المجلد الأول
ذكر مقدار ذرع جانبي بغداد طولا وعرضا ومبلغ مساحة أرضها وعدد مساجدها وحماماتها
পৃষ্ঠা - ১৫০
أيا حبذا جسر على متن دجلة بإتقان تأسيس وحسن ورونق
جمال وفخر للعراق ونزهة وسلوة من أضناه فرط التشوق
تراه إذا ما جئته متأملا كشطر عبير خط في وسط مفرق
أو العاج فيه الآبنوس مرقش مثال فيول تحتها أرض زئبق
أنشدنا أبو القاسم عَلِيّ بْن المحسن التنوخي، قَالَ: أنشدني أَبِي لنفسه:
يوم سرقنا العيش فيه خلسة في مجلس بفناء دجلة مفرد
رق الهواء برقة قدامه فغدوت رقا للزمان المسعد
فكأن دجلة طيلسان أبيض والجسر فيها كالطراز الأسود
حَدَّثَنِي هلال بْن المحسن، قَالَ: ذكر أنه أحصيت السميريات المعبرانيات بدجلة في أيام الناصر لدين الله، وهو أَبُو أَحْمَد طلحة الموفق، فكانت ثلاثين ألفا، قدر من كسب ملاحيها في كل يوم تسعون ألف درهم
ذكر مقدار ذرع جانبي بغداد طولا وعرضا ومبلغ مساحة أرضها وعدد مساجدها وحماماتها
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ الوراق، قَالَ: أَخبرنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عمران، قَالَ: أخبرنا أَبُو بكر مُحَمَّد بْن يَحْيَى النديم، قَالَ: ذكر أَحْمَد بْن أَبِي طاهر في كتاب بغداد: أن ذرع بغداد الجانبين، ثلاثة وخمسون ألف جريب وسبع مائة وخمسون جريبا، منها الجانب الشرقي ستة وعشرون ألف جريب وسبع مائة وخمسون جريبا، والغربي سبعة وعشرون ألف جريب
পৃষ্ঠা - ১৫১
قَالَ أَبُو الْحَسَنِ: ورأيت في نسخة أخرى غير نسخة مُحَمَّد بْن يَحْيَى: أن ذرع بغداد ثلاثة وأربعون ألف جريب وسبع مائة جريب وخمسون جريبا، منها الجانب الشرقي سنة عشر ألف جريب وسبع مائة وخمسون جريبا والجانب الغربي سبعة وعشرون ألف جريب.
رجع إِلَى حديث مُحَمَّد بْن يَحْيَى: وأن عدد الحمامات كانت في ذلك الوقت ببغداد ستين ألف حمام.
وَقَالَ: أقل ما يكون في كل حمام خمسة نفر، حمامي وقيم وزبال ووقاد وسقاء.
يكون ذلك ثلاث مائة ألف رجل، وذكر أنه يكون بإزاء كل حمام خمسة مساجد يكون ذلك ثلاث مائة ألف مسجد، وتقدير ذلك أن يكون أقل ما يكون في كل مسجد خمسة أنفس، يكون ذلك ألف ألف وخمس مائة ألف إنسان، يحتاج كل إنسان من هؤلاء في ليلة العيد إِلَى رطل صابون، يكون ذلك ألف ألف وخمس مائة ألف رطل صابون، يكون ذلك حساب الجرة مائة وثلاثين رطلا: ألف جرة ومائة وخمسين جرة وثمانية جرار ونصفا.
يكون ذلك زيتا، حساب الجرة ستين رطلا، ست مائة ألف رطل وتسعة آلاف رطل وخمس مائة رطل وعشرة أرطال.
حَدَّثَنِي هلال بْن المحسن، قَالَ: كنت يوما بحضرة جدي أَبِي إسحاق إِبْرَاهِيم بْن هلال الصابي في سنة ثلاث وثمانين وثلاث مائة، إذ دخل عليه أحد التحار الذين كانوا يغشونه ويخدمونه، فقال له: في عرض حديث حدثه به، قَالَ: قال لي أحد التحار: إن ببغداد اليوم ثلاثة آلاف حمام.
فقال له جدي: سبحان الله، هذا سدس ما كنا عددناه وحصرناه.
