقيق وأخذ في طريق الزهد وقيل (2) كان سبب زهده أنه رأى مملوكا يلعب ويمرح في زمان قحط وكان الناس مهتمين فقال له شقيق ما هذا النشاط الذي فيك ألا ترى ما فيه الناس من الحزن والقحط فقال ذلك المملوك وما علي من ذلك ولمولاي قرية خالصة يدخل منها له ما يحتاج نحن إليه فانتبه شقيق وقال إن كان لمولاه قرية خالصة ومولاه مخلوق فقير ثم إنه يهتم لرزقه فكيف أن يهتم (3) المسلم لأجل الرزق ومولاه غني أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأ أبو الحسن رشأ بن نظيف أنبأ الحسن بن إسماعيل أنبأ أحمد بن مروان ثنا أحمد بن محمد الواسطي ثنا ابن خبيق عن خلف بن تميم قال التقى إبراهيم بنأدهم وشقيق بمكة فقال إبراهيم لشقيق ما بدو أمرك الذي بلغك هذا فقال سرت في بعض الفلوات فرأيت طيرا مكسور الجناحين في فلاة من الأرض فقلت انظر من أن يرزق فقعدت بحذائه فإذا أنا بطير قد أقبل في منقاره جرادة فوضعها في منقار الطير المكسور الجناحين فقلت في نفسي يا نفس الذي قيض هذا الطائر الصحيح لهذا الطائر المكسور الجناحين في فلاة من الأرض هو قادر أن يرزقني حيث ما كنت فتركت التكسب واشتغلت بالعبادة فقال له إبراهيم يا شقيق ولم لا تكون أنت الطير الصحيح الذي أطعم العليل حتى يكون (4) أفضل منه أما سمعت من النبي (صلى الله عليه وسلم) اليد العليا خير من اليد السفلى ومن علامة المؤمن أن يطلب أعلا الدرجتين في أموره كلها حتى يبلغ منازل الأبرار قال فأخذ يد إبراهيم وقبلها وقال له أنت أستاذنا يا أبا إسحاق أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد أنبأ أبو نعيم أحمد بن عبد الله (5) ثنا أبو بكر
_________
(1) الرسالة القشيرية فلما أتعبت نفسك بالمجئ إلى ها هنا للتجارة
(2) المصدر السابق ص 397
(3) في الرسالة القشيرية: ثم انه لا يهتم لرزقه فكيف ينبغي أن يهتم
(4) بالأصل: يكون
(5) بالأصل: " عبد " والصواب ما أثبت وهو صاحب كتاب حلية الأولياء وانظر الخبر فيها 8 / 59
পৃষ্ঠা - ১০৩৬৯
محمد بن أحمد بن محمد (1) بن عبد الله البغدادي سنة ثمان وخمسين وحدثني عنه أولا عثمان بن محمد العثماني سنة أربع وخمسين ثنا عباس بنأحمد الشاشي (2) ثنا أبو عقيل الرصافي ثنا أحمد بن عبد الله الزاهد قال قال علي بن محمد بن شقيق كان لجدي ثلاثمائة قرية يوم قتل بواشكرد (3) ولم يكن له كفن فيه قدمه كله بين يديه وثيابه وسيفه إلى الساعة معلق يتبركون به قال وقد كان خرج إلى بلاد الترك لتجارة وهو حدث إلى قوم يقال لهم الخلوجية (4) وهم يعبدون الأصنام فدخل إلى بيت أصنامهم وعالمهم (5) قد حلق رأسه ولحيته ولبس ثيابا حمراء أرجوانية فقال له شقيق إن هذا الذي أنت فيه باطل ولهؤلاء ولك لهذا الخلق خالق وصانع ليس كمثله شئ فقال له الدنيا والآخرة قادر على كل شئ رازق كل شئ له الخادم ليس يوافق قولك فعلك فقال له شقيق كيف ذاك قال زعمت أن لك خالقا قادرا على كل شئ وقد تعنيت (6) إلى ها هنا لطلب الرزق ولو كان كما تقول فإن الذي يرزقك ها هنا يرزقك ثم فتربح العناء قال شقيق فكان سبب زهدي كلام التركي فرجع فتصدق بجميع ما ملك فطلب العلم قال (7) وثنا مخلد بن جعفر بن محمد ثنا جعفر الفريابي نا المثنى بن جامع قال قال أبو عبد الله سمعت شقيق بن إبراهيم يقول كنت رجلا شاعرا فرزقني الله التوبة وإني خرجت بثلاثمائة ألف درهم وكنت مرائيا ولبست الصوف عشرين سنة وأنا لا أعلم حتى لقيت عبد العزيز بنأبي رواد فقال يا شقيق ليس الشأن في أكل الشعير الشأن (8) في المعرفة أن يعرف الله عز وجل يعبده ولا يشرك به شيئا والثانية الرضا عن الله والثالثة تكون بما في يد الله أوثق منك بما في أيدي المخلوقين قال
_________
(1) سقطت اللفظة من الحلية
(2) الحلية: الشامي
(3) مهملة بالأصل بدون نقط والمثبت عن الحلية
(4) الحلية: الخصوصية
(5) عن الحلية وبالأصل: وعاملهم
(6) الحلية: تغيبت
(7) القائل هو أبو نعيم أحمد بن عبد الله
والخبر في الحلية 8 / 59
(8) في الحلية: البيان
পৃষ্ঠা - ১০৩৭০
شقيق فقلت له فسر لي هذا حتى أتعلمه قال أما تعبد الله لا تشرك به شيئا يكون جميع ما تعمله لله خالصا صوم أو صلاة أو حج أو غزو أو عبادة فرض أو غير ذلك من أعمال البر يكون لله خالصا ثم تلا هذه الآية " فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا " (1) أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنبأ أبو بكر البيهقي أنبأ أبو عبد الرحمن السلمي قال سمعت سعيد بن أحمد البلخي يقول سمعت محمد بن عبد الله يقول سمعت خالي محمد بن الليث يقول سمعت محمد اللفاني يقول سمعت حاتم الأصم يقول كان شقيق (2) يقول إن الله عز وجل يسأل عبيده عن حفظ الأمر والنهي يوم القيامة وينجيهم بإخلاص أخبرنا أبو طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف وأبو نصر محمد بن البيع في كتابيهما قالا أنبأ القاضي أبو المظفر هناد بن إبراهيم بن محمد النسفي أنبأ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان الحافظ ثنا أبو حفص أحمد بن أحمد بن حمدان ثنا أبو سهل محمد بن عبد الله بن سهل ثنا السري بن عباد القيسي المروزي أبو محمد أخبرني محمد بن شقيق البلخي أبو جعفر الزاهد قال سمعت أبي يقول لقيت العلماء وأخذت من آذانهم لقيت سفيان الثوري فأخذت لباس الدون منه رأيت عليه إزارا قدر أربعة أذرع ثمن أربعة دراهم إذا جلس متربعا أو يمد رجليه مخافة أن تبدي (3) عورته ودخل عليه أعرابي عليه كساء أسود غليظ ثمن أربعة دراهم فقال له سفيان يا أعرابي كساء أسود غليظ ثمن أربعة دراهم خير أم كساء أبيض بستة دراهم فقال له الأعرابي (4) بل كساء أبيض بستة دراهم أزين عند الناس وأبقى قال فقال سفيان ويلك يا أعرابي بل كساء أسود غليظ ثمن أربعة دراهم أقرب إلى الله وإلى آثار الصالحين الذين يأتون من بعدنا يقتدون بنا يا أعرابي زين دينك وبيتك واستر عورتك بأي شئ شئت بعدأن تؤدي فريضتك قال وأخذت الخشوع من إسرائيل بن يونس كنا جلوسا حوله لا نعرف من عن
_________
(1) سورة الكهف الآية: 110
(2) بالأصل: شقيقا
(3) كذا
(4) بالأصل: " فقال له سفيان يا أعرابي كساء أسود غليظ له الأعرابي " وصوبنا العبارة كما يقتضيه السياق
পৃষ্ঠা - ১০৩৭১