فقال له: كيف ذاك؟ فقال جدي: أذكر وقد كتب ركن الدولة أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَن بْن بويه إِلَى الوزير أَبِي مُحَمَّد المهلبي بما قَالَ فيه: ذكر لنا كثرة المساجد والحمامات ببغداد،
পৃষ্ঠা - ১৫২
واختلفت علينا فيها الأقاويل، وأحببنا أن نعرفها على حقيقة وتحصيل، فتعرفنا الصحيح من ذلك.
قَالَ جدي: وأعطاني أَبُو مُحَمَّد الكتاب، وَقَالَ لي: امض إِلَى الأمير معز الدولة، فأعرضه عليه واستأذنه فيه، ففعلت.
فقال له الأمير: استعلم ذلك وعرفنيه، فتقدم أَبُو مُحَمَّد المهلبي إِلَى أَبِي الْحَسَن البازعجي، وهو صاحب المعونة، بعد المساجد والحمامات.
قَالَ جدي: فأما المساجد، فلا أذكر ما قيل فيها كثرة، وأما الحمامات فكانت بضعة عشر ألف حمام.
وعدت إِلَى معز الدولة وعرفته ذلك، فقال: اكتبوا في الحمامات أنها أربعة آلاف، واستدللنا من قوله على إشفاقه وحسده أباه على بلد هذا عظمه وكبره.
وأخذ أَبُو مُحَمَّد، وأخذنا نتعجب من كون الحمامات هذا القدر، وقد أحصيت في أيام المقتدر بالله فكانت سبعة وعشرين ألف حمام، وليس بين الوقتين من التباعد ما يقتضي هذا التفاوت.
قَالَ هلال: وقيل إنها كانت في أيام عضد الدولة خمسة آلاف حمام وكسرا.
قلت: لم يكن لبغداد في الدنيا نظير في جلالة قدرها، وفخامة أمرها، وكثرة علمائها وأعلامها، وتميز خواصها وعوامها، وعظم أقطارها وسعة أطرارها، وكثرة دورها ومنازلها، ودروبها وشوارعها، ومحالها، وأسواقها، وسككها، وأزقتها، ومساجدها، وحماماتها، وطررها، وخاناتها، وطيب هوائها، وعذوبة مائها، وبرد ظلالها وأفيائها، واعتدال صيفها وشتائها، وصحة ربيعها وخريفها، وزيادة ما حصر من عدة سكانها.
وأكثر ما كانت عمارة وأهلا في أيام الرشيد، إذ الدنيا قارة المضاجع، دارة المراضع، خصيبة، المراتع، مورودة المشارع.
ثم حدثت بها الفتن، وتتابعت على أهلها
পৃষ্ঠা - ১৫৩
المحن، فخرب عمرانها، وانتقل قطانها، إلا أنها كانت قبل وقتنا والسابق لعصرنا على ما بها من الاختلال والتناقص في جميع الأحوال، ومباينة لجميع الأمصار، ومخالفة لسائر الديار.
ولقد حَدَّثَنِي الْقَاضِي أَبُو القاسم علي بن المحسن التنوخي، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّد بْن صالح الهاشمي في سنة ستين وثلاث مائة، قَالَ: أَخْبَرَنِي رجل يبيع سويق الحمص منفردا به، وأسماه لي وأنسيته، أنه حصر ما يعمل في سوقه من هذا السويق كل سنة، فكان مائة وأربعين كرا، يكون حمصا مائتين وثمانين كرا، يخرج في كل سنة حتى لا يبقى منه شيء، ويستأنف عمل ذلك للسنة الأخرى.
قَالَ: وسويق الحمص غير طيب، وإنما يأكله المتجملون والضعفاء شهرين أو ثلاثة عند عدم الفواكه، ومن لا يأكله من الناس أكثر.
قلت: ولو طلب من هذا السويق اليوم في جانبي بغداد مكوك واحد ما وجد.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ الوراق، وأحمد بْن عَلِيّ المحتسب، قالا: أَخبرنا مُحَمَّد بْن جعفر النحوي، قَالَ: حدثنا الْحَسَن بْن مُحَمَّد السكوني، قَالَ: حدثنا مُحَمَّد بْن خلف، قَالَ: قَالَ أَبُو الفضل أَحْمَد بْن أَبِي طاهر: أخذ الطول من الجانب الشرقي من بغداد لأبي أَحْمَد، يَعْنِي: الموفق بالله، عند دخوله مدينة السلام، فوجد مائتي حبل وخمسين حبلا وعرضه مائة وخمسة أحبل، فيكون ستة وعشرين ألف جريب، ومائتين وخمسين جريبا، ووجد الجانب الغربي طوله