يمينه ولا من عن شماله من تفكر الآخرة فعلمت أنه رجل صالح ليس بينه وبين الدنيا عمل قال وأخذت قصد المعيشة من ورقاء بن عمر (1) طلبنا منه تفسير القرآن فقال بالشرط أن تتغدى وتتعشى عنده فأجبناه إلى ذلك وكانت تقدم إلينا خبز الشعير وإدام الخل والزيت فقال هذا لمن يطلب الفردوس ويهرب من زفير جهنم كثير قال وأخذت من الزهد من عباد بن كثير طلبت منه كتاب الزهد فقال من أين أنت فقلت من خراسان قال اللهم اجعله من الزاهدين في الدنيا قال شقيق فرجوت بركة دعائه لي قال فدخلت منزله فإذا قدور تغلي بين حامض وحلو قال شقيق فأنكرت ما رأيت قال فقال لي خادمه (2) يا خراساني إنه لم يأكل منذ سبع سنين لحما وإنه ليتخذ كل يوم سبع قدور بين حامض وحلو يطعم المساكين والمرضى ومن لا حيلة لهم قال وأخذت التعاون والتوكل من إبراهيم بن أدهم كنا جلوسا عنده وذلك في شهر رمضان فأهدي إليه سلة تين فتصدق بها على المساكين والجيران قال شقيق بن إبراهيم فقلنا له يا أبا إسحاق لو تدع لنا شيئا فقال ألستم صوام (3) قلنا بلى قال ليس لكم حياء ليس لكم رعة يعني الخوف أما تخافون الله بالعقوبة يطول أملكم إلى العشاء وسوء ظنكم بالله وذلك عند غيبوبة الشمس ثم قال ثقوا بالله وأحسنوا الظن بالله ما وعد الله لعباده قال " ما عندكم ينفد وما عند الله باق " (4) قال وأخذت ترك الحلال وترك الشبهة من وهيب المكي رأيته عند الصفار وهو ينازع رجلا ومع الرجل سلة من فواكه قال فقال له وهيب من أين اشتريت هذا قال فقال له الرجل ليس لنا أن نسأل وكان الرجل يتفقه فقال له وهيب أنظر هل في
_________
(1) بياض بالأصل مقدار كلمة
(2) بياض بالأصل مقدار كلمتين
(3) كذا
(4) سورة النحل الآية: 96 وبالأصل: ينفذ
পৃষ্ঠা - ১০৩৭২
بطني من عوار قال فقال الرجل لا فقال وهيب مذ خرج السودان فإني لم آكل من فواكه مكة قال فقال الرجل فإنك تأكل من طعام مصر وإن مصر خبيثة قال فقال وهيب علي عهد الله وميثاقه أن لا آكل طعاما حتى تكون الميتة لي حلالا قال فكان يجوع نفسه ثلاثة أيام فإذا أراد أن يفطر قال اللهم إنك تعلم أني أخشى ضعف العبادة وإلا أني لم آكله اللهم ما كان فيه من خبيث أو حرام فلا تؤاخذني به ثم يبله بالماء فيأكله قال فدخل بعد العشاء ليفطر فإذا هو بصاحب نفسه قال شقيق فاستأذنا فأذن لنا فقلنا له من تنازع قال أسمعتم قلنا نعم قال كنت من أول أمس صائما فلما دخلت البيت بعد العشاء لأفطر فقالت نفسي يزاد الملح فتركته وخرجت فأنا اليوم صائم فلما كان عند الظهر قالت نفسي ما أحسن الرغيف لو أكلته قلت إني صائم فلما دخلت البيت بعد العشاء لأفطر فإذا نفسي تطاوعني ونسي المرقة والملح فكيف
أزهد نفسي نعيم الدنيا ولذاتها وأرغبها نعيم الجنة وخلودا لا موت فيها فهكذا فاصنعوا إخواني رحمكم الله أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل أنبأ محمد بن يحيى المزكي أنبأ أبو عبد الرحمن السلمي قال سمعت الحسن بن يحيى يقول سمعت جعفر (1) الخالدي يقول سمعت أبا سعيد الزنادي يقول سمعت ابن إسماعيل الأصبهاني يقول سمعت (2) أبا تراب يقول سمعت حاتما يقول سمعت شقيقا يقول أدركت الناس يتكلمون في الفقر وخبز معلق لكل ليلة ووجدت أهل دمشق يتكلمون ويسمون الفطرية ولم أصل إلى شئ من علمهم ورأيت بمصر طبقة ولم تعجبني ورأيت أهل بغداد يصفون أحوال العارفين ولست أعلم أن أحدا يصلي إلى ما يقولون قال وأنبأ أبو عبد الرحمن ثنا محمد بن العباس الضبي أخبرني محمد بن علي بن الحسين ثنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن موسى الحافظ ثنا محمد بن أبان المستملي قال سمعت شقيق بن إبراهيم يقول (3) أخذت العبادة من عباد بن
_________
(1) كذا
(2) زيادة منا للإيضاح
(3) الخبر في سير الأعلام 9 / 315
পৃষ্ঠা - ১০৩৭৩
كثير والفقه من زفر بن الهذيل (1) أنبأنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن عبد العزيز المكي أنبأ الحسين بن يحيى المكي أنبأ الحسين بن علي الشيرازي أنبأ أبو الحسن بن جهضم ثنا أبو القاسم عبد السلام بن محمد حدثنا علي بن الحسين ثنا أحمد بن العباس بن حاتم قال قدم شقيق بن إبراهيم الكوفة يريد مكة فلقيه سفيان (2) الثوري فقال له أنت الذي تدعو إلى التوكل وتمنع المكاسب فقال شقيق ما قلت هكذا قال أيش قلت قال شقيق قلت حلال بين وحرام بين ومتشابه فيما بين ذلك ولكن دخلت الآفة من الخاصة على العامة وهم خمس طبقات فأولهم العلماء والثاني الزهاد والثالث الغزاة والرابع التجار والخامس السلطان فأما العلماء فهم ورثة الأنبياء إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وإنما ورثوا العلم وإذا كان العالم طامعا جامعا فالجاهل بمن يقتدي وأما الزهاد فهم ملوك الأرض فإذا كان الزاهد يرغب فيما في أيدي الناس والراغب بمن يقتدي وأما الغزاة فهم أضياف الله في أرضه فإذا كان الغازي يحب الخيلاء والتصدر في المجالس فمتى يغزو وأما التجار فهم أمناء الله عز وجل في أرضه فإذا كان التاجر الأمين خائنا فالخائن بمن يقتدي وأما السلطان فهم الرعاة فإذا كان الراعي هو الذئب فالذئب ما يجد يأكل يا شقيق لا يجعن منها إلا قدر مقامك فيها فقام سفيان لم يرد عليه شيئا وقال سلام عليكم ومضى أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأ أبو بكر البيهقي أنبأ أبو عبد الرحمن السلمي قال سمعت سعيد بن أحمد البلخي يقول سمعت محمد بن عبد الله يقول سمعت شقيق بن إبراهيم يقول التوكل طمأنينة القلب بموعود الله قال وأنبأ أبو محمد بن الفضل نا أبو القاسم الواحدي أنبأ عبد الله بن يوسف أنبأ أبو سعيد بن الأعرابي ثنا محمد بن إسماعيل الأصبهاني قال سمعت أبا تراب يقول سمعت حاتما الأصم يقول سمعت شقيق بن إبراهيم يقول لكل واحد مقام فمتوكل على ماله ومتوكل على نفسه ومتوكل على لسانه ومتوكل على سيفه وقال الواقدي على شرفه ومتوكل على سلطنته ومتوكل على الله عز وجل فأما
_________
(1) ترجمته في سير الأعلام 8 / 38
(2) بالأصل: شقيق خطأ
পৃষ্ঠা - ১০৩৭৪
المتوكل على الله فقد وجد الاسترواح نواه الله ورفع قدره وقال " وتوكل على الحي الذي لا يموت " (1) وأما من كان مستروحا إلى غيره يوشك أن يتقطع به فيبقى أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأ (2) رشأ بن نظيف أنبأ الحسن بن إسماعيل أنبأ أحمد بن مروان ثنا (3) أحمد بن محرز ثنا محمد بن عامر قال قلت لشقيق متى أوفق للعمل الصالح قال إذا جعلت (4) أحداث يومك وليلتك متقدمة عند الله عز وجل قلت فمن أتوكل قال إن اليقين إذا تم بينك وبين الله سمي تمامه توكلا قلت فمتى يصح ذكري لربي قال إذا سمحت الدنيا في عينك وقذفت أملك فيما بين يديك قلت فمتى يصح صومي قال إذا جوعت قلبك وطمست لسانك من الفحشاء قلت فمتى أعرف ربي قال إذا كان الله لك جليسا ولم تر سواه لنفسك أنيسا قلت فمتى أحب ربي قال إذا كان ما أسخطه أمر عندك من الصبر وكان ما ينزل بك هو الغنم والظفر وحددت لذلك حمدا وشكرا قلت فمتى أشتاق إلى ربي قال إذا جعلت الآخرة لك قرارا ولم تسم لك الدنيا مسكنا قلت متى أستلذ الموت قال إذا جعلت الدنيا خلف ظهرك وجعلت الآخرة نصب عينيك وعلمت أن الله يراك على كل حال وقد أحصى عليك الدقيق والجليل قلت فمتى اكتفي بأهون الأغذية قال إذا عرفت وبال الشهوات غدا (5) وسرعة انقطاع عذوبة (6) اللذات قلت متى أوثر الله ولا أوثر عليه سواه قال إذا أبغضت فيه الخبيث (7) وجانبت فيه القريب أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل أنبأ أبو الحسن علي بن الحسن بن عبد السلام الأزدي أنبأ أبو الحسن علي بن موسى بن الحسين أنبأ أبو القاسم بن طعان أنبأ الحسن بن حبيب قال سمعت عبد الله بن عبد الحميد يقول قال حاتم
_________
(1) سورة الفرقان الآية: 58
(2) بالأصل " بن " خطأ والصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل
(3) بالأصل " بن " خطأ
والصواب ما أثبت انظر ترجمة أحمد بن مروان أبو بكر الدينوري في سير الأعلام 15 / 427
(4) بياض بالأصل وما بين معكوفتين عن مختصر ابن منظور 10 / 323
(5) بالأصل: عدا
(6) بالأصل: عدوية
(7) في مختصر ابن منظور: الحبيب
পৃষ্ঠা - ১০৩৭৫
اختلفت إلى شقيق ثلاثين سنة فقال لي يوما أيش تعلمت في ترددك إلينا فقلت له أربعة أشياء استغنيت بها عن الأشياء كلها فقال ما هي فقلت رأيت أن رزقي من عند ربي فلم أشتغل إلا بربي ورأيت أن ربي قد وكل بي ملكين يكتبان علي كلما تكلمت به فلم أتكلم إلا بما يرضي ربي ولم أتكلم إلا بحق ورأيت أن الخلق ينظرون إلى ظاهري والله ينظر إلى باطني فرأيت مراقبته أولى وأوجب فسقط عني رؤية الخلق ورأيت أن هذه داعي يدعو الخلق إليه واستعددت (1) له متى جاءني لا أحتاج أن يقبلني يعني ملك الموت فقال له يا حاتم ما نظرت (2) سعيك أخبرنا أبو القاسم العلوي أنا أبو الحسن المقرئ أنا أبو محمد المصري ثنا أحمد بن مروان أنا أبو بكر بنأبي الدنيا ثنا محمد بن الحسين قال سئل شقيق البلخي ما علامة التوبة قال إدمان البكاء على ما سلف من الذنوب والخوف المقلق من الوقوع بها وهجران إخوان السوء وملازمة أهل الخير (3) قال وثناابن أبي الدنيا ثنا أحمد بن سعيد قال قيل لشقيق البلخي ما علامة العبد المباعد المطرود قال إذا رأيت العبد قد منع الطاعة واستوحش منها قلبه وحلي له المعصية وخفت عليه ورغب في الدنيا وزهد في الآخرة وأشغله بطنه وفرجه لم يسأل من أين أخذ الدنيا فاعلم أنه عبد الله مباعد لم يرضه لخدمته أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأ أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي ثنا عبد الله بن يوسف الأصبهاني ثنا أبو سعيد بن الأعرابي ثنا محمد بن إسماعيل الأصبهاني قال سمعت أبا تراب يقول سمعت حاتما يقول سمعت شقيقا يقول يا فقير لا تشتغل ولا تتعب في طلب الغنى فإنه إذا قسم لك الفقر لا يكون عتبا قال وأنبأ أبو عبد الرحمن السلمي قال سمعت سعيد بن أحمد البلخي يقول سمعت أبي يقول سمعت محمد بن عبيد يقول سمعت خالي محمد بن الليث يقول سمعت حامدا اللفاف يقول سمعت حاتم (4) الأصم يقول سمعت شقيقا يقول ليس
_________
(1) بالأصل: واستعدت
(2) في المختصر: ما خاب سعيك
(3) سير الأعلام 9 / 315
(4) كذا والأظهر: حاتما
পৃষ্ঠা - ১০৩৭৬
للعبد صاحب (1) خير من الهم والخوف هم فيما مضى من ذنوبه وخوف فيما لا يدري ما ينزل به كتب إلي أبو سعد بن الطيوري يخبرني عن عبد العزيز بن علي الأزجي ح وكتب إلي أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين الموازيني يخبرني عن عبد العزيز بن بندار ح وأنبأنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن عبد العزيز أنبأ الحسين بن يحيى بن إبراهيم أنبأ الحسين بن محمد بن علي قالوا أنا أبو الحسن بن جهضم ثنا محمد بن الحسين ثنا العباس بن يوسف ثنا علي بن الموفق قال سمعت شقيق بن إبراهيم يقول بينا أنا ذات ليلة نائم حيال الكعبة في المسجد الحرام إذا (2) رأيت في منامي ملكين أتياني فوقفا علي فقال أحدهما لصاحبه كم حج العام قال له صاحبه حج ثلاثة فلان وفلان وفلان يقال (3) له شقيق قال لا شقيق عليه فضل ثوب فلما كان قابل حججت في عباء فبينا أنا راقد في المسجد الحرام رأيتهما في منامي فقال أحدهما لصاحبه كم يحج العام فقال ثلاثة فلان وفلان وفلان (4) إلا أن الله عز وجل شفعهم في كل من حج أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأ أبو بكر البيهقي أنبأ أبو عبد الرحمن قال سمعت سعيد بن أحمد البلخي يقول سمعت حاتم (5) الأصم يقول سمعت شقيقا يقول تفسير الحمد على ثلاثة أوجه أوله (6) إذا أعطاك الله شيئا تعرف من أعطاك والثاني ترضى بما أعطاك والثالث ما دام قوته في جوفك أن لا تعصيه
_________
(1) بالأصل: صاحب للعبد
وفوق اللفظتين علامتا تحويل وتقديم وتأخير
(2) كذا
(3) في مختصر ابن منظور 10 / 324 وشقيق
(5) كذا والأظهر: حاتما
(6) بالأصل: قوله
পৃষ্ঠা - ১০৩৭৭
أخبرنا أبو القاسم أنبأ أبو بكر البيهقي أنبأ أبو سعد أحمد بن محمد الماليني ثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب ثنا عبد الله بن سهل قال سمعت حاتم (1) الأصم يقول قال شقيق من شكا مصيبة نزلت به إلى غير الله لم يجد في قلبه لطاعة الله حلاوة أبدا أخبرنا أبو المظفر بن القشيري أنبأأبي الأستاذ أبو القاسم قال وقال شقيق إن أردت أن تعرف الرجل فانظر إلى ما وعده الله تعالى ووعده الناس بأيهما يكون قلبه أوثق (2) وقال شقيق تعرف تقوى الرجل بثلاثة اشياء في أخذه ومنعه وكلامه (3) قال الأستاذ (4) وحكى حاتم الأصم قال كنا مع شقيق في مصاف نحارب الترك في يوم لا يرى فيه إلا رؤوس تندر (5) ورماح تقصف (6) وسيوف تتقطع فقال لي شقيق كيف ترى نفسك يا حاتم في هذا اليوم تراه مثل ما كنت في الليلة التي زفت إليك امرأتك فقلت لا والله قال لكني والله أرى نفسي في هذا اليوم مثل ما كنت تلك الليلة ثم نام بين الصفين ودرقته (7) تحت رأسه حتى سمعت غطيطه أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد أنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله (8) ثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا عمر بن الحسين (9) ثنا محمد بن أبي عمران قال
_________
(1) كذا والأظهر: حاتما
(2) الرسالة القشيرية ص 398 وانظر حلية الأولياء 8 / 64
(3) الرسالة القشيرية ص 398
(4) المصدر السابق ص 398 وحلية الأولياء 8 / 64 ونقله الذهبي في السير 9 / 314 من طريق محمد بن عمران
(5) عن المصادر وبالأصل: " تندب " وتندر أي تسقط
(6) في الحلية: تقصر
(7) الدرقة: الترس المصنوع من الجلد وبدون خشب
(8) الخبر في حلية الأولياء 8 / 64
(9) في الحلية: عمر بن الحسن
পৃষ্ঠা - ১০৩৭৮
سمعت حاتم (1) الأصم يقول كنا مع شقيق البلخي ونحن مصافوا الترك في يوم لا أرى فيه إلا رؤوسا تندر (2) وسيوفا تقطع ورماحا تقصر فقال لي شقيق ونحن بين الصفين كيف ترى نفسك يا حاتم في هذا اليوم تراه مثل الليلة التي زفت إليك امرأتك قلت لا والله قال لكني أرى نفسي في هذا اليوم مثله في الليلة التي زفت فيها امرأتي قال ثم نام بين الصفين ودرقته تحت رأسه حتى سمعت غطيطه قال حاتم ورأيت رجلا من أصحابنا في ذلك اليوم يبكي فقلت ما لك قال قتل أخي قال قلت يحبط (3) أجرك صار إلى الله وإلى رضوانه قال فقال لي اسكت ما أبكى على (4) ولا على قتله ولكني أبكي أسفا أن لا أكون دريت كيف كان صبره وقلبه عند وقوع السيف به قال حاتم فأخذني في ذلك اليوم تركي فأضجعني للذبح فلم يكن قلبي به مشغولا كان قلبي باله مشغولا أنظر ماذا يأذن الله في فبينا هو يطلب السكين من (5) خفه إذ (6) جاءه بهم فذبحه فألقاه عني ذكر أبو القاسم بن إسحاق بن إبراهيم بن عبد الرحمن الهروي أن شقيق بن إبراهيم البلخي قتل في غزوة كولان (7) سنة أربع وتسعين ومائة أنبأنا أبو جعفر أحمد بن محمد المكي أنبأ الحسين بن يحيى أنبأ الحسين بن علي أنبأ أبو الحسن بن جهضم قال سمعت أبا الحسن بندار بن الحسين بن المهلب يقول سمعت محمد بن عبيد المصري يقول سمعت عمر بن السري يقول سمعت أبا سعيد الحرار (8) يقول رأيت شقيق البلخي في النوم فقلت له ما فعل الله بك فقال غفر لي غير أنا لا نلحقكم فقلت ولم ذاك قال إنا توكلنا على الله عز وجل بوجود الكفاية وتوكلتم على الله بعدم الكفاية قال فسمعت الصراخ صدق صدق فانتبهت وأنا أسمع الصراخ
_________
(1) كذا
(2) مهملة بدون نقط بالأصل والمثبت عن الحلية
(3) في الحلية: حظ
(4) كذا بياض بالأصل وفي الحلية ما أبكي أسفا عليه ولا على قتله
(5) في الحلية: من جفنه
(6) بالأصل: إذا
(7) كولان: بليدة طيبة في حدود بلاد الترك من ناحية بما وراء النهر (ياقوت)
(8) كذا وفي مختصر ابن منظور 10 / 325: " الخراز " وهو أحمد بن عيسى أبو سعيد البغدادي الخراز ترجمته في سير الأعلام 13 / 419